نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-06-2006, 11:42 PM   #[1]
Garcia
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Garcia
 
افتراضي إننا محكومون بالأمل / سعد الله ونوس

الجوع إلى الحوار - سعد الله ونوس

" كلفني المعهد الدولي للمسرح ، التابع لليونسكو ، بكتابة " رسالة يوم المسرح العالمي " لعام 1996 ، وقد كتبتُ هذه الرسالة التالية ، التي ترجمت إلى لغات العديد من بلدان العالم ، وقرئت على مسارحها " :

لو جرت العادة على أن يكون للاحتفال بيوم المسرح العالمي ، عنوانا وثيق الصلة بالحاجات ، التي يلبيها المسرح ، ولو على مستوى الرمزي ، لاخترت لاحتفالنا اليوم هذا العنوان " الجوع إلى الحوار " . حوار متعدد ، مركب ، وشامل . حوار بين الأفراد ، وحوار بين الجماعات . ومن البديهي أن هذا الحوار يقتضي تعميم الديمقراطية ، واحترام التعددية ، وكبح النزعة العدوانية عند الأفراد والأمم على السواء . وعندما أجس هذا الجوع ، وأدرك إلحاحه وضرورته ، فإني أتخيل دائماً ، أن هذا الحوار يبدأ من المسرح ، ثم يتموج متسعاً و متنامياً ، حتى يشمل العالم على اختلاف شعوبه ، وتنوع ثقافاته . وأنا أعتقد ، أن المسرح ، ورغم كل الثورات التكنولوجية ، سيظل ذلك المكان النموذجي ، الذي يتأمل فيه الإنسان شرطه التاريخي والوجودي معاً . وميزة المسرح التي تجعله مكاناً لا يُضاهى ، هي أن المتفرج يكسر فيه محارته ، كي يتأمل الشرط الإنساني في سياق جماعي يوقظ انتماءه إلى الجماعة ، ويعلّمه غنى الحوار وتعدد مستوياته . فهناك حوار يتم داخل العرض المسرحي ، وهناك حوار مضمرٌ بين العرض والمتفرج . وهناك حوار ثالث بين المتفرجين أنفسهم .. وفي مستوى أبعد ، هناك حوار بين الاحتفال المسرحي " عرضاً وجمهوراً " وبين المدينة التي يتم فيها هذا الاحتفال . وفي كل مستوى من مستويات الحوار هذه ، ننعتق من كآبة وحدتنا ، ونزداد ‘إحساساً ووعياً بجماعيتنا . ومن هنا ، فإن المسرح ليس تجلياً من تجليات المجتمع المدني فحسب ، بل هو شرط من شروط قيام هذا المجتمع ، وضرورة من ضرورات نموه وازدهاره . ولكن عن أي مسرح أتكلم ! هل احلم ، أم هل أستثير الحنين إلى الفترات التي كان المسرح فيها بالفعل حدثاً يفجر في المدينة الحوار والمتعة ! لا يجوز أن نخادع أنفسنا ، فالمسرح يتقهقر . وكيفما تطلعتُ ، فإني أرى كيف تضيق المدن بمسارحها ، وتجبرها على التقوقع في هوامش مهملة ومعتمة ، بينما تتوالد وتتكاثر في فضاءات هذه المدن الأضواء ، والشاشات الملونة ، والتفاهات المعلبة . لا أعرف فترة عانى فيها المسرح مثل هذا العوز المادي والمعنوي . فالمخصصات التي كانت تغذيه تضمر سنة بعد سنة ، والرعاية التي كان يحاط بها ، تحولت إلى إهمال شبيه بالازدراء ، غالباً ما يتستر وراء خطاب تشجيعي ومنافق . وما دمنا لا نريد أن نخادع أنفسنا ، فعلينا الاعتراف ، بأن المسرح في عالمنا الراهن بعيد عن أن يكون ذلك الاحتفال المدني ، الذي يهبنا فسحة للتأمل ، والحوار ، ووعي انتمائنا الإنساني العميق . وأزمة المسرح ، رغم خصوصيتها ، هي جزء من أزمة تشمل الثقافة بعامة . ولا أظن أننا نحتاج إلى البرهنة على أزمة الثقافة ، وما تعانيه هي الأخرى من حصار وتهميش شبه منهجيين . وإنها لمفارقة غريبة أن يتم ذلك كله ، في الوقت الذي توفرت فيه ثروات حولت العالم إلى قرية واحدة ، وجعلت العولمة واقعاً يتبلور ، ويتأكد يوماً بعد يوم . ومع هذه التحولات ، وتراكم تلك الثروات ، كان يأمل المرء ، أن تتحقق تلك اليوتوبيا ، التي طالما حلم بها الإنسان . يوتوبيا أن نحيا في عالم واحد متضافر . تتقاسم شعوبه خيرات الأرض دون غبن ، وتزدهر فيه إنسانية الإنسان دون حيفٍ أو عدوان . ولكن .. يا للخيبة! فإن العولمة التي تتبلور وتتأكد في نهاية قرننا العشرين ، تكاد تكون النقيض الجذري لتلك اليوتوبيا ، التي بشر بها الفلاسفة ، وغذت رؤى الإنسان عبر القرون . فهي تزيد الغبن في الثروات وتعمق الهوة بين الدول الفاحشة الغنى ، والشعوب الفقيرة والجائعة . كما أنها تدمر دون رحمة ، كل أشكال التلاحم داخل الجماعات ، وتمزقها إلى أفراد تضنيهم الوحدة والكآبة . ولأنه لا يوجد أي تصور عن المستقبل ، ولأن البشر وربما لأول مرة في العالم ، لم يعودوا يجرؤن على الحلم فإن الشرط الإنساني في نهايات هذا القرن يبدو قاتماً ومحبطاً . وقد نفهم بشكل أفضل مغزى تهميش الثقافة ، حيث ندرك أنه في الوقت الذي غدت فيه شروط الثورة معقدة وصعبة ، فإن الثقافة هي التي تشكل اليوم الجبهة الرئيسية لمواجهة هذه العولمة الأنانية ، والخالية من أي بعدٍ إنساني . فالثقافة هي التي يمكن أن تبلور المواقف النقدية ، التي تعري ما يحدث وتكشف آلياته . وهي التي يمكن أن تعين الإنسان على استعادة إنسانيته ، وأن تقترح له الأفكار والمثل ، التي تجعله أكثر حرية ووعياً وجمالاً . وفي هذا الإطار ، فإن للمسرح دوراً جوهرياً في إنجاز هذه المهام النقدية والإبداعية ، التي تتصدى لها الثقافة . فالمسرح هو الذي سيدرّبنا ، عبر المشاركة والأمثولة ، على رأب الصدوع والتمزقات التي أصابت جسد الجماعة . وهو الذي سيحيي الحوار الذي نفتقده جميعاً . وأنا أؤمن أن بدء الحوار الجاد والشامل ، هو خطوة البداية لمواجهة الوضع المحبط الذي يحاصر عالمنا في نهاية هذا القرن .

* * *

إننا محكومون بالأمل . وما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ . منذ أربعة أعوام وأنا أقاوم السرطان . وكانت الكتابة ، وللمسرح بالذات ، أهم وسائل مقاومتي . خلال السنوات الأربع ، كتبت وبصورة محمومة أعمالاً مسرحية عديدة . ولكن ذات يوم ، سئلت وبما يشبه اللوم : ولمَ هذا الإصرار على كتابة المسرحيات ، في الوقت الذي ينحسر المسرح ، ويكاد يختفي من حياتنا ! باغتني السؤال ، وباغتني أكثر شعوري الحاد بأن السؤال استفزني ، بل وأغضبني . طبعاً من الصعب أن أشرح للسائل عمق الصداقة المديدة ، التي تربطني بالمسرح ، وأنا أوضح له ، أن التخلي عن الكتابة للمسرح ، وأنا على تخوم العمر ، هو جحود وخيانة لا تحتملها روحي ، وقد يعجلان برحيلي . وكان عليّ لو أردت الإجابة أن أضيف ، " إني مصرّ على الكتابة للمسرح ، لأني أريد أن أدافع عنه ، وأقدّم جهدي كي يستمر هذا الفن الضروري حياً " . وأخشى أنني أكرر نفسي ، لو استدركت هنا وقلت :" إن المسرح في الواقع هو أكثر مكن فن ، إنه ظاهرة حضارية مركّبة سيزداد العالم وحشة وقبحاً وفقراً ، لو أضاعها وافتقر إليها " . ومهما بدا الحصار شديداً ، والواقع محبطاً ، فإني متيقن أن تظافر الإرادات الطيبة ، وعلى مستوى العالم ، سيحمي الثقافة ، ويعيد للمسرح ألقه ومكانته .

إننا محكومون بالأمل . وما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ
-------------------------------------------------------------------
* رحم الله الكاتب المسرحى المبدع سعد الله ونوس فقد كان صاحب فكر عظيم ...
كان مدخلى له عبر الكتابات التى كتبها حوله الراحل عبدالرحمن منيف ..
وان رحلوا عن الحياة فستظل اعمالهم خالدة وباقية وهذه شمعة وفاء وتقدير
فى ذكرى رحيل سعدالله ونوس ...
وبنفس الوقت بمثابة تحريض للاخوة المسرحيين بالمنتدى والمهمومين
بقضايا المسرح , ان ينقبوا لنا فى ذلك العالم الجميل , وعن المسرح
العربى بعد رحيل سعدالله ونوس , ويعرجوا للمسرح
السودانى وهمومه , واثر المنفى على الفنان و .... الخ
اخص بالذكر الاعزاء منعم ابراهيم وناصر يوسف ...
Garcia



التوقيع: لو انى اكتشفت سر الحياة ... لعلمت حكمة الموت ( رباعيات عمر الخيام )
Garcia غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25-06-2006, 02:41 AM   #[2]
منعم ابراهيم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية منعم ابراهيم
 
افتراضي

العزيز قارسيا


دوما تاتينا بالاشياء الجميلة


رحم الله سعد الله ونوس ( )


سوف اساهم ببعض الكتابات...عنه


خاصة رأس المملوك جابر ...تلك المسرحية التي لم تغب لحظة عن
جدول الاعمال المميزة في ذاكرة طلاب المعهد


سوف أأتي لاحقا ياشفيف



منعم ابراهيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25-06-2006, 08:54 AM   #[3]
Garcia
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Garcia
 
افتراضي

الاخ الجميل منعم
لك عاطر التحية والمرور فى رحاب ذكرى الراحل المقيم / سعدالله ونوس ...
وفى انتظار ان تتحفنا ببعض من ثماره الطيبة , وكتاباته البديعة ..
وحتى ذلك الوقت لك كل الود والمنى ...



التوقيع: لو انى اكتشفت سر الحياة ... لعلمت حكمة الموت ( رباعيات عمر الخيام )
Garcia غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25-06-2006, 10:30 AM   #[4]
Garcia
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Garcia
 
افتراضي

سعد الله ونوس فى سطور :

كاتب مسرحي سوري ولد في حصين البحر بمحافظة طرطوس عام 1941 ، واشتهر منذ الستينات كواحد من أبرز وجوه الحركة الثقافية والمسرحية في العالم العربي .

درس الصحافة في القاهرة وأنهى دراسته في عام 1963 . وفي تلك الفترة بدأ اهتمامه بالمسرح وكتب مسرحيات قصيرة صدرت عن وزارة الثقافة في سوريا عام 1965 ، في كتاب مستقل تحت عنوان " حكايا جوقة التماثيل " ثم جمعت مع غيرها في كتابين صدرا عن الآداب في لبنان عام 1978 . ومن أهم هذه المسرحيات القصيرة " ميدوزا تحدق في الحياة " و " فصد الدم " (1963) ، و " جثة على الرصيف " ومأساة بائع الدبس الفقير " والرسول المجهول في مأتم انتيجونا " (1964) و " الجراد " (1965).
سافر إلى فرنسا عام 1966 وتعرف على المسرح الغربي في فترة تحولاته الأساسية ، واستطاع أن يستوعب أهم الطروحات الجديدة في تلك المرحلة وأن يطوعها في أعماله على أرضية المسرح العربي واهتماماته . فاستخدم " الهابننغ والتحريض " وأدخل تقنياتهما على موضوع الحرب في عام 1968 وذلك لكي يطرح سؤالا جوهريا حول الهزيمة مشككا بقدرة الكتابة المسرحية التقليدية على التعبير عن المستجدات والأحداث العنيفة المعاصرة كما في مسرحية " حفلة سمر من أجل 5 حزيران " .
حيث عرى فيها الهزيمة وشرح أسبابها بأن المجتمع منهار من الداخل يقول: "وأن أمضي في كتابة المسرحية لم أفكر بأصول مسرحية، ولا بمقتضيات جنس أدبي محدد. لم تخطر ببالي أية قضية نقدية كنت فقط أتصور وغالباً بانفعال حسي حقيقي، أني أعري واقع الهزيمة وأمزق الأقنعة عن صانعيها".
إن استخدام تقنيات المسرح الغربي ، في تلك المرحلة ، لم يؤد عند سعد الله ونوس ، بأي حال من الأحوال إلى عملية نسخ ، وإنما كان عملية جدلية ربطت ودمجت بين أهم التطورات التي دخلت على المسرح العالمي في الغرب ، وبين أشكال وتقاليد " الفرجة " في تراثنا الثقافي والشعبي . وهذا ما نجده في مسرحيات مثل " الملك هو الملك " ( 1978 ) و " الفيل يا ملك الزمان " ، و " مغامرة رأس المملوك جابر " ( 1969 ) حيث يحكي حكواتي لجمهور مقهى شعبي حكاية المملوك الذي ضيع رأسه في معمعة الصراع على السلطة . في هذه المسرحيات يستخدم ونوس تقنيات اللعبة والحكاية التي تولد حكاية أخرى ( كما في حكايات ألف ليلة وليلة ) ، وتقنية المسرح داخل المسرح بحيث تبدو الأمور وكأنه لعب ينقلب إلى جد . وقد بلور ونوس عبر هذه المسرحيات مفهوم " التسييس " وميزه عن المسرح السياسي .

وبالإضافة إلى ذلك صاغ ونوس أفكاره عن المسرح والثقافة بشكل نظري في كتابي " بيانات لمسرح عربي جديد " و " هوامش ثقافية " . والواقع أن اهتمامات ونوس المتعددة والمتنوعة على المستوى الثقافي قد تبلورت في نواح عديدة منذ البداية . فقد قام بترجمة جان فيلار إلى العربية ، وكتب مسرحية عن مؤسس المسرح في سوريا وهي " سهرة مع أبي خليل القباني " . كما ساهم في ترسيخ أسس لمهرجان مسرحي في دمشق ، وأسس وترأس تحرير مجلة مسرحية مختصة هي ( الحياة المسرحية ) ، وساهم في إنشاء معهد لتدريس المسرح في سوريا .

كرم سعد الله ونوس في محافل عديدة أهمها مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي في دورته الأولى ومهرجان قرطاج بـ تونس عام 1989 وحصل على جائزة سلطان العويس الثقافية عن حقل المسرح في دورتها الأولى .

ذاك النورس المهاجر كان همه بحجم الوطن، فالوطن مصاب بالسرطان فأصيب سعد بهذا المرض الخبيث في عام 1992 "سرطان البلعوم". وفي عام 1994 عاوده السرطان في الكبد هذه المرة وبدأ دورة علاج طويلة في دمشق.
تخلى عن عضويته في اتحاد الكتاب العرب، احتجاجاً على فصل الشاعر أدونيس من الاتحاد وقد صاحب هذا الفصل حملة ديماغوجية قوامها التزوير والتخوين واحتكار الوطنية، وقد دفعه ذلك إلى مساجلة هذه الحملة في عدة مجلات عربية.

وفي عام 1995 يواصل العلاج مع متاعبه وأثاره الجانبية، يحاول الحضور في كل المناسبات التي تستدعي أن يتخذ المثقف موقفاً ويقول رأياً، وفي العام نفسه يكتب "ملحمة السراب".

في عام 1995 ينتخبه المعهد العالي للمسرح التابع لليونسكو لكتابة الرسالة التي توجه إلى جميع مسارح العالم في يوم المسرح العالمي. يكتب الرسالة ويبعثها إلى المعهد حيث تترجم إلى الفرنسية والإنكليزية قبل نهاية العام. وألقيت هذه الكلمة من على مسارح العالم في يوم المسرح العالمي 27/3/1996
صدرت أعماله الكاملة في عام 1996 ، في ثلاثة مجلدات عن دار الأهالي بدمشق ، جمعت فيها كل المسرحيات الطوية والقصيرة والنصوص النظرية من بيانات وكتابات تتعلق بالمسرح . وقد ترجمت مسرحياته إلى العديد من اللغات الأجنبية كما نشرت وتم عرضها في كثير من الدول العربية والأوربية .
وترجمت الكثير من أعماله إلى الفرنسية والإنكليزية والروسية والألمانية والبولونية والأسبانية.
رحل سعد الله ونوس في الخامسة عشر من أيار / مايو 1997 ، أثر مرض دام لسنوات لم ينقطع خلالها عن الكتابة . ومن أعماله في هذه الفترة " طقوس الإشارات والتحولات " و " والأيام المخمورة " .



التوقيع: لو انى اكتشفت سر الحياة ... لعلمت حكمة الموت ( رباعيات عمر الخيام )
Garcia غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-06-2006, 08:45 AM   #[5]
منعم ابراهيم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية منعم ابراهيم
 
افتراضي

سعد الله ونوس من اميز كتاب المسرح العربي ...لا نقول المسرح السوري ..لان القضايا التي شغلت المنطقة العربية في الفترة مابعد هزيمة حزيران 67 ..ألقت بظلالها علي منتوج العقل السائد في تلك الفترة ...وفكرة القومية العربية وقتها في مرحلة التخلق والتكوين ..مع وجود المد الاشتراكي العربي وتجليات القضية الفلسطينية..وظاهرة المخيمات والهجرة العكسية ليهود العالم. اذن لايمكننا ان نقول هنالك مسرحا سوريا خالصا منفصلا عن المحيط العربي أو علي أقل تقدير منطقة الهلال الخصيب .

يمكن القول ان مسرحيات الراحل سعد الله ونوس تميزت بظاهرة فنية خارجة عن المألوف تحاول ان تعكس حالة القلق التي تعتري جيل كامل تركزت فيه مرارة الهزيمة جراء التخاذل المخزي في زمن الانهيارات العاطفية
والنفسية ,ومأزقية التحولات كما اشار اليها سعد الله ونوس في طقوس الاشارات التحولات .


مسرحية رأس المملوك جابر تأتي في مقدمة أعمال سعد الله ونوس لا لجرأتها في طرح تفاصيل مقموعة في ذاكرة الشعب العربي وهي التعبير عن الاحباطات التي خلفتها الانظمة المستبدة تجاه شعارات دعمتها الجماهير من أجل الوحدة والقوميةأو هزيمتها في توفير مناخ جيد للحوارات السياسية والثقافية والاقتصادية ,الامر الذي فتح فضاءات رحبة للتمترس خلف كيان الطائفة والقبيلة ( الحرب الاهلية في لبنان) نموذجا كاحد مظاهرها .
رأس المملوك جابر تبلورت علي هذه الخلفية وتميزت بتعدد الحيل الفنية " المنلوج" احد الاعمدة الاساسية التي ارتكز عليها سعد الله ونوس للانتقال الجيد عبر الاحداث ..وتخطي الحواجز الزمنية بين الموروث والواقع .والفواصل بين هزلية المشهد وجدية الخطاب كرسالة يلتقطها الجمهور ويعادلها مع واقعه...بل ذهب في تقنيته الي ابعد من ذلك حيث حول المشهد من خشبة المسرح ليشمل الجمهور.


نواصل



منعم ابراهيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-06-2006, 09:57 AM   #[6]
Garcia
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Garcia
 
افتراضي

العزيز منعم ابراهيم
تحية ندية , تسجيل حضور ومتابعة لهذا العرض الرائع , حول عوالم سعدالله ونوس الرحبة ...



التوقيع: لو انى اكتشفت سر الحياة ... لعلمت حكمة الموت ( رباعيات عمر الخيام )
Garcia غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 07:04 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.