نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-03-2011, 03:43 PM   #[16]
الزوول
عضو
الصورة الرمزية الزوول
 
افتراضي


حرف الـــــــــــــتاء


تاج الدين البهاري البغدادي

واسمه محمد، والبهاري نعته، مأخوذة من قولهم قمر باهر: أي مضئ، وسمي بذلك لضياء وجهه.

ريحانة من أخباره: هو الشيخ الإمام القطب الرباني والغوث الصمداني خليفة الشيخ عبد القادر الجيلاني، مولده بغداد وحج إلى بيت الله الحرام ومنه قدم بلاد السودان بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم والشيخ عبد القادر الجيلاني، وفد مع داوود بن عبد الجليل أبو الحاج سعيد جد ناس العيدي، وقدومه أو النصف الثاني من القرن العاشر أول ملك الشيخ عجيب، وسكن مع داوود في واد الشعير ضهرة أم عضام، وموضع خلوته إلى الآن باقي يوجد فيه مكسور الزجاج، وهي في وسط ترس يقال له ترس نقى، وتزوج إمرأة من ناس العك ولد منها ابنتان وقيل ثلاثة، وأقام في الجزيرة سبع سنين، وسلك خمس رجال منهم الشيخ محمد الهميم، والشيخ بان النقا الضرير، وحجازي باني أربجي ومسجدها، وشاع الدين جد الشكرية، والشيخ عجيب الكبير، و تقدم في حرف الباء كيفية سلوكهم، وقيل سلك أربعين إنسانا منهم الفقيه حمد النجيض صاحب مسجد إسلانج، والفقيه رحمة جد الحلاويين، والعمدة ولد عبد الصادق، وبان النقا، وقال الولدان يحيوا البلد، وقيل سافر إلى تقلي وسلك فيها عبد الله الحمال جد الشيخ حمد ولد الترابي مع جماعة، ولما أراد السفر إلى الحجاز قال لجيرانه:” أنا جيت من بغداد لأجل هذا الولد، خلفته في مكاني، مثل ما بتعاينوا لي عاينوا له، وأداه الأسماء والصفات ومعرفة دخول الخلوات والرياضة، وقال له:” محمد ولدي: سبع سنين لا دين ولادنيا، بعدهن يجيك الدين والدنيا”، قال الشيخ عجيب قال له:” بدور ملكي في ذريتي”، فالتزم له ذلك، والتزم لحجازي الغنى في ذريته، والتزم لشاع الدين نياقه ما يمرقن من ذريته، وسافر وخلاهم متوجهين إلى الله تعالى، لا ظهرت لهم كرامات ولا خوارق عادات إلا بعد المدة المذكورة، وقال للشيخ محمد:” تسكن أرضا يقال لها النادرة، سلوكة ود لوكة، يتسوق فيها اليمن والحجاز.

تاجـــــــــــوري
النحاس بن الشيخ عبد الله ولد حسوبة، وكان من المجاذيب وله كرامات وخوارق عادات.

تريـــــــــجم
الرفاعي، والد بالهلالية، أخذ من الشيخ دفع الله، ودفن بالهلالية، ويتحالف عنده الخصما فمن كان كاذب إنضر.



التوقيع:
يا متلبك في الأدران ... الحجـر الأسـود مـاهو البروة
وماها مكاوي الكعبة تجيها ... حين ينكرفس توب التقوى
ومافي خرط للجنة تودي وما في خطط ممهـورة برشوة
والمشروع الديني الخـالص ... ما محتاج لدراسة جدوى
ويات من قال "يا رب" من قلـبو ... رد الخالق دايما "أيوه"


حِمّيد
الزوول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18-03-2011, 07:51 PM   #[17]
الزوول
عضو
الصورة الرمزية الزوول
 
افتراضي

حــــــــرف الجيـــــــــــــــــــــــــــــــم


جابر وجبر الله
إبنا عون بن سليم بن رباط بن غلام الله الركابي، وجابر هو أبو الأيمة الأربعة الذين عليهم نظام الدنيا والدين، وأمهم اسمها صافية، يقال أن الخير ما وجدوه إلا بدعا أبيهم وأمهم، وهذا يدل على صلاحهم كما سبق الكلام على ذلك في حرف الألف، وأما جبر الله أخيه ذريته أولاد أم شيخ، أصحاب مسجد الهلالية.

جودت الله وجوده
فقها كردفال. أما جودت الله فمن بني محمد محله الزلطة في دار الريح، تفقه بالقدال بن الفرض وخدمه حتى ظنوا الناس أنه عبده، وعيلته يدابروه على الشراد، وعنه أخذ العلم مختار ولده، وهو شارح الأخضري، وشيخه القدال نجع عنده في سنة أم لحم، وأما جودة والدومة وأصلهما من بني عمران، أخذوا الفقه من الفقيه الزين.

جار النبي وجبارة
قدموا من اليمن، محلهم حضرموت، وجار النبي كان عبدا صالحا طيبا معتقدا فيه ومسكنه دليل، صاحب حلة دليل قام على قدمه في الدين والصلاح والطب وإقبال الخلق عليه للتبرك بدعائه.

جميل بن محمد
ولد بقري، جمع بين الفقه والتصوف، أخذ الفقه على الشيخ الزين والتصوف على الشيخ حسن ولد حسونة، وقال للشيخ:” ما أديتني شيئا”، قال له:” ما أديتك قيام ثلث الليل الأخير؟!” وكان مجاب الدعوة حيا وميتا، وإن أحد أولاده تمالوا على قتله جماعة وقتلوه ليلا شر قتلة وأدخلوه البحر وقالوا شالوا تمساح، فإن تلك الجماعة لهم دار معمورة، وصاروا يقتتلون بعضهم بعضا، بعضهم قتلته السلطنة، وديارهم صارت رسما ومأوى للكلاب.

جنيــــــــــــــــد

والجنيد هو إبن الشيخ النقر بن الشيخ عبد الرازق، اتخذ مذهب التصوف يلبس الجبة، وكان مجذوبا عطابا، وتوفي بالحلفاية وقبره ظاهر.

الجنيد ولد طه بن عمار
اتخذ مذهب الصوفية وأخذ الطريقة الصوفية من الشيخ دفع الله ولد الشافعي، وسلك وأرشد وأدخل الخلوات بالرياضة، وأعطاه الله قبولا تاما عند الملوك والسلاطين وعامة الخلق، لاسيما أهل الحرمين والحجاز وجدة، وبعضهم سلك عليه الطريقة، وما أتفق له في الحجاز ما وقع لأحد من ناس البر إلا لشرف الدين ولد بري في حجته، وكان حجاجا إلى بيت الله الحرام، وحجته الأولى سنة ستين وكانت له حجة مبرورة زاد فيها في الدين والصلاح، وقامت معه خلايق لا يحصون، وتوفي بأحد الحرمين، وتأسفت عليه أهل الحرمين وأهل بلده عامة فهو خاتمة المسلكين.

جــــــاد الله
وجاد الله الشكري رجل جاء من الريف، وكان ورعا تقيا عارفا عابدا زاهدا متواضعا، وتوفي ببندر سنار، بينه وبين الخطيب عبد اللطيف خوة واتحادا عظيما.

جــــــاد الله
حوار الفقيه حمد بن مريم، وكان كشيخه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لايم، قام بحق الله وحق العباد، وكان مؤمنا قويا ممتثلا لأمر شيخه، بنى لشيخه بيتا بالحجر، الموخابره يقول هو من بنا الكفار، بعض حجارته عشرة أنفس ما بقدروا يحملوها إلى سقف البيت، وقالوا يقع هو والحجر من السقف ما يحصل له ضرر، وله أولاد صالحون وبنات صالحات، انتهى.



التوقيع:
يا متلبك في الأدران ... الحجـر الأسـود مـاهو البروة
وماها مكاوي الكعبة تجيها ... حين ينكرفس توب التقوى
ومافي خرط للجنة تودي وما في خطط ممهـورة برشوة
والمشروع الديني الخـالص ... ما محتاج لدراسة جدوى
ويات من قال "يا رب" من قلـبو ... رد الخالق دايما "أيوه"


حِمّيد
الزوول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18-03-2011, 07:59 PM   #[18]
الزوول
عضو
الصورة الرمزية الزوول
 
افتراضي

حرف الحـــــــــــــــــــــــــاء

حسن بن حسونة بن الحاج موسى
فإن الحاج موسى قدم من المغرب من الجزيرة الخضراء من جزاير الأندلس، فتزوج في المسلمية فولد حسونة، وقال وضعت نسلي في أصلي، وتزوج حسونة بنت خاله فاطمة بنت وحشية أخت الحاج لقاني، وأمها صاردية خميسية، وولد حسونة من فاطمة أربعة: الشيخ حسن، والعجمي، وسوار، والحاجة نفيسة، وأولاد فاطمة الأربعة عقر ما ولدوا، ولد الشيخ بالجزيرة كجوج،
ريحانة من أخباره: فالكلام فيه على فصلين: الأول في سبب بدايته وما أكرمه الله به من الكرامات، الفصل الثاني في إحيايه للموتى وإبرايه ذوي العاهات والآفات، أما الأول قال الشيخ صالح ولد بان النقا:” حدثني الكوفي ـ حوار الشيخ حسن ـ قال لي:” أخبرك يا كوفي بسبب بدايتي: أول أمري خرجت أطلب لي شيخا في الطريقة فدخلت الجزيرة إسلانج فأكرموني وضيفوني فيها، فقلت هؤلاء أكرموني وضيفوني، ما هم شيوخي، سافرت إلى الجزيرة أنقاوي فأكرموني فيها، فقلت ما هم شويخي، ثم جيت إلى المطرفية فوجدت الفقيه أبو بكر شيخا كبير مجتمعين عنده الناس على كرامة، فقال لواحد منهم:” في لحم؟” قال له:” نعم” قال :”في ملاح؟” قال :” نعم” قال لي:” يافقير شيل ها الفضلة ملحها بالماء وأكل”، فقلت هذا الما أكرمني هو شيخي، ثم قال لي:” يا فقير أملأ هذه الركوة من البحر، فلما جيت عند البحر فامتلآت وحدها في البحر وجاءتني من غير أن أملآها، فجيت إلى الشيخ فوجدته شابا، فتوضأ وصلى ثم طال حتى وصل رأسه عرش الخلوة، ثم عاد على حاله شيخا، فقلت في نفسي:” هذا شيخي”، فقال :” أنا مان شيخك، أمشي أدخل لك خلوة في باعوضة فإن شيخك يجيك فيها لإنه يكون لك شأن عظيم، أبقى بعدها على ذريتنا عشرة”، وكان إذا دخل عليه واحد من أولاد الفقيه أبو بكر يعانقه ويقول “وكان أبوهما صالحا” ، فقال :”ثم قدمت على باعوضة فاختليت فيها للذكر والعبادة، فجاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي ـ وقيل أبوبكرـ فلقنني الذكر”، ثم قال:” يا كوفي، أنا في الخلوة راقد رأيت نجمة كبيرة في السماء تعلقت بها روحي وخرجت من جسمي فطارت فخرقت السموات السبع، فسمعت صرير القلام، فلو كان يا كوفي بعد محمد نبي لقلت تنبأت، ثم رجعت فوقعت في جزيرة من جزاير المالح فجاءني رجل لابس كسايين من صوف فلنني اسمين ومشى معي خطوتين وجابني في قوز الصغيروناب، فوجدت الشيخ الزين في الدرس ومعه ثمانية طالب فلما قابلتهم رطنت رطانة أعجمية فتركوا القراءة، ثم رجعت فوجدت رواسي عنده مركب فأدخلني فيها، فجيت طالب خلوتي فوجدت أبي بكسر ألس ساقيته فقال :” يافقير أقعد لامن ننزلك، الخلوة فيها فقير مختلي، فدخلت خلوتي فوجدت ياكوفي جثتي في الجبة إن تنشروها بالمناشير ما تتحرك، فماعت لها روحي فدخلت فيها، ثم جائني أبي فقال:” أين الفقير الذي دخل عليك؟” فقلت له:” ما دخل علي أحد” فقص الدرب منكسا حتى جاء عند الرواسي وأنا معه فقال :” من رمى في مركبك اليوم؟” فقال له:” جاءني رجل فقير رميته”، يعاينني وأراد أن يقول :”هذا” ويسكت، ثم قال لي:” يا حسن إنت يجوك الأولياء ليرشدوك”، ومدة إقامة الشيخ في باعوضة فحواره أبو حميدة باني بيتا في الشرق مقابله يأتي له الأضياف، وهو وزوجته يمخو العشر ويفتلوه للشيخ يسويه قميص، ويقال أن أكتـ افه دبرت من لبس قميص العشر وجلده الآخر يزلط ويبرأ، ثم بعد فراغه من الخلوة حج إلى بيت الله الحرام، وساح في الأرض من الحجاز ومصر والشام نحو اثنا عشر سنة ومعه جماعة منهم أبو حميدة وأحمد تود الضنقلاوي، وبالجملة فأربعين سنة من صباه إلى بلوغه ودخوله الخلوات وسياحته في الأرض وخمسين سنة طلع الضهرة وحفر الحفاير وسعى المال.

قال الشيخ “ نحن في مصر رجل خواجه عظيم القدر كثير المال مرضان مرضا عجز الأطباء عن علاجه، أخبروه قال له :” في رجل بري جبته ما بتلمس جلده، ما تجيبه يعزم لك””قال”: ساقوني وأدخلوني عليه، عزمت عليه فشفاه الله عن قريب، فملأ للفقراء أطرافهم قماشا غاليا، واحد فيهم شال طاقة في الحارات لبيعها، قالوا له:” هذه الطاقة ميه حق الدراويش، من أين لك؟” قال لهم:” من جنسها عندنا كثير، شيخنا عزم للخواجة فلان فعوفي فأعطانا ذلك”، فقالوا له :” الخواجة عزموا له جميع الضالحين ما بقى طيب، شيخك ساحر”، ساقونا ودونا للسنجك، السنجك أول ما التفت شاف شخصا شايل سيفا، قال :” الفقراء زملوهم وصرفوهم، فجاءنا الفزع من كل جانب: “ حسن! حسن!” فقلت لهم:” سلامة ومصلحة حصلت”، ثم إنا قدمنا مكة، فيها رجل شريف قطب أمه مرضانة مزمنة، قالوا له :” يا سيد ما تعزم لأمك؟” قال :” شفاوها على يد رجل مليح من بلاد البر، قميصه ما بلمس جلده، فبينما نحن بالحرم كلمه عبد له قال له:” يا سيدي الرجل الوصفته جا في الحرم”، ساقوني ودوني له، فأقمت عنده أياما، فعزمت لأمه فعوفيت، فبينما أنا قاعد معه في السطح الفوق فقابلني بعض الفقراء، وقالو:” زواملنا ماتت جوعا، فرفعت يدي في الهواء فامتلأت دنانير ورميتها لهم، فإن الشريف حصلت له غيرة وأراد أن يسلبني فما قدر، فقال :” في بلادكم قلعة يقال لها الدروروبة فيها قنطور يقال له قنطور الحمار، تحفر لك فيها حفاير وتسعى لك فيها مواشي”، قال الشيخ:” الشريف لما عجز عن سلبي فتني بالدنيا، أنا ما حسن الأول، نقصت بارتكاب الدنيا”. ثم قال الشيخ:” في سياحتنا في الشام نزلنا عند رجل، فقال له جاره: “ ما تقسم لي؟!” قال له:” أقسم لك زينتي؟!” فقلت :” سبحان الله، نجي في بلاد الضيف فيه زينة”.

يقال والله أعلم أن سبب مال الشيخ فرسا غرة بلا حجل، فقيل له:” غرة بلا حجل: إما موت وإما فقر” بالعجل، شاور رجل يقال له الرطيبي، قال له:” سعيد ما بركب شقي، شقي ما بركبه سعيد”، فاشتريتها وجلبتها إلى أتبرة عند الحمران، توقفوا من شاريها، غارت عليهم قوم ساقت ماله، ركب رجل فوقها فطرد القوم وقلبوا المال، فاشتراها بمال كثير وبقر وغنم، ثم إن الشيخ قدم بالسعية وجاب الحاج عبد السلام معه والسعية ترعى من أبقيدوم إلى أبجداد، فجاء الشريف الهندي مستقبل العقبة فجلب له الشيخ لبنا فشربه حتى روي، فدعا له بالبركة فيها، فقال الشيخ:” أنا مالا وين أوديه؟!” ثم لما كثرت المواشي عنده طلع إلى الدروروبة وقنطور الحمار حفر أم قنيطيرة حفيره، وسعى العبيد وركبهم الخيل وقال :”بحرس بيهم سعيتي”، والمتواتر عند الناس خمسماية عبد كل واحد شايل سيف قبعته وإبزيمه ومحاحيره فضة، ولهم سيد قوم وجندي وعكاكيز، وإن الخيل المعبدات يجلبوهن إلى تقلي وإلى دار برقو ودارفور وسنار وأولاد عجيب، ورقيقه أصبح حلالا، ومن كثرة الزيارات زربوا لها زريبتين كبار والنهار كله يمرق منها للذبح والدفع ويمتلن في مكانهما، وإن الفقراء الفي الخلوات شكوا له البوابي قالوا له:” يملح لنا بأم رصاد”، فقال :” وا شقاوتك يا حسن، تقابل العبيد والخدم وأخوانك يملحوا بأم رصاد”، قال للبوابي :” كل خلوة العدد لها شاتين كل يوم، والخلوات إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة.

قال الشيخ صالح ولد بانقا قال:” أخبرني بعض الفقراء قال :” مكثت معهم سنة المعدل ما انقطع والبقى بعدي لا أعرفه” وجاءه رجل وقال له:” يا سيدي انت ظلمتني في ديني، ولد عجيب ما بجيب منك، مك الفونج ما بجيب منك” قال له:” أنا ما خلصتك” قال الرجل :” ما خلصتني”، قال يا فقيه فلان أنا خلصته، قال لسودانيا عنده :” يا كلـ ب أنا ما خلصته؟!” قال :” ما خلصته”، بكى وقال :” يا أخواني الفقرا إن جرت يجوروا معي”. قال حسن سيدو مو تاركه، فرفع يده في الهوا المحلقات وقعن في كفيه كع كع، قال احسبوا له قدر حقه لا يزيد شيئا ولا يطبق الحلقات فلما كمل خت يديه، وإن حوش بلواته قطاطي على عدد بلوات ملك سنار، كل بلو مختص بناس ودكة الديوان قدام الحوش.
..
قال الفقيه عبد الصادق ولد حسيب العالم المشهور :”أرسل إلي الشيخ حسن بالقدوم إليه قال:” لسئلك من مسايل”، قال:فسافرت إليه فوجدته غائبا، قالوا شال الخلا يتعبد فيه، نزلنا عند المكادي، بعد أيام سمعت الهمرجة في الحلة والزغاريت قالوا جا الشيخ وخرجنا للفرجة، قال جا رجل قصير اصلع له قرون لابس فردة دمور شايل في يده مشكار شق الناس دخل الحوش، فلما زالت الشمس ضربوا النقاقير، فلما برد النهار ختوا فرشة رومية كبيرة فوق الدكة، دكة الديوان، ثم جاء لابس قميص متعالي كبير فقعد فوق للفرشة، فقامت العبيد شايلين العكاكيز للسلام : “أنا فلان” قال: “فلان ” قال :”سيدي”، فلما فرغوا قامت الفقرا سلمت، ثم قام أرباب الحوائج سلموا وتكلموا، ثم جاء المكادي قال:” سيدي جاءت امرأة عندها بت مريضة بتدور لها العافية، قال :”تجيب وقية ذهب، إما جابتها ما بعافيها لها”، قال له:”جابتها” قال له أوزنها وجمرها” ثم جاه قال “”أوزنتها.” قال :”تمت” قال:”تمت”، وفي فقيرا في الفقرا الجالسين وسوس بقلبه قال :”يكتبنا المصاحف ما يدينا أواق الذهب ويلحن في سور الصلاة، الأشياء كلها من رب العالمين يجعلها له في يده”، ثم قال الشيخ:” البنت المرضانة جيبوها رقدوها تحت الدكة”، قال لأمها ألبسيها رحطها” فألبستها إياه، قال لها “قومي”، وقال لأمها “صفقي لها هل ترقص وتكب فوق ذلك الفقير القاعد”، قال له:” قراءتي المكسرة سيدي قبلها لي وانت قراءتك المجودة المحسنة ما قبلها لك، سيدي إن ملح لي باللبن وملح لك بالما شن حيلتك؟”، قال “الدستور ياسدي، انت عبدا سيدك يجلك”، فعفا عنه، وإن رواعية الضان قال لهم” بهمي لا تضيعوه أطلقوا أماته أحلبوا الفضلة، ثم سألهم بعد ذلك قالوا له :” الفضلة ثمانية عشر ويبة لبنا”، ثم قال الفقيه عبد الصادق زمان رمضان قال :” جائته ماية وعشرين فرخة لابسات الفرك والدناقس وثياب المنير، شايلات قداحة الكسرة، وكل واحدة لابسة كم خالص، سوار فضة ووراه سوار، وكل واحدة تابعها فرخة في أذنيها فدافيت ولابسة توبا دردبيسس، شايلة صحن، وكل فرخة وراها فرخة في يدها سوار فضة ولابسة فردة منير، شايلة قرعة مغتية، الجميع قعدوا في وجهه، قال :”ودوا الفلانيين كذا وكذا “ تقوم الخادم والفرخة أم صحن والفرخة سيدة القرعة حتى فرغ الجميع”، قال بقيت خادم واحدة يتبعها ونحن قاعدين في وجه الشيخ حسن، قال لها:” ختيه في وجه ود حسيب”، فقامت يتبعها ختت القدح والصحن والقرعة في وجهنا، فكشفنا فوجدنا فيه: ديكين وفرختين حمام وزرزورين، فقال الشيخ :” فطورنا الليلة كله دجاجا مربوط على الزبدة ليه تسعين يوم” قال :” فاكتفينا به”، قال:” ندمت لما فتحت الصحن شفت الفيه، قلنا نحضر فطور الشيخ حسن، جاب البوابي طست ملانه ماء قرض وطبق فيه مطالة مصنوعة في الرماد، فنفض الرماد منها وشرب ماء القرض وأخذ حرف من القراصة وفتة في القرض وأكلها، ثم مضمض فاه وقام للصلاة”! وإن الفقرا قالوا للشيخ:” انت ياسيدي ما بتدي الطريقة؟!”، قال :” لا حسد ولا بخل، الناس بتج تتفرج في فروخي وفرخاتي، وأنه جاءه فقراء ضناقلة للطريقة فقعدوا تحت ظل شجرة يوما فما قاموا من مكانهم، فقال الشيخ:” خذوا هذه الروابة الفقراء”، فأرشدهم فيها وصاروا من أولياء الله تعالى، فيهم الشيخ منور، وإن فطوره كل يوم أربعة وعشرين ويبة، وإن الفقرا الزوار يجيبوا الحزام والشكال يديهم البقرة الشايلة والجمل، قال الشيخ صالح: أباه الشيخ بان النقا زار الشيخ حسن، قال:” الشيخ قدم من الخلا واتلقاه مع الناس وتزاحمت الناس على سلامه، قال يا أيها الناس بلاقي بان النقا ولد أخوي عبد الرازق” وذبح له ناقة جزرة مربوطة على اللبن والعسل، الناس اتجلبت عليه، عبد الفتاح قال: حسن قاعد وهذا جلب معاه، الشيخ حسن قال :” ياعبد الفتاح يا خوي ما انهزت شجرة بلا هبوب”، انتهى.

الباب الثاني في إحيايه الموتى وإبرايه ذوي العاهات: أحيا بنت الريس في الخشاب وأمها اسمها أم رقيمة، جاءت له فقالت له:” يا سيدي بنتي ماتت، أبوها ماله مال حرام، كفنها لي”، فمشى إليها شافها، قال لها:” بنتك طيبة ما ماتت، قومي”، فتمالت روحها وقامت، وأحيا عفيشة ولد أبكر: غرق في بحر الخشاب فمكث في البحر ثلاثة أيام وانقضى نحبه، وقالوا له :” صلي على حوارك” فقال :” أنا مان حسن الأول عند سيدي! أنا حواري غرقان له ثلاثة أيام ما أخبره؟!” فلما رآه قال له :” قم!” فتمالت روحه وتزوج بعد ذلك وولد ولد أسماه أبكر، قال سوار الخليفة:” أنا شفت أبكر المولود بعد موت أبيه”، وأحيا ولد المرقوبين، رجال مراقيب عنده خرجوا معه للقنيص، عندهم فرد ولد لقيوه ميت، جا شافه قال لهم:” ما مات، قم” فقام وتمالت فيه الروح، وجاءه رجل غرباوي مسافر للحج وأودعه فرخة، وقال :” ودوها عند بقارة، وبعد وقت أرسلت له بقارة قالت :“الفرخة الوداعة ماتت أدوني كفن هل نكفنها به”، ثم قدم سيدها من الحج فطلب جاريته، وأرسل الشيخ إلى بقارة وقال ليها:” فرخة الفقير جيبوها له”، قالت له :” ماتت وانت جبت كفنها ودفنتها”، قال :” ما ماتت أمشوا جيبوها”، فنبشوها فوجدوها حية وأدوها سيدها، وقد ذكر أن الشيخ دايما كاشف ما بتقنع، قالوا: قال الشيخ إدريس:” الشيخ حسن إن اتقنع الميت إن قال له يقوم يقوم”، فجاءه رجل شايل طيرات ميتتات على راسه أخدها منه فوضع كم قميصه على رأسه فطارت، انتهى.

وأما إبرايه ذوي العاهات والمر ضى: يحكى أن الشيخ على كرانج شيخ ولد عجيب على نواحي الحلفاية آخر عمره عمي، الشيخ حسن أرسل له قال له:” ولد مطليق المسلمي عريبيك بدورك تكسر عظمه لي” قال لزول الشيخ:” ما بعف منه إن كان الشيخ ما بفتحني من عماي”، قال الشيخ:” القدرة صالحة لأكثر من ذلك، ركبوه هل يجي”، ودوه ليه، فلما وصله مسكه من رأسه ففتح وشاف الناس القاعدين يمينا وشمالا وخلفا وأماما، فقال له:” بقي لك أمدا يسيرا من الدنيا، أخير لك تكون في عماك وتفتح بين يدي الله، والله أخير لك أفتحك من عماك؟” قال له يا سيدي أخير لي أفتح بين يدي ربي، فعفا عن العرب ورجع.

ويحكى أن الملك بادي ولد رباط أرسل إلى الشيخ حسن :” تعال أعزم إلى ناصر أخوي ماسكاه غزالا عاجناه، فتأهب للسفر وقامت الدنيا معاه: المظاليم والمراقيب والعيلة الفوقها عضم السلطنة بدور عفوه، فسافر إلى سنار تجنب في وجهه من الخيل واربعين جنبية، سروجها مخرتية، وثلاثة كراديس قدامهم، والمكادة الشايلين البندق ثلاثة وأربعين، وجمال البديد سبعين وكلها جنايب في وجهه، وهو راكب على جمل بطانه حبل، في طرف الدبة خرج الخطيب والقاضي والمقاديم لنزولهم، بادي طلع فوق الراو يتفرج فيهم، قال :” هذا فكيا أخذ ملكنا”، قال : قولوا ليه أنا ملكك عرضوه علي أنا أبيته”، قال لهم :” ما بنزل إن كان ما أقضي حاجة المك، ودوه لحوش ناصر وأدخلوه عليه، وقال :” خرجوا الحريم والناس إلا أمه وأخته اندسن في القطيع، فتكاه وذبحه وقام من ساعته وساقه في وجهه دخل به على الملك، وقال للملك:” ترى ناصر قعدناه للفقرا يبقى خشم حوش يقضي لهم حوايجهم، قعد ثلاثة أيام في الحلة وملك الفونج قضى جميع ما طلبه منه، وإن أخته بنت حسونة اسمها فاطمة تزوجها رجل شكري، فلما أراد رحولها جاب لهم جمل بعطفته وأداها أربعة فرخات ومراح إبل ومراح بقر ومراح ضان، يوصيها قال لها: “دو الرجال ما بتجي بالقوة الكلام القاسي ما بلين راسي، إلا الكليمة الهوينة والكسيرة اللوينة، والما يتبع الساهل ما يتبع المعال”، قال له رجل:” ياسيدي انت استحقيت الجنة بعبادتك” فقال :”إن كنت أعبد لها انشاء الله ما ألقاها، البجيبها ولد العرب بأميهيته الباردة في أرض الصيف ومطيطيلة في الفلاة”، وكان يشطح ويقول في شطحه:” يا أم الحسن أبشري بالخير، ولدك بقى قمر مشت على ضو العربان”، وكان يقول : “أنا عنبر عند سيدي” يعني جميع ما أفعله طيب.

جابوا له رجل مجنون قالو له :” محله بين الدال والفتيح” قال :” بين الدل والفتيح يا أم شتيح” فعوفي الرجل من حينه، وجاءت له خادم اسمها مهيوبة، قالت له أكتب لي ورقة قبول، كتب لها في ورقة : حموزة مهيوبة حمراء مقلوبة تلعب بها الهوبة في جزاير النوبة! فحظيت بها حظا وافرا، فقدمت فجابتها للجلاد فقراها فقال لها :” من كتب لك هذه الورقة؟” فقالت له :” الشيخ”، قال لها :” الشيخ نبزك فيها”، فانقطع حظها!

ولما دنع الوفاة نهم أخوانه أولاد حسونة : عبد الفتاح وعبد القادر وماند، قال لهم” انا خليفتي بلل الشيب ولد عبد الفتاح، وزينه بأصبعه بلا موسى، وأوصى لخمسة فقرا بثلث ماله، كل فقير جاءه ستة وثوثون رأسا في رقيق الخدمة والرقيق الأعيان والفرسان ساقوا نساهم، بعضهم إدلوا سنار وبعضهم شالو راس الفيل، وقال : “ الحفاير كلها وقف، امضي يا بلل الشيب”، قال :” مضيت” قال الشيخ:” اشهد انت يا فقيه محمد ولد سرور”، فلما طال الزمان صار بلل الشيب يكري الحفاير، قال الفقيه محمد :” الشيخ كاشف عليك واشهدني عليك، حققنا عمرك طويل”.

وممن وصل به إلى طريق الله تعالى جماعة منهم العجمي أخيه والكوفي والحاج عبد السلام البجاوي والفقيه جميل والفقيه محمد ولد سرور، ومن الضناقلة الشيخ موسى فريد والشيخ منور وأحمد تود، ومدده من الرسول عليه الصلاة والسلام، سند ولد القدال : أخذ عن الكوفي، والكوفي عن الشيخ حسن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ودخل عليه الشيخ عبد الرازق ابو قرون قال، قال :” سيد المزار تاكله النار”، فأرسل إليه، فقال له:” قل له إنشاء الله نار الدنيا”، وكان من قضاء الله وقدره با تمساحا في الحفير وكثر ضرره فضربه ببندق فانعكس الشرار عليه وكان سبب موته. وتوفي رحمه الله تعالى سنة خمسة وسبعين بعد الألف، وفي ذلك طلع كوكب الذنب، فسبحان من لا انقضاء لملكه نفعنا الله به دنيا وأخرى آمين، انتهى.

حمـــــــد ولد زروق
قدم هو والفقيه جار النبي من حضرموت بأرض اليمن، ولم يعلم حالهم: أقارب أم ناس بلد؟ وكان من عباد الله الصالحين وسكن الصبابي، وكان بينه وبين الشيخ البنداري شيخ الشيخ إدريس في المكتب خوة، وكان سكنا قدامه في الخلا، فقالو بعد العشا يفرش فروته يصلي ركعتين ركعتين إلى أن يصل إليه ثم رجع. وكان له من الأولاد أربعة: عبد السلام وعبد اللطيف: عبد السلام ولد أبو دليق، وعبد اللطيف ولد هجا، ولكل واحد من الأربعة كرامة يختص بها، فإن أبوهم الشيخ حمد زوجته طبخت له دجاجة ما نتفت ريشها، قال لها : “قومي بإذن الله” فأحياها الله، وولده عبد الرحمن مشهور بسواق الركا بوروده بالركا البحر يسوقها بالمطرق، وهجا ولد عبد اللطيف ردت له الشمس يوم ما مات، وذلك أنه متزوج بامرأة في توتي ومات العصر والبحر ممتلئ والشمس ما وسعت الناس في خروجه للشرق، انقلبت بقيت ضحى، تحدث بهذه الحكاية الشيخ خوجلي، قيل له:” شفت أو سمعت؟” فقال:” نحن جنيات نلعب الضقل شفت ناس البكا قدام المسجد ثم رأيتهم في ظل الضحى وراء المسجد، وابو دليق ولد عبد السلام مشهور ببلام الأسد، وذلك أنه يقرأ عند الشيخ مسكين الخفي وفزع للحطب، فقتل الأسد حماره، فبلمه وشال عليه، ومدفونين الأربعة بالصبابي وضرايحهم تزار.

....
حمد بن حسن أبو حليمة
ابن الفقيه الركابي جمع بين العلم والعمل ، أخذ العلم من الشيخ محمد بن عيسى سوار الذهب ، وكانت له هيبة وشفاعة وقبول تام عند الشيخ عجيب الكبير ، وكان بينه وبين إدريس خوة ، واتحاد ووقعت منازعة بين الشيخ عبد القادر ابن الشيخ إدريس وبين رجل من ولد ناس دلبية يقال له : شكر الله ، عند القاضي محمد النبيه ، وذلك أن شكر الله متزوج بامرأة وطلقها ، فتزوجها بعده الشيخ عبد القادر ولد الشيخ إدريس ، وولد منها ولده إدريس الكبير ، فأنكر شكر الله الطلاق ، وقال : الولد ولدي ، حملت به مني وطال نزاعهما ، حتى إن الشيخ عبد القادر رشا القاضي بمهر فولدت عنده ، ولم تنقض الحجة ، فذان يوم الشيخ عبد القادر والفقيه حمد تلاقيا فوق الطريق فلما قرب الفقيه منه عدل عن الطريق ، فقال له : لم لا تسلم علي يا بن أخي فقال له : أبوي ميت من يعتبر به قال : لم يا بن أخي ، قال : شكر الله يأخذ امرأتي وولدي ، قال له : أبوك ما بيقضي لنا الحوايج ، فحضر الفقيه حمد عند القاضي ، وحضر شكر الله ، فقال له : المرأة طلقتها بينك وبينها ولّ أحضرت شهودا ، قال : طلقتها بيني وبينها ، فحكم القاضي عليه بالطلاق بإقراره ، فقال لو كنت ما أقررت روحي تخرج من حينها فقال الشيخ عبد القادر لحواره : يا ولد رده سوقاك فرسنا لا حمد الله مروة للقاضي بارك الله في حمد ا. ه
وقد حل الفقيه حمد معضلة أخرى ونصها من الفقير إلى الله محمد قنديل ابن الفقيه حمد بن الشيخ علي ود عشيب إلى سيدنا ومولانا من ساعدته الليالي والأيام في تشميره إلى الإقبال على طاعة الله العارف بالله ورسوله الورع الولي الصالح شيخ الحقيقة ، وأمام الطريقة قدوة بلادنا في هذا الزمان ، ومناقبه كثيرة لا نطيل بذكرها ، فذلك الشيخ حمد بن الشيخ أبو حليمة وبعد يا سيدي وقعت شماتة وخصومة بيننا وبين الفقيه أحمد عبد الحميد وبلغت إلى السلطنة ، ودخل إلينا الفقيه محمد ولد التنقار ، ورضينا به ، وحاباهم ، وأبطل حجتنا من غير وجه شرعي ، ونوضح لك المسألة ونطلب من الله ومنك أن تفتينا بالحق لا بالباطل وأن توضح لنا ما نطلب منك بالنص الجلي الذي نعتمد عليه.
ما قولكم رضي الله عنكم في رجل تزوج بنتاً بكراً عالماً ببكارتها ، ودخل عليها ، وتلذذ بها زماناً طويلاً ، ثم طلب منها إزالة البكارة عند القاضي ، وامتنعت من ذلك وأسقط القاضي نفقتها لأجل ذلك ، ثم رحلت من بيتها ومسها الضرر ، ورفعت أمرها إلى القاضي ، وسلمت نفسها بالطاعة ، وقالت له : أرسل إليه فأنا أطعته في كل ما يريد ، وهو زوال البكارة وأرسل القاضي الذي سلمت نفسها عنده بالطاعة إلى القاضي الذي عنها النفقة بأن الزوجة التي أسقطت نفقتها لأجل زوال البكارة قد طاعت ، فأمر الزوج بالقدوم ، فامتنع وكتب كتابا بالامتناع إلي عندنا فتلو منا له شهراً وبعد ذلك الزمناها الإشهاد على إنه لم يترك لها شيئاً ، وأحضرت شهوداً شهدوا حلفتها على وفق شهادة الشهود ، وأمرتها بالطلاق فأوقعته على نفسها ، وحكمت لها به ، ثم قدم الزوج بعد أن خرجت من العدة ومكنته من الحجة ، ولم أعجزه فقلت له : الك حجة ، قال : لا حجة لي فأمضيت الطلاق عليه ، وتزوجت بعد ذلك وهو حاضر ناظر ، ولم يقم دعواه حتى ولدت الأولاد أي بعد ثلاث سنين إلى الآن ، هذا هو فرضها وإنهم يبطلون نكاح الزوج الثاني ويعطونها للأول ووجهم قالوا : إن البكر لا نفقة لها ولو دخل بها الزوج عشر سنين مع ان سيدي خليلا قال : الخيار إن لم يسبق العلم أو يرض أو يتلذذ وهنا الأمر حاصل ، وكذلك النفقة بعد أن أرسل قادر على ردها ، وهو فهم عند قوله (او خرجت بلا إذن ولم يقدر عليها) فلما تلا جوابه وافقه على طلاقها ورد هؤلاء عنه ، وحكي أن الفقيه عثمان ابن حليمة أخته المشهور بسيد الرويكيبة قال لخاله الفقيه حمد انت ما اديتني شيئاً قال له : اديتك هذه ورماه بكف من تراب ، فأخذها منه ، وانتفع الناس بترابه حياً وميتاً ، فصارت شفاء لجميع النبوت وعم النفع بها في ساير القطار والمصار ، وترك عند أولاده آيات يكتبونها للسعر فما شربها أحد إلا عوفي بإذن الله وبركة الشيخ ، ولد بشراو وتوفي بها وقبره ظاهر يزار.

...

حمد النجيض
العوضابي الجموعي أخذ الطريق من الشيخ تاج الدين البهاري ، وهو أحد الأئمة التي قدم اليهم الشيخ حسن ود حسونة لأخذ الطريق عليهم ، أقرأ الناس القرآن دهراً طويلاً ، وكان له عند الشيخ عجيب يد ومكانة ، وحارب معه وقتل في كركوج في قتال الفونج ، وبنى له الشيخ عجيب المسجد الموجود الآن بأسلانج ، ووقف عليه داراً ، ولد بالجزيرة أسلانج وبعده درس في المسجد ولده عبد الوهاب درس خلقاً كثيراً ، وانتفعت به الناس

...
حمد بن عبد الله الأغبش

حفظ الكتاب على أبيه وتفقه على الشيخ عبد الرحمن ولد حمدتو ، وهو أول من بدأ التدريس ، ولد ببربر ونشأ بها ودفن فيها وهو رضي الله عنه ممن جمع بين العلم والعمل ودرس بعد أبيه الشيخ عبد الله الأغبش وانتفعت به الناس وكان من زهاد العلماء وكبار الصالحين وأولاده ستة شيوخ الأسلام عبد الماجد وعبد الرحمن وعبد الله وعلي والحسين وأبو قرين.

...
حمد بن حميدان الجعلي

قرأ القرآن على الشيخ دفع الله العركي ، وقيل : على الفقيه موسى الجعلي مقرئ أولاده ، ويسمى عندهم شيخ العيال ، فلما قدم إلى بلده أعطاه الشيخ دفع الله عبد الله ولده والأمين ابن بنته للقراءة ، وأذن له فدخل مسجد الحلفايا ، ودرس فيه وقرأ عليه أئمة صالحون ، منهم الفقيه محمد بن الحاج نور وجدي الفقيه محمد بن الفقيه ضيف الله ، والفقيه إدريس بن الأزيرق وخلايق كثيرة ، وبعدهم ترك التدريس ، ثم أتوا بموسى ولد هنوتة للقراءة في المسجد ثانياً ، فدرس فيه خلايق لا تحصى منهم الفقيه شكر الله ، والفقيه إدريس ولد نصار ، والفقيه حمد ولد نصر الله ، وأناس لا نطيل بذكرهم ، ومكث في المسجد إلى أن توفاه الله تعالى وقرا أحكام القرآن على الفقيه فضل الدنقلاوي تلميذ عيسى ولد كنوا ، وهو أخذ عن الشيخ محمد عيسى سوار الذهب ، وكان حميدان ابوه معتقداً في الشيخ حسن ، وزوره صغيراً للشيخ حسن ، فدعا له ، وكان الشيخ يمازح والده حميدان ، ويقول له : ولد الجعلي أبو دلقينات فقال له : دلقينات ، أبوي ما يبقن مثل أبوك حسونة الهامل ا .ه

...
حمد ابن الفقيه

عبد الماجد قرا على ابيه وجلس يعده في خلوته وقرا عليه خلايق كثيرة ، منهم الفقيه حمد ولد المجذوب وغيره.
...

يتبع



التوقيع:
يا متلبك في الأدران ... الحجـر الأسـود مـاهو البروة
وماها مكاوي الكعبة تجيها ... حين ينكرفس توب التقوى
ومافي خرط للجنة تودي وما في خطط ممهـورة برشوة
والمشروع الديني الخـالص ... ما محتاج لدراسة جدوى
ويات من قال "يا رب" من قلـبو ... رد الخالق دايما "أيوه"


حِمّيد
الزوول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-04-2011, 07:16 PM   #[19]
الزوول
عضو
الصورة الرمزية الزوول
 
افتراضي

نواصل

...
حبيب نسى الركابي
مسكنه دنقلا قوشابي وهو من أولياء الركابية الكبار وله كرامات كثيرة وأهل دنقلا في زمانه إذا تمنى أحدهم يقول : اللهم أرزقني كرامة حبيب نسي وعبادة دوليب نسي وعلم محمد ولد عيسى سوار الذهب.
...
حسن ولد بليل الركابي
مسكنه دنقلا العفاط أخذ من حبيب نسي وكان مجذوباً غرقان إذا قامت عليه الحالة يغطس في البحر أياماً ، وأصبح ماء البحر يوماً في دنقله دافياً فسيل عن ذلك الشيخ عووضة شكال القارح ، فقال ولد بليل قامت عليه الحالة فغطس في البحر ، فأصبح دافياً ، وأيضاً قد مشى على البحر كالأرض وقال : يا حي يا كيوم بالكاف من المعجمة ، وحواره معه نطق بالقاف ، فغرق في الماء ، فقال له : قل مثلي فقال مثله فمشى على الماء . وجاءه رجل رقد تحت عنقريبه قال له : أنا واقع عليك من عووضة ما بخليني ، فقال له عووضة : ولد عمر : ما بخليك النبي  أكل ما شبع كمان ، شرب ما روي كمان ، انت كل لا تشبع وأشرب لا تروي ، عووضة ما بجيك.
وجاء الشيخ عووضة رجل فقال : أنا مذنب ، بدورك تسأل الله لي يغفر ذنبي ، فقال شن تديني فقال أديك كذا وكذا ، قال له : قبضني ، فلما قبضه قال له : في الشهر الفلاني باليوم الفلاني حسن ولد بليل يموت ، فاذا أدخلوه في المطمورة أعصره عليك ، فالله يغفر ذنبك ، ففي ذلك اليوم الرجل واقف في ساقيته جاءت جواد مركوبة تعلم الناس بموته ، فركب الرجل جواده وأجراها ، فوجدهم أدخلوه في المطمورة ، فصاح : أنا مأذون فدخل فيها وعصره عليه وخرج.
وأن الشيخ محمد قيلي نزل عنده ومعه خلايق ، فذبحوا له ناقة وأغناماً كثيرة ، فكلم قريشي ولده ، فقال : أمش كلف القدح وسو فيه اللحم السمين جيبه في البقعة للمساكين ، فقال له : نحن ناس ولد حاج حبيب على الةقت دا ما كفيناهم نجيب للمساكين ، ما بجيب شيء ، قال له : امش براك ، ثم قال : يا مالك يا ولدي ، كلف القدح في البقعة للمساكين ، فكلفه وجابه ، فقال : إديتك خيري الدنيا والآخرة ، فصار الدين والدنيا عنده وعند ذريته ، وقريشي بقى براه من آحاد الناس .
وأيضاً جاءه واحد من أولاده ، قال له : أدن مالا ، فقال له : يا ولدي ، أنا المال وين لقيته ، فقال له : أما اديتني بشيل الريف ، فسافر إليه ذات يوم في الريف ، سمع صوته : يا فلان ولدي ، تعال أديك المال ، فانقلب من الريف ، فلما وصل عنده قال له : أمش في المكان الفلاني ، أحفر بتلقى المال فمشى له فوجد خزنة وشالها.
واجتمع به الفقيه محمد بن حاج الدويحي في عتمور دنقلا راكباً على بعير وحاقباً قربة ، فلما رآه فرقها في الأرض ، وقال له : أما احييني وأما اقتلني بالعطش ، فأخذ القربة وهزها فامتلأت ماء ، قال : فشربت منه حتى وصلت دنقلا ، فوجدت زوجتي طهرت من الحيض ، فاغتسلت منه فولدت لي ولدي عبد الرحمن (وهو الولي المشهور).

....
حمد ابن الشيخ إدريس الأرباب
ولي الخلافة بعد أبيه وقام مقامه في الهيبة والقبول والسكينة والوقار والشفاعة وحجز العرب والفونج ، إلا أنه زاد في النفقة على زمن أبيه الشيخ إدريس ، وقلل من العطاء ، فإن الشيخ إدريس جميع الدخلة عليه يأخدها العشام ومن حضر والنفقة قداحته فيها ستون قدحاً وقتاً تكون بالملاح ووقتاً تكون بالماء وهي عصيدة مسيوطة في البرام خميرة ونجيضة ودقاقة الماء فوقها مثل المرق فلما ولي ولده الشيخ حمد كتر الكسرة والذبح وقلل العطاء قداحته ماية وعشرون والكسرة سواها سن سن ، والملاح سوى فيه الفلفل والشمار والكزبرة ، والملاح له كرباب كبير ثلاثة أوراق روق لحما وروق لبناً وروق بربورا وخضرة وفرت الذبايح صاردبة أليج من طرف الحلة يشوف دبة الفرت ، وقد ذمه أبو جروس شاعر أبيه على قلة العطاء ومدحه على كثرة الكسرة والذبح ، فقال :
الشعبة الكانت تاتيبه *** انكسرت وادتنا السيبه
تركت حمد القليبه *** لا من جات قال أدوها اللعيبه
وقال في مدحه على الكسرة والذبح :
ولد عسوب معاكم سلم على حمدين *** نار ابوه بونت ضوت من الشقين
ولد القرشي ضيفانه ماية والفين *** هيلك هيل ابوك يا جامع الشرفين
وشاهد ذلك قول الأعرابي سمع قارئاً يقرأ (ومن الإعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر) الخ فقال : الله أكبر ، مدحنا ، ثم سمع قارئاً يقرأ ( وممن حولكم من الأعراب منافقون) قال : الله أكبر ، هجينا ، هكذا قال الشاعر :
هجوت زهيراً ثم إني أمتدحته *** فما زالت الأشراف تهجى وتمدح
ومن كرم الشيخ حمد : آخر الليل دخل حوشه بقر مهملة في الرعية وعقلت في ليل مظلم ظنوها جلابة ، فمرق البوسيب ، وملحوه باللبن ، فوجدوها بقراً .
وأخبرني الفقيه محمد ابن الفقيه عركي ، قال : جدي حمد يخرج على أتبرة سنة بعد سنة ، وجميع اليخرج معه يديه الجمل والحاشي على عدد رؤوسهم.
واخبرني الفقيه محمد ابن الفقيه عركي أيضاً والفقيه بلال ابن الفقيه صباحي ولد بلال قالا: حدثنا محمد ولد بر قال : قال : سافرت إلى سنار مع الفقيه صباحي في زمن أو دون قال : نحن جالسون عنده جاءه فونجاوي كبير السن جداً ، قال بلال : يقصد حمداً ؟ قال : نعم ، حمد أخوي البخيل ، قال اودون : كيف بخل ابن الشيخ ؟ قال : سافرت إلى الحج ، فواعدت الشيخ أبوي ، وأنا في الحرمين ، جاء الخبر بوفاة أبوي ن وقالوا : نقل ودفنوه في البقيع ، فلما قدمت من الحج ، غشيت الشيخ دفع الله ، فبكيت معه على ابوي ، فقال لي : ما بخليك تروح لسنار بزوجك تقعد معاي تونسني ، امش إلى ولد شيخك يعطيك شيئاً تتزوج به ، قال : فمشيت إلى حمد أخوي ، أداني فركة كدفورية وثمانين محلقاص قال : فمشيت إلى قبر أبوي ، فحدثته ، فسمعت صوتاً هاوياً من القير ، قال لي : اصبر ، فلما غربت الشمس جاءتني امرأة شابة شايلة قرعة فطير ، فاكلته ، ولم أدر من أين جاءت ، فشالت قرعتها ، فلما كان بين المغرب والعشاء جاءت جلابة ، نزلت في حوش حمد ، ثم بعد ما نزلت جاء رجل منهم شايل طاقان قماش ختهن فوق القبر ، وقال : يا يابا سافرنا على البلد الفلاني ، فحصل علينا درك نهمناك ، فحضرتنا هذه لزيارتك ، فلممتها ، ثم جاء رجل آخر شايل كيساً ملانه محلفات ، وقال مثل الول ، فلميته ، ثم جاء رجل دنقلاوي شايل جرابا ملانه تمراً فلميته ، فتكتفت الفركة الليلة حمد ، وامتلأت ، قلت : ماشي أحدث حمد ، فسمعت حساً هاوياً من القبر ، قال لي : لا تحدث حمداً ، فإنه طماع ، قال : فجيته ، فقلت : أكر لي جملاً أركب فوقه ، ففعل ، قال : جيت ، وأخبرت الشيخ دفع الله بالحكاية ، يضحك حتى يبكي ، فتزوجت عنده ن وقعدت إلى أن مات الشيخ ، فتوجهت إلى أهلي . ا .ه
...

......

حمد الأصدا
ابن الشيخ دفع الله ولي بعد أبيه وقام مقامه في تدريس خليل والرسالة والعقايد وسلوك الطريق ، وممن سلكه وأرشده الشيخ دفع الله للشيخ محمد ولد الطريفي ولدفع الله بن الشافعي ، لأنهما أدركا زمن الشيخ دفع الله صغاراً ، قال للشيخ محمد ولد الطريفي إرشادك على يد حمد ولدي ، ولدفع الله ولد الشافعي : مددك على يد الشيخ عبد الله ا. ه
.......
حمد أبو قرون
ابن الشيخ محمد الهميم ، كان من الأولياء الكبار الأخيار يقال : جاه المندرة وقفة للشيخ حمد ابن الشيخ محمد الهميم.
...
حمد النحلان بن محمد البديري
المشهور بابن الترابي ، وأمه اسمها قاية ، قرأ خليلاً على الفقيه محمد ولد التنقار في مويس ، وبرع فيه أخذ عشر ختمات ، ثم انتحل مذهب التصوف ، وانقطع إلى الله ، وتزهد ، وسلك الطريق على الشيخ دفع الله ، وأرشده واجتمع بالسيد الخضر عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام وأخذ عليه.
حدثني دفع الله ابن الشيخ زين العابدين قال : حدثني رجل يقال له أبو كسيبة ابن عم الشيخ حمد قال : بتقرأ خليلاً عند الشيخ حمد إذ جاء الشيخ دفع الله لزيارة الشيخ إدريس ، وهو يومئذ ميت ، فلما رجع قطع إلى الهوى من الغابة العيدوية ، فلما سمعت ناس الحلال دخوله الهوى تلقوه ناس البشاقرة وأم مقد والكسنبر طلبوا من الشيخ النزول عندهم ، ففرق الشيخ عليهم أخوانه بريرة وحمودة ومعاهم الفقراء ، وقال لهم : أنا بنزل عند اخواناً لي فقراء ، فجاء ونزل عند الفقيه ننه وحمد أخيه ، فنزلوه في قطية قدامها راكوبة دخل عليه حمد بعد العشاء وخرج منه بعد الفجر شايل سبحة هجليج ألفية ، فقام الشيخ ونحن قدمناه إلى أبو عشر وقايد حماره الشيخ بلل الشيب ولد الطالب متحزماً في صلبه وشايل عكازه ، قال : وحات الله اليجي لأبوي دفع الله يضرط ، وذلك من كثرة الازدحام على سلامه ، قال أبو كسيبة : فلما رجعنا من تشييع الشيخ سألنا خادم الشيخ حمد : يا بخيته ، أين سيدك ؟ قالت : سيدي من ما روح الشيخ سد خلوته ما فتحها لا أكل لا شرب ، قال : جينا قلنا له : افتح أقرأ لنا ، قال أبو كسيبة : قال لي : أنا وخليل افترقنا إلى يوم القيامة ، شيل ولد التنقار ، قلنا له : تدخل الخلوات ، وترمل أولادك ، وجبنا له خادمه ، وأولاده الثلاثة لقمان والهميم ورقية بكوا عنده ما أفاد ، والخلوة خشمها مطوب بالطوب ، قال إن شميت عفنة تعالوا أدفنوني ، ومكث في الخلوة اثنين وثلاثين شهراً وشال معه ثلاث سلق قرظا وسبع تمرات ، والخلوة فيها طاقة يناولونه بها الماء ، وكل ليلة مطالة قدر عين الجمل لفطوره ، فلما خرج من الخلوة وجدوا القرظ والتمرات والمطاطيل على حالها والركوة ملانة ماء ، فجميع من شرب منها وقع مغشياً عليه ، وصار ولياً من أولياء الله تعالى ، ثم أمر الناس بالتوبة والإستغفار وترك الزبلعة وسلكهم الطريق ، ونظير هذه الحكاية ما ذكره سيدي عبد الوهاب الشعراني في طبقات الولياء أن ابراهيم بن أدهم أول دخوله الطريق سنة لا أكل لا شرب ولا نام ا.ه
ثم دخل الخلوة ثانياً فمكث فيها ثلاثين شهراً ، فخرج يابساً من اللحم والدم وجلده ملتصق على عظمه ، وسموه الناس حينئذ النحلان ، فخرج من الدنيا ، وقال : فتحت باب الله وسديت باب المخلوقين ، لا يقبل الهدية ولا له جاه ولا شفاعة عند السلطنة ، ولا له حرفة من زراعة وتجارة ، ولا يكتب الحجب كعادة الأولياء ، وجابت له امرأة من بنات ولد سعيد ثوباً أبو ثلثماية ، قالت له : يا سيدي غزلته بيدي جبته لك تتغطى به من البرد ، فقال لها : أنا فتحت باب الله ، وسديت باب المخلوقين ، امش وديه للفقيه فلان يفتح بابه لك .
وجاءه رجل مغربي من حيرانه اسمه عوض الله شايل مرارة ، فقال : يا سيدي هذه المرارة أكلها ، فقال له شيل مرارتك ، لا من جيت أقول عوض الله ، ما جاب لي مرارة ، فقال فيه بيت شعر :
بين مواقبي كل القلوب بترفاه *** مياه الرقيب بياكل هداياه
وقالت الحاجة زوجته : جيت أمسحه بلا الجلد فوق العظم ما فيه شيء ، وقال لي : يا حاجة ، أنا فنيت من صفات البشر ، خذي أبو كسيبة ابن عمي ، فإنه ولد صغير بيلد الغلمان ، وقال المديدة اليفطر بها لأجل الشهيوة .
وقالت غناية الشيخ :
الدنيا أم قدود طلقها *** في سابع السموات علقها
فيها ما ابدور ابرة ولا محلقها *** العقدة العقدها مع ربه ما لكلكها
وصفته رجل طويل القامة جداً وسيقانه طوال أهدف وجهه كالقمر ، قال الشعر
الشيخ وجهه كالقمر والشاش *** وشبه ما مطر وابل رشاش
زقوم الرشيد القسمة النشاش *** قطناً تبقوا واصل المغازل طاش
ثم إنه حيرانه بالسفر إلى الحج وزيارة قبر النبي عليه أفضل الصلاة والسلام ، فقامت معه سبعون منطقة وهو راكب على حمار ، وزوجته الحاجة على حمار وعناقريبهما الاثنان شايلهما الفقراء على رؤوسهم لا زاد ولا ماء معهم ، وطلعوا من عيدي ولد عشيب بالنهار صايمون وبالليل ينزلون عند عربان يفطرونهم وهكذا حتى وصلوا إلى سواكن لا يدري ، هل من باب الكرامة أو أنهم في زمن العماره ، ثم لما وصل مكة أيام الحج قال : أنا المهدي فضربوه هو وحيرانه قالت الحاجة : ساقونا حبسونا ثم أطلقونا ، وأن هناك رجلاً شريفا اسمه : السيد محمد خليل معتقداً في الشيخ جاب للفقراء ثلاث غراير دقيقاً وقال له الشيخ : يا سيدي ، أمتعتك أرفعها في جبل أبي قبيس مكة بنزل عليها الطوفان فأصابهم مطر حزم البيوت وهدم بعضها بعرف في ذلك الوقت بمطر البري فأرسل ميرفا حواره ، وقال : امش في سنار ، وقل : المهدي ظهر ، فأمر الملك بادي أبو ذقن بقتله وجره فارتعدت السماء وأبرقت وأصابهم مطر شديد هدم البيوت وأسال السيول في غير الوقت وخوارم خينجير الموجود الآن جرف جنازة ميرف ، وفي تلك الأيام الملك قتل ضربه المكادي بحربه ، فقال : الشيخ حمد في الشرق تارك يا ميرف ولدي ، ثم قال لأصحابه : أنا سيدي رفع لي الطبق وأراني التحتة سافراكم إلى بلدنا المضوي ، هل يضوي في بلده ، فقدم البلد ، وقال : هنا مكان خلوتي ، وهذا مكان قبري ، وتكلم بالمغيبات ، وبما كان في العالم وبما سيكون ، قال ولد أبو جويلة الخواجة : سافرت من أربجي إلى الجديد لي دين فيه ، فزرت الشيخ حمد فوجدته قايمة عليه الحالة زبدة يتقطع وسنونه تقول كرج كرج وكل يد على فقير قال : جئت أسلم عليه ، فالفقراء أمروني بالصبر إلى أن يفيق ، فسلمت عليه وقلت : يا سيدي الفاتحة ، فقال : اللهم أرزقنا المغفرة والصبر إلى القبر ، قال : فأبيت أن ارفع يدي ، فجئت معي كراع عنقريب صندلا ، فقلت : يا سيدي بخروا بها الخلوة للعبادة ، فجدعها ، وقال لي : يا كيك ذكر الله يطيب ول يطيبونه ثم بعد ذلك أفاق ، فقال لي : ولد أبو جويلة : وين ماشي ، قلت : لي دين في الجديد ، فقال لي : بتخلص فيه كذا وكذا ، وينقطع فيه كذا وكذا ، قل لفلان : ما تخاف الله ، تسوي لك زريبة تذبح فيها وتحشر فيها امرأة في حلته اسمها عيادة قالت : الرجل هذا يحدثونه الزبالعة بالواقه ، ويقول : أنا بكاشف شالت برمتها وردت البحر ختتها فرقصت وكبت عليها قالت : إن كان بكاشف هل يشوفني فحملت برمتها وختتها ، وجاءت تسلم عليه ، فقال : ترقصي والجن يبرج فوقك ، وتكبي فوق برمتك ، وتقولي شيخي ما بعرفني .
قال الفقيه ولد الأزيرق : خرجت مسافراً إلى الصعيد ، ما بعلم خلوة الشيخ حمد ، فسمعت قايلاً من بطن الخلوة يقول : الجذبة ما كناه هل تج وأنا وراء الخلوة ، فدخلت عليه ، فوجدته الشيخ حمد ، فقال لي : شايل أربجي أخوانك الفقراء ، الشيخ يذبح لهم الأبل ، ويكرب الحلق عاع عاع أهانوا الدين الله يهينهم .
وجاءه الشيخ شرف الدين ولد بري بحيرانه والمجاذيب تصرخ فقال له : يا ولد بري ، حيرانك تصيح : الثور الثور ، أذبحوا لهم ثوراً .
قال الفقيه حسن الجموعي خرجت انا وحسان لزيارة الشيخ حمد ، فلما دنينا منه قال لفقراء : اخوانكم حسن وحسان اتلقوهم ، فإنهم شايلون مخالي كبكبيق وملح قعب حقي والكبكبيق خذوه يا فقراء.
وأما قصة الشيخ حمد مع الشيخ سليمان ولد التمامي فسببها أن الملك بادي الأحمر قتل وزيره علي صغير ووزر ولد خالته بلل ولد صنطة ومرق الزريبة قدامها سليمان التمامي ، وفيها من المقاديم عود ونور أبو نخيره ومحمد ولد محمود و عبدالله ولد افطس بدأها من عد القصبة ، وقسمها على ثلاث طوايف طايفة ماسكة عمار البحر الأبيض وطايفة بالأعداد وطايفة ماسكة العاديك فجهينة ورفاعة وكاهل ، وقعت عند الشيخ حمد وساير الحلال القليل شال أبو حراز والكثير عنده من كثرة الأمم الجزارون يذبحون أربغين بقرة وثلاثين بعيراً والبهايم الدقاقة لا تحصى ، وجميع المراتب نزلت في ولد مدني والحربة خرتت حلته حتى بهايم الفقراء ، قال الفقيه محمد ولد مدني ، نحن ما عندنا عليه قدرة الله يرميه في شايب الصوفية أبسماً فاير ، جاء دفع الله ابن الشيخ أحمد الطريفي لسليمان يطلب عنده الشفاعة فنزله من جمله الراكب عليه ، قال الشيخ أحمد الله يرميه في كبير الصوفية ، ثم جاء سليمان بحريته ونزل في كلكول عند خليل ولد فرش شيخ كلكول ، قال له : ها الفقير الغرقان مال الملك كله لماه عنده ، قال له : حت ما عنده شيء ، سآخذ منه مال الملك بخستي هذه أخير منه ، فقامت المقاديم كلها دخلت عليه ، وسلمت ، ووقفوا بعد السلام قليلاً يظنون أنه يأمر لهم بالفراش ، قال لهم أمسكوا الجابرة جبرت على رؤوسكم القلادة ، ما عندي لكم عتانيب فقعدوا ، قال : واقرمي على النصيحة ، القطعت كليواتي ، ثم قال لفقير من الفرضيين اسمه إبراهيم : تجيب النصيحة ، قال أجيبها يا سيدي ، قال القاعد في وجهك من هو ؟ قال : الشيخ نور قال : اسمه الآخر ، قال نور ولد عبد السلام ، قال الشيخ حمد أبو نخيرة أبو نخيرة فضحك نور والمقاديم ثم قال : يا نور أنت تجيب النصيحة قال : أجيبها ، قال القاعد في وجهك كيف سموه قال : الشيخ نايل ، قال : اسمه الآخر الذي قال الملك بادي ولد أوديه ما ينادونه به قال الشيخ نايل ، قال الشيخ حمد : مريض مريض ، قل لولد أوديه : الفقير حمد قال لك : كسرت حسبك ، ثم قال نور : يا سيدي عرب الملك والمقاديم كلها بقت عندك ، خذ منهم وأد مقاديمهم أمان الله على خيرانك وجيرانك ، قال له : يا نور بتشيخني تحتك صرصر سنونه وطالت أنفه وأذناه ، قال له سليمان التمامي : شوف الفقير الساحر أنا قبلك قتلت الحسوبابي ، وقتلت ولد الهندي ، ما بقتلك أنت في مال الملك ، أنت ولد الترابي ، وأنا ولد التمامي ، والتمام يقوم فوق التراب قال له الشيخ : تقتلني يا عبد كازقيل : يا أكال الضبابة يوم قتال التمام ما اتقتيت لك بشملة واندسيت تحت السدرات ، ثم قام ونزل بحربته في ألتي ومحمد ولد محمود في البشاقرة وعود ونور في النوبة وجمعوا الفقراء كتبوا لهم الحروز وكتبوا له مربعة ، وقال له الفقراء بعد هذه الحروز: ما يقدر يصلكم ، ثم أمر بخم البلد ، فساقوا من صريف الشيخ رأسه من البهايم سبعين رأساً بلا الصناديق والسيوف والآلات والخف والضلف ، والناس ضجت وصاحت ووبخوه بالكلام سويت فينا يا أبو سويقات يا قراش سنونك يا أبو ركبين ، ويقول هو وقرامي على الفقراء لا من أدوه محلق كتب وعلق أين العيلة من الآيات السبعة والحصن الحصين والخامة رأسها في التي وذنبها في ولد الترابي قال الفقيه إبراهيم بن النور : أخبرني سعيد التمامي قال : الخامة ما انتفعنا فيها بشيء ذبحنا ثلاث جزرات ونقطع في الشطة والكبدة في وجهه / قال : يا سعيد ، قلت له : ما بخل قال الناس . قالوا لي : الفقير الغرقان ما بخليك دحين شن جاني ملص المربعة ، ودخل يستخلي والقواد شايل السيف قاعد برا طول ما جاه أصابه شافه راقد على قفاه وبطنه مثل النقارة ، ولسانه منسل طول الشبر ، شالوه دخلوه ، وله ضراط شديد السراري ضربت الدلوكة ، لأجل ما يسمع الناس الضراط ، جابوا الفقيه بله ، قالوا : اعزم له أول ما خت يده فوقه ، وقال : قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا أتوفى وجابوا له الفقيه غلام الله ولد ركابي يقول في عزيمته : يا الله ، تعين الشيخ حميد الفقيه بله فوض خليل ولدا فرش أصبح أعمى ، والمقاديم كلها أصبحت لابسة السراويل من الحيض ووقعوا تحت عنقريبه ، قالوا : نحن عند الله وعندك يا سيدي ، قال لهم : كفاكم الجاكم ، فأنحلوا ، واما سليمان فشالوه فوق عنقريب ولده ، قال : يا سيدي بدور أبوي يفتح خشمه يخبرني بمال الملك ، قال له خليل : ولدا فرش يحي حياة أبوي وأمي ، فقال له : إن كان رأسه موجوداً يخبرك فوجدوه مقطوع وبريان وكذا يده ، وأما الحربة فأصابها البرد الشديد يموتون فوق الطرق وضربات البيوت وذبحت العيلة بقرة سمينة للحاجة زوجة الشيخ جميع من أكل لحمها ، مات نحو ستين عبداً وناس المال ، كل أحد ييسوق ماله ، وأول الحربة دخل سنار ، والملك بادي جاب لهم مرسال منعوهم الدخول في البلد ، قال : خلوا الشيخ يقضي حاجته ، وأن الشيخ أحمد ولد الطريفي أمر الناس ، قال لهم : شيلوا الحطب ودوه لهم يتدفون به في التروس إن دخلوا عليكم غضب الشيخ بيقع عليكم ، قال شاعره ولد قرشي :
شوت عود وشوت أبو نخيره *** وبرت القرش هل يحوم ها الختيره
شوت ديمو وشوت العبد سعيد *** يا حاحا أبو أبوك سواها بأيدو
حرم ما يشوف نور البريده *** يا سليمان بيك محنا وبلينا
بطنك من أكل الحرام بدينة *** جزم ما تكرع الشنينا
وقال الآخر فيه شعر:
عبد الملك بيحلف طارد الصلقوم *** طارد ناس أبوي مد صقر الخلا المقلوم
مو داري تحت صفة لصق مسموم *** رقدها جهينة ونوم الخرطوم
من سنار مرق ولد التمامي جاك *** يجبي في الرزق والخلوق تنباك
أبوي بيده المليحة المسكت الشباك *** صقع العبد بعصا وفقه حاشاك
وقال الشيخ حمد للمقاديم قولوا لولد أوديه شفقت على المسلمين وعصرتني على سر الله جعلته في أهل المريسة والتنباك متلكم ثانياً إن شفقت على المسلمين الأسر الله اكسر به راسك ، وكان رضي الله له شطح يقول :
أداني الله أداني *** زهدني في كل فان
عشقي به أضناني *** في ذاته أفناني
أيضاً به أبقاني *** بحري طما طوفاني
خلي من غرقاني *** أضحى من الفرسان
وكان يقول الشيخ إدريس سلطان الأولياء يوم القيامة : لو حضر زماني لأنكر علي ، أنا بقول ربي أوراني الأشياء بعين الرأس والشيخ ادرييس يقول : سيدي علمني وأنا اقول رأيت بعيني ، والشيخ إدريس يقول : علمني ربي ، فما رأت العين أبلغ مما سمعته الأذن ، وكان يقول متكلم : يا ولد مرية واحد بعدي ما يفعل في العيلة شيئاً ، لأن الأسرار قبضت وعلقت في ساق العرش ، لا شيء إلا دعوة المظلوم فإنها لا ترد ، ولما دنع الوفاة قال للناس : الدنيا إن انقدت فقيرها وأميرها ما بيرقعوها التأخذ منه السلطنة الحية لا يفداها لا يفداها ، قال بعض الجالسين بقلبه : الشيخ وهمان الياخذوا رأس رقيق ما يفداه بشيء دقيق ، فقال الشيخ : أنا مان وهمان ، وهمان البوهمني ، توفي رضي الله عنه سنة ست عشر بعد الماية والألف من هجرة سيد المرسلين  ا.ه



التوقيع:
يا متلبك في الأدران ... الحجـر الأسـود مـاهو البروة
وماها مكاوي الكعبة تجيها ... حين ينكرفس توب التقوى
ومافي خرط للجنة تودي وما في خطط ممهـورة برشوة
والمشروع الديني الخـالص ... ما محتاج لدراسة جدوى
ويات من قال "يا رب" من قلـبو ... رد الخالق دايما "أيوه"


حِمّيد
الزوول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-04-2011, 07:28 PM   #[20]
الزوول
عضو
الصورة الرمزية الزوول
 
افتراضي

....
حمد بن محمد بن علي المشيخي

المشتهر عند الناس بأمه مريم، أمها محسية مشرفية من بنات ولد قدال الولي، وابوها ولد كشيب من أولياء أبو نجيلة الذين تزار قبورهم وهو مسلمي الأصل، وولد الفقيه حمد بالجزيرة توتي سنة خمس وخمسين بعد الألف، وحفظ الكتاب على الفقيه أرباب الخشن، وقرأ عليه التوحيد وابن عطاء الله، وأخذ في خليل ختمتين عند الفقيه أحمد بابه، وكان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر لا تأخذه في الله لومة لايم، مغلظا على الملوك ومن دونهم، وكان يقول:” أول أمري أفعال، وثالث أمري مقاصد”، وسأبين ذلك بعبارة مطابقة لما قصد، فأما الأقوال فهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد أخبرني دفع الله بن الشيخ زين العابدين قال :” سألت الفقيه حمد عن سبب الخلاف الواقع بينه وبين شيخه ارباب العقايد، قال:” كنت خادمه وملازمه، قلت: “ياسيدي هذا العلم الذي قرأناه مأمورين بامتثاله أم لا؟”، قال :”مأمورين بامتثاله”، قلت له:” خليل قال:” وكره صلاة فاضل على من يدعي أو مظهر كبيرة” قال :نعم”، قلت له ما قال في تارك الصلاة وصلى عليه غير فاضل، قال:”نعم”، قلت له لم تصل عليهم؟” فترك ذلك وقتا والناس ما هم رضيانين، قالوا له:” الناس جيرانك وأقاربك، تسمع كلام حمد المشاقق”، فعاد كما كان، فرحلت منهم ودخلت توتي”، وإنه يأمر كل من أتاه وتاب علي يديه أن يصحح توبته بشروطها، شروطها الندم على ما فات من تضييع فرايض الله كمعرفته تعالى والصلاة والصيان والزكاة وغيرها، والإخلاص فيما يفعل وترك الربا والريا والكبر والحسد والغيبة والنميمة والعجب، وأن لا يسعى بقدميه في ما لايحل له، ولا يسمع بسمعه ما لايحل له، وينهاه عن مخالطة الغصاب وأكل طعامهم وأكل طعام المستغرقين الذمم، وزعم ذلك هو السنة التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك أيضا أنه يأمر كل من تاب على يديه أن لايزوج ابنته أو وليته للفاسق كالحلاف بالطلاق والغاصب وآكل الربا أيضا، وغير ذلك، ومن ذلك أنه قطع مخالطة الخلق: مخالطة الرجال مع النساء، وغض البصر وقطع كلام النساء من حيث يسمع الرجال كلامهم خيفة الفتنة، وأنه أمر بترك بكارة النساء وقال :”هو من السنة”، ومن ذلك إذا جاءه أحد وهو يقرأ القرآن ويريد أن يقيم عنده لقراءة القرآن يقول له :” لايجوز لك أن تقرأ القرآن وأنت جاهل بفرايض الغين مما فرض الله عليك من أحكام الوضوء والصلاة ومعرفة الله ونحو ذلك، وأم القرآن فنافلة إلا أم القرآن خاصة في الصلاة فإنها فرض، وسور منه على سبيل السنية، ومن ذلك أنه يأمر كل من تاب على يديه وعنده مال مغصوب أن يتصدق به ويأمره بالصيام حتى تذهب اللحم الذي ربي بالحرام، وتارك الصلاة والصيام يأمره بقضاء جميع ما فاته، ويأمره بمواصلة أرحامه ويأمره ألا يتكلف بالأضياف بل يعطوهم ما فضل من نفقتهم ونفقة عولهم وقال هذا هو السنة، ومن ذلك أنه يشترط على أصهاره في عقد النكاح ألا يرحلوهن منه، وجميع الشروط السابقة، فمن خالف ذلك فهي طالق عليه، ومن ذلك أنه يشترط على الواقع عليه من السلطنة وغيرها أن يصلوا معه الأوقات الخمسة، وخدمهم وعبيدهم ونساءهم، وأن يعرف أركان الإيمان الستة، وقواعد الإسلام الخمسة، ومن لم يفعل ذلك يطرده، وتبعه على ذلك جماعة من المحس وغيرهم، ومن المحس كالفقيه محمد ولد صباحي وولديه الفقيه محمد والفقيه عبد القادر والفقيه علي أخيه والفقيه محمد ولد دليل، والفقيه عمر أخيه وأولاد عيسى: رحمة والفقيه عباس، والفقيه شكرت الله ولد منوفلي، والفقيه محمد ولد زمر وابنه الحاج السيد بن زمر، وجماعة كثيرة من بني جرار، واما حيرانه شكر الله وعبد الكافي والفقيه محمد ولد كوريب من شدة متابعتهم له إن قال لهم :”أنقلوا الجبل” ينقلوه، وكان يأمر فيمتثل أمره بغير سلطان، ويقول فلا يسأل عن دليل، ويأتي بالجواب فلا يجسر أحد على مراجعته، وأما أتباعه من جهة النساء أكثر من الرجال أضعافا مضاعفة وأكثرهن فزارة، وقال تلميذ له:
أبونا أبو دلقا مرقع
العنده الراي والصح المفقع
أبونا المنع من المناكر والكباير
أبونا الخلا الفزاريات فقاير

وقول الشيخ :”وثاني أمري أفعال” منها :” لبسه للجبة والمرقعات، ونسج عنقريبه باللويس، وجعل الخريم له طعاما يتقوت به، وقال:” لآجل عللا ثلاثة: هضما للنفس، وقلة الحلال في زماننا هذا، واتباعا للسلف الصاح”، ومنها أن دار زراعته مسك السلطنة عليها نصف الخراج يلقط الورق والقرون والقنقر يقسم نصف السلطنة يديهم إياه، وشاله شيخ الدار وداه للشيخ عجيب ود العجيل وقال له:”هذا شنو؟” قال له:” فقيرا يقولوا له ولد أم مريوم، متحرد”، وقال:” الدار تصدقنا بها عليه”، ومنها أنه بنى له حايطا بين زرعه وزرع جاره كي لا يقع زرع جاره في أرضه، ونظير هذه الحكاية ذكرها الشعراني في طبقات العلماء والأولياء: أن رجلا جاء إلى الحسن البصري قال له:” بدورك تعلمني الورع”، قال له امشي في الكوفة فيها رجلا عنده بقرة ما اتلوثت كراعها بطين ارض جاره، فمشى إليه فقال له:” يا أخي الورع فاتني، البقرة دخلت في دار جاري وتلطخت كرعينها بطينها، امشي لغيري”، ومنها أنه نزل فوق زراعة له فيها أحد زوجاته نازلة في جريف قمر صعيد الزراعة والأخرى في أبو نجيلة سافلها، أحداهن أقرب إلى الزراعة والأخرى أبعد، قال:” إن بتنا في الزراعة آثرنا القريبة على البعيدة”، قال أصحابه هذه الشجرة النصف بين المسافتين، فليلة المرأة الصعيدية بيت صعيد الشجرة، وليلة السافلية بيت سافل الشجرة، حتى أنه جاءه رجل في حاجة وواعده بقضايها، وجاءه الغد وقال له :”انت جيتنا نحنا صعيد الشجرة ليلة عيشة بنت سعيد، والآن ليلة بنت مسرة سافلها، تعال في ليلة عيشة بنت سعيد اقضاها لك”! ومنها أنه كثير الرحيل من الديار، إذا نزل دارا وكثر فيها الناس يرحل منهم، وإذا أراد بنا البيوت يأمر بقطع المروق والشعب والرصاص يساويهما في الطول والغلظ، وإذا وجد في واحد طول أو غلظ أمرهم بقطع غيره خوف التأثير، والبيوت خطهن سوى في الأرض واحد شمال الآخر كهيئة بيوت أمهات المؤمنين، وإذا خرج في ليلة إحداهن من بيتها شرقا وغربا يعاين البيت ويمشي كي لا يقابل بيت ضرتها خوف التأثير، ومنها أنه لما عجز عن الطواف على نسايه جمع نسايه وأخبرهن بالعجز، وقالن له “عفونا منك” قال لهن:” البها علي حق هل تأخذه مني في الآخرة، ما بدور عفوكن” قال لهن :كل واحدة في ليلتها تجيني في منزلي”، قالن له :” كل واحدة تجيب لك برش ترقد فوقه”، قال أم برشا باشر جلدي آثرتها على غيرها”، قال كل واحدة تجيب برشها في ليلتها معاها وتشيله في ليلة ضرتها”، قلت وهذا ليس بلازم وإنما هو من باب الورع، قال التتائي عند قول خليل:” وجاز السلام بالباب” قال وسمع القرينان أن معاذ بن جبل رضي الله عنه كانت له امرأتان وكان لايشرب الماء من بيت احديهما في بيت يوم الأخرى، وما أدري ما حكمه، وروي أنهما توفيتا بالشام فدفنتا في حفرة، واسهم بينهما أيهما المقدمة في القبور، وذلك تخير للعدل دون وجوب، ونظير هذه المسألة اي الحكاية ما ذكره الشعراني في كتاب الأخلاق: أن إبراهيم بن أدهم وأصحابه يؤجروا نفوسهم لقوت يومهم فإذا قبضوها يتهم نفسهم يقولوا خايف فرطنا في الخدمة أو قصرنا فيتركونها هاويين طاوريين، وهذا كله من باب الورع.

ومن أفعاله إقامة الحدود الشرعية في أهل بيته وغيرهم، وذلك فإن الشفيع ولده تزوج فوق زوجته القديمة وآثر الجديدة على القديمة بيومين أو ثلاثة، فشعبه ورمده وغز عود في الشمس فربطه فيه أاما، وقال عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، وكذلك فعل بمحمد ولد كاشي مثل ما فعل بولده، ولد كاشي مدحه بقافية كبيرة، وجاءته امرأة شاكية فقالت له:” فلانة قالت لي يا فاجرة” فأمر بضربها فضربوها، وإن زوجته الحسنة رفعت صوتها بالقرآن، أمر ولدا فقال له:”امش أضربها”، ومن أفعاله مجاهدته لنفسه فوق الحد، قال الفقيه مضوي بن عبد الغفار:” سافرت معه إلى البحر الأبيض، مكث خمسة عشر يوما بوضوء واحد، لا أكل ولا شرب فيها ولا نام ولا توضأ حتى رجع”، وقال الفقيه عبد الدافع أن شيخه الفقيه شكر الله لما أراد الطلب لقراءة العلم قال لي:” أمشاك نواعد الفقيه حمد”، وأنا قواد ماسك الحمار، فجيناه بعد صلاة العشاء، يصلي ركعتين ركعتين والفقيه شكر الله جالس كجلسة الصلاة إلى أن طلع الوقت ما غيرها، فسلم وقال :” يا فقيه شكر الله، الليلة ونستونا”، قال :”أحمد سيدي وأشكره، من أم لحم ما نمت اختيارا ولا نقدت قنقرة ولا شرفت قصبة، البنقدني بسوي لي تسبيحات:، وقل له:” أنا طالب للعلم”، وأخبره بآداب طلب العلم، فصلينا الصبح بوضوء العشاء الاثنين، انتهى، ومن أفعاله أن بني جرار كل سنة يأتوه بزكاة ماشيتهم وتمنها يشتري به الرقيق ويعتق نصفه، وأعتق جماعة، وأن بني جرار غارت عليهم فور فقبضوا منهم سبعين عبدا فجابوهم له، فأسلمهم وأعتقهم وامرهم بالرجوع إلى بلدهم، ومن أفعاله ألا تأخذه في الله لومة لايم فإن الشيخ عبد الله البرنس جاء لزيارته من أول الضحى حتى انتصف النهار حتى فتح لهم، قال الشيخ:” جينا من أول النهار قال جيتك، قال له:” سلطانكم الفوقكم إن كان ما اتكلم انتم تتكلم؟” قال:”لا”، قاله:” أنا في حضرة مالك الملك أقطعها لأجلكم؟!”.

وقول الشيخ:”وثالث أمري نيات ومقاصد”، فإنه يذكر الله بالأذكار الجامعة كقوله:” أحمد الله ربي واشكره بداية لا نهاية لها”، ويعني واحد من الأنبياء ويقصد عمله مثل موسى وهارون وغيرهما، ومع ذلك كان مجاب الدعوة، ما دعا على أحد إلا وهلك سريعا، ودعا على حمد بن عبد الجبار الجباري:” اللهم اجعل باطنك مثل ظاهرك”، فأصابه برص عم جميع جسده، ودعا على أولاد عجيب والفونج الخرطوا حلته الفي أم درمان حتى بيوتهم في أبو زربيبة فهلكوا بالجدري في سنتهم،ودعا على نور أبو نخيرة من بينهم بطول العمر، وقال لأجل أن يزيد في الذنوب، فعاش نور بعد هذه الوقعة نحو ثلاثين سنة، ومات ولد ماية وعشر سنين وهو يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف، وتحاكم عنده راد الله المحسي وقصة الجموعي والحق مع راد الله وقال له:” أدوه حقه” فامتنع وقال:” حكمت على الباطل”، فأخذ عصا وضربه بها صرب شديدا، وقال الحاج خوجلي:” لو كان ما ضربه لمات عاجلا”، وأما مدح العارفين له: قال الشيخ حمد بن الترابي:” اللهم انفعني ببركة حمد بن مريم فإنه عبد الله لاخوفا من ناره ولا شوقا إلى جنته”، وقال الشيخ أحمد بن الطريفي:” العطايا من الله، لو كان العطا بالعمل نحن يا فقراء الجزيرة ما فينا من خدم الله خدمة ولد أم مريوم”، وقال السيد ولد دوليب:” ما أمثله إلا بعمر بن الخطاب” وتوفي رحمه الله تعالى سنة اثنين عن سبع وثمانين سنة، وأولاده : محمد النور، ومحمد المقبول ومحمد الشفيع على قدمه في الدين والصلاح والتواضع والحمول

ولبس الدلاقين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإخوانهم مثلهم وأرشد. انتهي.

حمــــد بن بن عبد الرحيــــــم

المشهور بحتيك المحسي المشيرفي، ولد بالخرطوم وشرع في علم التوحيد على الفقيه أرباب، وتفقه في خليل على الفقيه محمد الأزرق بن الشيخ الزين، وله معرفة بالسير والأخبار لاسيما مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته وسير أصحابه، وله باع طويل في الفتاوى وحل المشكلات ودفن في أبو نجيلة.

حــــــــــمدنا الله ولد ملاك

ولد بالخرطوم وقرأ التوحيد على أولاد ارباب، وسلك الطريق على الشيخ خوجلي وكان من عباد اللخ الذين يخشونه وكان على قدم عظيم في اتباع الكتاب والسنة والاستقامة كشيخه، وقال الشيخ ابو الحسن الشاذلي:” استقامة واحدة أفضل من ألف كرامة”، وأولاده محمد ومحمدين وأولادهم الاثنين على قدم أبوهم في الدين والصلاح والاستقامة. انتهى.
حمـــــــد بن المجذوب الرهيوابي

ولد بالحواره ثم انتقل إلى أبو حراز وتفقه على الفقيه عبد الرحمن بن إسيد، وكان له باعا في معرفة الفتاوي والأحكام والدراية أغلب عليه من الرواية، وتوفي بأبو حراز وله حلة فوق البحر تعرف به.
حامــــــــد اللين

بن الفقيه سليمان بن الشيخ حامد، قرأ علم الكلام على مكي النحوي، وتفقه على الشيخ الزين، وكان صاحب غناء كثير ومع ذلك زاده الله بسطة في العلم والجسم، واشتغل بتدريس الرسالة والعقايد وجمع الكتب، وهو أول من جاب شرح عبد الباقي على خليل من مصر والشبراخيتي على العشماوية، وكان له مع والدي ضيف الله صحبة، قال:” قلت له:” الناس قالوا:” الفقيه عند أربعة ويبات محلفات”، قال”” حقيقة المال عندي، أولادي أخذوا النساء وشالوه مني، ومكي بن سراج حواري أديته فرخ قلت له جيب لي الشبراخيتي على خليل فباعه أنفقه على الحجاج””، انتهى.
حـــلالي بن الشيخ محمد بن عيسى سوار الذهب

وأمه بنت الملك حسن ولد كشكش ملك ضنقلة، وتوفي أبوه وهو في حالة الصغر، وأنه لما دنع الوفاة قالت له زوجته::” أولادك الكبار أرشدتهم وولدي من يرشده؟” قال لها:” عليك بالخضري، فلما مات الشيخ جابت له أسورتها وحجولها قالت له:” بدورك تقعد ولدي في مكان أبوه”، قعده فوق سجادته وقال له:” وليد شيخي أقعد”، وقام حوى الخلوة ثم جاء فبرك في وجهه في الأرض وقال له:” مد يدك” فسلم عليها وقال له:” قعدتك في مكان أبوك”، ثم إن حلالي بلغ مبلغا في العلم والدين والصلاح وصار مثل الشيخ وفاق على جميع إخوانه، وتولى القضاء مثل أبوه، وحكم بالمتفق عليه والقوي من الخلاف، وفي أمر أحكامه مايلا على الصلح في الأموال ونحوها، حتى أنه وقعت مسالة فامتنع أهلها من الصلح، قال لهم:” ما بحكم بينكما حتى تجيبوا شهادة صغيرون وعبد الهادي ولد الشيخ محمد ولد دوليب”، قلت فإن الشهود العدول يقووا حجة الحاكم على الخصمين، كما وقع للإمام عثمان بن عفان رضي الله عنه، فاختصمتا إليه امرأتان: هاشمية وأنصارية في ميراث بينهما فقضى للأنصارية فلامت الهاشمية عثمان بن عفان، فقال عثمان:” هذا عمل بن عمك، هو أشار علينا بهذا”، يعني علي بن أبي طالب، رواه مالك في الموطأ.
حـــــــــــلاوي

هو محمد بن جمال الدين الحججابي العامري، ولد بالكامنين وتفقه على الشيخ محمد بن عيسى سوار الذهب، ثم دخل مصر، وكانت له دراية بالفتاوي والأحكام، وقد أورد عليه الشيخ دفع الله سؤالا يسأله عن مسألة فأجابه إجابة حسنة، ونص السؤال “ من دفع الله بن الشيخ محمد إلى عند الأخ في الله المعروف بحلاوي وسبب الجواب في إمرأة أساء عليها زوجها وتكررت شكواها: أيحكم لها القضاء القاضي بالطلاق من غير إثبات بينة عملا بقول المدونة عن ربيعة ويعطى الزوج بعض الصداق كما قال أبو عمران، معنى ظلمه لها في هذا الوجه: أي بدعواها ولم يثبت، ولو ثبت لم يجز أن يأخذ منها شيئا”، فأجاب بقوله:” السلام من عند الأخ في الله محمد حلاوي إلى عند دفع الله، فإنك سألتني عن تأويل قول المدونة وشراحها كابي عمران ونحوه: فإني لست أهلا لذلك، ومسألتكم ليس هذا محلها، ومحلها في باب الطلاق، والطلاق لا يثبت إلا بعدلين، وأنت لا تحكم الأبنص كالشمس، والسلام عليك وعلى أهلك وجيرانك، ويرحم الله من سلف منا ومنكم”، وايضا حلاوي حل معضلة أخرى: وهي أن فرسين لرجلين مطلوقان في جزيرة في ضنقلة جاء عندهما فلو حاضنات عليه الاثنين يرضع فيهما ولم تعلم أمه من غيرها، فتحير الناس: هل يقسماه بينهما أم لا؟ فقال لهما حلاوي: جيبوا أحد الأفراس عوموها وأمسكوا الأخر والمهر، ففعل ذلك فهمهمت فلم يتبعها، فقال لهم:”ردوها” فعوم الأخرى فهمهمت فطلق المهر فعام لهما في الشرق، فقضى به لها، فاستحسن الناس قضاه. ونظير هذه الحكاية ما ذكره مسلم في صحيحه أن امرأتين أحدهما كبيرة والأخرى صغيرة تحاكمتا عند داوود عليه السلام في ولد بينهما قضى به للكبيرة، فخرجتا على سليمان عليه السلام فقال ليس القضا هكذا فأذبحه وأريحكم، فقالت الكبيرة:” افعل يا نبي الله” وقالت الصغيرة:” لا تفعل”، فإنه ولده، فقضى به للصغيرة، ثم إن حلاوي لما قدم الطلب سكن القوز المشهور، وطال عمره وجاوز الماية بكثير فبقي بعد أم لحم وتوفي في القويز ودفن فيه، انتهى.
حميـــــــــــد الصاردي

وصارد قبيلة من جذام، ولد بالكبر، وحفظ الكتاب على الولي باسبار وقرأ التوحيد والعربية على مكي بن فريعة المشهور بالنحوي، ونجع في سنة أم لحم إلى جبال العطش فتوفي فيها، وطال عمره، مات قريبا من الوداع، وأخذ عليه التوحيد والعربية جدي لأبي الفقيه ضيف الله الفضلي، انتهى.
حمدان بن الشيخ يعقوب

ويسمى بالبطران، ولد بالحمرة، وسلك الطريق على أخيه الشيخ موسى، وانقطع وتزهد وتريض ولبس الصوف، فلما وصل مقامات الرجال ترك ذلك ولبس القماش العالي وركب جمال البديد حتى قال له الشيخ عز الدين ولد نفيع العركي :” يا حمدان ركبت المعلوف ولبست المندوف وحقبت السيوف وتركت دراعة الصوف”، وسلك الطريق وارشد جماعة، وتوفي سنة الوداع، ودفن مع أبيه وأخيه، فلما دنت وفاته قام من مسكنه كترة وروح للحمرة وتوفي بها رحمه الله تعالى.
حمد بن أبي زيد الخضري البصيلابي

ولد بمدينة أربجي، وكان عظيم الشأن، ورعا تقيا وزاهدا متنسكا، وكان من عباد الله الذين يخشون الله تعالى، وقرأ خليل، والرسالة على الفقيه شمو ولد عدلان، ثم اشتغل بالأسفار والتجارة، وبعد ذلك اجتمع بالفقيه محمد ولد حجازي راجل كركوج فسلك عليه الطريق، وانقطع إلى الله تعالى واشتغل بتدريس الرسالة، ودرس فيها خلايق كثيرون، على قدم الصلاح والدين كشيخهم، ودفن بأربجي وقبره ظاهر يزار.
حمــــــــــــــودة بن التنقار

المشهور بجياب العجوة من الريف، وأمه بنت سرحان وأمها فاطمة بنت جابر وتفقه على خاله الفقيه محمد بن سرحان، وسبب إتيان العجوة أن خاله محمد بن سرحان مرض قيل له :”شفاك في العجوة”، وكانت مفقودة في البلد، فجابها حمودة رضي الله عنه من الريف وكانت سبب شفايه، وشرح على خليل حاشية مفيدة فيها سورة خاله وأولاد جابر، انتهى.
حمـــــــد السيد بن بلة

ولد بالحلفاية، وحفظ الكتاب على الفقيه عبد الرجمن بن إسيد وقرأ مختصر خليل عليه أيضا وعلى الفقيه محمد بن قوته، وقرأ الرسالة على الفقية محمد ولد مدني، واشتغل بتدريس الرسالة، وأخذها منه رجال صالحون، وبالفتوى والحكم، وكانت الدراية أغلب عليه من الرواية، وكان يقول:” سمعت قايلا يقول لي:” يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق”: حتى ذلك الوقت أول ما سألوني عن المسالة تظهر لي مثل الشمس”، وممن أخذ عليه الرسالة من الفضلاء الفقيه عبد الله حسن التكاوي العالم المشهور وابن عمه الفقيه حسين، وصالح ولد خبير، ومحمد نصر الكبوشابي، والحاج عمارة، والحاج السيد زمر، والفقيه محمد بن قسم الله، والفقيه محمد بن الحاج محمد نور خليفة الحاج خوجلي، وخلايق كثيرة، وكان حبرا فاضلا تقيا زاهدا مجانبا للسلطان ودفن بمقبرة المغاربة وقبره ظاهر يزار عن ثمانين سنة ونيف، وأولاده الفقيه محمد والفقيه أحمد وعبد الرحمن صلحا فضلا علما، وحمد السيد بن أحمد كجده وزروق بن الفقيه محمد كأبيه في العلم والديانة، انتهى.
حمـــد بن المجذوب

حفظ الكتاب على الفقيه حمد بن الفقيه عبد الماجد وتفقه في خليل والرسالة على الفقيه محمد مدني بن محمد وعلي القراري، وعلم الكلام على الحاج سعد، وحج إلى بيت الله الحرام وسلك الطريق على الشيخ علي الدراوي تلميذ سيدي أحمد بن ناصر الشاذلي، وانتصب للتدريس في جميع الفنون والفتاوي والأحكام والسلوك في طريق القوم عجبا من العجب، الزهد والذكر وملازمة دلايل الخيرات والقيام بمصالح المسلمين، واعطاه الله القبول التام عن الخاص والعام، وكان كثير الشفاعة عند الملوك والسلاطين وجعل، لاترد له شفاعة، من رده ينكب سريعا، وصفته كان أسمر اللون مربوع القامة مايلا إلى الطول ذا لحية كبيرة تكاد كل شعرة من شعراتها تنطق تقول هذا ولي الله حقا، وهو ممن جمع بين الفقه والتصوف، وتوفي رضي الله عنه سنة تسعين عن خمسة وثمانين وقبره بالدامر ظاهر يزار عليه نور ووقار، وولده أحمد الخليفة مثله في العلم والدين والقيام بمصالح المسلمين.
حسن بن عبد الرحمن بن صالح

ولد بالثلاثاء يوم عاشوراء سنة تسعة وخمسين وماية والآلف على ما سمع عن ولده، وقرأ القرآن على الفقيه خمد ولد أبي راس والفقيه علي والفقيه بشير والفقيه مقبل إبني عثمان علامة، أعني مختصر خليل، الرسالة، على الفقيه عبد الهادي بن إسماعيل والعقايد، السنوسية على الفقيه إسماعيل بن الفقيه الزين، والفقيه محمد الخناقي، والفية بن مالك على الفقيه حمد بن الفقيه نوواوي تلميذ الفقيه حسن سكيكرة، والفقيه أحمد بن عيسى الأنصاري، والفقيه عبد القادر بن التويم، واستجاز كتب الحديث ومصطلحها بالمكاتبة صحبة الشيخ أحمد بن عيسى الأنصاري وغيره من الشيخ أحمد الدرديري والشيخ محمد الأمير، والشيخ السيد الشريف المرتضى، سلك الطريقة البهارية اليعقوبية على والده.



التوقيع:
يا متلبك في الأدران ... الحجـر الأسـود مـاهو البروة
وماها مكاوي الكعبة تجيها ... حين ينكرفس توب التقوى
ومافي خرط للجنة تودي وما في خطط ممهـورة برشوة
والمشروع الديني الخـالص ... ما محتاج لدراسة جدوى
ويات من قال "يا رب" من قلـبو ... رد الخالق دايما "أيوه"


حِمّيد
الزوول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-04-2011, 05:53 AM   #[21]
زهير ابو سوار
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية زهير ابو سوار
 
افتراضي

الأخ الزول ..
تحياتي ..
واصل مبارينك ..
ويا خلايق الله الزول منو ..



التوقيع: زهير أب سوار
زهير ابو سوار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-04-2011, 11:44 AM   #[22]
الزوول
عضو
الصورة الرمزية الزوول
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهير ابو سوار مشاهدة المشاركة
الأخ الزول ..
تحياتي ..
واصل مبارينك ..
ويا خلايق الله الزول منو ..
...
حباب زهير قريبي
...
تعرف
أحسن مافي البوست ده هو المرجعية
لما تحتاج للمعلومة بس ترجعلو
...
كدي ما دام الله جابك مباريني
فسر لي دي:
ابقى زرزور اباري التمر
أنقد القنديل الحلو ... ومر
والسلام لست الأمر
...
القنديل الحلو ومر ده شِنْ نَفَلو؟؟
..



التوقيع:
يا متلبك في الأدران ... الحجـر الأسـود مـاهو البروة
وماها مكاوي الكعبة تجيها ... حين ينكرفس توب التقوى
ومافي خرط للجنة تودي وما في خطط ممهـورة برشوة
والمشروع الديني الخـالص ... ما محتاج لدراسة جدوى
ويات من قال "يا رب" من قلـبو ... رد الخالق دايما "أيوه"


حِمّيد
الزوول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-04-2011, 11:55 AM   #[23]
الزوول
عضو
الصورة الرمزية الزوول
 
افتراضي

حرف الخاء


...
خوجلي بن عبد الرحمن بن إبراهيم
وأمه اسمها ضوة بنت خوجلي ، وأبوه عبد الرحمن محسي كباني وأمه محسية مشيرفية وجده إبراهيم من تلامذة أولاد جابر ، أخذ من محمد بن الشيخ إبراهيم البولاد كذا وجدته مكتوباً ، والشيخ خوجلي ولد بالجزيرة تةتي وبدأ المكتب عند عايشة الفقيرة بنت ولد قدال ، أخذ علم الكلام والتصوف من القيه أرباب ، وتفقه في خليل على الشيخ الزين صغيرون وهو ممن جمع بين التصوف والفقه وحج إلى بيت الله الخرام وسلك طريق القوم على الشيخ أحمد التنبكتاوتي الفلاتي القطب الرباني القاطن بالحرم المدني ، فالكلام فيه على ثلاثة أنظار.
النظر الأول : في شهادة العارفين له أنه من أهل هذا الشأن
النظر الثاني : في صفاته الذاتية وفي أخلاقه وسداد طريقته وفيمن أخذ عليه طريق القوم من الأجلاء.
النظر الثالث : فيما خصه الله به من الكرامات وخوارق العادات
النظر الأول:
في شهادة العارفين له ، تكلم الشيخ إدريس على ظهوره قبل مولده قال : يظهر في توتي ولد له شأن ، وقال الشيخ أحمد بن الطريفي : رأيت النبي  في بقعتي هذه ، ورأيت الأولياء من المشرق والمغرب صفوفاً واقفين بين يديه واضعين أيديهم على ركبهم ، ورأيت الشيخ خوجلي جالساً عند الرسول  من غير انحناء .
وقال الفقيه حمد ولد أم مريوم : خوجلي صدقه الله في جميع ما يقوله.
وقال الشيخ ضوين بن أحيمر تلميذه : درجة الصديقية في جزيرة الفونج ما وقعت إلا لثلاثة الشيخ إدريس ، والشيخ دفع الله ، والشيخ خوجلي.
وقال والدي الفقيه ضيف الله : الدنيا إن انتكت أقعدها الشيخ خوجلي على حيلها بصلاة الجماعة وقراءة الأحزاب.
وقال الفقيه رملي ابن الفقيه محمد ولد الشيخ إدريس : الشيخ خوجلي يرى النبي  في كل ليلة أربعة وعشرين مرة ، والرؤيا يقظة ، وهذا غير بعيد على من منحه الله ذلك.
وقال الشيخ خوجلي : والدتي دعت لي أن أبلغ درجة الشيخ إدريس ، فأعطاني الله من ذلك ، ذات يوم ، أنا في الخلوة روحي خرجت من جسمي ، فحرجت السماء فجاءتني ورقة مكتوب فيها : سلام قولاً من رب رحيم على خوجلي ، وأخبرني الفقيه شريف ابن الفقيه جاد الله : أول أمري حصل لي فتوح ، فدخلت على الشيخ خوجلي ، فنهمني في خلوته ، فقال : جاءني فقير من الحج ، قال لي : الرسول عليه الصلاة والسلام يسلم عليك ، والسماء كان قريباً إلى ، ثم عاد في البعد على حاله ، قال فصليت ركعتين ونمت ، ثم جاءني رجل من الصالحين ، قال لي : قرب السماء منك يقينك ضعيف ، فلما قوى يقينك بعد السماء منك ، وقول الفقير : الرسول يسلم عليك ، داخل في قوله تعالى للرسول ليلة الإسراء : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، وأنت من عباد الله الصالحين ، ونظير هذه الحكاية ما ذكره الشيخ ابن عطا الله في كتابه لطايف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه الشيخ أبي الحسن الشاذلي قال سئل الشيخ أبو العباس المرسي ، قيل له : إن الحارث بن أسد المحاسبي قال: خلق الله في أصبعي عرقاً يتحرك ، إذا جاءني طعام فيه شبهة ، والصديق رصي الله عنه قال : أكلت طعام عند خالة لي أصله ثمن كهانة في الجاهلية ، فتقايأته ولو خرج بروحي لما تركته ، فما بال الصديق الذي هو خير أهل الأرض لم يخلق له عرق ينبهه ، فقال الحارث بقيت عليه البقايا وضعف اليقين ، والصديق رضي الله عنه ، لو وزن أيمانه بأيمان أهل الأرض لرجح بهم. ا.ه
النظر الثاني:
في صفاته الذاتية : كان رحمه الله تعالى مربوع القامة مايلاً إلى القصر أسمر اللون في أنفه كبر ، كثيف اللحية ، تكاد كل شعرة من شعراتها تنطق تقول هذا ولي الله حقاً وكان مهاباً بلغ من الهيبة مبلغاً حتى قيل : إن أكابر العلماء والسلاطين إذا جلسوا بحضرته يكونون كالأطفال من هيبته ، وسبب أمره دعوة من والدته ، أنه كان عنز يحلبها وأتت لوالدته نسوة لزيارتها ، فطلبت لهن شاه تضيفهن بها ، فلم تجدها ، فأخبرته بما طلبت للنسوة المذكورات من الذبيحة ، وعدم وجودها وهو إذ ذاك صغير ، فحلب شاته وذبحها ، فلما رأت ذلك منه دعت له ، فقالت : رجوت الله أن يعطيك مثل ما أعطى خالي الشيخ إدريس من الولاية وجلالة قدر ولد حسونة ، فاقشعر جلدهما معاً عند الدعوة ، فكان لها ما طلبت عند الله لولدها ، وقد حقق الله رجاءها وتقدم أن أولاد جابر سبب أمرهم دعوة من والدتهم.
ومن أخلاقه تمسكه بالكتاب والسنة ومتابعة السادة الشاذلية في أقوالهم وأفعالهم ، يتعمم بالشيشان الفاخرة وينتعل بالصرموجة ويتبخر بالعود الهندي ، ويتعطر ، ويجعل الزياد الحبشي في لحيته وثيابه ، يفعل ذلك اقتداء بالشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه وإظهاراً لنعمة الله تعالى ويحمد الله على ذلك ، وقيل له : إن القادرية إنما يلبسون الجبب والمرقعات ، فقال : ثيابي تقول للخلق : أنا غنية عنكم ، وثيابهم تقول : أنا مفتقرة إليكم ، ومن أخلاقه أنه لا يقوم للسلام على أحد من الجبابرة لا أولاد عجيب سلاطين بلده ولا لملوك جعل ولا لأحد من أهل المراتب إلا لأثنين : خليفة الشيخ إدريس وخليفة الشيخ صغيرون.
وقال الشعراني : هذه المرتبة (يعني ترك القيام) ما وقعت من المشايخ ولو للشيخ عبد القادر ، فإنه إذا دخل عليه الخليفة العباسي يقوم له إلا الشيخ محمد الحنفي الشاذلي بمصر ، فإنه لا يقوم لأحد لا البشوات ولا السناجك.
ومن أخلاقه إنه لا يكاتب السلطنة ولا يرسل إليهم مع كونه كثير الشفاعة والجاه ، وإذا طلب منه أحد القيام للسلطان ليشفع له عنده ، يقول ، لا أرسل معك تلامذتي ولا أولادي استودعتك الله ، وخذ هذا الطين ، وإن صبرت إلى أن يأتيني هذا الظالم أو أحد من أعوانه أوصيه إليه ليشفع لك عنده بأمري ولا يقوم إلى ظالم في شفاعة.
قال الفقيه عبد الدافع : قال الشيخ خوجلي : ما وقع عندي أشجع من أربعة أصول ولد جماعة ومحمد ولد كنتوش ، وعلى ولد دفع الله ومحمد ولد ابو القاسم شيخ الكمالاب ، فإن أصولاً اتهموه بامرأة الملك وجاءني للشفاعة ، فقلت له : خذ هذه الطينة ، واستودعتك الله ، فسر إليه ولا تخش منه ، قال لي : علي بالطلاق ، إن طلبت شفاعة غير وداعة الله وطينتك ، فأخذ الطينة وسافر إلى الملك ، فلما رآه قال : عفوت عنك فيما اتهموك به ،وأما محمد ولد كنتوش ، قيل له : الملك يريد : الملك يريد أن يقتلك ، فدخل في مركب وانحدر في البحر إلى أن وصل إلي ، فقلت له مثل الأول ، فقبل وداعة الله ، وأخذ الطينة ومضى أليه ، فخلى سبيله بمجرد رؤيته ، وعلي ولد دفع الله جاءني واقعاً من الشيخ عبدالله ولد عجيب ، فقلت له : لم أقم إليه معك ولكن هاك هذه الطينة واستودعتك الله معها فقال : علي بالطلاق ولا أطلب سوى وداعة الله والطين الذي تعطيني إياه فأعطيته الطينة واستودعته فمضى إليه ، فمجرد رؤيته أليه خلى سبيله ، وشيخ الكمالاب اتهموه أولاد عجيب بقتل حمد ولد عبود وجاءني للشفاعة ، فقلت له : من عادتي أن لا أطلب سلطاناً لشفاعة ، ولكن استودعك الله ، وأعطيتك طينتي ، هذه عادتي ، فقال : علي بالطلاق ، ولا أطلب شفيعاً غير وداعة الله ، وامتنع من الطينة إلا أني أرسلتها إليه بعدما ولى، فأخذها ومضى إلى الشيخ عبدالله ولد عجيب ، فبمجرد وصوله إليه خلى سبيله.
ومن أخلاقه تعظيمه وإجلاله لأولاد المراتب مثل الركابية والمشايخة ، فإذا وقعوا عليه من ظلمة نالتهم من الظلمة يقول لهم : أنتم غير محتاجين إلي ، ويخوف الظالم من سطوة آبايهم وأجدادهم ، وأما أصل طريقته فالأساس قادري ، والأوراد والأخلاق شاذلية ، فإن شيخه تلميذ الشيخ محمد الناصر الشاذلي ، ومن سداد طريقته الصبر والتحمل للأذى من الأقارب والجيران ، فإنه لا يتغير منهم ، ويقول ، وأفوض أمري إلى الله ، إن الله بصير بالعباد ، وكان الشيخ أبو العباس المرسي يفعل ذلك.
قال ابن عطاء الله في لطايف المنن : قيل له :إن فلاناً يسبك ألا تشكونه للوالي يحده لنتشفى فيه ، قال : إني لا أحب أن انتقم من أحد ، ومن سداد طريقته ترك الأكل مع تارك الصلاة ونهي أصحابه عنه وأظهر لهم كرامة في ذلك ، وقال لهم : يخرج القيح والصديد من أصابعه في الطعام ، فكشف الله الحجاب لجماعة منهم ، فرأوه عياناً ، وأنا سمعت من الفقيه محمد ولد حاج والفقيه عامر ولد عبد الجليل ، حلف كل واحداً منهما يميناً بالله أنه رئى ذلك عياناً ، وكذلك سمعته من الفقيه عبد الرحمن حتيك.
ومن سداد طريقته أنه إذا دخل عليه أحد الطريق وبه مرض من جنون أو جذام أو برص أو غيرها يزول عنهم حالاً ببركته ، وفي معنى ذلك قال الأبوصيري صاحب بردة المديح يمدح الشيخ أبو العباس المرسي رحمه الله تعالى :
أكرم الله بيوم الأربعاء لك *** عيدي كألف خميس
كل اتصالات السعيد سعيدة ***بمثابة التثليث والتسديس
ومن سداد طريقته أمره لتلامذته بالأذكار والرواتب دبر الصلوات ، وممن أخذ طريقته وتبعه في أمره ونهيه وأخلاقه خلق كثير العدد منهم الفقيه ضوين بن أحيمر من أهل الصعيد ابن بنت الخطيب والفقيه عبد القادر مصطفى والفقيه محمد عبد الدافع خليفة ولد داوود والفقيه محمد ولد الماجدي وأولاد الفقيه أرباب الخشن الفقيه محمد والفقيه علي صالح أبو نجيلة والفقيه حمدنا الله ولد ملاك وأولاده محمد ومحمدين ومن السافل الفقيه عبد الدافع والفقيه ضيف الله والفقيه محمد ولد أنس والفيه حسب النبي ولد بحر والفقيه بشارة أبو سيفا عود والفقيه عبد المحمود بن عبد الحميد والفقيه موسى والفقيه عامر بن عبد الجليل والفقيه إدريس بن نصار والفقيه محمد ولد حاج والفقيه محمد المصلي والفقيه عبدا لرحمن البرنس أخوه والفقيه محمد بن عبد اللطيف والفقيه عثمان الهلالي وجمع كثير لا نطيل بذكرهم فهؤلاء المذكورون اهتدوا بهديه وساروا بسيرته وقد رأينا الواحد منهم لو مات جوعاً ما أكل مع تارك الصلاة ولا يترك صلاة الجماعة والرواتب دبر الصلوات وأذكار الغداة والعشي فلا يبرحون من مجلس الصلاة حتى يفرغوا منها ، رحم الله جميعهم ونفعنا ببركاتهم دنيا وأخرى.
....
النظر الثالث :
فيما وقع على يده من الكرامات
أعلم أن الأمة من كل ناحية اقتدت به واتخذته أماماً وانتفعوا بطريقته ومشورته والاستغاثة به عند الأمور المهمات ، فمن ذلك أن سواقي المحس في توتي بعد العيش ما صار إلى صدر الإنسان ظهرت جزيرة من الرمل حالت بين الماء والسواقي ، فجاءه المحس ووضعوا عنده الطواري والقداديم والفؤسه ، وقالوا له : لا يسعنا المقام في هذا البلد بعد فساد زرعنا من عدم الماء ، فقام معهم وركب على حمار ووضع عصاه في البحر ، وقال : بسم الله الرحمن الرحيم يا شيخ أحمد بن الناصر وقرأ حزب البحر فبوقته هاج البحر وذهبت تلك الجزيرة وملأ البحر أقانين السواقي وثبت الناس في مكانهم ببركته ، فصارت هذه الكرامة باقية إلى زماننا هذا سنة تسع عشر بعد المايتين والألف ، وكان عصاه من حديد ، فما وضعت في موضع قل ماؤه إلا ذهب الرمل وهاج فيه الماء فوراً ومن ذلك أنه جاءه رجل فقال : يا سيدي أتيتك زائراً بعدله ملح فغرقت في البحر ، فقال : نحن محتاجون لها غاية الحاجة ، اذهب إلى المكان الذي غرقت فيه وأبحث عنها ، فرجع الرجل إلى الموضع وغاص في البحر فوجد الملح على حاله والعدلة كما هي.
ومن ذلك أن الفقيه عبد الدافع ومعه الفقراء جاؤوا عنده لصلاة الأربعين وهي صلاة مشهورة عنده يجتمع إليها الجماعة من عشرة في آخر شعبان إلى كمالة رمضان ، فذهبوا يوماً إلى خدمة زرع الشيخ وكان ببينه وبينهم البحر فركبوا في البحر إلى الزرع ، بعدما فرغوا من خدمتهم أقبل وقت صلاة الظهر فتوضؤوا وطلبوا السفينة فلم يجدوها لأنها في البر الشرقي ولم يكن هناك أحد ، والشيخ قد احتاج إلى حضورهم للصرة فصار مقبلاً على جهتهم ينظر إليهم فجاء عصار أخذ المركب ومرقها إليهم غرب البحر فدخلوا فيها ومرقوا على الشيخ فوجدوه يريد أن يحرم لصلاة الظهر وهذه الكرامة مشهورة.
ومنها أن فاطمة بنت عبيد مرضت مرضاً شديداً أشرفت فيه على الموت ، وجاءه الفقيه النور وقال له : يا سيدي الشيخ حسن أحيا الميت ذا الحين دائرة تسأل الله لها أن تيحييها ناذرة لك بفرخها قسم الله وأنه عزم للفقيد النور في ماء الركوة وغرغروها بالماء فمجته لأنها في حالة النزع آخر الليل خاطبت النور بصوت هاو وقالت : هل أنا طيبة ، فإني رأيت الشيخ خوجلي واقفاً عند الصندوق فوكزني بعصاه ، وقال لي قومي : ثم أن الفقيه النور قام من ليله وركب وسار لتوتي فوجد الفقيه أحمد ابن الشيخ قادم إلى المسجد ، وقالت له البشارة بنت عبيد طيبة ، فقال له الفقيه أحمد الشيخ ساد الخلوة عليه إلى الآن ، وقال : أنا غلبان، كنا أنا وملك الموت نتنازع في روح بنت عبيد فتركها لي ، وفاطمة المذكورة مدحت الشيخ بكلام مسجع ، فقالت : يا قسم الله تعالي جيب البشارة من اللدوه المنبور للزيارة العقلوا له سلاطين الككارة خت النور بيمينك وأنا ليك يساره.
ومنها أن الفقيه محمد ولد كبيدي قال في وجه الشيخ : أدعوني العابداب وقالوا لي : أنت عريبينا : فاستأذنت الشيخ فأذن لي ومشيت إلى سنار ، وشكوتهم ، فمجرد الوصول قبضوني وأغلقوا علي الباب فجاءني الشيخ خوجلي ، فقال لي : السبحة التي في رقبتك كم عددها ، فقلت له : ماية ، فقال لي : قل : يا قديم الإحسان ، إحسانك القديم ماية مرة ، فبمجرد الإكمال جاءوني وحلوني وعفوا عني ، فلما حكيت هذه الحكاية للشيخ صالح ولد بان النقا ، قال لي : قل : حرم ، فقلت حرم ، قال لي : طلق فقلت له : سل شمهروش أنت قلت الصالحون أقعدوه لي للأمور التي تخفي علي يعلمني بها ، سله ، فسأله فقال له : نعم ، ومنها أن السلطان بكر سلطان كنجارة حين بلغه أن الملك بادي سبه حلف ليدخلن سنار يقلع الشجرة ويسد البحر لتمشي الخيل عليه ، فلما تجهز وسار حتى بلغ طرف الدار وبقى على المغارة رأي الشيخ خوجلي وبيده عصا وكزه بها في آخر أضلاعه ، فانتفخت وماتت يده فكان سبب موته ، لأن سلطان الفونج استغاث به ، وقال له : سلطان فور قادم إلينا ، ثم إن السلطان بكر سلطان كنجارة سأل أولاد البحر ، وقال لهم : جاءني رجل أزرق وعليه قميض أخضر ، فوكزني بعصا ووصفه لهم كما رآه ، فقالوا له : هذا هو الشيخ خوجلي.
ومنها أن البواب أتاه ، وقال له : العيش كمل ، والمسافرون ما حضروا ، قال لهم : أمشوا أقلعوا المطمورة الفلانية ، قالوا له : فلقناها وملأناها تراباً ، قال لهم أمشوا فأقلعوها ، فمشوا قلعوها ، فوجدوا فيها عيشاً أحمر ، فبدروها وشالها الناس في أطرافهم إظهاراً للكرامة والتبرك بها.
ومنها أنني في حالة الصغر قدمت أنا وخالة لي إليه زايرين ، فأعطتني خالتي قنجة ومعها محارة ، وقالت لي : أدخل عليه وخبره أن يبصق لي في المحارة والقنجة بياض ، فبصق فيها ومسحت بها برصة كبيرة في جلدها فبرئت ، وصارت كساير جلدها.
ومنها أن عبدالله جميل التاكة كان بينه وبين رجل من المحس يقال له : النور ولد المحسي شركة ، فمات الرجل وقامت أمه وبوثيقة فيها أن النور يطلب عبد الله جميل التاكة عشرين قنجة ، فأنكر عبد الله جميل التاكة وصار يصيح عند القبر وقال له : أنت قلت بعد موتي ألحقكم أكثر مما في الحياة ، والمرأة جاءت بالوثيقة إلى الفقيه أحمد ولده زمن خلافته ، وإن الفقيه احمد أحضر الجماعة وقرأ الوثيقة ثانياً وقرأها أيضاً إبراهيم الخليل ، فانقلب ما في الورقة فصار أن عبدالله جميل التاكة يطلب النور ولد المحسي عشرين قنجة ، فصاحت المرأة فغفا عنها ولد جميل التاكة وقال : لأنا ما بطلب منه شيء ولا له علي شيء بل مكرت على والدته وبركة شيخي حضرتني ، ,انا عفوت عنها.
توفي رضي الله عنه ضحوة الأحد نهار ثمان عشر جمادي الثانية سنة خمس وخمسين بعد الماية والألف بتوتي وجلس في مكانه ابنه الفقيه أحمد بإشارة منه ، وكان عبداً صالحاً ، قام مقام أبيه في جميع صفاته ، ومدة خلافته ست سنين ، وقد رثاه السيد عبد الهادي الدولابي بقصيدة جميلة ، وفت بالغرض المطلوب وزيادة ، جزاه الله خير الجزاء وهذه هي القصيدة:
.....
يتبع



التوقيع:
يا متلبك في الأدران ... الحجـر الأسـود مـاهو البروة
وماها مكاوي الكعبة تجيها ... حين ينكرفس توب التقوى
ومافي خرط للجنة تودي وما في خطط ممهـورة برشوة
والمشروع الديني الخـالص ... ما محتاج لدراسة جدوى
ويات من قال "يا رب" من قلـبو ... رد الخالق دايما "أيوه"


حِمّيد
الزوول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-04-2011, 12:10 PM   #[24]
مبر محمود
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

ومهما حدثتك فلن تستطع تصوّر فتنتي بهذا البوست
أراقبك فيه حرفاً حرفاً .. فأنت به تكتب متعتنا يا الزول، ونحن به نقرأ جمالك



مبر محمود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-04-2011, 12:32 PM   #[25]
زهير ابو سوار
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية زهير ابو سوار
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزوول مشاهدة المشاركة
...
حباب زهير قريبي
...
تعرف
أحسن مافي البوست ده هو المرجعية
لما تحتاج للمعلومة بس ترجعلو
...
كدي ما دام الله جابك مباريني
فسر لي دي:
ابقى زرزور اباري التمر
أنقد القنديل الحلو ... ومر
والسلام لست الأمر
...
القنديل الحلو ومر ده شِنْ نَفَلو؟؟
..
يعني يا عوض مؤكد الشاعر ده كان قفاز تمر ..
شنو يقعد يباري القنديلي ني ونجيض يعني ..
والسلام لست الأمر ..
زولك مكسر شديد ..
....................
طبعا انا ما عارف الشاعر ولكن من الجرس بتاع الابيات ممكن تقول من منطقة الشايقية حسب المعطيات والتشبيهات الواردة كعادة اهل السودان يشبهون المرأة الجميلة بكل عزيز ونادر لديهم حسب البيئة وبما ان اهل الشمال عموما يعتمدون علي النخيل ومخرجاته كان وجدانهم مرتبط مباشرة به والقندولي نوع من التمر العزيز الفاخر عكس الجاو الذي لا يصلح في شئ سوي علف البهائم او في تركيب العرقي والشربوت وحتي من هو في سعة من امره لا يشرب عرقي الجاو وانما عرقي البركاوي الذي ياتي في المرحلة التثالثة تقريبا من تصنيف التمور تماما كما يحصل عند الخواجات تجد نبيذ بوردو الفرنسي للنخبة في المجتمع الأوروبي وكذلك الأسكوتش .
طبعا الفقرة الأخيرة دي مش ليك يا دكتور عوض ..
الشغل بتاعك ده كارب شديد وجهد مقدر



التوقيع: زهير أب سوار
زهير ابو سوار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-04-2011, 12:39 PM   #[26]
الزوول
عضو
الصورة الرمزية الزوول
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مبر محمود مشاهدة المشاركة
ومهما حدثتك فلن تستطع تصوّر فتنتي بهذا البوست
أراقبك فيه حرفاً حرفاً .. فأنت به تكتب متعتنا يا الزول، ونحن به نقرأ جمالك
....
الله جابك آ الفِقيّر
هذا البوست حصيلة لكتابة مباشرة من الكتاب للكيبورد وقد تعاونا على إكماله ، صديق لي أسمه محمد عثمان الحاج وزوولكم الضعيف في زمن قياسي ونشرناه في سودانيزأونلاين.
شابت كتابتنا المتسرعة هناك كثير من الشوائب والأخطاء ( النحوية منها والاملائية)
خاصة أن الكتاب -كما تعلم- مكتوب بخليط من الفصحى والعامية
أحاول هنا تصحيح تلك الأخطاء ما وسعني الزمن والعلم
وهذا سبب عدم تواصلي في إنزاله بالرغم من أن مادته موجودة عندي بالكامل إذ أني أحاول أن أراجع ما أريد تنزيله أولاً.
يا ريت لو مديتو ايدكم بتصحيح ما ترونه خطأ
خاصة أنه سيبقى مرجعاً خالداً على الانترنت لكل من يود الاقتباس منه والإستدلال به بل ونقد ما فيه.
شكراً لك
...



التوقيع:
يا متلبك في الأدران ... الحجـر الأسـود مـاهو البروة
وماها مكاوي الكعبة تجيها ... حين ينكرفس توب التقوى
ومافي خرط للجنة تودي وما في خطط ممهـورة برشوة
والمشروع الديني الخـالص ... ما محتاج لدراسة جدوى
ويات من قال "يا رب" من قلـبو ... رد الخالق دايما "أيوه"


حِمّيد
الزوول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-04-2011, 09:07 AM   #[27]
الزوول
عضو
الصورة الرمزية الزوول
 
افتراضي

....
نواصل حرف الخاء
والشيخ خوجلي بن عبد الرحمن بن إبراهيم
وقد توقفنا عند القصيدة التي رثاه بها السيد عبد الهادي الدولابي
.....

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حكم الله أمضاه *** والعمر تم وما قد شاء يقضاه
والعمر تم ووعد الله في الأزل *** حقاً يقيناً فلا يخلفه مولاه
والموت حقاً يقيناً ذاقه الرسل *** والصبر شأنك يا نفسي على ماه
والصبر واجب عند ذاك محتم *** يا نفس من ربي على بلواه
يا نفس مات الهاشمي محمد *** أيضاً كذاك الرسل من أنباه
يا نفس هذا الوعد وعد سابق *** من عهد آدم والخليل أباه
لكن موت الصالحين مصيبة *** تعمي العيون ونورها تغشاه
وخصوصاً القطب المبجل منهم *** حامي الحمى للطالبين حماه
قطب الهداية فايق في وقته *** شمس الضحى وشعاعها أخفاه
قطب المعارف شمسها يا سيدي *** قد فاق في زهد وفي تقواه
ذاك الذي جلف الزمان بمثله *** يأتي وحنث يمينه نفتاه
ذاك الذي ختم الولاية يا فتى *** كختام أحمد للنبؤة ياه
ذاك الذي في الكون نال تصرفاً *** والكون في أقصاه قد لباه
ذاك الذي تخدمه سادات الحمى *** وملوكها يا صاح هم ايماه
أما الشيوخ فقد تزاحموا في بابه *** كي ما ينالوا القصد من دعواه
ذاك الذي يعرف بخوجلي في الورى *** قد كان بدراً طالعاً بسماه
قد كان حبر للعلوم محرراً *** وطريق أهل الوصل قد أفشاه
قد كان شيخاً في الطريقة سيداً *** كالشاذلي والمرسي في وقتاه
أيضاً كذاك الجيلي في أوصافه *** وجنيدهم يا صاح في طرقاه
بالشبلي أيضاً قد تكمل خلق *** زروقهم بطريقه أوصاه
معروفهم والزاهد المتحقق *** سفيانهم وربيعهم إياه
لله ما أزكاه حبراً كاملاً *** والحلم مطبوعاً به خلقاه
متلبساً بالزهد في أوصافه *** متبرقعاً بمهابة وحياه
مبسوط بسطاً لا يشين بحاله *** مقبوض قبضاً لا غضب حاشاه
الفضل والتفويض فيه مكمل *** والصبر والتسليم من سيماه
يا طول ما سهر الليالي لربه *** والدمع في الخدين قد أجراه
يركع ويسجد للمهيمن ربه *** جوف الظلام مناجياً رباه
حتى أتاه الموت ناخ ببابه *** نعم الرسول ونعم من آتاه
يا سعده لاقى الجليل إلاهنا *** في حالة يرضاها في أخراه
ومن العجايب عند موت إمامنا *** ظهرت له كل العجائب يااه
وكذاك تروي الحاضرين لموته *** آيات فخر ما حواها سواه
كحنين محراب لفقد صلاته *** كالجذع حن بشوقه وبكاه
والخيمة الخضراء تظلل نعشه *** والرايتان أمامه ووراه
يكفيك هذا من كرامة شيخنا *** شمس المعارف قطبها اياه
يا معشر الزوار أين مناخكم *** وأمامكم سهم القضا وافاه
وإمامكم قد صار مغبراً *** أسف عليه فوا أمد حزناه
أسف وأسف ثم أسف ثالث *** أسف وأسف بعده ووراه
أسف عليه دوام دهر دايماً *** أسف عليه بكرة ومساء
أسف عليه مدى الزمان وطوله *** أسف عليه فلا عوضاً نلقاه
أسف على قمر بدأ في ظلمة *** وطرا الكسوف لنوره أغشاه
أسف على الشمس المنيرة شيخنا *** خضر الزمان وغوث ذا قطباه
أعلي لوم أن بكيت مسحراً *** ومبكراً ومهجراً ومساه
أعلي لوم إن أراقت مدامعي *** فوق الخدود لفقدنا رؤياه
أعلي لوم إن جرى دمعي دماً *** أو ذبت من وجدي ومن حزناه
أعلي لوم إن هجرت مضاجعي *** ولذيذ نومي في ظلام دجاه
أعلي لوم إن خرجت مهاجراً *** وهجرت أوطاني لفقد لقاه
يا أهل بيت الشيخ ضجوا بالبكا *** واطروا زمان الشيخ يا حسناه
يا أهل بيت الشيخ كيف حياتكم *** والشيخ مات وأظلمت بلداه
يا أهل بيت الشيخ كان زمانكم *** خصباً ورغداً باسطا نعماه
والآن صار الدهر دهراً غادراً *** قلب المجنة والجفا أبداه
أتلام أنتم في البكا والشيخ قد *** حل الضريح بلحده سكناه
والأرض ترجف والسماء تزعزعت *** عرش المهيمن شيخنا أبكاه
وكذاك مكة والمدينة يا فتى *** والعرب أيضاً والعجم تبكاه
تبكي عليه السالكون لفقده *** وتقول يا غوثاه يا قطباه
تبكي عليه الطير في جو السما *** وكذاك وحش الأرض يا أسفاه
والحوت في بطن المياه تكدراً *** أشجارها وربوعها تنعاه
والكون كله قد تزعزع ركنه *** وجبالها في تيهها وفلاه
حيث مات الشيخ ذاك إمامنا *** وتوحشت أوطانها وحماه
يا توتي نورك قد كسته غمامة *** وظلامها ذاك الشعاع طفاه
يا توتي حصنك قد تهدم شعبه *** والعز ذاك تهدمت برجاه
يا توتي كيف تقيم فيك ظعاين *** ودليلها مثروب في ترباه
يا توتي كيف الشيخ كيف زمانه *** كزمان أحمد في البقيع حكاه
يا توتي كان الشيخ فيك بخلوة *** فوق التقى أساسه وبناه
ترك الدنية مذ بناها مقبلاً *** حتى أناخ بباب مولاه
لزم العبادة ناسكاً متبتلاً *** والشوق في مولاه قد أضناه
والحب في أعضايه متمكن *** طول الليالي مراقباً تلقاه
يا سعده قد كان ذاك بحضرة *** ما غاب عنها طرفه بهواه
بالحال يصلح من أراد صلاحه *** والناظرين أفادهم رؤياه
يا رب واجعل سره متسربلاُ *** بعد الممات لأهل ذا طرقاه
يا رب بارك في المبارك أحمداً *** خليفة الشيخ الذي أوصاه
وأعطف عليه منك عطف عناية *** وأسبل عليه الستر يا رباه
ومحمد والشيخ ذاك أمينهم *** وحليمهم يا صاح في خلقاه
وعبيد رحمن تكمل فضله *** حيث الإمام بخلوة رباه
وخليلهم يا صاح ذاك فإنه *** بمهابة رب العباد كساه
وسراجهم بالصمت ذاك تخلقاً *** والخير فيه مكملاً تلقاه
والنور بحر زاخر متلاطم *** قد فاق في علم وفي تقواه
ذو حظ وذو فهم تكمل يا فتى *** والدار أيضاً يلتقط من فاه
طه المبارك في المفاخر سيداً *** ياسين أيضاً فاق في تقواه
يا رب بارك في بنيه جميعهم *** وأجعلهم علماً كنجم سماه
وأسبل عليهم ظل جودك إنهم *** سادات هذا الوقت هم أمناء
أيضاً وبارك في المبارك شيخنا *** والحال أن الشيخ يرضاه
ورسوله عند الشدايد يا فتى *** وأمينه في جهره وخفاه
والناظم المعروف حقاً اسمه *** سين وباء دالها اياه
ابن عبد الهادي ذاك وجده *** دوليب عم باسمه ابناء
وصلاة ربي والسلام على الذي *** فوق الطباق مباردا ناجاه
وتعم الآل والصحابة جميعهم *** ما سار ركب للحجيج أتاه

...
يتبع
....



التوقيع:
يا متلبك في الأدران ... الحجـر الأسـود مـاهو البروة
وماها مكاوي الكعبة تجيها ... حين ينكرفس توب التقوى
ومافي خرط للجنة تودي وما في خطط ممهـورة برشوة
والمشروع الديني الخـالص ... ما محتاج لدراسة جدوى
ويات من قال "يا رب" من قلـبو ... رد الخالق دايما "أيوه"


حِمّيد
الزوول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-04-2011, 08:08 PM   #[28]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزوول

فسر لي دي:
ابقى زرزور اباري التمر
أنقد القنديل الحلو ... ومر
والسلام لست الأمر
...
القنديل الحلو ومر ده شِنْ نَفَلو؟؟




القنديل
زي ما ذكر أخونا هو نوع من التمر .. وهو افخر أنواع التمور فى السودان ولا يضاهيه إلا التمود أو ’’الإسكنتا‘‘ .. وهذين النوعين قليلاً ما يباعا فى السوق ..

الحتة بتاعت (حلو ومر) ..

البلح لمن يبقى ’’قلو‘‘ أي يبدأ فى الدفيق بيكون لونو أخضر ومر .. ولمن يبدأ فى الجقروق بيقى حلو ، لأنو إستوى ..
وكنا ونحنا صغار نبارى الطير نشوفو بينزل فى أي نخلة ، لأنو الطير أول من يعرف الثمرة بتاع البلح إذا إستوى .. وبيأكل من الدفيق قبل ما يستوى ..

ملحوظة :
الدفيق هو الذى يتساقط من البلح .. قبل أن يستوى .. وبعد أن يستوى يسمى المتساقط بالشيوق .. ’’شيوق‘‘ كلمة نوبية تستخدم فى تعريف أن الزرع قد إستوى .. فى حال القمح والفول بيقولوا ’’شوو‘‘ أما فى حال البلح بيقولوا ’’شيو‘‘ .. أهلنا ديل أكان عندهم قواعد ’’قرامر‘‘ كده بيعرفوها براهم ..


كسرة :
مواصل معاك فى المراجعة .. والتصحيح .. وقد إحتاج لمتعاون أخر ، خاصة إنو فى كلمات كتيرة مستخدم فيها الدارجة .. زي حال ’’الماية‘‘ وأعتقد المقصود ’’المئة‘‘ ..


تحياتى

المحسى



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-04-2011, 07:26 AM   #[29]
عبدالرحيم ابراهيم العبيد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عبدالرحيم ابراهيم العبيد
 
افتراضي

جُزيتَ خيراً.
في ميزان حسناتكم



التوقيع: الي جنات الخلد يا خالد
انا لفراقك يا خالد لمحزونون
عبدالرحيم ابراهيم العبيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18-05-2011, 07:22 PM   #[30]
الزوول
عضو
الصورة الرمزية الزوول
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة elmhasi مشاهدة المشاركة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزوول

فسر لي دي:
ابقى زرزور اباري التمر
أنقد القنديل الحلو ... ومر
والسلام لست الأمر
...
القنديل الحلو ومر ده شِنْ نَفَلو؟؟




القنديل
زي ما ذكر أخونا هو نوع من التمر .. وهو افخر أنواع التمور فى السودان ولا يضاهيه إلا التمود أو ’’الإسكنتا‘‘ .. وهذين النوعين قليلاً ما يباعا فى السوق ..

الحتة بتاعت (حلو ومر) ..

البلح لمن يبقى ’’قلو‘‘ أي يبدأ فى الدفيق بيكون لونو أخضر ومر .. ولمن يبدأ فى الجقروق بيقى حلو ، لأنو إستوى ..
وكنا ونحنا صغار نبارى الطير نشوفو بينزل فى أي نخلة ، لأنو الطير أول من يعرف الثمرة بتاع البلح إذا إستوى .. وبيأكل من الدفيق قبل ما يستوى ..

ملحوظة :
الدفيق هو الذى يتساقط من البلح .. قبل أن يستوى .. وبعد أن يستوى يسمى المتساقط بالشيوق .. ’’شيوق‘‘ كلمة نوبية تستخدم فى تعريف أن الزرع قد إستوى .. فى حال القمح والفول بيقولوا ’’شوو‘‘ أما فى حال البلح بيقولوا ’’شيو‘‘ .. أهلنا ديل أكان عندهم قواعد ’’قرامر‘‘ كده بيعرفوها براهم ..


كسرة :
مواصل معاك فى المراجعة .. والتصحيح .. وقد إحتاج لمتعاون أخر ، خاصة إنو فى كلمات كتيرة مستخدم فيها الدارجة .. زي حال ’’الماية‘‘ وأعتقد المقصود ’’المئة‘‘ ..


تحياتى

المحسى
...
حباب المحسي
لك جزيل شكري على المساهمة الجميلة للرد على السؤال
ثم الإسهاب في شان التعريف بأطوار نضوج التمر
...
أما بخصوص التعاون والتصحيح
فكما تفضلت
الكتاب خليط من عامية وفصحى
وقد حاولت في كتابتي الالتزام بالرسم الموجود بالكتاب من غير محاولة تصحيح وتحويل
لأن بلاغة الحديث أحيانا تكون في نطقه كما هو
....



التوقيع:
يا متلبك في الأدران ... الحجـر الأسـود مـاهو البروة
وماها مكاوي الكعبة تجيها ... حين ينكرفس توب التقوى
ومافي خرط للجنة تودي وما في خطط ممهـورة برشوة
والمشروع الديني الخـالص ... ما محتاج لدراسة جدوى
ويات من قال "يا رب" من قلـبو ... رد الخالق دايما "أيوه"


حِمّيد
الزوول غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 06:00 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.