القناة الفضائية المعارضة.. رؤى وأفكار
معتصم الحارث الضوّي
15 مارس 2013
منذ بضعة أيام دبج الأستاذ/ خضر عطا المنان، الصحفي المرموق مقالة بعنوان "فضائية لتعرية الإنقاذ وفضحها.. لا معارضتها فحسب (1)"؛ أحيا بها تناول هذه القضية بعد خمول، وأنعش آمالا تداعب قلوب الملايين من أبناء شعبنا في انتقال المشروع من خانة الأحلام العظام إلى الواقع الملموس.
إن جهود أبناء الوطن المخلصين، من أمثال الأستاذ خضر، والذي ظل يدعو منذ 1997 بضرورة أن يكون للمعارضة وسيلة إعلامية خاصة- لا غرو أنها ستكلل بالنجاح.
إن التحام كافة قوى المعارضة بتجرد من أجل تحقيق هذا المشروع/ الحلم ليس أمرا اختياريا، بل واجب يحتمه مستقبل الوطن، فللإعلام دور لا ينكره إلا مكابر، فلقد شهدناه يحرك الجماهير، ويكشف النقاب عن الحقائق، وينشر الوعي، وينظم العمل الشعبي في بلدان الربيع العربي، ولا ننسى أننا كنا السباقين، ولذا حقيق بنا خلع النظام الفاشي بأسرع ما يمكن.
إنشاء مؤسسة إعلامية مهمة ليست يسيرة، ولذا فإن ديمومة القناة المقترحة تتطلب الكثير من الدراسة والتخطيط العميق على كافة الأصعدة: الأهداف الاستراتيجية، والخط التحريري، وبرنامج العمل، والخريطة البرمجية، وطاقم العمل، والشؤون التقنية، والمسائل المالية.
دعما للتفاكر والنقاش عن هذا المشروع الجبار، أطرح الأفكار التالية علها تثير حراكا يتصل حتى يتحقق المرجو:
1. أشار الأستاذ خضر إلى رسالة القناة بأنها المعارضة وتعرية النظام وفضحه، وأضيف بدوري محورا ثالثا مقترحا هو التأسيس لخطاب إعلامي وطني ينجز مهام المرحلة الحالية، ويسهم في بناء دولة حديثة على أسس ديمقراطية بعد سقوط النظام. بعبارة أخرى، القناة المقترحة يجدر بها أن تكون صوتا للشعب، ومرآة لتطلعاته، وتعبيرا عن همومه، وأداة لنشر الوعي الآن، وبعد سقوط نظام "الإتلاف" أيضا.
2. ضوابط النجاح المهني:
أ. التجرد والاستقلالية والمصداقية والموضوعية والابتعاد عن الإثارة الرخيصة.
ب. الابتعاد عن المحاباة والمحسوبية والمحاصصة الحزبية والشلليات.. إلخ.
ج. القناة للمعارضة بالمعنى الواسع، ولا تمثل تيارا بعينه، وعليه فإنها تعلو على الأجندات الحزبية/الشخصية الضيقة.
د. تقديم تجربة إعلامية متطورة وتراعي أفضل المعايير المهنية المتعارف عليها.
ه. الحرص على استمرار عمليات البحث والتطوير.
و. الاستعانة بالخبرات الإعلامية من الأكفاء دون محاباة أو مجاملات شخصية.. إلخ.
ز. الاستعانة بالمواطنين الصحفيين، وتفعيل دورهم في كشف الحقائق، ومتابعة الشأن اليومي، ولنا في الثورة السورية خير نموذج يحتذى.
3. عوامل النجاح العام:
أ. ضرورة تفعيل الالتفاف الجماهيري حول المشروع، ودعمه في كافة مراحله بالأفكار والنقد البناء، والمال ممن استطاع.
ب. مشاركة كافة الأحزاب والتيارات السياسية في دعم القناة بالمال والمواد الإعلامية، علاوة على الدعم المعنوي والسياسي.
ج. إسهام رجال الأعمال والتجار وغيرهم من المقتدرين في الدعم المالي للقناة، على أن يضع القائمون على المشروع صيغة قانونية ملائمة يقبل بها الجميع.
د. يجب أن تخضع الإدارة العامة، والمالية بصفة خاصة، لمبادئ الشفافية والرقابة الصارمة، وتفعيل العمليات الإجرائية الخاصة بالمتابعة والرصد والمحاسبة.
الوطن يضع مستقبله بين أيديكم، فهل ستلبون نداءه؟!