اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين عبدالجليل
ولدنا العزيز أسعد:
المعذرة الشديدة لتأخري في الرد , فقد كنت في حالة سفر دائم جعل الكتابة صعبة لي.
تعرف أنا عكسك أعتقد أن ال Observer هنا هو الله, المولي عز وجل بذاته, ,اعتقد أن الآية الكريمة من سورة فاطر:
إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا ۚ وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا - تشير اشارة خفية لتاثير ال Observer سبحانه و تعالي و الذي لولا مراقبته للسماوات والأرض (الكون) لزال الكون كله.
مودتي و احترامي .
|
يسعد مساك يا حبيبنا
المراقب الذي اقصده يختلف عن المقصود في الاية الكريمة اللي استشهدت بيها...
الاوبسيرفر اللي اقصده انا هو "الراصد" الذي يرصد الاشياء اثناء حدوثها...
علميا كدة بقولوا ليك في الطبيعة لما بكون في مراقب او راصد للجسميات، ساعتها الجسيمات دي بتكون مجسدة كل الاحتمالات في نفس الوقت...
وعند وجود مراقب او راصد ساعتها الجسيمات دي ح تجسد احتمال واحد فقط...
والحكاية دي جربوها في فتونات الضوء ففي حالة عدم وجود راصد مراقب، الضوء بكون في شكل امواج، ولحظة وجود راصد الضوء يتحول من موجات الى خطوط...
والفكرة هنا بتعتمد على مبدأ عظيم عند ميكانيكا الكم وهو مبدأ "التراكب" اي ان الشيء مركب من حالات متعدد واحتمالات لامتناهية، ولا يمكن تحديد حالة محددة واحدة له الا عند الرصد او القياس له
وفي التجربة العلمية الشهيرة "قطة شرودينجر" واللي كانت تجسد حالة الموت والحياة الاثنين مع بعض في نفس الوقت، ولا يمكن تحديد حالة واحدة الا عند فتح الصندوق وقياس حالة الكديسة...
ودي طبعا بعض العلماء مسكوا ضنب الككو وابتكروا مصطلح "الاكوان المتعددة" معتقدين انه طالما في احتمالات متعددة معناها في اكوان متعددة...
لكن الاصل انه يوجد كون واحد فيه احتمالات متعددة، والراصد العاقل هو اللي ح يحدد اي احتمال من الاحتمالات المتعددة بحسب "محدودية" قدرته على الرصد.
المهم
ما اود قصده هنا ان المراقب هو مجرد راصد يقيس حالة الشيء وليس فاعل يحدد ماهية الشيء...
الحتة دي مهمة جدا تأملها، لانها ح تخلينا فعلا نفرق بين الله الحالق والشيطان الراصد عند بداية تكوين الكون والساعة صفر للبيغ بانغ...
في كمان حتة تانية علشان ادعم بيها وهمتي عن ان الشيطان هو الراصد الذي حدد احتمال واحد من احتمالات متعددة للحياة في بداية الخليقة ساعة البيغ بانغ...
الراصد هو عبارة عن ذات عاقلة كما وصفها كانط، والعاقلة هنا مذمة وليست محمدة، لان العقل دائما محدود...
وعملية الرصد تتطلب مقدرات "دنيوية" زي القدرة على القياس والتمييز والتصنيف، وديل من اعظم حبائل الشيطان حيث التورط في التمييز والتصنيف معناها انك ح "تشطط" عن الصراط المستقيم ومتورط في قياس الاشياء بكواستها او كعوبيتها، بخيرها وشرها، بابيضها واسودها بسماها وارضها...
ودي كانت الغواية اللي اتورط فيها ابليس لمن شاف نفسو مخلوق من نار وادم مخلوق من طين... حيث كان هذا الفعل نتيجة لتورط ابليس في قياس الاشياء وتمييزها...
وبالتالي بقى يستخدم الغواية دي في توريط البشر (بما اغويتني لاقعدن لهم صراطك المستقيم)...
وانت قايل مولانا التبريزي لمن امر مولانا الرومي ان يبيع الخمرة لي شنو؟!
ما علشان يحرر مولانا الرومي من غواية القياس والتمييز اللي ظل طوال عمره متورط فيها بسبب عمله الوظيفي كقاضي ومعلم وفقيه...
علشان كدة أنا بشوف محاولة فهمنا لماهية ابليس ح تخلينا نفهم ماهية الدين...
حيث الدين هو عملية تحرير الانسان من غواية القياس والتمييز والتصنيف... وان العبادات ليست الا عبارة عن ادوات لتحرير الانسان من غواية القياس والتمييز والتصنيف...
شوف اي عبادة في جوهرها ح تلقاها تحمل هدف تحرير الانسان "الصلاة، الصيام، الحج وغيرها... كل هذه العبادات ليست هدف في حد ذاتها، بل هي ادوات لامتلاك "الدين" او "الحكم" او القدرة هلى التحرر من ورطة القياس كما هو في المعنى التوراتي كما اوردناه في الورجغات اعلاه...
ولو كانت الدين هو معرفة الله وعبادته بالاعتقاد ان تقديم الصلاة لله كمثل تقديم القرابين عند المشركين لآلهتهم، لكان ابليس افضل الخلق لانها كان من اشد الخلق اجتهادا واكثرهم علما...
ولعل الحديث الشريف خير دليل :
"إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينها وبينه إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل عمل أهل الجنة فيدخلها"