نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-03-2011, 02:53 PM   #[1]
imported_ابرا
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_ابرا
 
افتراضي كلمة السيد كرار التهامي في التابين

غريبة كانت هذه الرحلة
كانت معراجا انسانيا بين الموت الحياة في تخوم الحب والعشق النبيل
كانت جدلا حادا بين اللحظات القاسية التي تتخلق في الدرب الطويل
بين الصرخة الاولى في احضان الوطن
والشهقة الاخيرة في ترابه
رحلة سلكها خالد المهاجر مشدودا كاوتارالحنين بين الوطن البعيدالذي يختفي وراء المدى وبين الوطن القريب الساكن في قلبه
هكذا بين الصفا والمروة في ليالي الغربة انقضى عمره المخطوف
من هو خالد ولماذا نحبه ؟ خالد هو الكلمات التي كتبها والاوتار التي عزفها
والترانيم التي شدى بها لفرح الاخرين
استوقفتني كثيرا الرؤية المفتاحية التي اباح بها في
اخركلماته لرفيقة دربه وهوعلى جناح الطائر العائد الى الوطن
(انه مشتاق للسودان لدرجة انه يخاف ان يموت قبل ان يصل اليه)
تماما ليجسد بذلك الفكرة السحرية التي حررته من الزمان والمكان
فكرةالوطن والحب وبينهما الموت
تلك الاقانيم الثلاثة التي سالت امطار اشواقه في وديانها وسقطت دونها كل مواجعه ومراجعه الفكرية
سكب خالد كل ذلك اللاوعي العميق في كتاباته وفي مشاعره الظاهرة
في دمع العين والحنين وحب الناس والاحترام المبين



imported_ابرا غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-03-2011, 02:56 PM   #[2]
imported_ابرا
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_ابرا
 
افتراضي

كان صوفيا في انجذابه نحو الوطن وصوفيا في رغبته القدرية في ان يلتحف ترابه وينام الى الابد
تلك العلاقة الجدلية بين الموت والوطن من ناحية وبين الحب والوطن من ناحية اخري
تكشف عن وجهها في ترانيم خالد الحاج الحزينة
وافكاره واشراقاته البكر التي اضاءات كشمس الصبا في دنيا الاخرين

عبر عن هذا التماهي والاحتراق قبل سنوات طويلة وبالتحديد في العام 2003عندما عاد الى منبر سودانيزاون لاين فرحبت به العضوة بالمنبر لنا جعفر وكتبت
((اعزائي بالبورد
لكم كثير الود
انضم لنا صديق جديد هو الآخر مهاجر ...كان ابنا بارا من ابناءالصحافه بالخرطوم،وصديق ايام جميله من صبانا...
لااستطيع الافصاح عن اسمه لاني لم استشره في الامر لكني اقول لكم انه سوداني اصيل كاتلاهو الرجاله واخ عزيز ويحب السودان من صميمه
اضطر طبعا لحمل جنسيه اخرى لكنه لم يبدل هويته وهمه دوما سودان باكر ...سودان اولادنا الما ممكن تعادله كل جوازات الارض
رحبو معي باخينا في المنافي واخينا في المعاناه
لكم كلكم التمنيات بعود ظافر وكريم)
وفي تلك المناسبة
كتب خالد الحاج وهو يردعلى بعض الذين رحبوا به في منبر سودانيز او لاين (الأفاضل
حبيب بلدو
بلدي ياحبوب
ودكتورحيدر

يسعدني كثيرا وجودي بينكم ويفرحني ....ويا دكتور أنا زولا أغبش من البركل شمال السودان أصلا ورغم بعدي بالمسافة عن الوطن إلا أن نغمة طنبور كفيلة بوضعي علي قمة جبل البركل أنظر للنيل ونخيلنا ,إهراماتنا وأحس أن لي جذور عميقة المنبت ثابتة الأصل
وأحمل قدرا كبير من الحب لكل ما هو سوداني.. ويسعدني حقا أتعرف بيك فمثلك رصيد لأيام حوالك
ودمتم )
النيل والبركل والاهرامات والنخيل ،،،،لايوجد عالم اخر في حياة خالد الحاج
كأن خالد لم يبرح الارض الطيبة ولم يهاجر ولكن شبه له
تلك هي متلازمة سدرة المنتهى في حياة خالد الحاج الحسن بل هي الخطوط الفاصلة المعاشرة
دخل معتركات الحوار الفكري لوتتبعت اثاره لن في كل ما قال لن تجد كلمة نابية
او فهاهة او ضعة او او ختر او مكر او التواء
رغم ان الكثير من ساحات الحوار لوعورتها وبسبب تضاريسها القاسية تستطيل فيها الالسن وتتحول الى سياط عدا لسان الفتى خالد الحاج الحسن تحصن بالعفة
وخرج خالصا باطنه مثل ظاهره وسره مثل جهره وسريرته مثل اضماره فلا المنابر التي شارك فيها ولاالمنابر التي انشاها ترك فيها دليلا واحد ان خالد انتقم لنفسه يوما او كاد مثل ما يكيد الاخرون .... هذا في الحب
اما الاقنوم الاكبر فهو الوطن فسر خالد الكبير هو رؤيته الكلية للوطن كانه ينظر الى الدنيا مع اعلى الافلاك اوكأنه يجلس على حافة كوكب نائي ويرى الوطن كالتماعة بعيدة تخترق الفؤاد بوهجها لذلك حررته هذه الرؤية من التفاصيل والخطوط الفاصلة بين الناس وحصنته ضد الانحناء تحت أي محراب فكري كان او عرقي او جغرافي وخالد كما قلت تفضحه كتاباته فعندما يكتب في القضايا الفكرية او الثقافية يفكك شفرته الوجدانية بمعنى ان كتابته اسقاط لوجدانه او بمعنى اخر ان كتاباته هي صورة المرآة للسلسبيل العذب الذي يجرى في شعاب نفسه النقية
من باب المثال
كتب مرة لينصف الراحل الشاعر جيلي عبد الرحمن قال خالد ان جيلي (حب السودان بعمق وكان رغم غربته يرنو دائماإليه،) ويستشهد بمقال الصحفي الزبيرعلي في جريدةالصحافة ( لاتتركواجيلي يتسرب من بين أيدينا ) وكيف ان الدولة تبأطأت حينها في جمع التبرعات لعلاجه وان جيلي انتقل الي الرفيق الأعلى قبل ان يصله المدد فصور خالد المشهد الماساوي قائلا (تخلي عنه كل شئ،الفرح،الوطن , وحت بجسده العليل أبي الا أن يخزله ،رثي كل شيئ حتي نفسه) والتناظر بين خالد والشاعر الراحل يتجلى في المسارات القدرية والانسانية لافي الرابط الفكري الظاهري الذي يبدو فيه الاديب الماركسي في ذلك الحين يبكي رفيقه الراحل،،،لكن في دقائق الاشياء تستحوذ على خالد الحاج الفكرة الانسانية فهو يكاد يرثي نفسه عندما يبكي حول جثمان الشاعر الذي مات بعيدا عن الوطن والذي خذله الوطن والفرح وجسده العليل وهو يتقمص الموقف لااراديا لانه هو الذي يرنو للوطن رغم المسافة.. ويتبادل حنين المكان مع رفيقه فهو يحن ويجن بالبركل ويريد ان يسقيه بدموعه مثل ماسقى جيلي عبري برحيق قصائده
أحن إليك يا عبري
حنينا ماج في صدري
وأذكر عهدك البسام
عهد الظل..في عمري
بيد ان خالد يمارس هذا الحنين والموت في اروع صور الحياة حيث ان نغمة طمبور كافية بان تحمله في غمضة عين كعرش بلقيس الي قمة البركل يتسامى بالجغرافيا والجسد ويتصوف في حب الارض ويصبح درويشا متجول
يربط خالد الموت بالانصهار والتسامي من الحالة البيولوجية للحالة الوطنية كما يتسامى العنصر من حالة الى حالة في الكيمياء يقول مستشهدا بما كتبه الصحفي الزبير على في جريدة الصحافةفي منتصف الثمانينات تحت عنوان (لاتتركوا جيلي يتسرب بين ايدينا) فجيلي خزله الفرح وخزله الوطن وبهذا الشعور المتأجج في وجدانه قال خالد لزوجته وهو في الطريق انه مشتاق للو طن لدرجة انه يخاف ان يموت قبل ان يصل اليه فهل تسرب خالد بين ايدينا وهل مات قبل ان يصل الوطن ام ان الوطن قابله في منتصف الطريق
كان بين هو بين ذكريات هواشواقه الحزينة شبح اسود
لكنه انتصرعلىموته وهويشبك ساعديه حول خاصرةالوطن.......
ومع اول نسمة وهو ينزل من سلم الطائرة
استسلم لاقداره،،احتضن وطنه ولف اشواقه حول جرحه ثمنا منومة اخيرة.....
كان ينزف الما لكنه لم يقاوم اشواقه وهو ينظرلاصحابه يحيطون به
فيستجيب لهم باشارة امتنان.......
ويعبربكل خلجاته لمن احاطوا به تحنانا وحبا
رغم ا مراس الموت التي كانت تشده ا لى العدم
مرةيحمل ورقةيكتب عليها وهويتنفس بصعوبة تحت القناع الشفاف
ومرةيحرك يديه في اعياء ليرسل التحية عبر زفيره المكتوم
ومرة يكتفي بحراك عينين مترعتين با لدموع مشرقتين بالحب والاسى
لقد ضاع على خالد اكثر من مرة حاولت ان التقيه فلم استطع ومرة بعد عودته لم اقابله في طائر الشؤم الذي حمله ومرة اخيرة في المستشفي تحدث معي من وراء قناع زجاجي كان يضخ الاوكسجين في قلبه الجريح الملفوف بالمحبة واخر مرة حاولت ان التقط له له صورة في غرفة العناية المركزة ضغطت على زر الكاميرا مرتين بالخطا ولاول مرة ترتجف اصابعي في مثل هذه اللحظة كأن يدا خفية كانت تنتزع الفكرة وتختطف السانحة الاخيرة بل حتى الامل الاخير
كان يريد ان يقول لي شيئا في اخر الساعات لم يقله الى هذه اللحظة
المرة الوحيد التي اقتربت منه كثيرا كانت انفاسه خابية ونبضه متوقف وجثمانه يرقد كنخلة جرفها سيل هدار

علمتنا ياخالد الادب وحسن الاختلاف في كل هذاالمنابر...
وعلمتنا ان الكلم الطيب اكثر نفاذا من ساقط القول ....
وعلمتناانه بالحب نحررالانسان الاسيرفي وجداننا....
علمتاان كل الناس على حق وكل الناس على باطل ....
وانهم جميعا يدركون الحقيقةفي منتصف الطريق ....

علمنا الان
كيف نقسم ورثةحبك ياخالد
لرفاق السياسةام لاصدقاءالمنبر
امل لوطن الذي سقط تعلىتخومه وانت جريح
واين تتم القسمة وبشهادة من؟
في سماءالحب الذي تحت قبته احتضنت
العدو والقريب وبشهادة النجوم والاقمار
في ظلال الرضا والقبول من القاصي والداني وبشهادة الظلال والانهار
كيف نحصي كنوز ريدك للناس
ونأخذ ما نسطع من ثروات وجدانك العامروقلبك الطعين
كيف ننثر رمادك في الحق ولي تحت اقدام الفقر والمساكين
اين نحط رسمك بين الناس العابرين
في زحام الغلابة في عذاب الاخدود الكبير
في بلادي في السافنا الفقيرة حيث يحميلنا الالم في سفينة بلا شراع
اين نزرع ابتسامتك الوضيئة لتنبت الف سنبلة في كل سنبلةالف حبة
من اللطف والادب والاحترام الذي اكتنف حياتك
لم ياتي رحيلك عبثا كان تجربة وجدانية ووطنية عميقة الدلالة
اشتقت ا لى وطنك حدالفناء وهربت مناقدا ركلتلوذبه
ارتميت في احضانه وانت بين الموت والحياة
ودعته وداعا حار اوانت في النزع تصارع اقدارك
كغريق يمسك بالوطن كحب ا لنجاة

اشهد ياخالد
انك لم تك نتؤذ جيرانك
ولم يكن في حصاد لسانك مايكب في النار
وماكنت مشاء بنميم كنت ناصح الصدرمامون الضمير
خالص الاخاء جميل الطوية
كنت رفيقا رقيقا لقلب طاهرالسيرة والسريرة
فليرحمك ربك رحمة اوسع من الدنيا ومافيها
واكبرمن كل ذنب
وليحفظ اسرتك المكلومة في رعايته وصونه
وانا لله وانا اليه راجعون
بين خالد وماحوله من محددات فكرية واجتماعية
الوطن هو السماء السابعة في مسيرة الحب وتكفي ابتسامة صادقة او نغمة طمبور لاشعال مسدار الرحيل منه او اليه..الصداقات العميقة هي النهاية في دروب الشوق وهي زيت السراج وزاد الايام الحوالك.
لكن خلف ذؤابة الشمعة التي تحترق وبصرها الكفيف كانت ظلال الموت تسقط على جدار النفس وتطرق وجدانه طرقا خفيفا ففكرة الموت والالتحام لم تبارح
خالد لذلك كما يقول اهلنا خالد (كان جنا موت من يومو)
دخل السيا سة وصال وجال فيها وخرج منها كما ولج نقي الدواخل مستقيم
المذهب محمود الفؤاد ممحوض المودة خالص الاخاء جميل المعاملة كريم



imported_ابرا غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 07:09 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.