نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-07-2010, 09:42 PM   #[61]
Amin Bushari
Banned
 
افتراضي

الأخ طارق الحسن

مســـاء الخيرات

بوست راقي يشبهك تماماً يا راقي
واصل يا جميل عزفك الطروب

ودي



Amin Bushari غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-07-2010, 09:49 PM   #[62]
طارق الحسن محمد
Banned
الصورة الرمزية طارق الحسن محمد
 
افتراضي الدرديري محمد عثمان









ولد الدرديري محمد عثمان في ام درمان 1896، وتلقى تعليمه بمدرسة ام درمان الوسطى ثم كلية غردون حيث عمل مدرساً في مدارس حكومة السودان 1914 واستمر الى ان طرأت فكرة اخذ الاداريين من السودانيين فكان في طليعة من التحقوا بالسلك الاداري نائب مأمور، ومأمور ثم محاضر في كلية البوليس، ولما فتح السلك القضائي كان اول سوداني احتل منصب قاضي بالمحاكم المدنية، فرئيساً لقلم الترجمة القضائية، وكان اول قاضي سوداني بالمحكمة العليا، وتقاعد بالمعاش 1952 ودخل الميدان السياسي سكرتيراً للجبهة الوطنية، وسافر الى باريس على رأس وفد من كبار السودانيين ليدافع عن قضية البلاد امام هيئة الامم المتحدة كما قام بمجهود بالغ في محادثات السودان، مصر، بريطانيا التي تمخضت عن معاهدة سنة 1953 والتي نال بموجبها السودان الحكم الذاتي، ونظراً لما يتمتع به سيادته من تجارب فقد انتخب عضواً في لجنة الحاكم العام التي كانت تشرف على ممارسة سلطات الحاكم العام، وفي يناير 1956، وعندما نال السودان استقلاله التام انتخب في البرلمان بالاجماع عضواً بمجلس السيادة.
ويقول الدرديري محمد عثمان ان كتابة مذكراته جاءت بطلب من ابن اخته الشاعر يوسف مصطفى التني.
وقد ظل الدرديري وفياً لمهنة التعليم حتى بعد ان غادرها وقد سئل عام 1937 في انجلترا عن اسباب تدهور التعليم فقال إن التعليم بعد جيمس كري ونائبه كروفورت قد اسند امره الى مفتشين اداريين ليس بينهم رجل اختصاصي، وربطوا بين التعليم والسياسة.
وعند تأسيس نادي الخريجين 1938 تكونت لجنة تمهيدية من حسين شريف، واحمد عثمان القاضي ومحمد علي محمد سليم والدرديري.
وصاغ الدرديري ،محمد علي سليم الطلب لقيام النادي بطريقة دبلوماسية تجمع بين الحفاظ على الكرامة ومراعاة الوضع القائم آنذاك وتكونت اللجنة الاولى من حسين شريف ومحمد الحاج الامين ومحمد علي محمد سليم واحمد عثمان القاضي وابراهيم اسرائيلي، محمد الحسن دياب، طه صالح والدرديري محمد عثمان.
وتحدث الاستاذ الدرديري عن جماعة الفجر (كان لها مقام ملحوظ في نادي الخريجين في الثلاثينات واعني بهم جماعة الفجر.
( كان عرفات محمد عبد الله شاباً سودانياً طموحاً بعيد الآمال كبير القلب عميق الفكرة.. وواسع الثقافة.. تنقل في الخارج حيناً واختير ودرس ثم جاء الى بلاده واجتمع الى نخبة من الخريجين وكون صداقات اصبحت بمرور الزمن ذات اصالة وعمق.
وكان هؤلاء الاصدقاء يشاركونه في الرأى والمنهج والاسلوب وفي طليعة هؤلاء محمد احمد محجوب وعبد الحليم محمد ويوسف مصطفى التني- ويذكر الدرديري انهم في عام 1933 اصدروا مجلة الفجر، والصحيح انها صدرت في عام 1943، ويقول الدرديري ساهم مساهمة متواضعة في اصدار الفجر وتشجيع الجماعة وواصل ذلك بعد وفاة عرفات.
يقول الدرديري انه اعتنى عناية خاصة بابن اخته الناقد والاديب معاوية محمد نور بعد ان توسم فيه نبوغاً مبكراً واستعداداً ادبياً ممتازاً.. وحصل على بكالريوس آداب من جامعة بيروت الامريكية عام 1928 (وكانت كتاباته الرائعة القوية تنشر بالعربية في السياسة الاسبوعية وبالانجليزية في الاجيشيات غازيت، وما اكثر ماهزت مقالاته دار المعتمد البريطاني في مصر ودوائر حكومة السودان ولمع اسمه ونال الاعجاب والتقدير من رجال الادب السياسة في مصر وفي مقدمتهم الاستاذ العظيم عباس محمود العقاد.
كانت الآمال فيه كبيرة، ولقد كان كثير القراءة دائب الاطلاع جيد الانتاج، يشكو من انه يفهم اسرع مما يجب وكان لو امهله القدر مرجواً ان يؤدي خدمات جليلة لهذا البلد، لولا ان عاجله الموت في عمر الزهور فذهب مبكياً على شبابه ونبوغه وطموحه ولم يتجاوز الثلاثين من العمر، فقد جاء قبل اوانه وذهب قبل اوانه.. اسكنه الله فسيح جناته.
وتعليقاً على اقوال الدرديري فان المثبت الآن ان معاوية ولد في 1909 وتوفي في 1941 وقد خرجت اعمال معاوية بعد كتابته هذه المذكرات ولكن المقالات الانجليزية من جيشيان غازيت والتي اشار اليها السيد الدرديري لم تنشر بعد - انظر حول الدرديري ص 17 اما كتاباته في الادب العربي والانجليزي فتملأ مجلداً لعل الظروف تتيح جمعها واصدارها في كتاب خاص.
والدافع الذي ساقني للتعاون مع اسرة الفجر ساهمت في انشاء جريدة صوت السودان عام 1939 صدرت في عام 1940- المحرر وكنت عضواً في مجلس ادارة شركة السلام التي تصدر الجريدة، كان المرحوم احمد السيد الفيل رئيس مجلس الادارة. وكان الدرديري مدير ادارة الصحفيين ومطابعها لفترة خمس سنوات وكان اول رئيس تحرير للصحفيين الاستاذ محمد عشري الصديق الناقد المعروف وصاحب الكتاب الهام آراء وخواطر- المحرر.. ويتابع عليها الاساتذة اسماعيل العتباني وعبد الله ميرغني ومحمد احمد السلمابي واحمد السيد حمد فكانت بذلك الميدان الاول ليتدرب اولئك الأعلام.
يقول الدرديري كان الهدف من انشاء هذه الجريدة هو خدمة البلاد.. وحفظ التوازن في الرأى العام.
وهذه العبارة الاخيرة تلخص تلك الصياغة الدبلوماسية التي يضع فيها الاستاذ الدرديري افكاره، فالتوازن هذا يمكن ان يفسر في وجود صحيفة النيل التي كانت تعبر عن آراء طائفة الانصار والامام عبد الرحمن المهدي، ويؤكد الدرديري (اعتقد وانا مخلص فيما اقول ان (الصوت) قد خدمت خدمات جليلة للوطن كله.. لا الطائفة الختمية فحسب).
لقد كانت طوال سنوات الاستعمار منبراً حراً يجول فيه كبار الموظفين الاحرار ويصولون وكانت سياساتها.. قومية خالصة.
ولقد لقيت هذه الجريدة الحرب من المستعمرين ولقى محرروها الضغط والارهاب والسجن وكانت في اوقات الحرب تواجه بكثير من المتاعب ولكنها صمدت.
ويروي الدرديري ان الشيخ محمد محمد الامين ترك (ناظر عموم الهدندوة فيما بعد) جاء الى الدرديري في حالة اضطراب وقد لاحظت بجبهته ضربة يسيل الدم منها تدل على انه قد اعتدى عليه وقال (ان المستر هوبلز قد ضربني) فارسلت لمستر هوبلز ورقة حضور كالاجراء المتبع في مثل هذه الحالات).
وقد رفض هوبلز بحجة انه مشغول وعندئذ ارسل الدرديري جنديين من البوليس للمجي به واذا رفض عليهما استعمال القوة معه، وبعد قليل جيء به مقبوضاً عليه.. وبعد وساطات تم الصلح، ولكن الدرس ان هوبلز والبريطانيين الاخرين في منطقة القاش عرفوا انه ليس هناك رجل فوق القانون.
قال الدرديري كنت قاضي مركز ببورتسودان وجيء ببحار انجليزي اقترف جريمة السرقة وثبتت التهمة عليه.
وقد رأيت ان سجنه والباخرة على اهبة السفر قد يلقي العقوبة على غيره وهم اصحاب الباخرة. والغرامة لا تجوز في السرقة، وكان عمره يبيح حسب القانون استعمال الجلد فحكمت بجلده ونفذ امامي وكان لهذا الحكم صدى واستحسان بعيد بين المواطنين ولكن من ناحية اخرى ادى الى امتعاض البريطانيين.
وقاطعني الانجليز عاماً كاملاً لقد احسوا بأن كرامة الجنس الانجليزي قد مست فكان يقابلني منهم من يقابلني بوجه عابس حتى رئيس القضاء.
ويقدم الدرديري محمد عثمان شهادته حول علاقته بجمعية اللواء الابيض وكيف انا اعمل لجمعية اللواء الابيض في القضارف وكسلا بالتعاون مع البكباش محمد صالح جبريل واليوزباشي عبد الله بكر واليوزباشي عبد الدائم محمد وآخرين.
وعن يمين القسم للانضمام للواء الابيض يقول ان قاضي كسلا الشيخ ابو شامة عبد المحمود اخذ عليه القسم كما اخذه كثيرون من رجال القبائل وزعماء الطرق الصوفية.
وقد اتصلت الجمعية بكل طبقات الشعب ويرى الدرديري ولو لم يتسرع المتسرعون فيتعجلون النتائج قبل نضوج الحركة ولولا ما حدث من خيانة غير متوقعة من الجهة الاجنبية الوحيدة التي كان يعول عليها كل التعويل ونثق فيها كل
الثقة.. لولا ذلك كله لكان لهذه الحركة العظيمة خطرها واثرها في التبدير باستقلال السودان.
وحول قيام الحزب الوطني الاتحادي رأى الدرديري ان الواجب يقتضيه محاولة دمج الاحزاب الاتحادية وهى مؤتمر الخريجين - مؤتمر السودان- حزب الاشقاء بجناحية وحزب الاتحاديين وحزب وحدة وادي النيل - الجناح اليمين من حزب الاحرار الاتحاديين وحزب الجبهة الوطنية.
وتحدث عن وساطتهم بين اللواء محمد نجيب وجمال عبد الناصر في ازمة مارس 1954.
وعن دوره في لقاء السيدين: علي الميرغني وعبد الرحمن المهدي كانت السياسة البريطانية تعتمد في بقاء الحكم الاستعماري في السودان على التناقضات وفي مقدمتها الخلاف التقليدي بين طائفتي الختمية والانصار وبين رئيسي هاتين الطائفتين.
وعندما خرج البريطانيون كانوا يظنون انهم وضعوا قنبلة زمنية سرعان ما تنفجر، ذلك هو هذا الخلاف الطائفي الذي كانوا يعتقدون انه عميق الجذور.
ويقول الدرديري ( كانت صلتي بالسيد علي الميرغني صلة صداقة وصحبة في الله قامت على اسداء الخير والمصلحة للسودان واستمرت على هذا المنهاج).
(وكانت صلتي بالسيد عبد الرحمن - طيب الله ثراه- صلة قوية ربطها التاريخ يوم ان حل جدي حاج خالد اول المناصرين للمهدي والباذلين انفسهم في سبيل الله والوطن ويوم كان والدي محمد عثمان حاج خالد احد زعماء الحركة المهدية وامرائها وسياسييها العاملين.
ومن هنا استطعت في الساعة المناسبة ان انجح فاقرب الشقة بين السيدين ووفقني الله ان اجمع بينهما في ذلك اللقاء التاريخي العظيم الذي غير الى حد كبير من مجرى الحوادث في السودان ووجهها وجهته لم يكن في حسبان اكثر المراقبين دقة حتى قال بعض الساسة الانجليز الذين كانوا بالسودان: لقد تحققت احدى المعجزات بالسودان بالتقاء السيدين.
وعندما طرح الدرديري على السيد عبد الرحمن امر لقائه بالسيد علي الميرغني ( اني لا امانع في هذا اللقاء بل هو امنية طالما تاقت اليها نفسي ولكنها امنية عسيرة التحقيق لأن تحقيقها يجب ان يكون من طرفين لا من طرف واحد وقد قبلت فمن لي بأن يقبل الطرف الآخر).
ويقرر الدرديري ان عمله في التقاء السيدين هو من اعظم ما يفخر به في حياته.
وعن علاقته بالسيد علي الميرغني ومواقفه من الانجليز قال المستر بني للدرديري (اننا لم نتعب من احد في هذا الكون مثلما تعبنا من السيد علي فقلت له لماذا فأجاب ان السيد علي الميرغني كتب في سفر الولاء الذي اصدرته حكومة السودان عام 1914 هذه الكلمات (ان كل مسلم ينظر الى تركيا باعتبارها قاعدة الخلافة الاسلامية ولكن اذا تجردت تركيا من هذه الصفة واتفقت مع الالمان في امور دنيوية فنحن غير راضين عنها).
واستطرد المستر بني قائلاً: لم نكن راضين عن هذه الكتابة لضعفها في تأييدنا بالنسبة للكتابات التي نريدها والتي كتبها كبار المسلمين في العالم ولولا ان نشرها خير من اغفالها لما قبلنا بتضمينها بذلك السعر.
وفي عام 1923 حين نشبت الحرب بين الملك الحسين وابن السعود طلبت الحكومة من السيد علي الميرغني وكان في سنكات السفر الى الحجاز واقناع الملك الحسين بوضع العلم الانجليزي على (حدع) لكي تحميه بريطانيا العظمى.
وبدلاً من ان يوافق السيد علي على هذا الطلب وبخنا.
وفي عام 1924 عند نشوب الاضطرابات في السودان بسبب اللواء الابيض سافر السيد علي الى دنقلا وبعثت اليه الحكومة بعدة برقيات لكي ينشر على الناس ما يهدئهم ويضمن ولاءهم للحكومة ولكنه لم يرد على تلك البرقيات.
وفي باب شخصيات لا تنسى تحدث عن الشيخ احمد السيد الفيل وحسن عثمان اسحاق والسيد حسين شريف والرشيد محمد عثمان والمعلم محمد احدم سلمان ومحمد سر الختم صالح جبريل.
وقد لعب الدرديري دوراً مهماً في تاريخ السودان معلماً وقاضياً وادارياً وسياسياً ورجل دولة عمل في مجلس السيادة الاول او مجلس رأس الدولة، وهى تجربة سودانية حاول الاخوة في العراق نقلها بعد ثورة 1958 وهى فكرة تضمن تمثيل الجهات المختلفة في القطر في رمز السيادة- وانجز في المجلس الاول الذي ليست لديه سلطات تنفيذية، ولكنه في حدود المستطاع قدم الكثير للوطن
.



طارق الحسن محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-07-2010, 09:56 PM   #[63]
طارق الحسن محمد
Banned
الصورة الرمزية طارق الحسن محمد
 
افتراضي العلامة البروفسير عبدالله الطيب



العلامة البروفسير عبدالله الطيب
:ينتمى بروفسير عبد الله الطيب لاسرة المجاذيب المعروفة فى السودان ، ذات التاريخ العريق في تعليم القرآن ، والتي قدمت للبلاد عدداً كبيراً من العلماء والشعراء والكتاب.

السيرة الذاتية للعلامة البروفسير عبدالله الطيب
ولد بالتميراب غرب مدينة الدامر في 2 يونيو 1921م.
تخرج من المدارس العليا بالخرطوم (الآن جامعة الخرطوم في آخر 1942م وتعتبر معادلة للإجازة).
معادلة إجازة الشرف بجامعة لندن سنة 1947م.
الدكتوراه من جامعة لندن يونيو 1950م
محاضر بمعهد الدراسات الشرقية بجامعة لندن 1950-1951م.
رئيس قسم اللغة العربية وتدبير مناهج المدارس الوسطى بمعهد التربية ببخت الرضا مع تدريب المعلمين والتفتيش 1951-1954م.
محاضر بكلية الخرطوم الجامعية 1954م-1955م.
أستاذ كرسي اللغة العربية بجامعة الخرطوم سنة 1956م.
عميد كلية الآداب جامعة الخرطوم 1961م.
عضو عامل بمجمع اللغة العربية بالقاهرة 1961م.
ول عميد ومؤسس لكلية عبد الله باييروبكنو التابعة لجامعة أحمد بلو زاريا بنيجيريا (الآن جامعة بايروبكنو) 27 مايو 1964م.
أحد محرري موسوعة أفريقيا بغانا سبتمبر 1964م.
مدير جامعة الخرطوم يوليو 1974م.
مدير جامعة جوبا 1975م-1976م.
قاعد اختياري من جامعة الخرطوم 1976م.
أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والدراسات الإنسانية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس من ديسمبر 1977م-يوليو 1986م.
أستاذ ممتاز مدى الحياة بجامعة الخرطوم 1977م (منصب تشريفي) 19/12/1977م.
دكتوراه فخرية في الآداب جامعة الخرطوم 1981م-يوليو 1986م.
أستاذ بجامعة الخرطوم 1986م.


دكتوراه فخرية في الآداب بجامعة كنو بنيجيريا 1988م - D.Ltt


دكتوراه فخرية في الآداب بجامعة الجزيرة D.Ltt -
رئيس مجمع اللغة العربية بالخرطوم - أبريل 1990م.
رئيس مجلس جامعة الخرطوم - نوفمبر 1993م.
رئيس اتحاد الأدباء 1995م.
شارك في التدريس والندوات زائر في عدة جامعات بالبلاد العربية والأفريقية والآسيوية وبريطانيا فيما بين 1985- 1993م.
له مشاركة في العمل الإذاعي بالسودان منذ 1940م وقد فسرّ القرآن الكريم كله بوضوح ووفاء من سنة 1958م إلى 1993م والقارئ الشيخ صديق أحمد حمدون رحمه الله.
له مشاركة في النشاط المسرحي التعليمي والجامعي والقومي وتأليف مسرحيات عدة ومسرحية شعرية مثلت عدة مرات.
تشرف بحضور الدروس الحسنية والمشاركة فيها منذ سنة 1406هـ.
اختير للتحكيم في جائزة الملك فيصل العالمية وغيرها منذ 1407هـ (عدة مرات).
له درس أدبي في الإذاعة السودانية بعنوان (محاضرة الأسبوع).
له درس آخر في التلفزيون (سير وأخبار).
الجوائز:-

● مُنح جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي.
● مُنح جائزة الشهيد الفريق الزبير محمد صالح.
● مُنح وسام النيلين من الطبقة الأولى.


كتب ومؤلفات عالمنا الجليل

1. المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها.
أربعة أجزاء 1955م.

2. الأحاجي السودانية.
الخرطوم من 1947-1993م.

3. من نافذة القطار.
1964-1993م.

4-من حقيبة الذكريات.
1989م.

5-القصيدة المادحة.
1964م.

6-سقط الزند الجديد "شعر".
الخرطوم 1976م.

7-أغاني الأصيل "شعر".
1976م.

8-مع أبي الطيب.
1968م.

9-كلمات من فاس.
1986م.

10-أصداء النيل "شعر".
1957-1993م.

11-تفسير جزء عم.
1970-1986م.

12-تفسير جزء تبارك.
1988م.

13-تفسير جزء قد سمع.
1993م.

14-شرح أربع قصائد لذي الرمة.
1958-1993م.

15-شرح بائية علقمة
1970م.

16-شرح عينية سويد.
الخرطوم 1992م.

17-أربع دمعات على رجال السادات "شعر".
1978م.

18-بين النير والنور "شعر ونثر".
1970م –بيروت.

19-التماسة عزاء بين الشعراء "شعر ونثر".
1970م –بيروت.

20-الحماسة الصغرى "جزءين".
الجزء الأول 1960م –مطبعة أكسفورد.

21-تاريخ النثر الحديث.
1959م.

22-الطبيعة عند المتنبي.
بغداد 1977م.

23-سمير التلميذ "جزءين" "كتاب مدرسي".
الجزء الأول، مصر، 1954م.
الجزء الثاني، 1955م.

24-ملحق سمير التلميذ "كتاب مدرسي".
1955م.

25-مشروع السدرة "قصصي".
1952م، مكتب النشر الخرطوم.

26-نوار القطن "قصصي".
1964م، الخرطوم.

27-حتام الفتنة باليوت "نقد".
1982م.

28-زواج السمر "مسرحية شعرية".


29-الغرام المكنون "مسرحية شعرية".

30. قيام الساعة "مسرحية شعرية".

31-مقالات في السودان في وثائق ومدونات باللغة الإنجليزية بعنوان: "عادات السودان المتغيرة".

32-أندروكليس والأسد "مترجمة".
1954م.

33-المعراج.
1954م، مكتب النشر.

34-اللواء الظافر "شعر".
1968م.

35-ذكرى صديقين "شعر ونثر".
1987م.

36-Stories from the Sands of Arabia.


37-Horses of Arabia.

38- CHAL "تاريخ كمبردج والأدب العربي".


39-بانات رامة "شعر".
1968م، بيروت.

40-مجلة دراسات أفريقية "هجرة الحبشة وما وراءها من نبأ".
18 يناير 1998م.

41-مقال في الموسوعة البريطانية عن محمود عباس العقاد ومصطفى لطفي المنفلوطي وأحمد شوقي والأدب العربي.
1960-1961م
.



طارق الحسن محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-07-2010, 10:04 PM   #[64]
طارق الحسن محمد
Banned
الصورة الرمزية طارق الحسن محمد
 
افتراضي



أحمد خير المولد والنشأة والكفاح
في فداسي الحليماب ولد الأستاذ/ أحمد خير رحمه الله.
تقول المستندات الرسمية (شهادة التسنين) أن الاستاذ أحمد خير من مواليد عام 1904م ولكنة شخصياً يرجح عام 1902م تاريخاً لميلاده.
نشأ الاستاذ/ احمد خير وترعرع في كنف والده الذي كان يدين بالولاء للطريقة الهندية وشيخها أنذاك الشريف يوسف الهندي الذي صاهر والد أحمد خير بزواجه من ابنته (شقيقة احمد خير) هذه المصاهرة هي التي أثمرت الراحلين الشريف حسين الهندي والشريف زين العابدين الهندي اللذين سيكون لهما دور كبير في الحياة السياسية فيما بعد.

حرص والد أحمد خير أن يلحق أبنه أحمد بركب التعليم الذي كان نظاماً لا يزال جديداً على المجتمع، وقد وجد الراحل احمد خير نفسه في الدراسة وأنكب على التحصيل إلى ان دخل كلية غردون التذكارية قسم المحاسبين وكانت كلية غوردون التذكارية آنئذِ مدرسة ثانوية لإعداد صغار الموظفين لسد حاجة الدولة من الموظفين والتي أسس لها المستعمر نظام خدمة مدنية غاية في الدقة والإنضباطً، وهي الكلية التي أصبحت فيما بعد نواةًً لجامعة الخرطوم، والخرطوم التي وفد إليها احمد خير في ذلك الزمان ليست هي خرطوم اليوم كما يقول احمد خير، فهي بالنسبة لأحمد خير لم تتعدى مجتمع كلية غوردون ودائرة الطريقة الهندية في بري، فلم تكن الحياة الإجتماعة بهذا الإتساع الذي نشهده اليوم.
تخرج أحمد خير محاسباً من كلية غوردون عام 1925م، وهو العام الذي أعقب ثورة 1924م.
يصف الاستاذ/ أحمد خير رحمه الله العام الذي تخرج فيه بأنه من أسوأ المواسم التي مرت عليه في تاريخ حياته فقد أعقب إنكسار ثورة 1924م التي قادتها جمعية اللواء الابيض وهي المنظمة الوطنية التي أسسها مجموعة من شباب السودان المشبع بالوطنية على رأسهم البطل على عبداللطيف وعبيد حاج الامين وعبد الفضيل ألماظ وحسن شريف وصالح عبد القادر وصحبهم، هذه المنظمة التي سرعان ما سرت مبادئها واهدافها بين الشباب وملأتهم بالتفاؤل والحماس وكان لها اثر كبير في شحذ هممهم للعمل الوطني ومقاومة المستعمر الاجنبي الذي جثم على صدر البلاد.

وكان لتسارع الاحداث إعتباراً من مقتل سردار عام السودان السير لي ستاك بالقاهرة وتدهور العلاقة بين السلطات الإنجليزية وحكام مصر وما تبعها من إصدار الاوامر بطرد القوات المصرية من السودان وهو ما عده السودانيون تنفيذا لخطط بريطانيا للإنفراد بحكم السودان، الامر الذي أثار حفيظة الثوار الذين كانوا يؤمنون بوحدة وادي النيل وعجل بأحداث ثورة عام 1924م.

وكان لإحجام القوات المصرية عن القيام بدور متفق عليه مع الثوار أثر كبير في نهاية حركة اللواء الابيض بالطريقة المأساوية التي إنتهت بها مما ترك أسوا الأثر في نفوس جيل الأستاذ/ أحمد خير وكانت أحداثها قاسية على الشعب السوداني، حيث تم التنكيل بقادة جمعية اللواء الابيض، فاستشهد أثناء الاحداث البطل عبدالفضيل ألماظ وتم إعدام ثلاثة ضباط هم حسن فضل المولى و ثابت عبدالرحيم و سليمان محمد وسجن الثائران على عبداللطيف وعبيد حاج الامين بسجن واو حيث مات الاخير فيه.

وقد ادت دموية هذه الاحداث ونهاية جمعية اللواء الأبيض إلى إنكسار الحركة الوطنية وأصابها ركود ووهن عظيمين أضف إلى ذلك إستغلال سلطة المستعمر لهذه الاحداث لمنع التجمعات وفرض قيود على حياة المواطنين السياسية والتضييق عليهم بما في ذلك منعهم من السفر إلى مصر لتلقي التعليم فيها.

ولم تفق البلاد من أثار هذه الاحداث إلا على إثر أحداث الكساد الإقتصادي الذي ضرب العالم عام 1929م وما بعدها حيث بدأت تتجمع قوى الوطنيين من أبناء السودان، فأحتجوا على تخفيض رواتبهم وعدم مساواتهم بأقرانهم من الموظفين الأجانب وشيئاً فشيئاً بدات تدب روح المقاومة في شرايين العمل السياسي المناهض للمستعمر.

وكان الأستاذ/ أحمد خير قد إلتحق إثر تخرجه بالخدمة المدنية محاسباً في داووين الحكومة فعمل اول ماعمل بالخرطوم ثم نقل إلى ود مدني ثاني مدن السودان وهناك بدأت مرحلة جديدة من العمل الوطني قوامها خريجي كلية غردون التذكارية من الموظفين، حيث بزغ نجم احمد خير السياسي.

كانت أندية الخريجين في ذلك الزمان من ثلاثينيات القرن الماضي قد إنتشرت في ربوع الوطن وأخذت أعداد الخريجين تتزايد وأخذ المد الوطني في إتساع.

وكان الأستاذ/ أحمد خير رحمه الله قد تزوج وانجب أبناءه سعد الذي سيصبح عقيداً في القوات البحرية قبل ان تبعده سلطة مايو من القوات المسلحة في بداية السبيعات من القرن الماضي ثم إبنه صلاح الذي سينال شهادة الدكتوراة في الإقتصاد ويعمل بالمصرف العربي للتنمية الإقتصادية في أفريقيا قبل ان يتقاعد إختيارياً ثم ينتقل باكراً إلى رحمة الله وشقيقتهم التي ستتزوج من القاضي ورئيس القضاء فيما بعد مولانا/ خلف الله الرشيد محمد أحمد.

وكانت مدينة ود مدني مسرحاً مهماً للعمل السياسي في ذلك الزمان حيث الليالي السياسية الملتهبة والخطب الحماسية التي تحرك وجدان الوطنيين والليالي الأدبية التي كانت تغذي عقولهم وتحفزهم للمزيد من الإطلاع ، وكان الأستاذ/ احمد خير نجماً من نجوم كل هذا الإبداع الوطني الكبير واحد قادته الذين كان لهم دور رائد في إذكاء جذوته وتحريك فعالياته.

لم يكن احمد خير يفرط في عمله او يترك ثغرة لرؤسائه من البريطانيين ليأخذوا عليه مأخذاً أو يحقروه وهو الذي ظل يرفع لواء الكبرياء الوطني عالياً بكل عنف وثبات، لا يتراجع عن مبادئه و لا يتزحزح عن مواقفه. ولم تثن أحمد خير الإلتزامات الأسرية والمسئوليات الإجتماعية الكبيرة الملقاة على عاتقه ولا الحرص على الوظيفة التي كان لها بريق ووهج كبيرين في ذلك الزمان، عن مناكفة المستعمر أو التخاذل عن واجبه الوطني وهو الذي عرف بعناده وحدته في مواقفه وعدم القبول بأنصاف الحلول.

كان التنافس بين الخريجين حاداً على تولي لجان اندية الخريجين وكانت إجتماعاتها السنوية مناسبة يتنادى لها الخريجون دون تقاعس وموسم يلتقون فيه يتدارسون اوضاعهم وتطلعاتهم، وكان الهم الوطني يأخذ القسط الاكبر من إهتماماتهم .
وفي هذا الجو المفعم بالوطنية والمترع بالآمال والتطلعات جاءت دعوة الاستاذ/ احمد خير واسماعيل العتباني من ود مدني لقيام مؤتمر عام للخريجين يعقد في العام القادم في أبو أندية الخريجين بأم درمان يكون هدفه تنظيم المستنيرين من أبناء السودان لانفسهم في رابطة او مؤتمر يضعون له برنامجاً قومياً ويحددون واجباتهم السياسية بعيداً عن الطائفة والقبيلة، وهو المؤتمر الذي عقد بنجاح في فبراير من عام 1938م وكان أستاذنا احمد خير أحد اعمدته ونجومه البارزين.

وفي ظل هذه الأجواء الملتهبة بالمواقف الرافضة للمستعمر والمتدفقة بالوطنية، وفي ظل تنامي العمل السياسي المكشوف في معاداة الحاكم الاجنبي الذي يملك ادوات البطش والتنكيل، ظل جيل أحمد خير يزداد سفوراً في مواقفه العدائية تجاه الحكومة معتداًَ بكبريائه معبراً بذلك عن شموخ وعزة السودان وأهل السودان.

في عام 1939م وهو العام التالي لإنعقاد مؤتمر الخريجين العام والذي كان احمد خير ألمع نجومه، وبينما البلاد لا تزال تموج بهذه الأجواء السياسية الساخنة، المنتشية بقيام المؤتمر العام للخريجين وما علق عليه من آمال، اعلنت مدرسة الحقوق عن حاجتها لدفعه جديدة من الراغبين في دراسة القانون، وكانت مدرسة الحقوق في ذلك الزمان تقبل على فترت متباعدة عدد قليل من الدارسين لسد أحتياجات البلاد من القانونيين.

ولما كان احمد خير ممن تنطبق عليهم شروط القبول لهذه الدفعة فقد حرص ان يتخذ من الرفض المتوقع لقبوله - لأسباب سياسة - مناسبة للهجوم على الحكومة وعلى الإستعمار بإعتباره يعاقب معارضيه بحرمانهم من الفرص التعليمية والوظيفية، ولكن سرعان ما أسقط في يده إذ أعلن اسمه من بين المقبولين للدراسة وهو امر لم يكن في آخر حساباته وعندها (لعب الفأر في عبه) كما يقول، وجاء إلى روعه أن قبوله تم بذكاء خبيث من المستعمر ليحقق منه هدفين الاول ان يفوت عليه وعلى زملائه فرصة إستغلال عدم قبوله مناسبة للتشهير به كمستعمر، والثاني هو استدراج أحمد خير لإغتيال شخصيته السياسية وذلك من خلال طرده راسباً في دراسته من ثم التشهير به فاشلاً مفصولاً من الكلية لأسباب اكاديمية لا سياسية وخاصة وأن الفشل الاكاديمي في ذلك الزمان كاف لقتل رجل في مثل كبرياء أحمد خير.

وفي ظل هذا التوجس دخل احمد خير مدرسة الحقوق ضمن أكبر دفعة تدخل مدرسة الحقوق في تاريخها، هذا الحدث الهام الذي سيحول مجرى وسيرة وحياة الرجل فيما بعد.

وبينما أحمد خير وزملاؤة على اعتاب الدراسة إندلعت الحرب العالمية الثانية سبتمبر 1939م ، وقد ابلى فيها الجيش السوداني بلاء حسناً لصالح دول التحالف في ظل الوعد الإنجليزي بمكافئة المستعمرات التي تقف إلى جانب الحلف في حربه على دول المحور وذلك بمنحها إستقلالها .

وكان مؤتمر الخريجين قد إزداد نشاطه السياسي وتوالت مؤتمراته السنوية وظل يقدم المذكرة تلو الاخري للحاكم العام يطالب فيها بمكاسب سياسية للسودانيين ولكن احمد خير ظل بعيدا في هذه الأثناء عن المواقع التنفيذية للمؤتمر فقد كان عنها في شغل بدراسته وهمومه التي وجد نفسه فيها وان كان يتابع أخباره عن كثب.

إذن دخل احمد خير مدرسة الحقوق في ظل حالة من الخوف من الفشل والتوجس من الإستهداف ، ولكن هذا الخوف لم يزد احمد خير إلا إصراراً على النحاج، وأقبل على الدراسة في مدرسة الحقوق بكل جد وإجتهاد الامر الذي جعله يحافظ على ترتيبه بين زملائه في الدراسة وكان مركزه الرابع بعد زميله بابكر عوض الله الذي حافظ على المركز الاول طيلة سني الدراسة ثم مبارك زروق ثم الريح الامين ثم احمد خير فعثمان الطيب في المركز الخامس، ويذكر أحمد خير ان زميله بابكر عوض الله (امد الله في أيامه) هو الوحيد من بينهم الذي حفظ عن ظهر قلب إلفية إبن مالك كاملة حيث كان مقرراً عليهم حفظ مائتين وخمسين بيتاً كل سنة من سني الدراسة الأربعة وحفظ أحمد خير وزميله مبارك زروق سبعمائة وخمسين بيتاً من هذه الألفية وحافظ على المركز الثالث طيلة سني دراستهم زميله القاضي فيما بعد الريح الامين ويقول احمد خير عن زميله الريح الامين (رئيس القضاء 1967-1969م) بانه كان من الذين قدموا إلى مدرسة الحقوق من المدارس مباشرة – ولعله الوحيد من بينهم- حيث ان البقية أتوها موظفين من المصالح الحكومية المختلفة، وقال أن (الريح الامين) الوحيد الذي ظل يحافظ على كتبه نظيفة ليس عليها آثار مذاكرة خالية من التهميشات التي كانت تسود كتب البقية، فقد كان يعتمد على ذاكرة فتوغرافية في التحصيل مباشرة من المحاضرات ويحكي أحمد خير أن أحد اساتذتهم وقد كان شاباً أسكتلانديا معتداً بنفسه وبمقدرته القانونية بسبب ظهور اسمه في سابقة قضائية نشرت في مجلة الاحكام القضائية البريطانية وهو سبب كاف للإعتداد بالنفس (ولعله عمل سكرتيراً قضائياً لحكومة السودان) سألهم هذا الأستاذ الشاب عن معلومه قانونية وردت في محاضرة في بداية العام لم يستطيع ان يجيب عليها إلا الريح الامين الذي عمل قاضياً بالهيئة القضائية (1944م تدرج بها إلى ان صبح رئيساً للقضاء1967م وأقالته سلطة مايو أول 1969م لتعين زميله عثمان الطيب رئيساً للقضاء حتى عام 1972م ليخلفه في رئاسة القضاء صهر احمد خير خلف الله الرشيد محمد احمد. ولم يتراجع احمد خير عن ترتيبه الرابع من بين زملائه إلا مرة واحدة عندما منع في السنة الثالثة من الدراسة لأسباب سياسية هو واحد زملائه ولعله زيادة أرباب وفصلا من داخلية الكلية ايضاً- وهو مبنى وحيد لا يزال قائماً أسفل كوبرى الخرطوم بحري مباشرة.
إضطر أحمد خير وزميله لقضاء فترة الفصل من الدراسة والداخلية - وهي الفترة المتبقية من العام الدراسي الثالث- في مكاتب صحيفة صوت السودان في ضيافة صديقهم اسماعيل العتباني الذي كان يتولى آنئذ رئاسة تحريرها، ويصف احمد خير مقر الصحيفة بأنه عبارة عن مكتبين في احدى البنايات في السوق العربي. ظل أحمد خير ورفيقه خلال هذه الفترة يعملان في تحرير الصحيفة ليوفرا مصروفهما نهاراً ويذاكران ليلاً وينومان في مكاتبها ويصف احمد خير قسوة تلك الأيام وشدتها بأنها كانت تجربة مفيدة، وكان تراجعه عن مركزه الرابع لصالح زميله عثمان الطيب الذي حافظ على المركز الخامس قبل ان يتجاوز احمد خير هذه المرة ثم يعود كل منهما إلى موقعه، ولاحقا سيلتحق عثمان الطيب بالقضاء وسيقلب عليه احمد خير المحامي طاولة المحكمة في مدينة كسلا إثر مشادة قانونية حادة، مع ذلك ظل حبل الود والأخاء بينهما متصلاً، وعثمان الطيب هذا سيصبح رئيساً للقضاء بعد إنقلاب مايو 1969م ليخلف الريح الأمين في رئاسة القضاء، ويذكر أحمد خير ان عثمان الطيب تجاوب مع موقف بابكر عوض وعرض عليه إستقالته عندما قرر بابكر عوض الله الإستقالة عن رئاسة القضاء عام 1967م إحتجاجاً على عدم إحترام السلطة التنفيذية لحكم المحكمة العليا ببطلان تعديل المادة الخامسة من الدستور، وهو التعديل الذي أدخلته الجمعية التأسيسية بغرض إسقاط عضوية الحزب الشيوعي في البرلمان تمهيداً لحل الحزب ومصادرة ممتلكاته، وقد تضمنت استقالة بابكر عوض الله الموجهة لمجلس السيادة ما يلي (إنني لا شك مقدر كل التقدير انكم الهيئة التي نص الدستور على أن القضاء مسؤول أمامها وحدها في أداء مهامه ولكنه يؤسفني انكم بمعالجتكم للمشاكل التي أثيرت حول هذه القضية لم تقيموا مسؤوليتكم التقييم الصحيح ولم تدركوا حدود هذه المسؤولية).
ومن الذين تردد على لسان احمد خير من زملاء الدراسة ود المبارك والذي عمل قاضياً قبل ان يتوفى باكراً ولم اجد له مرجعاً. ومن دفعة احمد خير أيضاً القاضي الشهيرعبد المجيد إمام قاضي المحكمة العليا الذي لمع نجمه أبان احداث ثورة اكتوبر التي اطاحت بنظام الفريق إبراهيم عبود (1958-1964م) والذي كان احمد خير وزير خارجيته، وقد أبعدته سلطة مايو عند مجيئها في عام 1969م .

أكملت دفعة احمد خير دراستها في مدرسة الحقوق في عام 1943م، والتحق عدد من وزملائه في القضاء هم بابكر عوض الله والريح الامين وعثمان الطيب وقد تنابوا فيما بعد على رئاسة القضاء بنفس هذا الترتيب ثم عبد المجيد أمام و المبارك ولكن أحمد خير فضل ان يعمل بالمحاماه ليتحرر من قيود الوظيفة العامة خاصة وكان الجو العام يزداد التهاباً وهو يرجو ان يكون له دور فيه وقد إختار المحاماه أيضاً زميله مبارك زروق ولنفس الاسباب.
واصل أحمد خير كفاحه الوطني بعد تخرجه من مدرسة الحقوق ضمن التيار الإتحادي الذي كان يمثل قبيلة الوسط والمستنيرين من أبناء من السودان .

ولكن أحمد خير جمد نشاطه السياسي في الحزب الوطني الإتحادي لإعتراضه على إدارة الحزب ، وإحتجاجاً على سياسة عفا الله عما سلف التي إنتهجها رئيس الحزب أنذاك الرئيس إسماعيل الأزهري عقب الإستقلال لصالح من كانوا أعواناً للمستعمر من الموظفين الذين لم يتخذوا مواقف وطنية أسوة بزملائهم الموظفين من الخريجين وحسب، بل عادوا مؤتمر الخريجين في سبيل إرضاء المستعمر، واعترض على هذه السياسة مع احمد خير آخرون منهم الأستاذ/ عفان أحمد عمر الذي نشط في تنفيذ سياسة مؤتمر الخريجين القاضية بالتوسع في التعليم الاهلي وقد ترك العمل السياسي وتحول من التعليم الأهلي إلى الخدمة المدنية وقام بسودنة قسم كبير من مشروع الجزيرة .

وفي نوفمبر 1958م فاجأ احمد خير الوسط السياسي بمشاركته ضمن طاقم حكومة الفريق إبراهيم عبود كوزير للخارجية. وظل احمد خير في موقعه هذا طيلة فترة حكم الفريق إبراهيم عبود رحمه الله. وعلى الرغم من مشاركة أحمد خير في حكومة الفريق عبود العسكرية إلا انه كان خصماً شرساً للحكومة العسكرية التي أتت إلى السلطة برئاسة الرئيس السابق جعفر نميري في 1969م.

لم يتحدث أحمد خير عن فترة حكم الفريق إبراهيم عبود ولم أشأ أن أسأله عن أسباب مشاركته فيها وان حاولت إستدراجه بطريق غير مباشر للحديث عن هذه الحقبة، فقلت له على الرغم من أني لم أكن شاهد على عهد حكم الفريق عبود ولكن من متابعتي أحس بان الحاكم الفعلي لتلك الفترة كان هو اللواء حسن بشير نصر، فأجابني على الفور من حيث الشكل وتعابير الوجه فقط، وأضاف أن حسن بشير نصر كان يتمتع بشخصية وقوية وقدرة عسكرية وقيادية فذة ولكن الفريق عبود هو الذي كان يمسك بزمام الأمور وكان يتمتع بإمكانيات قيادية كبيرة وقدرة عالية على المتابعة وإدارة شئون الدولة والحرص على الإنجاز.

قلت له من الواضح ان أحداث عبدالرحيم شنان ومحي الدين أحمد عبدالله كانت مرتبة للتخلص من اللواء أحمد عبدالوهاب، قال لي هذه الامور والصراعات لم تكن تخصني ولم اكن لأدخل نفسي فيها فهي شأن عسكري خالص.

قلت له من كان يدك اليمنى في الوزارة ومن كنت تكلفة بإعداد مسودات ما تود كتابته.
قال أثنين هما مهدي مصطفى الهادى وآخر ضاع اسمه مني بدلاً أحد الدبلوماسين ممن كلفوا بهذه المهمة من قبل الوزارة، ولكنه كان يميل إلى الفلسفة لدرجة يتوه فيها المتلقي في إتون اللغة التي يستخدمها. قلت له بغض النظر عن الأثر والتقييم السياسي لحكومة نوفمبر إلا أن فترة حكم الفريق إبراهيم عبود عرفت بأنها كانت فترة خصبة إقتصادياً وفي مجال الفن والرياضة، قال لي العالم نفسة لم يكن كما تراه اليوم (كان الإتحاد السوفياتي وقت حديثه لا يزال قائماًً) وفي السودان كان توجد خدمة مدنية عالية الكفاءة والإنضباط ولم يكن هناك إهتمام بالمصالح الخاصة، فالمصلحة العامة فوق كل إعتبار لدى الكبير والصغير من موظفي الدولة .
قلت له يصفك الكثيرون بانك من انجح الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الخارجية ... ما هي في تقديركم أسباب هذا النجاح؟ قال لي هذا الذي تقول هو مجرد إنطباعات، هناك من يرى العكس ونحن هنا ما عندنا معايير موضوعية لقياس الفشل والنجاح وذكر ان النجاح في مثل هذه المؤسسات لا يصنعه فرد وقال ان الخدمة المدنية كانت تقوم على درجة عالية من الإنضباط في ذلك العهد وأن وزارة الخارجية كانت جزء من هذا الإنضباط، ومن حسن حظ وزارة الخارجية أن أول من تولاها مبارك زروق وهو في تقدير أحمد خير دبلوماسي بطبعه ويتمتع بمقدرات عالية كقانوني وكسياسي ولم يكن متعالياً كما يعتقد كثير ممن لا يعرفونه ولكنه كان يحب التميز.
قلت له أريد أن اكون في المستقبل وزير خارجية، بماذا تنصحني، جاء رده (التجرد وعدم المجاملة في الحق لأن الذي يعمل بتجرد وإخلاص يقدر، والذي لا يجامل في الحق يهاب) وقال كانت وصيتي للدبلوماسسيين أن يعملوا على ان تكون سفارات السودان مظلة وبيت للسوداني في الخارج قبل ان تقوم بأي عمل دبلوماسي وأن تساعدوهم وتحلوا مشاكلهم لأن المواطن السوداني في الخارج هو الدبلوماسي الأول ولأن الدبلوماسي لأسباب وتعقيدات أمنية وسياسية كثيرة لا يمكنه الإختلاط او التعامل بحرية مع عامة الناس في الدولة المضيفة ولذلك فإن المواطن العادي هوالذي يعكس صورة وسمعة البلد ومن خلال سلوكه وتصرفاته يكوِن الآخرون أنطباعاً عن بلده وعن مجتمعه.

في أوائل شهر يناير 1982م طلب الشريف الحسين الهندي من أحمد خير مقابلته بشكل عاجل في أثينا باليونان وكأن الرجل كان يحس بدنو أجله وبالفعل غادر احمد خير الخرطوم متوجهاً إلى أثينا حيث مكان اللقاء الذي لم يتم ، فقد وصل احمد خير في التاسع من يناير مطار أثينا وهناك علم بوفاة أبن اخته الشريف الحسين الهندي (رحمه الله) وعاد في نقس الطائرة التي كانت تقل جثمانه ليوارى الثرى في مقابر أسرته في بري. وعند سلم الطائرة بمطار الخرطوم استقبله رجال امن الرئيس الراحل جعفر نميري (رحمه الله) وأقتادوه إلى مبانيهم وأفرج عنه بعد عصر نفس اليوم عقب إنتهاء مراسم دفن الشريف حسين وأعادوه مباشرة إلى دارة بالخرطوم (2).
وكان اداء واجب العزاء في الشريف حسين ومساعدة أبنه د/ صلاح في خدمة المعزين في دار احمد خير بالخرطوم (2) بداية علاقتي المباشرة مع أحمد خير رغم علاقة الجيرة التي ربطنا به قبلها بفترة ليست قصيرة فقد كنا نتحاشاه لما يبدو على قسمات وجهه من صرامة وشدة يحسبها الذي لا يعرفه قسوة، ثم جاءت الامطار التي ضربت الخرطوم بشدة في شهر اغسطس من عام 1988م وأصابت منزل احمد خير بتصدعات كبيرة (وهو منزل عادي من الطوب الاحمر واللبن) ولتقادمه لم يحتمل المبنى تلك الامطار وأذكر اني ذهبت والدكتور الشاعر محمد بادي لتفقده في داره بعد فجر ذلك اليوم وجدنا المنزل قد تاثر بشكل كبير واتلفت الامطار نسبة كبيرة من الفرش واحتقن الحوش بالماء ولم نستطع إفراغه من الماء إلا بعد عناء وجهد كبيرين.
وفي عام 1990م اصبح المنزل غير صالح للسكن، وقتها فقط عرفت أن احمد خير لا يملك المنزل وإنما يستاجره من أسرة مرزا المشهرة في عالم التجارة، واضطر احمد خير الرحيل عنه إلى مدينة الرياض حيث أستاجر أبنه الدكتور صلاح منزل أكبر للأسرة.
وفي يناير عام 1995م رحل احمد خير رحيله الأبدي عن هذه الفانية تاركاً وراءه سجلاً حافلاً بالمواقف الوطنية وتاريخ مجيد تتناقله الاجيال بفخر وإعتزاز وحفر اسمه بقوة في سجل الخالدين بين عظماء أمته



طارق الحسن محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-07-2010, 03:22 PM   #[65]
قمر دورين
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية قمر دورين
 
افتراضي

[align=center]

الشاعر مبارك المغربي

أديب ومفكر وشاعر وملحن ولد في أمدرمان عام 1928، وكان شخصية وطنية غيورة ويكفي انه الشاعر الوحيد الذي
يمجد الاستقلال ويكتب فيه كل عام منذ 1956م وحتى وفاته في العام 1982م وقال د.الصديق عمر الصديق
لابد من وقفة اجلال لذكرى الشاعر الفذ المغربي الذي استطاع ان يرسم حروفاً ملونة باشعاره
التي سكنت وجدان الانسان السوداني.
واضاف الصديق أن المغربي انتمى للمدرسة الوجدانية متتبعا اثر العقاد، وله خمسة دواوين هي
(عصارة قلب)، (ألحان الكروان)، (عاشق النيل)، (صراحات صريح) و(اليك المتاب).

واشار الى أن المغربي قد كتب بالعامية والفصحى والعامية عنده توشك ان تكون عربية فصحى
وابلغ دليل على ذلك اغنية الكروان، شأنه شأن الراحل ادريس جماع، والمغربي اختار مفردته
من المفردات الرومانسية التي كانت شائعة آنذاك لأن الجمهور حينها كان مفتوناً باللغة العامية،
والمغربي كتب شعره في مواضيع انسانية عظيمة مثل قصيدته (حول يحول) التي كتبها عندما
مرت سنة على غياب صديقه فنان توتي، أحمد الشيخ ادريس الذي ذهب للعمل في الجنوب،
وهي قصيدة فريدة ومليئة بالشجن.
وقال عزيز مبارك المغربي، ابن الراحل، نشأ والدي وترعرع بالموردة ودرس بالمعهد الفني
وبعد ذلك التحق بالشرطة وعمل ضابطاً بالسجون حتى وصل رتبة العميد،وبعد المعاش عمل
قاضياً وانضم الى المجلس القومي لرعاية الآداب والفنون، وقال أنه كان ابا عظيما وكان قريباً
منا، ولكن في لحظات كتابة الشعر كان يختلي بنفسه ويدخل في صمت تام الى ان تكتمل
القصيدة،
وأشار الفنان صلاح بن البادية الى علاقته بالراحل والممتدة من خلال الزيارات المتبادلة، وقال
إن الراحل كان يعدل لنا في الكثير من الاغنيات، وقال د.محمد عبد المجيد الطيب الناطق
الرسمي للشرطة، معرباً عن سعادته بالعلاقة الطيبة المتطورة بين الشرطة والمجتمع وأعلن عن توأمة بين
اذاعة ساهرون ومركز راشد دياب للفنون.
وقال ان المغربي ينتمي لعائلة لها اتصالها الجماهيري،دخلوا كافة مناحي الحياة، لذا فهي أسرة
لها تكوينها الخاص، واضاف ان المغربي قد اثرت فيه بيئة المكان لانه نشأ في حي الموردة
العريق والمليء بالمبدعين في المجالات كافة، كما اثرت فيه بيئة المهنة التي كانت تضم فطاحلة
الشعر في السودان، أمثال أبوآمنة حامد، عوض احمد خليفة، عمر أحمد قدور، والطاهر ابراهيم،

وقال احمد وادي حسن، تدرج الراحل حتى وصل رتبة العميد وترك بصمة واضحة في كل
المواقع التي عمل بها،واهتم بقضايا الناس وكان مصلحاً اجتماعياً من طراز فريد، وهو من
المؤسسين لفرقة الفنون الشعبية.
واختتم الحديث شقيقة الراحل المغربي، الممثلة سنية المغربي التي أعربت عن فخرها واعزازها
وهي ترى مبارك المغربي شامخاً في هذه اللحظات واضافت انه نظم الشعروعمره لم يتعد
(17عاماً)، وكان أن تنبأت له والدته بأن يكون شرطياً وأن يكون مأموراً، وعندما تحققت النبوءة أهداها ديوان
(لحن الكروان) وكتب لها..

الى التي أرضعتني لبن الشعر وأنا في المهد.. الى أمي الشاعرة.



رحمه الله وأسكنه فسيح جنّاته....


منقول من موقع www.wasat.sd
[/align]



التوقيع: [align=right][fot1]مسرح الغزلان في الحدايق[/fot1][/align]
قمر دورين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-07-2010, 03:30 PM   #[66]
طارق الحسن محمد
Banned
الصورة الرمزية طارق الحسن محمد
 
افتراضي

شكرا قمرنا
ايد فى ايد تجدع بعيد
شكرا
شكرا
ولقدام



طارق الحسن محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-07-2010, 03:38 PM   #[67]
طارق الحسن محمد
Banned
الصورة الرمزية طارق الحسن محمد
 
افتراضي


size=4]




ولد عام 1936 بالسودان ونشأ في مدينة الاسكندرية،وهناك حفظ القرآن الكريم، درس بالمعهد الديني بالاسكندرية ثم انتقل إلى القاهرة
أكمل تعليمه بالأزهر كلية العلوم
عمل محررا ً أديبا ًبالصحف المصرية والسودانية
وعين خبيرا ً إعلاميا ً بالجامعة العربية1968- 1970
عمل مستشارا ً ثقافيا ً في السفارة الليبية بإيطاليا
شغل منصب مستشارا ً وسفيرا ً بالسفارة الليبية ببيروت
ثم مستشارا ًسياسيا ً وإعلاميا ً بسفارة ليبيا بالمغرب
يعتبر الفيتوري جزءا ً من الحركة الأدبية السودانية
:دواوينه الشعرية
أغاني افريقيا - عاشق من افريقيا - إذكريني يا افريقيا
البطل والثورة والمشنقة- شرق الشمس .. غرب القمر وغيرهم
حصل علىجائزة الوسام الرفيع - وسام الفاتح- 1988
وجائزة الوسام الأذهبي للعلوم والفنون والآداب في السودان
عضو جمعية الشعر.
مؤلفاته:
1- أغاني إفريقيا 1955- شعر ط2 1956.
2- عاشق من إفريقيا 1964- شعر.
3- اذكريني يا إفريقيا 1965- شعر.
4- سقوط دبشليم 1968- شعر.
5- معزوفة لدرويش متجول 1969- شعر.
6- سولارا [مسرحية شعرية] 1970.
7- البطل والثورة والمشنقة- شعر 1972.
8- أقوال شاهد إثبات- شعر 1973.
9- ابتسمي حتى تمر الخيل- 1975- شعر.
10- عصفورة الدم- شعر- 1983.
11- ثورة عمر المختار- مسرحية 1974.
3- عالم الصحافة العربية والأجنبية- دراسة- دمشق 1981.
4- الموجب والسالب في الصحافة العربية- دراسة- دمشق 1986.
الكتب المترجمة:
5- نحو فهم المستقبلية- دراسة- دمشق 1983.
6- التعليم في بريطانيا.
7- تعليم الكبار في الدول النامية
[/size]


من قصائد الشاعر[align=center]
[align=center]
[rams]http://www.sudanyat.org/upload/uploads/faetoryalathfruolygabran.mp3[/rams][/align][/align]



معزوفة لدرويش متجول

[align=center]
[rams]http://www.sudanyat.org/upload/uploads/faetoryfyhdratmanahoay.mp3[/rams][/align]



طارق الحسن محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-07-2010, 03:50 PM   #[68]
طارق الحسن محمد
Banned
الصورة الرمزية طارق الحسن محمد
 
افتراضي



[align=center]عثمان حسين[/align]
سيرة الفنان الذي ارتاد المجد في الزمن الصعب
أعطى الفن كل ما عنده فأعطاه كنز المحبة في قلوب الناس
إفادات سجلها: طاهر محمد علي

في مارس وأبريل من عام 1002م، جلس الاستاذ الفنان عثمان حسين ليروي تفاصيل مشواره الفني•• وكان لي شرف ان اسجل تلك الافادات التوثيقية التي ستصبح في يوم من الايام افادات ذات قيمة تاريخية يطلع عليها جيل اثر جيل، عن قامة من قامات الفن السوداني، ثرة العطاء والتجربة .. ونسجل هذه الافادات لتضيء للمهتمين والباحثين طرفاً من سيرة ذاتية، وتجربة غنائية وشعرية حاز عليها عثمان حسين بالاعجاب، والتفوق، والنبوغ
معاً لمطالعة هذه الافادات متواصلين بحميمية صادقة وجيل العطاء من المبدعين في السودان
مشوار البدايات والنشأة والميلاد
(عثمان حسين محمد التوم) ذلك هو الاسم الكامل للفنان عثمان حسين الذي ولد في قرية مقاشي (وسط الشمال السوداني) والدته فاطمة الحسن كرار•• عند بلوغه سن الخامسة وكعادة أهل السودان ألحقوه بخلوة الشيخ محمد احمد ود الفقير، لكنه لم يدرس سوى عامين، حتى انتقل الى الخرطوم ملتحقاً مع الاسرة بوالده الذي كان يعمل في مصلحة الزراعة .. وعلى اعتاب تخطيط العاصمة آنذاك استغلت الاسرة سكناً بديم التعايشة، ليلتحق الطفل عثمان مرة اخرى بخلوة الشيخ محمد احمد، لينتقل بعد العام ونصف العام الى مدرسة الديم شرق الاولية، لكنه لم يوفق في الدخول الى المدارس الوسطى التي تفضل التلاميذ الحاصلين على مجموع جيد، فعثمان لم يكن يحب مادة الرياضيات، وشغلته هواية كرة القدم التي كان مولعاً وشغوفاً بها•• ليبعثه والده لتعلم صنعة يكتسب منها عيشاً يعينه على تحديد ملامح مستقبله.
فاتجه لتعلم الحياكة (الخياطة) في دكان محمد صالح زهري باشا جوار نادي العمال الكائن الآن بوسط الخرطوم، ومثل له محمد صالح زهري باشا مقام والده في الرعاية والاهتمام .. لكن الصبي الخيَّاط استهوته شاغلة اخرى جعلته يدمن التسكع بين قهوة العيلفون يستمع للاغنيات التي ظهرت حينها لكرومة، وسرور، وخليل فرح، عبر راديو المقهى• ولم ينس الصبي عثمان تلك الاغنية التي ظل متأثرا بها وهي قصيدة عمر بن ابي ربيعة (أعبدة، ما ينسى مودتك القلب) التي سجلها خليل فرح في اسطوانة
وتطورت العلاقة بينه وعامل المقهى الذي يدير الاسطوانات لرواد المقهى، ليتمادى عثمان في طلب السماع للاسطوانات (عزة) لخليل فرح، (وين مثلك في علاك ـ يا الساكن جبال التاكا) لعائشة الفلاتية، واغنية بصوت اسماعيل عبد المعين وهي (قابلتو مع البياح ))
ورغم (العلقة الساخنة) التي وجدها عثمان من صاحب العمل، الا ان الحادثة لم تثنه عن المقهى، ولم تكبح جماحه لسماع المزيد من الاغنيات
من ديم التعايشة الى السجانة
ارتحلت الاسرة في ذلك اليوم من ديم التعايشة الى منزل الوالد الجديد في السجانة، ليكون الانتقال للعمل مع (ترزي) جديد، لكنها في فترة عمل قصيرة سرعان ما رأى الوالد ان يكون لعثمان عمل مستقل لوحده، وقد كان بالفعل بعد ان تعلم كل انواع التفصيلات، وسارت حاسية الشغف مع عثمان حسين توقد في قلبه متعة الاستماع.. وتعرف حينها على أحمد المصطفى ليصبح احد اصدقائه، بالاضافة الى اصدقاء (الشلة) الذين يصفهم عثمان بالتحضر والمستوى العالي والمتطلعين الى قضايا كبيرة في الادب والسياسة وغيرها .. واصبح (دكانه) منتدى لهؤلاء الاصدقاء الذين ينتقلون في وقت متأخر من الليل الى منزل الايجار الذي يقع بالقرب من سوق السجانة، ليكون سمرهم ومرتع انسهم، فاشترى عثمان (عوداً) لايزال يذكر سعره (051 قرشاً) ويتعرف بعدها على يحيى ابراهيم زهري باشا، فيقومون مع المجموعة المكونة من احمد عثمان، وعوض محجوب، بمطالعة النوت الموسيقية مع محمد اسماعيل بادي الذي كانت له مقطوعات موسيقية بالاذاعة، ليتعلم عثمان حسين جزءا يسيرا من (العود)، اضافة الى نهله من اساتذة آخرين مثل شعلان (عازف الترمبيت) وحسني ابراهيم، ومصطفى كامل•• اضافة الى كل اولئك الاستاذ عبد الحميد يوسف
اتساع دائرة الاستماع والتأثر
ولم يكن عثمان حسين يقف عند خليل فرح وكرومة، وسرور وأحمد المصطفى، وحسن عطية، بل جذبته الحان محمد عبد الوهاب عبر الاستماع لها من الراديو والسينما، فعشق الافلام المصرية التي كانت تحتشد بالاغنيات مثل (يوم سعيد ـ الوردة البيضاء ـ غزل البنات) وعقد استماعا خاصا لاغنية عاشق الروح التي يعتبرها من اجمل ما لحن محمد عبد الوهاب، إضافة الى النهر الخالد (مسافر زاده الخيال ـ السحر والعطر والجمال)•
ثم بلغ في إجادة العود ما أهله ليعزف لعبد الحميد يوسف، والتغني في حفلات الحي مع مراعاة ان يكون الامر بعيدا عن معرفة والده
كيف دخل الاذاعة السودانية وفتح الطريق اليها؟
كان طه حسين شقيق عثمان يعمل في مطبعة ماركوديل (صفيف) ومجلة الاذاعة السودانية (هنا ام درمان) تطبع في هذه المطبعة• وذات يوم جاء الاستاذ متولي عيد مدير الاذعة لاستلام عدد من اعداد (هنا ام درمان) فسأل طه عن معرفته ببعض الاصوات التي يراها قادرة على التغني في الاذاعة، فلم يتوان في تقديم شقيقه عثمان الذي وافق بتحفظ•• ويسانده طه مشجعاً ليدفعه لدخول ردهات الاذاعة، وليس في رصيده غير اغنية (اذكريني يا حمامة) واجادة قليلة للعود، ومعرفة جزء من النوتة الموسيقية
(اذكريني يا حمامة) ولجنة الاستماع
في إحدى نهارات عام 74 ـ 8491م دخل عثمان حسين الاذاعة ليعرض صوته على لجنة الاستماع المكونة من فوراوي، وسعد الدين فوزي، متولي عيد، حلمي ابراهيم، ابو عاقلة يوسف، ومحمد عبد الرحمن الخانجي، ليستمعوا الى اذكريني يا حمامة•• وظن بعدها عثمان حسين انه اخفق وساورته الشكوك، الا ان متولي عيد، وفوراوي اشادا به بصورة شخصية منحته الشجاعة على تكرار التجربة، ولكن هذه المرة بقصيدة ملحنة من عنده للشاعر محمد بشير عتيق (حارم وصلي مالك.. يا المفرد كمالك) كأولى الالحان في مشواره الفني العريض.
قوبلت اغنياته الاولى بالتردد، لكن ذلك لم يثنه عن المضي قدما في طريق الالحان، فهو موهوب، ومتى ما اقتنع بلحنه مضى غير عابيء الا من مشورة بعض الموسيقيين، وبعض الاضافات، وكانت هذه المشورة تمثل له المرآة للاطلاع على تجاوز أية سلبيات من قبل عبد الله عربي ـ عبد الفتاح الله جابو ـ رابح حسن ـ بابكر المحامي ـ حسن خواض ـ حسن بابكر ـ حمزة سعيد ـ موسى ابراهيم (عازف البيكلو) ـ ابراهيم عبد الوهاب ـ خميس مقدم•
اللقاء الاول ـ الفراش الحائر
أصبح عثمان حسين يهتم بالنقاش والنقد، ولا يرفض وجهات النظر المختلفة•• ثم عاد طه حسين شقيقه ليقدم له قصيدة قرشي محمد حسن (اللقاء الأول) الأول) التي نشرها في مجلة (هنا امدرما)
وكتب عليها (للتلحين)
يا حبيبي أقبل الليل علينا
وضفاف النيل قد أصغت الينا
وحباب الكأس يخبو في يدينا
وارتشفناها تباعا فارتوينا
يا حبيبي قلت لي في اللقاء الأول
بين همس السنبل وخرير الجدول
في المساء المقبل سوف تلقاني
ولكن ما التقينا
ولفتت نظر المستمعين لها مقدمتها التي جاءت بالعود، فقد كانوا من الطبقة المستنيرة، اذ تزود الاغنية لغتها الفصحى.. ولدى عثمان حسين مثقفون يأتون الى دكانه خاصة طلاب جامعة الخرطوم الذين منهم علي المك، ود• احمد ابو الفتوح، ود• مشعال ود• عبد الحليم محمد، وتم تعارف الشاعر والفنان، مما دفع الشاعر قرشي لتقديم قصيدتين هما (الفراش الحائر) و(خمرة العشاق )
خمرة العشاق التي تقول مقاطعها :
عندما تهفو الازاهر في الربى
والنسيم الحلو يهفو رطبا
والندامى يسكبون العنبا
يرشفون الكأس حبباً حببا
الفراش الحائر لم تستغرق كثيرا في اللحن، فدخل بها عثمان حسين الاذاعة على وجه السرعة، وشاركه في عزفها هاشم عبد الكريم، علاء الدين حمزة. ومن المصادفات الطريفة ان يقوم متولي عيد مدير الاذاعة مقام المايسترو للفرقة الموسيقية
من الدرجة الرابعة الى الاولى مباشرة
بدأ الاسم يلمع، ويزداد ظهوراً، كيف لا وعثمان حسين تزداد اغنياته شيوعا وانتشارا، وكان تصنيفه حسب الاذاعة السودانية فنانا من الدرجة الرابعة، وبعد تغنيه بالفراش الحائر، واللقاء الاول رفِّع الى الدرجة الاولى مباشرة، متجاوزا مرحلتين في التصنيف، فكان دافعاً له للمزيد من التجويد والعطاء الراقي .. ومن ثم تكونت مجموعات الاستماع له، فقد كان الفنانون الكبار تكون لهم مثل هذه المجموعات، ومجموعة الاستماع لعثمان حسين الاولى تكونت من صلاح احمد محمد صالح، وابو عاقلة يوسف، والممثل خالد العجباني، والاخرى في وادي سيدنا المدرسة بقيادة حسين بازرعة، والسر دوليب، والسر آدم سابل، وعبد الرحمن سوار الدهب•• ولم يقف سيل الخطابات التي تترى من المعجبين داخل وخارج السودان، ولكن مشكلة الوالد لا زالت تؤرقه
وأخيراً وافق الوالد على أن يبقى ابنه فناناً
مشكلة الوالد حسين انه لم يرض لابنه ان يكون فناناً فذاك زمان كان يطلق الناس فيه على الفنانين (الصياع)•• والرجل المتدين لا يرضى ان يكون ابنه كذلك•• وجاءت هذه المرة اللهجة المستنكرة من عبد الحفيظ حسن كرار خال عثمان حسين المقيم ببورتسودان، فوصل الامر الى الوالد•• لكن طه حسين لازال خلف شقيقه يراهن على بلوغه آفاق بعيدة، فبرر للوالد ان المسألة لا تعدو هواية لا تؤثر على عمل عثمان•• وتستمر الايام ليستمع الحاج حسين الى اغنية (كيف لا أعشق جمالك) للتنقاري فطرب، واشجاه صوت ابنه فأعطاه الضوء الاخضر في موقف الفخر والافتخار•• الوالد يضم ابنه اليه، وهو بالمقابل يقبل رأس والده اعزازا وشكرا، ليسافر عثمان الى بورتسودان ويقدم (محراب النيل) قصيدة التجاني يوسف بشير، وسط الحضور الكثيف الذي يصفق مع كل مقطع، فاقتنع خاله هو الآخر، وبكى فرحاً بابن اخته
جموع الشعراء تترى نحوه
بدأت جموع الشعراء المبدعين تترى على عثمان حسين الذي التقى بحسين بازرعة لاول مرة في (القبلة السكرى) ولم يكن لقاء شاعر بفنان، وانما امتدت العلاقة لتخلق صداقة ممتدة يأتي فيها بازرعة من (الداخلية) ليقضي يوم الخميس، وبعضا من لياليه مع صديقه•• واجتمع الاثنان في احساس مشترك صادف هوى في نفس الفنان، فذاك شاعر لازمته عثرات العشق، فاهاجت شاعريته عاطفة متفتقة، فافرط في الحزن المعبر، وعثمان حسين يُلبس القوافي ثوبا انيقا من الالحان الشفيفة
ثم يجيء السر دوليب متزامنا مع بازرعة، ليغني له عثمان حسين (ما بصدقكم) ـ (ريدتنا ومحبتنا) ـ (قلبي فاكرك) ـ (داوم على حبي) ليجد فيها عثمان لونية جديدة كان يبحث عنها سواء نص، او الحان، بحثا عن جديد لم يطرق من قبل في النصوص، والحزن الماثل حزن مستحب يوحي بصدق التعبير.. ومن ثم عوض احمد خليفة (عشرة الأيام ))
ليه فجأة دون أسباب
من غير عتاب او لوم
اخترت غيري صحاب
وصبحت قاسي ظلوم
هان عليك فراقي خلاص
وانا برضي حولك احوم
كان عهدي بيك ترعاني
واجمل صلاتنا تدوم
غاية المحبة سلام
ويسيطر عثمان حسين بموهبته على جل الالحان، ما عدا اغنية واحدة لحنها عبد اللطيف خضر
محراب النيل كادت تعصف به
بدأ عثمان حسين ارتياد الندوات الادبية بام درمان، وفي احدى الجلسات التي دار النقاش فيها حول ديوان (اشراقة) للشاعر التجاني يوسف بشير، قدمت اليه قصيدة (محراب النيل) ولم يكن امامه غير التقاط قفاز الرهان من قبل المثقفين، وتفاجأ بخبر قصي في صحيفة (الايام) يبشر المعجبين بتغني عثمان حسين بالقصيدة، فاضطر لتلحينها، وكان صعبا على المستمعين ان يستوعبوها، لكنه هوجم هجوما ضاريا من بعض النقاد، خاصة من الاستاذ خالد ابو الروس في كل اعماله الفنية، فيما اشاد به عدد آخر في مقدمتهم الاستاذ حسن نجيلة، الذي شجعه على المضي في تقديمها بجانب علي المك الذي عرض عليه تقديمها بجامعة الخرطوم، فاصطحب الاوركسترا، وغناها في أمسية قدمها علي شمو، فأعطته الثقة، وشهادة من علي شمو: (بأن التصفيق الذي وجدته في تقديمك للاغنية لم يقابل به أي سياسي في البلد) وآزره عبد الله حامد الامين، لكنه دخل في معترك آخر مع والد الاستاذ الراحل التجاني يوسف بشير الذي طالب بالحق في القصيدة، وتم ايقافها بقرار لوزير الثقافة حينها الوزير عبد الله ابو سن، وبعد مفاوضات ووساطات قادها ابو عاقلة يوسف مع العم يوسف بشير اطلق سراح الاغنية
المزيد من شعراء الأغنية الشفيفة
ذكرنا أن الشعراء لم يتوقفوا عن التعامل مع عثمان حسين، بل بدأت جموعهم تتدافع في التعاون معه من اجل صياغة تجربة فنية شعرية مشتركة قد يكتب لها النجاح، طالما ان الفنان عثمان حسين فنان موهوب بدأت انواره في التألق، فجاء عبر مسيرة عثمان حسين الشاعر علي محمود التنقاري في (كيف لا أعشق جمالك) وقد جمعتهم صداقة متسعة الى جانب اسماعيل خورشيد وميرغني البكري (الناقد)• وجاء التنقاري بقصيدة اخرى لم يكتب لعثمان حسين تسجيلها في الاذاعة والاغنية هي: (أنا بعشق ام درمان)
انا بعشق امدرمان
حب الوطن ايمان
واعظم رسالة
لا شك هي ام درمان
فيها الحياة ألوان
يا أدب رفيع مزدان
ترى في عيونا جنان
تلهيك عن لبنان
أفياء ظلالا
وكان عبد المنعم عبد الحي صاحب (فارق لا تلم) التي تغنى بها احمد المصطفى، فقدم لعثمان حسين (ناس لالا) و(أوراق الخريف))
يا ليالي المصيف
قولي لي خلنا
اوراق الخريف ثارت حولنا
يا ليالي الرجاء عودي علنا
ان لاح الضياء يبدو ظلنا
وفي عرض السماء
في دنيا المنى
بس انت وأنا
قصيدة (ندامى الراح)
يا ندامى الراح
املأوا الاقداح
وارفعوا الكأسات
نخب طيف لاح
وعدد من الاغنيات الجميلات•• اما حسين عثمان منصور فغنى له (وحياة عيون الصيد) والزين عباس عمارة (اوعديني بكلمة منك) و(الوتر المشدود)،
كما لا ننسى محمد يوسف موسى في (الدرب الاخضر) و(تسابيح) وآخر الاغنيات التي سجلها عثمان حسين للشاعر محمد يوسف موسى، حوالى عام 19- 2991م كانت
أغريتني بالحب والهنا
ومشيتني في درب المنى
وآخر المطاف كان يا جميل
وحشة وضياع
حسرة وضنى
ولعل عثمان حسين كتاب ضخم، صفحاته متعددة، يتصفح فيها القاريء والمُطالع رحلة مجد كبير بناه بتضحية وصقل موهبة، وصبر وجلد على شق هذا الطريق الذي لا يسير فيه الا أصحاب التضحيات العظام
عثمان حسين أقول عنه دائماً إنه آخر الفنانين المحترمين الذين عرفوا كيف تكون رسالة الفن أمانةً يعجز عن حملها الكثيرون


[align=center]شجن [/align]
[align=center]

[rams]http://www.sudanyat.org/upload/uploads/shaganosmanhoseen.WMA[/rams][/align]



طارق الحسن محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-07-2010, 04:14 PM   #[69]
الجيلى أحمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الجيلى أحمد
 
افتراضي

ياسلام ياطارق,
بوست متعة والله,

هذا من البوستات الهامة

شكرآ
ياطارق على المجهود



التوقيع: How long shall they kill our prophets
While we stand aside and look
Some say it's just a part of it
We've got to fulfill de book
Won't you help to sing,
These songs of freedom
'Cause all I ever had
Redemption songs
الجيلى أحمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-07-2010, 04:56 PM   #[70]
طارق الحسن محمد
Banned
الصورة الرمزية طارق الحسن محمد
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجيلى أحمد مشاهدة المشاركة
ياسلام ياطارق,
بوست متعة والله,

هذا من البوستات الهامة

شكرآ
ياطارق على المجهود

يا بوكش
تحايا غاطرة
اجدع معانا . .
مع كم لايحصى من
اسماء ساهمت
فى تشكيل وعينا وهويتنا
لايمكن لكائن من كان ان يعددهم
ويحصيهم
دعك من سرد جزء يسير من
سيرتهم
ولكن .. هى محاولة اقل من متواضعة
لسبر تلك السير
ومرة اخرى
اجدع معانا
مودتى



طارق الحسن محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-07-2010, 03:11 AM   #[71]
طارق الحسن محمد
Banned
الصورة الرمزية طارق الحسن محمد
 
افتراضي

[gdwl][/gdwl]




[align=center]محمد أحمد عوض.. ملك الأغنية الشعبية[/align]

محمد أحمد عوض أو ملك الأغنية الشعبية كما يحلو للبعض تسميته بذلك عرفه الناس في بداية الستينات وهو الذي ادخل تعريف «الأغنية الشعبية» وكان من ضمن أربعة مطربين أقاموا اتحاد فن الغناء الشعبي.
أجمل روائعه : رغم بعدي برسل سلامي ويا حبيبي وين إنت وملكة الطرحة غيّرت بالتّوب وأبوي يا يابا وغيرها.
عندما قدم فناننا اول أغنية له وهي أغنية توبة يا أحباب الى الإذاعة مطلع الستينات من القرن الماضي قال له مشرفي التسجيل ماذا تسمي هذه اللونية من الغناء؟ فردّ فناننا قائلاً: اسميها لوناً شعبياً.. ومنذ ذلك اليوم صارت أغانيه وأغاني زملائه أمثال عوض الكريم عبد الله، محمود علي الحاج وبادي محمد الطيب، يطلق عليها مجازاً أغنيات شعبية. والأغنية الشعبية هي الأغنية مجهولة المؤلف والملحن وقد تطرأ عليها اضافات في كلماتها على مر الدهور، ويسمى الفنان شعبى ربما لطبيعة الزي البلدي الذي يلبسه أو طبيعة الآلات الشعبية من رق وطبل وبنقز سبباً في التسمية..
الفنان الراحل محمد أحمد عوض ولد ونشأ وترعرع في مدينة أم درمان، قرأ الخلوة والتعليم الأولي -انذاك- وحينما أصبح صبياً بدأت موهبته وولعه بالغناء وبالذات أغنيات الحقيبة وأغنيات التراث، رحل هو وأسرته الى مدينة حي العرب بأم درمان وهناك اتصل فنياً بالشاعر الملحن الراحل عبدالرحمن الريح الذي أمده بأشعاره الأولى. يتميز محمد أحمد عوض بأن صوته من الأصوات القوية والنادرة والمعبرة وله مساحات تطريبية كبيرة قلما نجدها عند أي فنان شعبي. تعاون مع الشعراء عبدالرحمن الريح وسيف الدين الدسوقي، وأحمد باشري ، ماضي خضر، حسن الزبير، عبد الله السماني، عمر الشيخ، وغيرهم. وفي بداية حياته الفنية أهداه عبد الكريم الكابلي أغنية عشمتيني في حبك ليه؟ وهي من كلماته والحانه وأهداه الكاتب والممثل الفكاهي الفاضل سعيد أغنية أبويا يا يابا ما تقول ليه لا.. كل أغنيات محمد أحمد عوض من الحانه ما عدا القليل جداً منها اذ انها من ألحان عبدالرحمن الريح والملحن احمد المبارك. من أغنياته توبة يا أحباب، رغم البعد، ليلك مدة جافوني الاحباب، عشان ألقاك، عندي كلمة، الصوت النادر، سبب الخصام، القلم، يا راحل بدون انذار، كما غنى من كلماته هو مثل أغنية إخواني الجميع. غنى محمد احمد عوض أغنيات وطنية مثل أغنية القلم وأغنيته مبروك يا شعبي، والف تحية، ويعد من الفنانين القليلين الذين غنوا للمعلمة
تأسس دار الغناء الشعبي الذي كان يتبع له فناننا هذا عام 1964 وكان يضم المطربين بالإضافة إلى فناننا عوض الكريم عبد الله، بادي محمد الطيب اللذين مالا إلى ترديد أغنيات الحقيبة كثيراً، صديق الكحلاوي، حسن الأمين، عوض الجاك وغيرهم وبعد أعوام قليلة انضم اليه المطربون، محمود علي الحاج، عبد الله محمد، تيمان عطبرة، وكمال ترباس الذي صقلت موهبته دار فلاح التي تأسست عام 1968 ثم تحول الى اتحاد دار الغناء الشعبي وحالياً انضم الى اتحاد الفنانين الحديثين هو والطيب مصطفى الشهير بفلاح.. ترأس المطرب الراحل حسن الأمين رئاسة اتحاد فن الغناء الشعبي لعدة دورات كما ترأسها محمد أحمد عوض لعدة دورات كذلك.
غنى محمد أحمد عوض علي ايقاعات التُم تُم، عشرة بلدي، المامبو، الدلوكة وادخل المطرب كمال ترباس ايقاع الكراتش الذي كان مستخدماً في الأغاني الحديثة كما في أغنية «طبيعة الدنيا». واستخدم في مرحلة لاحقة النور الجيلاني ايقاع البايو كما في أغنية يا مسافر جوبا.. لقد احدث النور الجيلاني ومحجوب كبوشية تطويراً في الأغنية الشعبية وكذلك عبدالوهاب الصادق-شفاه الله- الذي يتمتع بصوت قوي ومعبر وذلك بادخالهم للمندلين والجيتار وآلات كهربائية أخرى لهذه اللونية ولكن بدون أسس علمية معروفة لأهل الاختصاص وربما يأتي حين من الدهر تدخل الآلات الوترية كالكمنجات في هذه اللونية كما دخلت في المدائح النبوية.. من فناني دار فلاح، الراحل عبد الله الحاج صاحب أغنية زهرة السوسن وغيرها، كبوشية، النور الجيلاني، عبدالوهاب الصادق الذي لحن له كثيراً علي مكي والفاتح كسلاوي.. من أبرز ملحني وشعراء الأغنيات الشعبية الراحل عوض جبريل، محمود أبو العلا، محمود فلاح. اما الشاعر الراحل الذي توفى في حادثة غرق أحمد ابراهيم فلاح فله اسهامات في كلمات الأغنية الشعبية مثل أغنية يا نجوم الليل وكتب اول أغنية لاحمد المصطفى وهي أغنية عيوني هم السبب كان فناننا محمد أحمد عوض هو الوحيد الذي استخدم آلة الدومبا الجلدية وكان عازفها عبدالعزيز.
الا رحم الله فناننا محمد أحمد عوض بقدر ما قدم للفن الشعبي واثراء الوجدان السوداني.
منقول من صحيفة الانباء المتوقفة عن الصدور


[align=center]ابـــــــــــــــــــوى[/align]
[align=center]


[rams]http://www.sudanyat.org/upload/uploads/aboy.mp3[/rams][/align]



طارق الحسن محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-07-2010, 03:53 AM   #[72]
طارق الحسن محمد
Banned
الصورة الرمزية طارق الحسن محمد
 
افتراضي البروفسور عون الشريف قاسم
















البروفسور عون الشريف قاسم العالم المعروف احد الذين خدموا الاسلام والسودان بجلائل الاعمال وطيبات صنائع الفكر والعلوم وله سيرة حافلة . حيث توفى عصر الخميس 19 ذو الحجة 1426هـ الموافق 19 يناير 2006م الي رحمة مولاه ودفن في مقابر مدينته الحلفاية التي أحبها وأحبته.



ولد في حلفاية الملوك عام 1933م ودرس بمدرسة حلفاية الملوك الأولية ومدرسة الخرطوم بحري الابتدائية ومدرسة وادي سيدنا الثانوية .



نال بكالوريوس الآداب من جامعة الخرطوم عام 1975م و نال الماجستير في الآداب من جامع لندن عام 1960م.



نال الدكتوراه في الفلسفة من جامعة ادنبره عام 1967م.عمل محاضراً بمدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن من عام 1959- 1961م وعمل محاضراً لشعبة اللغة العربية كلية الآداب جامعة الخرطوم من عام 1961 وحتى 1964م وعمل محاضرا أول بجامعة الخرطوم 1969 ، عمل مدير قسم الترجمة من 1969 وحتى عام 1970م و عين وزيراً للأوقاف والشئون الدينية عام 1973م.



راس الفقيد المجلس الأعلى للشئون الدينية عام 1980م وعمل أستاذ الأدب العربي بجامعة الخرطوم عام 1982م عمل الفقيد رئيسا لتحرير مجلة الدراسات السودانية 1968-1982م



رئيس مجلس جامعة ام درمان الإسلامية 1976-1982م وراس مجلس إدارة دار الصحافة للطباعة والنشر 1977-1982م كما عمل رئيسا لتحرير مجلة الوادي (عن دار الصحافة وروزاليوسف) 1979م-1982م



منح وسام العلم والآداب والفنون عام 1979م وعمل مدير معهد الخرطوم الدولي للغة العربية عام 1988م كما عمل رئيسا لمجلس جامعة الخرطوم 1990-1994م.



و منحته جمهورية مصر العربية وسام العلم من الدرجة الأولى 1993م كما عملمدير جامعة أم درمان الأهلية 1996م.



كان للفقيد اسهامات مقدرة بكتب عديدة في الجانب الأدبي والديني نذكر منها:-



-خواطر إسلامية صدر عام 1978م



-الدين في حياتنا 1975م



-التراث الروحي والبعث القومي 1976م



-دبلوماسية محمد –دراسة لنشأة الدولة الإسلامية في ضوء رسائل النبي صلى الله عليه وسلم



ومعاهداته عام 1971م.



-شعر البصرة في العهد الأموي - دراسة في السياسة والاجتماع عام 1972م



-العامية في السودان (نسختان(



-حلفاية الملوك التاريخ والبشر عام 1988م



-في الثورة الحضارية عام 1977م



-في صحبة القرآن عام 1979م



-في معركة التراث عام 1972م



-قاموس اللهجة العامية في السودان الطبعة الأولى عام1972



-قاموس اللهجة العامية في السودان الطبعة الثانية عام 1977م



-المرتكزات الفكرية لبعث رسالة المسجد عام 1975م



-من قضايا البعث الحضاري 1971م



-موسوعة الثقافة الإسلامية عام 1975م



-كتب المطالعة في المدارس الأولية في السودان – نقد وتحليل عام 1969م



-لمحات من مقاييس النقد الشعري نظرات في كتاب الله عام 1979



-موسوعة القبائل والأنساب في السودان تتكون هذه الموسوعة من ستة أجزاء.







البروفسور عون الشريف قاسم




صديق البادي



في عام 1944م أقيم احتفال كبير في بخت الرضا بمناسبة مرور عشرة أعوام على قيام المعهد العتيد الذي أسس في عام 1934م، وحضر ذاك الحفل المشهود خريجو المعهد من معلمي المدارس الأولية كافة، الذين كانوا كالشموع المضيئة في قرى وأصقاع السودان المختلفة متنادين من شتى الأنحاء، وأم الحفل سكان الدويم ومواطنوا النيل الأبيض، وكان يتقدم الحاضرين جميعاً مستر قريفث، عميد المعهد، ونائبه معلم الأجيال الأستاذ عبد الرحمن علي طه، واعتلى المنصة الأستاذ ادريس جماع، المعلم وقتئذ بالمدارس الأولية وهو من خريجي المعهد، وألقى قصيدته الشهيرة التي حفرت على جدار الزمان المديد وظل الجيل بعد الجيل يرويها، وقد قاطع أبياتها الطلبة والخريجون والحاضرون كافة بالتصفيق الداوي وسارت بذكر القصيدة الركبان، وذاع صيت العبقري جماع الذي سافر بعد سنوات لمصر والتحق بدار العلوم بجامعة الملك فؤاد بالقاهرة. وكانت كل المدارس الأولية تطمح في ان يعمل فيها جماع الذي ظفرت به مدرسة حلفاية الملوك الأولية، حيث مسقط رأسه. والتقى في رحاب تلك المدرسة في عام 1944م نابغان هما ادريس جماع، المعلم بالمدرسة، وعون الشريف قاسم، التلميذ بالصف الرابع، وكان جماع معجبا بقريبه وتلميذه النابغة عون الشريف، الذي تفتحت مواهبه وملكاته منذ طفولته الباكرة ودراسته بالمرحلة الأولية، ولا غرو في ذلك فقد نشأ في بيت علم ودين وشرف؛ فوالده الشريف قاسم عرف بالورع والعلم والفقه، وقريبه الآخر هو الشاعر الناقد المعروف الأستاذ محمد محمد علي.



ارتبط بروفيسور عون بحلفاية الملوك ارتباطاً وثيقاً وأحبها حباً عميقاً لدرجة العشق والهيام، كحب قيس وليلى وحب جميل وبثينة وحب تاجوج والمحلق وحب عنترة وعبلة وحب الراحل العظيم محمد ابراهيم ابو سليم ودار الوثائق القومية وحب عون الشريف وحلفاية الملوك. وقد ارتبطت الحلفاية دائماً في اذهاننا بالككر والطاقية ام قرينات ومملكة العبدلاب والفقيه محمد النور ود ضيف الله، صاحب (الطبقات)، واربتطت الحلفاية في اذهاننا بالأصالة السودانية والإرث والتاريخ النضر والذكرى العطرة والحاضر المجيد.



درس بروفيسور عون الشريف بحلفاية الملوك الأولية، وبعد اتمامه للمرحلة الوسطى التحق بمدرسة وادي سيدنا الثانوية، وعرف طوال سنوات دراسته بالنبوغ والتفوق وحصل على شهادة كيمبريدج بامتياز في المواد العلمية والأدبية، وكانت شهادته تؤهله لدخول كلية الطب بجامعة الخرطوم، كما يحكي.. وفي اليوم المخصص للكشف الطبي للذين قبلوا حضر من الحلفاية وتأخر البص في الطريق واضطر ليجري مسافة طويلة، وعندما دخل للكشف الطبي كانت ضربات قلبه شديدة بسبب الإجهاد والجري ولم يجتز المعاينة، ورفض ان ينتظر عاماً كاملا ليقدم مرة اخرى ويجتاز الكشف الطبي، وآثر التحول الى كلية الآداب..



وسيرة عون العطرة كتاب مفتوح للجميع، فقد أكمل دراسته الجامعية بتفوق في عام 1957م وقبل معيداً بكلية الآداب، ودرس وأعد الماجستير في جامعة لندن، ودرس وأعد الدكتوراة في جامعة إدنبرة ببريطانيا، وعمل محاضراً لمدة عام بجامعة لندن، وعمل بعد ذلك محاضراً بجامعة الخرطوم، ثم اختير اول وزير للشؤون الدينية والأوقاف، وأمضى في موقعه هذا زهاء عقد كامل من الزمان أبلى فيه بلاءً حسناً، ثم عاد للعمل بجامعة الخرطوم (بروفيسورا)، وأخير بعد ذلك مديراً لمعهد اللغة العربية للناطقين بغيرها، التابع لجامعة الدول العربية، وظل بعد دورته الإدارية خبيراً وأستاذاً بالمعهد، وعهد اليه بإدارة جامعة ام درمان الأهلية لفترة انتقالية قصيرة، وتقلد مواقع كثيرة منها على سبيل المثال انه كان رئيسا لمجلس ادارة دار الصحافة للطباعة والنشر، ورئيسا لمجلس ادارة جامعة الخرطوم. وعندما كان يعمل بجامعة الخرطوم في مرحلته الأولى كان يتولى رئاسة تحرير مجلة (الدراسات السودانية)، وكان رئيسا لاتحاد أدباء السودان. وحضر اثناء حياته العامرة بالعطاء مؤتمرات محلية وإقليمية ودولية لا حصر لها قدم فيها اوارق عمل علمية ناضجة.



ومسيرة بروفيسور عون الشريف تحتاج لكتاب كامل، ولكني اكتفي بالوقوف عند ثلاث محطات.. عند عودة بروفيسور عون من بريطانيا وحصوله على الدكتوراة كان يعمل ويحاضر بجامعة الخرطوم ويتعاون مع غيرها من الجامعات، ولم يعتبر ان شهادة الدكتوراة الرفيعة والسامية القدر هي نهاية المطاف وسدرة المنتهى في مسيرته العلمية، بل اعتبر ان مسيرته الحقيقية في طلب العلم قد بدأت بعد ذلك وأن رسالته وأطروحته العلمية هي نقطة الانطلاق والبداية للقراءة المتصلة وسهر الليالي والاطلاع المستمر والبحث والتنقيب والكتابة والتأليف، ولذلك كنت التقيه دائما في المكتبات ومعارض الكتب وهو يشتري عدداً وافراً من الكتب ويضعها في أكياس ويحملها بيديه. وكان منفتحاً على المجتمع ويكثر من إلقاء المحاضرات في المنتديات العامة، أي انه كان يقدم علمه لطلبته في الدراسات العليا ولطلبته في الجامعات ولقواعد الشعب السوداني بمختلف مستوياتها. وكان إسلامياً في سلوكه وتعامله ومنهجه، ولكنه كان مستقلا ويعبر بحرية عن آرائه. وفي أوائل عهد مايو توجس الكثيرون من وجود ارهاب فكري وكسر البعض حاجز الخوف وكتب الصحفي الراحل الأستاذ بشير محمد سعيد مقاله الشهير بعنوان (نعم نحن ثورة مضادة.. ولكن ضد الشيوعيين).. وكتب البروفيسور علي شمو مقالاً ضد الإرهاب الفكري وضد رفع شعار التطهير لتصفية الحسابات، وكان الأستاذ شمو قد ابعد من موقعه مديرا للتلفزيون لاتهام بعض الشيوعيين له بأنه كان وثيق الصلة بالرئيس إسماعيل الأزهري وبالشريف حسين الهندي، وفي محاولة لتهميشه عين مساعداً لوكيل الوزارة بلا سلطات تذكر. اما البروفيسور عون الشريف قاسم فقد دخل، او بالأحرى، اشتبك في مساجلات قلمية مع بعض الشيوعيين وكتب عدة مقالات بجريدة (الصحافة) عن ضرورة ارساء دعائم الوحدة الوطنية والقضاء على الهيمنة الأحادية والوصاية الفكرية. وأخذ بعد ذلك يكتب مقالاً اسبوعياً راتبا بجريدة (الأيام) عن الفكر الإسلامي وهوية الأمة، وكان يعنى بأمهات المسائل والقضايا الإستراتيجية. وذكر الأستاذ الفاتح التجاني، رحمه الله، ان بروفيسور عون رفض بإباء وشمم ان يتقاضى اجراً، وذكر ان راتبه الذي يتقاضاه يكفيه وأن مساهماته خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى وللوطن، وفيها رد لدَين الشعب عليه.



وفي النصف الأول من سبعينيات القرن العشرين المنصرم تم تعيين دكتور عون الشريف قاسم وزيراً للشؤون الدينية والأوقاف، وقد آن الآوان ان تكتب القصة الكاملة لمايو بكل حياد وأمانة وتجرد، فهي تجربة سودانية وإنسانية اضحت ملكيتها عامة وفيها دروس وعبر كثيرة (ويجب تقليب صفحاتها بكل ايجابياتها وسلبياتها وبياضها وسوادها واحمرارها).. وقد ادى بروفيسور عون دوراً كبيراً مشرفاً وترك بصمات وصفحات بيضاء وإنجازات باهرة. وإذا عاد معاصرو تلك المرحلة بذاكراتهم ثلاثين عاما للوراء، او رجع شباب اليوم ممن لم يعاصروا تلك الفترة للوثائق والأضابير واستعانوا بمن هم اكبر منهم في تقصي الحقائق والوقوف على المعلومات لأدركوا ان عدد المساجد كان قليلاً في السودان، وعلى قلتها كان التركيز فيها على صلاة الجمعة فقط، اما في بقية الصلوات فكانت اعداد الذين يصلونها في المساجد ضئيلة. وفي ذلك الوقت لم يكن جل النساء؛ صغارهن وكبارهن، يؤدين الصلاة ولكنهن كن يصمن فقط، وتختلف دوافعهن فمنهن من يفعلن ذلك أداءً للفريضة ولأن الصوم من أركان الإسلام الخمسة، ومنهن من لا يصلين ولكنهن يصمن لأن الإفطار بلا عذر في رمضان عيب في العرف الاجتماعي في نظرهن. اما اذا وقفنا عند التاريخ الاجتماعي والبنية التحتية للمجتمع السوداني، فيكفينا على سبيل المثال كتاب (الأنداية) لمؤلفه شيخ الأدب الشعبي استاذنا الطيب محمد الطيب (شفاه الله وعافاه وأطال عمره)، أو نقف على ما ورد عن الخمور في السودان بعدة أعداد من مجلة (التضامن) لصاحبها ورئيس تحريرها الأستاذ فؤاد مطر في الثمانينات من القرن الماضي، اضف لذلك كثيراً من الحقائق والمعلومات الموثقة. والمؤسف ان المجالس الريفية والمجالس البلدية كانت ايراداتها تتضمن بنداً عن امدادات الأنادي والبارات.. اما الرذيلة فكانت لها بيوت مرخصة ترخيصا رسميا، وهناك الدعارة المعلنة والسرية بالإضافة للقمار وكان يقال عن يوم الخميس (صفقة ورقيص)، وعندما تولى دكتور عون الوزارة كان يدرك كل هذه الحقائق مع ادراكه للتباين الإثني وتعدد الديانات، فكان يدرك ان للمسلمين أغلبية مع وجود مسيحيين ولا دينيين وغيرهم. وبحكم ان بروفيسور عون مربي في المقام الأول ويتمتع ببصيرة نافذة ولم يكن في يوم من الأيام سياسياً ديماجوجياً مهرجاً وليست له اجندة ذاتية او حزبية وبحكم انه مزج في ثقافته بين التراث والمعاصرة وتمتع بثقافة موسوعية فقد كان يتمثل بقول أحمد شوقي في همزيته التي مدح فيها حبيبنا وشفيعنا خير البشر اجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (داويت متئداً وداووا طفرة وأخف من بعض الدواء الداء(.



وكان دكتور عون يؤمن بالإصلاح التربوي للمجتمع، وبالعمل الهادئ والإنجاز الصامت بلا ضجة وصخب اعلامي.. لكن بعض الذين لم يكونوا يؤمنون بحقوق الآخرين الدينية سخروا منه وسموه وزير الديانتين؛ اي الدين الإسلامي والدين المسيحي.. ووضع بروفيسور عون خطة واضحة وأخذ تفويضا كاملا من الرئيس الأسبق جعفر نميري، وكان الاحترام بينهما متبادلاً وكانت ثمرة ذاك الجهد تشجيع بناء المساجد على اوسع نطاق والاهتمام بهندستها وشكلها الجمالي مع الاهتمام بالجانب الدعوي التربوي. وأخذت المساجد تمتليء بالمصلين حتى اكتظت، واهتم بروفيسور عون بالمؤذنين وأئمة المساجد بإقامة دورات دراسية وتدريبية لهم، وحدثت ثورة حقيقية وسط المرأة السودانية المسلمة وصحوة دينية وسط النساء بمختلف اعمارهن. واتبع دكتور عون سياسة الخطوة خطوة بترشيد المجتمع وتزكيته بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. ولاعتدال بروفسير عون ووسطيته استطاع ان يحفظ التوازن بين كافة المشارب والمدارس والطوائف والفئات الإسلامية المختلفة. كمالاأبدى اهتماماً فائقاً بخلاوي تعليم القرآن الكريم وكافة البقع المباركة، وكانت توزع ملايين المصاحف وأقيم مهرجان سنوي للقرآن الكريم مع زيادة الاهتمام بالتعليم الديني، وقد أعيد قيام معهد ام درمان العلمي العالي الذي تطور الآن لجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، واهتم بتسهيل اجراءات الحج والعمرة، فكثر عدد الحجاج والمعتمرين.. واهتم كذلك بشعيرة الزكاة وساهم في وضع التصور لقيام ديوان الزكاة قبل اعفائه من موقعه الوزاري.



وبروفيسور عون انسان منكسر لله سبحانه وتعالى، وهو بعيد كل البعد ومعافى من أمراض الذاتية النرجسية لذلك لم ينسب اي انجاز لنفسه، بل كان ينسبه للجماعة ويكثر من قول (نحن) ولا يقول (انا فعلت كذا وكيت). وقد اختلف مع الرئيس الأسبق نميري وأعفى من موقعه الوزاري واتجه للعمل الأكاديمي والإنتاج الفكري الذي لم ينقطع طيلة توليه للوزارة، ولم يقطع صلته بالآخرين ولم ينفصم عن المسيرة من منطلق اخلاقي رغم اختلافه معهم في بعض القضايا.. وبعد انطواء صفحة ذاك النظام ظل وفيا لزملائه القدامى وظل حبل الود ممتداً بنيه وبين الرئيس الأسبق النميري وفاء للود القديم واحتراماً للتفويض الذي وجده لتنفيذ برنامجه، وكان هو من الداعمين لبرنامج القيادة الرشيدة. وطيلة سنوات الإنقاذ ظل بروفيسور عون يؤدي بكل همة واقتدار ونفس طيبة اي مهمة توكل اليه من خلال عمله في اللجان المختصة وهدفه خدمة الدين والوطن، ولم يكن يهمه وضعه البروتوكولي يمكن ان يجلس في آخر الصفوف.
ان الهرج والمرج واختلاط الحابل بالنابل والانفلات الحادث الآن في الشارع يحتاج للمنهج التربوي الذي حل محله التهريج والجعجعة الفارغة التي لن تصمد امام العولمة الثقافية ما لم يحدث اصلاح وإعادة تقييم للمسيرة. إن دكتور عون بحكم انه كان وزيرا للشؤون الدينية والأوقاف كان عضواً بمجلس الوزراء وهذه العضوية كانت تتيح له ابداء آرائه في كافة القضايا التي تطرح في المجلس، ويشهد كل الموظفين العاملين بالسكرتارية والرصد وكل زملائه الوزراء انه كان اكثرهم شجاعة وجرأة، وكان يجاهد بآرائه بوضوح ومباشرة دون تأخذه في الحق لومة لائم، وكان يتحدث عن قضايا وهموم المواطنين ويدافع عن الشرائح الضعيفة، وقد عرف بأنه واسع الصدر والأفق ولكنه كان يغضب احيانا ويثور في الحق ويعود بعد ذلك لطبيعته السمحة بسرعة لسماحة نفسه وطيبة قلبه.. وحدثني الصديق الصحفي المعروف الأستاذ عبد القادر عباس، صاحب (يوميات سائق تاكسي) وهو ابن خالة بروفيسور عون من الصق المقربين له منذ عهد الطفولة بالحلفايا، ان دكتور عون انسان فاضل ودود شهم كريم، وقد عمل في معهد اللغة العربية للناطقين بغيرها وكان يتقاضى راتباً كبيراً بالعملة الحرة (الدولار) وعمل في مجالات كثيرة وبكد يمينه وعرق جبينه كان يمكن ان يكون بما اكتسبه من مال حلال من اثرى اثرياء السودان، وكان بإمكانه ان يقتني عمارات وعقارات كثيرة ويرتاح ويعيش من ريعها.. ولكن استاذ عبد القادر يشهد بان ابن خالته بروفيسور عون ظل يتصدق وينفق على الفقراء والمساكين والمحتاجين انفاق من لا يخشى الفقر وليس في قلبه مكان لحب المال والدنيا ولسان حاله يردد (انفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب)، ولذلك يمكن ان يحسب في طبقة الفقراء، والعزاء الوحيد انه ربى ابناءه وبناته على خلق ودين وأحسن تربيتهم وتعليمهم.. حفظهم الله.



اما علاقة بروفيسور عون بتلاميذه وطلبته فهي علاقة متميزة وقد تتلمذ عليه اثنان من اشقائي في مرحلة الدراسات العليا بمعهد اللغة العربية للناطقين بغيرها، وظلا هم وبقية اصدقائهم وزملائهم يحيطون استاذهم العالم الفاضل بحب غامر وكان لهم نعم الصديق وقد اتصل بي شقيقي من اندونيسيا فور سماعه بالخبر الأليم وهو في حالة حزن شديد لفقده استاذه وشيخه، وذكر لي انهم ظلوا يتبادلون رسائل العزاء والحزن ويصلون ويتلون القرآن الكريم على روح استاذهم ويبتهلون الى الله سبحانه وتعالى ان ينزل شيخهم وأستاذهم الفردوس الأعلى، وطلب مني تبليغ اسرته الكريمة تعازيهم الحارة.



وبرغم الجهد الخارق الذي بذله بروفيسور عون في المجالات آنفة الذكر مع تواصله الاجتماعي الممتد، الا ان اعطاءه الفكري الثر يحتاج لمقال منفصل فقد قدم انتاجاً وفيراً غزيراً ممتازاً، وقام بجهد فردي خرافي لا يمكن ان تضطلع به الا مؤسسة كاملة.. وأذكر من مؤلفاته على سبيل المثال فقط لا الحصر (معجم العامية في السودان، دبلوماسية محمد، شعراء البصرة في العهد الأموي، الإسلام والثورة الحضارية، الدين في حياتنا، في معركة التراث، صحبة الإسلام والقرآن، نشأة الدولة الإسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم).. اما عمله الضخم (موسوعة القبائل والإنساب في السودان) فهو مجهود خارق قام به فرد واحد (والفرد العزيم يمثل الأغلبية) والأمة السودانية مدينة لهذا العالم الفذ وستخلد اعماله ذكراه، فقد ترك كنوزاً من المعرفة للأجيال القادمة.



وبروفيسور عون انسان فاضل طيب النفس دمث الأخلاق يتمتع بدرجة عالية من الصفاء والنقاء والتواضع الجم، وأعتبر نفسي من تلاميذ تلاميذه، ولكنه ظل يغمرني بمشاعر فياضة من الود والرقة في كل محفل يجمعنا ويلتقي بي هاشا باشا مع ضحكته العميقة الصافية، وظل يخجل تواضعي بكلماته العذبة الرقيقة ويثني على مساهماتي وفي هذا قمة التواضع، لأن مساهماتي لا تساوي الا موجة صغيرة عابرة في بحره الزاخر بالجواهر واللآلي، وقد شرفني بكتابة مقدمة اعتز بها لكتابي (القبائل السودانية والتمازج القومي)، وقد دعاني مرة لزيارته في حلفاية الملوك حيث قضينا ساعات لطيفة من الأنس الجميل وأهداني مشكوراً ثلاثة كتب. وأنا مدين للأهرامات الثلاثة لتقديرهم وتشجيعهم ودفعهم المعنوي لي وهم البروفيسور الراحل المقيم محمد ابراهيم ابو سليم والبروفيسور الراحل المقيم عون الشريف قاسم والبروفيسور يوسف فضل حسن، اطال الله عمره ومتعه بالصحة وموفور العافية.



وليكن في ذلك درس وعبرة للجميع لاستثمار الزمن في العمل النافع والسعي بجد لاستثمار الوقت في القراءة والكتابة والبحث وإعداد وتجويد اكبر عدد ممكن من الدراسات والبحوث وغيرها من الأعمال النافعة. رحم الله العارف بالله العالم العابد الزاهد المتواضع المنكسر لله البرفيسور عون الشريف قاسم وأمطر قبره شآبيب رحمته وأنزله الفردوس الأعلى.



طارق الحسن محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-07-2010, 03:56 AM   #[73]
طارق الحسن محمد
Banned
الصورة الرمزية طارق الحسن محمد
 
افتراضي

[gdwl][/gdwl]



النشأة



ولد مكي الطيب شبيكه بالكاملين في سنه 1905 و درس بالمدرسه الاوليه بها، ثم التحق بكليه غردون التذكاريه بالقسم الاوسط ثم بعد ذلك انتقل للقسم الثانوي، و بينما هو في اول السنه الرابعه يلعب القدر دوره فيمرض بارودي افندي استاذ التاريخ و يتعذر عليه ان يقدم من بلده لبنان الى الخرطوم، و لما لم يكن الوصول الى بديل من الخارج متاحاً في تلك الظروف تقرر تعيين احد طلبه السنه الرابعه، و قد وقع الاختيار على مكي باعتباره اكبر تلاميذ الصف سناً و احسنهم تحصيلاً واعتبر كما لو اكمل المرحله الثانويه وبالفعل عين مدرساً في المجموعه السابعه بمرتب سنوي يبلغ 96 جنيها.



توفي مكي شبيكه بامدرمان في 9 يناير 1980 .







استاذ التاريخ



كان تعيين مكي اعتباراً من 15 يناير 1927 كما يقول ملف خدمته أو 18 يناير فيما قال هو في مقال نشر بجريده الصحافه.



وبعد خمسه اشهر من تعيينه انتقل الى المدارس الوسطى، لان تعيينه في الكليه كان مؤقتاً، فدرس في مدرسه الخرطوم لنصف عام ثم في مدرسه امدرمان لعامين ثم عاد الى مدرسه الخرطوم ليدرس بها نصف عام، ثم نقل الى مدرسه بربر و بقى بها سنه دراسيه كامله حتى 22 اغسطس 1930.



و بينما هو في مدرسه بربر اختير للالتحاق بالجامعه الامريكيه ببيروت، حيث تلقى دروسه بها في الفتره من 1931 – 1935 و نال فيها الشهاده الجامعيه BA .



عاد مكي الى السودان و تسلم عمله اعتباراً من اكتوبر 1935 بمستوى نائب ناظر مدرسه وسطى. وقد التحق على التو بالقسم الاوسط بكليه غردون منتدباً من المعارف في وظيفه (متخصص تاريخ) و بقى على هذه الصفه حتى نهايه 1942.



في اوائل 1943 اصبح محاضرا للتاريخ و التربيه الوطنيه بمدرسه الآداب العليا. وقد اشاد به رئيسه وأصر على ضرورة بقائه بمدرسه الآداب العليا.



في عام 1947 حصل على منحة من المجلس البريطاني لمدة عامين بكليه بدفورد بجامعه لندن، ثم مدت المنحة لفتره حتى يكمل بحثه. وقد عاد من هذه البعثه وهو يحمل شهادة الدكتوراه في فلسفه التاريخ، و هو أول سوداني يحصل على هذه الشهاده في هذه الماده، بل وهو اول سوداني حاز على الدكتوراه على الاطلاق.



عاد مكي الى الكليه وقد بدأت تخطو نحو الكليه الجامعيه. و في يوليو 1951 ترقى الى أستاذ مشارك، وكانت خطوات مكي في الخدمه تسير على خطين. فهو يخطو و يترقى بواقع عمله العلمي بالكليه، و هو في نفس الوقت يتبع الى المعارف. و قد انتهت هذه الازدواجيه في 1952.



و في يوليو 1955 بلغ درجة الاستاذ اي البروفيسر، و هو أول سوداني يبلغ هذه الدرجه. وقد بلغها عن جداره و اقتدار. وفي نفس الوقت صار عميداً لكلية الآداب وهو ايضاً أول سوداني يتولى عمادة كليه في الجامعه.



و في ديسمبر 1959 احيل الى المعاش.



و في اغسطس 1962 عاد الى الجامعه استاذاً مشرفاً على الدراسات العليا وعميداً لكليه الآداب.



و في اغسطس 1969 التحق بجامعة الكويت استاذاً للتاريخ و مشرفاً على الابحاث التاريخية.



و في 1974 عاد الى السودان ومنحته جامعة الخرطوم زمالة الجامعة و وظيفة الاستاذ المتمرس على عهد صنوه في العلم والمكانه الدكتور عبدالله الطيب، و قد انتهت زمالته في الجامعه في سبتمبر 1977.



وقد اوكلت له منظمة اليونسكو الاشراف على مجلد من المجلدات التي ستصدره المنظمه عن تاريخ افريقيا، ويشترك معه في هذا العمل عدد من اساتذه الجامعه، هذا بالاضافه الى بحوثه الخاصه.







مؤرخاً



بدا مكي يتعشق التاريخ منذ فتره مبكره من حياته. وقد روى هو ان أول عهده بالتاريخ كان يوم وجد كتاب نعوم شقير في تاريخ السودان وجغرافيته بمنزل عمه محمد شبيكه بالكاملين. وقد درس التاريخ في المدارس مثلما يفعل اترابه. ثم اصبح مدرساً للتاريخ قبل ان يكمل منهج قسم المدرسين بالكليه وظل يدرس التاريخ حتى ذهب الى بيروت. و هناك درس التاريخ على الاصول الجامعيه الصحيحه وأصبح مؤهلا للبحث المستقل عن كتب المناهج.



و قد التقى في بيروت الاستاذ اسد رستم صاحب (مصطلح التاريخ) والذي كان يبحث في حقبه محمد علي باشا في الشام بين 1830 و 1840 و يرتاد دار الوثائق المصريه ويقف على وثائقها. و قد عرف منه شبيكه وجود هذا الكنز الذي كان يرعاه الملك فؤاد وعرف فرص البحث القائم على الوثائق.



ذهب مكي الى القاهره في مايو 1943 بغرض الوقوف على الوثائق الخاصه بالسودان والاستفاده منها في تدريس التاريخ. ثم كرر مكي ذهابه الى القاهره في عطلاته السنويه وارتاد دار الوثائق المصريه بقصر عابدين و قرأ الوثائق المتعلقه بالعهد التركي في السودان وقام بنقل مجموعه مختاره منها. وفي دار الوثائق المصريه وقف على رساله من غردون عن كتاب (تاريخ ملوك السودان) ثم وجد في دار الكتب المصريه نسخه من هذا الكتاب والذي وقف على نسخ منه في الخرطوم، وهذا دعاه الى الاهتمام به وقد اهتدى الى ان هذا الكتاب هو أساس ما يعرف عن تاريخ مملكه الفونج. لقد نظر مكي في هذا الكتاب وراجع نسخه المختلفه وبين تعاقب كتابه، وهو يورد النص أولاً في 39 صفحه ثم يورد تعليقاته بعد ذلك في 33 صفحه و قد اورد هنا معلومات وبيانات من واقع دراساته ومن واقع الوثائق التي وقف عليها، اما خلاصة التحقيق وما يتصل بالتأليف والنسخ الخطيه وخطر الكتاب نفسه كمصدر للتاريخ وكيف كان اخذ المؤرخين له فقد بينها في مقدمه تبلغ 15 صفحه، و قد طبع الكتاب بمطبعه ماكوركودايل و نشر في 1947، ويبدو من غلاف الكتاب ان المسؤولين بالكليه كانوا يؤملون اصدار مجموعه من المطبوعات فالغلاف يتصدره هذا العنوان - مطبوعات كليه غردون التذكاريه بالخرطوم – و هو إعلان عن مطبوعات قادمه، ثم ياتي بعده انه الكتاب الاول في التاريخ، و كان هذا اول كتاب يطبع لمكي، بل هو أول تحقيق علمي يقوم به سوداني، كما كان اصله، بالتوافق، أول كتاب في التاريخ يخطه سوداني.



وفي عام 1947 حمل مكي مذكراته وذهب الى بربر وهناك وضع كتابه المشهور والهام: السودان في قرن 1819 – 1919. ويقع هذا الكتاب في اربعه اطراف، أما طرفه الاول فيتعلق بالفتره السابقه للفتح المصري، أي بعهد الفونج، والطرف الثاني خاص بالعهد التركي، والطرف الثالث خصص لفتره المهديه، اما الطرف الرابع كان عن العهد الثنائي حتى عام 1919، وفي الفتره من 1947 الى 1949 ذهب مكي الى لندن وانتسب الى جامعه لندن ووضع رسالته للدكتوراه بعنوان (السودان في عهد الثوره المهديه 1881 - 1885)، ثم جاء كتابه (السياسه البريطانيه في السودان1882 - 1902) في 1952 و هو بالانجليزيه. ثم جاء كتاب ( السودان المستقل) بالانجليزيه و الذي نشر في 1959. ثم وضع كتابه (السودان عبر القرون) والذي صدر عن لجنه التأليف والنشر بمصر.



ثم يضع بعد ذلك كتاب (تاريخ شعوب وادي النيل مصر والسودان) و هو مؤلف ضخم يقع في 790 صفحه، وقد صدر عن دار الثقافه ببيروت في مايو 1965.



وقد أصدر أيضاً دراسات متفرعه هي في الواقع محاضرات القاها، منها محاضرة (الخرطوم بين مهدي و غردون) والتي نشرتها لجنه الدراسات الاضافيه بجامعه الخرطوم، وكتاب (مقاومه السودان الحديث للغزو والتسلط) الذي قام بنشره معهد البحوث و الدراسات العربيه بالقاهره، و(مملكه الفونج الاسلاميه) ثم (السودان والثوره المهديه).



ثم وضع كتابه (بريطانيا و ثوره 1919 المصريه) وتولى معهد البحوث والدراسات العربيه نشره، ثم وضع كتاباً عن حادث 4 فبراير 1924 المشهور ولكنه لم يطبع و كتاب العرب والسياسه البريطانيه في الحرب العالميه الاولى اعد للالقاء في معهد البحوث والدراسات.



ثم انه صور عن دار الوثائق البريطانيه الوثائق المتصله بالسودان من سنه 1939 الى سنه 1942.







في العمل الوطني



ان الشهاده الرفيعه التي حصل عليها في جامعه بيروت قد وضعته في مكان مرموق بين الخريجين، وقد اضاف اليه عمله في كليه غردون بريقاً، ثم ان طيب معشره وعدم تحزبه وبعده عن الغلو وحسن تعامله مع الجميع قد اوجد له رصيداً عظيماً من الشعبيه بين الخريجين. و لما بدأ العمل في انشاء مؤتمر الخريجين كان مكي في مقدمه العاملين. وقد اختير عضواً في اللجنه التمهيديه للمؤتمر والتي كونت في 1938. وهو الذي قدم للمؤتمرين لوائح المؤتمر ونظمه نيابة عن لجنه خاصه. وكان عضواً في اللجنه الستينيه وفي اللجنه التنفيذيه من 1939 الى 1942. وقد كان في كل انتخابات يفوز باصوات ضخمه وقد قدرت المخابرات ان فوزه الكاسح يعود إلى تأييد الشباب له.



ولما اختلف الخريجون حول كيفيه التعاون مع الاذاعه اثناء الحرب وسقطت اللجنه القائمه واختيرت لجنه جديده من جراء هذا الاختلاف كان هو مندوب اللجنه الجديده للتفاوض مع الحكومه حول شروط تعاون المؤتمر مع الاذاعه. وقد وفق في الوصول الى اتفاق مرضي وبعد ست سنوات من العمل ابتعد مكي عن قيادة المؤتمر بعداً بنفسه عن التحزب والتطاحن. وكان رغم عدم تحزبه يميل الى الختميه ويؤمن بقياده السيد علي السياسيه. وكان اتحادياً يؤمن بالاتحاد بين مصر والسودان. وقد نشر في جريدة الرأي العام في النصف الأول من 1946 سلسله من المقالات بعنوان لماذا انا اتحادي وامهره بقلم اتحادي كبير. ثم وجه خطاباً في سنه 1953 على صفحات الرأي العام الى السيد علي بعنوان قد السفينه وهو العنوان الذي حوله الاستاذ محمد توفيق احمد الى قد السفينه وجعله نكته سياسيه في الصميم حسب اتجاهه.



وبعد معركه انتخابات برلمان الحكم الذاتي وقبل ان تعلن النتائج وجه مكي خطاباً الى اعضاء هذا البرلمان طارحاً فيه رأيه السياسي وهو أن يتم استقلال السودان أولاً ثم يعقب ذلك اتحاد مع مصر. ولعل مكي كان يريد بذلك ان يثبت ذاتية السودان والتي كانت موضوع دراسته من فجر التاريخ ثم ان يحقق بالاتحاد بين البلدين المستقلين الروابط الاصليه التي تقصاها في بحوثه من واقع الماضي والمصالح القويه المشتركه التي يراها من واقع الحاضر.



و مع ان مكي كان ختمياً أو كان على الاقل على صله بقيادتها ومع أنه كان اتحادياً في اتجاهه السياسي، فانه لم يظهر في دراساته ميلاً الى أي طرف و لم يمالئ لغرض أو هوى بل ظل مستقلاً برأيه ويترك الحريه لنفسه ليصل إلى الحقيقه التي يرجوها هو وينتظرها قارئه من واقع الوثائق و ثبت الحقائق
.



طارق الحسن محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-07-2010, 05:18 PM   #[74]
هيفاء عبدالستار
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية هيفاء عبدالستار
 
افتراضي

طارق إنت رايع ياخ ....بس


بس بتكون أروع لو أديتني رابط



التوقيع: [frame="7 80"][align=center]إني مهرتك خافقي
فافرد ذراعيك احتويني[/align]

[align=left]هيفاء[/align]
[/frame]
هيفاء عبدالستار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-07-2010, 05:36 PM   #[75]
فتحي مسعد حنفي
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فتحي مسعد حنفي
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيفاء عبدالستار مشاهدة المشاركة
طارق إنت رايع ياخ ....بس


بس بتكون أروع لو أديتني رابط



انتي تأمري مش تطلبي وفي الأول تستاهلي يعمل ليك صفحة جنب العظماء ديل عشان انتي ما ساهلة..بس لازم تشترطي سيرتك ما يدخل فيها أبو أماني



التوقيع: شيخ البلد خلف ولد..
سماهو قال عبد الصمد..
كبر الولد ولامن كبر نهب البلد..
ما خلي زول ما قشطو..
وآخر المطاف بقي شيخ بلد..
عجبي..
فتحي..
فتحي مسعد حنفي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 02:48 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.