الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-02-2017, 04:35 PM   #[1]
imported_الجيلى أحمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_الجيلى أحمد
 
افتراضي مقامات الشتاء الدافئ F (مواصلة)

اقتباس:
الساعة تجاوزت السابعة ليلا ببضعة دقائق,وصلت فى الوقت المناسب لمحطة القطارة الرئيسية فى باليرمو.. قطعت المسافة من القرية التى اسكنها بالقرب من شاطئ سانت فيتو الى باليرمو فى ساعة ونصف, طوال الطريق لم يكف سائق الحافلة عن الثرثرة فى تلفونه طوال ساعة ونصف لم يتوقف عن الحديث, لقد رمانى القدر فى المقعد الذى خلفه تماما, وحين وصلنا الى باليرمو كان بامكانى ذكر أسماء اطفاله ومواعيد نومهم ومايزعج زوجته والمرض الذى أصاب كلبهم, إضافة لكل أسرار معارفهم وأسباب فشل علاقة فيليبا ومارشلو, أصبحت الحافلة تسير بمحاذاة البحر تماما حين كشف السائق السر عن سبب برود نيكوليتا مع زوجها وذلك لانها لامحالة قد اصبحت لاسبيان.. رائحة البحر تغلف الهواء, ويمتد الأبيض المتوسط الى مالانهاية حد البصر على الجانب الايسر, بينما صفحات سلسلة الجبال تحجب الرؤية عن الجانب الايمن تماما, تنفذ الحافلة عبر الجبال خلال أنفاق قصيرة جيدة الإضاءة دون أن تبتعد عن البحر..
كان المساء قد هبط خفيفا ونحن على مشارف باليرمو, تلتف الحافلة شمالا وتبدا فى التدحرج من علو جبلى وهى تخلف الفيلل المتأنقة ذات الحدائق والمسابح المطلة على الشاطئ, لتدخل الاحياء الشعبية ذات المبانى المتشابكة والازقة الضيقة والشرفات الصغيرة التى تهفهف فيها الملابس المغسولة كأشرعة لأحلام عتيقة عتاقة مبانى شعبية لم تغادر شارعها وتعبره ناحية الأحياء الراقية الجالسة على بعد نظر.
تنبسط الارض وتعبر الحافلة أمام استاد باليرمو, حينها صحت السيدة التى تجلس بجانبى من سبات اخذ منها كل الطريق.. كانت فى بداية الرحلة قد اكملت كل التلويحات لطاقم اسرى , لاحقها بالقبلات والتمنيات حتى المحطة الآخيرة
اقتباس:

اقتباس:
كان مودعى جارتى برفقتها داخل الحافلة قبل انطلاقها, لابد أن كل العائلة قد حضرت, ضجوا بالفوضى ثم ترجلوا بكل هدوء حين أعلن السائق الثرثار عن ضرورة إخلاء الحافلة إلا من الركاب المسافرين.. غادروا ورائحة الطعام الملفوف الذى تركوه لها يشى بالسوسيج والسلامى المنزلى.. توجست منى فى البدء ولمت حاجياتها, ثم مالبثت أن غطت فى نومة هادئة حال سماعها لى وأنا أحادث إبنتى بالايطالية فى الهاتف..
إنه المكان الوحيد فى اوروبا الذى تسمع فيه ضجيج الراديو بشكل لافت..
ضجيج غير مزعج يتوازعه صوت السائق المثرثر وأحاديث المسافرين التى تعلو وتهبط كشأن الطرقة المتعرجة.. حين تمعنت فى وجه جارتى وهى تصحو من سباتها كان الراديو يزيع اخبار السابعة مساء..
علقت بذهنى دعاية لمسابقة على الراديو يقول فيها المزيع بصوت فخيم وهو يوصف حالة الطليان المحبين للترحال:
non è partire con la valigia piena di vestiti, ma tornare con la testa piena di ricordi
(لاتغادر مع حقيبة مليئة بالملابس, ولكن عد برأس مشحون بالذكريات..)
اقتباس:
محطة قطارة باليرمو تبدت لى كمبنى مهجور حين زرتها آخر مرة.. وصلت بآخر قطار حينها, كانت ساكنة إلا من رجال ذوى أطوال مختلفة ولكنهم يضعون ذات القبعة والنظرة الباردة.. سررت حينها حين أقلتنى عربة صديقى وهو يقول ضاحكا : وصلت فى وقت تزحف فيه الثعابين ..
ذات المحطة تبدو الآن مزدحمة .. شققت طريقى بصعوبة عبر السوق عند موقف الحافلات..كانت السيدة التى توجست منى فى بداية الرحلة قد طلبت مساعدتى لنقل أمتعتها.. تجاذبنا أطراف الحديث فى آخر خمس دقائق من الرحلة.. تحدثت معى بلغة أهل صقلية القادمين من نواحى (مازارا).. ونحن نعبر السوق كانت قد أتمت لى قصة زوجها الذى تنقل بين العمل فى أحواض الملح الذى تنتجه تلك المنطقة وبين العمل فى قوارب الصيد, توقفنا عند أفريقى أبنوسى اللون وابتاعت لكلانا قنينة ماء.. كان يتحدث الايطالية بصعوبة ويدرك منها مايعينه على بيع قنانى الماء والمشروبات التى يعرضها وهو ينادى عليه..
لم يفهم الشاب الابنوسى مقصدها فتركت له ماتبقى من العملة الورقية.. إنه سوق الرواكيب المطل على المحطة, ليس من فاترينات, بل طاولات تنبسط عليها كل انواع السلع الصينية رخيصة الصنع ولاعات, لباسات, شرابات, العاب أطفال ردئية المظهر, سلاسل , حلق.. ويقوم عليها شباب لفظتهم بلادهم إلى البحر, الذى ساقهم نحو حتف الاحلام..
المساء والنساء اخذوا فى التبرج..أحفظ هذه المنطقة جيدا وأدرك ان الوقت فيها يمكن أن يضيع, بل العمر كله.. ودعت السيدة الأربعينية وأسرعت نحو المطعم الحبشى فى طرف السوق.. ابتعت طعام (تيك أوى).. وقفت أمام القطار المتجه إلى روما وقد تبقت دقائق على انطلاقه
__



التوقيع: How long shall they kill our prophets
While we stand aside and look
Some say it's just apart of it
We have got to fill full the book
Won't you help to sing- these songs of freedom
Cause all I ever have
Redemption songs
imported_الجيلى أحمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-02-2017, 05:43 PM   #[2]
imported_الجيلى أحمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_الجيلى أحمد
 
افتراضي

ابتعت تذكرة علي الدرجة الثانية هذه المرة علي عكس ماتعودت في الدرجة الثالث.. وضعت حقيبتي في القمرة ونزلت من القطار لأدخن سيجارة علي عجل قبيل انطلاق صافرته..
حين عدت كان العدد قد اكتمل في القمرة.. أربعتنا في تلك المساحة الضيقة التي تتوزع عليها أربعة أسرة, سريرين علي كل جانب.. المقاعد التحتية تتحول الي أسرة حال جذبها الي الخارج قليلا, بينما ينزل سريرين معلقين في السقف, مثبت سلم علي كل منهما, انه قطار نظيف جيد الترتيب تفوح منه روائح ذكريات من مروا عليه, ولكنها حتما أقل حدة من العطر النفاذ الذي تضعه الفتاة بجانبي.. حييتهم, فردوا معا بخفوت وأعينهم تفحصني بحذر, لقد تعودت هذا الامر, واعرف تماما مايجب فعله لكسر تلك المخاوف من مشاطرة رجل اسود لهم ذات القمرة طوال الليل.. حديث إيطالي بلهجة صقلية عن الطقس كان كافيا ليتبسموا.. أفسحوا لي قليلا لأصل للمقعد بجوار النافذة.. كان الليل حالكا في الخارج والقطار يتلوي بصرير مزعج وسرعته تزداد وهو يغادر المحطة العتيقة.. تبادلنا احاديث متقطعة رتيبة كانها معدة سلفا عند التعرف علي أغراب في حيز ضيق الرجل الخمسيني قبالتي قدرت انه خمسيني.. قصير القامة بشكل ملفت يضع نظارات تشابه تلك التي كان يضعها مالكوم اكس, يتحدث بصوت جهوري ويضحك بشكل أقرب للشهيق ملفت ودون اسباب وجيهة.. علي عكسه السيدة بجانبه والتي قدرت أنها فى نهاية الثلاثينات كل مافيها طويل.. قامتها وشعرها الاسود, وحتي اظافرها المطلية بذوق مراهق.. دون شك انها سيدة جميلة.. لم يمضي وقتا طويلا حتي أخذا في النقاش بشكل محتدم عن الوضع الاقتصادي المتهالك للجزيرة الجنوب إيطالية.. الفتاة بجانبي كانت صامتة تماما طوال الساعة الاوليو تضع سماعة علي كل أذن.. توقف موسيقي الروك الحادة المنبعثة من هاتفها كل دقسقتين لتجيب علي كم هائل من المحادثات لم يتوقف طوال الرحلة حتي ونحن نيام.. تتحث بانوثة متدفقة وصوت خافت أقرب للهمس.. بعد ساعة من الموسيقي والمكالمات أزاحت سماعات اذنيها وسألتني بصوت بالغ اللطف والتأدب: رأيتك تدخن قبل انطلاق القطارو أين يمكننا التدخين في القطار؟
أجبتها: التدخين في كل القطار ممنوع حسب علمي
ردت مستغربة: هل يعني أنه لن نستطيع التدخين إلا صباح الغد في روما؟
قلت مبتسما: نعم.. وقبل أن تستاء اكثر واصلت قائلا: ولكني أعرف أين يمكننا التدخين في القطار..
تمددت علي وجهها ابتسامة طفولية طالت حتي عينيها.. قلت لها شارحا ونحن نخرج من القمرة: المفتشين في القطار لايتسامحون في التدخين, ولكنهم يتغاضون عن ذلك في نهاية القطار..
ردت من خلفي: يبدو انك تستقل هذا القطار كثيرى, إنها المرة الاولي التي أسافر فيها إلي روما علي قطار الليل..
- نعم ياسيدتي أن قطارة الليل أكثر مااعشقه في اوروبا ففيه حياوات وصور لاتجدها في غيره..
كنا قد عبرنا الدرجة الثانية شديدة النظافة والترتيب ودلفنا غلي الدرجة الثالثة.. حيث الممرات الضيقة.. الممر علي ضيقه يمتلئ بالامتعة التي لم تجد موضع في القمرات التي تتسع لستة أسرة علي ضيقها.. بعض من لم يجدو تذاكر في قمرات النوم كانوا يجلسون علي مقاعد ضغيرة في الممرات.. الضجيج تتوازعه صرير العجلات المحتكة مع القضبان, ضحك يمتزج بصراخ أطفال ورائحة السوسيج والتوابل الصقلية تفوح من الأطعمة.. مررنا برجل وفتاة يشربان ويسكي من القنينة مباشرة فقالت مرافقتي وقد بدأت صوتها اكثر استرخاء : أعتقد انها فكرة جذابة للاستمتاع بالرحلة.. كنا قد وصلنا نهاية القطار فوجدنا بعض الركاب يدخنون أيضا.. ان الصقليين قوم محبين للحياة والاحاديث الضاجة, والتدخين عندهم سانحة للتمتع بالصحبة, ما ان اكملنا بضعة دقائق حتي كنا قد دخلنا في أحاديث متفرقة مع جل من كانوا في نهاية القطار, فدخنا سيجاة أخرى وقد تبقي اربعتنا.. أخرج أحدهم من حقيبته زجاجة نبيذ وكأس بلاستيكية وبدأ يصب, فجلسنا علي الارضية كيفما أتفق.. والقطار يشق العتمة كأفعي ملتهبة كان ضحكنا قد بدأ في التعالي ونحن علي مشارف ميسينا.



التوقيع: How long shall they kill our prophets
While we stand aside and look
Some say it's just apart of it
We have got to fill full the book
Won't you help to sing- these songs of freedom
Cause all I ever have
Redemption songs
imported_الجيلى أحمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-02-2017, 06:01 PM   #[3]
عكــود
Administrator
الصورة الرمزية عكــود
 
افتراضي

سلام يا جيلي،

حكي ممتع ويثير ذكريات مشابهة، و

يتوّر الضرُس

واصل



التوقيع:
ما زاد النزل من دمع عن سرسار ..
وما زال سقف الحُزُن محقون؛
لا كبّت سباليقو ..
ولا اتقدّت ضلاّلة الوجع من جوّه،
واتفشّت سماواتو.
عكــود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-02-2017, 06:02 PM   #[4]
imported_أسعد
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

يا سلام يا معلم ياخ
اقسم بالله، انك كنت رفيقي في جميع اسفاري
من خلال كتابتك الفخيمة في مجال أدب الاسفار العظيم دا

اي عليك الله اكتب ياخ



imported_أسعد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-02-2017, 08:13 PM   #[5]
imported_الجيلى أحمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_الجيلى أحمد
 
افتراضي

اقتباس:
يتوّر الضرُس
تتخيل ياعمدة وانا بكتب في النهاية, اتذكرتك.. أي والله..
قلت في نفسي العمدة الليلة بيقوم عليهو وجع الضرس

دي ياعمدة واحدة من المتع الغير المنتهية,
ولكن للأسف الطيران الرخيص الممحوق, والزمن الممحوق أكتر
والالتزامات المتضاخمة أبعدوا الواحد من اجمل مايحب..
سنين ياخ من قطارة الليل.. روتردام -باريس- مونت كارلو- ميلانو- روما- نابولي- مسينا- ياليرمو..
كون عجائبي يخرج من تلك الافاعي الحديدية ليلا



التوقيع: How long shall they kill our prophets
While we stand aside and look
Some say it's just apart of it
We have got to fill full the book
Won't you help to sing- these songs of freedom
Cause all I ever have
Redemption songs
imported_الجيلى أحمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-02-2017, 08:19 PM   #[6]
imported_الجيلى أحمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_الجيلى أحمد
 
افتراضي

اقتباس:
اقسم بالله، انك كنت رفيقي في جميع اسفاري
من خلال كتابتك الفخيمة في مجال أدب الاسفار العظيم دا
الله الله ياوجدي ياخ.. غلبني الأقولو يامعلم..
ياخ ماتجدعنا بي أي حاجة من أسفارك وحكاويها الغميصة..

حتي الآن أجد كتابات عكود حول أدب الرحلات والتسفار اكثر متعة وغوصا
وانتباها للتفاصيل, وجزالة في اللغة عاميها وفصيحها..
البسوي فيهو أخوك دا ونسات بيناتنا يامك, ليس أكثر من رغبات في تسجيل انطباع جميل ذات إنتشاء بالذكريات



التوقيع: How long shall they kill our prophets
While we stand aside and look
Some say it's just apart of it
We have got to fill full the book
Won't you help to sing- these songs of freedom
Cause all I ever have
Redemption songs
imported_الجيلى أحمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-02-2017, 03:50 PM   #[7]
عكــود
Administrator
الصورة الرمزية عكــود
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجيلى أحمد مشاهدة المشاركة
تتخيل ياعمدة وانا بكتب في النهاية, اتذكرتك.. أي والله..
قلت في نفسي العمدة الليلة بيقوم عليهو وجع الضرس

دي ياعمدة واحدة من المتع الغير المنتهية,
ولكن للأسف الطيران الرخيص الممحوق, والزمن الممحوق أكتر
والالتزامات المتضاخمة أبعدوا الواحد من اجمل مايحب..
سنين ياخ من قطارة الليل.. روتردام -باريس- مونت كارلو- ميلانو- روما- نابولي- مسينا- ياليرمو..
كون عجائبي يخرج من تلك الافاعي الحديدية ليلا
سلام يا جيلي،

ينتح نتحي... تح تح تح
قمت رفعت بوست سنايا المشابه،
واقتبست المداخلة التالية عن سفر القطارات.



التوقيع:
ما زاد النزل من دمع عن سرسار ..
وما زال سقف الحُزُن محقون؛
لا كبّت سباليقو ..
ولا اتقدّت ضلاّلة الوجع من جوّه،
واتفشّت سماواتو.
عكــود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-02-2017, 03:50 PM   #[8]
عكــود
Administrator
الصورة الرمزية عكــود
 
افتراضي

سلام يا كانديك،

وقد صدقت فيما يخص الوفاء (أو الوِلِف) والإحتفاء بالأصدقاء المحفوفة جوانبه بمكاره الأحرف والخشية من إنطلاق الرسن فتعير راحلة الحذر!
لكنّي أيضاً لا أغل يدي إلى عنقي وأجود بما تيسّر، فالصحاب يستحقّون.
هل أتاك حديث روكسانا في -ما يسمّى- بالرحلة الدراسيّة؟
لا أظن أنّي قد حدّثتك عنها.

كان من متطلّبات التخرّج رحلة دراسيّة تتنتظم 5 مُدن في رومانيا، لمدّة أسبوع، لزيارة المصالح والمصانع ذات العلاقة بموضوع التخصّص. تلك الرحلة تنظّمها الكليّة بالمجّان لطلاّب السنة الرابعة، وعادة ما يكون ذلك خلال شهر أبريل. تُسمّى رحلة دراسيّة، وكان الأجدر إطلاق مسمّى رحلة ترفيهيّة عليها، فهي إلى ذلك أقرب.

ركبنا القطار وكان خط سيرنا؛ تمشوارا - كرايوفا - بوخارست - براشوف - كلوج - تمشوارا.
الوقت ربيع والدفعة قد ربطت بينهم، خلال 4 سنوات، إلفة وتفاهم، ولك أن تتخيّل الجو المُصاحب خلال السفر بالقطار أو في غُرف الفنادق خلال الأمسيات. كنت الأجنبي الوحيد في الدفعة، وتلك ميزة تضيف شئ من الإهتمام وكثير من المودّة، لذا كانت غرفتي وصديقي زاكوتا من أهم نقاط التجمّع في الأمسيات، خاصةً وقد كان ينطلق صوت بوب مارلي و كيني روجرز من سمّاعات المسجّل الصغير خاصّتنا. يزداد الصوت في الممرّات وضوحاً كلّما فُتح باب الغرفة، فيجلب المزيد من الصِحاب فتزداد مرّات صفق الباب.

نرجع لصديقتنا روكسانا التّي كانت تمثّل فاكهة الدفعة، هي وصديقها ميهاي. كانا يتشابهان في كل شئ و"يتناقران" في كل شئ. لا تترك روكسانا شخص دون أن تشاغبه. كان لها قبول عند الجميع ومحبوبة منهم، طلاّب وأساتذة. نقطة ضعف روكسانا كانت الفودكا؛ فرغم أنّها لم تكن مُدمنة، لكنّها كانت تعشقها وتتفنّن في مدحها.

المسافة بالقطار من بوخارست إلى براشوف، تستغرق حوالي الثلاث ساعات، سافرناها ليلاً في قطار مزدحم جدّاً لم نجد فيه مقاعد كافية، فجلسنا أو بالأحرى "إتّفنّا"، في الممرّات ونصيبنا كان بين البابين. ليالي أبريل باردة والقطار يمر في منطقة جبلية وتيّار الهواء، من شقوق البابين، يزيد من الإصطكاك.
إقترح زاكوتا لروكسانا، الّتي كانت تجلس على مسافة منه، كعلاج للبرد، تبويز بعض جرعات الفودكا من زجاجة كانت بصحبته؛ ولدهشة الجميع رفضت روكسانا بحجّة النعاس الشديد.
مع حركة القطار واهتزازاته الرتيبة، غفا الجميع جالسين وعمّ الصمت إلاّ من صرير العجلات وصوت تيّار الهواء البارِد.
لم يمضي كثير وقت، وإذا بصوت روكسانا الناعِس:
- زاكوتا، ناولني من فضلك القزيزة الجنبك دي!
تبوّز ترجعها إليه ثم تغفو، ثمّ بعد قليل:
- زاكوتا، ناولني من فضلك القزيزة الجنبك دي!
تبوّز ترجعها إليه ثمّ تغفو.
تكرّر الأمر عدّة مرّات، وفي المرّة الأخيرة، ردّ زاكوتا:
- روكسانا، الجغيمة الفضّلت في القزازة دي، خلّيها جنبك إن كان أقدر أنوم لي شويّة!
ولم ترجع القزيزة ولم نغفو بعدها!



التوقيع:
ما زاد النزل من دمع عن سرسار ..
وما زال سقف الحُزُن محقون؛
لا كبّت سباليقو ..
ولا اتقدّت ضلاّلة الوجع من جوّه،
واتفشّت سماواتو.
عكــود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-02-2017, 06:37 AM   #[9]
بابكر مخير
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بابكر مخير
 
افتراضي

ركبت القطار (هونغاريا) من براغ لي براتسلافا، نوم وهي التذكرة كلها بي أقل جنيهات "سودانيات" وكتها كان التمانين قرش سوداني بي واحد جنيه إسترليني والجنيه الإسترليني بمية وعشرين كرونا تشيكوسلفاكية.
الجنيهات ديل كانن بيجني في الدهر فنآ كدآ، من جيب الوالد وكل 3 أو 4 شهور عشرة جنيهات.
قلتا أمشي أكل ليا حاجة في "السناتطور" وهناك في التربيزة القدامي ومواجهة ليا كان القمر متحكر في كرسي ولا أقول حورية بحر متكية في مرسى ولا الشمس واليوم أمسآ...
بخطوات جريئة وحزم شديد وقدرة إستمديتها من تيمة الحب وعشق عنتر وهيام بن الملوح..
آهوي قلتها وثقتي في نفسي كبيرة، لكن العوينات بحلقن فيني بنظرة، إرتياب "حسب ظني" وكررت السلام مرة تانية "آهوي" عشان أطمئن الحمل الوديع ولكن برضك نفس النظرة والمرة دي فسرتها أنها نظرة بلهاء..
فرضت نفسي وجريت الكرسي وقعدتا وخليها تكون موت، موت ولا حياة في الجنان.
قلتا أشوف الإنجليزي بتاع الثانوي العندي ومرجعي أنه عايز تكسب أراضي هناك، إتكلم الإنجليزية. قلتا هآي، رد البلبل عليا.
وأتونسنا هي كانت من موسكو في طريقها لي بلغاريا.
عزمتها تنزل ترفه في براتسلافا وقد كان وكانت هذه المرة الأولى لي أن أقترب وأتعرف على عظمة "موسكو"..
لكن فرحة ما تمت
فقد كان في مخيلتها وظاهرها وباطنها متعلق "بالكرملين" الثائر والعلم الأحمر مرتفع خفاقا يعانق السمآ
يا كوووووووووووووووووووووووووووكي

ويا جيلينا واخد بالك



التوقيع:
بابكر مخير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-02-2017, 07:19 AM   #[10]
imported_حسن النضيف
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_حسن النضيف
 
افتراضي

والله شهيتونا السفر بالقطر ...
للأسف عمري ماركبت قطر...
شكرا جيلي على هذه الكتابة المتدفقة، وهذه فوائد الإغتراب .. أنك ترى الأشياء بوضوح بعيداً عن زحمة المجاملات والشحططة في الواقع الداخلي العجيب.
بلاي كتر وما تبخل.



imported_حسن النضيف غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 06:05 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.