نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-07-2006, 01:12 AM   #[1]
Garcia
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Garcia
 
افتراضي صدور رواية (فلاش أخضر) للاديبة رانيا مأمون

تلقيت منذ يومين رسالة بالبريد الالكترونى من الصديقة رانيا مأمون , وعلمت منها بصدور عملها الروائى الاول ..
رواية (فلاش أخضر) والتى صدرت عن الشركة العالمية للطباعة والنشر بالقاهرة ..
رانيا مأمون قاصة وكاتبة وعضو سابق بالمنتدى , وقطعتها عننا ظروف عملها ولا ننسى اسهاماتها وكتاباتها
المميزة بالمنتدى الادبى , فهى اضافة ثرة للساحة الادبية السودانية التى تفتقد الكتابات النسائية ...
نرسل لها من هنا تحية عطرة , ونهنئها بهذا النجاح ومزيد من الابداعات مستقبلا ,,,
ولمزيد حول الرواية : http://www.doroob.com/?p=9372





التوقيع: لو انى اكتشفت سر الحياة ... لعلمت حكمة الموت ( رباعيات عمر الخيام )
Garcia غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-07-2006, 12:09 PM   #[2]
النذير بيرو
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

رانيا مامون ورواية فلاش اخضر

الي الامام


النذير بيرو



النذير بيرو غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-07-2006, 09:20 AM   #[3]
جمال محمدإبراهيم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية جمال محمدإبراهيم
 
افتراضي

كاتبة مميزة و قلم روائي يستحق أن نحتفي به ...
أسأل أين نجد الكتاب ....



جمال محمدإبراهيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-07-2006, 09:45 AM   #[4]
أبو العز الجنوبي
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

خبر جميل.. ومفرح..
ومزيد من الابداع...
بس نسأل كما سأل سعادة السفير.. اين نجد الرواية؟؟؟



أبو العز الجنوبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-07-2006, 06:52 PM   #[5]
عبد المنعم شيخ ادريس
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عبد المنعم شيخ ادريس
 
افتراضي

غارسيا اديك العافية
دا رفد ناعم وجميل في الابداع السوداني وياريت لو اديتنا ملخص عن اعمال الكاتبة وبعض النمازج
ونكون شاكرين كمان لو اقنعتها تتداخل معنا حول بعض اعمالها بعد ان نقرأها



عبد المنعم شيخ ادريس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-07-2006, 12:46 PM   #[6]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

إنجاز باهر .
بقلم رشيق ، حلو الملامح
يدلف للحدث بيُُسر وببيان ناصع
ولغـــــــة خلاقة

هذا ما عرفناه عن رانية .
باقة ورد حفاوة بمقدم العمل الأول



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-07-2006, 10:28 AM   #[7]
Garcia
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Garcia
 
افتراضي

الاعزاء الكرام : النذير بيرو - جمال محمدإبراهيم - أبو العز الجنوبي
عبد المنعم شيخ ادريس - عبدالله الشقليني

لكم كل التحية والمنى وعذرا للانقطاع لظروف سفر , واحيى مروركم من هنا
فى حضرة الكاتبة رانيا وسوف انقل لها ... كل استفساراتكم لكيفية الحصول على
روايتها الاخيرة , وان تتمكن من الانضمام مجددا للمنتدى ...

الاخ عبد المنعم : رانيا مأمون لها عدد من القصص القصيرة والمقالات النقدية
بالمنتدى القديم , وسوف انزل ليك بعض منها هنا ..

ولكم كل الود والمحبة ...



التوقيع: لو انى اكتشفت سر الحياة ... لعلمت حكمة الموت ( رباعيات عمر الخيام )
Garcia غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-07-2006, 10:49 AM   #[8]
Garcia
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Garcia
 
افتراضي

رانيا مأمون
أبـواااااب

استيقظ باكراً على غير عادته. منشرحاً ونشطاً غادر فراشه. توجه إلى الحنفية ليغسل وجهه ويغِّير ريقه بمعجون أسنان بروح النعناع، وجد الماء مقطوعاً .. "ا إلهى .. متى حضر هؤلاء ..؟ ألا ينامون أبداً ..؟"
تذّكر أنه لم يدفع مستحقات هيئة المياه بداية الشهر، وكيف له أن يفعل وهو إذا دفعها لا بُدَّ أن يؤجل شيئاً آخر.
كان يستغنى عن الكهرباء شهراً، والمياه شهراً، والهاتف شهراً، ويتحمل مضايقات صاحب الدكان واستفزازات مالك البيت، وأقسم لو أن الحكومة تسمح له بالسكن في الشارع لاستغنى عن البيت شهراً أيضاً، وبذا يدخل في قائمة المستغنى عنهم أو ما يسميه "القائمة الهامشية" ...
حاول ألا يجعل هذا الأمر البسيط المتكرر، يحظى بشرف تعكير مزاجه الصباحي الجميل .. تجاوزه؛ فهم دائماً ما يضعون احتياطي وعندما ينتهي بعد اليومين الأولين من انقطاع الماء، فخرطوم الماء طويل بحيث يصل إلى بيت أكثر من جار في الحي ..
- يا ولد ..أملا الجردل دا سريع، عاوز استحمى وأطلع ..
حمل الباب خلفه، رغم أنه لا يغطي كل فتحة الباب ..
مع انسياب الماء البارد على جسده أحس بالنشاط، وتمنى أن يتجاوز اليوم ساعتيه القادمتين ويرميهما أو يعود إليهما مرة أخرى، ليس مهم. المهم عنده هو أن يغمض عينيه ويفتحهما فيجد الساعة التاسعة موعد استلامه لعمله ..
منذ اليوم لن ينتظر إعانات اخوته المغتربين المتقطعة .. لن يغيّر خط سيره تهرباً من صاحب الدكان أو الجزار أو جاره الذي يقاسمه معاشه .. لن يسير برنامجهم الغذائي على نهج (يوم في ويوم مافي ويوم كسرة بموية) .. لن ينام أبناؤه دون عشاء ولو كان كوب صغير من اللبن .

- لا ..لا ..لا .. أمشي يا ولد.. يا محمد تعال تعال الولد دا رمى الباب .. يا على امسك الولد دا الباب وقع ليهو فى كراعو ..

وما كان الباب سوى شريحة من الزنك لا تغطي كل فتحة الباب ولكنها تستر مَنْ خلفها.
ارتدى ملابسه قبل أن يزيل الصابون عن كل جسده، وأقسم أنه سيغير هذه الشريحة من الزنك الصدىء التي يطلقون عليها مجازاً باباً ..
شرب الشاي، كالعادة سكر خفيف. توكل على الله وبسمل وأراد الخروج.
ولكن ..
الباب! ما باله الباب..؟ حاول أن يفتحه وحاول أكثر واكثر ولم يطاوعه .. الباب ذو الضلفتين إحداهما أقصر من الأخرى.
- تباً لهذا الباب الأعرج!
قال بحنق وواصل :
- يا محمد مية مرة قلت لكيم ما تقفلوا الباب الملعون دا شديد كدا .. أهو رزعة الباب دى خلتو يبقى كدا ..
عندما نجحت محاولاته أخيراً بعد رزمة من الكلمات الغاضبة، فتح الباب، سمع صريره نصف سكان الحى و"انكمش" كم القميص فى يده اليمنى
لكن ..
لا بأس، فهو اليوم لا يريد لأيّ شيء أن ينال من مزاجه، حاول فرده بيده الأخرى وواصل سيره ..
استقل الحافلة واقفاً، ليس أمامه خيار آخر لا يريد أن يتأخر على مواعيد العمل..
- يا ولد .. دخِّل الناس الفي الباب ديل عليك الله، ما ناقصين غرامات من الصباح..
صرخ سائق العربة.
بإنتهاء جملته الأخيرة، أحس بأيدي تدفعه إلى الداخل وبدأت المعركة ..
- يا أخوانا لو سمحتوا، أدخلوا لينا جوا عليكم الله..
هذا يلكم هذا، وهذا يدوس على قدم ذاك، والآخر الطويل منحنى وكأنه يصلي ..
- يا أخوانا أفتحوا الشباك دا .. الدنيا سخانة والسحاوى حايم الأيام دى …!
و.. و .. و أخيراً وصل محطته. اقتلع نفسه من بين الآخرين وقذف بها إلى الطريق، ومع وصوله اكتشف أن باب الحافلة أراد الإستيلاء على جزء من قميصه؛ فانتزع نصيبه منه وواصل سيره بقميص مثقوب..
تخظى تفكيره فى هذا الأمر وأقنّع نفسه: "لن ينتبه أحد إلى هذا الثقب"، سيحاول أن يداريه ويخفيه عن الأنظار .. سيشترى واحداً جديداً بعد أيام، فهو الآن غيره بالأمس، عندما كان عاطلاً ..
دخل الشركة التى يمتلكها أحد رجال الأعمال،" هؤلاء الذين يظهرون فجأة أغنياء ويُعتمون على تاريخهم فلا يُعلم سوى أنه فلان رجل الأعمال.. كيف ومتى ..؟ لا أحد يعلم"
ولكن..
"ماله وهذا ..؟ ليس شأنه ما يهمه هو عمله ودون ذلك خارج عن دوائر اهتمامه .. سيجِّد في عمله ويثبت كفاءته، ويغيّر وضعه، وربما فتح له هذا العمل أبوباً أخرى مع قبيلة رجال الأعمال الغنية هذي .."
سيعيد الماء .. سيلغي نظام الإستغناء عن أحد مكونات القائمة الهامشية كل شهر.. ستبقى كل القائمة كل الشهور .. سيشترى باباً للحمام ويركِّبه ويصين أرضيته.
بعد فترة أيضاً سيصلح الباب الأعرج ويقوّمه، ولن يحتاجوا لشرب الشاي سكر خفيف، حتىّ لو بدعوى الحفاظ على الصحة وسـ .. وسـ ..وسـ .. وغرق في الحلم.
وصل مكتب رجل الأعمال في الطابق الثاني، تأمل الباب الجميل الشكل المتين والجيّد الصنع، "لا بُدَّ أنه من أحد المصانع التى تصنع الأبواب والنوافذ وغيرها، أو ربما كان مستورداً، وعلى كل الأحوال فهو قطعاً لم يُصنع في أيّ ورشة من ورش المنطقة الصناعية".
أعلاه لوحة أنيقة وفخمة محفور عليها " المدير" .
تحسس الباب، كم هو بارد، أخذ نفساً عميقاً، أمسك مقبض الباب وقال في نفسه: " الآن ألج دنيا البشر"
لكن ..
ما به ؟! لمَ لا يفتح ..؟ هل هو أعرج أيضاً مثل باب بيته ؟ أم أنه يُحمل مثل باب حمامه ؟ أم أنه لص أقمشة مثل باب الحافلة ؟
أدار المقبض أكثر من مرة .. طرق وطرق مرة أخرى وأخرى ولا جدوى.
مرَّ الساعى سأله :
- المدير موجود ..؟
-أنت عاوز المدير ..؟
قال بنفاذ صبر
- أيوة يعنى سألتك عشان شنو ..؟
- أنت عمر أحمد
- أيوة انا زاتى بشحمي ولحمي…
- معليش المدير طلب مني لما أنت تجى أقول ليك انو الوظيفة دي أدوها لزول تانى واستلم الشغل خلاص .
- شنوووو ..؟! كيف الكلام دا ؟ وليه ..؟!
- والله دا الحصل.

غضب .. ثار .. صرخ .. طالب بحقه .. قرع الباب وحاول اقتلاعه .. زاد الثقب فى القميص ..
أولاده ما مصيرهم ..؟ لقد وضع كل أمله فى هذه الوظيفة .. هو يستحقها .. يستوفي شروطها .. لمَ تعطى لآخر..؟ لمَ ..؟!
لن يغادر هذا المكان ما لم يجد إجابات لأسئلته، ما لم يعرف السبب . فكّر بوضعه.. بيته .. قائمته الهامشية .. اخوته الذين يقطّرون عليه إعاناتهم قطرة قطرة .. بباب بيته الأعرج .. بباب حمامه المحمول ..
آآآآآهـ ..
أرهقه عبور كل هذا وأنهكه التفكير في الغد، ارتمى قبالة باب المدير وبكى..
بحرقة بكى .. بقهر وإحساس بالظلم بكى .. ظل في مكانه وبين لحظة وأخرى يرفع نظره إليه عسى أن يُفتح أو يطل منه أحد .. طال الإنتظار والباب موصد دونه.



التوقيع: لو انى اكتشفت سر الحياة ... لعلمت حكمة الموت ( رباعيات عمر الخيام )
Garcia غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-07-2006, 10:52 AM   #[9]
Garcia
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Garcia
 
افتراضي

رانيا مأمون
انســراب ضـــوء


- يا الله .. متى تشرق شمسك ...؟
– الشمس مشرقة ولكن هناك من يحجبها .. من يحجب جمالها .. دفئها .. حرارتها، ولكنى اسأل : كيف لم تحرقه حتى الآن …؟
- لأنه يرتدى بذلته الواقية
أجاب وتنهد تنهيدة حارة زادت من حرارة الغرفة الضيقة المساحة العالية الارتفاع ذات النافذة الوحيدة العالية والمسيّجة برغم علوها ، ورغم هذا هي عينهم الوحيدة المشرئبة إلى السماء ...
- يالله أعنّا برحمتك ...
طفرت من عينه دمعة وهو يتذكر أمه ودعائها له .. ماذا كان سيحل به لولا دعائها ..؟ أمه هذه النقية الطاهرة .. ماذا تفعل بدونه وكيف هى الآن ؟ أما زالت على سجادة الصلاة ؟ لابد انها كذلك يحسُّها الآن تدعو له .. فهاهى الأغلال تنزاح قليلاً عن صدره وبدأ ضيقه فى الإنفراج ..
- ما يقهرنى هو وحدتها .
-أ مك ..؟
سأله رفيقه
أجاب بشرود
- ومن غيرها .. أو هل لى سواها ؟
يسمع صوتها الحنون الآن . يحس بحركتها .. يشتم رائحتها .. أنفاسها .. إنها هنا .. هنا وفى أى مكان .. ليست أمه فقط وإنما أم لجيل وكل الأجيال ..
- ذاكروا بهمة كي ترفعوا هامة هذا الوطن ..
تنطق هذا فى كل يوم وهى تمدّه ورفاقه بالشاي ليعينهم على الإستذكار .. لم تكن تقول ذاكروا لتصبحوا كذا أو كذا .. طموحها كان متجاوزاً لذاتها ولهم .. طموحها كان الوطن .. يبتسمون ويقولون :
- بعد أن نصبح أحراراً.. سنرفعه ..
تبتسم وتخرج وتخترق دعواتها سقف الغرفة فى طريقها إلى الأعلى .
من عّلّمه حب الوطن ..؟ من غرس هذه البذرة فى أرض قلبه حتى نبتت عملاقة ضاربة بجذورها فى أغواره ولها فرع فى كل مجرى من مجارى الدم فيه ..؟ أهو معلمه ؟ أهم رفاقه ؟ أهى كتبه ؟ لا .. هى أمه هى المعبر الذى مرّ من خلاله كل هؤلاء .
كم هو فى شوقٍ إليها .. هل حلبت عنزتها ..؟ هل صنعت قهوتها ؟ هل زارت جارتها ؟ أمازالت تهتم بنشرات الأخبار ؟ أما زالت تغيّر كل أسبوع بطاريات الراديو؟ هل تلت وردُّها ..؟ يااااااااااه كم هو الشوق حارق .
لم يدرِ سر إبتسامتها الغامضة فى كل مرة يكذب عليها عند حضوره متأخراً .. لم تكن تلح عليه وكأنها تجنبه الإحراج أو لا تريده أن يكذب أكثر .. ولربما لأنها كانت تعرف ما جعله يتأخر فى العودة إليها ، نعم لابد أنها كانت تعرف أنه يعمل .. يعمل من أجل وطنه ، يطبع مناشير .. يوزعها .. يخط على الجدران .. يكتب شعارات .. يصيغها .. يدّرب إخوته فى الدّرب كيف يخرجون كلامهم من جوفهم . لابد أنها كانت تعلم .. وإلا فلمّ هدؤها الغريب وتماسكها المدهش عندما إصطحبه العسكر فى تلك الليلة الخانقة .. طرق عنيف على الباب ، أصوات كثيرة متعددة .. ناس .. أقدام .. محرك عربة وصوتها هى تسأل من هناك ؟ ارتدى جلبابه وهو نصف نائم وعندما وصل الباب كانت هى خلفه ..
– نعم .. نعم
-إفتح
وفتح …
–أأنت ………………
– نعم أنا هو . من أنتم ؟
- ستعلم فى ما بعد إبحثوا فى البيت وتفضل معنا .
سألت هى :
- إلى أين …؟
- مشوار صغير ونعيده إليك
لم تصرخ .. لم تبكى. لم تجزع وإنما قالت :
- أعرفك ابنى .. أذهب معهم
وهاهو المشوار الصغير إمتد الآن إلى ثلاث سنوات ولم ينته بعد .. ياله من مشوار
ثلاث سنوات العين ظمأى إليها .. القلب لم يرتح عندها ولم يصل المعدة زادها . كيف هى ..؟ كيف ؟ كيف؟ فتح عينيه فى العتمة ، تمثّلها تظهر وسط غلالة مضيئة بثوبها الناصع البياض كقلبها والشيب الوقور فى مقدمة شعرها .. بإبتسامتها الحنون قالت له:
- أنا بخير . كُن أنت بخير .. كُن كما عهدتك وكما كان أبوك .
شعر بدفقة قوية تغمره .. إحساس قوى إعتراه هدهد الروح ودغدغ الوجدان .. نشوة .. فرح .. أمل .. ضوء .. هواء . شعور بالحياة ، فارقه ضيقه وتكدّره ويأسه .. حتى (الزنزانة) لم تعد مظلمة .. خانقة .. مميتة كما هى ..
- كنت قد طلبت من هذا الواقف على الباب أن يأتينى بشمعة ولم أنس أن أعطيه حقه أيضاً .
قال رفيقه وأخرج الشمعة ليشعلها . ضحك وسأله :
- لمّ الشمعة ....؟
– اليوم هو عيد ميلادنا الثالث .. أنسيت هذا ؟
- لا .. لا لم أنسِ
وإستدرك ..
- كم أشتاق إلى الرفاق .. لابد أنهم قد أنهوا الدراسة الآن وتوظفوا أو تزوجوا ونحن هنا .
- هل أنت نادم ...؟؟؟
ساله رفيقه ناظراً إلى عينيه
- قطعاً لا ، فالوطن هنا فى قلبى وعلى رأسى .. ولكن أين نضع من هم على رأس الوطن ..؟؟؟
- لا تقلق .. فقد حددوا أماكنهم .
تأمل الشمعة التى تتوسطهما ... بضوئها المتراقص بهدوء مكوناً بؤرة من الضوء تخفت كلما بعُدت الدائرة حتى تصل إلى العتمة فى الأركان ، تُظهرُ شيئاً وتكتفى من الآخر بالظلال .. أحس بجمالها وقال :
- لن نطفئها كما يفعل الجميع فى أعياد الميلاد.

ظلت الشمعة فى إحتراقها ، تمدد شعاعها وتسلل بهدوء إلى الدواخل كالشمس التى تشيع الضياء وتهب الدفء والأمل .. الشمس التى يتطلعون إليها؛ يحلمون بها وينتظرونها …!


نُشرت هذه القصة فى عدد من الصحف المحلية والعربية والمواقع الأدبية تحت عنوان "شعاع من الداخل" .



التوقيع: لو انى اكتشفت سر الحياة ... لعلمت حكمة الموت ( رباعيات عمر الخيام )
Garcia غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-07-2006, 01:16 PM   #[10]
غيداء
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

غارسيا ..ياصديقي

دائما تاتي ب الاخبار الجيدة

ل رانيا مأمون

وفلاشها الاخضر
درب اخضر
ونجاح اخضر

فهي تستحقه
ولك الشكر

(وعقبال ل الفي بالي)

غيداء



غيداء غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-07-2006, 01:54 PM   #[11]
Garcia
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Garcia
 
افتراضي

الصديقة غيداء
عساك دوما بخير وعافية , ونتنمنى ان تكون دروب الصديقة رانيا دوما خضراء ..
وعقبال يتحقق الفى بالك قريبا بأذن الله ... ولك كل الشوق والتحية الندية .



التوقيع: لو انى اكتشفت سر الحياة ... لعلمت حكمة الموت ( رباعيات عمر الخيام )
Garcia غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 07:02 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.