أنا والكوشة والكرور
أنا والكوشة والكرور
كما يبدو واضحا فأنا لم أكن طفلا من النوع الذي كان وديعا مطيعا وكثيرا ما كنت أذهب إلي الكوشة وأحضر أشياء يصعب تصديقها وكل أنواع الكرور. والدتي رحمة الله عليها كانت تحاول أن تقنعني قائلة (يا ولدي الكرور كان فيه فايدة كان الناس جدعوه) وكنت أقول لها : يا أمي الناس ما بتعرف في حاجات كويسة ويمتلئ الحوش بالكرور.
بما أني قد تربيت في العباسية فإن قاموسي الشوارعي غني جدا . إلا أنني منذ أن كنت صغيرا لا ألجأ أبدا للسب والشتائم.
ولهذا تركت س.أون لاين. خوفا من أن أنجرف في هذا المستنقع الذي لا يزال فيه قامات ونساء ورجال في عظمة السودان يكفي أن أخونا محمد عبد الله الريح الذي لا يحتاج إلي تعريف ترك المنبر بعد أن تفنن البعض في الاستخفاف والاستفزاز والإساءة.
أخونا خالد الحاج (الذي يتكفل بطباعة هذا البوست عني) جاب لينا الكرور زي ما كنت بعمل أنا زمان يا جماعة سودانيات دي حاجة راقية حاجة مختلفة نظيفة ومعقمة وغير مبتذلة أنظر لروعة هؤلاء المشتركين ما فيهم طق ولا شق
والله أنا بعيش معاكم وأفكر فيكم فرد فرد وأحس بنبضكم وأنفاسكم خلونا نبعد عليكم الله من جر الكرور من الكوشة .
قبل ستة أسابيع قضي الأخ بكري أبوبكر 50 دقيقة من وقته الغالي محاولا أن يقنعني بأن أعاود الكتابة في سودان يس أون لاين وكان يقول لي إن الجميع يسألون عني ويطالبون برجوعي وأن جون قرنق رحمة الله علي كان يتصل ويسأل هل كتب شوقي بدري شيئا كما كان منصور خالد ينتظر مواضيعي. وكبشر بسيط طبعا أحسست بالفخر كما كنت أفتخر جدا عندما كنت أسمع أن المحاربين في جبهة الشرق كانوا ينتظرون جريدة الفجر التي كانت تصدر في لندن لقراءة مواضيعي عن أم درمان وظرفاءها وتفاعلات سكانها . وكدت والله أن أقول لبكري سأكتب ولكن خفت ان انزلق في مهاترات وسباب وشتائم .
قديما كنا نذهب بانتظام إلي بنوك الدم في العباسية والموردة وحتى الأنادي خارج أم درمان ولكن هنالك بعض الأماكن كنا نتجنبها لأن الإنسان قد ينزلق ويشتبك مع بعض هواة الشتائم والمشاكل فلهذا أقول هذه الأمور لا تليق بسودانيات التي جعل منها خالد الحاج مثالا وحتى عندما نقول للآخرين نحن نكتب في سودانيات يقول البعض نعم ده موقع محترم ناس كلهم أولاد ناس.
التحية شوقي.
|