رسالة أب مكلوم أبتلاه الله في أبنه ....
إلي الأستاذ / عمر الشيخ سيد أحمد
دمعة حرى
بكيت كثيرا عصر ذلك اليوم
حينما عادت صغيرتي من الجامعة
تسابقها دموعها وتغلبها عبراتها
أخبرتني أن زملاء لها يسبقونها في الفصل قد استشهدوا فجر ذلك اليوم أثر حادث حركة مروع بمدينة أم درمان
بكيت لبكائها حينها
بكيت لفقدان الشباب
وضياع النبوغ
بكيت لدموعها الحري كثيرا
وللحظات الفراق الموجعة
وبكيت لغربة الإباء
أكثر
واليوم ..... وبعد قراءتي لرثائك لابنك وجدتني أجهش ببكاء لم أعرفه في حياتي
بكيت كما لو كنت أعرف صغيرك الشيخ
بكيت كما لو كنت قد شهدت مولده وفرحتكم به .. معكم
بكيت كما لو كنت قد خبرت طيب معشره ورجاحة عقله وحسن خلقه
بكيت لكلماتك المفجوعات
بكيت لحروف أب محسور
وبكيت لدموع أم مكلومة
آه كم هو موجع أن نرثي فلذات أكبادنا
آه كم هو حارق أن نرى آمالنا تتسرب من بين أيدينا كما الماء
ما الذي نملكه غير البكاء
مالذي نطلبه غير الصبر
وما الذي نأمله غير حسن الخاتمة ؟؟
أنفطر قلبي وأنا اسمع ندائك .. تقول
" يابني ...
لو كان الأجل يقاتل ... لقاتلته دونك
ولو كان العمر يفتدى .. لفديناك أنا وأمك
ولو كانت السنوات تشترى ... لشريناها لك
ولكانت الأيام توهب ... لوهبناك باقي أيامنا
ولكنه الآجل ..." وان أجل الله اذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون "
"صدق الله العظيم"
أرجو ان تتقبل عزائي وأنت لا تعرفني
أرجو ان تجد في كلماتي بعض السلوي وبعض العزاء
أرجو ان يلهمك الله العلي القدير وامه الصبّر
وما امضّه وما أمرّه
أبتهل الي المولى ان يتقبل فلذة كبدك ويحشره صديقا نبيا
وان يفرغ علي قلبك وامه سلوان وصبّر جميلين
أنه سميع مجيب
,ارجو من أخوتي واخواتي هنا خالص الدعاء لكم بالصبر والسلوان
وان يدخل الشيخ جنات الفراديس العلا
وان يتقبله مع الصديقين والشهداء
آمين
أم رفقة
|