ماذا سنفعل حين تضع الحرب أوزارها؟ !!! حسيــــن عبد الجليل

دعوة لمشاهدة فلمي ( إبرة و خيط ) !!! ناصر يوسف

قصص من الدنيا؛ وبعض حكاوي !!! عبد المنعم الطيب

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-09-2023, 08:23 PM   #[1]
أزهري سيف الدين
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أزهري سيف الدين
 
افتراضي حياة الدواخل (2) - بيوت خالد الباشا

حياة الدواخل (2) - بيوت خالد الباشا

"أمانة عليك تَخُت بالك على الجواك
علي الحلم البنينا بيوت"

دعوني أأخذكم في رحلةٍ ثانية عبر أروقة "حياة الدواخل"، حيث بدأت سابقًا برحلة طيور بدري الياس. هذه الحكايات، ليست مجرد سرديات عابرة، بل هي لوحات فنية ترسم العوالم الداخلية، التي تتفوق في غناها وجمالها على العوالم التي نعيشها بشكل يومي.

وفي هذه الرحلة، نغمر أنفسنا في فن العمارة المعنوية لـ "بيوت خالد الباشا". عوالم تم نسجها بين أحضان قصائد الباشا، هي ليست مجرد كلمات تُردد، بل هي أمبراطورية من المشاعر والإحساس، قام الباشا ببنائها، سواء كان ذلك متعمدًا أو من دون قصد.

"آه يا زول اهديتو بيوت
أديتو خيوط شعري الوقَّاد"

ظهر مشروع "بيوت" خالد الباشا بوضوح منذ البداية، من خلال قصيدته "إيديا فوق ايديك"، وهي من أوائل قصائده (1985م):

"ايديّا فوق ايديك
نبنيهو أجمل بيت
تبقيلي فيهو ضراي
وانا أبقى راس الخيت
.
.
نبنيهو طوف فوق طوف
بيت الأساس اخلاص
بي ريد وود مسقوف"

إذن من هنا بدأ الباشا في حفر (ساس) بيوته وتعميق أُسسها:

"يسعدني إنك بت هواي
تبّينا من شُفّع دقااااق
مغروسة في جوّايا ريد
ومحفورة سَاسَاتِك غُراق"

وعقب تثبيت (الساس)، سعى بسرعة لتشييد (بيوت دواخله)، تمامًا كما يفعل الأطفال بالرمل عند هطول المطر، ولكنها لم تصمد طويلاً:

‏‎”كِشِتِت كِشِت
برااااااااحة سويت قلبي بيت
.
.
والأغنيات
‏‎تتباكى .. بيت حاضنلو بيت
‏‎زي عز تسابات البلد
بب تررردرب
إترايمن افراحي بب
‏‎زي كني في يوم مابنيت”

وككل بانِ، الباشا لم يستسلم، وواصل في تشييد بيته:

“يا بت بريدك شان بيوت
جوّة الأحاسيس اتبنن”

ولم ينسى الباشا البئر في بيوت دواخله، لتغذّيه بالإحساس، وكأنه هنا يحكي عن معاناة الحفر، حتى بلغ مستوى العيون:

"داسيكِ في نفسي وبرااااي
في قلبي رابطك بي حجر
تتقاسمي انفاسك معاي
كلما حتلنا علي القعر"

فتفجّرت عيون الإحساس:

"لميني في حضنك بلد
دسيني يابت الحنين
في بير احاسيسك أبد
أنا نيل من الاشواق تحت
هيبة عويناتك رقد"

ومن غير الباشا يستطيع أن يلعب (الكَاك) في مساحة بئر؟

"أبيار حِنِّي
.
.
لِعب الكَاك في كِير إحساسـك
هالمحبوب وين طَلَوح منّي ؟
يا أشـواق رُكِّيني أحـبّك
جوّه حنـين رفقاتي وسنـّي
ويا أجراس خصمتك بالله
في صنّاية الذكرى ترنّي"

(يتبع)


https://youtu.be/L0BiQP5ini4?si=_p7TchJILnwEbLS2

..



أزهري سيف الدين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-09-2023, 05:43 PM   #[2]
عكــود
Administrator
الصورة الرمزية عكــود
 
افتراضي

تحياتي يا أزهري،
ويا لجمال ما تخط وأنت تغوص في معاني وما ورائيات النصوص!
أمتعتنا بتنقيبك في قصائد بدري الياس وها أنت تزيدنا كيل بعير في بيوت خالد الباشا، وما ذلك بكيلٍ يسر.

أقف محتاراً في التعليق على إقتباساتك من "بيوت" الباشا، فهي تناطح بعضها في الجمال وقد ازدانت بتعليقاتك المدهشة.
لكن "العندو باليلة ال يعاشيبا"، وما أنا بالبخيل.

اقتباس:
"ايديّا فوق ايديك
نبنيهو أجمل بيت
تبقيلي فيهو ضراي
وانا أبقى راس الخيت

نبنيهو طوف فوق طوف
بيت الأساس اخلاص
بي ريد وود مسقوف"
وشتان بين رغبة خالد الباشا في مشاركة "سميرو المشتول في ضميرو" لبناء بيت المحبة طوف فوق طوف، وبين من أراد شوف "أم عكشاً ضهب" الذي صرّح بنواياه تسوّر البيوت لرؤيتها، حيث قال:
اقتباس:
داير أنط الحوش دردرب
داير أشوف أم عكشاً ضهب
داير أضوق سجنك يا صنب
العكاكيز فوقي رب رب
ما بخليك إن إنضرب
إلا سيفاً يقطعني تب
لاحظ الفرق بين الهداوة والبداوة!

بجيك صاد



التعديل الأخير تم بواسطة عكــود ; 24-09-2023 الساعة 06:00 PM.
التوقيع:
ما زاد النزل من دمع عن سرسار ..
وما زال سقف الحُزُن محقون؛
لا كبّت سباليقو ..
ولا اتقدّت ضلاّلة الوجع من جوّه،
واتفشّت سماواتو.
عكــود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-09-2023, 05:57 PM   #[3]
عكــود
Administrator
الصورة الرمزية عكــود
 
افتراضي

اقتباس:
”كِشِتِت كِشِت
برااااااااحة سويت قلبي بيت
.
.
والأغنيات
‏‎تتباكى .. بيت حاضنلو بيت
‏‎زي عز تسابات البلد
بب تررردرب
إترايمن افراحي بب
‏‎زي كني في يوم مابنيت”
ما أشبه البيوت وهي تترايم في عز التساب، ببيوت الرملة المبلولة بعد المطر ونحن نبنيها حول أقدامنا، ولتقريب المعنى أقتبس لك من بوست سابق هذا المقطع:

اقتباس:
والأطفال قد استعجلوا لقاء البحر ورماله. يخوض بعضهم في مياه الساحل الضحلة، والبعض الآخر آثر أن يبني بيتاً صغيراً من الرمال المبلولة. يفعلون كما كنّا نفعل تماماً بعد أن يسقي المطر "رمال حلّتنا". يجعلون من أقدامهم الصغيرة قالباً يحتويه الترى، وعند ثباته، يسحبونها برفق حتّى لا ينهدّ ما بنوه. لا يلبثون كثيراً حتّى تداهم المنزل الهش موجة ناعسه، لكنها كافية لهدّه.
ذلك لعمري حالنا مع الحياة.
وأوصي خالد الباشا ألّا يحزن إن إترايمت بيوت أفراحه، فقد قال حمّيد:
اقتباس:
طين جروفي المني روّح
شالو هدّام الدميري
مابكاهو قليبي نوّح
شان هو يوم بيطلع جزيري
وقد طلعت أغنيات خالد الباشا بيوتاً وحدائق غنّاء.



التوقيع:
ما زاد النزل من دمع عن سرسار ..
وما زال سقف الحُزُن محقون؛
لا كبّت سباليقو ..
ولا اتقدّت ضلاّلة الوجع من جوّه،
واتفشّت سماواتو.
عكــود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-09-2023, 06:37 AM   #[4]
أزهري سيف الدين
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أزهري سيف الدين
 
افتراضي

يا سلام، سأعود برواقة يا عمدة لمداخلاتك الجميلة، خصوصاً القبة والمطر، فيها كتابات جميلة.



أزهري سيف الدين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-09-2023, 06:38 AM   #[5]
أزهري سيف الدين
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أزهري سيف الدين
 
افتراضي

(التُكُل) حاضر أيضاً في بيوت الباشا بكامل (غَبْرنته)، فقد سكن (السَكَن) جدرانه:

"وانا في بيوت شِعْرك تُكُل
غَبْرَنْتِي بي سَكَن الحريق
والناس تَعَدِّيبي وتفوت
بي فوق برابخ الحب شَقَيق"

وربما هذا (التُكُل)، هو المكان الذي احتضن (لَدَايات) الباشا الداخلية ومزاجات قهوته:

"لَدَايات شايك الرمّاي
مزاجات قهوتك جوّاي
أحاسيس فيني تتحكّر"

"بـي ياتو حق؟
سويتي قلبي الدافي بيت
وعَدّلتي بي شوقي المزاج؟"

المغنّية الأمريكية بيونسي في رائعتها "هَالو" أزالت (حِيط) بيوتها الداخلية بإرادتها بدون خراب أو ألم، لتفتح طريق القلب أمام حبيبها؛ لذلك (رقدت) الحِيَط كورقة خريف بدون مقاومة: "أتذكر تلك الأسوار التي بنيتها، حسنا حبيبي لقد انهارت، حتى أنها لم تبد أي مقاومة، ولم تصدر حتى أي صوت". أما الباشا فقد سوّر بيوته، ونقش على حِيطها على طريقة فن جداريات بانكسي وشقاوة المراهقين:

"مَوسِّما في بلدنا حروف
علي حِيط المحبة اخلاص
.
.
صغيري دخلتي جوووه الجوف
بنيتي بيوت حنينك طين"

"أمانة علي يظل اسمك حروف من نور
علي حيط الفؤاد مشخوت"

وفي قصيدته "بياض لبن"، انفرّ في حيشان البيوت فرحاً و(جَيّر) الجدران:

"فارّاني في الحيشان فرح
صارّاني في سرك وحيد
كلما يجونا الناس حباب
ألقاكي لون بيتنا الجديد"

ولم يغفل الباشا عن تزيين أبواب بيوته، ليذكرنا بـ “يا داخل هذه الدار، …”:

"رسومات روعتك تــذكار
على أبواب بيوت الحـي
محــل تاوَقْ لـقيتك شوق
مشتت في الشوارع ضي"

شكرًا شاعرنا الباشا الأنيق الجميل، على المتعة اللا متناهية التي تقدمها لنا. هي مجرد محاولة لاقتطاف زهرة من بستانك الوارف الذي يتفجّر جمالًا وعطاءً.

.



أزهري سيف الدين غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 09:13 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.