عن خالد الحاج أخوي ــ سأكتب
بسم الله الرحمن الرحيم
عن خالد الحاج أحكي
تكابَد المصائب وهو يغدو في غدوٍ وترحال يحاول جاهداً أن يفي متطلبات الحياة الكريمة ... يحاول أن يكون إنساناً مفيداً للآخرين ...
ظلت تناوشه بكثيرٍ من الألم ... أحوالُ الأطفال ... الأطفالُ المرضي بأمراضٍ فتاكه ... أمراضُ الإيدز والسرطان وكثيرٌ من الأمراضِ القاتلة ... والأطفال مجهولي الأبوين
ليس بيدهم هموا ملائكة الرحمن ...
كان يتألم لهم كثيراً جداً .. فوهب نفسه ليكون سادناً لخدمتهم ... كتب كثيراً وفعل أكثر من كتابته لأجلهم ... كان يكره الضيمَ ويكره الفسوق ويكره المتاجرة بإسم الشعوب .. فظلَ منافحاً للساسة وهموا يسدون قرصَ الشمس ويحولوا بينه وبين وصول أشعتها للأرض البور بأن تنبتُ قمحاً ووعداً وتمني ...
كابد ما كابد من مشقةِ الغوصِ في صراعه مع السفهاءِ الساسةُ البلهاء الحاكمين بأمر الدين وهموا السارقين الآكلينَ السُحتِ الحرام المارقين من ملةِ محمدٍ النبي الأمي صلوات الله وسلامه عليه..
عاني الأمرين .. لم يأخذ كغيره من شبابِ وطنه مساحةً للعملِ في مجاله ... عاني كثيراً حتي نال حيزاً في شركةٍ خاصة ... وقد تناوشته أيادي الغدرِ من الخونةِ بشتي أنواع العذابات والألم .. وكانت بيوت الأشباح تماثلُ عنده مزاراً قد تعود عليه كثيرا..
كل ما كان يملكه من مال كان للآخرين .. كان لعهدٍ قد قطعه لأجل عيون أطفالٍ زغبٍ وقد تناوشتهم الأمراضُ اللعينة .. والنظامُ الصحي في وطنهِ وقد تهاوي عميقاً عميقا ... كان يركب دراجته البخارية ذات اللون الأحمر ولللون الأحمرُ دلالة الإنتماء ... يطوفُ بها عاصمةُ وطنه المُستباح .. هنا وهناك ... يتفقد الأطفال والناس بمحبةٍ خالصةٍ لوجه الله ...
وحتي عندما ضايقوه المرتزقة ( أولاد الــ ......) ... هربَ بجلده إلا فيافي الدنيا .. ودنيا الله واااااسعة فأنتشروا فيها ..
ومن منفاه الإختياري بكامل الألم .. ظَلّ يمارس عادته الحبيبة لنفسه ... ظل يبحث عن أمكنةٍ وقد تفي بغرض تقديم العون لهؤلاء الأطفال في محنتهم ومحنة أهليهم ... فتكونت لديه الرغبة بتقديم خدمةٍ أفضل عبر الأسافير وكان موقعه الإلكتروني الأول لأجل عيون الأطفال أحباب الله ..
سودانيات عالم من المحبةِ والتواصل
عاني كثيراً في تأسيسه كمعاناته غربته عن وطنه وكمعاناته في نفاحه ضدَّ المتأسلمين السارقين الآكلين السُحتِ الحرام ...
وجاء البركلُ العملاق ليُضفي بعداً ووعياً ثقافياً وفكرياً آخر
ظل يُنقب في عمق تفاصيل الأشياء لأجل الإنسان ... بحث كثيراً وأستقصي دقائق الحقائق بتفاصيلها المُمِلَه ...لأجل إعلاء قيمة إنسانية الإنسان
كتب هنا وهناك ... كتب لأجل الإنسان .. كتب بشرف الكلمة وصانَ شرفها هي الكلمة لأجلِ إحقاقِ الحق والحقيقة ...
كانت أحلامه البكر كثيرةً وعميقة البُعدِ الإنساني ... إجتمع الناس جميعهم في محبتهم لشخصٍ نادر قلَّ ما يوجد مثله في الدنيا ..
أحبه من قابله وجهاً لوجه ...
أحبهُ من قابله عبر الكي بورد ...
أحبه كل من تداخل معه عبر حروفه النيرات ...
أحبه المختلفين معه فكراً قبل المتفقين معه ..
أحبه كل من قرأ كتاباته أو سمع عنها فقط ...
جاء إلي وطنه وهو يحمل بين جوانحه شوقاً لأهله .. أسرته الصغيرة وأسرته الكبيرة التي تماثلت إلي حقيقة عبر الأسافير
أهله أهل سودانيات والبركل ..
جاء وهو يحمل في جوفه شوقٌ دفين لأطفالٍ قد تعاظمت أمراضهم ..
جاء يحملُ في دفاتر المحبةٍ شوقٌ لبعض ما علق في نفسه ...
جاء ليخبرني بأنه راحلٌ من الدنيا الفانية أو هكذا حينما أخبرني علانيةً إبان أزمته الصحية الأخيرة وهو طريح الفراش بالمستشفي ...
وقد قالها لي من قبل هناك في منفاه الأوروبي قبل أشهرٍ مضت من العام الفائت ...
ولقد قالها لتوأم روحه العمدة عكود قبل مجيئه للوطن الجريح بأسبوعٍ فقط من نهاية العام الذي مضي ... كان خابراً برحيله ... لذا أعلمنا به علانيةً وكُنا نُجبره علي تغيير نمط الحديث ...
ثلاثة ليالٍ لم أذق فيها طعم النوم حينما قال لي :
يا بن عمي اللاب توب ده فيهو ملفات مهمة لازم تمسحها قبال ما تديهو لحُباب بتك ...
فقلت:
يا زول هوي إنتَ جنيت ... اللاب توب ده حيكون عندي أو عند أم حُباب لغاية ما تقوم بالسلامه يا زول وتجي تمسح ملفاتك بنفسك ..
فردني خاااااااااااااااائباً :
يا زول هه سلامة شنو البقوم بيها أنا تاني .. أنا ما خلاص .. ماشي ....
تعمدتُ تغيير الحديث بيد أنه مُصِرُ علي نعي نفسه أمامي علناً ...
مالك يا بن عمي وقد أوجعتني بفراقك وأنت ما زلت حي ... لماذا توجعني يا خاااااااااااااااالد لماذا ؟؟؟
وإني هُنا أُقسِمُ بالله العلي القدير .. بأني مواصلٌ في فعلك النبيل ما حييتُ يا خالد
حسبنا الله ونعم الوكيل
إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون
أللهم أغفر لعبدك
خالد الحاج الحسن
وتغمده بواسع رحمتك يا أرحم الراحمين
أللهم لا تفتنَّا بعده ولا تحرمنا أجره
أللهم أجرنا في مصابنا وأعطنا القدُرة علي المُضي قدماً فيما بدأه من فعلٍ إنساني عميق
أللهم آمين يا أرحم الراحمين
|