11-08-2021, 12:28 AM
|
#[3]
|
:: كــاتب نشــط::
|
تحياتي أخ حسن :
أنا من ناوا و كل اجدادي و جداتي منها . و بالمناسبة ناوا ليسا بجزيرة و لا شبه جزيرة بل تقع في الضفة الشرقية للنيل . تقع القولد , بتاعة في القولد التقيت بالصديق في الضفة الغربية مقابلة لناوا. وصف ناوا بالجزيرة هو أول الاخطاء الشائعة جدا عن ناوا (الله خلقني لم احتاج لركوب مركب للوصول الي ناوا اﻷ عندما اكون في القولد.) طبعا الاعتقاد الشائع بأن أهل ناوا سحاحير هو اعتقاد متجزر في المخيلة السودانية , و بمناسبته احكي لك القصة المضحكة التالية (علي وزن شر البلية مايضحك):
للوصول للخرطوم في الستينيات كان اهلنا بيركبوا باخرة نهرية حتي كريمة و من كريمة نركب قطر كريمة حتي الخرطوم . أحدي حبوباتنا كانت مسافرة دون رفقاء من ناوا للخرطوم . في القطر تعرفت علي اسرة سودانية أخري و استمروا يتونسوا حتي وصولهم الخرطوم . في ذلك المساء تأخر القطر في الوصول لمحطة الخرطوم و ظن المستقبلين بالخرطوم من أهل حبوبتنا أن القطر سيصل في صباح اليوم التالي فرجعوا لمنازلهم . القطر وصل حوالي الساعة ٣ صباحا و لم تجد حبوبتنا من يستقبلها في المحطة وهي لاتعرف شرق من غرب في الخرطوم.
بطيبة السودانيين المعهودة عرض عليها افراد العائلة التي تعرفت عليهم في القطر (ربما كانوا من أهلنا الشايقية ,الرباطاب اوالجعليين) أن تذهب معهم لمنزلهم , تقضي الليلة هناك و في الصباح يرجعوها محطة قطارات الخرطوم . وافقت الحبوبة و ذهبت معهم . الجماعة أكرموا حبوبتنا جدا كما هو متوقع , اتعشوا سوا ثم فرشوا العناقريب في الحوش للنوم . قبل النوم بدأت الونسة بسؤالها:
"أها ياحاجة انتي من وين ؟ "
"من ناوا ياولدي ! "
بعد ذلك رن علي المكان صمت كثيف , قطعه صوت صاحب المنزل الذي ذهب و أحضر سكينة كبيرة . تقول حبوبتنا أن الرجل طول الليل كان يسن سكينته بالمبرد وهو يردد بصوت عال :
"والله الليلة البيسل ضنبوا الله قال بقوله! "
غني عن القول أن حبوبتنا لم تنم في تلك الليلة من الخوف من السكين , كما أن افراد الاسرة المضيافة لم ينوموا من الخوف من السحارة , حتي أصبح الصبح - بعد ليل كان أطول من ليل أمرؤ القيس !
|
|
|
|