(((2)))
والسؤال المهم الآن هو: ما الذي جعل ناصر ذلك الفنان الملهم والمثقف خريج جامعة السودان وكلية الفنون والمسرح ... "تربية دكتاتوريات" ... وهو المفترض فيه أن يكون ابن المدرسة الكبرى مدرسة القرآن الكريم الذي ما فرط كتابه أي ما فرضه على الناس من شيء فما بالك بعالم السياسة الذي خرب كل شيء في بلادنا.
والشيء المؤكد بأن ناصر لا ذنب دنيوي له في ما حدث له ... فالتقصير أتى من حملة رايات الفلسفة وحماة العقيدة وفرسان المعبد في كامل بلادنا العربية والإسلامية ... فقد سبق وأن كتبت في مداخلة للأخ عايد في مفترعه الضخم "عن الأدب والفن والثورة" ما يلي:
".. تحياتي د. عايد
وشكراً على فتح هذه النافذة الهامة والتي تفتح الباب واسعاً للسؤال عن غياب أهم عنصر لقيادة ثروات الشعوب من الأدب والفن وهو عنصر الفلسفة الذي يزن الأفكار والدعوات بميزانه الثلاثي (المنطق والأخلاق والجمال) ... علماً بأن الأدب والفن ثروات لا تقدر بثمن وضياعها قد يقود لخسارة مضاعفة ... فنفقدها وتعمل ضدنا.
وصدقني غياب عنصر الفلسفة وعدم قيام الفلاسفة ودارسي الفلسفة بواجهم في أي بلد يجعل من بعض أهم النخب السياسية (براقش) تلك الغنماية التي سعت لحتفها بظلفها. ويجعل من الأدب والفن سلاح بيد العدو ... فالأديب والشاعر والفنان تقودهم العاطفة التي يمكن إثارتها بالوعود البراقة والشعارات الطنانة ... وهنا يأتي دور الفلاسفة المخلصين في كشف حقيقة الوعود والشعارات ... وتوجيه مركزية الشعب وعقله الجمعي نحو عاطفة صحيحة تبني ولا تهدم ...
فشعار فلسفة ما بعد الحداثة بحسب ما فهمت من مناصريها، لا يأبه بالمصدر: دين، فكر، أو حتى نزيل مستشفى الأمراض العقلية ... فهو يشترط فقط الخطاب المفهوم في الفضاء العام ... أي عندما تتحدث في السياسة - وأي كانت وسيلة خطابك (شعر فن أدب دين) - يجب أن يكون خطابك مفهوماً ومنطقي وقابل للنقد. وهذا بالضبط ما أفتقده خطاب الأحزاب الشمولية في السودان فكانت مايو ومن بعدها الإنقاذ وحالنا يغني عن الشرح والطرح.
فهل نحلم بأن يقوم أهل الفلسفة في السودان وجمعيتهم القائمة بواجبهم؟."
ونواصل ....
التعديل الأخير تم بواسطة أبو جعفر ; 11-08-2021 الساعة 04:22 PM.
|