نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-08-2021, 01:59 PM   #[1]
عايد عبد الحفيظ
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي عن الأدب والفن والثورة

عن الأدب والفن والثورة

أرسلت فيديو لصديق قبل سقوط نظام البشير فيه قصيدة لمحمود درويش . . أرسل لى رسالة يقول فيها: يا رااايق إنت . . كنت وقتها أعانى داخل تجمع المهنيين وأنتظر إعتقالا مؤكدا حدوثه وغير معروف توقيته . .
التساؤل هل ينبغى أن توجه أى كتابة أو تواصل أو حتى ونسة عادية للثورة والبلد وحالها . . أم أن هنالك مساحات للأدب والفن والونسة ولا تعتبر خروجاً عن النص . .
لعل هذه الأراء كانت إمتداداً للنماذج النقدية الصارمة للواقعية الإشتراكية فى مرحلة الخمسينات والستينات من القرن العشرين . .
كان إحتفاءنا كبيراً بوثيقة الحزب الشيوعى ~ نحو حساسية شيوعية تجاه الإبداع والمبدعين ~ فى نهاية السبعينيات . . وبمحاضرة الراحل المقيم الشاعر الكبير جيلى عبد الرحمن . . وكانت فى صوفيا عاصمة بلغاريا آبان زيارته لها . . وكان جيلى قد إنحاز للأدب والفن ولم يخرج عما قاله معاوية محمد نور قبل زمن طويل . .
محمود أمين العالم قال فى حوار معه : أنه ممزق بين ثلاثة أشياء . . الشعر والفلسفة والعمل السياسى . .
ويقول أن رؤيته النقدية للعمل الأدبى تشمل مجمل بنيته التعبيرية الجمالية فى سياقها التاريخى الأدبى والإجتماعي وفاعليتها الموضوعية . .
يمكن أن ألخص فى ما يلى :
كل شعر جميل وكل فن جميل هو ثورة حقيقية . .
وكل ثورة حقيقية هى شعر جميل وفن جميل . .
كل قيمة جمالية خالصة هى فى حد ذاتها رسالة تنوير وتوعية ومتعة وتواصل إنسانى . .



التوقيع: وانا . . من انا يا سيدى
سوى
واحد من جنودك يا سيدى
خبزه . .خبز ضيق
ماؤه . . بل ريق
والممات بعينيه . . كالمولد
واحد من جنودك يا . . سيدى
يركع الان ينشد جوهرة
تتخبأ فى الوحل
او قمرا فى البحيرات
او فرسا فى الغمام
امل دنقل
عايد عبد الحفيظ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-08-2021, 02:13 PM   #[2]
عايد عبد الحفيظ
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

كتب الأستاذ مصطفى معروفى
الأستاذ الكريم Aaid Hafeez
الأدباء اليساريون و منهم الشعراء في فترة من الفترات جنوا على الأدب جناية كبيرة ،بحيث كانت نصوصهم عبارة عن مناشير سياسية تقريرية و مجرد بوق أو دعاية مجانية لأيديولوجية الحزب و طموحه السياسي المقنع بالشعبوية و الركوب على واقع الفلاحين و العمال و الطيقة الشعبية الفقيرة الخ.و قد تفطن في آخر الأمر لهذا الواقع الأدبي المزري بعض من ركبوا هذه الموجة ،فصرنا نقرأ لهم آراء و وجهات نظر ترى الأدب فعالية إنسانية لها شروطها كي تتحقق ،بينما الأيديولوجية الحزيبة او حتى نكون دقيقين النظرة الماركسية للادب جعلت من هذا الأخير مجرد وسيلة للنضال ـ كذا ـ لا يختلف عن خطبة الزعيم الكاريزمي و توابعه.و كانت تنظيرات أدونيس في أعين هذه النظرة عبارة عن تمييع لوظيفة الشعر و الأدب عموما.المهم أن التمرد حصل و يدأنا نقرأ نصوصا أخرى مختلفة في الشكل و المضمون تتحرر تدريجيا من قيود الواقعية المبتذلة التي كانت سائدة عندهم.
إشارة:
أتذكر أن جيلي عبد الرحمن و محمد الفيتوري و تاج السر حسن كانوا حاضرين في المشهد الثقافي السبعيني بقوة في المغرب.،لأسباب متعددة منها التقارب الأيديولوجي على ما أعتقد.



التوقيع: وانا . . من انا يا سيدى
سوى
واحد من جنودك يا سيدى
خبزه . .خبز ضيق
ماؤه . . بل ريق
والممات بعينيه . . كالمولد
واحد من جنودك يا . . سيدى
يركع الان ينشد جوهرة
تتخبأ فى الوحل
او قمرا فى البحيرات
او فرسا فى الغمام
امل دنقل
عايد عبد الحفيظ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-08-2021, 02:14 PM   #[3]
عايد عبد الحفيظ
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

مصطفى معروفي أستاذنا الجميل . . رغم أننا كنا فى عنفوان شبابنا . . وكنا نمتلئ بالرغبة فى تغيير العالم كله وليس بلداننا فقط . . وكان الحماس يجرفنا بأمواجه العاتية فنقول ونفعل ما يقوله ويفعله الشباب غالبا فنقسم الدنيا لخير وشر . . وأسود وأبيض . . ولا نعترف بلحظات الضعف والوهن الإنسانى لكننا رغم كل ذلك كنا نتعاطف ونعجب وندافع عن الكتاب الممتلئين بالموهبة والجمال . . غيرنا رأينا سريعا بأن عرس الزين محاولة لتمييع الصراع وجمع التناقضات . . أحببنا لوركا وجيلى وعلى عبد القيوم والدوش ومحجوب شريف ولا زلنا نحب السياب وصلاح عبد الصبور وصلاح أحمد إبراهيم ولا زلنا نستمتع بقصائد العشق والحب والجمال . .
لم تخرج الواقعية الإشتراكية عن شروط واقعها الإجتماعى التاريخى وكانت تعبيرا عنه . . وحتى نظريات علم الجمال الماركسى لم تخرج عن هذه الشروط . .
فى علم الجمال أن البطل الإيجابى . . البطل القدوة . . المثل الأعلى . . لا يعكس إلا جوانب الحياة الأكثر قيمة وحيوية وجاذبية . . وأنه لا يكون خارقا للطبيعة ولكنه بطل إنسانى يلهم لأنه يتفق مع المصالح الحيوية للناس الذين تقبلوه كتجسيد لأمآلهم ولكن المجتمع وفى كل مرحلة متقدمة من تطوره يفرز مثلا اعلى جديد . . كتبت روايات جميلة وشعر جميل فى ذلك الوقت وكان الغث ايضا حاضرا ومتلفحا برداء الثورة والتغيير . .
وكان للأدب أيضا دوره فى قراءة الحاضر والتنبوء بالمستقبل مثلما فعلت رواية ذوبان الثلوج لو أسعفتنى الذاكرة . .
قال معاوية محمد نور وقالت نحو حساسية وقال جيلى وقال النقد الأدبى الحديث أن شروط العمل الجيد هو :
الموهبة
والصدق الفنى
أين يكن موقعك
شكرا أستاذ مصطفى معروفي



التوقيع: وانا . . من انا يا سيدى
سوى
واحد من جنودك يا سيدى
خبزه . .خبز ضيق
ماؤه . . بل ريق
والممات بعينيه . . كالمولد
واحد من جنودك يا . . سيدى
يركع الان ينشد جوهرة
تتخبأ فى الوحل
او قمرا فى البحيرات
او فرسا فى الغمام
امل دنقل
عايد عبد الحفيظ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-08-2021, 05:36 AM   #[4]
أبو جعفر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبو جعفر
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عايد عبد الحفيظ مشاهدة المشاركة
مصطفى معروفي أستاذنا الجميل . .
قال معاوية محمد نور وقالت نحو حساسية وقال جيلى وقال النقد الأدبى الحديث أن شروط العمل الجيد هو :
الموهبة
والصدق الفنى
أين يكن موقعك
شكرا أستاذ مصطفى معروفي

تحياتي د. عايد
وشكراً على فتح هذه النافذة الهامة والتي تفتح الباب واسعاً للسؤال عن غياب أهم عنصر لقيادة ثروات الشعوب من الأدب والفن وهو عنصر الفلسفة الذي يزن الأفكار والدعوات بميزانه الثلاثي (المنطق والأخلاق والجمال) ... علماً بأن الأدب والفن ثروات لا تقدر بثمن وضياعها قد يقود لخسارة مضاعفة ... فنفقدها وتعمل ضدنا.

وصدقني غياب عنصر الفلسفة وعدم قيام الفلاسفة ودارسي الفلسفة بواجهم في أي بلد يجعل من بعض أهم النخب السياسية (براقش) تلك الغنماية التي سعت لحتفها بظلفها. ويجعل من الأدب والفن سلاح بيد العدو ... فالأديب والشاعر والفنان تقودهم العاطفة التي يمكن إثارتها بالوعود البراقة والشعارات الطنانة ... وهنا يأتي دور الفلاسفة المخلصين في كشف حقيقة الوعود والشعارات ... وتوجيه مركزية الشعب وعقله الجمعي نحو عاطفة صحيحة تبني ولا تهدم ...

فشعار فلسفة ما بعد الحداثة بحسب ما فهمت من مناصريها، لا يأبه بالمصدر: دين، فكر، مستشفى الأمراض العقلية ... لكنه يشترط الخطاب المفهوم في الفضاء العام ... أي عندما تتحدث في السياسة - وأي كانت وسيلة خطابك (شعر فن أدب دين) - يجب أن يكون خطابك مفهوماً ومنطقي وقابل للنقد. وهذا بالضبط ما أفتقده خطاب الأحزاب الشمولية في السودان فكانت مايو ومن بعدها الإنقاذ وحالنا يغني عن الشرح والطرح.

فهل نحلم بأن يقوم أهل الفلسفة في السودان وجمعيتهم القائمة بواجبهم؟.






التوقيع:
مسك العصا من النصف لا يوصلها إلى رأس الحية
آفة الرأي الهوى
أبو جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-08-2021, 07:10 PM   #[5]
عايد عبد الحفيظ
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو جعفر مشاهدة المشاركة

تحياتي د. عايد
وشكراً على فتح هذه النافذة الهامة والتي تفتح الباب واسعاً للسؤال عن غياب أهم عنصر لقيادة ثروات الشعوب من الأدب والفن وهو عنصر الفلسفة الذي يزن الأفكار والدعوات بميزانه الثلاثي (المنطق والأخلاق والجمال) ... علماً بأن الأدب والفن ثروات لا تقدر بثمن وضياعها قد يقود لخسارة مضاعفة ... فنفقدها وتعمل ضدنا.

وصدقني غياب عنصر الفلسفة وعدم قيام الفلاسفة ودارسي الفلسفة بواجهم في أي بلد يجعل من بعض أهم النخب السياسية (براقش) تلك الغنماية التي سعت لحتفها بظلفها. ويجعل من الأدب والفن سلاح بيد العدو ... فالأديب والشاعر والفنان تقودهم العاطفة التي يمكن إثارتها بالوعود البراقة والشعارات الطنانة ... وهنا يأتي دور الفلاسفة المخلصين في كشف حقيقة الوعود والشعارات ... وتوجيه مركزية الشعب وعقله الجمعي نحو عاطفة صحيحة تبني ولا تهدم ...

فشعار فلسفة ما بعد الحداثة بحسب ما فهمت من مناصريها، لا يأبه بالمصدر: دين، فكر، مستشفى الأمراض العقلية ... لكنه يشترط الخطاب المفهوم في الفضاء العام ... أي عندما تتحدث في السياسة - وأي كانت وسيلة خطابك (شعر فن أدب دين) - يجب أن يكون خطابك مفهوماً ومنطقي وقابل للنقد. وهذا بالضبط ما أفتقده خطاب الأحزاب الشمولية في السودان فكانت مايو ومن بعدها الإنقاذ وحالنا يغني عن الشرح والطرح.

فهل نحلم بأن يقوم أهل الفلسفة في السودان وجمعيتهم القائمة بواجبهم؟.



تحياتى أستاذ أبو جعفر
مداخلتك محفزة دائماً للسعى وراء
القضايا التى تطرحها . .
قرأنا أدب الواقعية الإشتراكية،
بعضه كان فجاً ويشبه النشرات
الرسمية لحكومة أو حزب ،ولكن
بعضه عبر عن تلك الفترة بصدق
وأبدع فى طرح همومها ومشاكلها ،
لكننا ظللنا نفكر فى ماهية هذه
الأشياء التى نقرأها أو نشاهدها
أو نسمعها . .
تساءلنا عن سر الجاذبية التى
تجعلنا ندور حولها أو داخلها .
إنحزنا لما ظنناه أدباً أو فناً
صادقاً . . إكتفينا بما تفعله
فينا القصيدة أو القصة أو
الرواية أو الفيلم أو المسرحية
أو الأغنية أو اللوحة . . وإذا
كانت ستوصلنا إلى حالة
الإمتلاء البهيج .
لم أهتم بنظريات النقد الأدبى
والفنى وما خطرت ببالى فكرة
دور الفكر فى الأدب والفن ،
والعلاقة بينهما .
أستعنت بقوقل فوجدت ما
أخذنى ليومين متتالين .
أدناه جزء من مقال فيه
تلخيص لهذه العلاقة المعقدة .

الواقعي والمتخيل

تعتقد الفيلسوفة الأميركية مارتا نسباوم (Martha Nussbaum) أن الرواية الأدبية يمكنها أن تهذب الإنسان وتعزز فيه حسه الأخلاقي. فالسرد الروائي المبني على الخيال الإبداعي يهز الوجدان هزاً خلاصياً على غير ما يستنهضه التحليل الفلسفي المحض. لا يستطيع الفيلسوف، بحسب نسباوم، أن يستجلي كل لطائف الحب في استقصاءاته النظرية، في حين أن السرد الروائي يستكشف في اختبارات الحب، الواقعية والمتخيلة، أبعاداً جليلة لا يفطن إليها الناس في المألوف من تصوراتهم.

خلاصة القول، إن الأدب يسحر بعصيانه وتفلته وتهوره، في حين أن الفلسفة تهذب بانضباطها ودقتها ورصانتها، ولو أن بعض التيارات الفلسفية المعاصرة كفرت بالانضباطية والمنهجية والمنطقية. فمن مهمة الفيلسوف أن يترصد ابتكارات الأدباء والشعراء حتى يستجلي سمات العالم الخيالي الذي ينشئونه، وقد غمروه بفائض من المعنى. من وظيفته أيضاً أن يتجنب السقوط في المتاهات السحيقة التي يحفرها الأدب في معترك الاختبار الوجداني. فالشاعر الذي يتخيل نفسه مقتحماً أسوار التسامي المطلق، وقد أذابت جناحيه النار الإلهية التي كان يطمع في اختلاسها، لا يملك إلا أن يضاعف في الفيلسوف حس الخفر والحذر والحيطة، ويدفعه إلى الاعتصام بوعيه الناقد وبصيرته النافذة. أمام الجنات الغناء التي يبتدعها المخيال الأدبي، تظهر حديقة التأمل الفلسفي في مظهر الصحراء القاحلة والأرض القفر. في ذلك تنعقد رسالة الزهد والتقشف الطوعي في الفلسفة. لا يركن الفيلسوف إلى شطحات الشاعر الإغريقي المغناء أورفيوس (Orphée)، بل يعتصم برغبة البحث المضني التي كانت تضرم عقل البطل الهوميروسي الإغريقي وملك إيتاكا أوليسيوس (Ulysse)، وقد استرشد بفطنته الذهنية الخارقة لينعتق من إغواءات الحوريات المنبعثة من بحيرات الحياة.

دعماً للتماسك المنطقي الخاص بالتعبير الأدبي، يستحضر الشاعر الفرنسي بول فاليري (1871-1945) الأبعاد الفلسفية التي تكتنز بها قصائد الشعر: "كل شاعر حقيقي يستطيع، بقدرة تتخطى ما نعرفه عنه على وجه العموم، أن يفكر تفكير المنطق السليم والتجريد النظري. بيد أنه يجب علينا ألا نبحث عن فلسفته الفعلية في ما يسوقه من قول تتباين مقاديره الفلسفية. أعتقد أن الفلسفة الأشد أصالة لا تتجلى في أغراض تفكيرنا على قدر ما تتجلى في فعل الفكر عينه وفي اشتغالاته" ("الفلسفة والفكر المجرد"، الأعمال الكاملة، الجزء الأول، 1957، ص 1335-1336). ديدن الفيلسوف أن يدرك حقيقة الوجود ويستجلي عمق المشاكل الإنسانية. أما الأديب، فسعادته في الاختبار الذي يتخطى الإدراك. لذلك سيظل الأدب امتحاناً عسيراً أمام الفيلسوف الساعي إلى الاقتصاد والتحوط والتفحص. ولكن التفكر الفلسفي يجب أن يبقى بمنزلة الضمانة العليا التي تحصن الوعي الإنساني، وتعصمه من الاستغراق في عوالم التوهم الجذاب. الأدب تفنن وبراعة وتأنق، فترسل وتدفق وشطح. أما الفلسفة، فنظر وتبصر وتفحص، فتدبر وإمساك ونقد.



التوقيع: وانا . . من انا يا سيدى
سوى
واحد من جنودك يا سيدى
خبزه . .خبز ضيق
ماؤه . . بل ريق
والممات بعينيه . . كالمولد
واحد من جنودك يا . . سيدى
يركع الان ينشد جوهرة
تتخبأ فى الوحل
او قمرا فى البحيرات
او فرسا فى الغمام
امل دنقل
عايد عبد الحفيظ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-08-2021, 12:23 PM   #[6]
أبو جعفر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبو جعفر
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عايد عبد الحفيظ مشاهدة المشاركة
ولكن التفكر الفلسفي يجب أن يبقى بمنزلة الضمانة العليا التي تحصن الوعي الإنساني، وتعصمه من الاستغراق في عوالم التوهم الجذاب. الأدب تفنن وبراعة وتأنق، فترسل وتدفق وشطح. أما الفلسفة، فنظر وتبصر وتفحص، فتدبر وإمساك ونقد.
تحياتي د. عايد
وحقيقي مداخلة من الوزن الفكري الثقيل ... لأن عالمنا وصراعاته التي لا تنتهي بين الخير والشر ... وتخفي الشر في فراء الخير ... يلزمنا باتخاذ ضوابط فكرية تتخطى فكر أهل الشر وتحجم شرهم ... وتكشف تحريفهم للصراع لوجهات هي في حقيقتها متعايشة ومتنافسة لرفعة المجتمع ... وليست متصارعة بأي حال ... مثل الطبقات والأحزاب السياسية والمذاهب الدينية.

وهذا المفهوم بضرورة الضوابط وضرورة تفويضها لعلوم الفلسفة ... هو مسألة ضرورية جداً حتى نتجنب المعارك العاطفية التي يثيرها أهل الابداع والفن والسياسة وتضعف مسيرتنا ... فالشاعر والروائي والفنان الذي يريد أن يجري مبضعه في الواقع بمثلما يفعل مع الورق عليه أن يكون واعياً بمتطلبات الواقع وقوانينه التي يسير عليها ... وإلا دخل في مناقضة نفسه بنفسه كما فعل الشاعر محجوب شريف حين كتب بأن مايو ستبني إشتراكية وترفع "راية هم خلوها فوق السارية متكية" ثم في النهايات كتب واصفاً مايو بالمهزلة، حيث أبدع قائلاً:
حمد الله ألف على السلامة
انهد كتف المقصلة
السجن ترباسو انخلع
تحت انفجار الزلزلة
والشعب بي أسرو اندلع
حرر مساجينو وطلع
قرر ختام المهزلة.

وأنظر أخي إلى هذه الثلاث قامات عبد الخالق محجوب السياسي، ومحمد عثمان وردي الفنان، ومحجوب شريف الشاعر، يتلاعب بهم النميري بمجرد جرة تتك. فهل كان هذا ممكناً لو أنهم التزموا في عالم (السياسة الواقعية) بما خطه فلاسفة العقد الاجتماعي وقضوا على الصراع بتحكيم الحقوق المكتسبة للإنسان - بحكم إنسانيته - في حكم نفسه.

وأختم بأن نعم للفن والأدب والثورة، ولكن على هدى الحكمة وتحكيم رجالها أي أساطين الفلسفة فهم من يربط بين مكونات المجتمع وابداعها ... بعلوم المنطق والأخلاق والجمال.



التوقيع:
مسك العصا من النصف لا يوصلها إلى رأس الحية
آفة الرأي الهوى
أبو جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-08-2021, 11:21 PM   #[7]
أبو جعفر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبو جعفر
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عايد عبد الحفيظ مشاهدة المشاركة
عن الأدب والفن والثورة
التساؤل هل ينبغى أن توجه أى كتابة أو تواصل أو حتى ونسة عادية للثورة والبلد وحالها . . أم أن هنالك مساحات للأدب والفن والونسة ولا تعتبر خروجاً عن النص.

تحياتي عايد
جمعتني اليوم جلسة عائلية مع أحد خبراء الأمم المتحدة ... ووجهت إليه سؤالك حول الخروج والابتعاد بساحات الأدب والفن عن الهم السياسي والمجتمعي ... فقال لي بأن من أهم الوسائل التي يعتمدون عليها في طرح مفاهيم حقوق الإنسان هي الأدب والفنون ... وذكر لي بأن المفهوم كل ما كان مخفياً داخل النص الأدبي كان وقعه على المتلقي أكبر لأنه يصل بصورة محببة للإنسان ... ويظل يذكره كمعلومة جاءت وسط باقة جميلة وبعيدة عن الجفاف الأكاديمي والدعوي ... وهذا ما نجده بصورة كثيفة جداً في رواية موسم الهجرة للشمال لعبقري الرواية العربية الطيب صالح ... ورواية خان الخليلي لنجيب محفوظ ... علماً بأن نجيب محفوظ لا يخفي بأنه دائماً ما يقصد إلى دس آراءه السياسية فيما يكتب ... خاصة وأنه عايش نظام قابض مدة 15 عام في أوج نشاطه الروائي.

وأختم بأن هل من الممكن بعد هذا أن نعتبر أعمدة العمل الفني هي:
1- الابداع.
2- إثراء الزخيرة اللغوية للمتلقي
3- دفع المسار السياسي للأفضل.

وبالنسبة للنقطة الثانية ... أذكر بأنني - ذات مرة - دخلت مكتبة في منطقة الهاشماب بأمدرمان ... ووجدت مجموعة كاملة لروايات الكاتب الروسي ميخائيل شولوخوف، والتي حصل بفضلِها على جائزة نوبل للآداب وحقَّقت له شهرة عالمية ... ولكني وجدتها مترجمة للأنجليزية ... وعندما طلبت منه نسخة عربية قال بأن النسخة الأنجليزية فائدتها أكبر للقارئ ... فقلت له على العكس لأننا نكتب بالعربية وإثراء اللغة التي نكتب بها أفضل من اللغة التي نتعامل معها كمادة للقراءة فقط.








التوقيع:
مسك العصا من النصف لا يوصلها إلى رأس الحية
آفة الرأي الهوى
أبو جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-08-2021, 04:44 PM   #[8]
عايد عبد الحفيظ
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

أستاذ أبو جعفر
تحياتى
كنا فى المرحلة الجامعية عندما صدرت
رواية عرس الزين ، لم نحتفى بها عند
صدورها ، عشت صراعاً بين حبى للطيب
صالح وبين حماسنا ونشاطنا ضد حكم
الفرد المطلق ، قلنا أن الطيب صالح
ميع الصراع فى السودان ، وأنحاز
للحلول السهلة ، للحلول المثالية التى
لا علاقة لها بالواقع . .
فى تلك الفترة أتيحت لنا فرصاً
كثيرة ، وأنفتحت أمامنا آفاقاً لا
تحدها حدود فى الأدب والفن ،
ومدارس مختلفة ، قرأنا للكتاب
الروس ، وكتاب من الجمهوريات
السوفيتية الأخرى كرسول حمزاتوف
وكتابه الجرئ ، المبصر لما وراء الأشياء
داغستان بلدى ، وواصلنا قراءة كتاب
الوجودية ، وكانت تأتينا روايات
عبد الرحمن منيف ، وحنا مينا ،وأميل
حبيبى، وغسان كنفاني وأشعار درويش
وسميح القاسم والأبنودى واغانى الشيخ
أمام ومارسيل خليفة ، وأشعار محجوب
شريف والقدال وهاشم صديق وجيلى
عبد الرحمن وعلى عبد القيوم وعمر
الطيب الدوش وعبد الرحيم أبوذكرى
(قضى سنة أو أكثر برومانيا قبل أن
يذهب للإتحاد السوفيتى)
تعرفنا على كتاب من أمريكا اللاتينية ،
تعرفنا على سينما جديدة إيطالية وفرنسية
ومن الإتحاد السوفيتى ومن المجر وألمانيا
والسويد ومن أمريكا اللاتينية ، تعرفنا
على البالية وبعضنا كان يذهب للأوبرا،
وعدت للطيب صالح ولم تعد نظرتى
بالضيق الذى كانت به . . وكانت كما
ذكرت فى بوست آخر محاضرة جيلى
عبد الرحمن فى صوفيا عن الأدب والفن
والشروط التى تحكم المبدع ويحكم بها
على المبدع ، ووثيقة نحو حساسية
شيوعية تجاه الإبداع والمبدعين ،
وآخر ما توصل إليه النقد الأدبى الحديث ،
كانت كلها وأشياء أخرى قد قادتنا
لنعيد النظر فى عرس الزين ونتفهم
الظروف التى كتبت فيها ووجود
الطيب صالح خارج السودان وأحساس
من هم بالخارج بأن كل شئ لا بأس
به إن لم يكن جميلاً ، الكتاحة، والشمس
الحارة التى تطارد الناس فى الشوارع
والمواصلات والمعاناة ، كلها يراها من
بالخارج بمنظار الشوق والحنين ،
والنزعة الصوفية فى الطيب صالح
والتى تجلت بوضوح فى رواياته
التى تلتها .
كل نظريات النقد الأدبى الحديثة ،
إتفقت على أن أهم شرطين للحكم
على العمل الأدبى أو الفنى هما :
الموهبة
والصدق الفنى
لا يهم موقع الكاتب ، أو الفنان السياسى
فلو كان موهوباً وصادقاً فنياً فسيكتب
ضد إتجاهه السياسى لو عمل إتجاهه
ضد حق
الإنسان فى الحياة الكريمة وفى العدالة
والحرية والمساواة .
لك شكرى على مرورك وعلى إثرائك
هذا البوست بالمداخلات الجادة
الرصينة .



التوقيع: وانا . . من انا يا سيدى
سوى
واحد من جنودك يا سيدى
خبزه . .خبز ضيق
ماؤه . . بل ريق
والممات بعينيه . . كالمولد
واحد من جنودك يا . . سيدى
يركع الان ينشد جوهرة
تتخبأ فى الوحل
او قمرا فى البحيرات
او فرسا فى الغمام
امل دنقل
عايد عبد الحفيظ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17-08-2021, 09:06 AM   #[9]
ناصر يوسف
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية ناصر يوسف
 
افتراضي

نقاش و حوار موجب



متابعة و لا إضافة عندي فقط



متابعة



شكراً د. عايد

شكراً أبو جعفر



التوقيع:
ما بال أمتنا العبوس
قد ضل راعيها الجَلَوس .. الجُلوس
زي الأم ما ظلت تعوس
يدها تفتش عن ملاليم الفلوس
والمال يمشيها الهويني
بين جلباب المجوس من التيوس النجوس
ناصر يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18-08-2021, 10:00 PM   #[10]
أبو جعفر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبو جعفر
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عايد عبد الحفيظ مشاهدة المشاركة
كل نظريات النقد الأدبى الحديثة ،
إتفقت على أن أهم شرطين للحكم
على العمل الأدبى أو الفنى هما :
الموهبة
والصدق الفنى

لا يهم موقع الكاتب ، أو الفنان السياسى
فلو كان موهوباً وصادقاً فنياً فسيكتب
ضد إتجاهه السياسى لو عمل إتجاهه
ضد حق
الإنسان فى الحياة الكريمة وفى العدالة
والحرية والمساواة.

تحياتي د. عايد
ومداخلة من البلاتين ... لأن أساطين النقد في عالمنا خبراء في قاعدة ضيق العبارة واتساع المعنى ... فهاهم يجمعون كل مطلوبات العمل الفني والأدبي تحت شرط: (الموهبة، والصدق الفني) ... فالإنسان مفطور على إكتشاف ما ينفعه مما يضره متى ما سلط له الضوء عليه ... علماً بأن أهل الغرب لا يتركون حياتهم تسير سداح بداح ... وإنما يخضعون كل ما يحيط بهم للدراسة بواسطة المختصين ... فما بالك بالعمل الفني والأدبي.

ومن هنا أرجو أن نخضع حياتنا وما يحيطنا من ظلال ثقافية للدرس والتحليل حتى نسير بها نحو الأفضل ...

أما طلبك بأن يكتب المبدع ضد قناعاته وفاءً للصدق الفني ... فهذه دونها خرط القتاد في عالمنا الثالث.






التوقيع:
مسك العصا من النصف لا يوصلها إلى رأس الحية
آفة الرأي الهوى
أبو جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18-08-2021, 10:38 PM   #[11]
أبو جعفر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبو جعفر
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناصر يوسف مشاهدة المشاركة
نقاش و حوار موجب
متابعة و لا إضافة عندي فقط
شكراً أبو جعفر

على العكس يا فنان دي ساحتك ساحة علاقة الفن بالفلسفة، والخربنا بيها مفترع (سينما مختلفة) مستغلين طيبة الدكتور الذي كان من المفترض يضعنا الإثنين في قائمة التجاهل ... ولو كان الأمر بيدي لأمرت بأن تصبح علوم الفلسفة مثل علوم الدين تدرس من المهد إلى اللحد ... لآن الفلسفة هي الجدار الحامي لكل معطيات حياتنا من أدب وفن وسياسة ودين وعلوم وووو

المهم الآن هو أن د. عايد أدخلكم يا أهل الفن تحت شرط ضيق المبنى ولكنه واسع المعنى ... فما ينتجه الفنان يجب أن يرى فيه مستقبل أجيال لن يسعفه العمر لحضور عهدهم ... وبقراءة مختلفة عن السائدة في زمانه ... فأهل اللغة يجمعون على أن دلالات النص الجيد تنمو وتتمدد عبر الزمن لتغطي ما يستجد من مفاهيم تحتاج إلى قراءة مغايرة ... والكثير من النصوص الأدبية والفنية تحقق ذلك.

وأضرب لك مثل ... لا زالت مسرحية: (نبتة حبيبتي) للضخم هاشم صديق ... تثري حياتي وبقراءة مختلفة عن أول مشاهدة لها.

حبيبتي نبته متين يزور ليلك صباح
يا ريتني لو اقدر اعيش واحميك من عصف الرياح








التعديل الأخير تم بواسطة أبو جعفر ; 19-08-2021 الساعة 12:53 PM.
التوقيع:
مسك العصا من النصف لا يوصلها إلى رأس الحية
آفة الرأي الهوى
أبو جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-08-2021, 10:14 PM   #[12]
عايد عبد الحفيظ
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

شكراً أستاذ ناصر
كل هذا لم يكن سيحدث لولاك
لولا جهودك
ومثابرتك
ومحبتك لسودانيات
وأهلها
وقبلها محبتك لبلدك
ولك مودتى ومحبتى



التوقيع: وانا . . من انا يا سيدى
سوى
واحد من جنودك يا سيدى
خبزه . .خبز ضيق
ماؤه . . بل ريق
والممات بعينيه . . كالمولد
واحد من جنودك يا . . سيدى
يركع الان ينشد جوهرة
تتخبأ فى الوحل
او قمرا فى البحيرات
او فرسا فى الغمام
امل دنقل
عايد عبد الحفيظ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-08-2021, 10:26 PM   #[13]
عايد عبد الحفيظ
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

أستاذ أبو جعفر
تحياتى
يتوجب علىّ شكرك
فلى زمن من قراءة الكتب التى
يمكن أن تصنف بالجفاف وخلوها
من المرح واللطافة ، وقربها من الكتب
الأكاديمية .
ولكننى عدت لها تقديراً لجهودك هنا وهناك
ومن أجلى فقد تحاشيت لفترة طويلة كل ما
من شأنه إثارة المزيد من الأسئلة (ربما أفصل لك
فى هذا فى أوقات أُخر)
بحثت عن وثيقة نحو حساسية شيوعية تجاه الإبداع والمبدعين فوجدت جزء منها
سأنقله هنا
ووجدت بعض الأراء عن محمود أمين العالم وهى
تتناول ما نناقشه هنا .
لك مودتى ومحبتى



التوقيع: وانا . . من انا يا سيدى
سوى
واحد من جنودك يا سيدى
خبزه . .خبز ضيق
ماؤه . . بل ريق
والممات بعينيه . . كالمولد
واحد من جنودك يا . . سيدى
يركع الان ينشد جوهرة
تتخبأ فى الوحل
او قمرا فى البحيرات
او فرسا فى الغمام
امل دنقل
عايد عبد الحفيظ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-08-2021, 10:30 PM   #[14]
عايد عبد الحفيظ
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

يقول د عبد الله على إبراهيم
أنشر حسب وعدي وثيقة “نحو حساسية شيوعية تجاه الإبداع والمبدعين” (أبريل 1976) وهي تخطو نحو ميلادها الأربعين. وكنت كتبتها خلال توليتي قيادة العمل الثقافي متفرغاً بالحزب الشيوعي ما بين 1970 و1978. وهي وثيقة في التربية سعت لينمي الشيوعيون ذوقاً أرقى للإبداع ومحبة حقة للمبدعين لم تتوافر لوقتها. فقد كانت منطقة المبدعين في الدولة الاشتراكية عند السوفيات وغيرهم مجلبة عار لنا لتجهمها بوجه الإبداع حتى تلجمه أو تلعنه. وكان نظام نميري من الجهة الأخرى اقترب من بعض مبدعينا إما كموظفين بالدولة أو بغيرها وعقد معهم معاملات استفزت الشيوعيين. فلم يجدوا سماحة في أنفسهم لفهم واقع الردة البهيم الذي وثق عرى الدولة بمنابر الإبداع كما لم تفعل النظم التي سبقته. فعقد المهرجانات وعيّن أنواط التكريم، وأمم الصحف وغيرها. ولم يكن مستغرباً أن نرى في هذه الحقول الجديدة للإبداع والدولة ما لا نرضاه من خيار مبدعينا ولكنه مما يجب أن نصبر عليه ثقة في المستقبل.
التربية نادرة في الحركات السودانية الحديثة مثل الشيوعيين والأخوان المسلمين. ففي كليهما انتصر التيار السياسي (عبد الخالق والترابي) على التيار التربوي (جعفر شيخ إدريس وعوض عبد الرازق). والتيار الأول يقول لنخرج للسياسة بما لدينا من معرفة ونستدرك التربية والاطلاع لاحقاً. بينما يقول التربويون بوجوب العكوف عند التربية زمناً قبل أن ندخل ساحة السياسة. ومن أسف أن التيار السياسي لم ينجح في استدراك التربية أبداً وعاش على العموميات السياسية وضل ضلالاً كبيراً عن غاياته وأنتهى إلى صفوية تنازع دست الحكم بغير بصيرة. وحاول عبد الخالق ذلك الاستدراك مراراً بعرضه لمفهوم “المثقف العضوي” ولكن كان الحزب في أودية اخرى انقلابية وغير انقلابية مؤرقاً بثأر أكتوبر. ولا أعرف من نعى “عدم التربية” في حركته بعد المفاصلة في 1999 مثل الدكتور الترابي في تسجيل رائج على اليوتيوب.
ولكن كانت حركة الجمهوريين خلاف ذلك. بدأت بالسياسة المباشرة ثم ركنت للتربية بصورة كلية بما في ذلك الأناشيد العرفانية الروحية. وبالطبع كان لإهمال السياسة دخل في محنتها بشكل أو آخر.
و”نحو حساسية” تحذو حذو “إصلاح الخطأ في العمل بين الجماهير” (1963) الوثيقة التربوية النادرة بقلم أستاذنا عبد الخالق. فهي زعمت أن تخلع النعال الضيق للشيوعيين من أصول البرجوازية الصغيرة ليتأدبوا بأدب الطبقة العاملة “التقيلة”. وهي طبقة تدأب نحو غايتها بسرعة خاصة وبعزائم غير منظورة تضيق بها البرجوازية الصغيرة فتجن، وتذهل، وتغامر، فتخيب.
والخير أردنا .



التوقيع: وانا . . من انا يا سيدى
سوى
واحد من جنودك يا سيدى
خبزه . .خبز ضيق
ماؤه . . بل ريق
والممات بعينيه . . كالمولد
واحد من جنودك يا . . سيدى
يركع الان ينشد جوهرة
تتخبأ فى الوحل
او قمرا فى البحيرات
او فرسا فى الغمام
امل دنقل
عايد عبد الحفيظ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-08-2021, 10:31 PM   #[15]
عايد عبد الحفيظ
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

(2)
فإلى الحلقة الأولى من الوثيقة

يلمس، حتى متلقي الأدب والفن العابر، أنهما يدخلان، في استشرافهما للبعث الروحي لشعبنا، جولة متقدمة في مواجهة كساد الردة (نظام نميري بعد يوليو 1971).
? فجبهة الإبداع تتحسس بعسر وذكاء باهر جوهر وقوانين تطورها (أي علم الجمال). ويتفاوت المسعى في أقسامها المختلفة من حيث النفاذ والسداد. وأميز هذه المساعي ذلك النقاش الذي ثار في حقل الفنون التشكيلية والموسيقى وفن الأطفال في حين تتأهل الأقسام الأخرى محكومة بتقاليدها وعوامل أخرى.
? * وهي تستعيد باقتناع بطيء ومبرر منابرها المختلفة (التجمع، الندوة، العرض، المعرض، المحاضرة، الاتحاد النقابي إلخ) لتحسين بيئة وشروط الإبداع. من الجانب الآخر يتضح أكثر فأكثر دور أجهزة الدولة (مصلحة الثقافة، المجلس الأعلى للفنون والآداب) كإمكانات توظف لخدمة العملية الإبداعية لا كمنتج لها كما أرادت الردة. ولما كانت قد أنيطت بتلك الأجهزة مهمة أرفع من صلاحياتها فنحن نجدها قد تردت أحياناً لتكون أداة قهر للإبداع أو المبدعين، أو استسلمت للخمول، او تفتقت عن أعمال صالحة نادرة.



التوقيع: وانا . . من انا يا سيدى
سوى
واحد من جنودك يا سيدى
خبزه . .خبز ضيق
ماؤه . . بل ريق
والممات بعينيه . . كالمولد
واحد من جنودك يا . . سيدى
يركع الان ينشد جوهرة
تتخبأ فى الوحل
او قمرا فى البحيرات
او فرسا فى الغمام
امل دنقل
عايد عبد الحفيظ غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 05:52 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.