الماء القِراح .. والرهط الفاسدين !!
ولأن الوجع دواء الروح .. ولأن كتمان الألم عذاب للنفس فقرر شرب نخب المرارة أنفاساً ....
وجمال الروح يهفو علي الروح كشجرة الدقلي تُعجب من راءها وتقتل آكلها كيداً فيه
ذهب بروحه بعيداً إمتطي صهوة الخيال إلي عوالم البوح والبراح ...
كذب بالحق بقلبه وتولي عن العمل بقالبه وسكنت روحه لذلك الخيار ونام ...
وشهقة بصوت الإنبهار لفتت أنظار القوم فإنشغل عنهم بالتأمل في البحر ..
وجده كجرم شفاف إنعكس ضياءه علي سطح ماءه فبث آلام وأحزان وذرف الدمعات مثل حنين الجِمال ..
تأمل في حلاوة الدنيا وكيف أنها تعدل مرارة الآخرة ..
وعرج يفكر ملياً في مرارة الآخرة فوجدها تعادل حلاوة الدنيا .. يا الله ما أروع المعادلة وما أقساها ..
وصوب بصره بعيداُ إلي حيث قوماً آخرين يشربون الماء القِراح .. هاب الموقف ..
شاب الرأس والحاجبان وأشفار العينين .. حدث نفسه وبصوت هامس : حُب الدنيا رأس كل خطيئة ..
وأردف بصوت يكاد لا يخرج من شفتيه : كيف بي لو علمت نفسي البكاء وجسدي الصبر
وتركت لقلبي التفكير ..
أطل بنظرة أخيرة لماء البحر ..
أردف : لا يستطيع أحدنا أن يستخدم موج البحر داراً فأولي أن لا يتخذ الدنيا قرارا ..
لكم بيوت بِمُستن السيوف .... وهل يُبنى علي الماء بيت أُسه المدر
توعك من هواجس وخواطر ألمت بقلبه فتمنى الموت علي الدنية والتجلد علي التلدد وسكن الألم ..
فيا قلب لا تحزن ودعوات أن يا رب أنبته منبتاً تطيب أرومته وتزدان عذوبته وتحرث أصله
ويبسق فرعه ويطيب معدنه ..
والقبر خير من الفقر ومن قل ذلَ ومن كرَ فرَ ...
|
