حروف إبن النخيل (أبوبكر سيداحمد) المدهشة
(1)
العزيز جدا عبدالله جعفر.....هكذا دوما تعود....ليس هناك سوى غربتك...وهى غربة تحملها الحياة وتعيشها المدن اما انت فتتمزق بها على دروب ما اتخذت من مسارات.....وحتى حين عصفت بك الحياة ظلت فى اعماق اعماقك بقايا لهيب شوق وحلم لم ينطغى....قلت عنه حين سألناك عن سر هذا البقاء "
لم يخذله الاشتعال ولا جنت النار بأيامه.."
وكان الاستمرار هو ما يحض ايامك ويدفعها من غير احتراس الى هذا الذى يسمونه حرية الحنين لتجد الايام وهى تحاول هدمك اما انت فتسعى الى ان تبنيها....
كل ما ادركه الآن هو اننا فى عالم يجلله الصقيع....ونكتب كلمات يشدها الحنين الى ارض نعرفها ..ونتعلم كيف تحيا الكلمات بالرغبات وتقترن لتكون خطوة على درب الحقيقة..الحلم.
كنت أود ان استجير بحسن الدابى ....حسن ما جا حسن يا السمحة ما عارف الزهور راجا...
ما كنت اعرف كل هذا الضياء والله.....الا كنت قصيت البلد من الجرف الى الكروات لأن الطلة لا تكفى..
الشقيق عبدالله امدد بيننا ارض الكلام...وتدفق لك دوما فى القلب مكان
حروف إبن النخيل (أبوبكر سيداحمد) المدهشة
(2)
هناك شئ أضعته منذ سنين أضعت الشعر، فهل أنت البديل؟ أنت مفاجأة الفصول و آخر المشاهد.... أنت أيها النبع الذي يولد من قلبي ... و ها أنا أعاود غرس كلمات الصبا لأجد الأرض حنونة هادئة ، وصافية مثل حزني الوحيد.... أحمل أحلامي إلى ينابيعك ، فلم يبقى لي من سنين التشتت والضياع غير الصحارى ... أنا المجهول الكلمة ، الصاخب الصمت ، أخرس الكلام ... تتوارى خلف جفني أحلام السنين في كلمتى مس من الحب والمصادفة ... من الرعب والهلع... وأنا أعرف أن الأيام لن تبلغ بي فراديسها ، ومع ذلك لا أتهمها بالعقوق ، بل أمنحها الصمت ... الصمت الذي لا تحبه حبيبتي...
آه من ينقذني من كابة الغرف ، ويعلق روحي بجناح عصفور مشرد؟؟...
آه كم من السنوات مرت دون حبك ، وكم من الطفولة انطوى ؟؟
لماذا تأخر هذا النهار؟ (إن نهارك قد أتى لحظة ميلاد مسائي) فكيف لا أخاف عليك من أحلامي وكيف تريدينني أن لا أخبئ مساءاتي في ظلماتها، أو أحشو فمي بالصمت (الصمت الذي تراه حبيبتي اكبر من ضجة الحياة) كل ما دقت ساعة الحائط أحسست الاشتعال في دمي فتلك ساعة أخرى من العمر دونك تختبئ في هذا الزمن ، وهى تجر اللحظات مثل مركب منهار.
كنت ازرع العالم في قلب كتاب أما حين أريد رؤيته الآن فاني انظر في عيني حبيبتي.
كنت كمن يسير على ظمأ ابحث عن كلمات تهزني ، وتهب نفسي إحساسا" بكرا" يدرج بخطى العبارة على درب لم تألفه عيون الناس ، ذلك أنى حلمت كثيرا" بهذا الدرب قبل أن أمشيه ، وكنت كثير الحلم ولم يكن حلمي واحدا".
وبلغ الرحيل المسعى.... فجاورت منها القلب, وسكنت الى ما عشت من حنين....فاذا بها تقول: لنقتسم أيامنا.. فيوم لى..وآخر لك..
قلت: وهل من فرق بين يوم وآخر مادمنا نحمل حكمة القلب المجنونة هذه؟؟؟
قالت بلى...فيومى هو ايقاع هذا الجنون.... انتشى فيه بالحياة مطلقة وامشى بقدمين عاريتين وفى قلبى نشوة زهر يتفتح على أيامه . أما النفس منى فهى محملة بخوابى العسل لهذا المدار
فقلت واليوم الآخر الذى هو لى؟؟
قالت... ومن هذا كله آتيك مثقلة بشوق عهود لم تغرب شمسها بعد لأتدفأ من لهب الجنون فى صدرك بينما أنت تنزع عنى كل القيود التى صنعت سأمى
قلـت.... ومن أين انت آتية بهذا الشوق كله؟؟؟
قالت...هو الشوق نابع من نار واحدة.. من لهفة هذا الانتظار الطويل
تذكرت: لقد عشتها حياة وكانت لها قوة المثول فى الحلم وقد مدت لى يدا اخذتنى من تحت شمس الانتظار و قالت: ان النار لا تعطى الرماد وحده بل تعطى فيه اللهب... حينها وجدت نفسى تهجس بالسؤأل: كم من الزمن سيستغرقنى الابحار فى عينيها؟؟ وكم من الجنون سيتعرى فى صدرى؟؟؟
ووقعت صريع الحالة.. فلم اعرف ما اذا كنت احلم ام استعيد من ايامى الوقائع فرأيت ما رأيت
رأيت شجرة تسقط اوراقها امامنا.... فتبكى حبيبتى
لست ادرى ماذا كانت ستقول لو رأت الشجرة تتهاوى؟؟؟ لو ابصرت هذا
الحريق يندلع فى غابة؟؟؟؟ لو شاهدي الايام تهرب من فصولها؟؟؟
وشدنى الحنين والغياب