نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > مكتبات > بركة ساكن

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 29-07-2006, 10:18 AM   #[1]
عبد العزيز بركة ساكن
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عبد العزيز بركة ساكن
 
افتراضي عرس الطين --رواية جديدة --عبد العزيز بركة ساكن

هي آخر رواية كتبتها وهذه فصول منها -في الوقت الحاضر سأكتفي بجذء من الفصل الأول , لأني أحبكم شأشرككم فإذا كنتم تحبونني قوموا عثراتي




جميعهم رجال،تهتف رائحة العرق المشوي بشمس الدرت الحارقة،شمس أكتوبر،تملأ الأنوف زنخا لا يحتمل،الجنقو يتشابهون في كل شيء،يقفزون في مشيهم كغربان هرمة ترقص حول فريستها،يلبسون قمصان جديدة تحفل ياقاتها بالأوساخ التي عمل العرق والشمس،ريح السموم،التربة الطينية السوداء و الحزن علي تنصيبها شاهدا علي صراع مرير بين المكان والزمان والإنسان. يفضلون الجينز،هكذا خلقهم الله،الجينز ذا الجيوب الكبيرة الكثيرة، العلامات التجارية البارزة المكتوبة بخطوط عريضة واضحة مثل: كونز، وانت،كنج ستون،ليييي مان، ديفو،هاج ديوف،
و ماركات أخري قد تجود بها آلة الغرب، لا يعرفون ماذا تعني يكفي أن تكون بارزة و يؤكد التاجر علي أنها صنعت في أمريكا أو فرنسا حتى يدفعون لأجل الحصول عليها مالا سخيا،يلفون حول خصورهم أحزمة من الجلد الاصطناعي تعلق بها سكاكينهم الغرباوية ذات النصل الطويل فتبدو هيئاتهم مثل مخلوقات غريبة لا تنتمي إلي المكان،لكنها تقلد كل شيء فيه،بالأخص كليكة السمسم المحزمة جيدا،أحذيتهم دائما جديدة،في الغالب لا يهتم أحد بتهذيب شعر رأسه، فيما بعد تحدث ود أمونه بأن عاناتهم كثة و أنهم يهملونها، يتركون شعر رأسهم الجاف الذي يميل إلي الحمرة –بفعل الشمس- القصير الخشن : متشابك .
هذه ليست هي المرة الأولي التي نصطحب فيها بعضنا إلي مكان لا نعرفه، فمنذ أن طردنا من وظائفنا للصالح العام، قبل خمس سنوات، تجولنا كثيرا في أنحاء السودان،هو من أسرة ثرية، وهو أيضا يمتلك من المال ما يجعله يتفرغ حياته كلها للجري وراء متعة المشاهدة كما أطلقنا علي ما نقوم به من(تسكع و تلكع) في بلاد الله الشاسعة، أنا فقير، لكني عازب، لا أتحمل مسئولية أحد غير نفسي أخواني و أخواتي متزوجون،بعضهم خارج السودان و البعض في الداخل واتخذوا طريقهم المحتوم في الحياة، أمي و أبي متوفيان،هو يساعدني كثيرا في تحمل مصاريف السفر و متعة المشاهدة ...
دندن في صوت مرح،
- رجال ...رجال ...نحنا في حلم.
قلت له،
- أنا شفت واحدة قبل قليل.
يبدو أن الرجل الذي يجلس قربنا يحتسي القهوة لم يكن منشغلا بموسم الحصاد،الربح،الخسارة،العنتت، القبور،الكعوك، أو الزرازير الجشعة أو بما تقدمه له رشفات القهوة من متعة قد تبدو عظيمة. أذناه تتصيدان ما نهمس به،ربما نفكر فيه أيضا،قال لنا دون مقدمات و بحماس عال و ساذج،
- مشيتوا بيت الأم ..لازم تزوروا بيت الأم..
نظرنا إليه معا في لحظة واحدة، سأله،
- نحن؟
- أيوا ..بيت الأم ..ما معقول ...غريبة ..لييه..ما مشيتوا بيت الأم؟
- بيت الأم؟
- نعم ..بيت الأم؟
- آه ..بيت الأم.

- أيوا ...بيت الأم.
ثم أضاف بالتجرنة و كأننا نعرف كل لغات الدنيا،
- قذا أدي!!!!!!!!!



عبد العزيز بركة ساكن غير متصل   رد مع اقتباس
 

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 06:06 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.