عريضة دعوى ... شهداء القرآن ضد فقهاء الطغيان:
عريضة دعوى ... شهداء القرآن ضد فقهاء الطغيان:
لدى كل من يؤمن بالقرآن الكريم
ضد فقهاء الطغيان الأموي العباسي
بناءً على فرض القرآن الكريم للديمقراطية نتقدم بهذه الشكوى ضد من يستغلون منابر الإسلام ضد ما فرضه الإسلام من الحق الإلهي للمسلمين في حكم أنفسهم، والإساءة للشهداء والمجاهدين الساعين لأجل تحكيم ما أنزل الله سبحانه وتعالى من الديمقراطية والشورى للتبادل السلمي للإمارة الإسلامية، ولرفع الخلاف في الفتوى والتفسير والقرار السياسي.
فقد فرض الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم الشورى الديمقراطية مرجعية وشرعية وحيدة لخلافة الرسول صلى الله عليه وبارك وإمارة المسلمين الدينية والسياسية من بعده، قال تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ ... (28)} سورة الشورى. وتعني إمارة المسلمين شورى بينهم في ديمقراطية بالباب.
ثم في الآية التي تليها مباشرة أمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين بالجهاد دفاعاً عن هذه الإمارة الديمقراطية، وحق المسلمين الإلهي في حكم أنفسهم، قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39)} سورة الشورى.
ثم لتأكيد هذه الديمقراطية الوليدة توعد الله المخالفين من الطاغين بجهنم مرصاداً ومآباً، وبلا أي استثناء لجهل أ حسن نية، قال تعالى: {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26)} سورة العلق.
ولاحظوا بداية الآيات بحرف التأكيد (إن)، وتفصيل وصف العذاب الخاص بالطاغين، أي كل من يشارك في الطغيان. فهل يساوي الفتات الذي يرشي به الطغاة عسكرهم من أموال المسلمين المسروقة هذا المصير الأسود في الآخرة؟!.
فقد جعل القرآن الكريم كل من له دور في الطغيان شريك في هذا الوزر والمعصية التي جزاءها جهنم مهما كانت نيته، ومهما كانت درجة جهله بحكم القرآن على الطغيان، ومهما صغرت وظيفته في المؤسسة التي تسببت في الطغيان، وحولت جيوش الأمة إلى مرتـزقة تأكل بدينها وترعى دنيا غيرها.
حيث جمع الله سبحانه وتعالى ما بين فرعون وهامان وجنودهم في الوزر، قال تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8)} سورة القصص. ولاحظوا واو العطف التي تدل على المساواة بين فرعون وهامان والجنود في الخطأ ودرجة المعصية.
وهذا الحكم مستحق لأن القرآن الكريم جعل عقيدة الجيوش الإسلامية هي الطاعة للشعب المسلم وولايته المنتخبة كفريضة لازمة بنص آية الشورى. وحرم عقيدة جيوش الطغيان (الأولغارشية) وقاعدتها الفاسدة التي تقول: (أطع تعطى، أو أعصى تموت)، وهي العقيدة التي توعد الله سبحانه وتعالى جيوشها وسدنتها بجهنم شر مآب، قال تعالى: {هَـٰذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (55) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ (56) هَـٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (57)} سورة ص.
وزيادة في التحذير من الطغيان والوقوع في حياضه، وصف الله سبحانه وتعالى كل من يؤمن ويقر بصحة حكم الطغاة بالنفاق، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوۤاْ إِلَى ٱلطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوۤاْ أَن يَكْفُرُواْ به (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61)} سورة النساء.
وهذا الوصف بالنفاق مستحق فالطغيان هو مخالفة ظاهرة لما أنزل الله سبحانه وتعالى، ومعصية مباشرة وتعطيل بحد السيف لأمر وتكليف الله سبحانه وتعالى للمسلمين بإدارة شأن إمارتهم بالشورى، والتي هي من معجزات الله في القرآن الكريم، والتي فرضها الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله في القرن السابع، وأكتشفها حكماء الفلسفة في القرن السابع عشر الميلادي، وتمت تسمية نظريتها بنظرية العقد الاجتماعي والديمقراطية، ووصلوا بها إلى درجة مقولة فولتير الشهيرة: ".. أشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس".
عليه فأي بغي وطغيان هو كفر وتغييب لما أنزل الله من الشورى الديمقراطية في الإمارة الإسلامية حتى ولو تلبس بالدين كما يفعل ويدعي الخوارج الذين ينادون ويساندون حكم الطغيان زوراً وبهتاناً.
وبناءً على ما تقدم من فرض القرآن الكريم للديمقراطية نتقدم بهذه الشكوى ضد من يستغلون منابر الإسلام ضد ما فرض الإسلام والإساءة للشهداء والمجاهدين من أجل تحكيم ما أنزل الله سبحانه وتعالى.
ونرجو أن ينزل القضاء العادل بهم ما أمر به الله من العقاب، قال تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)} سورة المائدة.
وأختم بأن ربح البيع شهدائنا الأماجد الذين كرمهم الله سبحانه وتعالى في قرآن يتلى إلى يوم الدين، ورغم حزننا عليهم، إلا أن عين الخنساء التي بكت صخراً في الجاهلية حتى كادت أن تفقد بصرها ... ليست هي عينها وهي تحتسب أربعة من أبناءها في الإسلام.
|