بسم الله الرحمن الرحيم
جاءنا وقد بدأ على وجهه التجهم ،
وكسى شكله سكون وهدوء وترقب ،
جلس أمامنا على الأرض مصفد اليدين والقدمين ،
غائر العينين على شفتيه جفاف يبلله بطرف لسانه من حين لآخر ،
قال ، أريد أن أقول لكم الحقيقة مجردة ، كل الحقيقة ولا شئ غير الحقيقة ،
وقبل ذلك أرجو أن تسمحوا لى بالتدخين وأن تعطونى سيجارة ،
سمحنا له بالتدخين ،
وأعطيناه سيجارة دخنها وأردفناها بأخرى ،
كان يدخن باستمتاع وشغف كأن بين يديه إكسير الحياة ،
ثم تكلم ،
الكلام الذى توقعناه وتمنينا ألا نسمعه ،
قال نعم قتلته ،
قتلته طمعاً فى ماله ،
أعرفه ، صديقى ويعمل نجار مسلح ويكسب الكثير ،
حين سافر معى الى جده حدثتنى نفسى والشيطان أن أتخلص منه واستولى على ممتلكاته ،
قلنا له ،
نريد تفاصيل عملية القتل ،
قتلته هكذا فقط ( ما بتحارج معانا ) ،
نريد شرحاً مفصلاً لما قمت به وكيف تخلصت من الجثة ،
قال ،
( قبل دخول مدينة جدة قررنا أن ننوم فى الطريق حيث الوقت ليلاً ،
ومن الأفضل له ولى أن ندخل جده صباحاً وذلك حتى اقوم بتوصيله الى الميناء وأذهب أنا الى تنزيل الحمولة التى كانت معى ،
وفى منطقة رابغ أوقفنا السيارة على مسافة من الطريق العام وخلدنا الى النوم ،
وبعد أن تأكدت أنه قد غطّ فى نوم عميق قمت بقيادة السيارة ومررت بها عليه من جهة الرأس حتى تأكدت أنه فارق الحياة ،)
وفى إستجوابه ذكر ،
- ]جردته من كل ما يملك ومن كل الأوراق الثبوتية التى كان يحملها ،
- فقط تركت على جسده فنلة داخلية
- فى معصمه ساعته التى كان يلبسها وهى ماركة سيكو فايف كوارتز
- غطيته بإطارات سيارات قديمة
- أقرب منطقة لى مسكونة كانت مصنع اسمنت رابغ
وهكذا أدلى المتهم بإعترافه قتل المختفى (ح س )
بصورة غاية فى البشاعة والعنف والقسوة ، وبإسلوب لا رحمة فيه ،