طارق صديق كانديك
كيف حالك؟ علك طَيِب
اقتباس:
وحتى نمشي على هدىً من قولك ليتك حدثتنا عن ماهية هذا التجانس وحدوده وآلية اختباره .. !!
|
التجانُس الذي أعنيه هو ما تمكنت بِهِ قبائِل الشِمال النيلي بِعجمهم وعربهم مِن الإخْتِلاط نسبًا وهذا حدث أيضًا -أي الإخْتِلاط- مع قبائِل الشرق العجمِية والعربِية.. وهذا الخلط تم منذ تَوقيع إتِفاقِية البقط (البقت) التي حُرِرت بَين النوبيين (سُكان البلاد الأصلِيين) مع العرب المسْلِمون (الغُزاة/الدُعاة/الرُعاة... أو كَيفما إتفق) عام 652م في عهد الخليفة الراشِد عُثمان بن عفان رضى الله عنه، وقبل 5000 سنة مِن ميلاد السَيِد المسيح، كان هناك إخْتلاط بِالنسب، بَين النوبيين والبِجا.. ويقول دكتور/ يوسُف فضل، أسْتاذ مادة التاريخ بِجامعة الخرطوم ومُديرها السابِق، في كتابِهِ السودان عبر القرون، يقول أن: كل الشمال النيلي خرج من الرحم النوبي (إنتهى كلام د. يوسُف). وقد أدمج أهل حلفا معهم مجر ومِصريين وسورِيين وهم اليَوم يعرفون في حلفا بالمجراب والبطاولة أو الحلب في عُرْف بعض السود(ان). وإختلط كذلِك الأتراك (أتراك الصدر الأعظم) مع النوبيين والشوايقة.
لم يحدث إخْتِلاط نوبي جنوبي أو عربي جنوبي، لِذا إنتهى الأمر بنيفاشا..
حدث بِنِسب ضعيفة إخْتلاط بَين العرب وقبائِل غرب السودان الزِنْجِية، وعلى ضعفِهِ هذا، فهو -أي الإخْتِلاط- في الأغلب الأعم، منكور كالشينة، فأغلب قبائِل غرب السودان تدعي العروبة -هكذا- وتعجب مِن مُسمياتِهِم التي يُسمون بِها قبائلهم وتصنيفاتهم لبعضهم البعض، فتجِد أن هُناك مسيري أحْمر مُقابِل مِسيرِي أزْرق والإثنَين بِالعَين المُجردة كده، زِنْجِيان مِن زِنْجي بن زِنجي وهو في هذا العِرْق لعتيق.. يريد مني المسيري الأحمر الذي يدعي العروبة، أن أكُذِب جملة من الحقائِق التي تُفيد بزِنْجِيتِهِ الفاضِحة، وإلا نعتني بالعُنْصُري، هذاك السَيف المُسلط فوق أعناق الناس. والعجيب أن عروبة قبائِل الشِمال النيلي (جعليين/شوايقة... إلخ) كانت في السابِق مَوْضِع شك، واليَوم وبعد ظهور الفحص النووي لقبائِل السودان، لم يعُد أحدٌ -حليلُمْ- يقعُد ويِقيف على كيفو.. فإن زِنْجِية مُدعيي العروبة في الشِمال النيلي أثبتها العلم مؤخرًا، إثبات لا شك فيه.. ما علينا..
نعود إلى مَوْضوعِنا الأساس، التجانُس يا سَيِدي الفاضِل أزعم أن لا حد لهُ وكل جميل يحدُث بَين أثْنَين فهو في جَوف <.. لِتَعَارَفُوا..> 13 الحجرات، وإن كان لِلتجانُسِ حد، فإني أزعم أن حدِهِ الأعلى يتم بالزيجات.. وبالزيجات يتم أيضًا إختبار قناعات الناس كلهُم أجمعين، الصادقين فيا يقولون بِهِ والمنافقين الذين يقولون بما لا يفعلون، فإني أرى أكثر الناس في الشِمال النيلي من مُدعيي العُروبة يتشدقوا صباح مساء بِمُنتجات المدينة الفاضِلة، كمُنْتج التسامِح وعلو القيم النبيلة كالعدل وأن الناس سواسِية.. إلخ، فإذا جاء لزواج إبْنته أو شقيقتِهِ، زُنْجي، لوى عنقِهِ وصَرْصَر عِويناتو وبرم شلوفتو وقال لهُ: أنّا لك