سارة...كل اسئلتك ..مشروعة...
ببقى بعد داك السؤال الأخير هو : كيف نحل مشكلة السودان؟
ود سؤال كبير شديد مع أنو بتكون من أربعة كلمات بس...
اتعلمته زمان ما يسمى ب "المنهج العلمى" ..وهو منهج علمى لحل المشكلات..(وكنت بتبعوا فى حل كل مشاكلى ابتدأ من اشكال اكاديمى الى اشكال اجتماعى او اسرى..الخ)..وبتكوّن من عدة خطوات (فيما اذكر) ..هى:
هنالك مشكلة تريد أن تحلها...أبدأ ب:
- تحديد المشكلة. (بمعنى تسميتها)
- لماذا هى مشكلة؟
- تحديد عناصر المشكلة.
- وضع خطة موضوعية (ممرحلة) لحل المشكلة.
- تنفيذ الحل.
جميل؟...يلا لمن نجى نتكلم عن مشكلة السودان مفروض نتبع طريقة حلها بنفس المنهج ده...
فى كتاب
(تحرير: د.الواثق كمير)..اسمه جون قرنق رؤيته للسودان الجديد واعادة بناء الدولة السودانية اصدار دار رؤية للنشر والتوزيع 2005
(ملحوظة: الكتاب صدر قبل اتفاقية السلام الاخيرة..وانا لا اتفق مع كل ما فيها..لكن وجدت تحليل د. جون قرنق مفيد جدا للا ستشهاد به فى هذا السياق)
" يطرح هذا الكتاب فى مجمله صورة شاملة ومتكاملة لرؤية الحركة الشعبية لتحرير السودان ولقضايا السودان الأساسية فى سياقها التاريخى والمعاصر وتصورها للحلول السياسية التى ستمهد الطريق لسودان جديد موحّد وبناء دولة مواطنة حقة"
المرحوم الدكتور جون قرنق ..حينما سؤل عن امكانية حدوث
انتفاضة شعبية لخلع الحكومة الحالية..قال أنه من الصعوبة بمكان حدوث ذلك ..وقال ان هنالك عدة عقبات تقف فى طريق ذلك ..(سأذكر هنا ما يتعلق بعقبة الجماهير فقط):
" هذه العقبة تتعلق بالجماهير، فالملاحظ فى الانتفاضتين السابقتين، 1964و1985، أن الشعب السودانى كان موحداً، بما فى ذلك المنتظمين فى الأحزاب اضافة الى غير المنتمين حزبياً، بينما الوضع الآن مختلف إذ أن للجبهة سند شعبى له وزنه وسط الجماهير. لنقل-على سبيل التقدير- الرقم الجزافى- انه 10% فقط، إذن دعنا نفترض أن من بين كل 100 متظاهر هناك عشرة من مؤيدى الجبهة الاسلامية ، دعنا نفترض ، علاوة على ذلك ، أن اثنين من هؤلاء العشرة مسلحين ، فقد دأبت الجبهة على تسليح مؤيديها ، أى أن للجبهة آلية مبيتة لتفريق الانتفاضه الشعبية.
هؤلاء العشرة سيحاولون عرقلة المظاهرة أما الاثنان المسلحان فسيقومان باطلاق النارالرصاص على المتظاهرين. أما التسعون المعارضون للنظام ، فهم غير موحدين ويفتقرون الى الانضباط لأنهم لا ينتمون لتنظيم سياسى واحد ، ليست لهم رؤية موحدة للسودان الجديد إذ لم تتبلور لديهم بعد رؤية مشتركة. ذلك إضافة الى أن العشرة المؤيدين للجبهة الاسلامية لديهم رؤية واضحة ويجمعهم تنظيم ، بينما التسعون الموالون لنا بينهم الاتحاديون، والمناصرون لحزب الأمة ، والشيوعيون ، والجنوبيون، وحتى الذين دفعهم مجرد غيظهم من النظام وسخطهم على الجبهة الى المشاركة فى المظاهرة، أى يفتقر هؤلاء التسعون الى التماسك. إذن ، العشرة الموالون للجبهة لديهم المقدرة على تشتيت التسعين المناصرين لنا. وقد حدث هذا بالفعل أبان المظاهرات الأخيرة فى سبتمبر 1996، والتى تعرض فيها المتظاهرون للضرب بالرصاص ، وخدعت الجبهة الرأى العام إذ وجهت الاتهام لقوات البوليس والذين أنكروا هذا الأمر الكاذب وطالبوا بالكشف على مخازن بنادقهم إذ لم يستخدموا دخائرهم التى ظلت باقية كما هى ، فما هى الجهة التى أطلقت النار إذن؟، إنها ، دون شك، مليشيات الجبهة التى أخترقت المتظاهرين".
أترككم مع هذا القدر...وٍسأعود فى أقرب فرصة ..لمناقشه "المنهج العلمى" ودورنا كطليعة فى نشر الوعى وحل المشكلة..بعيدا عن التباكى اللا موضوعى
وّدى..
---
للأسف الكتاب هو ملك لأحد صديقاتى السودانيات فى كيب تاون..قرأته انا قبل بضعة أشهر..وكم كنت أود أن أمتلك نسخة حتى نستفيد من تحليل الفقيد د. جون قرنق ..الذى هو رجل مفكر خسره السودان
----------------------------------------------------------
* تعديل واجب: عشان ما تحتاروا وتظنوا فى الظنون وتتخيلوا أنو رأسى الخفيف ده حفاظة لا سمح الله..وأنى حافظة الكتاب حرف حرف . وجب ايضاح أنى زى اى انسان بلا مأوى (بعد سّلمت الشقة أمس لمالكها) قاعدة مع صحبتى (ست البنات وست الكتاب) . ولمن لقيت البوست ده ..جريت ليها قلت ليها أدينى كتاب جون قرنق خمسة دقايق بس وبرجعوا ليك (الزولة دى ما بتفرّط فى حرف من كتبها)