كتب الشاعر المرحوم علي صالح داؤد القصيدة التالية في العام الثالث من عمر (الإنقاذ) المشؤوم، ومطالباته لا تزال منطبقة اليوم:
شكراً لكم
شكراً لكم أنقذتمونا فارحلــــــوا
ولتسرعوا لا تُمهلوا أو تَهملـــوا
شكراً لكم عن حالنا لا تسألــــــوا
والحالُ مشؤوم إذا لم ترحلـــــوا
فامضوا إلى ثكناتكم واستعجلـوا
الويلُ ثم الويلً إن لم تفعلــــــــوا
الشرُّ كل الشرِّ أن تتمهلــــــوا
**
إنقاذكم جلب الشقاء لشعبكـــــم
فجنى المصائبَ فوق ما يتحملُ
فالجوعُ في أحشائه متمكـــــــنٌ
والعرْيُ في أجساده يتجـــــولُ
والأمن أفلت حبلُهُ وزمامـــــــهُ
والنهبُ فوق ربوعه يتغــــــولً
والشعبُ أصبج كله في عسْــرةٍ
ما عاد إلا سائلٌ يتســـــــــــوّلُ
الداءُ يقرضه وينخر عظمــــهُ
والحاكمون تشحّموا وترهلــوا
شعبٌ تمرّغ في المكاره والأسى
ويحي له فهو الضعيفُ الأعزلُ
**
عامان قد مرّا وأردف ثالــــثٌ
الويل لو طال الزمـــان الأرذل
ماذا استفاد الشعبُ من إنقاذكم
قولوا لنا أو لا تقولوا وارحلوا
فرحيلكم هو مطلبٌ مستعجلٌ
وبقاؤكم في الحكــمِ لا يتحمّلُ
**
ولعلكم أنقذتمــــو أرواحــــــكم
من ماردٍ بجنوبنا يتغـــــــــوّلُ
أعياكمو في الحرب حتى لذتمو
بالحكم والسلطان كيلا تقتلــــوا
فلتنزلوا يا سادتي ولتخجلــــوا
**
بشريعةٍ سمحاء قلــــتم جئتمـــــو
بحليةٍ خرقاء قـــــد أقبلتمـــــــــو
وجموعكم كم كبــــروا كم هللوا
والكل صار بذقنـــه يتسربــــــلُ
لينين كان بلحيــــةٍ من قبلكــــــم
وكذا النصارى أطلقوا واسترسلوا
وبنو اليهود كذلكم أبقوا اللحــــى
وعنوا بها ما قصروا أو أهملوا
ماذا أفدتم باللحـــــــى يا سادتي
قولوا لنا أو لا تقولــوا وارحلوا
فرحيلكم هو ما نـــرومً ونأملً
لا نبتغي إلا إمامـــــــاً يعدلُ
لا نبتغي إلا إماماً نـــــرتجي
منه الرخاء به المفاسد ترحلُ
**
باسم الحجاب حجبتمو عوراتكم
لخداع شعبٍ في السذاجة يوغلُ
أم بالزواج قصدتمو تخــــديره
فيم التكاثر والمعيشة تثقـــــــلُ
فيم التكاثر والمساكن أصبحت
قفراً بساحتها المجاعة تنزلُ
**
أين الشريعة والفضيلة منكمو
قولوا لنا أو لا تقولوا وارحلوا
إن الرحيل هو الخيار الأولُ
حكم الشريعة ليس ميسوراً لكم
ولَمِثلكم من للشريعةِ يجهــــلُ
فلتذهبوا يا سادتي ولترحلـــوا
فالشعب في جنح الدجى يتململُ
ويروم صبحاً بالبشائر يقبـــــلُ
|