اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملاذ حسين خوجلي
أُهديك صوتي وكل المقاطع التي تغنينا بها معا ..
{اعذريني .. ما شقيتك .. يا نور العين .. الملامه .. تانى ريده .. لو تصدق .. والمصير}
اب صلعه .. كل عام وانت صديقي
|
صديقتي المشاغبة .. ملاذ (بس)
من غرائب الحياة أو فلنقل جمالياتها هو التضاد الذي تُظهِرهُ لنا. تخيلي معي ، كم ستكون حياتنا رتيبة ومليئة بالملل لو أنها كانت تسير على وتيرة واحدة. بالأمس القريب وفي هذا الركن الذي أدمنتُ فيه إستشناق رائحة البن المعتق كل صباح قبل أن أغادر لعملي ، قرأت صوتك ونبراته الحزينة كصدى لفراق "حاجة زينب". توقفت ذات المساء أتأمل قسوة الحياة وتجريدها لنا من أبسط حقوقنا ، كحقنا في أن نحلم ، ورغم ذلك يتملكنا الإصرار على التشبث بها تشبث الغريق بقشة.
اليوم وأنا أقرأ قهوتك الملاذية – على وزن القهوة التركية أو الإيطالية- توقفت كثيرا عند أشياء قد تمر بنا مرور الكرام. أولى محطاتي التي توقفت لديها في قهوة هذا الصباح هو تسأول مباح عن علاقة القهوة بالكتابة.عادةً ما نحتاج لفنجان قهوة أثناء كتاباتنا لنرتشفه أثناء إتكاءنا لحظاتٍ للتفكير ، وقد يختلف طعم كتاباتنا ومذاقها بإختلاف نكهة قهوتنا. هل هذا لأن القهوة تهيئ لنا الحالة المزاجية التي نكتب بها؟! أم أن الحالة المزاجية للكاتب ما هي إلا وهم illusion نصبغ به جودة كتاباتنا.
المحطة الثانية التي إستوقفتني هي هل الموت نهاية أم بداية؟ قد يكون - بلا جدال- نهاية وبداية للمتوفي ولكن السؤال يبقى هل هو نهاية أم بداية للأحياء؟ هل هو قسوة الحياة أم رحمة منها وأمل جديد؟ هل هي مصادفة أم أجابة على تسأولي أن تأتي تهنئة عيد ميلادي بعد قهوة إتشحت بالسواد والحزن وجعلتني أتوقف كثيراً وأتامل قساوة الحياة أم أنه تناقض الحياة التي تُبكينا لتُسعدنا وتُسعدنا لتُبكينا. بل ما زاد من حيرتي هو أنك لم تنسى الحزن حتى في لحظات الفرح ، وأرجعتيني لبدايات صداقتنا التي بدأت تتعمق مع موت إنسانة غالية عندي لم تستطع الأيام والسنون أن تطفئ نار فرقاها في قلبي وعقلي.
بعد كل التأملات والوقفات توصلتُ إلى أن الحزن والفرح متلازمان يا صديقتي ولا يختلف طعمها لدينا ولكنه تناقض الحياة الذي يضفي على حياتنا وأنفاسنا طعما آخر ، فلو طغى الفرح لأصبح مُرَّاً ولو سيطر الموت لأصبح إعتيادياً وفقد هَيْبَته ، لكنها قدرة الخالق في خلق هذا التوازن البديع. ربما تتغير معطيات الأيام كما يتغير أحساسنا بتجدد نكهة القهوة لكن ما لا يتغير وسيبقى خالداً دوما هو الصداقة الحقيقة بكل معانيها السامية.
أخيراً ... أشكرك كثيراً على هذه التهنئة الجميلة ولكن أهداءك ما وصل!!
شايفك قلتي ح تهديني صوتك؟؟ ما سمعت أي حاجة ولا هو كلام جرايد!!
أنتي مطالبة بالوفاء بعهودك كما ينص دستورنا في الحياة. غلطان أنا؟؟
(في إنتظار كليب بصوتك هنا في سودانيات وإختاري أي أغنية أنتي عايزاها ، ورجائي ألا تحرمي الناس من هبة الخالق!!)
مودتي وتقديري
أمير عمر