نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > مكتبات > مكتبة شوقي بدري

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-06-2010, 10:14 PM   #[1]
شوقي بدري
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية شوقي بدري
 
افتراضي محن سودنية 49 ...جنائن الاستاذ هاشم ضيف الله

محن سودنية 49 ...جنائن الاستاذ هاشم ضيف الله

من المحن السودانية ان الإنسان ما ان يأخذ سيارته لميكانيكي, الا ويقول الميكانيكي (منو الاوسطه البليد العمل الشغلانة دي). وما ان يأتي اي سباك, نجار او منجد الا وينتقد عمل الذي سبقه. ويحاول ان يؤدي العمل بطريقة مختلفة. و ربما فقط لكي يثبت وجوده. وليس هنالك من يقول.. يا سلام ده اوسطه فاهم او ده شغل جميل. هذا لا يحدث في السودان وهذه احدى المحن السودانية.

صديقي صلاح عبدالفتاح اخذني الى طبيب عيون مصري اسمه دكتور هاني وعمل عملية بالليزر لوالدتي , عبارة عن ترقيع للشبكية. بعد سنة عرضت اختى والدتي على بروفسر اسكوتلندي في جامعة ابردين فقال البروفسور مادحا (ذس اس فري نيت) او هذا عمل متقن. لا يمكن ان اعمل شيء احسن من هذا.

المربي الكبير هاشم ضيف الله صار ناظرا لمدرسة مدني الثانوية . و المشكلة انه كان سابقا لوقته . فصارت المدرسة على قدر عالي من الانضباط و النشاط الادبي و الاجتماعي و الرياضي.

الأستاذ هاشم ضيف الله من مؤسسي فريق الهلال منذ ان كان اسمه فريق عباس. فقام الاستاذ بالغاء الجرس في المدرسة. وكان يقول ان الجرس لا يناسب شباب سيكونون عن ما قريب رجالا مسؤولين. وهنالك ساعات حائط في المدرسة وكل مدرس عنده ساعة في يده. عندما تنتهي الحصة يحي المدرس الطلبة ويذهب ويدخل المدرس الآخر.

وفي الفسحة يذهب الطلاب للفطور, ويحضرون في المواعيد. وعندما يدخل المدرس يكون كل الطلاب في اماكنهم. وكانت المدرسة عبارة عن روعة. وكنا نحن في الخمسينات عندما نسمع عن مدرسة ودمدني, لا نصدق و ان كنا نحسدهم بسبب ما نسمع .

وصرف الاستاذ جهدا ووقتا عظيمين في تشجير المدرسة . وزودها بأحواض الزهور و الورد. و المسطحات الخضراء. وميادين الكرة و التنس وكرة السلة والكرة الطائرة. ووظف اثنين من الفراشين ليس لهم اي مهمة سوى مطاردة الاغنام و الحمير و الابقار وابعادها عن المدرسة. وانتهت فترة هاشم ضيف الله و اتى ناظر جديد اعجب غاية الاعجاب بإنجازات المربي هاشم ضيف الله. وانصب إعجابه على المسطحات الخضراء و الحارسين اللذين يهتمان بالخضرة و الاشجار. فأضاف اليهم حارسين فصاروا 4 , لكي يقوموا بالإهتمام بأبقاره التي اتى بها لكي تسمتع بحقول وحدائق المربي هاشم ضيف الله.

الاستاذ هاشم ضيف الله هو شقيق اللواء حمدالنيل ضيف الله رئيس اركان الجيش السوداني. وهو وصديقه اللواء عوض عبدالرحمن صغير اجبرا عبود على التنازل لحقن الدماء في اكتوبر. و المربي هاشم ضيف الله كان رياضيا بحق و حقيقة وكان لاعب تنس عندما كان في الموردة ميدان تنس.

وبدأ مشواره كلاعب كرة في المريخ قديما . والمريخ تكون قبل الهلال وكان النادي الاول في المسالمة كان له باب اخضر من الخشب يفتح شرقا. وهذا في شارع المسالمة الذي يأتي من السوق و الموازي لشارع كرري. ولكن لبعد المسافة تكون ما عرف بفريق عباس. وكانوا يلعبون في الميدان, في حي برمبل, او فريق القنادير فيما بعد. وهذا جنوب مدرسة امدرمان النموذجية. وصار سوق القش فيما بعد.

ومن المؤسسين الحاج وشقيقه حسن عوض الله رجل الحزب الوطني الاتحادي. وكان منزلهم على بعد امتار من ميدان بوسته امدرمان. ولحسن عوض الله كانت تغني حواء جاه الرسول (الطقطاقة) ازهري اتعلى و التاني حسن عوض الله. وكان معهم اللواء طلعت. فريد وآل فريد سكنوا بالقرب من المستشفى وكان معهم خليل ابوزيد و التوم كديس وآخرون. وانضم لهم لثلاثة مواسم وهي مواسم 32-34 كروان السودان كرومة. وهؤلاء الذين انفصلوا عن فريق المريخ وجدوا الدعم من عامل بسيط اسمه عباس جلادي كان ما يميزه انه كان كريم العين. وكان يحب الرياضة. وكان يشتري من حر ماله الكورة والمعدات. عندما كانوا الناس يشاهدون هذه المجموعة يسألون ده ياتو تيم. و الرد يكون ده تيم عباس. و في الاول كانوا يخسرون بإستمرار امام المريخ. ثم صاروا يفوزون على المريخ وسجلوا انفسهم تحت اسم الهلال.

عندما كانوا يقولون لهؤلاء الشباب انتو مش كنتو مريخاب كان هاشم ضيف الله يقول دائما المريخاب شنو ....المريخاب ما هلالاب حردانين. وإستمرت هذه الجملة. وان كانت الحقيقة هي ان المريخ تكون قبل الهلال . الموردة و ابوعنجة و الربيع سجلوا قبل الهلال و المريخ. و المحنة السودانية هي ان عباس جلادي الذي خلق الهلال من حر ماله وبجهده لا ذكر له وليس هنالك قاعة بإسمه في نادي الهلال. هذه احدى المحن السوداني...

و المحن السودانية كذلك ان سيرة الاستاذ هاشم ضيف الله قد طواها النسيان. وهو شخصية تعليمية امدرمانية فذة يمتاز بالسخرية. وهو اول مدرب كرة سوداني. وفلسفته للعيبة كانت اول ما تثبت الكورة, تشوتا في القون او تديها باص مباشر. لكن ما ترجعها للزول الاداك ليها. لأنو لو هو عرف يعمل بيها شنو ما كان اداك ليها.

كنا زمان نقول عراريق هاشم ضيف الله . فعندما سأله احد الطلاب في الثانوي. وقتها كان طالب الثانوي على مستوى حضاري وعلمي عالي . يا استاذ العراريق بكمامات طويله وللا كمامات قصيرة. فقال له ما صار قصة (اول حاجة هم ما عراريق العراريق دي في البلاد. انت طالب ثانوي تلبس قميص وما كمامات ... كم).

الاستاذ المربي هاشم ضيف الله وقف امام تغول القنصل الامريكي. الذي اراد ان يفرض طريقة التعليم الامريكية على السودانيين. لأن عبود كان قد قبل المعونة الامريكية. وماكنمارا وزير الدفاع الامريكي كان قد طلب من عبوبد ان يعطيهم قاعدة في حلايب. ووقتها كان طلعت فريد وزير المعارف في السودان. و المربي هاشم ضيف الله وكيل وزارة.

في الاجتماع مع القنصل الامريكي سأل طلعت فريد الذي اتصف بالشدة و العسكريه . الاستاذ هاشم ضيف الله عن رأيه في تغيير نظام التعليم السوداني. وكان رأي الاستاذ ان النظام التعليمي في السودان نظام جيد اختير بعد تمحيص وتجارب ثرة, لكي يناسب المجتمع السوداني وانه من الغلط ان يفرض نظام جديد فجأة على السودانيين. فهب طلعت فريد واقفا وقال بعد ان خبط على صدره عدة مرات..ليك حق نظامنا التعليمي كويس و الدليل انو خرجني انا...انا. وانصرف. وسط دهشة الامريكي. الذي سأل عن السبب. فقال له هاشم ضيف الله ان اللواء يعتذر وقال اننو عندو وجع في صدرو. وحافظ لنا الاستاذ هاشم ضيف الله على نظامنا التعليمي الذي كان يناسبنا.

وبعد بضع سنوات عشنا محنة جديدة عندما قرر لنا المصريون بأن نغير سلمنا التعليمي حتى يناسبهم. وفرضوا علينا محي الدين صابر. وسمكرت المقررات بسرعة وطبعت الكتب في القاهرة وكانت ترسل بالطائرات الى الخرطوم على نفقتنا.

الا رحم الله استاذنا هاشم ضيف الله...لقد كنت متقدما على عصرك بفراسخ..لم تعلم النشء بالخيزرانة والضرب ...بل علمتهم المسؤولية واحترام الذات. ومن المحن السودانية انهم لا يذكرونك. ويطلقون اسماء من لا يسوي على الشوارع و المنشئات...

ابن خالي احمد اسماعيل ابتر نشأ في الخرطوم 2 . وكان يلعب الباسكيت ويعزف الساكسفون. ويعرف بإسم كوستا لأنه نشا وسط الايطاليين واليونانيين و الاقباط. وكان يحضر اصدقائه الى منزلنا, ومنهم صلاح كنجي وابيض الذي كان الديسك جوكي في البلو نايل كافاتيريا. وتوفى قبل فترة بسيطة في لندن, و آخرين. وكان قضاء بضع ايام في العباسية او الموردة يعني لهم الانتقال الى كوكب آخر. فلقد كانوا يشاهدون في منزلنا فضل الساتر جارتنا المباشرة, وخبيرة القام زووت وام سعيد ست العرقي وابنها سعيد الطباخ و زوجته فاطمة مسمار النص وسالمه التى امتازت بجمالها فى شبابها وبسببها وفى منزلها قتل قريب والدتى سند من بيت المال فلقد دقوا مساميراً فى رأسه وهذا فى الخمسينات . وجارنا النجار عيسى ابن مريم و النجار الآخر كاسترو وحواء كلاب اشهر بائعة عسلية في السودان. وعلي عليليبة جزار الكيري. وعمنا محمد خير و زوجته زهرة بضم الزين. ويمتلئ رأس منزلهم بشرك الكديس لأنهم يحبون اكل لحمه.

لأحمد و اصدقائه كان هذا عالم يختلف اختلافا كاملا عن الخرطوم 2 . ومن المحن السودانية وقتها ان العباسية التي تبعد ربع ساعة بالسيارة كانت لا تمت بصلة للخرطوم 2 . خاصة الحيشان المفتوحة و الداخلين و الخارجين بدون اذن. وكان اصدقائه ينظرون و كأنهم غير مصدقين. وبالنسبة لهم فإن العباسية و الموردة محنة يحكون عنها عندما يرجعون الخرطوم 2 , خاصة لأصدقائهم ابناء اليونانيين و الايطاليين, الذين كانوا اغلبية سكان الخرطوم 2 .

في نهاية السبعينات عمل الاخ كوستا في فندق الهيلتون. وكان ناجحا لأنه كان لطيفا وبتاع مزاج. في احد الايام تقدم فندق الهيلتون بطلب لوزارة المالية حتى تسمح لهم وزارة المالية بإستيراد اسرة جديدة للفندق. وفي ايام نميري كانت هنالك رقابة على النقد الاجنبي. ووجه طلبهم بالرفض. والموظف الجديد في وزراة المالية كان متشددا على عكس الذي كان قبله. وكأحد المحن السودانية كان يريد ان يثبت وجوده. فأخذ احمد ابتر الاوراق و ذهب لكي يتكلم مع الموظف و لاحظ انه يعاني من بعد كامل عن المدنية. وبالنسبة له حتى جيراننا في العباسية كانوا مرحلة متطورة من الحضارة و المدنية.

عندما سأله احمد عن السبب كان عذره (ليه السراير يجيبوها من ايطاليا ..سوق السجانة ما ملانة سراير). وليه الدولة تضيع العملة الصعبة. فأحس احمد بأن الرجل بعيدا عن الحاصل و إن كان انسانا جيدا. فطلب منه احمد ان يحضر لزيارة الهيلتون. الا ان الرجل و الذي كان وطنيا شريفا رفض. لأنه كان يفكر انها بداية رشوة او عمل غير قانوني. ولكن بعد ان اقنعه احمد بأنه كموظف عليه ان يزور المصنع او المؤسسة قبل ان يصدر قراره.

وبعد صعوبة قبل الرجل بزيارة الفندق. واصيب بصدمة. خاصة عندما عرف ان الانسان يدفع 100 دولار لكي ينام. و المحنة هنا ان الرجل الذي لم يشاهد الهيلتون لم يكن يعرف ان الخواجة يدفع 100 دولار بنات حفرة فقط لكي ينام. ويذهب في الصباح بدون ان يأخذ السرير معه.

وبعد ان عرف ان الخواجة يأكل ب 20 دولار و ان القهوة تساوي اكثر من دولار. و ان الحلاقة ب 20 دولار وان البعض يدفع بقشيش 5 دولار . وان كل هذه فلوس تنصب في الاقتصاد السوداني. وان هنالك جيش من الموظفين والعمال يتقاضون رواتب عالية..غير تفكيره . وعندما سأله احمد تفتكر الخواجات البجو المحل ده لو جبنا ليهم سراير ومراتب من السجانة حا يجونا تاني؟..

فرد الموظف..بأنه كان يحسب ان من سبقه الى الوظيفة شخص غير منضبط. هذا اذا لم يكن لصا. او مرتشي. لأنه كان يسمح بإستيراد سراير ومفروشات من ايطاليا و اوروبا. والمحنة الاكبر ان الموظف بعد ذلك صب جام غضبه على الخواجات العورا البختو راسم ساعات ويدفعوا 100 دولار ويأكلوا ب 20 دولار. و بالنسبة له كانوا مجانين او مغفلين. الا انه بعد ما شاهد الغرف وافق بدون تردد.
100 دولار كانت وقتها مرتب موظف محترم



التحية ....

شوقي....

ع.س



التوقيع: [frame="6 80"]

العيد الما حضرو بله اريتو ما كان طله
النسيم بجى الحله عشان خاطر ناس بله
انبشقن كوباكت الصبر
وتانى ما تلمو حتى مسله
قالوا الحزن خضوع ومذله
ليك يا غالى رضينا كان ننذله



[/frame]


http://sudanyat.org/maktabat/shwgi.htm

رابط مكتبة شوقي بدري في سودانيات
شوقي بدري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2010, 06:14 AM   #[2]
ام التيمان
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية ام التيمان
 
افتراضي

الاستاذ الكبير شوقى بدرى
المحنة الكبرى
هل حواء السودانية عجزت عن انجاب
هاشم ضيف الله اخر ..!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟



ام التيمان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2010, 07:01 AM   #[3]
زهير ابو سوار
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية زهير ابو سوار
 
افتراضي

الأستاذ شوقي بدري لك التحية
صراحة عشت مع امدرمانياتك وذكرياتك الدسمة جدا .. واظني كنت اتابعها في جريدة الخرطوم ايضا.. وحين وصل بي المطاف لموظف الدولة الجلف هذا وهو يطلب شراء الأسرة من سوق السجانة .. تجدني لا شعوريا استحضرت ابواب وشبابيك القصر الجمهوري التي استعيض بعضها بالألمونيوم .. وده كلو لانه نحن بنعين أناس هم أكفاء في اخلاقهم مثلا او نزاهتهم ولكنها ليست كافية .. بعض الوظائف او المراكز عايزة خيال وشياكة وذوق يعني ما كل شئ يؤخذ بالنزاهة ..
انظر للفضائية السودانية مثلا.. وشوف الخلفيات القاعدين يختوها لينا .. وشوف مهرجان الألوان الفاقعة والعراضات قبل يومين جايبين واحد شيخ كبير بي جلابية وعمة وقاعد في جو كله بنفسج واضاءات ديسكوية غريبة .. ما عارف اي مهندسين بتاعين ديكور ديل .. ده كلو لانه تخرج او تخرجت مهندسة ديكور ولكن جوه المهندس ده في خيال وذوق ده السؤال.. وكثير وكثير ؟



التوقيع: زهير أب سوار
زهير ابو سوار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2010, 10:47 AM   #[4]
عثمان
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

العم شوقي سلامات
يحزنني ويألمني جداً إنو في ناس
نحتت على الصخر وعملت في صمت
وغادرت في صمت دون أن يحس بهم الأخرين
وضاعوا تحت عجلة الزمن وعفا عنهم

نحن قوم لا نحسن التقييم ولا نعرف الجميل
وجميل جميل جداً تكتب لمثل هؤلا يا عم

ملحوظة: بعد عدة اتصالات وصلني كتاب "حكاوي أمدرمان"
من عزيز لدي وعرفت مسبقاً في بوست أخر أنك فرغت من الجزء الثاني
هل طبع نرجو الإفادة يا عم.



عثمان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2010, 11:21 AM   #[5]
الطيب رحمه قريمان
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

استاذ الاجيال شوقى بدرى


لك التحية و التقدير

نشكر لك كتاباتك الثرة و التى نستفيد من جدا

كنت فى زيارة احد الاصدقاء فى منزله قبل ايام و ذلك للسلام على والدة امه التى قدمت من السودان لزيارة ابنتها و سلمت على هذه السيدة الطيبة و التى يملؤها ادب جم و لها معرفة بكثير من تفاصيل الحياة الاجتماعية فى السودان و أنا فى طريقى للخروج من منزلهم سألنى زوج بتها :

أنت عارف يا الطيب الحاجة دى موسوعة كده ليه ... ؟؟؟

فرديت عليه :

و الله لا علم لى و لكن واضح جدا أنها تلم بكثير من تفاصيل الحياة فى السودان .

فقال محدثى :

يالطيب الحاجة دى أخت هاشم ضيف الله ... !!!!

و فى الحقيقة تسألت فى نفسى ...

من هو هاشم ضيف الله ... ؟

فالاسم معروف و لكن لا املك تفاصيل هاشم ضيف الله ..

نعم يا استاذى الفاضل نحن فى محن و احن ...


لك كل تقدير و شكرى


الطيب رحمه " القيقراوى"



الطيب رحمه قريمان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2010, 11:51 AM   #[6]
أميرى
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أميرى
 
افتراضي

اقتباس:
الا رحم الله استاذنا هاشم ضيف الله...لقد كنت متقدما على عصرك بفراسخ..لم تعلم النشء بالخيزرانة والضرب ...بل علمتهم المسؤولية واحترام الذات. ومن المحن السودانية انهم لا يذكرونك. ويطلقون اسماء من لا يسوي على الشوارع و المنشئات...
عمنا شوقي سلامات

الصالة الرياضية في الخرطوم 2 بإسم المرحوم هاشم ضيف الله

ــــــ
والتسمية تمت في عهد الحكومة دي يا عم شوقي



أميرى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2010, 06:15 PM   #[7]
kofi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

حبيب الكل شوقى
المربى هاشم ضيق الله عايز كتاب عديل!!اما زولنا طلعت فريد لو كان عندو صدر ما كان باع حلفا !!! ولو كان شاطر يعنى بفهم القراهو كان عرف اجابة ماهى الفائدة من اغراق جزء من وطنه دى ذاته المحنه
يطول عمرك



kofi غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2010, 06:34 PM   #[8]
فتحي مسعد حنفي
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فتحي مسعد حنفي
 
افتراضي


تعرف ياشوقي دايما بتطرق لمواضيع بترجع الزول نص قرن لي ورا لغاية ما بقيت أخاف أخش بوستاتك عشان بتذكرني اني زول عجوز حايم وسط شباب..
أحمد اسماعيل(كوستا دفعتي وكنا في فصل واحد في كمبوني ومعانا صاحبك سلامون(قسيس) وأيوب الحبشي وتشارلس بوث ديو ووندر قدامنا بي سنة..الجدير بالذكر انو أحمد كوستا وصاحبو ود السفير البولندي اننقذوني لما كنت حأغرق في حوض كمبوني بي سبب شد عضلي في كراعي شل حركتي ..سنين طويلة ما لاقيتو لغاية ما اتقابلنا في مطار دبي واكتشفت انو متزوج بتنا..شفت الدنيا دي صغيرة كيف..
حمد النيل ضيف الله كان مدير المخازن والمهمات لما أبوي كان فيها وفي مرة مشيت أجيب أبوي بعد الشغل شافني وقام سأل مدير مكتبو : دا منو الولد دا..من ديك بقيت ألاوز أمشي المخازن وانت عارف ليه
هاشم ضيف الله غير انو كان لاعب كورة وكان أول مدرب سوداني درس التدريب في انجلترا برضو كان أول سوداني يلعب في فريق انجليزي وكان راجل صارم جدا ولاذع جدا..
قالو أيام حنتوب جاهو ولي أمر طالب قعد معاهو في المكتب والراجل كان سافي ..ولما حب يتف السفة قام مشي علي الشباك يتفها برا قام هاشم ضيف الله ناداهو قال ليهو ما تتفها هنا في البلاط..الراجل قال ليهو معليش انا ما حبيت أوسخ البلاط.هاشم قال ليهو يعني البلاط دا أنضف من خشمك الخاتي فيهو القرف دا..
رحم الله هؤلاء العظماء الذين تركوا بصمات لا تمحي في تاريخ السودان..



التوقيع: شيخ البلد خلف ولد..
سماهو قال عبد الصمد..
كبر الولد ولامن كبر نهب البلد..
ما خلي زول ما قشطو..
وآخر المطاف بقي شيخ بلد..
عجبي..
فتحي..
فتحي مسعد حنفي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-06-2010, 11:47 AM   #[9]
شوقي بدري
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية شوقي بدري
 
افتراضي

الابنة ام التيمان
العزيز زهير ابوسوار
ابني عقمان
العزيز الطيب رحمة قريمان ابن بلدي أعالي النيل
العزيز أميري
الحبيب كوفي
الجعلي فتحي مسعد حنفي

لكم ما كتبه الأخ الفاضل عباس ابن سنار والذي استقال في سنة 1988 من حزب الأمة ونشر استقالته في الصحف وحذر واحتج علي إدخال الترابي وزمرته في الحكومة .
موضوع الأخ الفاضل قرأته وقرأته ولم أشبع منه ..
وأكد هذا ضآلتنا التي أحكي عنها بالمقارنة مع جيل الرواد . إن قصصهم هي أساطير يصعب تصديقها .
في محادثة تلفونية مع مولانا صالح فرح في أبوظبي حكي لي عن مدرسه الأستاذ هاشم ضيف الله
والذي خت الكورة في الوطا لأول مرة في تاريخ السودان . وكان يقول : الكورة تحت والباصات قصيرة . ومحمد عبد المجيد ترنا كبتن الموردة وتلميذ حمد النيل ضيف الله هو الذي أدخل الكرة في السعودية كأول مدرب . والسعوديون يقولون أن ترنا هو من علمهم الكرة علي الأرض . والسعوديين يتكلمون حتى الآن عن كدايس الكدارة وهذه كلمات سودانية أدخلها ترنا .


اقتباس:



يا أبو الضيف جبتو كيف !! ... بقلم: الفاضل عباس محمد علي- أبو ظبي

جحا أولى بلحم ثوره
لا أعتقد إن هذا المثل مناسب تماماً لما سأقول ، ولكنه لسبب ما قفز إلى ذهني عندما قرأت (المحن ) الأخيرة للعلاّمة شوقي بدري التي يتحدث فيها عن أستاذنا الحبيب هاشم ضيف اللّه ، وبقدر ما سعدت بوفاء هذا المؤرخ الأمدرماني الباذخ وبحرصه الذي لا يفتر على إعطاء كل ذي حق حقه ، بقدر ما عجبت كيف أن أحداً من أبناء الدفعة الأولى لمدني الثانوية لم يبادر بشيء كهذا ، وعجبت كيف أني علي سبيل المثال أبيّض الصحائف هنا وهناك منذ ربع قرن ولم أكتب عن أبي الضيف على الرغم من تأثّرنا به في كل شيء :حب الوطن وكرة القدم والانضباط وعلم الجغرافيا واللّغة الإنجليزية، وعلى الرغم من تتلمذنا على هذا الطود التربوي النادر لأربع سنوات كناظر لمدني الثانوية وعجبت كيف أن السياسة السودانية المهترئة والسيزيفية (ساقية جحا) التي ظلت تدور بنا في حلقة مفرغة منذ خمسة عقود ، ما برحت تشغلنا عن التوثيق لعمالقة مثل أبي الضيف ، وفي التوثيق تثبيت للقدوة الحسنة في أذهان الناشئة وتذكير بمبادئ التعليم الممتاز الذي أرسى دعائمه هاشم ضيف اللّه مع نخبة من المعلمين الأوائل بدءاً بعبد الرحمن علي طه وأخيه عبد الحليم وصهرهما التجاني علي والقدال سعيد القدال-الذي انتدبته وزارة المعارف لحضرموت فدرّس فيها وصار مفتشاً للتعليم ثم وزيراً للتربية ثم رئيساً للوزراء- وجمال محمد أحمد وعبد الله الطيب وأحمد الطيب ومحمد الحسن عبد الله ودهب عبد الجابر وأحمد محمد سعد وأحمد نمر ومحمد التوم التجاني ومكاوي خوجلي وسعد أمير وعبادي ومحمد وأحمد محجوب سليمان شورة ومصطفى أبو شرف وآخرون كثيرون ...ذلك التعليم الذي انتاشته السهام من كل صوب وحدب كما ذكر شوقي بدري ، خاصة السهام المصرية الفتّاكة التي أودت به تماماً في نهاية الأمر على يد محي الدين صابر ورهطه المدسوسين من المخابرات المصرية ، فأصبحت مخرجاته اليوم أجيالاً من أنصاف المتعلمين الوالغين في الأفكار المتطرفة والمشبّعين بحب الذات والتهافت خلف عرض الدنيا بلا طائل ،مع ضمور في الحس الوطني وكثير من الجلافة والجهل باللّغة الإنجليزية والعربية نفسها ... أجيالاً عصفت بمكانتنا بين الدول وهبطت بقيمة الإنسان السوداني وأخرجتنا من المنافسة من اجل الوظائف الإقليمية والدولية وجعلتنا هدفاً للتقريع والسخرية، خاصة فيما يتعلق بفرية الكسل التي أشاعها أشقاؤنا المصريين بمثابة ضغث على إبالة.
ولقد ركز الأخ شوقي على بدايات الأستاذ هاشم بأم درمان حيث كان من مؤسسي نادي الهلال ،ولكن بما أنه كان حقيقة من خريجي كلية غردون المتميّزين فقد انخرط في مهنة التدريس التي سرعان ما أوفدته إلى لندن ثم ليدز ببريطانيا للدراسات التخصصية، وهناك انضم هاشم لفريق ليدز يونايتد لموسم أو موسمين ، وربما كان الأفريقي الوحيد آنذاك بكرة القدم البريطانية؛ وعاد من بعد ذلك لحنتوب حيث درّس مادة الجغرافيا (وقبل ذلك كان يدرس الإنجليزية والفنون الجميلة) ولعب في نادي الاتحاد بود مدني لعدة سنوات، ثم انتقل لمدني الثانوية ناظراً منذ تأسيسها عام 1956 ومنذ أن كانت مجرد خرائط وملفات ،فساهم في بنائها طوبة طوبة وميداناً بعد ميدان، وكان يقيم يومه كله بالمدرسة يشرف على المقاولين والمتعهدين ويدرّس أي مادة يتخلف أستاذها عن الفصل (الصف) ويقوم بتدريب فريق كرة القدم منذ الرابعة عصراً ، ويتواجد بمكتبه أثناء المذاكرة المسائية (6-8م)، وبعد ذلك يمشي راجلاً حتى نادي الاتحاد يومياً ويعود بعد ساعتين تماماً، وكانت المدرسة في طرف ناء من المدينة وتفصلها (عقبة ) موحشة يرتادها قطّاع الطرق بانتظام ، ولقد تصدى أحدهم للأستاذ هاشم حاملاً عكازاً مضبّباً وتتدلى سكينه من أعلا ذراعه الأيسر، فأعطاه هاشم ساعته الرولكس وقال له (هذه الساعة قيمة ، فأرجو ألا تبيعها، بل أرجوك أن تأتي إلي مكتبي صباح الغد لأفديها بما أستطيع من مال)، وبالفعل جاءه الحرامي ومعه الساعة ورفض أن يأخذ فلوساً عليها، فعرض عليه أبو الضيف أن يعمل بالمدرسة وقبل، وأصبح مسؤولاً عن مخزن الأدوات الرياضية لسنين طويلة بمدني الثانوية ، وكان غاية في الاستقامة والدقة والانتظام في العمل.
وعلى مدى الأربع سنوات التي كان أبو الضيف ناظراً للمدرسة كان اليوم يبدأ باجتماع الصباح (الأسمبلي المشهور) وطوال تلك الفترة لم يكرّر أبو الضيف نفسه ولم يقص علينا قصة مرتين كما يفعل كثير من الثرثارين النرجسيين الذين داهمهم الخرف قبل أوانه، ولم يتطرق السأم إلي نفوسنا ونحن نستمع له ...إنما كان على الدوام نهراً متدفقاً ومتجدداً من المعرفة والبلاغة العربية والانجليزية والسخرية البرناردشوية القارصة والحكمة والنكات والنصائح التربوية التي تبقى معك العمر كله . والأسمبلي أداة تربوية رائعة، فهو تمرين يومي في الانضباط والهندام والالتزام بالمواعيد، فمن ذا الذي يجرؤ علي القدوم متأخراً، بعد أن يبدأ أبو الضيف حديثه؟ إذا حدث ذلك فإن أبو الضيف يتوقف حتي يأخذ الفتي مكانه، والمدرسة كلها تتابعه بنظرات كلسع السياط. والأسمبلي عبارة عن إذاعة داخلية صباحية للإعلانات الهامة، ولقاء أسري تواصلي، وقد تناقش فيه كبريات القضايا بحرية وشفافية مع الانضباط ومراعاة الوقت، وإذا رفع أي طالب أصبعه يعطي الفرصة ليدلي بدلوه، مثل ذلك الصديق الذي تحدث عن (العراريق) فيما أورد شوقي بدري، وهو في الحقيقة ترب الصبا وابن سنار البار عمر محمد يوسف، وقد رد أبو الضيف ساخراً بعض الشيء من صيغة الجمع (عراريق)، ولكن ود الحسين أستاذ العربية صحّح الناظر قائلاً إن الجمع صحيح، أما كونه يتحدث عن العراريق وليس القمصان فذلك شيء آخر؛ فكأنك في ديمقراطية أثينا القديمة حيث يجتمع كل سكان المدينة تحت سقف واحد يتشاورون في أمورهم ويتدربون علي مخاطبة الناس.
وكان من نتائج ذلك الوجود الهاشمي المكثف بكل الساحات الأكاديمية والرياضية والثقافية أن المدرسة كانت مركز إشعاع بهر وأطرب وأثري المدينة كلها، ولقد أبلت المدرسة بلاءاً مميّزاً في تلك السنوات وعادت بالكؤوس من كل المنافسات والمناسبات- مثل العيد الفضي لبخت الرضا عام 1958 علي ما أظن- وتفوقت في كرة القدم والسلة وألعاب الميدان والمضمار، وكان من حسن حظها أن أول دفعة من الفاشر الثانوية بدأت في كنفها واستمرت لأربع سنوات لأن المقام طاب للضيف والمضيف، فأبناء الغرب أهل بسطة في الجسم وسيقان تعودت (علي القفز من فوق الزرائب كما قال القبجي) وعلي الركض في الهواء الطلق بالبراري والسافانا الدارفورية، فعمّروا الحياة الرياضية والثقافية بالمدرسة وجلبوا لها الانتصارات في كافة الدورات، كما ألهبوا الحماس لفرق الداخليات بما لا يقل عن هلال/مريخ، وأضافوا الكثير للحركة المسرحية التي ثقفت ورفهت عن طلاب المدرسة وسكان المدينة، وفاضت عروضاً علي مدن أخرى مثل سنار التي شهدت أعمالاً واسكتشات غير عادية قدمتها مدني الثانوية بمسرح السينما وبمسرح شعبي أدهوك أقيم بحديقة الخزان لأهل سنار وضواحيها. فانظر يرعاك الله لهذا التواصل بين المدرسة والمجتمع! وحدثني عن تلك المواهب والعبقريات: أين ذهبت! هل شالها القاش؟
وعندما جاء يوم الحساب بعد أربع سنوات، كانت الدفعة الأولي هي الأولي كذلك بالنسبة للشهادة الثانوية، ووجد كل من فيها (باستثناء واحد أو اثنين) طريقهم للجامعات والمعاهد العليا داخل وخارج البلاد، بدءاً بجامعة الخرطوم، وأثبتت التجربة الهاشمية إن التفوق الرياضي والثقافي قيمة مضافة للتفوق الأكاديمي، تدعمه وترسخه وليست خصماً عليه، وهكذا تخرجت دفعة هاشم ضيف الله بما لا يقل تأهيلاً عن خريجي المدارس الإنجليزية العريقة مثل إيتون وهاروز. ولقد أخبرني الأمين عمر أحمد بزيارته لأبى الضيف في منزله بأم درمان بعد ذلك بأربعة عقود، وكيف أن أبو الضيف أخرج دفتراً قديماً به جميع أسماء الدفعة الأولي وأخذ يستعين بالأمين لتحديث المعلومات الخاصة ببعضهم، أي أنه ظل متابعاً لأخبار طلابه حتي الرمق الأخير. ولم نسمع عن ذلك الرهط الأول إلا كل ما يرفع الرأس ويبيّض الوجه (كما تقول أعراب هذه الأيام)، فليس فيهم من نهب مال الدولة أو أثري بمال السحت (باستثناء واحد أو اثنين)، وليس فيهم من تسلق علي أكتاف الآخرين بلا مؤهل يسنده، أو من شارك في تعذيب السودانيين أو استغل أي نوع من أنواع السلطة لمنفعة شخصية أو أسرية أو قبلية. فياله من جيل كذهب شيبون.
ولا أقول إن الفضل في ذلك يعود للمربي الفاضل أبو الضيف وحده، إنما لرفاقه الأماجد كذلك، مثل الأستاذ أحمد خالد وود الحسين وأحمد صفي الدين ومحي الدين والسيدابي وبديع صليب وحافظ عباس وبولس الصباغ والفونص سيدهم والمستر بيري والمستر روتشستر، الذين لعبوا دورا أساسياً في تمكين طلابهم علمياً وفكرياً ورياضياً، وفي صياغتهم كشخصيات متعددة الملكات ورفيعة الأخلاق وجمة التواضع وشديدة الإرتباط بالتراث والوطن، رغم أن جل الأساتذة من الأجانب. وكان أبو الضيف لأربع سنوات كاملات هو ربان السفينة الماهر المتجرد الذي يعلّم بالقلم كما يعلم بالنموذج وضرب المثل، بدءاً بذلك المظهر البسيط والمنضبط (رداء كاكي وقميص نص كم برباطة عنق وحذاء نظيف علي الدوام) ، إلي جلوسه مع الأساتذة حول طاولتهم بسفرة الطعام لتناول الوجبات مع طلاب الداخليات، وبذلك يقتسم معهم الملح والملاح؛ وبرغم هذا الحضور الدائم لأبي الضيف بين طلابه ظلت هناك مسافة بينهم تسكنها الرهبة والهيبة والإحترام، وكانت مدرسة أبي الضيف التربوية تعتمد علي الضبط والربط والحزم الشامل بدون الحاجة للعصا أو القهر أو الإضطهاد أو الفصل التعسفي أو الملاحقة والتجسس، وكان في نظام (أبو الفصل) وضابط ومشرف الداخلية (التيوتر) إمتداداً ورفداً للأب الحقيقي وتعويضاً عنه في غيابه، كأنك علي الدوام في كنف الأسرة الدافىء.
وبعد تلك الفترة الذهبية الزاهية بمدني عبر هاشم ضيف الله النهر لمعشقوته الأخري حنتوب، وبها أقام لعدة سنوات كانت قصة أخري متواصلة من النجاحات الأكاديمية والتفوق الرياضي والمساهمة الثقافية والفكرية، وحضوراً معطراً بنادي الإتحاد ونادي الجزيرة ودوائر كرة القدم.
وترقي أبو الضيف ونقل لرئاسة الوزارة مساعداً لوكيلها ثم نائباً له. وبعد التقاعد، عمل هاشم لعدة سنوات كرئيس للقسم الرياضي بجريدة الصحافة، ومديراً لمعهد الرياضة، وشارك في تدريب نادي الهلال والأهلي السوداني، وساهم بالعديد من الأحاديث الشيقة المذاعة من هنا امدرمان التي سكب فيها عصارة تجاربه العميقة في التعليم والرياضة، مع تركيز خاص علي سيرة كأس العالم. وظل أبو الضيف متفرغاً للتعليم ولكرة القدم والنقد الرياضي، ولم يغادر بلاده إلا للدراسة في بريطانيا بأواخر الأربعينات، ولقد استنكف عن الإغتراب في الدول المنتجة للنفط ورفض الوظائف التي عرضها عليه اليونسكو والبنك الدولي وهي الجهات التي كان يتفاوض معها بإسم السودان لإستقطاب الدعم والتمويل لكافة المشاريع التربوية، وفضل أن يعيش في بيت عادي متواضع بأمدرمان، شامخ الأنف كسوداني أصيل يذكرك بالشيخ محمد البدوي والشيخ غريب الله والشيخ العبيد ود بدر فرح ود تكتوك وجده الشريف الخاتم وغيرهم من الدر الميامين. لقد فضل هاشم ضيف الله أن يعيش موفور الكرامة، سليم العرض، ومحتفظاً بماء وجهه حتي توفاه الله راضياً مرضياً ببقعة الإمام المهدي. ولا زلت أخجل من نفسي عندما أتذكر أننا خرجنا في مظاهرة تهتف: (يسقط الإنجليز السود!) والمقصود هو أبو الضيف لأنه رفض أن يصدق لنا بالموكب قائلاً إن ذلك غير مسموح به في أثناء الدوام الرسمي، ويمكننا أن نتظاهر يوم الجمعة، ولكننا أصررنا علي رأينا وخرجنا من الفصول، (وأحسب أن ذلك مستمد من روح العطالة والتسيب البدوي المتأصل، فالطبع يغلب التطبع!)
لا أعتقد إن أمثال أبي الضيف يجود بهم الزمان كل يوم، فرغم الهالة والحزم والكاريزما المحيطة به، ورغم أنه يرهب عنتر ونابليون، تجده خفيف الظل وصاحب نكتة وطرفة ، ويتناقل سخرياته ونوادره العربان والركبان. ففي أول تمرين للفريق الأول لكرة القدم (الذي كنت أحضره من خارج الميدان، إذ رغم كلفي بكرة القدم ما كان لي حظ في لعبها) قام سعيد رجب طويل القامة القادم من الرنك بركل الكرة بصورة عمودية نحو السحاب، فصفّر أبو الضيف منهياً التمرين وجاء إلي حيث نجلس خارج الميدان، ولما لحق به أفراد الفريق سألهم: (الكورة جات من السما؟) بتلك النخنخة المحببة والمميزة. وبينما يدفعك أبو الضيف للضحك حتي تستلقي علي قفاك يظل صارماً كأنه تمثال في متحف الشمع، وهو لا يضحك إلا لماماً ولدي الضرورة القصوي.
ألا رحم الله هاشم الشريف ضيف الله، فهو حقاً سليل شرفاء جهابذة، عطروا سماواتنا بنار التقابة التي وجد فيها أبناء شعبنا ملاذاً للعلم و دفئاً في الشتاءات الباردة و أوداً بلا امتنان ......... بالمناسبة، أين هي المدرسة الثانوية (أو الجامعة) هذه الأيام التي تطعمك ثلاث وجبات يومياً لمدة أربع سنوات، و تصرف لك الصابون و الظهرة كل خميس، و تزودك ببطانيتين و ملابس و أحذية الرياضة، و تمول رحلاتك لأمبارونة و أم سنط، وتصرف لك تصاريح السفر في الإجازات، والكتب والكراسات بالمجان، و يستوي في ذلك أبناء الموسورين و الكادحين؟
لقد كان في اختفاء أمثال هاشم من الساحة بداية العد التنازلي لانهيار التعليم، و ليس غريباً أن يعقب ذلك مباشرة انهيار السودان نفسه الذي يمر بأحلك ظروفه منذ السلطنة الزرقاء... فهذه الدولة الحيّة التي بدأ فيها التعليم الحديث منذ عام 1845 على يد عباس باشا و رفاعة رافع الطهطاوي.... تتأهب الآن لتنقسم إلى نصفين، و ربما عدة دويلات متحاربات، و نحن مكتوفي الأيدي كأن الأمر لا يعنينا؛ كيف لا نرد الجميل لبلد علّمنا خير تعليم من الابتدائية حتى البعثات المستطيلة ببريطانيا و أمريكا؟ كيف نلوذ بالصمت و بلادنا تتآكل اقتصادياً و اجتماعياً و أخلاقياً و جغرافياً، و تمضي في طريقها نحو الهاوية؟
على كل حال، موضوعنا هو أبو الضيف، فلنعد له، و ليتكرم أحدهم بفتح بوست نجد فيه مساهمات الدفعة، و ليتحرك محبو مدني و أبي الضيف: أبو بكر ميرغني عشرية وبدر الدين يوسف عامر و الأمين عمر أحمد و عوض عبد القادر وحاج أحمد عمر الشيخ والباشمهندس محمد يوسف و عدلي محمد حسن و عصام البوشي و أحمد المصطفى القبجي و الفاتح الجيلي ....... و غيرهم و غيرهم. و السلام.

fadil Abbas [ fadilabbas@live.com هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته ]

المصدر:
http://sudanile.com/index.php?option...4-27&Itemid=55



التوقيع: [frame="6 80"]

العيد الما حضرو بله اريتو ما كان طله
النسيم بجى الحله عشان خاطر ناس بله
انبشقن كوباكت الصبر
وتانى ما تلمو حتى مسله
قالوا الحزن خضوع ومذله
ليك يا غالى رضينا كان ننذله



[/frame]


http://sudanyat.org/maktabat/shwgi.htm

رابط مكتبة شوقي بدري في سودانيات
شوقي بدري غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 05:59 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.