حوار مهم عن دارفور مع التجانى بدر
د. التجاني بدر المستشار الاقتصادى لحركة تحرير السودان ورئيس لجنة الثروة فى اتفاق ابوجا
لا يوجد سبب يعطل تنفيذ الاتفاقية ...مناوى يملك كاريزما القيادة ويحبذ العمل الجماعى الملتزم
نحن مقتنعون بالاتفاقية ولا نقبل فيها اى تعديل
اجرى الحوار معالى ابوشريف ..ابوظبى
يتميز د. التجانى عبد الله بدر ...المستشار الاقتصادى لجيش حركة تحرير السودان الموقعة على اتفاق ابوجا للسلام بصبر الصوفى العالم فهو شخصية ذات ثلاث ابعاد فهو شيخ للطريقة التجانية واقتصادى متخصص له خبرات معروفة وسياسي مخضرم تنقل بين الاحزاب السياسية المعروفة ... يثق فى قدراته ويستطيع ان يصل الى ما يريد بهذه الخاصية التى عرف بها ..وهو المستشار الاقتصادى بغرفة تجارة وصناعة ابوظبي التقت به السودانى كاحد اهم اعضاء الوفد المفاوضين فهو عضو لجنة التفاوض العليا ورئيس لجنة الثروة وفى غرفته فى ابوجا تم حسم امر التوقيع بعد تمرين ديموقراطى ساخن بين اعضاء حركته ....
متى بدات علاقتك بقضية وحركة تحرير بدارفور؟
- يبدو ان بعض الناس فوجئوا بأنني أحد عناصر جيش حركة تحرير السودان بالرغم من الفوارق السنية ما بيني وبين شباب الحركة، هذا يجعلنا ننظر لماهية الثورة، فالثورة عبارة عن عملة تواصل بين الاجيال المختلفة في مراحل معينة كل واحد يسلم الراية للآخر حتى تتحقق الأهداف.
أنا في الحقيقة من الناس الذين بدأوا بالجامعة جبهة نهضة دارفور والتي قامت بعد ثورة أكتوبر 1965 وكانت الجبهة تسعى لتحقيق تطلعات الهامشيين، خاصة بعد أن جئنا للخرطوم وشاهدنا الفرق الكبير ما بين الحياة في الخرطوم والإقليم الذي اتينا منه، وكنا نحمل أماني أهلنا في دارفور من أجل حياة كريمة لهم والحصول على مياه نظيفة لشربهم وحيواناتهم يتعلمون ويعيشون مثلهم مثل الآخرين. فالسودان شاسع وكبير وملئ بالخيرات.
وبالتالي تكونت جبهة نهضة دارفور كنتاج طبيعى من الاخوة الشهداء محمد عبدالمنان والاخ الشهيد الحي رمضان حسين رمضان والاخ د. علي حسن تاج الدين والاخ سليمان أحمد والمهندس محمود جماع ود. محمود موسي وعبدالحميد التجانى و د. عبدالرحمن دوسة د. دريج وعلى الحاج وكثير من مثقفي دارفور الذين كانو يقيمون في العاصمة الخرطوم، وكانت الاجتماعات تتم فى منزل العم المرحوم محمد صالح الفكى فهو راعى هذا التجمع والذى اختار الاخ احمد دريج كاول زعيم للمعارضة من دارفور واول وزير عمل وحاكم من ابناء دارفور وكانت شعارتها هي نفس الشعارات التي تم رفعها سنة 2003 من هؤلاء الشبان بقيادة الآخ منى مناوي والآخ عبدالواحد والأخ خليل ابراهيم الذين رفعوا كل الشعارات التي كانت ترفعها جبهة نهضة دارفور....
هذا يؤكد لنا أن الثورة هي عملية كيميائية رياضية وفيزيائية وهي عملية مستمرة.
في عام 2002 أنا وعبدالرحمن دوسة والذي يعمل الآن كبير الاستشاريين لشركة بترول وغاز قطر سمعنا بالحركة ولم نكن نعرف أياً منهم، فاجتمعنا فى منزلى وقررنا أن هؤلاء الشباب الذين رفعوا شعارات جبهة دارفور لابد من مساندتهم والوقوف معهم، وبما أننا ضيوف في دولة الإمارات العربية المتحدة فإن وقوفنا ومساندتنا لايخرج عن ..1
1 أما بالوقوف معهم عن طريق الإعلام..
2 أو بالسند الماديا
ا3 والفكري،..
هذه هي بدايات معرفتنا بهؤلاء الشباب الثوريين الحقيقيين الذين يملكون من الوعى بقضيتهم أكبر من سنهم بكثير. وقد استجابوا بثورية نقية فى التعامل معنا ولكن بسرية مطلقة ..
****هناك خلاف فى وجهات النظر بينكم وعبد الواحد ما سبب هذا الخلاف ؟
معرفتي لواقع السودان وما ابداه هؤلاء الشباب من معرفة والتزامهم بالتغيير التزام ومعظمهم مؤهلون من حملة شهادات متخصصة.... وبعضهم اوقف تعليمه ولكنهم يملكون حصيلة ثورة حقيقية تؤثر فى كل السودان وليس دارفور فحسب ، كان رأينا أن لابد أن تتحول هذه الحركة إلى ثورة حقيقية، وبدأت اتصالاتنا في عام 2003 وانضممنا إليهم بطريقة سليمة ثم بدأ التعاون معهم ومساعدتهم ونوجههم إلى أن تم الانتقال إلى أسمرة في عام 2004 وهناك التقينا... وفي أول لقاء تم بيننا اتفقنا على أن تكون هناك مؤسسية.... ولن تتم هذه المؤسسة إن لم يجلس الجميع على طاولة واحدة بكل نكران للذات وفيها تتم تحديد أدوات التحول ، وبالتالي كانت جلستنا الأولى وأحسست أن هناك صراعاً لا أعرف كنهه حتى الآن.... واعتقد أنه صراع شخسي أكثر مما أن يكون صراعاً موضوعياً بين الاخ مني والاخ عبد الواحد ...
...
مناوى رجل يملك كاريزما القيادة يحب العمل الجماعي الملتزم يمنح الصلاحيات للمختصين ولاينفرد بالقرار ويعرف كيف ومتى يحاسب .
الآخ عبدالواحد ا يشخصن القضايا دائماً،... باعتباره مرجعية ثورية ..
وكانت بداية علاقتى بالاخ عبد الواحد حين ترأست لجنة لمعالجة هذه الخلافات ر وكانت الثورة في بدايتها وجلست ومعي ثلاث اخوان هم الاخ صلاح مناع و الاخ ابراهيم أحمد ابراهيم والاخ أبوالقاسم أحمد أبوالقاسم وناقشنا كل القضايا المتعلقة بأساس الخلاف بين الأخوين مني وعبدالواحد ولم نجد أي سبب يؤدى لخلاف جوهري....كما راينا
وبعد اجتماعات عديدة دعونا إلى قيام مؤسسية لهذه الحركة لكي تتطور وتضع خطة للتعامل مع العالم وذهبنا للاخ عبدالواحد في منزله وتحدثنا معه ووافق على هذه الرؤية...كما وافق عليها الاخ منى ايضا ...
وبهذا المعنى صدر إعلان في أسمرة وقع عليه الاخ ياسر عرمان القيادي في الحركة الشعبية كأحد الشهود وآخر من جنوب السودان وأيضاً وقع الأخ عبدالله جابر عن الحركة الشعبية الديمقراطية الحاكمة في اريتريا.
في يوليو 2005، أرسل الاخ عبدالواحد لكل القيادات الميدانية رسالة للتحضير لقيام مؤتمرلاختيار القيادات المنتخبة... وكلفت مع بعض الأخوان لوضع الميثاق، والذي اشتمل على النظام الأساسي للحركة وأهدافها.افيما يتعلق بالمشاركة في السلطة وتقسيم الثروةة وكل ما يتعلق بطبيعة النظم االاساسية للحركات وقواعد عملها.
بعد أن انتهينا من هذا الملف لم استطع التواصل مع عبدالواحد لأكثر من شهر، وبعد ذلك نجحت في الاتصال به فأخبرني بأنه قادم لأسمرا يوم السبت ولم أتمكن أنا من السفر في هذا التاريخ لأسمرا وكلفت الاخوان د. حسن فاشر وشول بمقابلته واعطائه التصور العام ولكنه رفض مقابلتهم ورفض الاعتراف بالورقة وبهذا رفض المؤسسية وتمت محاولته بعد ذلك عدة مرات ولكنه رفض.
بعد ذلك قررنا عمل المؤتمر في أكتوبر ولم يتم... ثم اخترنا مكاناً في شرق دارفور اسمه حسكنيته رحب أهلها بنا وتم المؤتمر وانتخبت القيادة الجديدة برئاسة الاخ مني الذى حصل على أكثر من ستمائة صوت في حين أن منافسه حصل على سبعة وعشرين صوتاً وكان عدد الحضور أكثر من سبعمائة عضو تقريباً.
وعدد القبائل التي شاركت في المؤتمر حوالي 38 قبيلة بالاضافة إلى أصدقائنا من أمريكا ممثلة في الملحق العسكري والأمم المتحدة والسفير الليبي، وأشادوا بالجو الديمقراطي الذي ساد أجواء المؤتمر.
*** ولكن عبدالواحد يقول إنكم مجموعة قبلية لا تمثلون كل طيف درفور؟
هذا الكلام لا أساس له لأن حضوره من القبائل الأخرى بلغوا حوالي 38 قبيلة ودارفور فيها 98 قبيلة صغيرة وكبيرة، والاخ عبدالواحد له الحق أن يقول ما يشاء ولكن ما قاله هنا غير حقيقي ...، علما بان هناك حضور و أعضاء من قبيلة الفور ذاتها بالاضافة الى والزغاوة والمساليت والرزيقات والبرتى وتم حصرهم من قبل صحافيين أجانب ووكالات الأنباء وتمت الانتخابات بنزاهة.
*** الخلاف بين الحركتين ألا يعطل تنفيذ الاتفاقية التى بنيت على اساس حركتم بشقيها وحركة العدل والمساواة ؟
لايوجد هناك سبب يعطل تنفيذ الاتفاقية فهي التزام بين أطراف شركاء... نحن وحكومة السودان وحضرها شهود يمثلون دول منظمات عالمية محترمة مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية برعاية الاتحاد الأفريقي اضافة لدول لها وزنها مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا وكندا والنرويج وليبيا ومصر، وقبل التوقيع حدد لنا يوم 30 من شهر ابريل على حسب قرار مجلس الأمن ومجلس الأمن الأفريقي كآخر يوم للمفاوضات التي اخذت وقتاً طويلاً.
وفعلاً انتهت المفاوضات ووصلنا إلى هذه الحلول رغم أننا لا نرى أنها حلول نهائية ولكننا نجد أن الاتفاقية حسمت ثلاث قضايا رئيسية:
الأولى:- اختيار السلام كخيار استراتيجى للخروج بحلول عملية وواقعية لقضية دارفور ماساة القرن الواحد وعشرين ،....
فالسلام يعني ايقاف الحرب و يعني ايقاف نزيف الدم ويعني الاستقرار ويعنى تحقيق الامن ويعنى مقدرتها على نزع سلاح الجنجويد ...
الثاني :- ما يهمنا كحركة هو نزع سلاح الجنجويد،...
فالحكومة التزمت بنزع سلاح الجنجويد هذا الالتزام يعني أنها معترفة بعلاقتها بالجنجويد.
الثالثة:- هي قضية التنمية المستدامة في دارفور...
وهذا ما يهمني أكثر شيء، والتي حدد لها أموال مباشرة وهناك أموال جاءت من التميز الايجابي بالاضافة إلى مشروع ضخم وكبير وهو مشروع الجام.
***: يقال إن المجتمع الدولي كان يهمه في هذه الاتفاقية نقطتان رئيسيتان هما الاقرار بكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمشكلة دارفور ونزع سلاح الجنجويد وباقى الاتفاقية كلام عائم ؟
المجتمع الدولي كان يهتم بثلاث قضايا رئيسية:
1. الجانب الإنساني.... لأن عدد اللاجئين والنازحين فى ارتفاع متواصل بلغ حوالى أربعة مليون شخص وهذا امر يصعب تقبله في منطقة واحدة مثل السودان أو دارفور عدد السكان فيها حوالى سبعة مليون نسمة .
الولايات المتحدة تدفع 1. مليار دولارفى السنة لهؤلاء اللااجئين اضافة للمجتمع الدولي وهذا يشكل ضغطاً كبيراً للمجتمع الدولي وكان لابد من حل جذرى لهذه المشكلة ...
2. النقطة الثانية بالنسبة للجنجويد والذين قاموا بالتصفية العرقية والإبادة الجماعية...
هؤلاء لا بد من ايقافهم والحكومة التزمت.
3. الحصول على السلام وحل مشاكلنا عبر الحوار لأن الحرب المفتوحة مستحيلة في عالم اليوم، لأن أي حرب نهايتها سلام والجلوس على طاولة واحدة لحل المشاكل.
أما عن الضغوط التي مورست علينا هذه حقيقة فالضغوط كانت من الولايات المتحدة الأمريكية وهناك ضغوط من المجتمع الدولي ومن الدول العربية والاتحاد الأوروبي والأفريقي وتهدف جميعها لتحقيق السلام ...
. تأثير الانشقاقات
*** ما مدى تاثير الانشقاقات فى الحركات على تنفيذ الاتفاقية الاترى ان عدم توقيع عبد الواحد وخليل له تاثيره المباشر على التطبيق ؟
ما يحدث في الحركات ليس انشقاقا عبدالواحد فضل كل القيادات التي كانت معه،..
في البداية مجموعة من 19 مفاوضاً من اصل اربعين وعلى رأسهم الاخ أبوالقاسم أحمد وهو من نفس قبيلته، ويعد ذلك فقد 14 من قادته ً يوم التوقيع يعني المجموع 33...
نحن نحترمه كقيادة سياسية تاريخية ولكن الثورة لها قوانينها ولابد أن تسلك قوانين الثورة.
*** صدر عن مكتبكم الإعلامي بيان يعدد الخروقات الامنية ويتهم والي شمال دارفور والحكومة بها إلى أي مدى يؤثر ذلك على الاتفاق ومستقبله وهل وضعت ضوابط لمثل هذه الممارسات؟
قيل التطبيق يفترض قيام لجنة عسكرية مشتركة مابين الحركة والحكومة للمرور على كل القواعد العسكرية بالنسبة للحركة ومركز القيادات العسكرية لتنويرهم بالاتفاقية، لأن هناك مناطق لإعادة الانتشار وتوجد مناطق فاصلة ما بين القوتين الحكومية وقوات الحركة. نحن الآن نسيطر على حوالي 80% من أراضي دارفور، الحكومة لديها المدن والاخ عبدالواحد في منطقة جبل مرة أما الأخوة في العدل والمساواة فهم متواجدون في منطقة قريضة بعدد قليل.
هذه اللجنة يفترض أن تتفق على قواعد معينة حسب الاتفاقية، والاتفاقية محددة قواعد معينة منها خلال تسعون يوماً يتم نزع السلاح الثقيل كاملاً عن الجنجويد وأيضاً سلاح الحركة تحت اشراف الاتحاد الأفريقي والامم المتحدة.
أما الانفلات الذي يحدث من وقت لآخر فهو من أثار الحرب الممتدة منذ عام 2001، وقبلها كان النهب المسلح، فمن الصعب ايقاف ذلك بزر بطارية، لكن ما يهمنا هو التحول .... وهل هذا الانفلات فى زيادة أم إلى نقصان، حتى الآن الأحداث بسيطة مقارنة بكمية الموت التي كانت تحدث سابقاً، وبعد مجي القوات الأممية سوف تقل مثل هذه الانفلاتات...
س. ما يحدث في منطقة بئر مزة من قتال بين أعضاء حركة تحرير السودان ..ميناوي بعد الاتفاقية ما سببه؟
أحد القيادات عاد من أبوجا وهو من مجموعة الـ 19 المنشقة عن عبدالواحد وهؤلاء انقسموا إلى قسمين حول اتفاق السلام وكانو متواجدين في نطقةمنطقة بئر مزة، ونحن خيرناهم بقبول السلام أو الخروج من هذه المنطقة،... قسم منهم قبل بالسلام والقسم الذي رفض دخل في اشتباك معهم في نفس المنطقة التي نحن بها فتم تخيرهم ما بين قبول السلام أوالخروج من هذه المنطقة ورفضوا الخروج مما أدى إلى هجوم واشتباك بين الطرفين وسوي الأمر وكان على راسهم مع الاسف د. حرير وتم اخراجهم بعد ذلك وما تناقلته الوكالات حول انقسام غير صحيح.
هناك شبهات حول موقف ابراهيم أحمد ابراهيم وعبدالجبار دوسة كبير المفاوضين بين التاييد والرفض للاتفاقية ؟
الاخ المهندس عبدالجبار حضر كل النقاشات الأخيرة قبل التوقيع وكانت في غرفتي... الغرقة رقم 422 وأيضاً الاخ ابراهيم أحمد ابراهيم وفعلاً كان الاخ عبدالجبار عنده وجهة نظر معينة في أن الاتفاقية لا تلبي طموحاتنا وهو كان كبير المفاوضين وكلنا نوافقه على وجهة النظر هذه، لكن الخلاف بيينا كان خلافاً ديمقراطيا... وكنا نرى ضرورة توقيع اتفاقية السلام وفعلاً كان الاخ عبدالجبار وعلي دوسة وابراهيم كانت لهم وجهة نظر وكان هذا داخل غرفة مغلقة. ولكن الآن هما جزء من عملية السلام وارتضاء ما حصل والاخ عبدالجبار وعلى الان يعملون فى اللجنة العليا الآن يعمل على إعداد زيارة الرئيس مني للخرطوم.
اصل الصراع
***هناك من يرجع اصل الصراع فى دارفور الى النفط وان الاقليم امتداد لحقول نفطية فى تشاد وهذا هو سبب الزخم العالمى واهتمامه بالمشكلة ؟
ج: أعتقد أن هذا الكلام يتسم بالسذاجة فاننا ... لو نظرنا اليوم إلى الوضع السياسي والمتغيرات العالمية ، فالضعف ليس الوسيلة للسيطرة على منطقة أودولة ما، فأصبحت الاستراتيجيات في العالم تأخذ شكلين، شكل عن طريق المساعدات وهو عن طريق مساعدة دولة معينة وبعد فترة من الزمن تكون السيطرة قد تمت على جميع القطاعات الاقتصادية وخاصة بعد نشاط منظمة التجارة العالمية.
النقطة الثانية الاستثمارات الأجنبية ممكن تستمر في بلد معين عن طريق الاستثمار الأجنبي المباشر لاستغلال بعض الموارد، فالذي يريد استغلال بلد معين لايمكن أن يخلق فيها صراع وتصفية اثنية كما هو حادث فى دارفور وقتال، فالصراع الموجود في دارفور الآن سببه الحكومة الحالية والحكومات السابقة عليها منذ الاستقلال نفسها.... والعالم كله يشهد على ذلك والأهل في دارفور شاهدوا كيف بدأت الحكومة هجومها وقصف لمناطقهم بالطائرات والدبابات وحرق القرى كل ذلك لم يتم من جهة أجنبية.
*** وصول قضية دارفور بهذه السرعة لمجلس الأمن، تشير إلى شبهة أيادي أجنبية لها أطماع؟
لا لا هناك حقيقة الكثيرمن الناس لا يعرفونها أولاً عندما قامت حركتنا وحصل الضرب الحكومي للمواطنين وقتلهم جماعات جماعات استطاع ابناءنا في الخارج التحرك نحو بالمنظمات والصحافة الأجنبية التي دخلت دارفور و وصورت كل شيء وخرجوا.... من أين دخلوا ؟لا تسألني... ولكنهم دخلوا وصوروا كل تلك المآسي الحية واستطاعوا الوصول لكل البرلمانات الأوروبية ومجلس الأمن إلى أن علم الرأي العام الدولي بما يجري وتحركت الياته ونحن جزء منها .
وعندما يكون لديك مستندات واضحة ومحددة تستطيع أن تصل بها إلى حيث تريد وناس الحكومة افتكروا أن من بالداخل المكبوتين لن يستطيعوا عكس ما حصل واخراج رأيهم للخارج أو أي اثباتات توضح ما حصل.
وكل اثباتاتنا اخرجناها من داخل السودان وأبناءنا وهم من استطاع تحريك هذه القضية إعلامياً، والإعلام الغربي اعلام حر وا هو عندما يرى مآسي مثل هذه فلن يسكت عليها، وأنا أعتقد أن لا أيادي اجنبية دخلت في قضية دارفور حتى هذه اللحظة، وقضية دارفور في المقام الأول هي قضية إهمال لمدة خمسين سنة والحكومة نفسها اعترفت بذلك .
أبناء دارفور تعلموا وخرجوا إلى الخارج ورأوا الفارق بين طريقة معيشتهم وما هو حادث في العالم والتغيير الذي حدث في الحياة، أناس لا كهرباء عندهم ولا مياه نظيفة ولا حتى تعليم كل هذه الأشياء متخلفة جداً جداً في دارفور، واقع الحياة عكس هذه الحقيقة، ولا توجد أياد أجنبية وهذه مثل مشكلة اسرائيل التي ظلت شماعة فترة من الزمن لمعظم الدول العربية في فترة من الفترات. فالقضية قضية تخلف اقتصادي.
*** شركة امريكية تدير حقل بترول تشاد يقال إن لها اطماع فى بترول دارفور الذي هو امتد لهذا الحقل الذي يقال أنه يمتد إلى منطقة دنقلا ما قولك في هذا؟
هذا الكلام لا تعليق لى عليه ولكن نحن حتى الآن لم نر أي خريطة جيولوجية توضح لنا كمية البترول في هذه المنطقة وهل يوجد بترول في دارفور بكميات تجارية أم لا.. ولكني أنا كاقتصادي لا اهتم بالبترول كثيراً في دارفور، هناك موارد أخرى أهم من البترول يمكن استثمارها اذ يوجد بدارفور خام الحديد وفيها يورانيوم فيها نحاس وبوكسايت وثروة حيوانية ضخمة أكثر من 38 مليون رأس.
دولة الإمارات كانت تعتمد على عنصر واحد من عناصر الثروة هو البترول ولكن بعد تنويع اقتصادها أصبح 67% من اناتجها الإجمالي من غير النفط أصبح النفط يشكل اقل من 27%من ايرادات الدولة ...
نحن نحتاج إلى إدارة حقيقية وانما نعني بإلادارة الحقيقية أن تكون الحكومة قوية وشفافة تهتم بالموارد وتهتم بالمواطن أي حكومة تملك هذه المعايير يمكن أن تستغل الموارد واستغلالها حقيقياً.
دارفور الآن بها قوة بشرية متعلمة خارج دارفور لو عادت وسوف تعود وهذه من الأشياء التي حتاج إلى جهد من كل الناس لاستغلال هذه الموارد و عليها ألا تعلق نفسها بأوهام البترول.
النظام الاقتصادي ا
***هل طالبتم ضمن المحادثات بايجاد نظام بديل للاقتصاد السوداني والذي تتحكم فيه نظام البنوك الإسلامية ؟ ولماذا لم تطالبوا كما طالبت الحركة الشعبية بالنظام التقليدى ؟
هناك فرق بينا وبين الحركة الشعبية التي طالبت بنظام اقتصادي بديل لانها طالبت بحق تقرير المصير... ولكن هذا لم يمنعنا من الحديث وإبداء رأي واضح في السياسات الاقتصادية لحاجتنا بتغيير حقيقي في النظم المصرفية والنظام الاقتصادي بما يشمل النظام المالى والنظام النقدي بل طالبنا بوجود شباك للنظام الاقتصادي الغربي ونظام للاقتصاد الإسلامي وقلنا أن على بنك السودان وجوب اتخاذ التدابير التى ما يمكن الأقاليم ودارفور خاصة بأن تتعامل مع سوق راس المال العالمى احد مزايا الاتفاقية .
*** الم تتطرقوا لبنك السودان وكيفية تعيين المحافظ واستقلاليته؟
هذا يندرج في باب الخدمة المدنية وبنك السودان جزء من الخدمة المدنية وهي خدمة طالبنا بأن تكون مستقلة استقلالاً كاملاً دون الارتباط بأي نظام حزبي أو عقائدي وبالتالي محافظ بنك السودان جزء من هذه الخدمة، وسوف يكون هناك مجموعة من أبناء دارفور داخل بنك السودان، فالسياسات المالية لايضعها محافظ بنك السودان وإنما يضعها البرلمان ولابد من رفع شعار الإصلاح إلى أن تأتي الانتخابات وبعد تشكيل الحكومة المنتخبة يمكن تغيير القوانين التي يراد تغييرها عبر آلية ديمقراطية.
*** النظام الانتخابي ذكرت الاتفاقية في أمر الانتخابات بالحر المباشر وهذا ما لم يجده في نيفاشا لماذا حددتم نظام الحر المباشر.؟
قصدنا من كلمة حر في أن يختار المواطن التنظيم الحزبي الذي يدخل به الانتخابات والمباشر هو الانتخاب مباشرة للعضو أو النائب الذي يمثل اختيار المواطن السياسي.
التعويضات
قضية التعويضات اخذت وقتا فى المحادثات ما هى الكيفية التى تتم بها خاصة وان الكثيرين ممن تضرروا فى حوجة ماسة لها ؟
لاخلاف فيما يخص التعويضات كمبدأ ولكن الحكومة ا رفضت التعويضات الشخصية في بداية الأمر وهى ترى أن مثل هذه التعويضات الشخصية إذا تمت كأنما ارتبكت جريمة، رأينا كان أن هؤلاء مواطنون وأن الجريمة حدثت وتتجاوز من ارتكب هذه الجريمة لكن لابد للحكومة من أن تدفع تعويضات لمواطنيها وبالتالي إذا لم يحدث فلن نوقع على هذه الاتفاقية.
ولكن عندما جاء ادوارد زوليك نائب وزيرة الخارجية الأمريكية الذي قدم مذكرة للحكومة وطالب فيها الحكومة بأنه لابد من تعويض المواطنين، فوافقت الحكومة وحددت مساهمتها بثلاثة مليون دولار كبداية.
اما الاتفاقية فقد حددت تكوين صندوق للتعويضات بحيث يعوّض أي مواطن خلال عشر سنوات وهذا يعني أن أي شخص يمكنه أن يقدم طلب تعويضه خلال العشر سنوات بعد العشر سنوات لا تعويضات، ولكن يمكن للفرد أن يقدم طلب تعويضه ويسلم له خلال شهرين، والصندوق لابد أن يكون لجنة مكونة من الإدارة الأهلية ومن الحركات ومن المتضررين ومن الناس المقيمين في منطقة الضرر، و هؤلاء هم من يحدد قيمة الضرر الذي حدث على حسب السعر السائد، ..
الاتحاد الأوروبي دفع للصندوق حوالي مائة مليون يورو كبداية وحكومة السودان وافقت على دفع ثلاثة ملايين دولار واعتقد انها بداية مش بطالة وأنه لايمكننا تعويض الناس كلهم في وقت واحد.
أما التعويض الشامل فهو يشمل المياه والكهرباء الطرق والكباري والمدارس ومساجد والمستشفيات وبقية المرافق الأساسية.
مشكلة التعويضات فعلاً كانت معضلة أساسية ولكننا استعنا بخبراء من الأمم المتحدة واستراليا وجاء نا محامون من داخل الوطن وناقشنا كل شيء يتعلق بهذه المشكلة إلى أن وصلنا إلى هذه الصياغة وأصبحت جزء من الاتفاقية وملزمة التنفيذ.
****عدم توقيع عبدالواحد وخليل على الاتفاقية إلا يقلل من اهميتها كاتفاق شامل لحل المشكلة.؟
نحن وقعنا على الاتفاقية ولا نقبل فيها أي تعديل على الاطلاق ونحن مقتنعون بها تماما وإذا قبلنا بأي تعديل لما وقعنا عليها...
**** ولكن متى قال أنه لا يمانع اضافة أي ملاحق للاتفاقية.
نعم ملاحق ممكن ولكن تعديل في الاتفاقية لا وملاحق هذه مرتبطة بالتطبيق عندما يجيئ أوان التطبيق فمبلغ مثل مبلغ الثلاثين مليون اذا اضافت الحكومة مبلغ آخر وقالت مثلا أنها تدفع خمسين مليون في هذه الحال لا يعد تعديلا في الاتفاقية لانه يزيد المبلغ ولا ينقص ماهو في الاتفاق في مثل هذه الحالات التي للامام الملاحق مقبولة اما أن تنقص أو تعدل أي شيء في الاتفاقية فلا، وأي اتفاقية فيها ملاحق وأي مزايا زيادة على ما اتفقنا عليه لا مانع لدينا ومرحب بها.
- هل تتوقع أن يكون هناك ملاحق للاتفاقية؟
-
- لا لا لا أعتقد لان الموقف كان حاسم جدا لان قرار مجلس الأمن الذي حرر نهاية المحادثات يوم 30 طبق وانتهت وتم الاتفاق في هذا التاريخ.. قالوا لن يكون هناك حذف أو اضافة في الاتفاقية والتزمنا والاتحاد الافريقي التزم بها والحكومة أيضا والشهود الدوليون ملتزمون بالاتفاقية ومجلس الأمن الدولي وافق على الاتفاقية.
ولكن الاتفاقية مبنية كما قراراتها على اساس اتفاقية حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة؟
- كما قلت أن الاتفاقية صودقت من جهات عديدة ومعروفة ومن لم يوقع في التاريخ المحدد يمكنه ان يوقع في الملاحق والملحق لا يعطي نفس الحقوق مثل الجهة الموقعة على الاتفاق الاصلي.
- ***هل تم أي حوار بينكم ومجموعة عبدالواحد عقب التوقيع؟
-
- بعد التوقيع لم تبدأ معهم أي حوار لاننا بدأنا في تنظيم ا نفسنا للمرحلة الجديدة- ولكن هناك جهات على اتصال بهم ونحن على علم بهذا الحوار.. ونحن لا مانع لدينا إذا كانوا قادرين على اضافة أي مزايا للاتفاقية فليكن - لكن تعديل في الاتفاقية لن نرضاه.
ومحاولات سلفاكير مع عبدالواحد قديمة وان اعلم أن له علاقات تنظيمية مع الحركة الشعبية منذ فترة طويلة، وعلى حسب معرفتي الشخصية بعبد الواحد لا اعتقد أنه سوف يوقع.
توضيح
هنالك نقطة مهمة أريد أن اوضحها نشرت في الخبر الذي تم نشره فى السودانى فيما يخص ما قاله مجذوب الخليفة في أن ترتيبات ابوجا تمت في أبوظبي..
لابد لي من توضيح فى هذا القول ..... بعد توقيع اعلان المبادئ في يوم 5/7/2005 عدت لابوظبي فا تصل بي مجذوب الخليفة و قال لي نحن نريد ان تصل الى حل لمشكلة دارفور...
فقلت له نحن نحن ايضا نسعى لذلك و لا مانع لدينا في ان نصل الى حل اذا كنتم جادين وايقاف هذه الممارسات التي تمارسها الحكومة في قتل الناس.. فوعدني بايقاف اي عمليات عسكرية وقصف الطائرات.
وبالحرف قال أنهم كحكومة لاعداوة لهم مع شعب دارفور على الاطلاق ونحن نريد أن نصل الى حل.. وهؤلاء الشباب يعني شباب الحركة... الجلوس والاتفاق معهم يحتاج الى وجود الكبار من امثالكم .... وطلب مني مساعدته والوطن في هذا الشأن من أجل الوصول لحل ولم يكن ذلك وفق ترتيبات بل حديث كما ذكر، اخطرت بالاخ مني بذلك وعلق قائلا يجب ان يتم الحوار فى ابوجا وحول مائدة المفاوضات وقد كان .
نداء إلى ابناء دارفور
أوجه ندائي الى كافة ابناء دارفور وأقول لهم أن مرحلة السلام أصعب من مرحلة الحرب، وكان أصعب قرار بالنسبة لنا في الحركة وبالنسبة للاخ مني شخصيا هو اصدار قرار السلام .. فالتوجه نحو السلام وهو قرار أصعب من قرار الحرب ومعنى هذا لابد من أن نلتزم بالسلام ونحافظ عليه وهوا مر يستدعي وحدة كل أبناء دارفور داخل وخارج الحركة لأن هناك تحدى كبير جداً جداً سوف يواجههم، هذا التحدي هو بناءبناء المستقبل دارفور الحديثة وهو لن يتم الا عن طريق الالتزام والجدية والعمل المتواصل ليل ونهار حتى تبتعد دارفور عن التخلف الذي عاشته. ونعتبر الوحدة بين أبناء وبنات دارفور في المرحلة القادمة هى الركيزة تمثل أالاساس ولابد من أن تكون رؤيتنا واضحة تجمع كل القوى والامكانيات وتحدد آلياتنا بصورة واضحةو الا تفكر في الخلافات الثانوية والجهوية الضيقة فالمستقبل سيكون اكثر اشراقا اذا سرنا فى طريق السلام .
|
