تريــــــــــاق الكتــــــــابة
بسم الله الرحمن الرحيم
ترياق الكتابة
ــــــــــــــــــــــــــ
وهنا ..
تفترق الدروب ،
وعجباً تقودك الى ذات المآل ،
ترسم فى آن ، ملامح البعد وسمت اللقاء ،
تُمحى لاءات الكون لتكتب كل نعم فى الوجود ..
جلس أمامها ،
وقطرات ألمٍ نبيل تشكلت على تجاعيد وجهه ،
عجزت أن تخفى بقايا وسامة ، وشئ من أسفٍ قليل ،
وهى تعبث بحبات (الودع ) ،
تقلبه ذات اليمين وذات الشمال ،
ولا ثمة شئ يبسط ذراعيه بوصيد نبوءاتها القادمات ،
أطرقت وفى همس مفتعل قالت له ، ( الودع داير البياض ) ،،،
بين حفنة أوراق فى محفظته العتيقة
أخرج متثاقلاً ورقه من فئة الخمسين جنيهاً ورمى بها فى رفق على خارطة الغيب ،
ممنياً نفسه ببشارات ، يعلم سلفاً أنه لم يزرع بذرتها فى رحم الإيام ،
وببطء مقصود (تكشح ) على أرض الأحلام حبات ودعها الصامت ،
تداعبه ، تعيد إحداثياته ، لعله يرفع عن بصيرتها ستارة الغيب الرقيقة ،،
تضع سبابتها على ودعةٍ قصية ، وتقول له دون أن تفقد تركيزها على الأخريات ،
( الويحيد ده بياخد من بنات (الصرة) ،
البت المربوعة أم عيوناً غلاد دى ، شايله شوفها وخاتاهو فيهو )
هو لم يكن وحيد أبويه ، غير أن وفاة شقيقه الأكبر قبل فترة جعلت منه وحيد أسرته على كل حال !!!
هذا التفسير أراحه بعض الشئ ، وهو فى نهاية الأمر لم يكن يحتاج لأكثر من هذا ليقنع نفسه أنه وليس أحد غيره وحيد هذه الودعات السبع ،
كيف لا وهذه (المربوعة ) تشغل مداراته ،
وتملأ عوالمه برائحة الحروف ومذاق الهوى الدافئ ،،
تذكر ذلك المساء الغائم ،
ومر شريطه كما البرق الخاطف ،
يوم جلست أمامه تحيط بها هالة من الصفاء والسكينة ،
قال لها وهو يعبث بحبات مسبحته المرجانية الثمينة ، ( الشِعر داير البياض )
وتسائل فى براءة ومكر ،
هل يُعشق الفرد منا لحضوره ، أم لإدمانه ترف الغياب !!!
تذكر كيف دارت ضحكتها بابتسامةٍ صفراء
وبضع كلمات عن ضريع الودع الفضفاض ،
كيف لم تحاول أن تجرى تعديلاً عاطفياً
فى ترتيبها الأسرى لتوافق وضع بنات (الصرة) المفترض ،
كيف أطرقت ، وبذات الهمس أخبرته أن ( الويحيد ) فى عالم الخيال هو ذاته ( الوحيد ) فى دنيا الواقع ،
قالت له وهى تلملم أطراف الليل ،
تصبغ أماسيه بلون الرمل وتعطره بقفشات الوداع ،
( أجمل الأمانى تهزمها رياح الحقيقة ،
وأجمل الورود تذبل إن لم تتساقط عليها قطرات طل أو ترويها ابتسامة )
طرق أذنها
وهى تخطو نحو شطّه الآخر وقع كلماته ،
تلاحقها ، تعذبها ، ويردد صداها فراغه العريض ،
يا ملهمتى فى محطات الحياة المنسية ، ستبقين أبداً ترياقاً لآلام الكتابة !!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرياض 30/05/2014 م
|