في يوم مولدي أهدوني قوارير دماء و قنينة لدموعي
و اليوم ينقضي عام آخر و أنا في سراط الفجيعة مهرولاً نحو نهايتي المحتومة ..... أو كما قالت الصديقة و أبنة الأم حدو ....( الدنيا ما خلت لينا يوم نحتفل فيه .....) و حقيقي لم يتبق يوم للإحتفاء بشئ....
يوم مولدي دوماً ما أحتفيه بطريقة تخصني وحدي دون شريك بالمعني الحرفي لهذه الجملة... بالطبع لم أجهز تورتا و كما لم أشتري شموع و ليس لي من الأصدقاء من وصل بهم الرقي و المدنية للإحتفاء معي بمثل هكذا يوم تعيس ..... بالتأكيد لم أتعود على أي نوع من الإحتفاء و كل ما افعله الإختلاء بذاتي مع جاموسة هولندية لها خوار و بطريقة اقرب الى جلد الذات أعدد انكسارات كمين سنة (و الاعمار بيد الله و الدكتاتور الرحيم) ..... إستعداداً لليلة أمس منذ ظهر كبير رتبت و ديرت حالى ..... غازلت التلفون و حجزت المعلوم .... و في النوتة الزرقاء بدأت أكتب علي الصعيد المهني ماذا حققت؟ الصعيد الاجتماعي, الاقتصادي و الاهم الذاتي و الذاتي ذاتي براي.... كتبت العناوين الكبيرة و لكل عنوان تركت صفحتين علني اسودها ما بعد الثانية عشرة أمسية الثالث عشر المشئوم , و هذا الرقم ثلاثة عشر في رواية دينية موغلة في القدم أنه اليوم الذي يجب أن تقوم فيه الساعة و فلسفة الفيسلوف ابو ضفيرة الذي قطع دراستة في فرنسا عائداً الى السودان لان رأي في المنام أنه قاتل نميري, عليى العموم نميري وصل ارزل العمر و عمر الموت و بكل هيبة مات رغم دماء الالف الأبرياء على عنقه , فقط ابو ضفيرة قطع دراسته لهذا الحلم النبيل و لا شئ أكثر ..... أبو ضفيرة كل فلسفته قائمة على الرقم المشئوم ثلاثة عشر .... إني اتساءل لماذا لم يكن ابي غياباً, مصاب بالملاريا, له مشاجرة عظيمة مع أمي, أصابته بروستاتا انشاء الله مؤقتة, لماذا لم تمت جدتي في ذاك اليوم, لماذا لم تحدث أي كارثة تافهة يوم 3- سبتمبر؟
و لكن المقدر يقاوم حبوب منع الحمل و كل تفاهات الفرنجة و بكل يفاخر بي الأمم ..... تجهيزاتي لتلكم الليله كما أسلفت جاموسة, شريط أوجاع منقوش علي نوتة زرقاء , وهتفت قائلاً: الآن هيت لك يا ليلة الشؤم, هيت لك بالوحدة و رنين الكوؤس و طقطقة الحروف . و لكنه القدر و المقدر و الزارعو الله يقوم في رأسك و رأس ابو أهلك.... و عوضاً عن قارورة السم الهاري المقدر ... البنادق أهدتني قوارير دماء شباب في عمر الورد و حد علمي أنها جديرة بالإحتفاء و تليق بي أنا كأبن كلب بالميلاد....
لم أفعل شئ... حينما زفت أمال الزين عبر صفحتها في الزفت بوك نبأ إستشهاد ثلاثة من ابناء الجريف و الرابع قادم و لم تمر سوي لحظات حتي لحق بهم .... كل ما فعلته اتصلت علي صاحب الموبايل بار و أعتذرت و للأبد أعتزلت الحليب, بالضبة و المفتاح سمكرت علي باب حيطتي كما فعلت نصيرة ذات محل ,,,,, القيت النوتة الزرقاء أرضاً و شقي الذي عثر عليها ففيها مؤونة سنة وجع كاملة.....
اليوم عيد ميلادي و المجد و الخلود لشهدائنا الذين لم تزل دمائهم حارة ....
أوعدك يا حاكمي المبجل في العام القادم سوف احتفي بعيد ميلادي إذا لم تقتل فرد برئي ....
المجد و الخلود لكم و لنا الخيبة و تحميل اللامسئول المسئولية كاملة عن دمائكم....
و عندما يسألني ربي ذات قبر كتيم فردي ( يا الله أني لم أعش أي عمر و إنما من بطن أمي خرجت عدل على المقابر)
حافظ – خرطوم الموت سمبلة
13-6-2015
|