امراة من غندكرو -قصة قصيرة
لعنت ذلك اليوم الذي زاملني به وحب المغامرة اللذي يجري في دمه بعد ان اقنعنا نحن الاثنين للذهاب معه في رحلته الاستكشافية التي لم يسبقنا اليها سوي صمويل بيكر اشجار كثيفة رمال ووديان وصخور وظباء تركض هنا وهناك سحالي وارانب ونحن الاثنان نتلفح بشالات وردية لاتبرز الاعيوننا التي نالت قسطا اخر من الغبار المخلوط برزاز الماء , الا هو كانت عيناه فاتحة الي اخرها واللوري ذو اللساتك المهترئة لايبالي بشي مصدر اصوات عالية وبوقه لايفتر كلما مر بنا لوري كعلامة للتحية او الاعجاب بلوري اخر وسائقه ذو الخمسين ربيعا لايفتر من تدخين لفافات البرنجي قليل الكلام او لايتكلم الاماصادف هوي نفسه.
ابتدر صديقي وهي عادته دائما ان يكسب ود الناس فيما يحبون ابتدر حديثة عن اللواري الاوستن واللواري السفنجة وايهما اقرب لقلوب السواقين مع العلم ان التي كنا نركبها من ذوات الاوستن وجه حديثه مباشرة للسائق بعد ان امضينا يوما كاملا في الوديان :
والله الاواستن (جمع اوستن)دي قالوا من صنع الشيطان الرجيم لانها لاتحتاج الي اسبيرات يكفي فقط ان تركبها وتتوكل
طيب انت كاتب في خلف الاوستن ياوكيل الغافلين
نعم تقينا شر الطريق قالوا الجن مرات بكون ساكن الوديان ومابحب الازعاج خصوصا بوري الاوستن.
واللوري القبالو كنت كاتب فيهو نعمات الدكتورة
والله رهيب
نعمات دي كانت ممرضة في المستشفي يوم انقلب بينا اللوري وكنا مودين شحنة للرنك
شالونا ببابور البحر وجابونا المستشفي
اها انا كنت كراعي مكسورة
وممارضاني نعمات
تجيب لي العصير (والنشا)والبسكويت والترمس
علا نقلوها قبال يخرجوني
ومن يومها تاني مالميت فيها
والله ايام القلب الحلو مابيدوم ونحن السواقين ديل قلبنا بفر محل ما حطينا
اخرجت لفافة التبغ خاصتي وبدات ادخن
لماذا دفعنا هذا المجنون الي صوب الجبال زاعما ان الاستكشاف هو عصب الاقتصاد
كم اكره افكاره الماركسية وتقشفه في الحياة
علا انتو ماشين تجارة ولا زيارة
سائق اللوري بعد اخرج نصف جسده وبصق بصقة كبيرة
والله ياعمنا امير ده سايقنا معاهو عندو قريبا ليهو في جبال غنكرو وقلنا نعمل الواجب معاهو
في هذه الاصقاع غالبا مايتلو المرء الحقيقة وذلك لان الناس طالما عرفوا حقيقتك يبداون في التدخل في العام والخاص.
امير سارحا متاملا كنا قبلا قد اصطحبنا الي الشرق لكن الشرق ملامحه واضحة ونساؤها واضحة
حسب وجهة نظر الطاهر ود الرميلة اللذي لم ينبس ببنت شفة وهو جالس خلف صندوق اللوري محتضنا شنطته التي اهدتها لهو احدي ذوات الثدي من جامعة الفرع في بداية التسعينات.
وتارة يخرج دفتر اشعاره ويقرا فيه وتارة يتلمس كيس العماري الوحيد اللذي جلبناه معنا ويخرج منه مايملا فمه لبصع ساعات .
تمر امامنا اسراب الجاموس واسراب النعام وهي ترد الماء
لايوجد بشر مر امامنا منذ ان تحركنا
كمساري اللوري كاي موظف صالح لم ينبس ببنت شفة منذ ان تحركنا يؤدي واجبه بمنتهي الدقة كلما وقف اللوري فتراه حاملا اناء كبيرا به ماء ويقوم بعملية التبريد والتكثيف للماكينة.
اسمع يا امير والله الجو موحي بالكتابة عكس المدن فالضجيج فيها لا يمكن ان يبدع الانسان فيه.
امير: ياخي الكتابة انعدمت حتي في الوديان لانه لايوجد مانكتبه اصلا.
الوعي -الوطن -الحبيبة
ياخي ثقفاتنا اتعدت حدودها واستنفدت قدراتها
تنحنح سائق اللوري لعجزه عن استيعاب المفردات والتراكيب التي نزف بها امير سقراط وانتبه امير للمغزي وواصل حديه عن الاوستن والسفنجات والتيمس
الساعة الان الرابعة بقليل توقف اللوري عند مايطلق عايه جزافا في تلك الاصقاع كافتيريا
امير مازحا للطاهر ود الرميلة
انزل يا امير علي النشاط الطلابي شوية
نزلنا
امراءة عمرها الافتراضي قد تجاوزته بقليل تصنع الشاي والعصيدة والقهوة التي احبها
محاطة بقليل من كلاب الصيد يتنبهن للغريب حال حضوره فتصدر نباحا كلاسيكيا لا ادري هل هو تحية ام استغراب فتقوم المراءة بزجرهن
اتفضلوا يا اولادي
قالوا الكلاب بتطرد الملايكة
والله ياحاجة ده كلام ناس من مصادر لانستوثقها
وبداء امير سقراط باسهاب في وصف الكلاب وعلاقتها بالجن واسرار العلاج
مايفيد في امير سقراط انه يتحدث لاي كائن من كان وياخذ منه اي معلومة ويجولها في مفرادته الموغلة في علم الفلسفة فتخرج عبارات مقنعة والا لما كان اقنعتا في الذهاب معه لتلك الرحلة المضنية.
تناولنا العصيدة القوية الشبه متحجرة نحن الان نرتشف الشاي بالحبهان انتحيت بامير جانبنا وبدات اسرد له قصصا عن ستات الشاي ومغامرات اصحاب اللواري اللذين يقعون في عشقهن ثم يمكث الواحد فيهم سنين عددا لايبارحها قيد انملة احال امير تلكم الحالات للاشعور وان اصحاب اللواري يتعرضون لموجة من التنويم المغناطيسي وانا احاول جاهد ن اقنعه ان ذلك يتم بالاسحار واشياء اخري.
نواصل
|