المصري الساذج الذي اشترى الترام الم يفكر في شراء ترام الجزيرة
منقول من موقع منتديات الحلاوين
عبدالله محمد احمد المصري الساذج الذي اشترى الترام الم يفكر في شراء ترام الجزيرة
منقول من صحيفة الوطن، العدد رقم 173 بتاريخ 18 مارس 2008
الوطن: أحمد الشريف
(كشفت مستندات حصلت عليها «الوطن» أن لجنة د. عبد الوهاب عثمان، قد رفعت تقريرها إلى اللجنة العليا للموسم الزراعي. وحول المصالح الأربعة التابعة لمشروع الجزيرة أوصت اللجنة باستكمال خصخصة المحالج، والسكة حديد، والهندسة الزراعية، والورش، على أن تتحول إلى شركات مساهمة عامة بنهاية يونيو 2008م.
وأن تتولي شركة الأقطان تكوين شركة المحالج مع وزارة المالية الاتحادية، وتخصيص أصول المحالج لمساهمة العاملين بالمشروع، وفقاً للترتيب الذي يتفق عليه بين العاملين والمالية، مع إدخال المزارعين عبر أسهمهم في شركة الأقطان، ومصرف المزارع، أو أي إسهامات أخرى، كما أوصت اللجنة بأن لا تكون الشركة قاصرة على مشروع الجزيرة، بل تشمل مشاريع إنتاج القطن بالبلاد ، وأن تعمل الشركة على استجلاب تقانات حديثة، وأن تتفق الشركة والمالية على نوافذ التمويل الخارجي، مع تكليف المالية بمتابعة إجراءات خصخصة المحالج والوحدات الأخرى.) انتهى كلام الوطن.
ما يحدث في مشروع الجزيرة أشبه بما جرى في العراق قبل اكتساح بغداد في التاسع من ابريل 2003 . لقد سبق اجتياح بغداد عشرة من السنين، من الحصار الاقتصادي الصارم و حظر للطيران و تفتيش لكل أنواع الأسلحة و تدميرها. و بعد أن أصبح العراق ضعيفا اقتصاديا و عسكريا و معنويا و خائر القوى، التهمته قوى الشر.
و مشروع الجزيرة أهملت بنيته التحتية عن عمد. قناطر الري تنهار واحدة ورى الأخرى و لا احد يبالي. وسائل الاتصال تنقطع فلا تجد من يعيدها. الطمي يغمر الترع، و بدل التفكير في دعم مؤسسة الحفريات يتم توزيع أصولها الثابتة و تشرد كفاءاتها. تتكسر قنوات الري فلا تجد جرافة تعيد جسورها، رغم وجود الجرافات. انتهى ما يعرف بالكوجان Deep Plough و الإعداد المبكر للموسم الزراعي. المفتشون الزراعيون ليس بمقدورهم المرور على الحواشات فهم الآن لا يمتلكون سيارات و لا يجدون طرقا معبدة داخل المشروع. محطات تجميع القطن و القمح التي شيدت على خطوط سكك حديد الجزيرة لنقل ة ترحيل القطن و القمح، تلاشت و تلاشت معها القضبان الحديدية لما كان يعرف بسكة الترام أو الترماج.
من جانب آخر تفرض السلطات حصار ماليا على المشروع و المزارع عبر وسائل لا قبل للمزارع بمجابهتها. و لعلنا نذكر جميعا محفظة البنوك التي دخلت بين المزارع و إدارة المشروع و وزارة المالية. فقد جمعت هذه المحفظة من المال و الربح ما لم يجمعه المزارع سيد الوجعة أو إدارة المشروع. و لقد عمدت السلطات إلى جمع محصول القمح و الذرة بأفواه البنادق من المزارعين و من الحقل مباشرة دون التفاتة لاستجداء المزارع لأخذ جوالين فقط من محصوله لعياله. لقد ادخل الكثيرون من المزارعين السجون و بيوت الأشباح، فمن ود البصير وحدها ادخل 29 مزارع السجون و بيوت الأشباح، منهم من تجاوز عمره الثمانين عاما. و لا اعتقد انه في مقدور أي شخص من ود البصير أن ينسى كيف كان يصر الأمن على اقتياد حتى النساء المزارعيات للسجن. و لو لا صمود أهل القرية و رفضهم لذلك لأصبح سجن النساء أمرا واقعا.
القصد من كل ذلك هو إنهاك المشروع و سوقه قسرا للفشل و تكريه المزارعين و العمال الزراعيين فيه، لتأتي اللحظة المناسبة لالتهام المشروع. الآن بدأت اللعبة ببيع الأصول الثابتة للمشروع بل أهم أصوله، الأرض و المحالج و الهندسة الزراعية و السكة حديد والورش. لمن لا يعرف الأسعار فان سعر التراكتر (D8) و الذي يحفر أبو عشرينات يتجاوز المليون دولار. كم بلدوزر للهندسة الزراعية و كم موترقريدر و كم جرار زراعي و كم ورشة و كم مخرطة و كم مسبك و كم مكبس و كم وكم وكم وكم
لقد ضحك الناس كثيرا على المصري الساذج الذي اشترى الترام، أفلا يحق للناس أن يضحكوا علينا إذا سكتنا عن بيع مشروع الجزيرة.
إن بيع الأصول الثابتة للمشروع هو لعب بالنار و على المزارعين و أبناء المزارعين الانتباه لهذه الصفقة و التي ان طال الزمن أو قصر هي بالقطع صفقة خاسرة لمن يشتريها.
نسال الله أن يحفظ المشروع و أهله.
|
