الإخوة الكرام رواد الحوش الكبير... العامر بيكم دوماً...
حضرت أمس سهرة سودان الجميع والأُستاذة إيناس وكانت مستضيفة الفنان المبدع عثمان اليمني والشاعر نور الدين اليمني والباحث في التراث الشايقي عثمان عبد الله التوم...
وقد تناولت هذه الحلقة كثير من مراحل الغناء الشايقي بالطمبور خاصةً...
فما أُريد أن أقوله هنا... وقفة وتعظيم سلام لهذا الفنان القامة العثمان اليمني...
فهذا الرجل أمس وفي هذه الساعة (الويحيييييدة) تناول معظم ضروب الفنون والإيقاعات الشائعة ليست في مناطق الشمال فقط بل في أُمدرمان (أم الفنون) زي ماب يسموها... وتكلم عن حفلات الأعراس التي كان يقيمها مع زملائه في إتحاد الغناء الشعبي... وكيف أنه عندما لم يجد التجاوب المأمول... في الرقيص.. قال بدأت أحفظ بعض أغاني الحقيبة وأتغنى بها... لكي يجد له مساحة في الدارة الأُمدرمانية والخرطومية!!!
ثم عرج على موضوع مهم جداً.. وهو المنافسة الشريفة التي كانت بين الفنانين في عصره...
وقبل ما إستطرد في كلامه... أتوقف هنا لأذكر ما قاله قبل مدة ليست بالطويلة الفنان الرائع صديق أحمد (متعه الله بالصحة والعافية) عندما كان معنا في رحلة هنا في المنطقة الشرقية بالدما... حيث قال... عندما ظهرنا في ذلك الوقت أنا ومحمد جبارة ومحمد كرم الله... كانت الساحة مليئة بالقامات الكبار النعام آدم (الله يرحمه) وود اليمني مستولين إستيلاء كامل على (الصعيد) الخرطوم... وإسحاق كرم الله على منطقة الشمالية مننننننننننن حدود البديرية إلى حدود الشايقية جنوب... كيف الحل كيف الحل؟؟؟ قال محمد جبارة عَصَر علي جيهة عطبرة ووجد جمهور كبير لا بأس به ولليوم قاعدة محمد جبارة العريضة في مناطق عطبرة معروفة... الباقي منو؟؟؟ محمد كرم الله وصديق أحمد... وشوف سبحان الله الإتنين كانوا في كريمة!!! فقال بتوفيق من الله سبحانه وتعالى... ربنا كتبنا القبول في منطقة كان يسيطر عليها بالكامل إسحاق كرم الله... شئ معارف وشئ إصرار مننا على التجديد حتى نلفت إنتباه المستمع... وفعلاً أتى صديق أحمد بلونية تختلف تماماً عن سابقيه وكذلك محمد كرم الله لونيته المميزة فاستطاعوا بعد ذلك تثبيت أقدامهم في خارطة الفن الشايقي...
أرجع لموضوع المنافسة الشريفة بعد أن سُقت لكم هذه الكلمات من الأخ صديق ...
ود اليمني أمس قال... عندما أتيت إلى الخرطوم.. كان النعام آدم مستولي على الساحة تماماً لما يملكه من صوت جميل وكلمات رصينة ومدح الرجل بما هو فيه (وهذه قل ما تجدها من إنسان إلا أن يكون متمكناً وثقة)...
أها إنت يا ود اليمني تنافس كييييييييييف (القائل ود اليمني نفسه)؟؟؟ قال على طول فكرت أن إخترع لونية جديدة أتميز بها حتى أُنافس مع هذه القامة الكبيرة المستحوذة على الوجود الشايقي هناك...
قال فاخترعت لونية الرميات التي تميز بها حتى لُقِّب بملك الرميات... والرجل حقيقة أجاد فيها وأبدع... فله منا التحية والإجلال...
تعظيم سلام...
لاحظت في حلقة أمس أن ود اليمني تناول معظم الألوان الفنية في الغناء الشايقي... أغاني الدارة (تااااااااااتي يا رحاب يلة ... تاااااااااااتي قوماك في أمان الله تااااااااااااتي)... وأغاني السيرة (دار أبوك الليلة عيدها .. وفرحت أمك بي جديدة)... وأغاني الشوق والهيام... (الرسول يا حمامة قومي إترسلي لي .. أمشي لي ست ريدي واحكيها الحصلي)... وأغاني الهجرة والإغتراب بعيداً عن الأهل..( جاء للناس فرحو بيهو انا عيدي جاني نكد... يا ناس العيد... لقاني غريب وحيد عايش علي زول ما مرق عيَّد....)... كما عرج على الشعر الإجتماعي والفكاهي.. (تَسُرْقي ضحى ونهار يا (بُرَّة) مالك؟؟ لا الطير انعدم لا الفار أبالِك!!)... وشعر الحكمة والعقل...
(وحا أنزلها كاملة لزوم محمد صالح ود الخضر)!!! عفواً القراء الكرام...
[align=center]سيرتي انا للخلوق لو يسمعولي حديث...
دايماً نكوس درب المحنة نخلي درب ابليس..
كعب الزول يفوت زولو ويبيعو رخيص...
ويزُك الدنيا والجرى ما لِحِقلها ميس...
الحياة ذكرى رغم الناس تجيها ظروف...
مع إنُّو طوف العيشي عايم في بحر والموج معاكس الطوف...
لكن الأيام مناظر في شريط ملفوف..
ساعة يفرِّحِن وساعةً يجيبِن خوف..
وسمِح.. الزول يعيش واضِح علي المكشوف...
وما ينضارى مادام الله فوق بيشوف...[/align]
وغيرها من الأغاني الجميلة التي فرقت علينا كتير .. .وأبدع فيها الرجل بأمانة ورمانا بكل جميل...
فله التحية الغالي عثمان اليمني ولكل رموزنا الفنية عبد الرحمن الكرو وعبد الرحمن عجيب والرائع بلاص وصديق أحمد ومحمد جبارة وكل الشخصيات التي خطت هذا الطريق وأبدعت حتى وجد هذا الطمبور مكانه اللائق من بين الفنون في بلادنا الحبيبة...
ولي عودة بإذن الله تعالى...
ولكم ودي كله بلا حدود...
أبو الحســــــــين...
|