قراءة في كتاب "تاريخ حياتي " لمؤلفه الشيخ بابكر بدري

[حسين عبدالجليل]

خالد

تعرف انا بعد ما قريت الكتاب دا حتي عرفت عمنا شوقي بدري جايب صراحتو و حقانيتو دي من وين .

مشكلة الشيخ بابكر بدري هي انو فايت عصره و لا اقول ليك هو فايت عصرنا دا ذاتو بالكثير - علشان كدا لم يجد مايستحقه ولا يعرف معظم السودانيين قدر ذلك الرجل العظيم - حتما ان شاء الله ستاتي اجيال لاحقة تعطي ذلك العملاق مايستحقه .

[بابكر مخير]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين عبدالجليل

مشكلة الشيخ بابكر بدري هي انو فايت عصره و لا اقول ليك هو فايت عصرنا دا ذاتو بالكثير - علشان كدا لم يجد مايستحقه ولا يعرف معظم السودانيين قدر ذلك الرجل العظيم - حتما ان شاء الله ستاتي اجيال لاحقة تعطي ذلك العملاق مايستحقه .

أبو علي
سلام
أذكر في لقاء مع الصادق المهدي (حفظه الله، ما دي دون القاب؛ نحن بنقول محمد صلى الله عليه وسلم وما بنقول السيد محمد ولا الإمام محمد،،،،، ولا شنو؟؟؟) مع جمع من الأسرة وفي نقاش حامي (يا شوقي بدري!!! يطرشك أسمعك كان عن شنو) قال:
(هو هنا بالغ كتير في تعميموه) أسرة الشيخ بابكر بدري، سابقاني في فهما كتير ويمكن سابقنا الشعب السوداني مية سنة.... (هنا المبالغة)
إنتهى...
أخي، إبني، صديقي
لو سنحت ليك الفرصة أوصيك تقرأ كتاب "قدر جيل" ليوسف بدري، فيهو الإمتداد لسيرة بابكر بدري وتكملا،،، ما بالوضوح الشديد حق أبوهو، لكن لا يخلو من ذكر حقايق قوية....
من إبداعات العميد يوسف؛ هو صاحب قصة "وينتهي العزاء بمراسم الدفن"
دمتا الحبيب
لك المودة ولي شوقي لأنو قدر يدردقني شوية شوية في نكيت حاجات
ربنا يستر

[حسين عبدالجليل]

أخونا و صديقنا و عزيزنا بابكر مخير:

ياخي البوست دا منور بوجودك وكم انا سعيد بمداخلاتك الثرة ( وبالمناسبة أنا متابع جدا مناقراتك الظريفة مع أخونا الكبير فتحي - ادام الله عليكما مودتكما و صداقتكما و احترامكما لبعضكما ولكل من تتداخلون معه).


أنا متفق معك بأن الشيخ محمد البدوي ربما يكون بحرقه لتلك الكراسات قد أنقذ حياة الشيخ بابكر بدري – فهو قد فعل ذلك بعد قراءته لمشروع الكتاب ذاك و لمعرفته العميقة بطبائع و أخلاق السودانيين و لحبه الشديد لبابكر بدري – ولكن (المأساءة) و التناقض يكمن في أنه بذلك الفعل قد أضاع للاجيال اللاحقة ثروة لا تقدر بثمن .

أنا ايضا أضم صوتي لصوت عمنا العزيز شوقي بدري و ادعوك لتكتب لنا فيما تعرفه عن تاريخ السودان الحديث .

سأعمل بنصيحتك الغالية و اسعي للحصول علي كتاب "قدر جيل" ليوسف بدري فنحن من جيل لايعرف معظم افراده تاريخ بلادهم – وكمثال علي ذلك أنا دهشت و أمتلات زهوا و عجبا عندما علمت من الكتاب بان الفقيه الكراس كان يمارس و يعلم حيرانه حماية البيئة برفضه لقطع الاشجار من الغابات و استعاضته عن ذلك باستخدامه لخشب الاشجار التي تحملها مياه الفيضان .

مودتي التي لاتحدها حدود .

[بابكر مخير]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين عبدالجليل

أنا متفق معك بأن الشيخ محمد البدوي ربما يكون بحرقه لتلك الكراسات قد أنقذ حياة الشيخ بابكر بدري –

العزيز
لو تتذكر في الكتاب الحادثة التعرض ليها جدك بابكر بدري، حين هجم عليهو والد طفل وضربه، لأنو أخد ولده عشان يقريهو..
آها شيخنا البدوي
كان على المام بما سيحدث

[حسين عبدالجليل]

استاذنا ود مخير
طبعا أذكر تلك الحادثة و حوادث أخري تعرض فيها الشيخ الجليل للضرب و الاهانة لاثنائه عن مشروعه الوطني التنويري - دون أن يرد الضرب و الاساءة - كان أحري ان تدرس لنا في المدارس حتي نعلم طبيعة النضال السلمي و "العمل الدؤوب المستمر – كما يقول عبدالخالق محجوب" الذي مارسه بابكر بدري . نحن للاسف أمة لاتحتفي بابطالها الحقيقيين .

مودتي .

[حسين عبدالجليل]

عمنا و أستاذنا العزيز شوقي بدري

أسعدني جدا مرورك الكريم و معلوماتك الاضافية الثرة - و بمناسبة واقعة المتمة لي أخ أصغر مني هو أيضا قرأ كتاب " تاريخ حياتي " و دوما مانتناقش فيه و هو يعتقد بأن ماحدث في دارفور من فظائع و أغتصابات له علاقة باستباحة المتمة من قبل جيش محمود ود أحمد . أنا في البداية عارضته جدا في الربط بين الكارثتين ولكن بعد تفكير عميق أصبحت لا أستبعد الربط بين الحدثين رغم الفاصل الزمني الطويل بينهما - أي ان أستباحة المتمة ربما كانت في لاوعي النخبة الشمالية الحكومية خلال ادارتها للحرب في دارفور – فالشيعة رغم مرور الف و خمسمائة عام لازالوا يعيشون كربلاء كل عاشورء .

أيضا لفت نظري ماذكره الشيخ بابكر بدري بان جيش كتشنر عندما استباح أمدرمان لمدة ثلاثة أيام كان ذلك استباحا بغرض النهب ولم تتم فيه أغتصابات – و تلك لعمري هي الامانة التاريخية التي لم يحيد بابكر بدري عنها حتي لو كانت تحسب لصالح جيش الغزو الاستعماري

لك مودتي التي لاتحدها حدود .

[kabashi]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين عبدالجليل

عمنا و أستاذنا العزيز شوقي بدري

أسعدني جدا مرورك الكريم و معلوماتك الاضافية الثرة - و بمناسبة واقعة المتمة لي أخ أصغر مني هو أيضا قرأ كتاب " تاريخ حياتي " و دوما مانتناقش فيه و هو يعتقد بأن ماحدث في دارفور من فظائع و أغتصابات له علاقة باستباحة المتمة من قبل جيش محمود ود أحمد . أنا في البداية عارضته جدا في الربط بين الكارثتين ولكن بعد تفكير عميق أصبحت لا أستبعد الربط بين الحدثين رغم الفاصل الزمني الطويل بينهما - أي ان أستباحة المتمة ربما كانت في لاوعي النخبة الشمالية الحكومية خلال ادارتها للحرب في دارفور – فالشيعة رغم مرور الف و خمسمائة عام لازالوا يعيشون كربلاء كل عاشورء .

أيضا لفت نظري ماذكره الشيخ بابكر بدري بان جيش كتشنر عندما استباح أمدرمان لمدة ثلاثة أيام كان ذلك استباحا بغرض النهب ولم تتم فيه أغتصابات – و تلك لعمري هي الامانة التاريخية التي لم يحيد بابكر بدري عنها حتي لو كانت تحسب لصالح جيش الغزو الاستعماري

لك مودتي التي لاتحدها حدود .

[align=justify]أخي العزيز حسين عبد الجليل تحياتي ياغالي
في راي الربط هنا غير وارد وأعتقد إنك كنت مصيب حين عارضت أخيك في الأمر لأن المتمة جرح غائر في نفوس من قتلوا أسلافهم بغير جريرة وظلموا من حاكم وهو جرح فقط لا أحسب أنه حقد على جيل حاضر في دار فور لا ذنب لهم رغم فظاعة ما حدث في المتمة فهناك حقائق نعلمها ممن شهد يومها الأسود من نساء عشن المحنة ورجال كانوا في طريقهم لمد المتمة بالسلاح ولم يدركوها أشياء يستغربها كل صاحب عقل وقلب سليم وإن جاز إحترام كتشنر حين إستباح أم درمان دون إغتصاب ..وأم درمان هي من كانت مستباحة من قبله سنوات من قبل الخليفة و حاشيته كما سترى في كتاب تاريخ حياتي الذي أنت بصدد سرده ، فأيضا ذكر الفحل صاحب كتاب تاريـخ وأصُولالعَرب بالسُّودان في كتابه هذا :
(طلب الأمير محمود ولد أحمد كاتبه ابراهيم محمد البديري ولد اخت الخليفة الماحي ومحمد ولد الحاج سليمان ولد قاهر المسلمابي وعبد الكريم ولد كرمة ولد أخت بشير ضبعة وأعطاهم في حرسه الخاص مائة بندقية برئاسته مرسال كوكو وقال لهم اجتهدوا واجمعوا كل النسوان وإذا انسان ماسك مرة أخبروه بأمري فإن رفض وأبى أضربوه بالرصاص فتوجهوا لجمع النساء.
عبد الرحمن الكرنكي
كان عبد الرحمن رجلاً واسع الرأي له فكر وتدبير فلما رأى أن الناس قتلوا ذهب إلى سجن عبد الله ولد سعد ووجد شعبة فعملها في رقبته وربطها وربط يده اليمنى فلما جاء الأنصار قال ( يا أصحاب المهدي والحمد لله ربنا خلصني من الكافر عبد الله ولد سعد بمجئكم) فأخذوه وشعبته وذهبوا إلى الأمير محمود فقال لهم فكوه وأحضره أمامه وقال شنو عورتك فقال جيت بجوابات من سيدي الزاكي إلى سيد الجميع خليفة المهدي فقبضني عبد الله ولد سعد واستلم الجوابات واراد قتلي فالحمد لله خلصني منه سيدي الأمير محمود فقال له الأمير محمود وين سكنك فقال سكني المتمة فقال له كن أمين على النساء.
فأحضر المعنيون النساء فأمر بعمل زريبة تحت النخل فجمع فيها عموم النساء بدون تخصيص وعمل للنساء مرتب حب يصرف بواسطة عبد الرحمن الكرنكي وفي الزريبة وضعت ستنا بنت الشيخ ولد شبور بنتاً فأمر الأمير محمود بأن تسمى فاطمة ويذبح لها ثور وحفظ النساء حتى جاءت المركب فشحن كل النساء وأرسلها إلى أم درمان.) فإن كان في النكبات ما يمدح لقائديها فهذه واحدة .
ما تم في المتمة كان القتل القبلي حيث لم يغادروا يومها من الذكور طفل رضيع وبأفظع انواع القتل الطفل تبقر بطنه بالحربة وأمام عين أمه ! وربما المتمة هي من نال شهرة الواقعة ولكنها كانت نكبة منطقة الجعليين حتى بربر حيث أخليت هذه المنطقة من الحياة ثلاثة سنوات هجرها الناس فرار بعروضهم حتى دنقلا أمام زحف الجيش الذي تحولت مهمته لجيش تطهير عرقي فكان لا بد أن ينهزم أمام المستعمر .
وما حدث وما يحدث الأن في دارفور لا شك انه نكبة وجرح كبير في تاريخ السودان ولكنه نتاج صراع سياسي بين طرفي الجبهة الترابية مع شيء من إنعكاسات الصراع الإقليمي في تشاد أضف لذلك الصراعات القبلية الخاصة بالمنطقة كل ذلك تحت ظل حكم غير رشيد يحسب أن القوة هي الطريق الوحيد للسيطرة على الحكم وعالم من حولنا يحتضن الأزمة لتبيض وتفرخ ويبكي علينا بعيون التماسيح و لا شك هذه كلها عوامل لا علاقة لها بالمتمة كما إن الطقمة الحاكمة ليس منهم من له جزور بالمنطقة فتختمر الأحقاد في عقله الباطن لتدفعه للإنتقام المغلف بدوافع قمع التمرد عدا نافع علي نافع ولا أعتقد أنه مهموم بهذا كما أعتقد أنه ليس من يدير المعركة العسكرية .
ختام عزيزي أرجو الإنتباه لأن الربط ربما أزكى نار التناحر القبلي والأحقاد العرقية في بلاد لا ينقصها ذلك كما أرجو أن ندفن جراح التاريخ وأخطائه في زمانها و أن لا نجعل منها وقود وطاقة لمعارك الحاضر والمستقبل لأن تاريخنا مليء بمثل هذه الفجائع والأخطاء الجسام فربما إتنسفت فكرة السودان الوطن الواحد وإلى الأبد هذا رجائي .
ولك مودتي ونحن متابعين سردك لهذا الكتاب الجميل لمؤلفه العملاق الوطني بابكر بدري .[/align]

[ود خليل]

اشكر الاخ حسين عبد الجليل لهذا الموضوع لعدة اسباب:
اولا ان من الاشخاص المعجبين بحياة الانسان بابكر بدرى و ذلك لانة كان يمتلك بعد النظر و لحكمة بعرفها الخالق السودانيون يمتازون بغياب الروية.
ثانيا: هذا البوست هو الذى دفعنى للتسجيل فى منتديات سودانيات.
من الاشياء التى عجبتنى فى الجزء الاول و الذى فقدتة لسرقتة و هى قصتة مع الزبير باشا و شكل الحوار الذى دار بينهم . هذا الحوار فى راى الشخصى و انا مجرد قارى و معجب بشخصية بابكر يضى جوانب من شخصية الزبير باشا اتمنى من الاخ حسين ايراد نص الحوار.
سوال اخر لحسين او الانسان شوقى بدرى (انا من المعجبين بكتاباتة). هل هنالك نص اخر لكتاب حياتى او الطبعة الاولى هل كانت بالغه العربية ام الانجليزية. و هل يوجد فرق.

[حسين عبدالجليل]

الاخ كباشي

ممتن لك لمواصلتك معي هذا الحوار- طبعا من الصعب جدا اثبات او نفي الربط بين مجازر المتمة و مجازر دارفور الا أنني اردت اشراككم بما دار بيني و بين شقيقي من نقاش . هي محاولة لفهم دمار الذات الذي تمارسه كل الاطراف المتحاربة بدارفور . حرب عبثية تجعل الذين أوشك وطنهم ان يروح منهم ان يفتحوا كل خشوم الابقار بحثا عن سبب شبه منطقي لذلك الجنون.
اقتباس من مداخلة عمنا شوقي بدري :
من الأشياء التي لم تذكر في الطبعة الأولي وذكرت في الطبعة الثانية هو أن بابكر بدري ذهب لزيارة ابن عمه العامل مختار الذي كان مريضا في أم درمان ، وكان معه بعض ملازمي الأمير يعقوب "جراب الرأي" أخ الخليفة عبد الله ، ومنهم الحريري ودودية وداؤود -إذا لم تخني الذاكرة - فصفر الوابور الذي أتي بسبايا الجعليين ، فضرب أحد الملازمية فخذه وهو من الجوامعة وقال : ( كب أمش لي خليفة المهدي يديني جعلية أسويها سرية). فغضب مختار حتى ورم أنفه ، ونهض حتى سقط ثوبه وظهر عاريا ، وصفع المتكلم وطرحه أرضا ، ورفس سموار الشاي وقال : (وكمان تشرب شاي في بيتي وتتكلم عن الجعليات ، خليفة المهدي يقدر يعمل الجعليات سراري لو ما أم درمان تقيد نار ) . وصار دمعه يجري من الغضب وهاجمته الحمي فرقد . فقال له بابكر بدري بعد انصراف الآخرين : (في جنس الوكت ده وفي الزمن ده تقول جنس الكلام ده ؟ ) . وكتب بابكر بدري أن مختار رد عليه قائلا : (أنا عارفك جبان ، أكتر من كده يسوا لينا شنو ) .
هذا بالضبط ماورد بالكتاب – لك ذاكرة رهيبة ياعم شوقي – ماشاء الله و عيني باردة.
ذلك الملازم هو داؤد و قد ذهب مشتكيا مختار للامير يعقوب اخ الخليفة عبد الله و حول ذلك يقول بابكر بدري " فارسل الامير يعقوب في الحال للشيخ بانقا موسي و قال له ( أمش الي خليفة المهدي الان وأحكي له ماحصل من ولدكم مختار. و أعمل فكرك في أن خليفة المهدي يعفو عن نساء المتمة, و سلم كل واحدة منهن معارفها قبل غروب الشمس ) " . وسارت الامور كما أرادها الامير يعقوب . والامير يعقوب الذي لقب ب "جراب الراي " لحكمته و رزانته قد استشهد في كرري .

[حسين عبدالجليل]

الاخ ود خليل

يشرفني جدا و يسعدني ان اكون سببا لانضمامك لهذا المنبر – الذي حتما سيزداد رونقا و بهاء بوجودك فيه .

أنا ايضا مثلك أريد ان أعرف تاريخ طبعات هذا الكتاب – وهل طبع بالانجليزية اولا؟ و هل هنالك فرق بين محتوي الطبعات العربية والطبعة الانجليزية ؟ ومن هي الجهة التي قامت بحذف اجزاء من الكتاب؟
ربما يجيب علي أسئلتنا هذه العم شوقي او العم بابكر او الاخ عبدالغني او اي شخص آخر .

ساعود لك برواقة حول قصة بابكر بدري مع الزبير باشا – وهي قصة مأساوية بها جوانب شخصية لاتحسب لصالح الزبير باشا .
لك الود كله .

[بابكر مخير]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين عبدالجليل

وسارت الامور كما أرادها الامير يعقوب . والامير يعقوب الذي لقب ب "جراب الراي " لحكمته و رزانته قد استشهد في كرري .

لم تسر الأمور لكل الحدود كما أراد، ففي واقعة كرري، لم يكن يريد أن يتم الهجوم بالطريقة التي تم بها،،،
وحكمته ضعفت أمام التسرع في نيل الشهادة قبل الأخريين وعلى الأخص الأصغر منه وذلك؟ حين سأل (وحسب ما سمعت) منو الفزا لينيل الشهادة قبلي،، قيل له ود سيدي خليفة المهدي، فقال ما معناه: داير يسبقني علي الشهادة، فهمز حصانه وكان له ما أراد أن سبقه أو لم يكن، فالإثنان إستشهدا،،،
وفقد جدي بذلك؟؟؟؟
حكمته ورزانته ولكن
الإعتزاز يتم بأنه سجل نقاط إيجابية عديدة لفترة حكم سيدي خليفة المهدي..........
(حسب الحصانة الممنوحا ليا بالنسب ليهو، بتجرأ وقلتها)
وأنا لمن أتكلم في زول بي صراحة
بحب يكون الزول قدري لو ما أكبر مني وأحسن مني
وعشان كدا قلتا في مداخلة سابقة

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Babiker Mukhayer

الحبيب شوقي
سياستي دي
جاية من؟؟؟
ممكن تقول غرور ولا عزوة نفس وأنا بسميها
غشة في روحي...
القصد الحبيب
الزول البدس الشي الفيهو
دا نوع من الجبن

وعشان كدي بسكت رغم سؤالك

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين عبدالجليل

أخونا و صديقنا و عزيزنا بابكر مخير:
أنا ايضا أضم صوتي لصوت عمنا العزيز شوقي بدري و ادعوك لتكتب لنا فيما تعرفه عن تاريخ السودان الحديث .
مودتي التي لاتحدها حدود .

لك المحبة

[حسين عبدالجليل]

الاخ ود خليل

و هذه هي قصة بابكر بدري مع الزبير باشا:


في حملة ود النجومي كان برفقة المؤلف والديه و اخواته و اخوانه و خلال مسيرة الجيش تزوج بابكر بدري من البقيع التي كانت ترافق أخوانها و والدتها في نفس الحملة .

أصبح جيش ود النجومي في حالة يرثي لها من الجوع و العطش كلما أوغل شمالا – حيث أن وابورات الانجليز كانت تحرس شواطئ النيل لمنعهم من ورود الماء " حتي صار كوز الماء بريال مجيدي " كما يقول المؤلف. " و في ذلك قال شاعرهم من قبيلة القراريش مظهرا شماتتهم علينا قصيدة اثرت فينا تأثيرا سيئا. ولم أحفظ منها غير هذا البيت:
مهير وود هاوس أب حيلة شديدي
حجر الموية خلا الكوز مجيدي "

(وود هاوس هو قائد الجيش الانجليزي الذي بجنوب مصر)

و كان علي أفراد الجيش تدبير أمر معيشتهم بانفسهم حيث لم تكن للجيش أي مؤون . كان بابكر بدري يتكفل بمعيشه اسرته (والديه و اخوانه و اخواته و زوجته) حيث كان يغامر بورود ماء النيل " و يبيع كل يوم ستة أكواز بستة ريالات أشتري بها التمر ألاخضر و لحما جقودا لغذائنا " .

في مرة أعطته حماته سعنا (قربة) ) ليملأها لها من النيل حتي تبيع هي أيضا الماء. ولسوء حظ المؤلف فقد جرف موج النيل سعن حماته أثناء محاولته ملئه بالماء دون أي يلفت أنتباه عسكر الانجليز- وهنا يقول المؤلف " ولما رجعت لمكاني بعد أن بعد الوابور لم أجد السعن .... فاصابني الخوف من حماتي الصعبة فقلعت جبتي وجعلت أغطس في البحر بلباسي حتي كدت أغرق و ماوجدت السعن. فلما وصلت الديم وجدت حماتي بمنزلي و أبنتها بجانبها تنتظر حضوري بالسعن فاخبرتها بضياعه و سببه و بحثي عنه. فصرفت وجهها المغبش عني و قاله (هه.. بعته بكم؟).... فاضطربت ابنتها كاضطرابي لانا أحسسنا بشر منها ..... و طلبت اما أن أترك كل عائلتي وانقطع لنفقة بنتها أو أطلقها ".

رضخ المؤلف لالحاح حماته و اخوان زوجته و طلق زوجته – و هنا يقول عن زوجته " فبكت و ابكتني ".

بعد هزيمة الجيش السوداني في توشكي واسرحوالي ال4000 سوداني و سودانية - منهم المؤلف الذي سجن بمنطقة الشلال لفترة من الزمن- تم توزيع الاسري علي بعض المصريين ليعملوا عندهم (في المنازل و الحقول) بالسخرة. كان المؤلف من نصيب رجل من جعافرة قرية دراو (بجنوب مصر) يدعي علي أبومحمود .

مر بابكر بدري بظروف قاسية الا أن أجادته للقراءة و حفظه للقرآن و ذكائه الشديد رفعا من مكانته لدي الاهالي و تحسنت ظروفه واصبح حر الحركة داخل مصر (غير مسموح له بالرجوع للسودان).

في 26 مارس 1890 وصل للمؤلف خطاب(من القاهرة) من أحمد عثمان أخ البقيع - زوجته السابقة يقول له فيه " أحضر لترجع زوجتك, وبرجوعك نصحبك أنا و الحسن أخي لاتزوج أنا أم طبول و يتزوج الحسن الحسني و نعيش معا كما كنا" ( أم طبول و الحسني هما أختا بابكر بدري). فرح المؤلف فرحا شديدا وبدأ سفره للقاهرة ولكن عند وصوله لاسيوط " لقينا بها من الاسري من أخبرني أن البقيع تزوجها الزبير باشا نفسه ..... فاشار علي رفيقاي بالرجوع ... ولكني رأيت هذا أظهارا للجزع وفواتا لاداء واجب العزم .... وصلت القاهرة بحالة هادئة وفكرة واعية والفضل في ذلك يرجع لتربية المهدي عليه السلام الذي كان يفسر قوله تعالي (لكيلا تحزنوا علي مافاتكم ولاتفرحوا بما آتاكم) بقول يدخل في القلوب فتضمه حواشيه قبل أن يدخل في الاذان)"

يقول المؤلف بان أخ البقيع عندما أرسل له خطابه لدعوته للحضور للقاهرة لارجاع مطلقته – كان قد مضي أسبوع علي زواج البقيع من الزبير باشا – أي أن الخطاب كان خدعة لاحضار بابكر بدري للقاهرة وهنا يقول المحقق أن تفسير ذلك هو أن أخ البقيع " كان تحت ضغط من الزبير لتزويجه البقيع ... وفي الوقت نفسه كان أخ البقيع يريد لنفسه أن يتزوج أخت بابكر فاعتقد أن الزبير سيضغط بابكر بعدما يصل ليقبل طلب أحمد"

نواصل أن شاء الله لنسرد الحوار المثير الذي دار بين بابكر بدري و الزبير باشا بعد وصول المؤلف للقاهرة

[حسين عبدالجليل]

و في منزل الزبير باشا بالقاهرة – دار الحوار الحوار التالي بين الزبير باشا و بابكر بدري(نص الحوار في صفحة 170-173)

"الزبير : لاي سبب جئت الي مصر ؟ (يقصد القاهرة)
بابكر: جئت لأراك وتعرفني بشخصي وإسمي حتى إذا ما داهمني ما أحتاج لمساعدتك فيه كتبت لسعادتك كتاب من تعرفه .
الزبير: – ثم ما السبب ؟
بابكر:- أولاد عثمان أولاد خالي وأخواتي ووالدتهم توفيت جئت أعزيهم .
الزبير: – ثم مـاذا ؟
بابكر: – المدني ابن عمي وصهري .. زوجته وأولاده معي . ومحمد أحمد شكاك عمي جئت أبحث عنهما .
الزبير:- ثم مـاذا ؟
بابكر:- جئت أزور السيد الحسين وآله .
الزبير:- ثم مـاذا ؟
بابكر:- لا شيئ .
الزبير:- (إنتصب بعد اتكاءة خفيفة ثم قال لي) : إن المرأة التي تزوجتها قالوا امرأتك .
بابكر: – بل مطلقتي .
الزبير:- لا امرأتك .
بابكر:- سبحان الله ياسعادة الباشا أنا الزوج الأول أعترف بالطلاق وأنت الزوج الثاني تدعي ضده فهذا معكوس !
الزبير:- اسمع يا بابكر أنت قلت جئت لكل من ذكرت والحقيقة أنت جئت لإمرأتك أو لرجـوع مطلقتك .
بابكر:- من أين أخذت هذا ياسعادة الباشا؟
الزبير:- أنا رأيت كتابتك التي جاءت منك بالرغبة ورأيت الجوابات التي راحت لك بالإجابة .
بابكر:- لما رأيت كل هذا لماذا تزوجتها ؟
الزبير:- (متهيجاً) : يا ولد ضحوي يا رضوان يا ود المجذوب تعالوا اسمعوا هذا الكلام من هذا الولد الذي تقولون صغيراً لا يُعبأ به ، أنا والله منذ كنت الزبير ما سمعت مثل هذا الكلام ، ما هذه البلادة (.. شفت كتابتك) .. (.. عرستها ليه لما شفتها ؟) دي ما بلادة ! . أشهد على نفسي .

الزبير: أسمع يابابكر المرأة دي أنا صرفت عليها نحو ثلاثمائة جنيه من مصاغ الي لباس الي فرش , شيئ يليق بمقامي أنا. والآن عزمت أن أطلقها و تبقي معي حتي تستعد (أي تكمل أشهر العدة) وأرجعها لك بما عملته لها.. أنا الزبير سأعمل كل هذا لك.
بابكر: (متحمسا) ليس هذا والله لك بفخر .
الزبير: أنت تعمله؟
بابكر: تعم لكن أنا ماعندي مال, فاذا تكتب لي خطابا تطلب مني طلاق زوجتي وأرسالها لك أفعل. فأنظر أنت أصعب الزوجة أو المال؟
الزبير: (سكت مليا ثم قال لي): ان كنت تجبر خاطري وتعتبرني كوالدك تقبل مني طلاقها ورجوعها لك لآتدارك غلطتي.
بابكر: ياسعادة الباشا, هذه البنت كاتت تري بيتنا أكثر (هكذا وردت) من بيت أبيها والان صارت في بيت الباشا وهو أكبر بيت سوداني الآن, فهي لذلك لاترضي بي .
الزبير : علي الطلاق راضية بك لاني حينما أخبرتها بوجودك جرت مدامعها وبدأ عليها أثر الحزن ."

في النهاية رفض بابكر بدري عرض الزبير باشا و غادر القاهرة .

[باسط المكي]

حسين عبد الحليل
ياروعة حضورك
وطول غيابك
..........
واصل واصل منتظرين

[حسين عبدالجليل]

باسط المكي [ يا له من اسم جميل ]

نقهر حزننا علي درويش آخر سقط بعد ان اكمل القصيدة لنواصل رحلتنا مع درويش المهدية الذي تحول في الحقبة الاستعمارية ل "معارض مصانع" يمارس "ارهاقه الخلاق " * .

ان شاء الله سأتناول في البوست القادم ماقاله بابكر بدري عن ثورة عبد القادر ودحبوبة الذي كان رفيقا له في متاهة الجنرال ود النجومي - وفي روايته تلك ذكر ود بدري بعض المسكوت عنه و المخالف للنص الوطني الرسمي عن ثورة الانصاري ود حبوبة.

كما وسأحاول ان افهم رأي المؤلف في حكم الانجليز - وهو رأي معقد .
سعيد بمتابعتك و تشجيعك ياباسط .

تحياتي و تقديري .
____________________
* "المعارض المصانع" و "الارهاق الخلاق" تعبيران اشتقهما د. عبدالله علي ابراهيم