الصحّاف الأكبر.
كنت لفترة من المداومين على قراءة الصحف السودانية ..وتنقلت على مختلف الأعمدة الصحفية بمختلف الصحف، ما حببنا للقراءة منذ الصغرهو قراءة المجلات المصورة على شاكلة الصبيان وماجد والألغاز ناس تختخ والشياطين ال13 وعبرنا بعدها لي ناس زهور وعبير .. المهم كانت من أجمل الأيام وتذوقنا متعة القراءة حقيقةً ...... ومن يسلك طريق القراءة والإطلاع تتكون له معرفة بسيطة عن طرق التشويق ويميز الكتابة الحلوة من غيرها وتتضح ميوله وحبه لمجالات معينة يُكتب فيها مثل التاريخ أو الدين أو الخيال العلمي .... إلخ.
قراءة الصحف السودانية في مرحلة لاحقة جعلتنا نقرأ ونلاحظ وتكونت بعض الأفكار والملاحظات عن الصحافة السودانية وممارسوها اليوم، وبما أننا لسنا من أهل التخصص والأكاديميين في ذات المجال، فسأتناولها كإنطباعات متابع وقارئ فقط.
للأسف وجدت معظم الصحافيين يدخلون في صراعات شخصية مع بعضهم البعض ويتواجهون عبر الصحف ويفرضون على القارئ واقع مؤلم ومشاهد سيئة ومعظمهم من كبار الصحافيين.
وأيضاً هنالك صحافيون يكتبون من أجل الكتابة فقط ... تقرأ الموضوع من أوله لإخره بدون أن تطلع بمعلومة أو فائدة ..
أصبحت الكثير من الصحف كالأحزاب السياسية .... رئيس التحرير يورث المنصب لإبنه، والعاجبو عاجبو.
وللأسف الكثير من الصحفيين السودانيين يتملكهم الشعور بالعظمة وتشعر بذلك في طريقة مشيه وكلامه ودوماً يُشعرك أنه يستطيع أن يزلزل الدنيا، وإذا أراد أن يقابل مسؤلاً لغرض شخصي يريد أن تفتح له كل الأبواب وأن تحطم له القيود الرسمية في لقاء المسؤول.
ويتباهون بمعرفتهم للكثير من أسرار الدولة والناس ويتشدقون بمعرفة الفضائح ويتدافعون لمناسبات المسؤولين والأثرياء بالدولة حتى ولو بدون دعوة.
والنتيجة هي ما نراه ونعيشه من عت ولجن وفوضى واصبح الإنسان يقرا الصحيفة من أولها لإخرها ولا يكون قد أضاف لنفسه معلومة جديدة أو ثقافة أو وعي.
الصحافة أصبحت مهنة من لا مهنة له، لذلك ولج من بابها أصحاب المال وإداريي الكرة وضباط متقاعدون وإييييييك (ملجة بقت) والنتيجة غياب الوعي وركاكة المفردات بل وأضحت الصحف مكاناً لتصفية الحسابات والضرب تحت الحزام.
الصحافة هي عالم مدهش وواسع ويُفترض أن يكون مرتادوه من ذوي الخلق وسعة الأفق .. نفتقد الصحفي المحلل والمخطط واللماح ... نقرأ ولا ننبهر ولا يستهوينا شئ ..نبحث وسط الصحف عن فائدة حقيقية فلا نجد.
والأدهى والأمر أصبح الكثير من الصحفيين السودانيين يطرقون مجال الإعلام المرئي وأصبحوا يقدمون البرامج وكثيرون منهم بالطبع فاقدون للمؤهلات المناسبة والثقافة والقبول ويأتي للبرنامج الذي يود تقديمه بنفس الإحساسات التي سبق وتناولناها من غرور وإفتراء والأنا العليا فتكون النتيجة يتكلم المستضيف أكثر من الضيف ويلوك الكلام لواكة وتشعر أن المضيف يقدم نفسه هو وحتى لو كان مايطرح مفيدأ إلا أنه يتوه وسط مايصطنعه المضيف من هالة حول نفسة في مخرجات الكلمات والتلويح بيديه ومحاولة إظهار الظرف واللطف في الحديث.
الشئ الذي يدفعني أيضاً لمحاولة توضيح رأيي المتواضع في المذيعين والمذيعات السودانيات بالقنوات السودانية ... أعتقد أن الكثير من المذيعين السودانيين بالقنوات مجتهدين ... وهذا القول لا يشمل المذيعين القادمين من الصحف طبعاً .. بينما تقع الملاحظات على المذيعات بمختلف القنوات حيث برعن في التزويق والمكياج وإرتداء أفخر الثياب لكن للأسف أي متابع يلاحظ ركاكتهن وضعف ثقافتهن وإرسال الضحكات بمناسبة أو بدونها (وبرضو في عوارة) بينما معظم الأمخاخ فااااااضية لا ثقافة ولا فهم ووما يجعل ظهورهن باهتاً ولا تظهر أي سمات للشخصيات.
واقع إعلامي وصحفى متدني ولذلك المخرجات صفر. وأحلف إنو الواسطة تقف وراء ذلك.
محمد حسنين هيكل كان من أعظم الصحافيين وإستطاع بمقدراته وملكاته أن يكون أحد مهندسي القرارات بالدولة المصرية وأثرى المكتبة العالمية بكثير من الكتب القيمة. كذلك الصحفى السوداني عبد الرحمن مختار مؤسس جريدة ومدينة الصحافة إستطاع أن يكون رقماً ضخماً في الواقع الإعلامي العربي وكان من المقربين للإمام عبد الرحمن المهدي وله كتابات مميزة عن الحياة السياسية السودانية ... ياترى أين صحافيونا اليوم من أولئك؟.
ومن يردد سيرة السلف من ما يسمون برواد الصحافة أطالبه فقط بتغيير حقيقي قدموه .... في رأيي الرعيل الصحافي الأول كالرعيل السياسي الأول ... والنتيجة ما نراه اليوم في الواقع المعاش.
وزير الإعلام العراقي السابق الصحاف كان كذاباً أشر لكن إسمه ونهجهه هو مايطلق على الكضابين السودانيين ... لذلك أفهم لماذا تسمى الصحافة.
ودمتم.
|