الثبات
لست رعديدة روح طالما الفكر وشاح
لا ولا أرجف والعالم تذروه الرياح
حينما أبصر أقداسك نوراً في اجتياح
يومض الإيمان يحميني متى كرّ القدر
***
في فؤادي لك يا رب تعالى للأبد
قَبس جاس السكينات حياة فاتّحد
وتجلّى حينما جاد مَجيديّاً صمد
إنني بعض خلود حوله منك الأثر
***
خطلٌ دونك وما تحويه آلاف الملل
توقظ العزّة بالإثم وأجراس الجدل
وإذا القلب خواء وإذا العقل طلل
من جفاء الزبد الطافي على مدّ البصر
***
حين يغري الريب في الغيب بأعتاب جنابك
رغم جذب لا نهائي لأقطاب رضابك
و عُرىً وثقى تلم الشمل في باب كتابك
أنت تُرسي صخرة الخلد على بحر وبر
***
روحكم يا وافر الأحضان في حب ترامى
نفثت في خالد الأيّام عشقاً مستداما
هيمنت في أوثق التصريف رزقاً وطعاما
ثمّ تعديلاً وتبديلاً وخلقاً وعبر
***
فإذا ما اختفت الدنيا كإنسان وسوح
وخبت شمسٌ وألوانٌ مقادير وروح
وخلفت الخلق يا من طوّع الخلق الجموح
كلّ ما كان سيبقى كائناً فيك استقر
***
ليس للموت مجال في مدارات الفناء
ما بريت الذرّ في مجدك يا ربُّ عناء
أنت يا من أنت أنفاس وكون وثناء
كل ما تعنيه لا يبلى ولو يبلى البشر