نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتــــدي التوثيق

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 11-07-2006, 09:48 PM   #[7]
wadosman
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

[align=right]عثمان حسين رائد المدرسة التعبيرية في الغناء : أغنية شجن أنموذجاً . دراسة تلحيلية «1-2»
بقلم انس العاقب............ [/align]


[align=right]لا يختلف اثنان على عظمة وعبقرية وريادة أستاذنا الكبير عثمان حسين، وليس هذا مقام الإفراط في التبجيل: اولاً لأن الاستاذ عثمان حسين يستحق ذلك، وثانياً لأن الأستاذ عثمان لم يجد في ظني التقدير الحقيقي الذي كان يجب أن يناله منذ ربع قرن علي أقل تقدير. اما لماذا لم يحدث ذلك فهو أمر أرجو الا يغشلنا عن تكريم هذا الرجل الفنان الفرد في حياته بين أهله واصدقائه والملايين من محبي فنه الراقي الخالد.
ومع ذلك فإنني أعزو غياب تكريم عثمان حسين على النطاق القومي الى أن الرجل بطبيعته الشفيفة، لم يكن رجل علاقات عامة من طراز حارقي البخور والمداومين على ركوب الأمواج ومتسلقي الوظائف ومنتهزي الفرص، فقد ظل دائماً حبيبا يتسامى فوق ما قد ينزلق به الى مواطئ التكسب الرخيص والانحناء، فظل شامخاً دائماً وابداً، وفوق ذلك سيظل عثمان حسين هو الفنان الوحيد الذي بدأ حياته الفنية عازفاً مجيداً لآلة العود، ثم مصاحباً بالعزف للفنان عبدالحميد يوسف أحد أعمدة الغناء في اربعينات القرن الماضي، فتعلم منه واستزاد من غيره، ولذلك فعندما قرر ان يلج الى ساحة الغناء كان قد تمكن ليس فقط من عزف العود، ولكنه تعلم أيضاً من المصاحبة بالعود كيف يرتجل الألحان وكيف يلون النغم وكيف ومتى يسكته أو ينطقه
طبق عثمان حسين أولى بذور مدرسته الجديدة في حديقة أولي الحانه التي قدمته للجمهور مباشرة وبلا تردد مثلما قدم نفسه للجمهور بلا تردد، فكانت تلك هي أغنية «حارم وصلي مالك» التي ألمح فيها الى أسلوب جديد متمرد على تقليدية الألحان
قليلون جداً كتبوا عن أسلوب عثمان حسين ومدرسته في التلحين والأداء يتقدمهم بروفيسور الفاتح الطاهر، فما كتبنا عنه الا سطراً أو سطرين في كتاب يضم بين دفتيه مئات الصفحات التي لم تكتب بعد... وتلك هي خيبتنا الفجيعة!!
كنت في يفاعة الصبا مولعا بأغاني الأستاذ أحمد المصطفى «رحمه الله» الى درجة بعيدة في الهوس والتعصب، ولكنني ولسبب لا أدريه كنت اذا استمعت الى أغنية «نابك ايه في هواه» من عثمان حسين، احس بحالة وجدانية حزينة تتلبسني وتجذبني اليها فأجدني وقد اقتربت من لحظة بكاء خافت، ولا تزال هذه الأغنية توقظ فيّ تلك الحالة من الانهمال الوجداني.. ولا أدري لذلك سبباً!!
ولكنني وبعد وقت طويل في خضم الحياة، اكتشتف أن غناء أحمد المصطفى كان لبساطته يحرك فينا بشاشات الطرب، وانسكاب التوقيعات اللحنية الهادئة التي كنا نسمعها فنسرح بعيداً وهو يغني «يا غاير علي وانا هايم في دنيا هواك» بلحن شجي هادئ يستثير فينا عوامل الركض والعنفوان الى عوالم المحبين والأحلام العاشقة الى درجة البكاء والذوبان.. وما كنا قد عرفنا الحب ولا جربناه الا في خيالات الغناء والأساطير والروايات الرومانسية.
كنا ملائكة رومانسيين.. كان استماعنا لأحمد المصطفى من ذلك النوع الذي يحرك في دواخل الانسان كل الاشجان واللوعة والأسى، فينطلق يبحث عن صورة أو صوت أو ملمح ذكرى وهو نوع من الاستماع العاطفي Emotional Listening في علم التذوق والتحليل الموسيقي Music Appreciation and Analysis ولكن الامر يختلف عند الاستماع لاغاني عثمان حسين «الطويلة مجازاً»، وهي التي تدعوك للاستماع بوعي وانتباه وتركيز وهو ما يسمى بالاستماع الذكي او الاستماع الادراكي Perceptive Listening فتعالوا معي نحاول الاستماع الى أغنية «شجن» التي كتبها الشاعر الكبير حسين بازرعة رد الله غربته واسبغ عليه نعمة الصحة والعافية وكتابة الشعر ثم ابدعها استاذنا الكبير عثمان حسين متعه الله بالصحة والعافية.
تبدأ المقدمة نغمات متصلة على مدي صوتي غليظ الى حد ما تعزفها كامل الاوركسترا ثم تدخل الفيولينة «الكمان» لتؤدي هذه النغمات بدرجة أعلى في شئ من الحزن والأسى الشجي.. ثم ماذا يريد أن يقول عثمان حسين؟.. ستدخل الأوركسترا بعبارة متقطعة في الجزء الأول والذي سنسمعه بعد ذلك في الكوبليه الأخير «ما أصلها الأيام مظالم» اذن فالمقدمة تريد هنا ان تلخص موسيقيا كل السياق في كوبليهاته الثلاثة وعندما تكتمل العبارة الثانية يعود الكمان ليحملنا معه في سحابة ماطرة بالشجن.. وياله من شجن مر بطعم حرارة الأشواق وبعد ذلك تدخل الجملة الأساسية بايقاع رباعي تحاول الاوركسترا تقديمها منطلقة من مدى صوتي الى آخر باتباع اسلوب الهرولة اللحنية المتقطعة كل ذلك واللحن برغم جمال انسيابه يعبر عن حالة من أسى وحزن وحالة أخرى من الفرح والانتظار اللحوح ثم بعد تكرار هذا اللحن نسمعه وقد استسلم لهذا الحزن فيأتينا صوت عثمان حسين من أغوار الحزن:
لمتين يلازمك في هواه مر الشجن؟!
ثم يتكرر الإلحاح الأسيف:
لمتني؟.. لمتين؟
لمتني؟.. لمتين؟
هكذا انسرب صوت عثمان حسين من بين الآلات هادئاً في حياء ولهفة بل في تردد وخوف او حتى في شئ من الحزن والعتاب الشفيف ورنة حزن آسية:
لمتين يلازمك في هواه مر الشجن..؟!!
الشاعر يخاطب من؟
المغني يناجي من؟
لمتين يلازمك في هواه مر الشجن؟!
لمتين؟.. لمتين؟!
لمتين؟! .. لمتين؟!
لمتين يلازمك في هواه مر الشجن..!؟
ياقلبي ويا كل القلوب.. الى متى؟ لمتين؟!!
اللازمة الموسيقية عند عثمان حسين ليست زخرفاً جمالياً ولا لحظوية يلتقط فيها المغني انفاسه ولكنها عند عثمان حسين امتداد تعبيري تصويري يفسر المعنى أو يكثفه او هي معبر الي الجملة اللحنية القادمة، ولذلك فإن اللازمة الموسيقية بعد كلمتي «مر الشجن» هي اللحن الغنائي لكلمتي «ويطول عذاب» في المقطع التالي:
ويطو في أيامك سهر ويطول عذاب!!
وبذلك يتأكد الترابط التعبيري لدى المستمع وهذا الأسلوب هو من استحداثات عثمان حسين وتجديداته في بناء الجملة اللحنية وارتباطها باللازمة التي تليها أو تسبقها
ولنستمع الى هذا التوزيع المحكم للوتريات وهي تعزف أداءً متقطعاً معبرة عن هذا الضياع في كلمة «عذاب» ثم ليختتم المقطع اللحني بنفس اللازمة الموسيقية . «ت تا تتتا» .. التاج مصطفى -رحمه الله- جرب هذه اللازمة المحورية في أغنيته الخالدة «الملهمه»، ووردي في «قلت ارحل» وبشير عباس في لحنه الرائع لأغنية «رجعنا لك» التي غنتها البلابل، اذن فهذه اللازمة ستصبح وكأنها بمثابة خلية لحنية منفصلة «Melodic Germ» ، ثم تتحول الى موتيفه لحنيه «Melodic Motive» وقد انبنت حولها خليات لحنيه أخرى، وهذا ما حدث بالفعل عندما انطلقت الأوركسترا لتعبر عن حالة مبهمة من الاحساس الداخلي بالتبعثر والضياع الى أن تسمح الاوركسترا للمغني بالغناء وهي تلقنه «ياقلبي» لينطلق صوت المغني مواسياً متسائلاً:
ياقلبي.. لو كانت محبتو بالتمن..
يكفيك هدرت عمر...!
حرقت عليه شباب...!
هذا أطول مقطع شعري غنائي أداه عثمان حسين بإنسياب أخاذ دون أن يتعثر صوته لأن منطق المعنى كان يفرض عليه ان يؤديه منتبهاً وبإحساس عميق في المنطقة الصوتية الوسطى مما اسبغ على الأداء عمقاً في سهولة ويسر.
اما الأمر الأكثر جمالاً هو استكمال هذا المقطع الطويل بمقطع آخر اطول منه مكون من 13 كلمة.
لكن هواك اكبر وما كان ليه تمن والحسره ما بتنفع وما بجدي العتاب.
ثم تأتي اللازمة معبرة عن كلا المقطعين بما يبثانه من تساؤل وإعتراف، فجاءت مزغردة في بكاء ومتمردة في يأس
أحسن تخليه لليالي.. للزمن
لماذا؟ لماذا ياحسين بازرعة.. لماذا؟
يمكن يحس ضميرو ويهديه للصواب..!!
حسين بازرعة برغم اللوعة والأسى فهو دائماً متفائل. نعود مرة أخرى للخلية اللحنية والمقدمة الموسيقية المجللة بالايقاع البراعي ولكن الاوركسترا في نهاية المقطع تنذرنا او لربما تبشرنا بشئ قادم.. انتبهوا
لكني أخشى عليهو من غدر الليالي..
ما هذا التجرد وهذا الحب الجميل يا أستاذ بازرعة..؟ اتخاف على المحبوب وهو الذي يصليك بعاداً وشجنا وعذاباً.. ؟ نعم واللازمة تقول ذلك وتوكده، وينسرب صوت عثمان حسين مكملاً:
واخشى الأماني تشيب وعشنا يبقى خالي..
نعم
هو لسه في نضارة حسنو في عمر الدوالي..
نعم
ماحصل فارق عيوني لحظة أو بارح خيالي..
هنا فقط تتأود الاوركسترا راقصة استكمالا لهذه اللوحة الجميلة، ولكنها لا تلبث ان تتباطأ لتذكرنا بأننا لا نزال في حالة من التوهان في بيداء من الحزن والشجن اذ يأتي صوت المغني هادئاً أسيانا مستسلما:
لمتين؟ لمتين؟
لمتين؟ لمتين؟
لمتين يلازمك في هواه مر الشجن؟
ويطول بأيامك سهر ويطول عذاب؟
حتى ليظن المستمع ان الأغنية قد بدأت لتوها غير ان الملحن أراد يعود بنا للفكرة الأولى ليؤكدها ثم ليربط بين الكوبليهين الثاني والثالث، وهذا في تقديري يدخل في ما يسمى بالقالب الدائري «Rondou Form»، فاذا فترضنا ان الأغنية تتكون من ثلاثة افكار او ثلاثة أجزاء «كوبليهات» مختلفة أ.. ب..ج أو A..B..Cفإن الفكرة الاولى تكرر نفسها بعد الفكرة الثانية والفكرة الثالثة هكذا A ... B...A...C...A [/align]



[align=center][media]http://andorra.indymedia.org/uploads/2006/07/shagan.wma[/media][/align]

[align=center]لينك الحفظ[/align]



wadosman غير متصل   رد مع اقتباس
 

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 06:21 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.