و ما الأيام إلا : طُرَّة و كتابة
تناديه أمه منذ أن كان طفلاً بالــ ( دُخْرِي ) ...
و استوعب معنى المسمى تماماً ...
يفرهد بدواخل أمه أملٌ بأن يكون بالفعل ذخراً للأسرة ..
و أنه مدَّخر كما الـ ( دافْنِنُو في بطن المطامير ) ..
و أنه كما ( البركاوي و البتمودة ) في القساسيب ..
و عندما ضاق به الحال في البلد ... هاجر كبقية الطيور ..
و في غربته ما تسلم غير وظيفة ( أمين مستودع ) ...
و لكى يقوم بدور ( الدخري ) ... و لكى لا يخيب ظن أمه و الأهل .. ما قصَّر مع ( زول ) ..
شارك في كل ( فزعات الأهل ) ..
( شيلة ) الشفيع ( ود خالتو ) ..
( برندة ) العَمَّة ( حفصة ) الكسحتْ مع المطر
( طهور ) أولاد الزين ( الجار الساكن في الشارع خلف بيتهم ) ..
عملية الغدة لـ ( فاطنة ) زوجة ولد عمو ...
تصليح ( التاكسي ) بتاع ( تاج السر ) صاحب أخوه بابكر
و عندما أتاهم ( إيد ورا و إيد قدام ) .. بعد أن مكث عاما في سجون غربته لأن ( الجرد ) إكتشف تلاعبه .. لاحظ أن كلمة دخري إندثرتْ حتى من على ( خشم أمه ) ..
كما لاحظ أن ( الشفيع ) لم يأت حتى لزيارته متعللا بالمشغولية .. و زوجته تعاني من تبعات الحمل و ( الوحم ) ..
و ( العمة حفصة ) لم تستضِفْه في برندتها الجديدة .. فقد أجلسته على ( عنقريب الحبل ) في الحوش مع كوب من ماء الزير ..( موية زرقا )
و ( الزين أبو وليدات الطهور ) ألقى إليه بتحية باردة أمام البيت و لم يقم بتعريفه بأولاده حين إلتقاهم معه.. بل إكتفى بالقول : دة الزول ال رسل ليكم حاجات الطهور... بتتذكروا؟
و ( فاطنة ) رجعتْ من بيت الجيران و لم تأت للسلام عليه .. فقالت له شقيقته بأنها قالت لها : ( يطرشني ما سمعت الدخري جا ) ..
و ( تاج السر صاحب التاكسي ) .. أوقف التاكسي و سلم عليه و إلتقط زبوناً ثم إنطلق.
|