النص الأول :
آاااااااخ .. لو صحَّحتَ الكراسات بعد جَمَعْتَهِنْ!!!!
الكاتبه : مها عبد المنعم
اقتباس:
استوقفتني الورقة مطوية بين أوراق دفتر الطالبة التي أقوم بتدريسها مادة التاريخ. فضولٌ قادني أو استوقفني لاقرأ ما بها. هل قصدتْ أنْ توصلها لي أم أنه السهو؟
أرسلت إحدي الطالبات إليها: عفراء اذهبي إلى الصفِّ الأول، تجدين طالبةً اسمها عيشه أحمد ناديها.
وقفتْ البنتُ ولم تنطقْ؛ لأنتهرها ما بك؟
- لا لا بَسْ يا أستاذه، عيشه دي ماتت أمس.
سمعتُ ما قالتْ إلا إنني طلبتُ منها أن تعيدَ لأسمع مرةً أخرى.
- نعم ماتت لقوها غرقانة في الترعة الوراء بيتُهم.
- وشنو السبب ؟
ماعارف بس قالو انتحرت.
- ليه؟
- ما بعرف والله بس انتحرت.
عدت لمكتبي وأنا أتأفف. لو أننى قمتُ بتصحيح هذه الكراسات قبل أسبوع، لربما عرفت بمعاناتها و من الذي تتحدث عنه؟ من قصدت؟ أم أنها مجرد زفرات مراهقة.
حملتُ فضولي لمكتب المديرة وسألتُ - وأنا أحرص أنْ لا تدخل إلى قلبي لتعرف سِرَّ سؤالي - إنْ كانت تريد الذهاب لبيت البكاء؛ إلا أنها أجابت بكلِّ هدوءٍ:
- آآي والله مشيت بس بكيت، بتعرفيهم ؟
- لا لا بس مُش بِتَّنا المفروض أمشي أعزي أمها والله ..
- مشينا أمس إنتي كنتي ما شغالة، والله الحريم ديل بعملنْ في عمل لا حولا الحياة تمسخ عليك. البت صغيرة أبوها مات يوم ولدوها. أمها دخلتها المدرسة صغيرونة والشافعة شاطره بَسْ سكوووته، مرات لامِنْ أنا أنهرها حتى تنضم. والله وجعتني جنس وجع. امتحان الفتره كانت الأولى وكاتبه أحسن تعبير في العربي، بَسْ تقولي شنو الله يرحمها.
وذهبنا بنهاية اليوم الدراسي. أول دخولي رأيت الأم صغيرةً جداً لا يبدو عليها إلا الحزن الكبير. كيف لأمٍّ أن تحتمل مصيبة فقد ابنتها الوحيدة لأبٍ متوفِ يوم مولدها؟
جلستُ إليها لأسال بحياءٍ مصطنعٍ ماذا بها؟ ألم تلاحظين عليها شيئاً غريباً ؟
- لا فقد كانت تصمت ولا تتحدث إلا إذا طلب منها الغريب. غرقت ليه ما بعرف. فحصوا جنازتها ما لِقوا عليها شىء. يا رب ماعرفتَ حافظتَ عليها ؟ شنو خلاها تقع في الترعه؟ يمكن زول دفرها، يمكن اتزلقت، بس شنو الودَّاها؟
عرفتُ أنها مُجنى عليها إلا أنَّي صمتُّ على أمل أنْ أتعرَّفَ إلى مَنْ كانت تخاطبه بكلماتها.
بعد مجهود قليل تعرَّفتُ إلى صديقتها التي بلا وعيٍ منها لهدف مصادقتي لها، أخبرتني عن عيشه.
- كانت تحب واحد من ولاد جيرانن بس كان بسكر، قام يوم قال ليها أرَحْ معاي بيتنا فاضي، قامتْ زعلتْ وقالت لي عاوزه أنتحر أنا خنت أمي وأبوي في قبره.
- مشت معاه هي؟
- لا لا أبَتْ بَسْ حكت لي الكلام دا الصباح ، العصر سمعت قالو ماتت.
اندهشت، البتْ مراهقه دا شنو التفكير الوداها الترعه انتحرت دا!!
وأنا أرتشفُ شاي البكاء تمرُّ كلماتُها في مخيلتي وكأنها سوط!!
" ليتني مِتُّ قبل أنْ أعرفك "
|
تقييم طارق صديق كانديك :
تناول النص، موضوع إجتماعي يضرب في عصب الحياة في الجيل الذي قامت شخصياته ببطولة هذا النص، وهو جيل ناشئ تتلاطمه أمواج عنيفة مابين الحذر ودعوات الذات حين تلبي نداء الحب في بواكير حياتها، ثم إن تناول مسألة (الإنتحار) على قلتها في السودان بحيث لم تصبح (ظاهرة) اللهم إلا تفلتات هنا وهناك، إلا أن الطرق على هذا الموضوع في تقديري يضع هول هذا الأمر على طاولة الحديث بين القارئين، مما يسهم في التعليق عليه ومن ثم محاولة تقصيه نجحوا في ذلك أم فشلوا.
يُحمد لكاتب النص الإضاءة على هذا المكان المعتم، وإن خلا التناول من العمق اللازم في تناول إنفعالات النفس البشرية.
حول الموضوع أرى أنها تستحق 5 درجات من عشرة.
يفتقر النص الى الحنكة في (تدوير) الحوار بين شخوصه، وضعف الحوار في عمومه، ويتبدى الضعف بشكل مؤذي لحظة بلغ (الراوي) موت تلميذتها (عيشة). كانت الدهشة التي أبدتها دهشة (صنمية) لا حياة فيها، وكأنها تقرأ خبراً عن شخص لم يكن يجلس بين ظهرانيها كل يوم ليتلقى العلم، ثم إن محاولة (تفصيح) بعض أجزاء الحوار أسهمت في زيادة جو (الفوضى) الذي تتسم به الحوارات من ناحية وبنية النص الإجمالي، أنظر:
اقتباس:
أرسلت إحدي الطالبات إليها: عفراء اذهبي إلى الصفِّ الأول، تجدين طالبةً اسمها عيشه أحمد ناديها.
|
(ناديها) عبارة عامية جلست باطمئنان عجيب في مؤخرة طلب النداء.
اقتباس:
لا فقد كانت تصمت ولا تتحدث إلا إذا طلب منها الغريب. غرقت ليه ما بعرف. فحصوا جنازتها ما لِقوا عليها شىء. يا رب ماعرفتَ حافظتَ عليها ؟ شنو خلاها تقع في الترعه؟ يمكن زول دفرها، يمكن اتزلقت، بس شنو الودَّاها؟
|
ثم أنظر كيف يتم القفز من بداية جملة فصيحة (على ما بالعبارة من ربكة) الى اللهجة الدارجة في خليط لا يعبّر عن واقع الشخوص ولا يدفع باتجاه جودة النص، وهي عبارة من أمٍ فقدت بنتها قبل يوم واحد.
ويبدو لي أن كل الحوار يفتقر إلى الحبكة والحنكة لخلق حوار يُدخل القارئ في جو المأساة التي يدور حولها النص وهو ما لم يتمكن كاتب النص من تناوله.
ولعل أنه من أسوأ التعابير التي قرأتها في هذا النص هو :
إن التعامل مع مشاعر الشخوص في تقديري لا يسمح (بالارتشاف) في مكان يجب فيه أن يُنغص على الشارب ما يبتلعه بصعوبة بالغة،فالارتشاف لخمر الهوى، وإرتشاف شهد المحبة ،يقف جنباً الى جنب مع (ارتشاف شاي البكاء)..!
يقول أبو إسحق الصابئ:
تورد دمعي إذ جرى ومدامتي فمن مثل ما في الكأس عيناي تسكب
فوالله لا أدري أبالشربِ أسبلتُ جفوني أم من دمعتي كنتُ أسكب
كان على الراوي أن يجعل الشارب يزدرد شاي البكاء إزدراداً ولا يرتشفه.
حول التكنيك الذي قام عليه النص جاء مهلهلا بلا حياة وقام على سيقانٍ من الكتان،لا تقوى على حمله بعيداً في دنيا الأدب.ولعل موعد (إنتحار) الفتاة موضوع النص يشير الى خطل كبير في اختيار (العصر) موعداً لإزهاق روحها، حين يقف الليل الذي (غطى الجبال) بعيداً عن كل هذه المأسآة.
يستحق التكنيك في تقديري درجة يتيمة من عشرة درجات.
لغة النص لغة ركيكة عبارة عن (ونسة)، ويبدو لي أن المطّلع عليه يصيبه الملل لخلو النص من أي مُحسّن لغوي أو تشبيه مجازي يمزج بين الخيال الخصيب للراوي وبين واقعية ما يتناول.
إن الكتابة باللهجة العامية كان يمكنها أن تصبح قلادة على جيد النص إن بذل الكاتب جهداً في الارتقاء باللغة في عموم النص، ولم تخلو المحاولات التي جاءت بالفصحى من الأخطاء النحوية، على الكاتب الاهتمام بمسألة اللغة التي هي السلاح الأهم في الكتابة شعراً ونثراً وقصة، فبدونها تصبح الكتابة بالعامية على هذه الشاكلة ضرباً من(الونسة) والحديث العادي.
حول اللغة أعتقد أن النص لا يستحق سوى درجة واحدة من عشرة درجات .
قبل الختام يجمل بي الإشارة الى عنوان النص (ااااااااخ .. لو صححت الكراسات بعد جمعتهن!!!!) الذي جاء مترهلاً ، وفوضوياً وتلمس فيه روح عدم الجدية –مع تقديري للكاتب- إن عنوان نصٍ ما هو المدخل إليه، وهو الذي يدعوك لئن تعزم على قراءة النص من ناحية، كما أنه يعبر ولو بشكل طفيف عن سيماء الأمر الذي يجعل من عنوان هذا النص غير موفق وركيك.
ختاماً أرجو أن تجدو لي العذر إن كنتُ قاسياً في تقييمي للنص غير أني بمنتهى الصدق أجده لا ينتمى الى القصة القصيرة، هو في أفضل حالاته خاطرة تم التعبير عنها بشكل سيئ ودون جُهدٍ يذكر.
تقييم أسامة الكاشف :
* الحبكة ضعيفة
ا* لشخصيات مسطحة وليست لها ابعاد ومطموسة الملامح
* يحمد لها المزاوجة بين اللغة الفصحى والدارجة
* النص على وجه العموم تقليدي
* ردود أفعال الشخصيات لا تتناسب والحدث
الدرجات:
الموضوع: 3
اللغة : 6
التقنيات: 3
تقييم النور يوسف
اللغة 4
الفكرة 5
التقنيات 5
ــــــــــــــــــــــــ
14
فضاء مذهل للغوص فى النفس البشرية وتقلبات الأحاسيس البريئة فى جموحها وجنونها و مساحة مذهلة للتمدد فى حوافها وحواشيها ، كان يمكن للكاتبة أن تحلق بنا فى تلك العوالم لو أنها تناولت بعمق شخصية النص المحورية ..
تغطى اللغة الدارجة مساحة النص بأكمله ، وتعدت تلك المواطن المستحسنة ،،
مما تعذر معه رؤية الملكات البلاغية للكاتبة واختفت على إثر ذلك الصور البلاغية وكافة أوجه المخسنات البديعية
اجادت الكاتبة فى جذب القارئ بدءً من عنوان النص إنتهاءً بقدرتها فى الصعود والهبوط بأحداثه ، يعاب على النص خلوّه من الظلال والتعتيم المحبب نفجاءت أضواءه باهرة لا محال فيه لخيالٍ يتمدد
تقييم أمير الأمين
فى ظنى القصة الحقيقة لم تبدا بعد كنت اتوقع ان تبدأ مع جملة "يا ليتنى ما عرفتك"..حيث تقوم الكاتبة بابراز ما كلنا نجهله لذا القصة عندى هنا كالمحاولة تماما ولم ترتقى الى صفة قصة.. لكن هناك شئ اخر يخص الكاتبة واجتهادها الباين فى محاولات الكتابة فهى تستحق التشجيع والدفع...ربما محاولة وأد قدرتها فيه شئ من عدم الانصاف. لذا تقيمى لها ياتى من هنا و ليس قيمة ما كتبت..
اللغة بسيطة بها الكثير من الاخطاء الاملائية (المطوية ، أته ، سالتُ ، سكوووتة )
وتغيب عن القصة الصور الجمالية المدهشة او المحفزة لطرح الاسئلة او المنتظرة
للاجابات
التقييم الكلي :
7 + 12 + 14 + 17 / 4 = 12.5