اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو جعفر
السلام عليكم بدر الدين ورحمة الله تعالى وبركاته
وأرجو أن نتفق على أن الإسلام والماركسية موضوع هذا المفترع ليستا كم مطلق في عالم الفكر .. وإنما يقومان على مرجعيات أساسية هي القرآن الكريم واسباب نزوله وسياق آياته بالنسبة للإسلام .. وكتاب رأس المال لماركس وفريدريك أنجلز وشروحاته بالنسبة للشيوعية.
بالنسبة للقرآن الكريم الذي أمرنا بأتباع تعاليمه جاء تفويض المسلمين بسلطة إمارتهم من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم في (آية) فارضة واضحة .. ولم يجرؤ وجدي غنيم والمرجع الآخر أن يأتي على ذكرها .. وإنما محض خطرفة غير مفهومة من وجدي غنيم .. وإفتراء على القرآن الكذب في المصدر الآخر. حيث يقول وجدي غنيم في تغطية واضحة على فريضة الشورى ... بأن الشورى ربانية والديمقراطية وضعية .. بالله عليك ماذا يعني بالشورى الربانية هل يقصد إلى الله سبحانه وتعالى قيد هذه الشورى بضوابط الشيء الذي لا نرى له أثراً في الآية الفارضة وسبب نزولها .. حيث عرض الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة بثلاث سنوات نفسه على بني عامر بن صعصعة فأشترطوا عليه الإمارة من بعده قائلين: (على أن يكون لنا الأمر من بعدك) فقال لهم: ((الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء)) فنزلت الآية مفوضة الأمر من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين عبر الزمن قال تعالى: ((وأمرهم شورى بينهم)) وتعني إمارتهم شورى بينهم .. أي تشاوروا وقرروا ... فهل ترى في الآية أي قيود ربانية .. وهنا الإعجاز لأن شأن السياسة لا يحتمل أي قيود .. وإلا لأستخدمها عدوك ضدك .. كما يفعل الغرب بدعمه للخوارج لكي يضيقوا على المسلمين ويحاربونهم ودونك القاعدة وأمثالها.
أما الرابط الذي أتيت به وقول صاحبه بكفر الديمقراطية فهو محض مزايدة وفرض وصاية بدون وجه حق .. وإفتراء للكذب على الله في كل ما جاء به .. حيث يقول بأن الديمقراطية تتيح حرية العقيدة والإسلام يرفض ذلك .. فهل نزلت الآيات القائلة:
{وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي ٱلأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} يونس 99 .. وقال تعالى: ((وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ)) الكهف 29 ... هل نزلت هذه الآيات في غير كتاب الله. حتى نقول بأن الإسلام يرفض حرية العقيدة ..
ثم هو يقول بأهل الحل والعقد، فهل ترى لهذا المصطلح والذي قال به فقهاء السلطان (الشيطان) وينزلون بعدد أفراده إلى ثلاثة بل وواحد، أي حضور في كتاب الله أو حتى حديث رسول الله؟!. ... وأختم بأن الإسلام حرم الحزبية على أساس الدين فأتخذته السلفية سبيلا .. وفرض الديمقراطية فحرموها .
داخل النص:
وردت حادثة عرض الرسول نفسه على بني عامر بن صعصعة في سيرة أبن هشام وفي (تاريخ الطبري وابن الأثير) وأشير للمقابلة في (طبقات ابن سعد وتاريخ ابن خلدون) ومسندة للزهري الذي قال فيه ابن القيم "وقد تفرد الزهري بنحو ستين حديثاً لم يروها غيره وعملت بها الأمة ولم يردوها بتفرده".
|
الاخ ابو جعفر
و عليكم السلام و رحمة الله
حقيقة اعجبني ردك جدا و انت تفند دعاوى مجدي غنيم و الموقع الاّخر و الاثنين يضعان حدا فاصلا و وهميا بين الديمقراطية و الاسلام, و انت ايضا اتيت باّيات قرانية تزعم انها تضع امر البشر في الحكم و الدولة في ايديهم و اهنئك على ما فعلت انت. انا ايضا لا ارى ان الاسلام مضاد للديمقراطية و لا ارى ان هناك ما يثبت بتحريم الديمقراطية اذا رجعنا للاصل في الاسلام, اقصد القراّن و سنة النبي (ص). لكن كلامك يتحول لحجة ضد كلامك عن الشيوعية!
لاحظ, مشكلتي معك في هذا البوست انك وضعت الاسلام و الشيوعية على طرفي نقيض و لم تأتينا بدليل لا في القراّن و لا السنة تم فيه تحريم الشيوعية و اعلان انها مضادة للاسلام, الشيوعية كفكر متماسك ظهرت بعد الاسلام باكثر من الف و مائتي سنة (تقريبا). و ما لم تأتي بما يثبت ان الاسلام (القران و احاديث النبي) تحرم الشيوعية, و لن تستطيع, يبقى كلامك تقولا على الله و رسوله و "تلفيقا" لا يقوم على اساس.
المشكلة الثانية, انت قلت ان الديمقراطية فرضت فرضا في الاسلام, ومن الادلة التي اتيتك بها انا واضح ان هذا الرأي لا يشاركك فيه الكثيرون من "مثقفي" الاسلاميين-عامة المسلمين تعايشوا و يتعايشون مع الديمقراطية و يطالبون بها. فمن يا ترى هو الاصح, من منكم يتحدث بحقيقة الاسلام؟ مجدي غنيم و اخرين و استطيع ان اّتيك بعشرات الاقتباسات ام انت؟
في رأيي الشخصي, موقفك انت هو الاصح في موضوع الديمقراطية, و هذا يجعلنا نحكم بأن اناس مثل مجدي غنيم و من لف لفه يتخرصون على الاسلام بأدعائهم انه معاد للديمقراطية, و انت نفسك اثبت انهم يجهلون حقيقة الموقف الاسلامي, لكن انت و مجدي غنيم و اخرين ايضا تقولون ان الاسلام معاد للشيوعية و تقولون ذلك بغير ادلة, هل يمكن ان نقول نفس قولك في ناس مجدي غنيم؟ خاصة و اني ايضا مسلم و اعتقد ان الاسلام يؤيد الشيوعية و لا تنقصني الادلة!
هاك مثلا: الله سبحانه و تعالى يحضنا على التعاون و التاّذر عندما قال "و تعاونوا على البر و التقوى" و كما انت اعطيت نفسك الحق في تأويل امر الشورى انا ارى ان البر و التقوى لهما معان اوسع و تتلاقى مع معاني الشيوعية و بالتالي فان الله امرنا ان نحسن ادارة امور مجتمعاتنا بما يتفق و مصلحة الفرد و المجتمع في اّن واحد. و اكثر من ذلك فأن النبي (ص) قال "الناس شركاء في ثلاثة, الماء و الكلأ و النار" و هذا يتطابق مئة بالمئة مع مبادئ الشيوعية التي ترشد ادارة الموارد و تساوي فرص الناس في الاستفادة منها. و لنذهب ابعد من ذلك, فالجنة في الاسلام لا تختلف عن مفهوم المجتمع الشيوعي الا في بعض التفاصيل منها: (1) العمل, في الجنة الناس لا يعملون و لكن في المجتمع الشيوعي انت تعمل ما تحب عمله و تملك كفاءة لانجازه. (2) مفهوم الحور العين, في المجتمع الشيوعي العلاقة بين الرجل و المرأة تقوم على الحب, و بالتالي ستجد من الصعب ان يتجاوز الحبيب حبيبته او العكس اما في الجنة فهناك الحور العين و الممارسة غير المحدودة. لكن في الجوهر المجتمعين متطابقين من حيث فكرة السعادة و الرضى و الوفرة, لماذا لا يكون هذا ايضا دليلا قراّنيا على الدعوة للشيوعية؟
لنحل المشكلة, عليك الاتي تفضلا
1- ان تثبت لنا ان الله او الرسول اشارا من قريب او بعيد بكفر الشيوعية
2- ان تثبت ان الشيوعية قامت ضد الاسلام
3- ان تأتينا بما طالبناك اياه سابقا و هو اثبات دعاويك عن الشيوعية و عن مصادرها, لأني ازعم انك منطلق من فهم غير دقيق عن الفكر الشيوعي
----
سنواصل