أورد هنا إضاءات الأديب المصرى محمد الصاوى السيد حسين حول هذا النص :
كمتلق أجدنى فى هذا النص الجميل أمام فكرة العدل الغائب ، القهر الذى يرزح فى أغلاله الإنسان العربى ، الخداع الذى يكسو الخطاب السياسى ، وجميعها نقاط رئيسة فى إنتاج الفكرة التى جاءت هنا عبر سياق يحمل سمات عدة منها :
- الاتكاء على أدبيات التصوف كما نرى فى استدعاء النص الصوفى للنفرى فى مفتتح النص ولكن عبر معالجة فنية توحى بمكابدة بطل النص ، تلك المكابدة المريرة الصوفية والتى إن كان يترقى بها المريد الصوفى فإن بطل النص يتردى بهذى المكابدة الأليمة دون أن يحقق مراده كإنسان
- الاتكاء على النص الدينى حيث استدعاء مشهدية النمل من سياق قصة سيدنا سليمان عليه السلام – ولكن مع المعالجة الفنية للسياق والتى توحى بالدرك الذى أوصل القهر إليه الإنسان العربى كما نرى فى سياق
أسراب النمل تجئُ وتذهبْ
تتفانى فى تخزين الحَبْ
وعيون الجوعى ترقبها، تنهشها
من غير تعبْ
- بل إن القص الدينى يتم استدعاؤه فى سياق التقمص عبر معالجة فنية دالة كما نتلقى فى سياق
صرختُ
(من يأتينى براعى هذا الشعبْ على عَجَلٍ من قصرهْ)
دمدمَ عفريتٌ من قاع الجُّبْ
أنا آتيك به من قبلِ رجوعِ النَّملِ الى وكرهْ
- إننا هنا أمام الاستدعاء الذى يستحيل استعارة مكنية دالة على حالة النكوص النفسى الذى يعترى بطل النص فيحاول أن يتماهى مع بطولات سابقة مندغما فى حالة القدرة التى سرعان ما تنطفىء بذكاء فنى حيث تتغاير الشخوص والسياق الدلالى وتتجلى فكرة الاستدعاء الذى قام عليه النص
|