ثرثرة المياه والعصافير لامرأة بالغة العذوبة
الإهـــــــــداء الى عمر الطيب الدوش الذي مضى ولسان حاله يقول:
هيأوني للآن للموت
فقط امنحونى جرعة ماء كعادتكم
قبل ارتكاب شهوة الذبح
امنحوني جرعة -ماء
وامنحوا العصافير حيزاً للغناء
وصلوا علىَّ واقفاً
سبحاننى أنا
سوف ارفع الأذان فيكم
قبل ميقات التجلى
فحَّي على -الغناء
لا فئة تؤدى الى أختى فاطمة
وإلى كل فاطمة
فاطمة خَبـَار1 ما مرقت على المطرة
ولا لاقت أيديها الغيث
معلِّقة روحا في حبل الصبر قادوس
ولا كفّت من الدعوات
على التاكوه باب الروح
ولا فاقت من الفاتوها
فى درب البحر بتكوس
فاطمة حبيبة الاطفال
ضاقت المُرّه ما ضاقت
فارّة بسيمها في الضلام فانوس
غرستها في الارض تيراب
لا كِمْـلِت ولا حاقت
ولا نَقـَّـر عريقها السُوس
فاطمة
لافتة تؤدى إلى النص
ممطورة ومُتحاشية البَلَـل
عصفورة في وش الرياح والزيفة
والخوف والعلل
حمّدْني ودْعِك بالرحيل
وقعّدْني دربك بالشلل
عصفورة الوطن الجميل
يا باقية والايام دول
امسينا حاضننك حلم
اصبحنا باكنّك طلل
يا خيّة بحجم الرهان
فى المِحْنة والخطب الجلل
نص:
حان الآن موعد أذان الغيث
وصلاة الموية على الواطة
الحلبت ضرع الغيم الدرّا
الغيم الانشّت في السماء تبروقة
ودشرت همها من سبلوقة القِـبلة
وفتحت بنيان الأفق الواسع
للطير الرجّع عصفورة قلبي المطلوقة
وفرَّ
للشمس السلّت روحها
ومرقت من قفطان الليل زي فِـرّة
ودعوات القلب الفاتح
لطفله اتبرّت من أوزار الطين
إتوضّت من درن الأحزان المُـرَّة
وفتحت للطير الطار.. القِـبلة
يا طير يا طيب يا صالح
تحلم بس عالم متصالح
ونحلم بالحاصِب في النِّـبلـَـة
لي وين بنودَّي وشينا الكالح
من اسئلة الأرض
ومن نـقْـنَـقـَـة الغيمة الحبلى
نِحن القصينا جناح الريح
وعَـبّـينا العالم في طبلة
يا طير يا طيب يا صالح
ارحل ما شاء الترحال
في طلب الموية وقوت العام
وفِز ما فـزّ الـوِز
فى السماء أو عام
وامرق من سلّـة حلمى الخاص
لرحاب الحلم العام
يا كائن - عام
قفاك أعوج وما طاب
فى البسيطة مقام
يا طير يا طيب يا صالح
منو الفتح الأفق لحَمام
فلت من ناب لمخلب
عطش جارح
يقايض الصحراء بى بُـقّـَّـة
فى بطن الإبل
وريق صبار.. يضايِـر الـلُجَّـة
لآخر فِـجّـة
فى ذاكرة المياه العذبة
و ينتخِب المطر سلطان
وكان..ما كان
حديث الموية فى قعدة بداية الخلق
إبتدر الغـُـنا الصلصال
وكشفت في الهجيج النار
اشتدَّ الانين والطـّلْـق
دخلت في الوجع سرسار
وقالت قولتها الفاجعة
" الولادة اتعسَّرت"
وانقطع العشم فى صرخة
إنقطع حبل الحلم
وندَهْنا:-
" يا حلاّل تَحلّها"
الواسعة أضيق من رحم.. ياالله
فاض بينا الحنين لطفله
حتْـحتـنا فى غناها الَّـنضِم
ويا زولة أمّـنّـتـِك غُناي
وقَهّـيت وراها نجِـم نجِـم
جايّيك والأيام وراى
مكسوف وخايب ومُنـْهزِم
أدِّيني من صبرك معاى
للزيفة والأيام هـِِدم
أدِّيني لروحك درِب
و اتعلمي أنـّو العِشِـق
يعنى الغـُنا فى مَـن تـُحب
يعنى إشتعالك فيك
و إخضرارك فى القلب
قُـرنفلة ونعناعةِ
يا مسبية بي قسَم الوُعاظ الباعة
براك اديتي الشواذ العِصمة
ودخّـلتي الأغانى الناشذة بيت الطاعة
براك
يا طاهرة فى الزمن النجس
ومستـِّـفة الحيل بغناك
أنا ما نسيتك فى الرماد
شان أذرف الدمعات وراك
وانا لو بـبـِيعك
ما كان غمدتَ الكلمة
فى لـُب الجفير
ومرقتَ أعزل فى العراك
و انتى فى مفترق الطرق تِطـَمَّـثي
تِتحسسي السلك الهلاك .. وتهبـَّـشِي
للغلَّـة فى بيت النمَل بتـْـفـَـتَّـشي
ما قـطّ ماعون من كفاف
إالاّ وتـُراق موية وشِي
يا واقفة فى باب السقط - تِدّهشي
يمرجحك العطش من بحر الجبل لي دجلة
عاودنى الحنين لسحرتك
ساكت حمَتِْي الخجلة
انا كل ما شرقت شمس
ألقاك تنقـّبي فى اليقين من جلدى
وتلعبى فى المفاصل حِجلة
كل ما شرقت شمس ألقاك
تردحى فى المنابر
((هى النار..هى النار))
ما لهلبت جمرة فى كبد الرماد
تتشالقى وتاطيها
"هى النار....."
قريبة الموية ومريودة السحاب تاريها
مارست الكُمون في روحا
و انقطع طاريها
غبت للنسيم والغيم
ولّبت هواها
غادر الشعراء انهار النبيذ فيها
كنت كفيف والدنيا قيامة
وكل النار بتعاين
فيك مندهشة
وانا جاييك من عبر تقاطع
طالع بين الشوق والوحشة
انا جاييك مهموم
جدعت فيني علق من يوسف
شفتها قامت زي اللهبة
طلعت زي السيف من غمدو
كنا تداعي الجسد الواحد
انتى بتهذي وانا محموم
جريت لقّطِتك من عينهم
جريت بي احساس
الجرى فى النوم
كوركتى المد .. المد
كان النهر فاتح
حضن المدينة سبيل
ومادِي الأيادى تكِـيَّـة
وانا بين صرختك والبر
لوّحت لي آخر غريق ومشيت
لقيت قوس قزح فى كتفى
و شنـّـقـْتَ الغمام طاقّية
صافحت الحراز للموية
حمّدنى الخريف بي طيّـة
غنيتلك
"قسيم التُويـة
حدّث لي "بويا"
عشان أزور الدونكي
واجيب لى حبّة موية"
موية
لي بت منسابة وعذبة و صافية
بِـتـنـّبِت فى الجسد أشجار
وتنقع النيل الأزرق
حرِْدَت مني
ودقت ضهر الفيض بالموج
ناديتها العِينة...
صبّت فى الرحم العاقر
وسألت : "كم؟؟"
جرعة بـتشفي
غليل الواطة؟؟
وصِبحت طينت
طـَلـَـقـَت شيطان الريح الهوج
ناديت الأم المرقت من ضلعي المعوج
فرفر صوتها
وضحكت مليانة
وبرانا برانا إتونّسنا
ونامت مبسوطة و رويانة ، ومطامنة
إتعارت توب الموية - واشتعلت
برداً وسلام ..
صعدت سمّوها البرق
وهبطت سميتها الطاقة الكامنة
وصلينا صلاة الموية على الواطة
......
|