[overline]سيدة الخواطر[/overline]
هاأنذا اليوم في أربعين خواطرك
أربعون (يا للرقم المقدس)!
تم ميقات خواطرك إذن ، وبلغت أربعين خاطرة
ألا ما أدراكم ما الأربعين! هي إذن خواطر بلغت أشدها واستوت!
جاء في التنزيل (حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن اشكر نعمتك التي أنعمت عليّ..)
هنا إذن مقام الشكر؟
الأربعين، رقم النضج والاكتمال، سن النبوة، ولحديث الأربعين مجال للمتأمل، فهو رقم له ما بعده، وفي تراثنا الديني والسوداني بخاصة،يحتل مكانه المميز، لا يدانيه رقم إلا السبعة! (قلت يدانيه، بله يبلغه)!
رقم يبدأ من الميلاد (أربعين المولود والوالدة)، ويصطحبنا إلى ما بعد اللحد (أربعين الفقيد...)
فإذن هي خاطرة تتجلى في طقسها التي تصطحب معها كل دلالات وإيحاء الرقم ، وهالته، تأتي متبرجة في استوائها وناضجة، كثمرة الفردوس الموعودة، لا تلك الثمرة الممنوعة التي تبدي السوءة كما قد يحسب من لم يتأمل ويدقق، ثمرة وإن تلفعت بالشجن، واستغرقتها بهاء الأمنيات، ففي وقار الأربعين (نضجاً وحكمة واستواءً)، لا يحتاج معها إلى ورق الجنة دثاراً!
خواطر حين أهلت في بداياتها احتفينا بها جميعاً كأنموذج رفيع في الأدب الوجداني، وجرأة في التعبير عن مكامن الشجن والشعور والأحاسيس، خواطر تسلل إلى المنطق البارد فتكهرب شرايينه فتجعله يرتعش بحس لم يكن يعرفه المنطق في بروده العقلي الجاف، ، ثم ارتقت بنا خاطرة إثر أخرى وهي تدوزن أحاسيسنا وتموسق منطقنا بحرارة وألق، وبمودة وعاطفة، عبارات تؤنسن جمود الحوار، وتبلل جفاف الأحزان في مناغاة من الشدو اللماح والعزف المنفرد، فتجعل من أحزانك التي تقض مضجعك، أنيساً تصاحبه في رحلتك المحتومة، إلى محطة فراقها، وبلا أسف كثير وبلا حسرة نادمة!
إذن فهي خواطر تجبر "الخواطر" وترينا كيف نتعامل مع وجداننا بشكل شفاف وأنيق ومبهر
خواطر...،
آه.. هي خواطر، كلما ابتعدت عنها نادتني وشدتني إليها، ويالحظي، حين أعود إليها ، فأتصورني، كما يفعل أكثرنا معها، ويتمنى أن يكون هو المناجى، وهو النجي
وهيهات
وكل يدعي وصلاً بليلى ...... وليلى لا تقرّ لهم بذلك!
سنعود!
(بإذن الله)
|