عاش أبو هاشم..هل لا زالت هنا
الموضع...هو المصطلح الذي يطلقه أهل جزيرة مساوي علي البيت الذي ولد فيه السيد علي الميرغني..ويكن أهل الولاية الشمالية قاطبةً مشاعر عجيبة وولاء منقطع النظير لآل الميرغني، يحبون المراغنة ويحتفلون بميلاد السيد علي وتقام الاحتفالات والولائم ، وفي كل ناحية تقوم خلوة يتعبد فيها وكذلك يتلي فيها المولد الراتب، وهو مجموعة من القصائد نظمها الشيخ محمد الختم الكبير ويجلها أهل تلك المناطق أيما إجلال ويكون المولد ملازماً للناس في مختلف ضروب حياتهم حيث يتلي في السمايات وفي الزواج وكذلك يردد علي قبر الميت، أي سر في تلك المحبة العجيبة ..؟؟
وللأ سف لم يقابلها المراغنة إلا بمزيد من أستغلال مشاعر البسطاء ، وكنز أرتال من المال وتشييد الفلل والقصور علي حساب المساكين. لا يوجد في الولاية الشمالية كلها صرح واحد قام بتشييده المراغنة... لا مدرسة ولا مركز صحي ولاروضة..الخ، وبالرغم من ذلك وحتي الآن كثير من الأسر والبيوتات في الولاية الشمالية تدين لهم بالولاء والطاعة.
أصاب فيضان 86 جزيرة مساوي بضرر بالغ مما ترتب عليه هدم كثير من البيوت جراء الفيضان وتلف المحصول ، لكن وللعجب لم يتضرر الموضع الذي ولد فيه السيد علي الميرغني، مما كان له الاثر الكبير في زيادة قناعات الناس بصلاح وورع من يتبعونهم وزاد الولاء أضعاف أضعاف..
وينسحب الحال علي آل المهدي الذين إستغلوا كذلك بساطة أهل السودان ومناطق الغرب عموماً ، وكان الضعفاء هم الركيزة التي صعد عليها هؤلاء القوم لتحقيق مصالحهم وأغراضهم الشخصية وإن كانو قد جاءوا باسم الدين ولأجل الناس..
هي الطائفية البغيضة التي ضربت بأرض السودان فأحالتها صعيداً زلقا، وقسمت الناس لمجموعات علي اساس الانتماء وازهقت ارواح من اجل ذلك.. لازال عجايزها يقاتلون من اجل البقاء ولا زلنا نعطي بدون مقابل.عاش أبو هاشم لا زالت كالشمس للدنيا عند أهلي بنواحي تنقاسي والغريبة ومساوي والكنيسة...
|