الأستاذ محمد المكى إبراهيم علم من أعلام أمتى و رقم يصعب عده وحسابه .. لأن حلمه و خياله فاق خيال صناع المدائن الفاضلة .. حيث غزل من خامة السودان قماشة كما الدمور متانة و أصالة .. و طبع عليها أطياف التعدد و التنوع بتناغم سحار خلاب .. و كشح عليها بهار سماحته الأصيلة .. ذلكم العبقرى المتواضع الحادب على رفعة أمته و الفاعل بمعوله لتحقيقها .. بعد أن رسم بإزميله لوحتها الباهرة فى حافظة ذاكرتنا لنجترها و نتخيلها كل آن و حين .. ذلكم الشغف المتطلع للعلى أبدا مذ كان يافعا غض الإهاب إلى أن قوى فيه العود و إتقدت فيه جذوة الذكاء و الإحساس الكبير .. و صار فيلسوفا فنانا يتغنى بالحلول و نطرب له أبدا .. لا بل نقف على أمشاط الشوق نتوق للمزيد بأن هل من مزيد !! و كيف لذلك الحاتمى كما قنن الجبال كلما تهمى عليه هواتف الرحمن ببدائعها تسيل منه لنا أنهارا من عسل مصفى و حقولا من قمح و دورا للتنوير و التعليم و التقنين والتطبيب .. و يا بشرانا به نتغنى ملء الحناجر فى العالمين إعزاز وفخرا به و بجيله .. جيل البطولات وجيل التضحيات و حالنا كحال الفرزق مفتخرا :
هولاء أبائى فجئنى بمثلهم
إذا جمعتنا يا جرير المجامع
أولئك النفر الذين تغنى لهم العطبراوى برائعته أنا السودان أنا- أولئك النفر من شم الأنوف من الطراز الأول يتقدمهم شاعرنا الملهم محمد المكى وفى يمينه كتابه الناصع ذلكم النابه - التحيه والتقدير و الإجلال للشاعر الفيلسوف محمد المكى إبراهيم أبدا و دوما والتحيه للسودان غابة و صحراء رغم الشق القسرى القيصرى.
الاستاذ منصور المفتاح
24/04/2011
|