دعوة للتحرر العقلي
قادني لهذا الموضوع حالة الحظها في مجتمعنا السوداني وهي حالة قداسة الفكر وقيد الولاء المحكم الذي يحيط بحياة الناس خاصة المثقفين .. ولعلها عادة سودانية خالصة تعيش في تفاصيل الممارسة مثال لذلك لا تجد اسرة تغير مسكنها الي مسكن اخر وان تقدمت في ظروفها الاقتصادية وذلك حتي تحافظ علي ذكريات الطفولة والجيرة وغيرها في وقت كل العالم الذي تقدم يجدد حياته من اجل الصحة النفسية والعقلية وقس علي ذلك ..... نحن في السودان نرتهن للعادة والولاء والالفة والوراثة في كل تفاصيل حياتنا الامر الذي لم تسلم منه رؤانا الفكرية.... مثال لذلك نحن منذ الاستقلال نرتهن الي احزاب بعينها ويتفرق بينها الشعب السوداني اثبتت فشلها في الحكم وفي المعارضة لم ينهض في المجتمع المدني احزاب متحررة تضع حلول لمشاكل البلاد لماذا ؟؟؟؟؟ لأن المجتمع لا يتقبل الجديد وان صلح.... لذلك لا ياتي جديد ألا وهو منشطر عن الاصل او تحت عبائته وهذا يعني اننا شعب وامة جاهلة بأساسيات الحياة والديمقراطية التي نبكي عليها... فرنسا بلد الحرية والنور لم تؤيد الانتخابات الجزائرية التي فاذ بها الاسلاميين وانقلب عليهم الجيش وايدته بدعوي ان المجتمع الجزائري خارج من مضيق عنف ضاع فيه الوعي والخيار لدي الشعب لذلك كانت انتخاباته لا تمثل خيار الشعب .. اذا قيس هذا المقياس عندنا لكانت النتيجة شعب يؤمه الجهل ويرتهن مثقفيه للولاء الاعمي وبالتالي كل انتخابات في وجود هذه المنظومة فاشلة........
لماذا اذا كنت اسلامي لا اطور فكري مع تطور الحياة اذا كان الفقه له مدارس ومجديدين ..لماذا اذا كنت يساري اظل حبيس الفكر الاشتراكي وان اثبت فشله في التطبيق والممارسة؟؟؟؟ لماذا لا اسعي الي التطور العقلي والبديل الاخر في الحياة اذا كنت حزب امه أو اتحادي ديمقراطي فقط لاني من اسرة اتحادية اموت اتحادي او لاني من اسرة انصارية اموت حزب امة وقس علي ذلك .... هذه علة لاذمة للمجتمع السوداني لذلك المجتمع لا يتقبل اي سياسي خرج من حزب وذهب الي حزب اخر دوما فعل مثل هذا يعد في خانة الخيانة وفقدان المبادئ وما علمنا ان ذلك دلالة علي تحرك العقل وتحرر الشخص من قيود الولاء والتبعية ... الله سبحانه وتعالي يقول في محكم تنزيله انه لو اراد لجعل كل الناس مسلميين لكنه ترك لهم حرية الفكر والاعتقاد وكل الايات تدعوا الي التفكر والاعتبار ...... ما يحزنني ان كثير من الناس يعتصمون بافكارهم وان كان بها قصور فقط من اجل ان خصومهم يعادون مايؤمنون به أو لانهم تعرضوا لظلم من الطرف ألأخر فتظل فكرة العداء والانتقام والتشفي تغطي علي خيارات العقل السليمة .... لا أعني بحديثي هذا أن يترك الناس ماهم عليه فقط من أجل التجديد وأنما أعني أن يبحث الناس دوما عن حلول اخري اذا تبين لهم قصور ما عندهم من فكر وممارسة في كل او بعض ما عندهم ... الغرب الذي يمثل التقدمية والحياة الحديثة لم يرتهن للقداسة الفكرية وقبل ذلك الدين يدعون للتحرر والتجديد حتي في تغيير الطريق ونحن عائدين من الصلاة ومجتمع الرسالة الاول حينما استحكمت عليه الضغوط كانت الهجرة والخروج عن مكة وهو تجديد لم يالفه العرب والمجتمع المسلم الاول لكن اوجده الرسول عليه الصلاة والسلام بامر من الله في وقت كان وارد فيه نصر السماء لكن لتجري سنن الله في الارض كانت الهجرة والتجديد ............ما كتبته سابقا فقط من اجل دعوة للتحرر العقلي يمكن ان يتفق الناس حولها او يختلفوا فقط فاليكن الامر امر حوار لتتضح الحقائق..............
|