نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-01-2008, 11:45 AM   #[16]
بندر شاه
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بندر شاه
 
افتراضي

&


الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء


الطاهـر وطّـار


إلي الشاعر الكبير سميح القاسم. من رأي منا منكرا فليغيره، بيده، وإن لم يستطع فبلسانه، وإن لم يستطع فبقلمه، وهذا أقوي الإيمان.
في الشمعة والدهاليز، ظهر الولي باسم سيدي بولزمان، وهو الذي حرك أحداث الرواية، حيث يختلط الأمر بينه وبين البطل الأساسي، الشاعر، وكذا البطلة، الخيزران، وفي رواية الولي الطاهر يعود إلي مقامه الزكي، جاء الولي يحمل اسمه مضافا إليه صفة الطهارة، وقد تجنبت الصلاح، حتى لا أتطاول على المرتبة التي يتمناها الأنبياء، وحتى أتخلص أيضا من كثير من قوانين وطقوس التصوف، التي لست في الحقيقة لا في حاجة إليها ولا أستهدفها.
والولي سواء أكان سيدي بولزمان أم الولي الطاهر، كما عبرت عنه، حسبما يبدو لي، هو العقل الباطن للإنسان المسلم المعاصر، في تجلياته العديدة، التي تتمثل في الحركات الإسلامية بشكليها الفردي أو الجماعي، في الحركية أو السكونية. كما هو الشأن في ردود الأفعال التشنجية، أو الرافضة سلبا.
وكما هو واضح من العنوان، فإن الولي الطاهر في هذا العمل الجديد، اكتفي بأضعف الإيمان، وهو المواجهة بقلبه، إذ دعا ربه، أن يسلط على الأمة ما تخافه وتخشاه، حتى تخرج من عنق الزجاجة التي وضعه الآخر فيها.
إن دوام الحال من المحال، ولكن المخرج، هو الذي يغيب عن الجميع، أكانوا حركات سياسية ودينية، أم مفكرين باحثين.
بالنسبة لي _ كما أحس* وليس لي غير هذه الوسيلة، الحالة مرضية، أعيش أعراضها، وأحاول التعرف عليها، تاركا للباحثين بمختلف أنواعهم، وضع وصفات العلاج، وسأظل في جميع الأحوال، أطاردهم بمعايشة الحالة.
لقد جاءت هذه الرواية، جزءا ثانيا للولي الطاهر يعود إلي مقامه الزكي، ولو كنت ناقدا لقلت إنها جزء ثالث، للشمعة والدهاليز.
الموضوع واحد، والشخوص هم، بأسمائهم وصفاتهم، وبخصوصياتهم.
لقد استعملت عبارة جزء، بدل عبارة الكتاب الثاني، ولم لا، فقد أكون بصدد كتابة رواية واحدة، كلما تعبت، وضعت لها عنوانا جديدا.
إذا كانت الظاهرة الإسلامية، هزت العالم، فلم لا تحير العبد الفقير الطاهر وطار.
لم أكن إطلاقا، أنوي كتابة رواية هذا العام، فلدي مشاريع قصص قصيرة، يلازمني بعضها منذ ما يزيد عن عشر سنوات، بالإضافة إلي إرهاق سنة كاملة من الجهد في الجاحظية، لكن ضغط الظروف العالمية، والوضعية في العراق والعالم العربي والإسلامي، فرض على رواية، لم أعايشها، سنوات عديدة، كما هو الشأن لباقي أعمالي.
لم أشأ أن أوقظ الولي الطاهر من غيبوبته، التي يري فيها ما يري، فلعلني كمواطن عربي، أعيش أحلام يقظة معه.

التحديق في الزمن

أعاد الولي الطاهر تأمل الشمس التي كان اعتراها الخسوف، فبهره الوهج، وتساءل عم يبحث. نسي أنه كان هناك قبل لحظات، خسوف كلي فجائي، لم يتنبأ به لا العرافون ولا المنجمون ولا العلماء.
* يا خافي الألطاف نجنا مما نخاف.
تمتم والتفت كأنما يبحث عن شيء ما. لربما عن الأتان العضباء، التي طاف بها الكون عبر القرون بحثا عنها، والتي عرف بعد فوات الفوت أنها كما قالت بالحرف الواحد:
* بلاَّرة.
بلاَّرة ابنة الملك تميم بن المعز، زوجة الناصر بن عَلَنَّاس بن حمَّاد الذي سرت إليه في عسكر من المهدية حتى قلعة بني حماد تصحبني من الحلي والجهاز ما لا يحد، أمهرني الناصر بأربعين ألف دينار. أخذ منها أبي دينارا واحدا وأعاد إليه البقية.
ابتني لي قصرا منيفا سماه باسمي. لذا ما أن يقوم قصر في أي برَّأو فجٌي، إلا وكنت سيدته الأولي والأخيرة.
أنزل من السماء فأتخذ موقعي.
كنت يا مولاي الولي الطاهر، كابنة مجاعة غ1ف، قبلت عن طيب خاطر الزواج من الناصر تربة العز، لا لكونه سلطانا قوي النفوذ أذل كل متمرد، إنما لأقيَ قومي، شر الحرب وويلاتها.
* يا خافي الألطاف نجنا مما نخاف.
لربما يبحث الولي الطاهر عن غيرها.
حاول أن يتذكر لمن يكون هذا العطر الذي يغمره، ومن أين ينبعث، لكن بلا جدوى.
* أدخل يا مولاي.
جاءته الدعوة من صوت نسائي هيئ له أنه سمعه قبل الآن، في مكان ما من الكون، وبمناسبة ربانية ما.
* أدخل يا مولاي.
كانت أبواب ونوافذ المقام الزكي مشرعة، فانجذب للنداء الذي كان يرتفع وينخفض في تنغيم جميل.
القاعة الفسيحة مغمورة بالرمل وبتماثيل حجرية لرجال في جناح، ولنساء في جناح ثان تنتصب على مقاعد من خشب، عليه نقوش جميلة وموثرة بقماش مطرز بالذهب، يتوسط الجناحين مقصورة، يتربع فيها شخص من طين، لحيته في حِجْره، أمامه منضدة صخرية، فوقها أدوات وسجلات تحجرت، يعلوها غبار أصفر كثيف.
* اصعد يا مولاي
تنغم الصوت الأنثوي، كأنما هو صادر عن آلة موسيقية وترية. أنساق نحو السلالم، يتبع النغمات الساحرة، ليجد نفسه في قاعة فسيحة، تعمرها جثث تماثيل خشبية، لشباب في سن متقاربة على ما يبدو، ممتدة على أسرٌة من صخر كأنها لقبور أثرية.
عدٌ الأسرة. مائتان بالتمام والكمال.
ومضت في ذهنه صور باهتة من ماض لا يدري ما إذا كان بعيدا أو قريبا، وهو يدقق النظر في لحي التماثيل التي تبلغ الأرض، وكما لو أنها لم تتوقف عن النمو، ما جعله ينتبه إلي أن لحيته هو بالذات، تبلغ ركبتيه ولا يدري متي بلغت هذا الطول.
بلغته أنَّات تستغيث، كأنها لجرحي حرب ما تزال على أشدها:
* بلاٌرة.. بلاٌرة.
* اصعد يا مولاي.
دعاه الصوت المنغم فواصل الصعود ليجد نفسه في قاعة شبيهة بالتي كان فيها، إلا أن التماثيل الممتدة على الأسرة كانت من شمع أو من مادة شبيهة على ما يبدو.
عد الأسرة فكانت مائتين وواحدا، أحدها فارغ.
كانت الأنَّات هنا لأصوات نسائية، تردد في توجع جارح ووهن بالغ، جملة واحدة:
* مالك بن نويرة غ2ف... يا كبدي... خدعت أيها الشاعر الممتع بالجمال.
محتويات الطابق السادس تتشكل من جرار مكلسة، ومن جثث محنطة أيضا، تفوح منها رائحة الرطوبة والتراب، ويبدو أنها لمشائخ أو لأئمة، فقد كان على رؤوسها عمائم ذات ألوان مختلفة.
* مولاي الولي الطاهر هذه خلوتك وطريقك إلي حبيبك.
أحدثت عبارة الولي الطاهر رجة في رأسه، وظل لحظات يرتجف ويشعر بما يشبه الدوار، حتى أنه مد يديه يبحث عن شيء يتوكأ عليه.
* مقامك الزكي يا مولاي. أوَ نسيت بلارة؟ أما كنت تبحث عني يا حبيبي؟
* بلارة.. بلارة.
اهتز وقار الولي الطاهر وهو يهتف، ثم سرح في ماض يومض له...
..........
* هيا يا مولاي. هيا....هيت لك.
* أستغفر الله العلي العظيم. أستغفر الله. يا خافي الألطاف نجنا مما نخاف.
* هيت لك.
* توقفي يا سجاح غ3ف.
انتصب الولي الطاهر في وقفته، بينما هي تتقدم منه شبه عارية، بضة، رشيقة، لطيفة، ينبعث منها السحر، موجات من نور.
* يا خافي الألطاف. نجنا مما نخاف.
* ومما تخاف يا مولاي؟
..........
تجول في خاطر الولي الطاهر الأفكار والآراء سريعة سريعة، بينما المرأة تزداد بهاء، ورونقا، وإغراء، واشتهاء"
* مولاي. مقامك الزكي هذا، بطوابقه السبعة، خال إلا مني ومنك. أنت في الخلوة تصلي، وأنا في الفضاءات أحلم بك، وها أنني عثرت عنك، فكيف تريد أن نفلت من بعضنا.
... تريد بي شرا يا مولاي، أقرأ ذلك في كل حركاتك وسكناتك، وفي لون وجهك الذي ما فتئ يزرورق.
قلت لك، إنني لست النبية الكاذبة سجاح، كما أنك لست مسيلمة غ4ف.
* لو أنني متأكد مما تقولين أيتها الجنية، لتزوجتك على بركة الله وسنة رسوله.
* مولاي. قالت متأوهة.
.........
ارتمت في أحضانه، تراءت له أم متمم غ5ف، تضع القِدْر على رأس زوجها ثالث الأثافي، تراءت له سجاحا، تختلي بمسيلمة، فتمنحه نبوَّتها، ثم تستل عليه السيف. تذكر المائتي بنت المسحورات اللائي، تنفي بلاَّرة هذه، وجودهن ووجود غيرها، تذكر زفاف الليلة الذي أمر به.
غضة لدنة دافئة دفَّاقة، كانت بلارة بين يديه.
* يا خافي الألطاف نجنا مما نخاف.
قال وأمسكها بقوة من كتفيها، يدفعها إلي الخلف، محدقا في وجهها الذي اعتلته الحمرة، فازداد بهاء وروعة.
* الآن أعرف ما إذا كنت إنسية أم لا.
* أحذرك يا مولاي من سفك دمي. ستلحقك بلوى البحث عني، فلا تعثر علي، حتى وإن كنت تحت قدمك.
* الآن أعرف ما إذا كنت إنسية أم لا.
* أحذرك يا مولاي من سفك دمي. ينمحي مخزون رأسك ولا تستعيده إلا بعد قرون، فيعود إليك قطرة فقطرة ونقطة فنقطة. تجوب الفيْافي هذا، مئات السنين، فلا تعثر على طريقك، ويوم تعثر عنه، تبدأ من البداية.
أحذرك يا مولاي من سفك دمي. ستلحقك بلوى خوض غمار الحروب، فتشارك في حروب جرت، وفي حروب تجري، وفي حروب ستجري، إلي جانب قوم تعرفهم، وقوم لا تعرفهم ولا تفقه لسانهم، ولا تدري لماذا يحاربون.
أحذرك يا مولاي من سفك دمي. ستلحقك بلوى حز الرؤوس وخنق الأطفال والعجائز والعجزة، وحرق الأحياء.
تموت ألف ميتة وميتة، ويسقي دمك، كل صقع رفع فيه الآذان، وفي كل عودة لك تعاودك بلوى البحث عني من جديد دون أن تدري عم تبحث.
لن يبقي مني يا مولاي، سوي عبق عطر، تذروه هبات سماوية رقيقة، وصوت، تعزفه مخلوقات نورانية، لا تراها ولا تراني.
رأت الشر في عينيه. تخلصت منه وراحت تركض في الغرفة التي كانت تتسع كلما جرت، حتى صارت ساحة فسيحة لا يحدها البصر، مفروشة بزربية خضراء، وينسدل على نوافذها الكبيرة، أسترة باهتة الصفرة، وتنصب من سقفها الأزرق، أنوار أرجوانية تتشابك دوائر دوائر.
تمكن منها أخيرا، هتفت مرعبة:
* اقتلني خنقا يا مولاي وإياك وسفك دمي.
* وهل لك دم يا ابنة النار؟
بلغ الغضب ذراه، فتراجع كل تردد. صعق.
امتدت يداه معا فسلَّتا قرطين من أذنيها، وسال الدم على عنقها الطويل الرفيع.
تأوهت متألمة. ظلت لحظات تتأوه، ثم راحت كلما أشهقت موجوعة، تختفي في ضباب رمادي، إلي أن غابت نهائيا.
* تمكنوا منك يا حبيبي.
كانت تلك، آخر جملة لفظت بها والضباب يبتلعها.
ذاكرة الولي الطاهر تستعيد صورا وأخيلة، عن وقائع جرت، لكن لا يميز، أو حتى يتصور زمن وقوعها، الأمس واليوم والسنة الماضية، والقرن الماضي، كلها، آن، قد يصغر وقد يكبر، قد يطول وقد يقصر، قد لا يكون سوي ومضة، من ومضات حلم، أو كابوس.
وميض. وميض. مناظر تتشكل، وتختفي.
ها هي بلارة بنت تميم بن المعز تعاوده، كما خاض المعركة الفاصلة معها، وليس كمجرد رغبة، ظلت تدفعه في الفَيْف سعيا وراء لا شيء.
الماضي، يغرق في الضباب. بل إنه يومض.
نعم، الآن أتذكر جيدا. أتذكرها بلارة حبيبتي. جاءت لننشئ نسل كل الناس، فخفتها، شككت فيها، وظلمتها. يا للظن الإثم.
أسلت دم حبيبتي فلحقتني ولحقتها البلوي. تحولت إلي أتون عضباء، لا يختفي أثر الجرح من أذنيها، ليمتص ذباب لعين، دمها، أركبها دون أن أدري أنني أركب روحي، ولما عرفت الحقيقة، ازداد عذابي وتضاعفت شقوتي.
رباه عفوك، فما ظلمت إلا حرصا على دينك. وما فعلت إلا ما قدَّرتَ.
اقتحم الطابق السابع، ليجد نفسه في مقامه. قاعة ليس لأبعادها حدود، كلما امتد البصر، امتدت، إن طولا وإن عرضا، وإن علوا. كل ما فيها، هلامي، شبيه بأخيلة النائم، يشعر المرء فيها بأنه، يتواجد في كل ذرة مما يقع أو وقع عليه بصره، كما يشعر بملئه لكل الأزمنة، إلي درجة أنه يحس بالانعدام، كائن وغير كائن، هو هو وليس إطلاقا هو.
اعتلي سجادا من جلد الغزال، وانطلق يؤدي ركعتي تحية المقام والملائكة.
استغرقت الركعتان دهرا لا يعلمه إلا أهل الذكر، استيقظ منه الولي الطاهر فرحا نشيطا، يقظ الروح والجوارح.
بلارة، وكل ما تعلق ببلارة، سواء قبل ظهورها أو أثناءه أو بعده. بلارة. ما بلارة إلا ومضة تسكن تجويفا من تجاويف هذا العقل الشامل للكبيرة والصغيرة في الزمان والمكان. شأنها شأن شخوص وأحداث التاريخ منذ آدم.
اشتاق الولي الطاهر إلي شيء ما لا يدريه، يحس بالحنين يفيض في صدره، يشعر بنوع من الظمأ الروحي لشيء ما، يروي الغليل، وينتظر أن يهب عليه من حين لآخر.
يعلم أنه آت لا محالة، فالروح لا تتوق إلا لما لها صلة أو ارتباط به.
يري الولي الطاهر الأزمنة التي مر بها، وهي قرون وقرون، ولكن لا يعلم في أي زمن هو الآن.
يعسر على المرء أن يمسك بكل الأزمنة في الآن الواحد، خاصة عندما تتكدس كلها في لحظة واحدة.
هذا القطار العابر للأزمنة، لا بد له من محطة في آخر الأمر.
فكر الولي الطاهر ثم تقدم من عرشه، واستوي يحدق فيها. الأزمنة. كما لو أنه يطل من نافذة القطار.

التأرجح المتقاذف

في ذات الآن، يذرع العالم العربي من المحيط إلي الخليج، غاديا رائحا، بسرعة البرق، ويضرب في عمق التاريخ، نازلا صاعدا كالكرة المتقاذفة بجاذبية قوية، وبنفس السرعة.
يطل على شوارع دبي، يتأمل الروسيات والبلقانيات، الشقر الممتلئات، المتراميات في الشوارع كالجواميس الضالة، وحولهن من بعيد أو من قريب، علوج، حليقو الرؤوس، يملأ الوشم الملون زنودهم وأكتافهم وصدورهم، يوهم كل واحد منهم، أنه الحارس غير الأمين لهذه أو لتلك، والحامي الراعي لكل قرش يدخل محفظتها. يصنعون أوروبا وهمية في أقصي الشرق.
يهبط في الزمان، ليجد نفسه، في مجلس خليفة من الخلفاء، أو يستمع إلي أبي هريرة، يقدح ذاكرته، لكي لا يكف عن الرواية.
يقول إمام جامع الدار البيضاء المنكب بجلاله، يلعق مياه بحر الظلمات، في خطبة يعيدها كل جمعة، من ميزات المسلم، طاعة الله والرسول وأولي الأمر. فيرن صداه في جامع الزيتونة والأزهر وبيت المقدس والأمويين ومكة والمدينة، ويأتي الرجع، اللهم احفظ أمير المؤمنين.
يصعد، فتقابله شاشة عرضها المحيط والخليج، تعرض مناظر الصبايا العراقيات، يغازلن العلوج الأمريكان، في حين يسٌاءل هؤلاء عن إمكانية الحصول على كمية من الحشيش، أو من أي مخدر.
يحاول أن ينام في أحد الفنادق بإحدي مدن الخليج، فيمنعه أزيز الطائرات الأمريكية، التي تحوم تحت حاجز الصوت.
يصمد في قلعة غرناطة، يوما فيومين، فأياما، وعندما يلتفت إلي جنبه، لا يجد أحدا.
هربوا جميعا وتركوه
البعض جبن. البعض باع. البعض لم يجد مبررا للبقاء في أرض ليست أرضه، وفي وطن وهمي، صنع بالغواني وبالموسيقي وبالخمور والملذات.
اعتراه الخوف، اعتلاه الغضب، غمرته الوحشة. فكر، أن يولي وجهه شطر المشرق، فيكون آخر اللاحقين، إلا أن غليانا وفورانا في دمه، فرضا عليه أن يظل مرابطا.
أطلق آخر سهم بين يديه، وتلقي أول سهم في صدره، فانمحت غرناطة وانمحي الأندلس، إثر غمضة عين، منسابا في الزمان، متلاشيا في المكان.
تروح الأرجوحة. تجيء الأرجوحة. تنزل الكرة. ترتفع الكرة.
شبه دوران للمكان داخل الزمان، وللزمان داخل المكان، في دوامة عرضها من نهر السينيغال إلي دكة، وطولها من معركة بدر، إلي مثول صدام حسين أمام المحكمة.
تغدو الأرجوحة، نواق الشوط. الرباط. الجزائر. تونس، ليبيا. مصر. عمان. القدس. دمشق. بغداد. الخليج فالجزيرة.
تتقاذف الكرة إلي فوق. الجيوش الفرنسية. الجيوش البريطانية. البرتغالية، الأسبانية، المنطقة تنغمر بالجيوش. الساحة تمتلئ بالمسيحيين. تاريخ العرب تعاد صياغته.
تعود الأرجوحة. عباد الرحمان في حالة تيهان وذهول.
تنزل الكرة. مسلمون، مسلمون، ربنا واحد، نبينا واحد، خليفتنا واحد، لكن من ليس من أمٌي تركية، فهو مسلم من نوع ثان...
تغدو الأرجوحة. الوطن هو الصلاة والصوم والزكاة والحج لمن استطاع إليه سبيلا.
ترتفع الكرة. أحمد بن حنبل ينتصر. من فكر كفر. ولا شيء هنالك سوي الغدو والرواح في السبيل الذي عبده السلف الصالح. ولا نور غير النور الرباني.
المنارة التي اتقدت في غار حراء، هي التي ينبغي أن لا نحيد عن التحديق فيها، والالتفاف حولها، فهل تستطيع الفراشة، أن تتجاهل المصدر؟
تجيء الأرجوحة. المواطن هو شيخ القبيلة، وشيخ القبيلة وحده، هو كل الناس، وما عداه، فكائنات تفلح وترعي، تتناكح وتتوالد، تساق للحروب، وتدخل السجن وتدفع الضرائب.
تنزل الكرة. نواق الشوط. الرباط. الجزائر. تونس. ليبيا. مصر. عمان. القدس. دمشق. بغداد. الخليج فالجزيرة.
ثعبان يتلوي ويتلوي، يعاني عسر تغيير جلده، كلما سلخ شبرا عاد الجلد إلي الوراء، وكلما تلوي غلبه النعاس. ربما لأن أسنانه منزوعة، ولربما لأنهم ما يفتأون يستلون سجمه.
تعود الأرجوحة. الوطن هو القبيلة، وحيثما ارتحلت القبيلة، ارتحل الوطن، وكل القبائل الأخرى عدوة للوطن إلي أن يأذن شيخ القبيلة.
تصعد الكرة. شيوخ القبائل يتحولون إلي حكام. بعضهم ينزع الجبة والعمامة، ويرتدي اللباس الأوروبي، ويعري رأسه، ويحلق لحيته وشاربه، وبعضهم لا يفعل ذلك إلا في المناسبات.
تجيء الأرجوحة، نواق الشوط. الرباط. الجزائر. تونس ليبيا. مصر. عمان. القدس. دمشق. بغداد. الخليج فالجزيرة.
بيضة لاقسة، وقعت فتشققت في كل مواضعها، فانتشرت رائحتها النتنة، تثير الغثيان في النفس.
تنزل الكرة. محمد بن عبد الوهاب، يستيقظ في الجزيرة، ويروح يحاول مساعدة الثعبان على الاستيقاظ، والاحتفاظ بجلده. غير أن عينيه ظلتا نصف مغمضتين، مبهورا بشمس الصحراء، فاختلطت الرؤي عليه. امتدت يداه لكل شيء في الوقت الواحد، فأضاع كل شيء. وتحولت حركة أمة، إلي انتصار قبيلة.
تغدو الأرجوحة. جلد الثعبان يتمزق، فلا هو بالمنسلخ ولا هو بالباقي. لا هو بالعاري، ولا هو بالمكتسي.
تصعد تنزل. تنزل تصعد. تجيء تروح. تروح تجيء. السرعة تشتد حتى تتحول إلي حركة، يتوقف عندها البصر، فلا يري وإن كان يبصر، يعلم أنها حركة. وأنها تشتمل على حقائق كثيرة.
يا خافي الألطاف نجنا مما نخاف.
ردد الولي الطاهر عندما أحس بأنه صار الأرجوحة، كما صار الكرة، وأن غدوه ورواحه، فقد معناه، ولم يبق سوي الاستيعاب. استيعاب ما حدث طوال خمسة عشر قرنا، واستيعاب حال العرب، وحال المسلمين عموما.
كل الكليات. كل الجزئيات، ها هنا ، في صفحة واحدة، لا تحتوي إلا على نقطة واحدة.
يا خافي الألطاف نجنا مما نخاف.
يختنق. يد قوية تمسك بعنقه، أصابع غليظة تضغط على أنفه وفمه. لا مجال هناك للتنفس.
يا خافي الألطاف نجنا مما نخاف.
عرف لحظته. أدرك الولي الطاهر الزمن الذي تواجد فيه.
ها هنا. في زمن الوباء الذي عم ليس فقط العالم العربي، إنما كل العالم الإسلامي. زمن صار فيه العرب والمسلمون جندا للمسيحيين، يحملون أسلحتهم، ويلبسون ألبستهم، ويروجون لعقائدهم. زمن صار فيه الهروب إلي الفَيْف، والبدء من البداية واجبا.
تخلص من اليدين اللتين تخنقانه، ونهض واقفا، وامتلأت خياشيمه بعبق عطر، عرف لمن هو.
* أدرك زماني. أمسك بلحظتي.
... عندما دبَّ اليأس بعد محاولات متواصلة، بلغتْ حد المواجهات المسلحة، والحروب الطاحنة، ما تزال تتواصل، ارتأيت، أن الهروب بدين الله، عنصر مهمّج في المواجهة. نقيم في هذا الفَيْف، نتضرع للمولي، عساه يفرج الكرب، فيضع حدا لهذا الاكتساح للوباء لأمم الإسلام، وفي نفس الوقت نهرَّب ما نقوي عليه من الشبان إناثا وذكورا، نلقنهم دينهم، ونزوجهم، ونعمٌِر بهم الفَيْف، منشئين أمة محصنة.
قام المقام الزكي، بأموال تجمعت من كل حدْب وصوب، حتى من أمم غير أمم الإسلام. وهبَّ الفقراء والأغنياء من الأتقياء ومن غيرهم، ممن لم يصابوا بالوباء وممن أصيبوا.
جعلناه سبعا طباقا، تحتضنها مئذنة ترتفع عنها بنصف علوها، فكان كإرام ذات العماد أو أكثر.
وشق عنان السماء في ليل الفيْف الساكن تبريح:
يا خافي الألطاف نجٌِنا مما نخاف.
التحق بالمقام الزكي خلق كثير، تجلبهم البركات، والكرامات، وحجسن العبادة والدعاء، وانضم لحلقات الدراسة، مائتا شاب ومائتا شابة وشابة، واحدة منهن، لا أحد يعرف لها أصلا أو فصلا، لا ربْعا ولا عشيرة ولا أهلا، تقول كلَّما سجئلت إنها وفدت من بعيد، * ذاكرة من حين لحين اسم المهدية وإفريقية وتونس* باحثة عن ضالَّتها في المقام الزكي.
لم ينتبه أحد ليسألها عن ضالتها، واقتنعنا جميعا بأنها هاربة من الوباء، راجعة إلي ربها راضية مرضية.
* مرحبا بك في مقامك الزكي يا مولاي الولي الطاهر.
انبعث الصوت من الجهات الأربع. عرفه الولي الطاهر، أدرك بدون أي تردد أو شك، أنه لها، بلارة، فقد نزل على قلبه كقطرة من الكوثر، في الفيف الظمآن.
اكتوت الجمرة، بالقطرة الزلالية، فراحت تتبخر دون أن تنطفئ.
* انزلي المقام آمنة مكرمة يا بلارة.
قال الولي الطاهر. تجرأ فقال ذلك، دونما تردد، أو اضطراب.
ها قد قطع الخطوة الأولي في الوثبة التي كانت بلارة قد دعته إليها، منذ زمن غير معلوم.
* مولاي. عندما يؤذن لشظايا الأرواح أن تلتئم، أكون لك وتكون لي.
* متي يكون ذلك يا بلارة؟
* عندما تفقد الخوف يا مولاي، فأنت ما تفتأ تدعو خافي الألطاف أن ينجيك مما تخاف.
* كيف ذلك يا بلارة؟
* أعداؤك يسعون لما يخيف، ويأتون كل ما يخيف.
* بلارة لماذا تنطقين بالحكمة وكما لو أنك من الغابرين.
* إنه العلم يا مولاي. فعندما رصدوني وأسكنوني أجهزتهم وأقمارهم، نسوا قتل خلية في دماغي، فتسربت علوم الأولين والأخيرين، من الإنس والجن، إلي رأسي، وفي الحق، تذكرت ما كان وما سيكون، مما علمه الله لآدم، عليه السلام، وجرت حكمته، أن لا تتكشف الأسماء إلا بميقات.
* متي تنزلين يا ابنة النور؟
* عندما يصير القار ماء زلالا، وتسود الجبب والقمصان والعمامات فتنتزع، وتخشوشن الأيدي، وتخضر الفيافي القاحلة، ويصير التراب هو الوطن، والجار هو القبيلة والعشيرة. ويكون الدين لله، والحكم للناس.
* إن هذا لمخيف يا بلارة.
* فادع الله أن يسلطه على عباده.

العكس أصح ..!

لا يدري الولي الطاهر، ما إذا كان صوت بلارة، يأتيه من خارجه أم من داخله، ففي الحق، كانت هناك حمَّي باردة تهز أوصاله، حتى تبلغ العظام.
كان الولي الطاهر في مثل تلكم الحالات التي تسبق وضعيات الصرع التي تنتابه، كلما اشتد به الغضب، أو تراكمت عليه الحيرة وعسرت الإجابات عن ركام الأسئلة الجاثم على رأسه، أو عظم عليه الحزن، حتى حد التمزق.
امتثل لما بدا له أنه أمر، غيرَ مبال، بمصدره، فليس من عادة الشياطين أن تتسرب إلي صدره فتوسوس له.
توضأ. صلي ركعتين. رفع كفيه يدعو مغمض العينين.
* يا خافي الألطاف. سلط علينا ما نخاف.
ظل يصلي ويكرر الدعاء تسعة وتسعين مرة، إثر كل ركعتين، متهجدا.
الله وحده يعلم كم زمنا انقضي على التوسل الحثيث أمام باب المعشوق، حتى خيل إليه أنه ينفتح، وأن صوتا ملائكيا يأتيه:
* ابشر أيها الولي الطاهر، ربك استجاب لدعاء ظل ينتظره، منذ سقوط الدولة العباسية.
تجاهل الصوت، وما يقول، وواصل الصلاة والدعاء، وفي كل مرة ينتهي من الدعاء ترتفع الحمي، فتزداد اشتدادا عليه، ويزداد العرق انصبابا من كامل جسده، حتى أن لحيته ثقلت من البلل، فعند باب المعشوق، ينسي العاشق سبب التوسل، وألا كان عاشقا، مقايضا، يعطي ويأخذ.
لم يكن يسمع ما يأتيه من أصوات، تحمل مفردات بشرية فقد داهمته الصرعة التي فارقته، منذ فتح عينيه، يتأمل الشمس الخاسفة. ويتشمم عبق عطر بلارة. راحت عضلاته، تتقلص واحدة إثر الأخرى، عضلات رجليه، ثم عضلات فخذيه، ثم وسطه، ثم صدره، ثم ذقنه، فوجنتيه، وعندما اهتزت عضلات قفاه، شعر بارتجاج في رأسه، فهوي.
ظل زمنا يتخبط، ينتظر الغيبوبة الكبرى، إلا أنها على ما يبدو لن تأتي، فقد أحس الولي الطاهر بأن صرعة اليوم، لا تشبه تماما تلك الصرعات التي كانت تغير شخصيته، كليا، حيث يتخلص من أحد ليكون أحدا أخر. في لحظات قصار، يكون أكثر من واحد، في أكثر من مكان.
في أفغانستان، دستم، وشاه مسعود، ومجيب الرحمن معا. ويكون في الجزائر مرة جنرالا، يقود الدبابات والطائرات والفيالق، ويستورد ويصدر، ويسن قوانين المنع والترخيص، وأميرا يهرب ويهجم، يقتل ويصلي، ويفتي بالتحريم والنهي، وبما يجوز وهو قليل، وما لا يجوز وهو كل ما فيه شبهة باختلافه، مع ما حدث في السنوات الأولي للنبوة.
يكون في مصر، مرة، نجيب محفوظ مذبوحا، ومرة داعية يستل الخنجر ليذبح نجيب محفوظ. تارة عمر دياب، يردد:
أنا حنين ومنزلي النجف وما نديمي إلا الفتي القصف
أقرع بالكأس ثغر باطية مترعة نارية وأغترف
من قهوة باكر التجارَ بها بيت يهودي قِرارها الخزف
والعيش غض ومنزلي خصيب لم تغذني شقوة ولا عنف
وتارة مجاهد، يتسلل بشحنة من المتفجرات لينسف، الركح الذي يقف عليه عمر دياب.
الجسد بكل مكوناته. والفؤاد بكل محتوياته. العِرْق النابض والعرق الميت. يقتل ذاته، تخلصا من ذاته، في محاولة إحياء ذاته.
جراثيم الوباء الذي جاء مع المستعمرين، المتفشية في الجسد الواهن، هي التي تتصارع، في كياننا، وكلما تقدم الزمن توغلت فينا، وازداد رفضنا لها.
الثعبان المصروع، يكابد عسر تغيير جلده.
بين يقظة ونوم، بين الوعي بمجريات الأمور، وبين توهم حدوثها، بين تحليق انسيابي في عوالم لازوردية، وغطس في بحر من حرير تنفشه، أنامل بلارة، متعددة في آلاف البلارات. لهن بسمة واحدة، ولهن صدر واحد.

رسالة من تحت السواد الدامس

أحس الولي الطاهر بيدين لطيفتين، تحملانه، وتجلسانه على عرشه في مقامه الزكي، فينفتح تلفاز شاشته، لا يحدها نظر.
ماعدا بعض نقاط ملونة، حمراء وخضراء، مضاءة، والصوت الذي ينبعث بجميع اللغات، لكنها، موجزة في لغة واحدة، يفهمها المرء، دون أن يدرك أية لغة هي، أهي إنكليزية، أم صينية، أم لغة قبيلة بالوبا. فلا شيء أخر.
انتظر أن تضاء الشاشة، فتبرز منها صورة ما، وقد تكون بلارة بالذات والصفات، لحما ودما. بسمة خجلي، وعطرا فواحا، الوجه البشارة الذي يستهل به البث.
سيداتي سادتي، ظاهرة غريبة تعترض العالم العربي حاليا، فضوء الشمس اسودَّ منذ لحظات، ولم تنفع معه أية إنارة، والخبراء من جميع أنحاء العالم، ينكبون على دراسة الظاهرة.
سيداتي سادتي نعتذر عن عدم ظهور الصورة، فذلك خارج عن نطاق إرادتنا. وقد علمنا أن الظاهرة، عمت كل الفضائيات المرسلة من العالم العربي، أو الموجهة إليه.
أيها السادة والسيدات. الظاهرة أخطر مما كنا نظن، فبالإضافة إلي أن الصورة التي اسود عليها النور، هي لرئيس جمهورية الولايات المتحدة الأمريكية، وهو يلقي خطابه من على متن حاملة الطائرات، أبراهام لنكولن، بالإضافة إلي ذلك، فإننا على الأقل هنا، حيث نحن، لم نعد نري بعضنا البعض. لكن، انتظروا، فمراسلونا، من جميع البلدان العربية، على اتصال بنا حاليا. ونلفت انتباهكم سيداتي سادتي إلي أننا جميعا تسمينا بعبد الرحيم فقراء حتى لا نضطر للتفكير في أسماء بعضنا كل مرة فيضيع وقت ما أحوجنا إليه، فمراسلونا ينبثون في كل أنحاء العالم، ثم إن لهذا الاسم بالذات إيحاء معينا يرتبط بالمثقف وبرجل الإعلام، مع اعتذارنا لصاحب الاسم الحقيقي مراسل زميلتنا من واشنطن.
نواق الشوط. الرباط. الجزائر. تونس، ليبيا. مصر. عمان. القدس. دمشق. بغداد. الخليج فالجزيرة.
الظاهرة عامة، ما عدا في القدس، فهناك مناطق يسود فيها النور الأبيض.
* وماذا في رام الله، يا فقراء ؟
* في رام الله كل شيء يجري في الظلمة التي ما بعدها ظلمة.
كبير مراسلينا الآن في الجزيرة والخليج على اتصال غير مرئي بنا، فانتظروا.
* أحدثكم وكما لو أن عصابة سوداء على عيني، حتى أني لا أدري ما إذا كانت يدي أمامي أو خلفي. أين اليمني، وأين اليسرى. إنني فعلا لا أكاد أفرق بين هذه وتلك.
* نحن في نفس الوضعية. حدثنا كيف بدأت الظاهرة؟
* المسألة في منتهي البساطة. النور الأسود بدأ يصعد من مناطق آبار النفط، حتى بلغ عنان السماء، ثم راح، على مرأى من أعيننا جميعا، يمتد مداهما زاحفا، مترا فمترا، ثم كلمترا فكلمترا، ثم منطقة فمنطقة، حتى غمنا.
* هذا صحيح فالأقمار الفضائية، تتحدث مرة عن كرة مستديرة، في شكل بطن منتفخة، ومرة عن شيء مستطيل، أشبه ما يكون بقربة معز مشعرة.
* هل هناك ضحايا؟
* لا والحمد لله، فما عدا الانتحارات التي تتواصل دون هوادة، ظنا من الناس، بأن الساعة قد قامت، فلا شيء يذكر.
* وهل صدر شيء عن السلطات الرسمية؟
* حتى الآن لا. فنحن في منتصف النهار، والمكاتب الحكومية خاوية الآن. وإنكم لعلي علم، بأن مسابقات الهجن استمرت حتى فجر اليوم تحت الأنوار الكاشفة، كما أن السواحل الأوروبية، وخاصة الأسبانية، تستوعب عددا غير قليل من أولي الأمر بعد سنة كاملة، من السهر الدءوب على سير الأمور، خاصة تعبيد الطرقات، ثم حفرها وإعادة تعبيدها.
* ثم ماذا؟
* أكثر من إمام أعلن في الخلوي أن الأمر لا يتعلق بقيام الساعة، مطلقا، فهذه يسبقها _ شرطا * ظهور المسيح الدجال، والمهدي المنتظر، وكذا ظهور صاحب الدابة. والريح الصفراء التي تقضي على كل كافر، وشروق الشمس من مغربها، وما إلي ذلك من العلامات الصغرى والكبرى، ومهما كان، فإن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق، وأمتنا والحمد لله تتوفر على أفاضل الخلق شرقا وغربا، بتقدمهم أولو الأمر منَّا.
إنٌا لننصح المسلمين، بالإكثار من الصلاة ومن الاستغفار، والبقاء داخل المنازل ما أمكن ذلك.
وقد سألت الإمام الأكبر، وهو كفيف يتنقل حيثما شاء، فالنور بالنسبة إليه، أصلا أسود، سألناه بعد ما حضر إلينا، وتفضل فاقترح أن يكون مرشدا لنا، حتى يفرج الله الكرب، الذي سلطه على عباده، جزاء ما فعلت أيديهم:
* ما معني داخل المنازل؟
فقال منفعلا، البقاء حيث هم، فلا أمام ولا خلف، ولا يسار ولا يمين، لمن لا يبصر، وكل ما هنالك، فضاء يحسن التحرك فيه.
* نتركك الآن، ونعود إلي كبير مراسلينا في الضفة والقطاع.
* عبد الرحيم فقراء، ما الجديد عندكم؟
* السواد يشمل المناطق العربية فقط، وكاميراتنا لا تعمل حتى في المناطق الأخرى. إنما الغريب في الأمر، هو أن المناطق المشمولة، تقع في حدود التقسيم الأول الذي لم يقتنع به العرب، الأمر الذي جعل الكنيست ورئيس الوزراء وأعضاء حكومته، ينتقلون على لمح البرق، على ما يبدو لكي لا تفلت منهم المبادرة، إلي تل أبيب، وقد تشكلت خلايا متابعة، شملت كل بيت وكل حي، كما شملت كل فصائل المجتمع الإسرائيلي، بما في ذلك السحرة الذين صرح كبيرهم، بأن عفاريت سيدنا سليمان هم الذين انطلقوا من أعماق الأرض، ليعلنوا عن غضب الرب من التأخير في إعادة بناء الهيكل.
ومع ذلك، فلا تعدم أصابع سيٌست الظاهرة، متجهة نحو إيران، وبوجنبورة، إذ لا علم بدون سحر، ولا سحر بدون بخور* كما قيل.
وقد حاولنا الاتصال بالمحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور حنزليقة، فلم نفلح، حيث أننا في كل مرة نتلقى صوت امرأة، يعلن بفضاضة، أن الرقم غالط.
* سيداتي سادتي. نتوجه الآن إلي كبير مراسلينا في المغرب العربي الذي هو على الخط منذ لحظات. نعم كلنا * كما هو الشأن بالنسبة لغيرنا* نسمع ولا نري. ما الجديد عندكم؟
* هنا رام الله، انتظر، فهناك جديد مهم جدا.
* ماذا هنالك؟
* الأمر يتعلق بأبي عمار، رئيس السلطة التنفيذية.
* ما الأمر؟
* أغلق الباب دونه، واستخرج مسدسه، وصدرت طلقة.
* ماذا تقول. خير إن شاء الله.
* لا. اطمئنوا، فالانتحار مستبعد، وأبو عمار من فصيلة المسلمين أقوياء الإيمان بالله، وعزيمته لا تهن ولا تضعف، وتشبثه بالحياة، جزء من نضاله.
* هذا معروف. فما الأمر من فضلك؟
* مجرد حادث عارض، تسبب فيه ارتجاف أصابع يد الرئيس.
* الحمد لله أن كانت الطلقة في الهواء.
* ليست في الهواء تماما، فهناك حديث عن أن دحلان مستشار السيد الرئيس، يكون قد أصيب.
* وهل من أخبار أخري؟
* حسب ما علمنا من مصادر جد مقربة وعليمة، فإن الغضب اشتد بالسيد الرئيس عندما اقترح عليه، اغتنام الفرصة للهرب.
سألهم، هل تعرفون الشرق من الغرب؟ واليمين من الشمال، فلما أجابوه بالنفي تساءل، وعلى فرض أن أحدكم يعرف الطريق، فهل نترك السلطة أم نأخذها؟
شعر باقتراب أحدهم منه، فكانت الطلقة، فكان دحلان كما قلت. ويقال إن السيد الرئيس، أصيب بنوبة هستيريا، جعلته يصرخ فترة غير قصيرة:
رئيسا. رئيسا. رئيسا.
* كان الله في عونه. ما أخبار باقي الوزراء، والسيد رئيس الحكومة بالذات؟
* لقد بلغهم خبر الإمام الكفيف، فراقهم الحل، ووجه كل واحد منهم عن طريق الخلوي، نداء، يعلن عن توظيف وزارته لأقصي عدد ممكن من العمي.
* نعود إليك فيما بعد، لنفسح المجال لمراسل آخر.
* هنا في تونس الخضراء الزغاريد تجلجل مغردة، تملأ الفضاءات التونسية المتماسكة الصامدة النقية الطاهرة بفضل السياسة الرشيدة للسيد الرئيس، لقد شاع بين الناس، أن العملية، وما تحمل من معني ومغزى، لا تعدو أن تكون دعابة، تسبق احتفالا سياحيا، المقصود منها، إقامة ليلة الغلطة، فقد أرست اليوم بواخر تحمل سواحا ألمانا يقال إنهم كلهم من يهود فرانكفورت، سيتوجهون إلي شبه جزيرة جربة، بعد أسبوع، هذا إلي جانب حلول طائرات بسائحات روسيات، قيل إنهن سيقضين شهرين في الخضراء ولربما أكثر.
على كل الزغاريد ما تزال تصدح، والناس يخبطون خبط عشواء مبتهجين مهللين، مثنين.
* وهل دري التوانسة، أن الظاهرة قومية؟ * تعلم أن العالم العربي يبدأ وينتهي في تونس، وأن الخطاب السياسي والإعلامي، يطلق نعت الأمة على الشعب التونسي. إن عواقب تدخل عبد الناصر في الشأن التونسي في الخمسينات، لم تنمح بعد، بل إنها تتكرس يوما بعد آخر، رغم أن لطيفة العرفاوي، لا تكاد تفارق القاهرة، مع أنها، تعلن عن تونستها وولائها، كلما تواجدت هنا بارتداء العلم التونسي. وأن المطربة التونسية الكبيرة ذكري، استشهدت منتحرة في القاهرة، حيث بكاها كل الوسط الفني. وأنه لا يوجد تونسي واحد، لا يستمع يوميا لأم كلثوم. عليها الرحمة والغفران على الأقل مرتين، ثم إن ظاهرة تدخين الشباب للشيشة اكتسحت البيوت والنوادي والمقاهي والفنادق.
أهم من هذا كله، أن السيد الرئيس حفظه الله ورعاه، أثني على دور مصر في انعقاد دورة الجامعة بتونس، في الحفظ والأمان
هذا في تونس الخضراء، أما في الجزائر والمغرب، فالمسألة تختلف تمام الاختلاف، ففي غمرة السواد الخانق، يرتفع الآذان في كل صومعة من صومعات المساجد، إذ كما هو معلوم، معظم المساجد، لها أكثر من صومعة وصومعتين.
إلي جانب الآذان، هناك أصوات متقطعة من الرصاص، تسمع هنا وهناك، مع أصوات انفجارات ضخمة، يعقبها تكبير جماعي.
* عما ذا يعبر ذلك في رأيك؟
* كما هو معلوم، فإن الحركة البربرية، هنا وفي كامل المنطقة، حتى جزر الكناري، وباستثناء سبتة ومليلة، تحاول باستمرار التأكيد على وجودها.
* لكن ما علاقة ذلك، بموضوعنا؟
* تعلم أن الناس هنا، يجدون صعوبة في اختيار مفردة من إحدى اللغات الثلاث، العربية، والأمازيغية والفرنسية. ولهذا فأفضل لغة لديهم هي التعبيرية، ولا أدري ما إذا كان يصح استعارة كلمة السيميائية من أساتذة الأدب؟
* فهمت. وفي موريتانيا؟
* هنا في نواق الشوط التي أتواجد بها، الناس حذرون من بعضهم، وقد التزم كل واحد الصمت المطبق، حتى لا يبلغ صوته أذن الواقف جنبه، فقد أشيع من طرف عناصر معروف ارتباطها بالموساد، منذ اللحظة الأولي، أن المسألة وما فيها، صراع عرقي بين البيض والسود. حالة سودانية أخري أعني، وأن لبوجنبورة وإيران ضلعا في الأمر.
ومهما يكن، فالأمور جد عادية هنا في المغرب الكبير. فمهما غلي المرجل، فإنه لن يفيض. إليكم الخط.
... هنا في دول مجلس التعاون، يا عبد الرحيم فقراء، الناس لا يرون بعضهم إلا سماعا. ولحسن حظ هذه الأمة أن جاد الله عليها بالهاتف الخلوي، فلولاه لكانت القطيعة المطلقة، فالثقافة البدوية، لم تختف هنا، وليس معقولا أن تختفي لمجرد ظهور العمارات الزجاجية الشاهقة، والطرق العريضة المستقيمة، والسيارات الآسيوية البراقة، وحلول الويسكي محل لبن ¢الحلال¢، والنوق.
لقد حافظ العربي هنا على أصالته، بأمرين هامين، هما القبيلة، واللباس. فالقبيلة، أخذت اسم المشيخة وإن أضاف الشيخ لقب الأمير، والدولة تتمظهر بيمانيين، ارتدوا الزي العسكري وحملوا عصيا، وصفارات، ولربما بعض مسدسات، خالية من الخرطوش.
تعلم أولادهم كل وسائل وأدوات اللعب واللهو، من ركوب سيارات السباق، إلي التحليق بالطائرات، إلي ممارسة الدعارة في البر والبحر، إلي القمار والمضاربة في البورصات. حتى أن أحد المفكرين العرب شبههم بالأرانب، نهارهم أكل وشرب، وليلهم لهو ولعب. ولقد تجرأ بعضهم، فوضع اسمه على مؤلفات يجهل محتواها، ألفها لهم بعض الإخوة العرب الفقراء، وظهر منهم علماء ومفكرون، ومحللون يحملون ألقاب الدكتور، والعلامة والباحث وما إلي ذلك.
* لقد أسهبتَ في الحديث عن صفات الخليجي، التي لا يجهلها أحد، فماذا غير ذلك؟
هناك إشكالية، في استعمال الخلوي، قال البعض في شأنها، رب ضارة نافعة. ورب نافعة ضارة. تتمثل الإشكالية في أن الإنسان لا يتبين الرقم الذي ينبغي أن يطلبه، فيطلب عشوائيا، أو يتلقى طلبا عشوائيا أيضا، وكثيرا ما تحدث محاسن الصدف، فيقع المرء في أنثي تشبعه كلاما لذيذا، أو في غلام، تجري ملاطفته، وكثيرا ما تنتهي المكالمة، بخطوبة، يتم الوصال بعدها إذا ما فرج الله بإعادة النور. ويتحدث الناس عن حادثة طريفة، حدثت قبل قليل، فقد ظل أحدهم يغازل امرأة، ويصعد معها في القول، إلي مراتب الفاحشة، وعندما حلا الأمر بالنسبة لصاحبنا، قالت له المرأة: أين كنت تخفي كل هذا الكلام الحلو، يا كلب ابن كلبة، أم كنت تقوله من ورائي للكلبة الفيلبينة؟ فما كان من صاحبنا إلا أن طلقها بالثلاث.
فيما يتعلق بالقوات الأمريكية، فلا شيء _ كالعادة _ يتسرب من أخبارها، إلا أن بعض الأصوات الخافتة، توجه لها إصبع الاتهام، مستندة إلي معلومات تقول إن الأمريكان، منزعجون من بياض القمصان التي يرتديها أبناء البلد، حيث أنه يحتمل أن تخطئ فيه رادارات الطائرات، فتظنه صواريخ أحضرها أتباع صدام حسين، أو جماعة القاعدة.
وعلى كل فالأمر الشاغل للناس أكثر، هو هل تظل قمصانهم البيضاء بيضاء إذا ما عاد النور للشمس.
ألا يوجد هناك ضحايا؟
بلي. ففي غمرة الهجوم على شارع الروسيات وعلوجهن، وقعت بعض صدامات واصطدامات أيضا، خلفت قتلي وجرحي، لا أحد عرف عددهم، أو كيف يواجه حالتهم. إن شاء الله يعود النور قبل أن تتعقد الحالة. إليكم الخط.
* وبالنسبة للطيران، حدثنا قليلا، هل كان كله في الأرض قبل أن تسودٌ الشمس؟
لا. لم يكن كله على وجه الأرض، فهذا كما تعرفون، نادر الحدوث. لقد سمعنا وسمع شهود كثيرون، انفجارات قوية، حدثت في السماء، وفهم الجميع أن ذلك، مجرد اصطدام طائرات أمريكية، لم تتعود بعد على مثل هذا الجو.
المعلومات، من هذا الجانب شحيحة جدا، وكل ما هنالك، تكهنات، تلعب فيها السياسة، الدور الكبير.
عن الخلوي، ألم يستعمل الناس العمي، مثلما هو الشأن بالنسبة لإخوانهم العرب؟
تعلمون أن اليد العاملة، كلها هنا مستوردة، والعمي الأصيلون، يستوردون مبصرات، يقمن بشؤونهم، فلا حروف براون ولا غيرها، يضاف إلي ذلك استيراد العيون من كل مناطق آسيا، خاصة من بانقلاداش، والبلدان الإسلامية.
* سنعود إليك لاحقا، أما الآن، فقد تمكن مراسلنا من القاهرة، من إصلاح الخط.
* نعم. ومن أمام جامع الأزهر، أتحدث إليكم سيداتي سادتي، فقد قاد فريقنا كفيف، شغلناه للتو، وفي أرض الكنانة، هنا، أنشئت للتو، منظمة قومية، للعمي، انقسمت إلي قسمين، قسم يدعي العلمانية، أسمي نفسه، الطاهويون، نسبة إلي العالم الجليل المرحوم الدكتور طه حسين، صاحب حديث الأربعاء، والفتنة الكبرى، ورهين المحبسين وما إلي ذلك. وقسم، أطلق على نفسه، نعت الكشكيون، ولو أن تسمية هذا القسم، غير نهائية، حيث يدور نقاش حاد، في أروقة الأزهر هنا، حول التسمية، فهناك جماعة لا يستهان بها، تقترح، ¢الجلاليون¢، نسبة طبعا إلي الشطر الأول من اسم المرحوم جلال الدين كشك.
* وعن الجانب الحكومي، هل هناك رد فعل؟
نعم، فقد بادرت السلطة، إلي إعلان رصدها مبالغ مالية معتبرة، إلي منظمة العمي بشقيها، وقال البيان الذي وصلنا عن طريق الخلوي، إن مصر لن تحيد عن نهج السلام، وعن مبادئ كامب ديفد، واتفاقيات أوسلو، وخارطة الطريق، والخط الأخضر. واتفاقيات شرم الشيخ، وخطب بيل كلينطون، وبوش الأول وبوش الثاني وباول والسيدة المستشارة للأمن القومي.
* وماذا عن الجامعة العربية؟
* لقد تلفنا بواسطة مرشدنا الكفيف، أكثر من مرة، وفي كل مرة، يقال لنا، إن الأمين العام، لم يخرج بعد من الحمام. ومعلوم أن السيد الأمين العام كان من يومين في السودان، أما مساعدوه، فهواتفهم مشغولة، ويبدو أن الاتصالات جارية مع العواصم العربية، لتحديد الموقف من بوجنبورة. وطهران.
* بوجنبورة، وطهران تقول؟
* نعم، ويبدو أن الجامعة العربية، وطبعا، ومن ورائها بعض الدول، والسلطة المصرية بالذات، تميل إلي الرأي الصادر عن الساحر الإسرائيلي الكبير، الدكتور ¢ضرططوخ¢.
* وكيف عرفتم ذلك؟
* كما لا يخفي عن حضرات السادة والسيدات المشاهدين.
* المستمعين، على الأقل مؤقتا.
* المعذرة، عن هذه الهفوة. فكما لا يخفي عن حضراتكم. فإن الأمور، هنا باتت بين أيدي الطاهويين، والجلاليين، وخلويو هؤلاء لم يتوقف عن التشغيل، فكل شيء يتم بواسطة خط براون، كما هو معلوم، ولأحدهم بنت تشتغل هنالك.
سنعود إليك فيما بعد، فبين أيدينا، بيان صادر عن جميع الحكومات العربية. أوردته الوكالة الأمريكية للأخبار، يتعلق بالحالة، والغريب هو هذا التشابه الكبير في الموقف، وفي الصيغة، بل وحتى في المفردات التي احتواها هذا البيان.
سيداتي سادتي.
تتفق جميع الحكومات العربية باستثناء الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية، التي لها موقف آخر نأتي عليه فيما بعد، على أن الظاهرة، إرهابية، تقف وراءها جماعة القاعدة، ومن والاها من الأصوليين المستعملين للدين الإسلامي الحنيف الذي هو براء منهم.
يضيف البيان، أن الظاهرة فيزيائية، وليست فسيولوجية، وأن عدم إبصار مكونات النور في المادة لا يعني أن المواطنين أصيبوا بالعمي، ولربما الأمر كله يتعلق بحالة وهم، تسبب فيها سحر ساحر، كما جاء في تصريح العالم، ضرططوخ.
وإنه لا شيء يثني القيادة السياسة عن عزمها في بناء مجتمع متقدم مزدهر. وأنه طال الظلام أو قصر، لا بد من الضرب على يد المفسدين والمخربين بقوة وبدون رحمة أو هوادة.
وتضيف وكالة الأنباء الأمريكية، أن الحكومات العربية، تناشد العالم الحر وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية، بأن يسارع، فيقدم لها يد العون لإخراجها من محنتها، وهي الحكومات العربية، كل على حدة، تعلن أن بلدها منكوب، كما تعلن الحالة القصوى من فرض منع التحرك، وإطلاق الإشاعات، خاصة المتعلقة بالمسئولين والقادة السياسيين.
وقد خالفت ليبيا ما جاء في بيانات الحكومات العربية الذي أوجزته الوكالة الأمريكية، إذ اعتبرت، أن عودة السواد إلي الأرض بهذه الصفة، مؤشر على أن مشروع الوحدة الإفريقية، الذي أعلنه القائد، سيري النور وسيتحقق، وعلى فكرة، تقول وكالة الأنباء الأمريكية، أن ليبيا عكس تونس، تعتبر الحالة كونية تشمل العالم كله، ولا تقتصر على العالم العربي وحده. وهي ليبيا تضيف وكالة الأنباء الأمريكية، إذ تدين بشدة الاستعمار والإمبريالية، تضع ثقتها التامة في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي بوجنبورة التي استبعد القائد شخصيا ضلوعها في أي عمل عدواني دون استشارته هو. وتنصح إيران، بالاستماع إلي نصائح العالم الجليل، ضرططوخ، فتحذو حذو ليبيا، وتتخلص من توجهها النووي. وقد صرح القائد قائلا:
* طز في الأسلحة النووية، وفي من يسعى إليها، وحاشا من يمتلكها.
وركزت الوكالة على هذه الجملة الأخيرة. حتى أنها وضعتها عنوانا لبرقيتها.
سيداتي سادتي، حضرات المشاهدين الكرام. العفو. إنها زلة لسان، ليس إلا. حضرات المستمعين والمستمعات.
سنتصل الآن بمراسلينا في أوروبا وأمريكا، وبعدها نعود لنعرف أحوال بعض البلدان العربية التي لم نتمكن من الاتصال بها، مثل السودان واليمن والعراق، لسبب أو لآخر، ففي هذا الظلام الدامس. نعم الدامس، وأشدد على هذه العبارة، فهي الأبلغ بالنسبة للحالة.
* مراسلنا من واشنطن، عبد الرحيم فقراء، مساء الخير.
* صباح الخير بالأصح. فالوقت هنا غير الوقت عندكم.
* ماذا عندكم؟
* لقد أعلنت حالة الطوارئ القصوى. جميع المسئولين في مواقعهم، والفضاء الأمريكي، مغطي بمختلف الطائرات، والصواريخ الجوية والأرضية والبحرية، على أهبة الانطلاق، والأقمار الفضائية جميعها، منصبة على المنطقة العربية والإسلامية، فأمريكا، وعلى لسان رئيسها المؤمن جورج بوش الابن، وإن كانت تؤمن بعفاريت سيدنا سليمان، وتثق الثقة المطلقة في العلامة الإسرائيلي ضرططوخ، لا يقابلها في هذه اللحظات، إلا الإرهاب الإسلامي، وشخص بن لادن بالذات، ولقد جاء على لسان مستشارة الأمن القومي، أن أمريكا لم تكن مخطئة، عندما غزت العراق، فهي تثق في المعلومات التي بين يديها عن أسلحة الدمار الشامل التي أعدها صدام حسين. من بين المعلومات الأخيرة، التي تواجدت في ليبيا والجزائر، أن صدام حسين استورد من شمال إفريقيا، كميات معتبرة من البلوط، خص بها عدة فيالق، من مليشيات حزب البعث العربي. وأوضحت التحليلات التي أجراها الخبراء، في أمريكا وفي إسرائيل، أن البلوط، إذا ما استهلك بكميات ووصفات معينة، ينتج عنه نوع من الغاز الملون، يدمر الحياة، بشكل واسع، وشامل، ويظهر أن مفعول البلوط، استعمله أنصار صدام، وجماعة القاعدة، بعد يأسهم من الانتصار على الحلفاء، وعلى الديموقراطية في العراق، وفي أفغانستان، وباكستان، ومصر.
وطمأنت مستشارة الأمن القومي المواطنين الأمريكيين على مصير أبنائهم في العراق والكويت وقطر والسعودية، قائلة إن الأوامر صدرت إليهم، بالانبطاح على بطونهم، والتزام الصمت، في جميع الأحوال، ومهما كان الأمر، وأن لا يتناولوا طعاما أو شرابا، حتى يتبين الأمر. كما طمأنت القادة العرب، ومن ورائهم الشعوب العربية، بأن الولايات المتحدة الأمريكية، ما تزال متعلقة بخارطة الطريق، وبمسار العملية السلمية، في الشرق الأوسط، وأنها ستطلعهم على نتائج التحليلات الجارية.
* عبد الرحيم فقراء، هل ظهرت صور الحالة في التلفازات الأمريكية، وكيف ظهرت؟
* نعم. شاهدنا كتلة ضخمة من السواد الجامد، وهذا الوصف جاء على لسان معلق السينان المختص، وبدت الكتلة في أبعادها الثلاث، مرة، في شكل جلد بعير، ومرة في شكل شكوة أو قربة، ومرة في شكل حبة بلوط كبيرة. وما حير العلماء والسياسيين، والاستراتيجيين العسكريين، هو هذه الدقة في تحديد خارطة العالم العربي، وهذه الثقوب التي تظهر في إسرائيل وفي السودان وشمال العراق.
ولقد أعاد الصحفي صورا قديمة، عن حدود 48 بين العرب واليهود، فوجدها مطابقة تماما، لمسار الكتلة الغازية السوداء. عبارة الغازية، وردت على لسان الصحفي، الذي علق بعد المقارنة بين الخريطتين، بأن هذه الدقة، لا يمكن أن يتوصل إليها إلا علماء القاعدة، المنتشرون في أمريكا وأوروبا، وأستراليا أيضا. لقد أخذوا عنا التيكنولوجيا، ليستعملوها ضدنا، ولو أننا استمعنا إلي نصائح الاستراتيجيين الإسرائيليين، في الوقت المناسب، لتفادينا، كل هذه الأخطار.
* عبد الرحيم. هذا كلام، فهل هناك من إجراءات غير إجراء إعلان حالة الطوارئ ؟
* نعم. ولو أنها، هذه الإجراءات، تدخل كلها في إطار حالة الطوارئ.
* مثل ماذا؟
* تشمل حالة الطوارئ إغلاق الحدود الأمريكية، ضد كل عربي، أو قادم من المنطقة العربية، واعتبار المنطقة العربية والإسلامية، منطقة موبوءة يتوجب عزلها نهائيا، إلي أن تتأكد الوضعية الصحية في المنطقة، وما جاورها. وأيضا فرض إقامة جبرية مشددة على كل من هو من أصل عربي أو إسلامي، يعيش في أمريكا، وهناك إشارة غير واضحة، إلي إمكانية إقامة مراكز تجميع وحشد لهم، لإجراء التحقيقات والفحوصات الدقيقة والنهائية.
* نتركك الآن، فمراسلنا في أوروبا، في الانتظار.
* انتظر، قليلا، فقد جاء في الأخبار الآن، أن سعر البترول، بلغ الألف دولار للبرميل الواحد، وأن الحكومة الأمريكية، أعلنت أنها ستحمي الدولار من الانهيار الذي يتهدده.
السيد فقراء، ماذا عن الاتهامات التي يوجهها الشارع العربي لأمريكا، بأنها تجرب سلاحا استراتيجيا جديدا، ترسله بواسطة أقمارها الفضائية، وأن جنودها يضعون على أعينهم نظارات، تمكنهم، من الرؤية، وأن الهدف الأساسي لأمريكا وإسرائيل، هو إعادة ما حدث للهنود الحمر بأمريكا، لكن بشكل جذري، ومتحضر؟
* نعم. لقد أشارت المستشارة، إلي ما جاء في تقرير الدكتور حنزليقة، الوارد في النشرة الاستثنائية، لجريدة معاريف، وقالت بالحرف الواحد، بأنه تخريف عربي. وأشير هنا، إلي أن السيدة المستشارة، لم تعد تخفي استخفافها بالعرب، وعدوانيتها ضدهم، كلما ذكرتهم أو تعرضت لشؤونهم.
* مراسلنا عبد الرحيم. ماذا عن الرئيس ونوابه؟
* لا ننس أن الولايات المتحدة الأمريكية في حالة قصوى من الطوارئ، وفي مثل هذه الحالات، يكون رمز السيادة في مكان ووضع آمنين جدا جدا. الجميع يذكر أن الرئيس أثناء حادث 11 سبتمبر، كان متخفيا.
ننتقل الآن سيداتي سادتي، إلي مراسلينا في بلجيكا وألمانيا وباريس ورومة، وهذا مراسلنا ببروكسيل، إليك الخط. تفضل.
* ما أن علمت النكبة الإنسانية العظمي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حتى تنادي أعضاء جميع هيئات الوحدة الأوروبية، وكذلك قيادة الحلف الأطلسي، التي استغرقت مباشرة في اجتماع سري، ننتظر أن تصدر عنه مقررات هامة. سيكون أولها، وأهمها دون شك أو ريب، استنفار كل وحدات الحلف، البرية والجوية، والبحرية، والسماوية، يليها تشكيل خلايا بحث ورصد للظاهرة، تعمل قدر الإمكان بالتعاون مع الجيوش الصديقة للحلف، مثل الجزائر وإسرائيل ومصر.
* وماذا عن البرلمان الأوروبي، ومؤسسات الوحدة الأوروبية؟
* علمنا، أن أوروبا كلها، سواء على مستوي الحكومات منفردة، أو على مستوي هيئات الوحدة * وإن لم تعلن ذلك في حالة من الاستنفار، والحيطة، فقد أغلقت جميع المطارات، في وجه الطيران القادم من آسيا وإفريقيا، بما في ذلك الطائرات الأوروبية العائدة، وضرب حصار شبه مقنَّع، على كل المساجد ومؤسسات العبادة الإسلامية، وقد أصدرت معظم الصحف الكبرى نشرات، خاصة، تضمنت آراء وتفسيرات العلماء والباحثين، ورجال الدين، والسحرة، وقد سخرت معظم الآراء، بمقولات الساحر اليهودي، ضرططوخ، ووجدت فيها، صهينة للظاهرة، التي لم تتردد معظم الصحف بنعتها بالكارثة الإنسانية، في حين ركزت على وجهة نظر الدكتور حنزليقة، رغم بعض ما فيها من أحكام مسبقة ضد الغرب والمسيحية ومعاداة السامية، كما قالت، مؤكدة أن الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط لا يمكنه أن يحافظ أكثر على انضباطه وهدوء أعصابه، وما حدث في سجن أبو غريب، لخير دليل، على إمكانية فلتان انضباطي، قد يؤدي إلي كارثة إنسانية، وقد يصل حد انفصال قيادات هذا الجيش، عن الوطن الأم، وإنشاء وطن آخر، يتخذ شكلا لا أحد يمكنه أن يتنبأ به، بعد أن ينقرض سكانه الأصليون.
إن الأمريكي مثل العربي، وطنه، حيث تطأ قدمه، وإذا كان العربي تجره نعجته، أو ناقته، وأنغام المزمار الساحرة، فإن الأمريكي تقوده بندقيته وهامات قتلاه.
وأشارت صحيفة محترمة، ومكروهة لدي اللوبي اليهودي، إلي أن هروب شارون والقيادة الإسرائيلية من بيت المقدس، وعدم صدور أي تصريح من شارون، حتى الآن، وهو الذي يحلو له التبجح، بالإضافة إلي ترهات ضرططوخ هذا، لمثير للشكوك، وملفت للنظر، بل ومدعم لرأي الباحث العربي الدكتور حنزليقة.
سيداتي سادتي، نتوقف الآن عن متابعة مراسلنا ببروكسيل، لنقدم لكم رأيا مهما أبداه أحد أبطال العبور المصري، حيث قال لفضائية شقيقة بواسطة الخلوي طبعا، إن الظاهرة تسبب فيها ضباط روس من أنصار العهد السوفياتي البائد، انتقاما من العرب الذين * كما قال، هم المتسبب الرئيس في سقوط الاتحاد السوفياتي العتيد. امتصوه ما يزيد عن نصف قرن، ثم تحالفوا مع عدوهم الأمريكان لإسقاطه. وإن حجم الكارثة، بأي حال من الأحوال، يتعدى العالم العربي، ولربما يحطم الحضارة الحالية برمتها.
لقد كان ممكنا، قال بطل العبور هذا، أن يكون غبار السواد، أحمر، لكن تجنبا للشبهات، جعلوه أسود فاحما. ولتجاوز الحالة ينبغي الإكثار من الصلاة والدعاء، والتقليل من الحركة، وتجنب الانفعال السياسي، والبصل، فمن الممكن أن تكون كميات الأوكسجين تتناقض شيئا فشيئا.
* أعود إلي مراسلينا بأوروبا، وهذه مراسلة من روما.
* نعم. لقد أنساق الفاتيكان، وراء الرأي القائل بأن قيام الساعة، قد حل، وأنه، ليس شرطا أن تأتي الساعة، كما جاءت في الكتاب المقدس، فالله وحده صاحب القرار، وهو يتخذه متي بدا له، وكما يبدو له. إن الكون كالجسد البشري، تبدؤه الموت، من الأسفل، وها قد بدأ قيام الساعة من العالم العربي. كما بدأت أيضا الرسالات السماوية من هنالك.
إن روما سيداتي سادتي، غارقة في صلاة جنائزية حزينة ومؤثرة، إلي حد أن المرء يكاد يتصور نفسه، يعبر الصراط المستقيم، أو يطل على المعذبين في جهنم.
الأصوات الرجالية الغليظة تختلط مع الأصوات النسائية الرقيقة، مع الأصوات الصبيانية اللطيفة، وتتمدد كما لو أنها تحاول أن تطال بعدا ما، فيحدث عنها ما يشبه وجعا وحزا في القلب والروح.
* لقد أسهبت في وصف الصلاة، فهل هناك غير ذلك.
* نعم. أعلنت الحكومة الإيطالية، أنها ستسحب جنودها من العراق حال انقشاع الغمامة السوداء، وأنها تلقت اتصالا لاسلكيا، يعلمها، بأن الوحدة بخير، وأن أعضاءها يطلبون من البابا أن يصلي من أجلهم، ومن أجل عودتهم سالمين. وفي بيان بثته التلفزة الإيطالية، قال الحزب الشيوعي الإيطالي إنه لا يستبعد فرضيات الدكتور حنزليقة، كما لا يستبعد، أن تخلق في الشرق الأوسط والأقصى، أمريكا شرقية. فما دامت الأوطان تكتسب بدون تاريخ، وبدون ماض إنساني سادت فيه العبقرية، وساد فيها حب الخير والجمال، ما يمنع، أن يتظاهر الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط بالتمرد، فترة، ثم يعلن عن عدة ولايات تضاف نجمات إلي العلم الحالي؟
لقد نسي الناس غضبهم الذي أحدثته فاجعة هيروشيما، ولم يطالب أحد، باعتبارِ مَن أمر بها، مجرما في حق الإنسانية.
إن الحزب الشيوعي الإيطالي، ومن ورائه كل الطبقة العاملة الإيطالية، يهيب بالضمير العالمي أن يتصدى للوحش الأمريكي المسعور.
ولكن صدر فيما بعد بيانان، واحد يكذب بيان الحزب الشيوعي الإيطالي، والثاني يعلن أن البيان لتنظيم سري إيطالي عالمي، له ارتباطات بأصحاب الأموال والسلطان في الشرق الأوسط وفي الخليج بالذات، يحذر الولايات المتحدة الأمريكية، من مغبة المساس بمصالح الإنسانية في المنطقة، ويذكر بأن كنيدي، تجاوز الخط الأحمر في اللعب بالحرب.
* هذا تهديد واضح للرئيس الأمريكي! هل لديك معلومات أكثر عن هذا التنظيم؟
* ليس المافيا بالذات، وليس أيضا، الماسونية، ولو أنه يتداخل معهما في بعض الشبكات، وله تواجد في كل تنظيم سري أو علني، سياسي أو اجتماعي، مدني أو عسكري، ليس صهيونية، إطلاقا، وإن كان يوجه من بعيد أو من قريب نشاط اليهود، غير السياسي، طبعا عبر العالم، وعبر المؤسسات المالية الكبرى. وهذا ما يفرق بينه وبين الصهيونية.
* هل لديك ما تزيده؟
* كلا في الوقت الحالي.
* هذا مراسلنا من بروكسيل يلح في الاتصال بنا. ما هو الجديد؟
* الجديد، مثير حقا. غريب ومثير.
* ما هو فقد شوقتنا.
* قرر قادة الحلف الأطلسي، بإجماع أعضائها، باستثناء ممثل الولايات المتحدة الأمريكية، قرروا تجميد عضوية أمريكا، وفرض الرقابة، على أنشطة كل وحداتها المتواجدة خارج القارة الأمريكية. والتعرف عن كثب على طبيعة الأسلحة، المخزنة في القواعد الأمريكية بأوروبا، أو القريبة منها. حتى تتبين نتائج التحاليل الجارية على الغيمة السوداء المسلطة على المناطق الحيوية، بالنسبة للحضارة وللتقدم الإنساني.
لقد قال ممثل ألمانيا، مساندا الموقف الفرنسي، إما أن يكون الحلف الأطلسي أو لا يكون.
ورغم بعض المحاولات الأمريكية، لاستدراج، الدول حديثة الانضمام، من منظومة حلف وارسو سابقا، للوقوف معها، إلا أنه، وكما قلت، القرار، اتخذ بالإجماع.
تفوه صحفي غربي، كان إلي جانبي، ظنا منه، أنني لا أفهم اللغة الفلامية، بكلمات، لم أستوعب المقصود منا بالضبط في الأول. قال، تحركت الآلة الإيطالية.
كنت اعتقدت، أنه يقصد المافيا، إلا أنني فيما بعد استبعدت ذلك، فطريقة حديثه تدل على أنه خائف وحذر جدا، والصحفيون الغربيون عادة والمثقفون بصفة عامة، لا يظهرون مثل هذا القدر من الرعب إلا من تهمة معاداة السامية.
* وهل صدر بلاغ بالشأن؟
* كلا. كل ما هنالك، جملتان تفوه بهما الأمين العام للحلف، الأولي هي ما ذكرته من تجميد العضوية، لعنصر أساسي في الحلف، بترساناته، وبأساطيله، وأدوات اتصالاته الخطيرة، أما الثانية، أعني الجملة، فهي:
* من يقوي على شراء برميل البترول بألف دولار، إلا إذا كان الدولار يساوي ليرة إيطالية؟
حاول أحد الزملاء، من محطة أمريكية، أن يستفسر عما إذا كان هذا القرار، بداية لحرب باردة أو حتى ساخنة بين أعضاء الحلف الأطلسي؟ فاكتفي الأمين العام، بالابتسام، والقول، ماذا لو تسأل الطرف الآخر عما يفعل في آسيا؟
أيها السادة والسيدات، مراسلنا بباريس، في الخط.
شوارع باريس وساحاتها الكبرى، تغص بجماهير غفيرة، تحمل العلم الفرنسي، إلي جانب، أعلام الدول الأوروبية الأخرى، وبعض أعلام حمراء بها مطرقة ومنجل، وبعض أعلام جزائرية، طاشت هنا وهنالك. إلي جانب لافتات، تحمل عبارات معادية لأمريكا، ومنددة بالحرب في الشرق الأوسط، وبالأسلحة الفتاكة التي ما تفتأ الدول الكبرى تتنوع فيها وتمنع غيرها من امتلاكها أو حتى التفكير فيها، وتطيح بدول قائمة، عضو في جميع هيئات الأمم المتحدة، بسببها. كما أن هناك رسوما كاريكاتورية، تظهر الرئيس الأمريكي، فأرا يقرض ورقة من فئة الألف دولار. أو تظهره وهو يقاد إلي سجن أبو غريب بالعراق منزوع السروال، وفي غمرة كل هذه اللافتات والملصقات، تظهر صور الجنرال شارل دوغول، في مختلف هيئاته العسكرية، وأعماره، تملأ الساحات والواجهات، والشرفات أيضا.
سيداتي سادتي.
إن المرء ليتساءل، أين كانت الروح الوطنية الفرنسية مخبأة، في ظل كل مظاهر هذه العولمة، والقول بزوال عهد الدولة الوطنية؟
هذه الجماهير كأنما كانت على موعد، مع بعضها، فما أن أعلن عن قبول المقترح الفرنسي، لإخراج أمريكا من الحلف، حتى هبت، تعلن عن فرحتها، وعن تشفيها، وعن تنديدها بالإمبريالية والاستعمار الجديد والقديم، وتدين الأساليب النازية المتبعة في التعامل مع العرب في الشرق الأوسط.
غريب أمر هؤلاء الأوروبيين، فمهما كانت أمميتهم، ومهما بدا من أوروبيتهم، ومهما غيروا من تسميات وأشكال عملاتهم ونقودهم، فإنهم يظلون، يحملون في جعابهم، وطنيتهم الحادة، يمتنون بها لحمتهم، ويؤكدون هويتهم. هذه الهوية التي نسخر نحن بها، محاولين قدر الإمكان، التخلي عنها والتمظهر بهويات سادتنا المستعمرين.
* نعود إليك فيما بعد، يا عبد الرحيم، ونتركك في خضم الحماس وسط المتظاهرين، وننتقل إلي مراسلنا في برلين.
* أهلا بكم. فهنا، لا جديد، عما برز في العواصم الأوروبية الأخرى. ولو أن الحكومة الفيدرالية، أعلنت وقف التعامل بغير الأورو.
* نفهم من ذلك، أن الدولار.
* نعم. الدولار لم يعد عملة قابلة للتداول في ألمانيا على الأقل، كما فهمنا. أما الصحف الألمانية، وباقي وسائل الإعلام الأخرى، فقد اكتفت، بإعلان الظاهرة مع صورها، ومختلف الآراء حولها، ومختلف المواقف الناجمة عنها، وأشارت الصحيفة الحكومية، في آخر المقال الافتتاحي لها، إلي أن الولايات المتحدة الأمريكية، تخطئ إذ تفكر في مستقبل البشرية، دون وضع حساب للعملاق الأصفر، كعامل أساسي في كل معادلة. فنحن كلنا جئنا من هنالك.
إن الحضارة، أضافت الصحيفة، لا يصنعها البترول وحده، ولا البندقية وحدها.
تعلمون أن الشعب الألماني، يخفي أشياء كثيرة في صدره، وهو إذا كشف عن نواياه العميقة، فإنما بالأفعال، وليس بالأقوال، ويكفي أنه شعب جوته، وكارل ماركس، وموزارت، وهيجل.
قد يسمعك الألماني يوما كاملا، تشتم هتلر، ولكن في إشارة قصيرة، ولماحة، يفهمك أن الأخطاء من خصائص البشر، وأن الأفلام الأمريكية، خاصة عن الألمان، مضحكة.
قيل لي إن أحد الكتاب العرب، تساءل وهو يري جدار برلين يقسم بين أفراد الشعب الواحد، هل هناك، كما هو الأمر عندنا، حزب بعث عربي ألماني، فأجابه ألماني كان معه، يعرف الكثير عن أحوال العرب، وتاريخهم، بأنه لا يوجد سوي ألمان وراء الجدار، وسيلتقون، دون حزب. فأضاف الكاتب العربي ساخرا، وهل ستتوحدون بدون شعر وبكاء، وعفلق ومطاع صفدي؟
والغريب في الأمر أنه لم تمر على الواقعة سنة كاملة، حتى كانت برلين موحدة، وحتى كان الجدار يتحول شيئا فشيئا إلي سلة الذكريات السيئة في تاريخ، ليس الشعب الألماني وحده، ولكن في تاريخ الإنسانية.
* ذكرتني بجدار العار الذي يبنيه، شارون، والذي لا يفصل فقط بين مدينة واحدة، وإنما يفصل بين وطن برمته، بمختلف مدنه وقراه، بين شجرتي الضيعة الواحدة، وبدل أن يموت دونه، أعضاء السلطة، راحوا يجلبون له الإسمنت من مصر.
لله في خلقه شؤون
أتركك، وأترك معك الألمان وبرلين، فقد كدت تنسيني، الهمٌ الذي نحن فيه.
هذه تنسي في تلك. سيداتي سادتي. أعود بكم إلي عالمنا العربي الذي يحيا من محيطه إلي خليجه، في قِربة من ظلام دامس، حسب وصف الأقمار الصناعية، ومعي من صنعاء مراسلنا. ماذا عندكم؟
* عندنا الظلمة الحالكة.
* صف لنا الحالة يا فقراء.
* والله. ليس هناك حالة استثنائية، فكل واحد، انبطح قرب كومة أو شجرة القات، وأغمض عينيه، وراح يعلف.
* أليس هناك ضحايا، ألم يصطدم الناس ببعضهم؟ ألم يتشاجروا على الحساب، وهم يتبادلون النقود والقات؟
* بلي. حدث كل ذلك، ولكن الناس لم يولوه أهمية كبري، فقد كانوا على عجلة من أمرهم، لاستباق الظلمة.
* فهل قيل شيء بخصوص هذه الظلمة كما تسميها.
* نعم قيل بعض الشيء. الحكومة، قالت إنه الإرهاب، والمعارضة قالت إنهم الأمريكان، والشعب قال ما قاله الأئمة. يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل. سبحانه جل وعلا.
ربما. ربما. سيتساءل الناس هنا عندما يستيقظون، عما إذا كانت الحالة ستطول، لأن الوصول معها إلي شجر القات، لقطفه طريا منتعشا، سيكون عسيرا، إن لم يكن مستحيلا.
* وهل بلغكم ما يجري في العالم.
* علمنا أن سعر البترول في الأسواق الأمريكية بلع ألف دولار، وأما بنعمة ربك فحدث.
* كان الله في عون الشعب اليمني.
أيها السادة والسيدات، نعود إلي العراق، فعلى ما يبدو فإن بعثتنا تمكنت من تشغيل المولد الكهربائي، الذي هاجمته عصابة مجهولة الهوية، وكادت تختطفه وتستولي عليه.
* نعم، ولولا يقظة حراسنا، لأضيف إلي ظلمتنا الضوئية، ظلمة صوتية.
تجري هنا في بغداد، وفي باقي المدن العراقية، أمور عجيبة وغريبة. أولها أن ثمن القط الواحد، خاصة إذا كان أسود، بلغ خمسة مائة دولار. ذلك أن أعين القطط، تخترق جزئيات السواد المتكتل، فتحدث فيها فجوة مستنيرة، عرضها، حسب سن القط، ولونه، من عشرين إلي ثلاثين سنتمترا، وطوله قد يصل المتر.
لقد شاع بين الناس، أن مكتشف هذه الخاصية للقطط، هو الرئيس المخلوع، السيد صدام حسين، فقد كان في سجنه يربي قطة فارسية، وفي الحق، القطة كانت من محتويات قصره أيام عزه، ظلت تبحث عنه وتتبعه، إلي أن عثرت عليه، فظلت تموء بينما هو يبكي، ويقول فيها ما قال أبو فراس الحمداني في الحمامة جارته.
لاحظ السيد الرئيس ذلك، وكان ساعتها في الباحة وغير مغلول بالأصفاد، فبادر بالتقدم خطوة فخطوة نحو المخارج العديدة، وكما هو معلوم، فإن أبا عدي، يحسن الهروب والتخفي والتمويه، إلي أن بلغ الباب.
التفت إلي العلوج الأمريكان، وكانوا في حيص بيص، من أمرهم كما يقال.
ظن في الأول، أن الأمر خدعة، ولكن عندما لاحظ أن أمرا صارما، صدر بالانبطاح، وعدم الاستجابة، لأية حركة خارجية، حتى تتجدد الأوامر، قصد ضابطا منبطحا، عراه، وارتدي ثيابه، ويقال، إنه فعل فيه الإرادة، أو على الأقل حاول ذلك.
انطلق السيد الرئيس كالبرق، يستنير طريقه بقطته الوفية، التي كانت تسبقه، وكأنما تدربت على العملية قبل اليوم.
اختفي من جديد، أبو عدي. لكن أخباره عمت العراق في سرعة عجيبة، ليتفرغ الناس إلي البحث عن القطط، ومعلوم أن العرب عموما في المشرق العربي، يستنكفون من معاشرة الحيوانات الأليفة، مثل الكلب والقط. وهذا نتيجة ثقافة، نمت على مر العصور، فالكلب عندنا إذا ولغ في إناء، غسل ذلكم الإناء سبع مرات. بينما ينام الكلب أو القط في فراش واحد مع صاحبه أو صاحبته عند الأوروبيين، ويأكل كثير من الآسيويين الكلاب والقطط.
قلت إن العراقي الذي كان يتقزز إذا لمس قطا أو كلبا، صار يشتريه بمئات الدولارات، ويحتضنه، مستعملا إياه، مصباحا كشافا.
والمعجزة في نور القطط، أنه لا يبصره إلا حامله.
* ألم يتفطن الأمريكان والحلفاء إلي الأمر؟

~×~

الطاهر وطار عام 1936 وفي بيئة ريفية وأسرة بربرية تنتمي إلى عرش الحراكتة الذي يحتل سفح الأوراس والذي يقول ابن خلدون إنه جنس أتى من تزاوج العرب و البربر, ولد الطاهر وطار بعد أن فقدت أمه ثلاثة بطون قبله, فكان الابن المدلل للأسرة الكبيرة التي يشرف عليها الجد المتزوج بأربع نساء أنجبت كل واحدة منهن عدة رجال لهم نساء وأولاد أيضا

@&@



التعديل الأخير تم بواسطة بندر شاه ; 23-01-2008 الساعة 01:29 PM.
التوقيع: [align=center]
Never argue with an idiot. They drag you down to their level then beat you with experience[/align]
بندر شاه غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-01-2008, 08:04 AM   #[17]
omrashid
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

الاخ بندر شاه

قرات حديثك مرة واتنين --وصحيح تحدث في داخل الاسره كثير من المشاكل ويعول علي كبار السن لحلها ولكن هناك ايضا مسئوليه الصغار ومدي تقبلهم للتوجيه وهم لم يفعلو ذلك ---

وزي ما قال الباش معتصم --ليس فقط الذين ذكرتهم كانو واسطه خير --جميعنا حاولنا --ولذا رفضنا التكتلات --واذا اردنا الحل وتصفيه النفوس --فلابد من الصراحه والمواجهة بين الطرفين وليس بالضروره وجودنا --ساعدنا في عمل مؤسسيه لسودانيات حتي لا نفاجا بان مالكي الموقع والشريكين --يريدان كذا وكذا

الوضوح والشفافيه والكلام الدغري هو الحل --وليس تحميل كبار السن --صغار السن المسئوليه --وحتي لا يكون هناك كبش فداء

ولك التحيه



omrashid غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-01-2008, 10:04 AM   #[18]
بندر شاه
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بندر شاه
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة omrashid مشاهدة المشاركة
الاخ بندر شاه

قرات حديثك مرة واتنين --وصحيح تحدث في داخل الاسره كثير من المشاكل ويعول علي كبار السن لحلها ولكن هناك ايضا مسئوليه الصغار ومدي تقبلهم للتوجيه وهم لم يفعلو ذلك ---

وزي ما قال الباش معتصم --ليس فقط الذين ذكرتهم كانو واسطه خير --جميعنا حاولنا --ولذا رفضنا التكتلات --واذا اردنا الحل وتصفيه النفوس --فلابد من الصراحه والمواجهة بين الطرفين وليس بالضروره وجودنا --ساعدنا في عمل مؤسسيه لسودانيات حتي لا نفاجا بان مالكي الموقع والشريكين --يريدان كذا وكذا

الوضوح والشفافيه والكلام الدغري هو الحل --وليس تحميل كبار السن --صغار السن المسئوليه --وحتي لا يكون هناك كبش فداء

ولك التحيه

!0!



omrashid
اقتباس:
--ليس فقط الذين ذكرتهم كانو واسطه خير --جميعنا حاولنا --

بندر شاه
اقتباس:
حاولت.. و حاول غيرى وقف النزيف .. وحفظ كيان أسرة سودانيات الأم ... أسرتنا جميعاً ... و كان الفشل انجازنا ...
بندر شاه

اقتباس:
قررت أن ابقى بمنزل الأسره الأم لمراجعة الماضى .. وكان رجائى و عشمى ان يبقى منزل الأسره الأم مفتوحاً ليأوينى وبقية إخوتى و أحواتى .. فهو منزلهم و مأواهم أيضاً ..

إخوه عزاز و اخوات كرام تعرفت عليهم و أحببتهم داخل هذا المنزل ..

رأفت ، عصمت ، مخير ، عالم ، ندى ، بنت النيل ، إشراق ، رهف ، ريما ، أمينه ، ممكونه ، طارق ، حمدى ، حميم ، مايم ، قنات ، عكود ، ... و الجيلى وشقلينى و أسعد الذين حاولوا وبشده أن يحافظوا على بيت الأم مفتوحاً ليأوى بقية اعضاء الأسره الكريمهً !!! .. و لكن ...
بندر شاه
اقتباس:
الجيلى وشقلينى و أسعد هم الذين حاولوا وبشده أن يحافظوا على بيت الأم مفتوحاً ليأوى بقية اعضاء الأسره الكريمهً فى أيامها الأخيره ... و هذا لآ يعنى أن غيرهم لم يحاول ... لكنهم من بقى بالذاكره ..

0000000000



بندر شاه
اقتباس:
رأفت ، عصمت ، مخير ، عالم ، ندى ، بنت النيل ، إشراق ، رهف ، ريما ، أمينه ، ممكونه ، طارق ، حمدى ، حميم ، مايم ، قنات ، عكود ، ... و الجيلى وشقلينى و أسعد
بندر شاه
اقتباس:
هؤلاء هم الأشخاص الإتعرفت عليهم فى سودانيات الأم من خلال المداخلات المتعدده بينى وبينهم . و الرسائل الداخليه و الإيميل .. أو تبادل الحديث المباشر معهم عن طريق الإسكايب أو الماسنجر أو التلفون ... و مازلت على اتصال ببعضهم .. و ابادلهم أطراف الحديث من وقت لآخر ...



0000000000




omrashid
اقتباس:
--وليس تحميل كبار السن --صغار السن المسئوليه --

بندر شاه
اقتباس:
هى دايليما الأخت الصغيره أيضاً ..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بندر شاه مشاهدة المشاركة
!0!

الأخت الكريمه ممكونه ، شكراً

هى دايليما الأخت الصغيره أيضاً ..

انك لا تهدى من أحببت .. ولكن الله يهدى من يشاء ...

تكرمى

!0!




0000000000





omrashid
اقتباس:
وحتي لا يكون هناك كبش فداء

بندر شاه
اقتباس:
انك لا تهدى من أحببت .. ولكن الله يهدى من يشاء ...



0000000000




بندر شاه

اقتباس:
لا أدعى اننى أعرف جميع الأعضاء أو أقرأ أو أتداخل فى جميع البوستات .. فأنا أعرف قدراتى و إمكانياتى المحدوده .. و لا أتجاوزها ... و ما زلت متخلفاً و طفلاً فى المنتديات السودانيه .. يبحث عن المزيد من المعرفه من الجميع ...

!0!



التوقيع: [align=center]
Never argue with an idiot. They drag you down to their level then beat you with experience[/align]
بندر شاه غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-01-2008, 07:12 AM   #[19]
الجيلى أحمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الجيلى أحمد
 
افتراضي


صديقنا النبيل بندر
صباح الخيرات..

رؤيتك بحق تسعد ياصديقى,
ونتمنى التوفيق لكلا الصديقين العزيزين,
حنينة وخالد..


دم بخير ياصديقى



التوقيع: How long shall they kill our prophets
While we stand aside and look
Some say it's just a part of it
We've got to fulfill de book
Won't you help to sing,
These songs of freedom
'Cause all I ever had
Redemption songs
الجيلى أحمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-01-2008, 10:21 AM   #[20]
بابكر مخير
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بابكر مخير
 
افتراضي

ملاحظات بسيطة، أتمنى أن تفهم إيجابياً والعندو عليها تعليق،، ينساهو حسي!! فالأمر لا يتطلب أن يزيد إشتعالا.
* الطلاق بين الزوجين من أسر مختلفة من أسبابه الرئيسية تدخل الطرفين من الاسر وإنحيازهم لجناحهم في المعادلة ودا بيزيد الطينة بلا (بلة من إبتلال)
* الطلاق بين زوجين من أسرة واحدة؛ في حالة خلاف بين أصحاب الشأن هناك أمرين
واحد: ينقسم أفراد الاسرة الواحدة بجاتب هذا على حساب ذاك ويؤدي الي طلاق تفادين للشرخ داخل الاسرة الواحدة
إتنين: يقف افراد الاسرة الواحد موقفا سالب ويترك الحبل على القارب (او كما يقال)

!0! كدا ولا شنو؟؟؟؟


في سودانيات الأم
حاول من حاول وجانب من جانب وكان سالبا من كان
أدي الأمر في نهايته الي نتيجة حتمية،،،
إذن ما سيكون
الحبان؛ العزيزة الغالية حنينة والودود الغالي خلود
هما الإثنان أكفاء بمعالجة الأمر بالصورة الشايفينها صاح
كل منهم له عقل يزن جبل وكل منهم يدري ما حمل
ربنا يهدي الجميع ونتمنى ليهم حياة هادئة ويهدينا إحنا أولن قبل أخيرا
وندلق المديدة قبل تحرقنا



التوقيع:
بابكر مخير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-01-2008, 11:11 AM   #[21]
معتصم الطاهر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية معتصم الطاهر
 
افتراضي


بابكر
سلامات

كلامك يا هو عين العقل

وتحليلك ياهو الحصل..

بس .. يا خوى رجعوا علاقة الاتنين ديل
بعيد عن النت ..
يعنى الخوة تكون فى محلها ..
خاصة القريبين مكانا ..



التوقيع:
أنــــا صف الحبايب فيك ..
و كـــــــــــل العاشقين خلفي
معتصم الطاهر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-01-2008, 05:12 PM   #[22]
بندر شاه
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بندر شاه
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجيلى أحمد مشاهدة المشاركة

صديقنا النبيل بندر
صباح الخيرات..

رؤيتك بحق تسعد ياصديقى,
ونتمنى التوفيق لكلا الصديقين العزيزين,
حنينة وخالد..


دم بخير ياصديقى

!0!

الزول السمح .. وسيد المواقف النبيله ..

المنار المضىء .. الجيلى .. شكراً

سعيد بلقائك مرة اخرى ..

كل سنه و انت و الأسره الكريمه طيبين وبخير ... ( عيد و كريسماس و سنه جديده و الأيام تمر و تمر الليالى )

ياريت نسعد اكثر بسماع صوتك تانى فى الإسكايب ..

تكرم يا صديقى

!0!



التوقيع: [align=center]
Never argue with an idiot. They drag you down to their level then beat you with experience[/align]
بندر شاه غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-01-2008, 06:03 PM   #[23]
بندر شاه
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بندر شاه
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Babiker Mukhayer مشاهدة المشاركة
ملاحظات بسيطة، أتمنى أن تفهم إيجابياً والعندو عليها تعليق،، ينساهو حسي!! فالأمر لا يتطلب أن يزيد إشتعالا.
* الطلاق بين الزوجين من أسر مختلفة من أسبابه الرئيسية تدخل الطرفين من الاسر وإنحيازهم لجناحهم في المعادلة ودا بيزيد الطينة بلا (بلة من إبتلال)
* الطلاق بين زوجين من أسرة واحدة؛ في حالة خلاف بين أصحاب الشأن هناك أمرين
واحد: ينقسم أفراد الاسرة الواحدة بجاتب هذا على حساب ذاك ويؤدي الي طلاق تفادين للشرخ داخل الاسرة الواحدة
إتنين: يقف افراد الاسرة الواحد موقفا سالب ويترك الحبل على القارب (او كما يقال)

!0! كدا ولا شنو؟؟؟؟


في سودانيات الأم
حاول من حاول وجانب من جانب وكان سالبا من كان
أدي الأمر في نهايته الي نتيجة حتمية،،،
إذن ما سيكون
الحبان؛ العزيزة الغالية حنينة والودود الغالي خلود
هما الإثنان أكفاء بمعالجة الأمر بالصورة الشايفينها صاح
كل منهم له عقل يزن جبل وكل منهم يدري ما حمل
ربنا يهدي الجميع ونتمنى ليهم حياة هادئة ويهدينا إحنا أولن قبل أخيرا
وندلق المديدة قبل تحرقنا

!0!

دكتورنا الحبيب مخير ، شكراً

كثيرا ما تحدث الأعضاء فى سودانيات الأم عن تميزها و تميز العلاقات بينهم .. مما جعلهم كالأسره الواحده يجمعهم الحب و الإحترام ... لذا كان الحزن اعظم لتصدعها ...

منتديات سودانيات الأم كانت بمثابة منزل الأسره ..
انهار المنزل بسبب السيول أو الأعاصير أو ... أو ... و لكنه لم يحترق ...
قام الآن فى موضعه منزلان يضمان جميع اعضاء الأسره الأم .. و لكن يفصل بينهما حائط و همى و نفسى فى المقام الأول .. و حديدى صخرى فى المقام الثانى ...

الحائط الوهمى النفسى يزول بوضع نفاج صغير يربط بين المنزلين ...

الحائط الحديدى الصخرى .. ( حائط برلين ) .. تقع على الأعضاء مهمة هدمه و ليس الحكومات ... كما فعل الشعب الألمانى و هدم حائط برلين ... الشرط الوحيد .. تقليل نفوذ و سلطات و وصايا الإتحاد السوفيتى ... ( مجرد انالوجى ) ..

د. حنينه و الباشمهندس خالد يجمع بينهما الكثير من الخير و النبل و الأصاله .. و هم و حدهم أدرى بذلك ... و حتماً ستصفو النفوس و سيلتقيان ... و يصبح الخلاف من حكاوى الماضى .. الله يجازى الكان السبب ...

تكرم و الى اللقاء فى الإسكايب

!0!



التعديل الأخير تم بواسطة بندر شاه ; 29-01-2008 الساعة 07:56 PM.
التوقيع: [align=center]
Never argue with an idiot. They drag you down to their level then beat you with experience[/align]
بندر شاه غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-01-2008, 06:09 PM   #[24]
بندر شاه
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بندر شاه
 
افتراضي

[align=center]!0!






!0![/align]



التوقيع: [align=center]
Never argue with an idiot. They drag you down to their level then beat you with experience[/align]
بندر شاه غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-01-2008, 09:03 PM   #[25]
omrashid
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

ود مخير

كلامك عديل ودوغري

ونصيحة تخدرك



omrashid غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-01-2008, 07:45 AM   #[26]
فيصل سعد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فيصل سعد
 
افتراضي

هما الإثنان أكفاء بمعالجة الأمر بالصورة الشايفينها صاح.
"خير الكلام ما قل و دل" ، ما هو بابكر مريرات بتكلم صاح

يبقى يا حبايبنا ،، الانشاء المرصوصة فوق دي لا بتطقع لا بتجيب حجار.
و ارقدوا عافية..



التوقيع: اللهم اغفر لعبدك خالد الحاج و
تغمده بواسع رحمتك..

سيبقى رغم سجن الموت
غير محدود الاقامة
فيصل سعد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-01-2008, 08:25 AM   #[27]
معتصم الطاهر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية معتصم الطاهر
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيصل سعد مشاهدة المشاركة
يبقى يا حبايبنا ،، الانشاء المرصوصة فوق دي لا بتطقع لا بتجيب حجار.
و ارقدوا عافية..
تعرف يا ابا ذر .. اقصد فيصل .. دوغريتك دى بتجيب ليك هوا

لازم تلفلف شوية ..!!

انت لسه معانا بتحلم بعالم يقول للأعور أعور ..
ولو خالد الحاج .. فارق الدرب المشيناهو نقول ليهو
" تسقط الكتابة الملكلكة .. وخمج و تحت التسلط ..
نحن هجرنا وطن وتراب عشان التسلط ..يغلبنا نترك .. مساحة اسفيرية ..
سنتركها .. ولكننا لسنا كغيرنا ..سنبقى الخوة القايمة على الأخلاق والمبادئ ...

عفوا ..

يا فيصل
والله ما كنت داير اقتبس من مداخلتك .. ولا ادخلك فى تفسيرى ..

لكنها المهزلة .. حين يسقط الرجال ..
أو يا ترى .. توهمنا أنهم كانو واقفين ..

من فتح هذا الباب عليه أن يتحمل رياحه ..
وأقصدك يا د. م الفاتح ..



التعديل الأخير تم بواسطة معتصم الطاهر ; 30-01-2008 الساعة 09:37 AM.
التوقيع:
أنــــا صف الحبايب فيك ..
و كـــــــــــل العاشقين خلفي
معتصم الطاهر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-01-2008, 12:15 PM   #[28]
بندر شاه
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بندر شاه
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيصل سعد مشاهدة المشاركة
هما الإثنان أكفاء بمعالجة الأمر بالصورة الشايفينها صاح.
"خير الكلام ما قل و دل" ، ما هو بابكر مريرات بتكلم صاح

يبقى يا حبايبنا ،، الانشاء المرصوصة فوق دي لا بتطقع لا بتجيب حجار.
و ارقدوا عافية..
[align=left]!0!


Blessed are those who can laugh at themselves for they shall never cease to be amused ... 0



!0![/align]



التعديل الأخير تم بواسطة بندر شاه ; 05-02-2008 الساعة 07:00 AM.
التوقيع: [align=center]
Never argue with an idiot. They drag you down to their level then beat you with experience[/align]
بندر شاه غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-01-2008, 12:18 PM   #[29]
بندر شاه
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بندر شاه
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معتصم الطاهر مشاهدة المشاركة
تعرف يا ابا ذر .. اقصد فيصل .. دوغريتك دى بتجيب ليك هوا

لازم تلفلف شوية ..!!

انت لسه معانا بتحلم بعالم يقول للأعور أعور ..
ولو خالد الحاج .. فارق الدرب المشيناهو نقول ليهو
" تسقط الكتابة الملكلكة .. وخمج و تحت التسلط ..
نحن هجرنا وطن وتراب عشان التسلط ..يغلبنا نترك .. مساحة اسفيرية ..
سنتركها .. ولكننا لسنا كغيرنا ..سنبقى الخوة القايمة على الأخلاق والمبادئ ...

عفوا ..

يا فيصل
والله ما كنت داير اقتبس من مداخلتك .. ولا ادخلك فى تفسيرى ..

لكنها المهزلة .. حين يسقط الرجال ..
أو يا ترى .. توهمنا أنهم كانو واقفين ..

من فتح هذا الباب عليه أن يتحمل رياحه ..
وأقصدك يا د. م الفاتح ..
[align=left]!0!

Wanda's dishwasher quit working so she called a repairman. Since she had to go to work the next day, she told the repairman, "I'll leave the key under the mat. Fix the dishwasher, leave the bill on the counter, and I'll mail you a check ." "Oh, by the way don't worry about my dog Spike. He won't bother you. But, whatever you do, do Not, under ANY circumstances, talk to my parrot! I REPEAT, DO NOT TALK TO MY PARROT !!!" ..0
When the repairman arrived at Wanda's apartment the following day, he discovered the biggest, meanest looking dog he has ever seen. But, just as she had said, the dog just lay there on the carpet watching the repairman go about his work.

The parrot, however, drove him nuts the whole time with his incessant yelling, cursing and name calling. Finally the repairman couldn't contain himself any longer and yelled, " Shut up, you stupid ugly bird!" ..0


To which the parrot replied, "Get him, Spike ..!" ..0

GO TO HELL[/align]



[align=right]غساله الصحون بتاعت ( واندا .. Wanda ) تعطلت و توقفت عن العمل بحيث دعت عامل تصليح الغسالات لإصلاحها . وبما انها اضطرت الى الذهاب الى للشغل في اليوم التالي ، فقد نبهت عامل تصليح الغسالات للآتى ، "اننى سوف أغادر المنزل للعمل و لن اكون موجوده بالمنزل عند حضورك لتصليح الغساله ، و لكننى ساترك مفتاح المنزل تحت حصير الباب حتى تتمكن من الدخول و إصلاح الغساله , و عليك ترك الفاتوره و سأرسل اليك شيكا بالأجر بالبريد ...."

"أوه ، بالمناسبه لا تقلق بشأن .. ( Spike) الكلب الموجود داخل المنزل . انه لن يزعجك أو يسبب لك أى أذى ...
ولكن ، ومهما تفعل ، و تحت اي ظرف من الظروف لا ، تتحدث الى الببغاء الموجود داخل المنزل ايضاً ! .. اكرر ، لا تتحدث الى الببغاء ...! ! "

عندما وصل إلمصلح لشقة واندا في اليوم التالي ، اكتشف اضخم ، واشرس و اقبح كلب داخل جالساً داخل الشقه .. ولكن ، تماما كما كانت قد قالت ( واندا ) ظل الكلب طوال الوقت جالسا فى مكانه على السجاده ينظر للمصلح يؤدى فى عمله لتصليح الغساله .. و لكنه لم يضايقه على الاطلاق.

ولكن الببغاء ، ومنذ دخول العامل للشقه بدأ فى الهجوم عليه بالصراخ و الشتائم و الكلام الفارغ ..
تجاهل عامل التصليح الببغاء و لوقت طويل و حاول المواصله فى مهمته و تصليح الغساله ..
و لكن للصبر حدود و ضاق خلق المصلح بكلام الببغاء الفارغ و لم يتمالك نفسه .. و قال للببغاء .. " اخرس ، أيها الطائر الغبى القبيح .. !"


وهنا التفت الببغاء للكلب ( Spike ) و قال له ، " اهجم عليه ( Spike ) و مزقه ... !"

وكان رد عامل التصليح .. " اذهب الى الجحيم .. "[/align]



!0!



التعديل الأخير تم بواسطة بندر شاه ; 01-02-2008 الساعة 10:47 AM.
التوقيع: [align=center]
Never argue with an idiot. They drag you down to their level then beat you with experience[/align]
بندر شاه غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-01-2008, 01:10 PM   #[30]
معتصم الطاهر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية معتصم الطاهر
 
افتراضي

الى الأخ عكود

لقد طلبت مني حذف جملة
اقتباس:
( نسوان الحلة الساي و رجال الضللة سابوا المطاعنة . فى ناس لسه ..)
أرى أنك كنت مصيبا من ناحية أنها لا تشبه سودانيات ..
ولكنى كنت مصيبا حين ذكرت أنها تشبه ( بعض الرجال ) ..

الآن أضفت لمعلوماتى أن هناك .. ببغاء .. يحرك الكلب .. بكلمتين فقط ..



التوقيع:
أنــــا صف الحبايب فيك ..
و كـــــــــــل العاشقين خلفي
معتصم الطاهر غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 06:10 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.