نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > مكتبات > مكتبة أسامة معاوية الطيب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-02-2009, 08:31 AM   #[1]
أسامة معاوية الطيب
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أسامة معاوية الطيب
 
افتراضي قصور شاه إيران ... بيوت الشعر والحسرة

قصـور الشـاه – بيـوت الشـعر والحـسرة(1)
( قصر قلستان) - مجموعة قصـور سـعادت آبـاد
حياة من ترف مستحيل تنام علی ذراع الموت ... وهو يمد لسانه هازئا ... وبين حاجبيه لذة ومتعة خيالية ... تعتري المكان عبرة وعِبرة دامية ... ما أفدح الحياة بين يدي الموت ... وما أفدح الموت بين أضلع حياة تتنفس ذاكرتها في صمت صاخب .
القصر حتی وهو في حضرة موت قاس لم ينس أن يدس في عينيه شيء من صلف وقهر ومهابة ... تقف في المدخل رجلان من البرونز بحجم الإنسان ... وفي هذا دلالة بالغة انتابتني حينها ... كانت الرجلان تقفان في صلف المعدن تطالعان الحضور ... يبدو ان التمثال تسلل يدا فيدا حتی تبقت الأرجل فقط تتحسسان قدرهما الحارق ... تحرسان القصر بعد أن انطفأت الأيدي التي اثقلتها النياشين والأوسمة وانحناءات الرجال لزمان طويل ... انطفأ الجبين الذي أوقد الكبرياء في أرجاء القصر وطفق يلفه بحنين يابس لأيامِ كانت الحياة تبدأ من عند رجليه ولا تنتهي عند رأسه ولا عند سقف قصره العالي ولا حتي عند آخر أوراق أشجاره باهظة العلو ... العتبات التي تفوق العشرين تقودك لمدخل تبقت عليه آثار رهبة ما ... طالما احتفي بخطوات الكثير من الملكات الفاتنات ... لكنه انتهی عند عهد ملكات شاه إيران محمد رضا بهلوي ... ارتعش تحت كبرياء ابنة الملوك فوزية فؤاد شقيقة الملك فاروق ملك مصر ... كانت أولی زوجات الشاه محمد رضا بهلوي ... لم تنجب له الولد وهو الذي كان يردد دائما ( العرش قبل الحب , والوريث قبل المرأة ) ... طلقها ... ثم غنت درجات المدخل علی أنغام خطوات الملكة ثريا اصفندياري صاحبة أجمل عينين حزينتين ... الملكة التي أعادت تصميم كنوز التاج الإيراني وصولجان الملك المرصع باللآلئ وبالماسة النادرة في العالم " درياي نور " التي تزن 1860 قيراطا ... ولبسته ضرتها اللاحقة ... خريجة جامعات باريس ... الفراشة فرح ديبا ... ولكنه يفتح صدره للعوام الآن ... الرخام يعرف تماما أن كثرة الأقدام التي تدخل سائحة للقصر تعلوها رعشة بعيدة وأنفاس متقطعة ... وكثير منها يشتغل بداخلها شمت كبير ... ولكنه ينام عن سطوعه القديم لغياب الحشم الذين كادوا يلحسون وجهه بألسنة من بريق فيما مضی من سطوة ... وهو يغرق في لا مبالاة السواح وقشر تساليهم وأعين كاميراتهم المفتوحة علی ماض شرب من سراب السنين ما بدا كالندبة الغائرة في وجهٍ صام عن الرهق ... الأعمدة التي تقف في انتباه صارم تكاد أن تقول شيئا ولكنها تنشغل بحمل السقف الجميل ... تتذكر جيدا كيف كانت الأحلام تجري واقعا علی كفوف أسرة بهلوي المالكة ( لقب بهلوي الملتصق باسم الأسرة الملكية كان خاصا باسم شخص يدعی محمود بهلوي ولكن سلب منه وحرم من استخدامه لأنه صادف هوی رضا خان الملك الأول ووالد الملك الأخير , كان اسم الأسرة قبلا بالاني ) ... بالاني ليس اسما جديرا بكل هذا الصولجان ... ليس جديرا بالعرش والتاج ( يعتقد المؤرخون أن هذا العرش هو الذي أحضره نادر شاه من الهند 1739-1740 أثناء عودته من هناك ... ولكن ليس له أي أثر اليوم , لأنه قد اندثر بعد اغتيال نادر شاه في أواخر القرن الثامن عشر , ومع أن العرش يسمی بالعرش النادري إلا إنه خاص بفتحعلي شاه القاجاري وموّقع في مكان الجلوس باسمه في مكان ظاهر ويبلغ عدد مجوهراته 26733 قطعة ) ( والتاج مصنوع من الذهب والفضة , مرصع بالماس فائق الجودة وحبات الزمرد المضلعة والياقوت الأزرق واللؤلؤ , وعمامة التاج مبطنة من الخارج بقماش المخمل القرمزي , وفي قبته حبة كبيرة من الزمرد وسط فص به 3380 قطعة ماس زنة 1144 قيراط , و5 قطع زمرد زنة 199 قيراط و 2آنة , وقطعتين من الياقوت الأزرق زنة 19 قيراط , و368 حبة لؤلؤ مستديرة , ويزن التاج من الذهب والجواهر والمخمل 444 مثقالا أي في حدود 2 كيلو و80 جرام , قام بصناعته مجموعة من الصائغين الإيرانيين العام 1925م ) لقب بالاني لايليق بكل هذا الثقل ... يليق به الاسم الجديد للأسرة التي دخلت لعالم الملوك من باب الشعب ... لم يكن الملك الأول رضا خان سوی ضابط في الجيش تدرج حتی أصبح وزيرا للدفاع وقائدا عاما بعد ذلك , ثم انقلب علی الأسرة القاجارية المالكة ونصب نفسه ملكا بمباركة المجلس المعين ورجال الدين ... كان عصاميا طموحا , يدمن الأفيون ويشرب العرقي ... جاء رجال الدين لاحقا وانقلبوا عليه ... المدخل يحوي صالة واضحة الترف بجانبيها غرفتين يفتحان عليها بأبواب ذات طراز فارسي فريد ... يبدو أنهما كانتا وقفا علی مراسم القصر ... الأن تعلو وجه أبوابهما لافتة صغيرة ... مكتوب عليها بخط جارح ... للعاملين فقط ... تتناثر الهيبة بين الأقدام ... حتی لتكاد تطأها ... البهو ... فارع جدا ... جميل جدا ... تتسمع أوامر أسرته المالكة من الصالات المطلة عليه بشرفات خيالية الوسامة ... سجادة أطول من خيالي بكثير تحتمي من العين بغبار ناعم يلف أطرافها ... وفاترينات عرض تشب من ثناياها قطع الشطرنج المنحوتة من أحجار تبدو أكرم كثيرا من الأحجار الكريمة ... ينحني وزيرها لفعل السنين بملكه الذي غرق في جمال النحت وبدا يابس الذاكرة ... والجنود يفعلون طاعة مهترئة بين أيدي الزوار وهم يلعقون الصبر الذي أسلم طابياتهم لإنكسار فاجع ... الأحصنة تسكن حركتها تماما وتنسی صهيلا لطال ما لوّنتها به أيدي الملك وهو يقفز بها عبر مربعات رقعته الوثيرة والآثرة ... الأفيال تقبع في زاوية من ضخامتها تلعق جراح زمن (يعاين في الظل ويطعن فيها) ... القطع زرقاء بلون الماء تخالطها خطوط داكنة ... وأخری خضراء زرعية كأنها من شدة نضرتها لم تسمع موت صاحبها بين أيدي القهر والنفي ... تماثيل من ذات الأحجار توزعت بنظراتها في المكان لكنها تقبع في حدود فترينتها المتربة ... لا تكاد تطالعها مرة حتی يرتد إليك البصر خاسئا حسيرا ... لا تعرف كيف ترسم حالتك حينها ... علی جانبي البهو صالة للانتظار الذي يبدو أنه ماكان مملا حينها ... تنشغل عن تأخر الملك عنك بنقوش السقف ... الذهب الخالص يبالغ في تزيينه ... ( إن الملك رضا شاه الأب أثناء تنازله عن العرش , كانت أملاكه تزيد عن أربعين ألف واربعمائة فدان من أجود الأراضي الزراعية في البلاد , وأكثر من طنّي ذهب خالص ) ... النقوش بدت وكأنها تخص المكان فقط ... خلقت من السقف سماء لحدود الخيال وسرحت تكتب قصائدها في أذهان المنتظرين ... سجادة من ألوان باهرة تنام علی الرخام الصاحي ... وطقمي جلوس يناهزان الكمال ... كانت قطع التماثيل الذهبية تتوزع علی المكان بدقة فنان فتشرح معانيها بهدوء يحتدم معه صراخ بالغ بالقلب ونشيج وأسی يقطر ... وصالة لكبار زوار القصر من ملوك ورؤساء ... الصالة غاية في الأناقة تجلس علی سجادة فارهة حيكت بقدرة فائقة علی الإبداع ... طقمين للجلوس الرئاسي ... علی الجدار فاترينة علی عرض الصالة ... منقوشة الأطراف بعناية ... تحضن تماثيلا وأشكالا تعود لتواريخ الحضارة الفارسية ... التي لم تقفل أسودها فمها يوما ... تفتحه علی تمثالين من المعدن النفيس ... واحد للشاه وهو يلبس بزته العسكرية كاملة النياشيين والأوسمة ... تطالعك من وراء نظراته ثقة الطبقات الارستقراطية بالنعيم الدائم ... نظرات لم تكن تعرف مفردة المنفی ولا أسطر اللجوء ولا كراسات الغياب الفادح هذا الذي يستخف بالشعر الذي استسلم للمشط وكريمات التلميع قبل أن يستسلم لطارق الخروج من الحلم ... الأسرة المالكة لم تقرأ في تاريخها الطويل دروس المفعول به , لأنها كانت دائما الفاعل العظيم ... لم تكن تعرف النصب أبدا وإنما فقط تحسن الرفع ... وكان السيد الشعب مفعولا به منصوبا علی ساحة أحزانه المستديمة ... يقف الأن منتصبا يطالع ذاكرتها من مدرجات الجماهير ... ينتصب فقط في ساحة الذاكرة ... هو دائما ينتصب طوال الليل ويصحو لانكساره المقيت وقد زاد واحدا ... التمثال الثاني لآخر الملكات ... وأجملهن ... أكثرهن حظوة عند الملك ... لأنها من أنجب له ... فرح ... وكأنها اختارت اسمها لما كانت عليه من معاني الفرح وهي تبدو في كامل ابتسامتها ... بفستانها العاري وصدرها الذي ما زال يحدق في الوجوه منذ سنين طويلة ولم تسلمه كل سنين الغياب هذه للتهدل والإنكسار ... محتدم السطوة وكأنه هرم من عجينة الجنس والكبرياء ... فرح ... تقف حتی وهي في تمثالها هذا أمام الملك ... أظنها ما كانت ترضی بأن وراء كل عظيم إمرأة ... واظنه أيضا ... تفضي الصالة الفارهة لطاولة الطعام ... هي مجازا طاولة طعام ... أو لأنني لم أجد لها اسما ... ولكنها كانت شيئا آخر ... وكأنها جاءت من كوكب خيالي الحياة ... تجلس علی رجلين من جمالٍ مستحيل ... تشاركها الكراسي التي تفوق العشرين الاستحالة في الجمال والترف ... قبالة كل كرسي أشواك وملاعق وسكاكين من الذهب ... وأطباق وأكواب بكل الأحجام من الكريستال الذي يتحدی كل السنين بلمعانٍ فارع ونقوشٍ ذهبية في أطرافه ... لا تدري كيف يمكن للمرء أن يأكل في طاولةٍ كهذی ... ولا كيف سيكون الطعام لهفتئذٍ؟ ... الستائر التي تخفي نوافذ من معدنٍ ثمين وزجاجٍ ألمع من الخاطرة كانت قد ألفّـت معاجم جديدة في المعاني وكسرت سنون أقلامي وأحلامي وآمالي ... علی الجانب الأخر مكتب نهاري للملك ... طاولة وكرسي هناك عند النافذة المطلة علی حديقة القصر التي تنام علی اربعمائة وعشر هكتارا من الخضرة الناعمة والأشجار فاتنة الظلال ... الطاولة والكرسي يعرفان كيف تبدو السطوة فيبديانها رغم غياب صاحبهما ... سطح الطاولة يحتفي بذاكرة اهتزاز الأرجل تحتها حين كانت الأيدي توقّع عليها مراسيم الحياة والموت ...ومقعد أشبه بسرير عند المنتصف مسقوف بنقوش خشبية فائقة الدقة وستائر لا توصف ... السجادة هادئة الألوان تضم عند أطرافها طقم جلوس رفيع ولكنه وثير جدا ... ملحق بهذه الغرفة صالة بلياردو ... طاولة البلياردو تبدو معتدة جدا بنفسها وسط الغياب الكبير لصاحبها الارستقراطي الوسيم ... لكن الحامل الذي يقف بجوارها مثخنا بكل أنواع العصي يتكئ علی كل ماضيه لمقابلة نظرات السوّاح ... علی علّاقة الملابس تندس رائحة عرق ملوكي في الفانلات والأردية الرياضية المعلّقة بين السماء وأرض عهود خلت تخلّف الموت في الأرجاء ... لكن مجموعات الكور الملّونة ما زالت تغرق في اندهاشها وتتطلع حولها لانحناءة الشاه التي لم يكن يفعلها إلا معها وهو يمسك بالعصا ويغمض إحدی عينيه ليملأ الأخری بالكور الملّونة وفتحات أركان الطاولة ... خارج الغرفة هذه لم يكن شيئا يملأ أعين ساكني القصر الواسعة ... السلم الذي يقودك للطابق الأول عريضا تتوسطه السجادة الحمراء بالخطوط البيجية علی أطرافها يتفرع عن بسطة تحمل قدرا كبيرا من هيبة القصر ويصعد من طرفيها سلمان صغيران يقودان إلی بهو أنيق ... تقابلك صالة واسعة كالأمنيات ... يختلف ذوق فرشها عن الأخريات ... كان الشاه يستقبل بها السفراء ... في اركانها تماثيل بيضاء لفتيات نصف عاريات يرقدن علی شوق عظيم ... ترقد بين أرجلهن ملاءات نابضة وتحتها ترتعش الحياة ...متصلة بها صالة الطعام ... تختلف عن سابقتها في أنها تتوزع لطاولات تسع ... تضم كل واحدة إليها ستة كراسي بذات الجمال المستحيل ... تبدو وكأنها تستخدم لحفلات الملك ... الغرفة التي تفضي لهذه الصالة ببابٍ صغيرٍ كبادئة حلم ... غرفة نوم الملك ... سرير لا توصفه اللغات كلها تحته وفوق السجادة الساحرة يقبع نمر في كامل جلده البهّي كمفرشة ربما تستعمل في مداعبات ما ... يحدق بوجهه في كرسيين فقط لجلوس خاص جدا ... الحمام الملحق بالغرفة لم يتسنی لي مطالعته ... لحسن حظي ... لأنني ماكنت احتمل وصفه ... ورائحة الصدور الملكية العارية تعبق فيه ... التسريحة الخاصة بالملكة تعلّق الكون من أهدابه علی مراياها المصقولة حد السفور والمنقوشة بذهب أكثر صفرة ولمعانا من شمس الشعراء ... المقعد يحتفي جدا بجلوسها المستمر عليه حتی لكأنه يمدّ لسانه للكون ... مغطیٌ بقماشٍ مخملي قرمزي ناعم بدرجةٍ تدمع الأوتار ... يليق بمؤخرة ملكة ... يليق بها تماما... الدواليب ... أو خزانات الملابس كما يسمونها ... تشير إلی أي نوع من الملابس يمكن أن يكون فيها ... خاصة تلك التي تلتصق مباشرة بالأجساد الملوكية ... السقف الذي يظلل البهو الأرضي ويمتد حتي نهاية طوابق القصر يمثل لوحات لحروب خاضتها الممالك القديمة في رسم ينطق بالحياة ... تطالعك من كل القصر ... اللوحات تنتشر في جنبات القصر تملأ المكان بحيوية التاريخ وحضوره النافذ ... من البهو الأرضي يقودك سلم رخامي واسع من جانبي القصر علی جدران برونزية توحي إنارتها الملونة والفاتنة بأنك مقبل علی ملهی عظيم ... وحين تصل لأسفل القصر تعرف أن لليل معني آخر هنا والدهاليز تقودك من صالة لأخری تمر بين يدي نشوة رحيمة ... وكؤوس يحف بها حبب الدنيا والعالمين ... ولوحات تمثل كل مراحل الفنون ومدارسها... وفنوغرافات لابد وأنها كانت تعزف مقطوعات تماثل روعة المكان ونعومة أكمام فساتين الأميرات وأحلام الأمراء ... كانت النوتات حينها تعزف الكون نجمة نجمة.
القصر الأبيض المهيب الذي يمثل المبنی الرئيسي في الحديقة التي تحوي ثمانية عشر قصرا آخر تتوزعها الأسرة والحاشية ... يعود تاريخه لعهد ملوك القاجارية التي سبقت الأسرة الملكية البهلوية ... يستقبل القبلة ... اعتقد انها المصادفة وحدها ... أو لدواعي هندسية محضة , لأن الحديقة والقصور كلها لم تحمل أي بصمة لدين ... ليس هنالك ما يشير لعلاقة مع أله ما ... ( أحمد شاه آخر ملوك العهد القاجاري الذي توفي في الثانية والأربعين من عمره بتضخم في الكلی , كان شابا مؤدبا ارستقراطيا , يلعب التنس والبلياردو , ويمارس الصيد , يعشق الموسيقی الكلاسيك , لم يصل , ولم يصم رمضان في حياته )... قطعا لم يكن وحده ولكنه فقط بلا حظ يستره ... فقط الشقي من تصادفه القيود ... البحيرات المصنوعة بترف الكون كله تفتقد أجسادا لطالما حمل عريها قصائد من وله فاتن وغناء من طفولة مفضوحة بأجساد شابة ... الأجساد المغسولة بحنطة اللذة كلها ... كانت تلامسها مياه أحواض السباحة الصافية التي ترفل في زرقتها لا نهائية النقاء ... كانت تلبس عريها الفاتن وحده ... والمياه تنساب ( للدواخل ) دقيقة التضاريس باهرة الاستثارة ناصعة الفتنة وهي تبدأ حفلات الفرح الملوكي عندها ... عند شواطئها العشبية أحيت الليالي أعراسا شبقة وأماتت النهارات هسيس همس ناعم ولذيذ ... وعند مقاعدها المستطيلة البيضاء حلقت النشوة وطارت اللذة قبل أن تحط نائمة بين ذراعي لحظة خاصة ... حديقة القصور الملكية هذی أنبتت كل أشجار المواسم الكونية ... بها مشاتل أفريقية استوائية وموالح متوسطية وكل أشجار آسيا العظمی ... فاكهتها من كل لون ... يؤتی بها متشابهة ... ولكنها تفصح عن طعم آخر ... الميادين الجميلة تفرش للملك والأسرة ملاعب خاصة بالجولف والتنس الأرضي وكرة القدم ... والعربة الفارهة التي كانت تجرها الخيول الملكية تتكئ علی ذاكرتها خلف القصر وهي تسمع أصواتا تختلف الآن علی ظهرها ... تقف علی شكل دائرة مسقوفة بستائر القطيفة الحمراء بزركشات ذهبية علی أطرافها ... بها مقعدين متقابلين يحجبهما الشكل الدائري عن السائس الذي يقعد علی مقربة من مؤخرة الجياد الأصيلة ... يالحالها ... تكاد تخنقها العبرة وجموع السواح يتبادلون الصعود والنزول عنها لالتقاط الصور التذكارية علی صهوة ممتلكات الشاه الملك ... يرهقونها بومض الفلاشات القاتلة ... وهي تذكر كيف كان الملك يتفقد حديقته وشوارع مدينته عليها في صمت رهيب وسطوة نفاذة ... كيف كانت الملكة تسرب غنجها الباهر عبر مسامات المقاعد الوثيرة ... تحلق حمامتين من ابتسامتها ترفان بأجنحة من نعومة حتی لتكاد تحطان الآن علی سقف ذاكرتها ... وكيف كان صغار الأمراء يدفعون بطفولة مختلفة خيولها نحو شباب يحمل ترف الكون بين يديه ... ماكان الموت حينها يحسن الدخول رغما عن مداخل الحديقة الأربعة ... ولكن الحياة أخذت عزة القصر وساكنيه وسافرت ... وبقيت حسرة في جنبات القصور وصفرة في أطراف أوراق الأشجار ورعشة تعلق بالوسائد الملكية ... ومضت السنون ولكنها لم تسلب أثاث القصر سطوةً سربها الملوك لحظةً لحظة لحواشيه فبدا رغما عن الغياب حاضرا يحكي ذاكرةً ما...


أسامة معاوية الطيب طهران 12/07/2005م



التعديل الأخير تم بواسطة أسامة معاوية الطيب ; 08-02-2009 الساعة 05:43 PM.
أسامة معاوية الطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-03-2009, 11:23 AM   #[2]
elle
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية elle
 
افتراضي

اقتباس:
خلقت من السقف سماء لحدود الخيال وسرحت تكتب قصائدها في أذهان المنتظرين
شكرا على الرحلة السياحية المشوقة...


والسير بالأرواح لا الأبدان



elle غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-03-2009, 03:02 PM   #[3]
معتصم الطاهر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية معتصم الطاهر
 
افتراضي

أسامة

وصف جميل وحى خاصة لمثلى يتخيل المساحة و الحجم ..
ثم أضفت له حياة ..

يؤلمني ما حدث

أرجو أن ترفق لنا صور اذا أمكن ..



التوقيع:
أنــــا صف الحبايب فيك ..
و كـــــــــــل العاشقين خلفي
معتصم الطاهر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-03-2009, 04:22 PM   #[4]
قمر دورين
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية قمر دورين
 
افتراضي

[align=center]قد أدخلتنا الى أروقة القصر....
وعايشنا المشاهد مشهد فمشهد
حتى صهيل الخيول وصوت أقدام الجنود قد سمعناه....

شكراً لهذا التصوير البديع أخ اسامة....

وما عسانا نقول عن هذه التراجيديا....

لكنّها الحياة!!

كل التقدير
[/align]



قمر دورين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-03-2009, 11:38 PM   #[5]
أم عمرو
:: كــاتب جديـــد ::
 
افتراضي

شددت انفاسنا أخي بذكرك حياة آل بهلوي...
وهذا هو حال ملوك الفرس من غابر ألأزمان..

أنظر كيف وصفهم البحتري:

حَضَرَتْ رَحليَ الهُمُومُ فَوَجّهْـ ـتُ إلى أبيَضِ المَدائنِ عُنْسِي
أتَسَلّى عَنِ الحُظُوظِ، وَآسَى لَمَحَلٍّ من آلِ ساسانَ، دَرْسِ
أذَكّرْتَنيهمُ الخُطُوبُ التّوَالي، وَلَقَدْ تُذكِرُ الخُطوبُ وَتُنسِي
وَهُمُ خافضُونَ في ظلّ عَالٍ، مُشرِفٍ يُحسرُ العُيونَ وَيُخسِي
مُغْلَقٌ بَابُهُ عَلى جَبَلِ القَبْـ ـقِ إلى دَارَتَيْ خِلاطٍ وَمَكْسِ
حِلَلٌ لم تكُنْ كأطْلالِ سُعدَى في قِفَارٍ منَ البَسابسِ، مُلْسِ
وَمَسَاعٍ، لَوْلا المُحَابَاةُ منّي، لم تُطقها مَسعاةُ عَنسٍ وَعبسِ
نَقَلَ الدّهرُ عَهْدَهُنّ عَنِ الجِدّ ةِ، حتّى رجعنَ أنضَاءَ لُبْسِ
فكَأنّ الجِرْمَازَ منْ عَدَمِ الأُنْـ ـسِ وإخْلالهِ، بَنيّةُ رَمْسِ
لَوْ تَرَاهُ عَلمْتَ أن اللّيَالي جَعَلَتْ فيهِ مأتَماً، بعد عُرْسِ
وَهْوَ يُنْبيكَ عَنْ عَجائِبِ قَوْمٍ، لا يُشَابُ البَيانُ فيهم بلَبْسِ
وإذا ما رَأيْتَ صُورَةَ أنْطَا كيَةَ ارْتَعْتَ بَينَ رُومٍ وَفُرْسِ
والمَنَايَا مَوَاثِلٌ، وأنُوشَرْ وانَ يُزْجي الصّفوفَ تحتَ الدِّرَفْسِ
في اخضِرَارٍ منَ اللّباسِ على أصْـ ـفَرَ يَختالُ في صَبيغَةِ وَرْسِ
وَعِرَاكُ الرّجَالِ بَينَ يَدَيْهِ، في خُفوتٍ منهمْ وإغماضِ جَرْسِ
منْ مُشيحٍ يُهوي بعاملِ رُمْحٍ، وَمُليحٍ، من السّنانِ، بتُرْسِ
تَصِفُ العَينُ أنّهُمْ جِدُّ أحيَا ءَ لَهُمْ بَينَهُمْ إشارَةُ خُرْسِ
يَغتَلي فيهمُ ارْتِيابيَ، حَتّى تَتقَرّاهُمُ يَدايَ بلَمْسِ

وَتَوَهّمْتَ أنْ كسرَى أبَرْوِيـ ـزَ مُعَاطيَّ، والبَلَهْبَذُ أُنْسِي
حُلُمٌ مُطبِقٌ على الشّكّ عَيني، أمْ أمَانٍ غَيّرْنَ ظَنّي وَحَدْسي؟
وَكَأنّ الإيوَانَ منْ عَجَبِ الصّنْـ ـعَةِ جَوْبٌ في جنبِ أرْعَنَ جِلسِ
يُتَظَنّى منَ الكَآبَةِ أنْ يَبْـ ـدُو لعَيْني مُصَبِّحٌ، أوْ مُمَسّي
مُزْعَجاً بالفَراقِ عن أُنْسِ إلْفٍ عَزّ أوْ مُرْهَقاً بتَطليقِ عِرْسِ
عكَسَتْ حَظَّهُ اللّيالي وَباتَ الـ ـمُشتَرِي فيهِ، وَهو كوْكبُ نَحسِ



أم عمرو غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 31-03-2009, 07:06 AM   #[6]
أسامة معاوية الطيب
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أسامة معاوية الطيب
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة elle مشاهدة المشاركة
شكرا على الرحلة السياحية المشوقة...


والسير بالأرواح لا الأبدان
وأنت كالعهد بك ... تحيطين كتاباتي بجميل السياحة ... وتسوحين بروحك ؟ يا لجمال روحك
شكرا مكررا ... لا يفي بالغرض ولكنه يفعل أضعف إيمانه
وللقصور غصة تأخذ من قلبي حتتين ... كيف يفعل الموت بها ما لم تستطعه كل حيواتهم السابقة من حضور ... لو دخلت حدائقهم لأشقفتي من هول الفجاءة على الأغصان ... ولرأيتي بأم عينك كيف تنزوي العربة الملوكية من أعين السواح
إنها الدنيا ... فاجعة بحق



أسامة معاوية الطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 31-03-2009, 11:33 AM   #[7]
أسامة معاوية الطيب
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أسامة معاوية الطيب
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معتصم الطاهر مشاهدة المشاركة
أسامة

وصف جميل وحى خاصة لمثلى يتخيل المساحة و الحجم ..
ثم أضفت له حياة ..

يؤلمني ما حدث

أرجو أن ترفق لنا صور اذا أمكن ..
ياباش كما اسمع الجميع ينادونك
شكرا على مقاسمة الألم
في صور لكن ينزلوهن كيف سيدي ؟
بحاولا ليك



أسامة معاوية الطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-04-2009, 07:37 AM   #[8]
أسامة معاوية الطيب
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أسامة معاوية الطيب
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر دورين مشاهدة المشاركة
[align=center]قد أدخلتنا الى أروقة القصر....
وعايشنا المشاهد مشهد فمشهد
حتى صهيل الخيول وصوت أقدام الجنود قد سمعناه....

شكراً لهذا التصوير البديع أخ اسامة....

وما عسانا نقول عن هذه التراجيديا....

لكنّها الحياة!!

كل التقدير
[/align]
ياقمر دورين
بيتنا نور كلو زينة
شكرا جدا
إنها الحياة ... تبدو ميتة في كثير من أحيانها ... رغم بذخ مباهجها المحيطة
لو أنك كنت هناك لرأيت بأم عينك كيف هربت الحياة من تحت تلك القصور وتركتها تكابد (الدلجة )



أسامة معاوية الطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-04-2009, 11:51 AM   #[9]
أسامة معاوية الطيب
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أسامة معاوية الطيب
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عمرو مشاهدة المشاركة
شددت انفاسنا أخي بذكرك حياة آل بهلوي...
وهذا هو حال ملوك الفرس من غابر ألأزمان..

أنظر كيف وصفهم البحتري:

حَضَرَتْ رَحليَ الهُمُومُ فَوَجّهْـ ـتُ إلى أبيَضِ المَدائنِ عُنْسِي
أتَسَلّى عَنِ الحُظُوظِ، وَآسَى لَمَحَلٍّ من آلِ ساسانَ، دَرْسِ
أذَكّرْتَنيهمُ الخُطُوبُ التّوَالي، وَلَقَدْ تُذكِرُ الخُطوبُ وَتُنسِي
وَهُمُ خافضُونَ في ظلّ عَالٍ، مُشرِفٍ يُحسرُ العُيونَ وَيُخسِي
مُغْلَقٌ بَابُهُ عَلى جَبَلِ القَبْـ ـقِ إلى دَارَتَيْ خِلاطٍ وَمَكْسِ
حِلَلٌ لم تكُنْ كأطْلالِ سُعدَى في قِفَارٍ منَ البَسابسِ، مُلْسِ
وَمَسَاعٍ، لَوْلا المُحَابَاةُ منّي، لم تُطقها مَسعاةُ عَنسٍ وَعبسِ
نَقَلَ الدّهرُ عَهْدَهُنّ عَنِ الجِدّ ةِ، حتّى رجعنَ أنضَاءَ لُبْسِ
فكَأنّ الجِرْمَازَ منْ عَدَمِ الأُنْـ ـسِ وإخْلالهِ، بَنيّةُ رَمْسِ
لَوْ تَرَاهُ عَلمْتَ أن اللّيَالي جَعَلَتْ فيهِ مأتَماً، بعد عُرْسِ
وَهْوَ يُنْبيكَ عَنْ عَجائِبِ قَوْمٍ، لا يُشَابُ البَيانُ فيهم بلَبْسِ
وإذا ما رَأيْتَ صُورَةَ أنْطَا كيَةَ ارْتَعْتَ بَينَ رُومٍ وَفُرْسِ
والمَنَايَا مَوَاثِلٌ، وأنُوشَرْ وانَ يُزْجي الصّفوفَ تحتَ الدِّرَفْسِ
في اخضِرَارٍ منَ اللّباسِ على أصْـ ـفَرَ يَختالُ في صَبيغَةِ وَرْسِ
وَعِرَاكُ الرّجَالِ بَينَ يَدَيْهِ، في خُفوتٍ منهمْ وإغماضِ جَرْسِ
منْ مُشيحٍ يُهوي بعاملِ رُمْحٍ، وَمُليحٍ، من السّنانِ، بتُرْسِ
تَصِفُ العَينُ أنّهُمْ جِدُّ أحيَا ءَ لَهُمْ بَينَهُمْ إشارَةُ خُرْسِ
يَغتَلي فيهمُ ارْتِيابيَ، حَتّى تَتقَرّاهُمُ يَدايَ بلَمْسِ

وَتَوَهّمْتَ أنْ كسرَى أبَرْوِيـ ـزَ مُعَاطيَّ، والبَلَهْبَذُ أُنْسِي
حُلُمٌ مُطبِقٌ على الشّكّ عَيني، أمْ أمَانٍ غَيّرْنَ ظَنّي وَحَدْسي؟
وَكَأنّ الإيوَانَ منْ عَجَبِ الصّنْـ ـعَةِ جَوْبٌ في جنبِ أرْعَنَ جِلسِ
يُتَظَنّى منَ الكَآبَةِ أنْ يَبْـ ـدُو لعَيْني مُصَبِّحٌ، أوْ مُمَسّي
مُزْعَجاً بالفَراقِ عن أُنْسِ إلْفٍ عَزّ أوْ مُرْهَقاً بتَطليقِ عِرْسِ
عكَسَتْ حَظَّهُ اللّيالي وَباتَ الـ ـمُشتَرِي فيهِ، وَهو كوْكبُ نَحسِ
شكرا على جميل المرور
وياللبحتري ... الشاعر المعماري
عكَسَتْ حَظَّهُ اللّيالي وَباتَ الـ ـمُشتَرِي فيهِ، وَهو كوْكبُ نَحسِ
وخلاص ...



أسامة معاوية الطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-04-2009, 11:18 PM   #[10]
بابكر مخير
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بابكر مخير
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامة معاوية الطيب مشاهدة المشاركة
قصـور الشـاه – بيـوت الشـعر والحـسرة(1)
( قصر قلستان) - مجموعة قصـور سـعادت آبـاد
حياة من ترف مستحيل تنام علی ذراع الموت ... وهو يمد لسانه هازئا ... وبين حاجبيه لذة ومتعة خيالية ... تعتري المكان عبرة وعِبرة دامية ... ما أفدح الحياة بين يدي الموت ... وما أفدح الموت بين أضلع حياة تتنفس ذاكرتها في صمت صاخب .
القصر حتی وهو في حضرة موت قاس لم ينس أن يدس في عينيه شيء من صلف وقهر ومهابة ... تقف في المدخل رجلان من البرونز بحجم الإنسان ... وفي هذا دلالة بالغة انتابتني حينها ... كانت الرجلان تقفان في صلف المعدن تطالعان الحضور ... يبدو ان التمثال تسلل يدا فيدا حتی تبقت الأرجل فقط تتحسسان قدرهما الحارق ... تحرسان القصر بعد أن انطفأت الأيدي التي اثقلتها النياشين والأوسمة وانحناءات الرجال لزمان طويل ... انطفأ الجبين الذي أوقد الكبرياء في أرجاء القصر وطفق يلفه بحنين يابس لأيامِ كانت الحياة تبدأ من عند رجليه ولا تنتهي عند رأسه ولا عند سقف قصره العالي ولا حتي عند آخر أوراق أشجاره باهظة العلو ... العتبات التي تفوق العشرين تقودك لمدخل تبقت عليه آثار رهبة ما ... طالما احتفي بخطوات الكثير من الملكات الفاتنات ... لكنه انتهی عند عهد ملكات شاه إيران محمد رضا بهلوي ... ارتعش تحت كبرياء ابنة الملوك فوزية فؤاد شقيقة الملك فاروق ملك مصر ... كانت أولی زوجات الشاه محمد رضا بهلوي ... لم تنجب له الولد وهو الذي كان يردد دائما ( العرش قبل الحب , والوريث قبل المرأة ) ... طلقها ... ثم غنت درجات المدخل علی أنغام خطوات الملكة ثريا اصفندياري صاحبة أجمل عينين حزينتين ... الملكة التي أعادت تصميم كنوز التاج الإيراني وصولجان الملك المرصع باللآلئ وبالماسة النادرة في العالم " درياي نور " التي تزن 1860 قيراطا ... ولبسته ضرتها اللاحقة ... خريجة جامعات باريس ... الفراشة فرح ديبا ... ولكنه يفتح صدره للعوام الآن ... الرخام يعرف تماما أن كثرة الأقدام التي تدخل سائحة للقصر تعلوها رعشة بعيدة وأنفاس متقطعة ... وكثير منها يشتغل بداخلها شمت كبير ... ولكنه ينام عن سطوعه القديم لغياب الحشم الذين كادوا يلحسون وجهه بألسنة من بريق فيما مضی من سطوة ... وهو يغرق في لا مبالاة السواح وقشر تساليهم وأعين كاميراتهم المفتوحة علی ماض شرب من سراب السنين ما بدا كالندبة الغائرة في وجهٍ صام عن الرهق ... الأعمدة التي تقف في انتباه صارم تكاد أن تقول شيئا ولكنها تنشغل بحمل السقف الجميل ... تتذكر جيدا كيف كانت الأحلام تجري واقعا علی كفوف أسرة بهلوي المالكة ( لقب بهلوي الملتصق باسم الأسرة الملكية كان خاصا باسم شخص يدعی محمود بهلوي ولكن سلب منه وحرم من استخدامه لأنه صادف هوی رضا خان الملك الأول ووالد الملك الأخير , كان اسم الأسرة قبلا بالاني ) ... بالاني ليس اسما جديرا بكل هذا الصولجان ... ليس جديرا بالعرش والتاج ( يعتقد المؤرخون أن هذا العرش هو الذي أحضره نادر شاه من الهند 1739-1740 أثناء عودته من هناك ... ولكن ليس له أي أثر اليوم , لأنه قد اندثر بعد اغتيال نادر شاه في أواخر القرن الثامن عشر , ومع أن العرش يسمی بالعرش النادري إلا إنه خاص بفتحعلي شاه القاجاري وموّقع في مكان الجلوس باسمه في مكان ظاهر ويبلغ عدد مجوهراته 26733 قطعة ) ( والتاج مصنوع من الذهب والفضة , مرصع بالماس فائق الجودة وحبات الزمرد المضلعة والياقوت الأزرق واللؤلؤ , وعمامة التاج مبطنة من الخارج بقماش المخمل القرمزي , وفي قبته حبة كبيرة من الزمرد وسط فص به 3380 قطعة ماس زنة 1144 قيراط , و5 قطع زمرد زنة 199 قيراط و 2آنة , وقطعتين من الياقوت الأزرق زنة 19 قيراط , و368 حبة لؤلؤ مستديرة , ويزن التاج من الذهب والجواهر والمخمل 444 مثقالا أي في حدود 2 كيلو و80 جرام , قام بصناعته مجموعة من الصائغين الإيرانيين العام 1925م ) لقب بالاني لايليق بكل هذا الثقل ... يليق به الاسم الجديد للأسرة التي دخلت لعالم الملوك من باب الشعب ... لم يكن الملك الأول رضا خان سوی ضابط في الجيش تدرج حتی أصبح وزيرا للدفاع وقائدا عاما بعد ذلك , ثم انقلب علی الأسرة القاجارية المالكة ونصب نفسه ملكا بمباركة المجلس المعين ورجال الدين ... كان عصاميا طموحا , يدمن الأفيون ويشرب العرقي ... جاء رجال الدين لاحقا وانقلبوا عليه ... المدخل يحوي صالة واضحة الترف بجانبيها غرفتين يفتحان عليها بأبواب ذات طراز فارسي فريد ... يبدو أنهما كانتا وقفا علی مراسم القصر ... الأن تعلو وجه أبوابهما لافتة صغيرة ... مكتوب عليها بخط جارح ... للعاملين فقط ... تتناثر الهيبة بين الأقدام ... حتی لتكاد تطأها ... البهو ... فارع جدا ... جميل جدا ... تتسمع أوامر أسرته المالكة من الصالات المطلة عليه بشرفات خيالية الوسامة ... سجادة أطول من خيالي بكثير تحتمي من العين بغبار ناعم يلف أطرافها ... وفاترينات عرض تشب من ثناياها قطع الشطرنج المنحوتة من أحجار تبدو أكرم كثيرا من الأحجار الكريمة ... ينحني وزيرها لفعل السنين بملكه الذي غرق في جمال النحت وبدا يابس الذاكرة ... والجنود يفعلون طاعة مهترئة بين أيدي الزوار وهم يلعقون الصبر الذي أسلم طابياتهم لإنكسار فاجع ... الأحصنة تسكن حركتها تماما وتنسی صهيلا لطال ما لوّنتها به أيدي الملك وهو يقفز بها عبر مربعات رقعته الوثيرة والآثرة ... الأفيال تقبع في زاوية من ضخامتها تلعق جراح زمن (يعاين في الظل ويطعن فيها) ... القطع زرقاء بلون الماء تخالطها خطوط داكنة ... وأخری خضراء زرعية كأنها من شدة نضرتها لم تسمع موت صاحبها بين أيدي القهر والنفي ... تماثيل من ذات الأحجار توزعت بنظراتها في المكان لكنها تقبع في حدود فترينتها المتربة ... لا تكاد تطالعها مرة حتی يرتد إليك البصر خاسئا حسيرا ... لا تعرف كيف ترسم حالتك حينها ... علی جانبي البهو صالة للانتظار الذي يبدو أنه ماكان مملا حينها ... تنشغل عن تأخر الملك عنك بنقوش السقف ... الذهب الخالص يبالغ في تزيينه ... ( إن الملك رضا شاه الأب أثناء تنازله عن العرش , كانت أملاكه تزيد عن أربعين ألف واربعمائة فدان من أجود الأراضي الزراعية في البلاد , وأكثر من طنّي ذهب خالص ) ... النقوش بدت وكأنها تخص المكان فقط ... خلقت من السقف سماء لحدود الخيال وسرحت تكتب قصائدها في أذهان المنتظرين ... سجادة من ألوان باهرة تنام علی الرخام الصاحي ... وطقمي جلوس يناهزان الكمال ... كانت قطع التماثيل الذهبية تتوزع علی المكان بدقة فنان فتشرح معانيها بهدوء يحتدم معه صراخ بالغ بالقلب ونشيج وأسی يقطر ... وصالة لكبار زوار القصر من ملوك ورؤساء ... الصالة غاية في الأناقة تجلس علی سجادة فارهة حيكت بقدرة فائقة علی الإبداع ... طقمين للجلوس الرئاسي ... علی الجدار فاترينة علی عرض الصالة ... منقوشة الأطراف بعناية ... تحضن تماثيلا وأشكالا تعود لتواريخ الحضارة الفارسية ... التي لم تقفل أسودها فمها يوما ... تفتحه علی تمثالين من المعدن النفيس ... واحد للشاه وهو يلبس بزته العسكرية كاملة النياشيين والأوسمة ... تطالعك من وراء نظراته ثقة الطبقات الارستقراطية بالنعيم الدائم ... نظرات لم تكن تعرف مفردة المنفی ولا أسطر اللجوء ولا كراسات الغياب الفادح هذا الذي يستخف بالشعر الذي استسلم للمشط وكريمات التلميع قبل أن يستسلم لطارق الخروج من الحلم ... الأسرة المالكة لم تقرأ في تاريخها الطويل دروس المفعول به , لأنها كانت دائما الفاعل العظيم ... لم تكن تعرف النصب أبدا وإنما فقط تحسن الرفع ... وكان السيد الشعب مفعولا به منصوبا علی ساحة أحزانه المستديمة ... يقف الأن منتصبا يطالع ذاكرتها من مدرجات الجماهير ... ينتصب فقط في ساحة الذاكرة ... هو دائما ينتصب طوال الليل ويصحو لانكساره المقيت وقد زاد واحدا ... التمثال الثاني لآخر الملكات ... وأجملهن ... أكثرهن حظوة عند الملك ... لأنها من أنجب له ... فرح ... وكأنها اختارت اسمها لما كانت عليه من معاني الفرح وهي تبدو في كامل ابتسامتها ... بفستانها العاري وصدرها الذي ما زال يحدق في الوجوه منذ سنين طويلة ولم تسلمه كل سنين الغياب هذه للتهدل والإنكسار ... محتدم السطوة وكأنه هرم من عجينة الجنس والكبرياء ... فرح ... تقف حتی وهي في تمثالها هذا أمام الملك ... أظنها ما كانت ترضی بأن وراء كل عظيم إمرأة ... واظنه أيضا ... تفضي الصالة الفارهة لطاولة الطعام ... هي مجازا طاولة طعام ... أو لأنني لم أجد لها اسما ... ولكنها كانت شيئا آخر ... وكأنها جاءت من كوكب خيالي الحياة ... تجلس علی رجلين من جمالٍ مستحيل ... تشاركها الكراسي التي تفوق العشرين الاستحالة في الجمال والترف ... قبالة كل كرسي أشواك وملاعق وسكاكين من الذهب ... وأطباق وأكواب بكل الأحجام من الكريستال الذي يتحدی كل السنين بلمعانٍ فارع ونقوشٍ ذهبية في أطرافه ... لا تدري كيف يمكن للمرء أن يأكل في طاولةٍ كهذی ... ولا كيف سيكون الطعام لهفتئذٍ؟ ... الستائر التي تخفي نوافذ من معدنٍ ثمين وزجاجٍ ألمع من الخاطرة كانت قد ألفّـت معاجم جديدة في المعاني وكسرت سنون أقلامي وأحلامي وآمالي ... علی الجانب الأخر مكتب نهاري للملك ... طاولة وكرسي هناك عند النافذة المطلة علی حديقة القصر التي تنام علی اربعمائة وعشر هكتارا من الخضرة الناعمة والأشجار فاتنة الظلال ... الطاولة والكرسي يعرفان كيف تبدو السطوة فيبديانها رغم غياب صاحبهما ... سطح الطاولة يحتفي بذاكرة اهتزاز الأرجل تحتها حين كانت الأيدي توقّع عليها مراسيم الحياة والموت ...ومقعد أشبه بسرير عند المنتصف مسقوف بنقوش خشبية فائقة الدقة وستائر لا توصف ... السجادة هادئة الألوان تضم عند أطرافها طقم جلوس رفيع ولكنه وثير جدا ... ملحق بهذه الغرفة صالة بلياردو ... طاولة البلياردو تبدو معتدة جدا بنفسها وسط الغياب الكبير لصاحبها الارستقراطي الوسيم ... لكن الحامل الذي يقف بجوارها مثخنا بكل أنواع العصي يتكئ علی كل ماضيه لمقابلة نظرات السوّاح ... علی علّاقة الملابس تندس رائحة عرق ملوكي في الفانلات والأردية الرياضية المعلّقة بين السماء وأرض عهود خلت تخلّف الموت في الأرجاء ... لكن مجموعات الكور الملّونة ما زالت تغرق في اندهاشها وتتطلع حولها لانحناءة الشاه التي لم يكن يفعلها إلا معها وهو يمسك بالعصا ويغمض إحدی عينيه ليملأ الأخری بالكور الملّونة وفتحات أركان الطاولة ... خارج الغرفة هذه لم يكن شيئا يملأ أعين ساكني القصر الواسعة ... السلم الذي يقودك للطابق الأول عريضا تتوسطه السجادة الحمراء بالخطوط البيجية علی أطرافها يتفرع عن بسطة تحمل قدرا كبيرا من هيبة القصر ويصعد من طرفيها سلمان صغيران يقودان إلی بهو أنيق ... تقابلك صالة واسعة كالأمنيات ... يختلف ذوق فرشها عن الأخريات ... كان الشاه يستقبل بها السفراء ... في اركانها تماثيل بيضاء لفتيات نصف عاريات يرقدن علی شوق عظيم ... ترقد بين أرجلهن ملاءات نابضة وتحتها ترتعش الحياة ...متصلة بها صالة الطعام ... تختلف عن سابقتها في أنها تتوزع لطاولات تسع ... تضم كل واحدة إليها ستة كراسي بذات الجمال المستحيل ... تبدو وكأنها تستخدم لحفلات الملك ... الغرفة التي تفضي لهذه الصالة ببابٍ صغيرٍ كبادئة حلم ... غرفة نوم الملك ... سرير لا توصفه اللغات كلها تحته وفوق السجادة الساحرة يقبع نمر في كامل جلده البهّي كمفرشة ربما تستعمل في مداعبات ما ... يحدق بوجهه في كرسيين فقط لجلوس خاص جدا ... الحمام الملحق بالغرفة لم يتسنی لي مطالعته ... لحسن حظي ... لأنني ماكنت احتمل وصفه ... ورائحة الصدور الملكية العارية تعبق فيه ... التسريحة الخاصة بالملكة تعلّق الكون من أهدابه علی مراياها المصقولة حد السفور والمنقوشة بذهب أكثر صفرة ولمعانا من شمس الشعراء ... المقعد يحتفي جدا بجلوسها المستمر عليه حتی لكأنه يمدّ لسانه للكون ... مغطیٌ بقماشٍ مخملي قرمزي ناعم بدرجةٍ تدمع الأوتار ... يليق بمؤخرة ملكة ... يليق بها تماما... الدواليب ... أو خزانات الملابس كما يسمونها ... تشير إلی أي نوع من الملابس يمكن أن يكون فيها ... خاصة تلك التي تلتصق مباشرة بالأجساد الملوكية ... السقف الذي يظلل البهو الأرضي ويمتد حتي نهاية طوابق القصر يمثل لوحات لحروب خاضتها الممالك القديمة في رسم ينطق بالحياة ... تطالعك من كل القصر ... اللوحات تنتشر في جنبات القصر تملأ المكان بحيوية التاريخ وحضوره النافذ ... من البهو الأرضي يقودك سلم رخامي واسع من جانبي القصر علی جدران برونزية توحي إنارتها الملونة والفاتنة بأنك مقبل علی ملهی عظيم ... وحين تصل لأسفل القصر تعرف أن لليل معني آخر هنا والدهاليز تقودك من صالة لأخری تمر بين يدي نشوة رحيمة ... وكؤوس يحف بها حبب الدنيا والعالمين ... ولوحات تمثل كل مراحل الفنون ومدارسها... وفنوغرافات لابد وأنها كانت تعزف مقطوعات تماثل روعة المكان ونعومة أكمام فساتين الأميرات وأحلام الأمراء ... كانت النوتات حينها تعزف الكون نجمة نجمة.
القصر الأبيض المهيب الذي يمثل المبنی الرئيسي في الحديقة التي تحوي ثمانية عشر قصرا آخر تتوزعها الأسرة والحاشية ... يعود تاريخه لعهد ملوك القاجارية التي سبقت الأسرة الملكية البهلوية ... يستقبل القبلة ... اعتقد انها المصادفة وحدها ... أو لدواعي هندسية محضة , لأن الحديقة والقصور كلها لم تحمل أي بصمة لدين ... ليس هنالك ما يشير لعلاقة مع أله ما ... ( أحمد شاه آخر ملوك العهد القاجاري الذي توفي في الثانية والأربعين من عمره بتضخم في الكلی , كان شابا مؤدبا ارستقراطيا , يلعب التنس والبلياردو , ويمارس الصيد , يعشق الموسيقی الكلاسيك , لم يصل , ولم يصم رمضان في حياته )... قطعا لم يكن وحده ولكنه فقط بلا حظ يستره ... فقط الشقي من تصادفه القيود ... البحيرات المصنوعة بترف الكون كله تفتقد أجسادا لطالما حمل عريها قصائد من وله فاتن وغناء من طفولة مفضوحة بأجساد شابة ... الأجساد المغسولة بحنطة اللذة كلها ... كانت تلامسها مياه أحواض السباحة الصافية التي ترفل في زرقتها لا نهائية النقاء ... كانت تلبس عريها الفاتن وحده ... والمياه تنساب ( للدواخل ) دقيقة التضاريس باهرة الاستثارة ناصعة الفتنة وهي تبدأ حفلات الفرح الملوكي عندها ... عند شواطئها العشبية أحيت الليالي أعراسا شبقة وأماتت النهارات هسيس همس ناعم ولذيذ ... وعند مقاعدها المستطيلة البيضاء حلقت النشوة وطارت اللذة قبل أن تحط نائمة بين ذراعي لحظة خاصة ... حديقة القصور الملكية هذی أنبتت كل أشجار المواسم الكونية ... بها مشاتل أفريقية استوائية وموالح متوسطية وكل أشجار آسيا العظمی ... فاكهتها من كل لون ... يؤتی بها متشابهة ... ولكنها تفصح عن طعم آخر ... الميادين الجميلة تفرش للملك والأسرة ملاعب خاصة بالجولف والتنس الأرضي وكرة القدم ... والعربة الفارهة التي كانت تجرها الخيول الملكية تتكئ علی ذاكرتها خلف القصر وهي تسمع أصواتا تختلف الآن علی ظهرها ... تقف علی شكل دائرة مسقوفة بستائر القطيفة الحمراء بزركشات ذهبية علی أطرافها ... بها مقعدين متقابلين يحجبهما الشكل الدائري عن السائس الذي يقعد علی مقربة من مؤخرة الجياد الأصيلة ... يالحالها ... تكاد تخنقها العبرة وجموع السواح يتبادلون الصعود والنزول عنها لالتقاط الصور التذكارية علی صهوة ممتلكات الشاه الملك ... يرهقونها بومض الفلاشات القاتلة ... وهي تذكر كيف كان الملك يتفقد حديقته وشوارع مدينته عليها في صمت رهيب وسطوة نفاذة ... كيف كانت الملكة تسرب غنجها الباهر عبر مسامات المقاعد الوثيرة ... تحلق حمامتين من ابتسامتها ترفان بأجنحة من نعومة حتی لتكاد تحطان الآن علی سقف ذاكرتها ... وكيف كان صغار الأمراء يدفعون بطفولة مختلفة خيولها نحو شباب يحمل ترف الكون بين يديه ... ماكان الموت حينها يحسن الدخول رغما عن مداخل الحديقة الأربعة ... ولكن الحياة أخذت عزة القصر وساكنيه وسافرت ... وبقيت حسرة في جنبات القصور وصفرة في أطراف أوراق الأشجار ورعشة تعلق بالوسائد الملكية ... ومضت السنون ولكنها لم تسلب أثاث القصر سطوةً سربها الملوك لحظةً لحظة لحواشيه فبدا رغما عن الغياب حاضرا يحكي ذاكرةً ما...


أسامة معاوية الطيب طهران 12/07/2005م
الإبن الحبيب اسامة
آحر حاجة أنك تمرق من المولد بدون حمص،،
دي البقت عليّْ عمك،
الكتابة بونطيها صغنوني...
الحبيب، خطك جميل، بس عليك الله كبر لينا الخط
عشان نقرى ونستمتع،،
شايف الربنا حفظ ليهم سلامة نظرهم،،
مبسوطيييييييييين من الموضوع،،
يا إدارة شايف حاجات كتيرة بتفوت علينا بسبب صغر البونط،،،
يمكن دآ الخلآ هاشم طه، مندس الأيام دي،،
عشان ما قادر يقرآ
ذي حالتي كدآ؟؟



التوقيع:
بابكر مخير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-04-2009, 07:06 AM   #[11]
أسامة معاوية الطيب
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أسامة معاوية الطيب
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بابكر مخير مشاهدة المشاركة
الإبن الحبيب اسامة
آحر حاجة أنك تمرق من المولد بدون حمص،،
دي البقت عليّْ عمك،
الكتابة بونطيها صغنوني...
الحبيب، خطك جميل، بس عليك الله كبر لينا الخط
عشان نقرى ونستمتع،،
شايف الربنا حفظ ليهم سلامة نظرهم،،
مبسوطيييييييييين من الموضوع،،
يا إدارة شايف حاجات كتيرة بتفوت علينا بسبب صغر البونط،،،
يمكن دآ الخلآ هاشم طه، مندس الأيام دي،،
عشان ما قادر يقرآ
ذي حالتي كدآ؟؟
حبيبنا بابكر مخير
سلامات وأنت مشرفنا رغم صغر الخط والحظ في انك تقرانا
من المرة الجاية ياكبرت الخط يا علقت ليك نظارة يا حبيبنا
بالمناسبة كان عندنا صديق كبير وحبيب في طهران اسمو محمد عمر مخير كان رئيس بعثة الصليب الأحمر الدولية ... الزول دا لازم يكون قريبك لأنو من أروع الناس الشفناهم
كن دايما بخير



أسامة معاوية الطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-04-2009, 07:15 PM   #[12]
نعمات حمود
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية نعمات حمود
 
افتراضي

اسامة معاوية ....
ملك الجمال ..والخيال والكتابة ...اتابع منذ امد ما تخطة بمتعة ..
يزيدني رفعة وجودك معي هنا وتمنيته منذ زمن ...وعذرا حزينا ان لم ارحب بمقدمك بيننا فقد فاتني العرس ...ولكن الاشياء الجميلة تاتي متاخرة ...ويقولون ختامه مسك ..
اهلا مليون بيك ...وطن محبة عربون بداية ...وحاجات تانية حامياني ...
فوفو ومخير يمتنعون ...
لك محبتي وعميق التواصل
النعمه



التوقيع: نعمات حمود
نعمات حمود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-04-2009, 07:02 AM   #[13]
أسامة معاوية الطيب
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أسامة معاوية الطيب
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نعمات حمود مشاهدة المشاركة
اسامة معاوية ....
ملك الجمال ..والخيال والكتابة ...اتابع منذ امد ما تخطة بمتعة ..
يزيدني رفعة وجودك معي هنا وتمنيته منذ زمن ...وعذرا حزينا ان لم ارحب بمقدمك بيننا فقد فاتني العرس ...ولكن الاشياء الجميلة تاتي متاخرة ...ويقولون ختامه مسك ..
اهلا مليون بيك ...وطن محبة عربون بداية ...وحاجات تانية حامياني ...
فوفو ومخير يمتنعون ...
لك محبتي وعميق التواصل
النعمه
النعمة
صباح الجمال كلو
في بيتنا قمر ؟
مرورك يثلج المايتثلج ... شكرا جدا عليه
في انتظار الحاجات (الحامياني) دي
بي زيارتك بيتنا نور
والحروف ممتنة ليك



أسامة معاوية الطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-04-2009, 10:29 AM   #[14]
فيصل سعد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فيصل سعد
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نعمات حمود مشاهدة المشاركة
اهلا مليون بيك ...وطن محبة عربون بداية ...وحاجات تانية حامياني ...
فوفو ومخير يمتنعون ...
لك محبتي وعميق التواصل
النعمه
ظهرتوها عاملة يا ننو و سمسم
لكن وحياة الخوة بطريقتك دي الخواجة تب ما خاتي عليك
اعملوا حساب المحلبية و كدا

يديكم العافية ..



التوقيع: اللهم اغفر لعبدك خالد الحاج و
تغمده بواسع رحمتك..

سيبقى رغم سجن الموت
غير محدود الاقامة
فيصل سعد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-04-2009, 10:35 AM   #[15]
أسامة معاوية الطيب
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أسامة معاوية الطيب
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيصل سعد مشاهدة المشاركة
ظهرتوها عاملة يا ننو و سمسم
لكن وحياة الخوة بطريقتك دي الخواجة تب ما خاتي عليك
اعملوا حساب المحلبية و كدا

يديكم العافية ..
بالرغم من يمتنعون الفوق دي كلها يا(فوفو)
المحلبية واللا المجموع ؟
شكرا ليك يا سيدي



أسامة معاوية الطيب غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 09:11 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.