نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > مكتبات > مكتبة أسامة معاوية الطيب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-09-2009, 10:18 AM   #[16]
أسامة معاوية الطيب
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أسامة معاوية الطيب
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رأفت ميلاد مشاهدة المشاركة
ده بوست كان وين .. ياااه يحتاج قهوة طازجة وإعادة قراءة ..
يا سلام يا أسامة على السرد .. المدن أمهات آخريات .. لا يقلوا عنهن حنية .. وأوسع منهن أحضاناً ..

متابعين ..
رأفت ميلاد

القهوة الطازجة هي حضورك ... ومعا لأحضان المدن
بيني وبين روائح المدن قصص من العشق لا تنتهي ... يعني بعد مية سنة لن ترواح أنف ذاكرتي رائحة بورتسودان تجاه الركن الهادئ في شهور الشتاء ... ولا طعم مطرتها النقناقة هناك ( نقة بي فهم مش ساكت )
ياخي أسعدني أن تقرأ كتابي هذا



أسامة معاوية الطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-09-2009, 08:51 AM   #[17]
أسامة معاوية الطيب
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أسامة معاوية الطيب
 
افتراضي

وهي – قمم الجبل الثلاث - أقرب منظرٍ من كل زوايا المدينة وأقرب عشقٍ من كل ملامحها ، وأبعد أثراً في نفوس زائريها ، وكانت سبباً في حالات الوجد التي زينت جيد أغنيات أهل السودان ، والكل يردد ( حبيت عشانك كسلا وخليت دياري عشانك … وعشقت أرض التاكا الشاربة من ريحانك ) وكل ما مرّ في طرقاتها عبر الذاكرة أهلها وهم يهوِّمون في غربة العاصمة كلما اهتاجت بداخلهم أشواق القهوة والشعر الكثيف الذي يخفي ( الخلال ) على طوله ويفيض ودكاً ورائحة ( كاسلا .. كاسلا .. أنا قلبي سافرا ) ، وثمار المانجو في كسلا ومنذ زمان بعيد أروع وصفٍ لمحبوبةٍ تسكن جراح وحروف مغنيها ، وظلّت حدائقها الغنّاء تبالغ في زيّها الأخضر الجميل الموشّى بيانع الزهر وناضج الثمر والمطرّز برائع الورد ، حتى اصبح الناس يفتتنون ببصلها – ولبصل كسلا سمعةٌ نافذة – ناهيك عن برتقالها و( والموز أبو نقطة ) وأنواع المانجو والبلح التي تحرج بقية الأمصار و الأرياف ، تنام الحدائق على طول المدينة وعرضها مفتوحة العينين والورود ، وتصحو على خيوط الندى يرسم عالمه على ثياب النساء وجلابيب الرجال وهم يبدءون موسم القطف صباحاً قبل الدخول للسوق التي لا تعرف لها مدخلاً أو مخرجا ، كلها أكوام الفاكهة وشلالات عطر البرتقال والجوافة بلونيها وحمرة القريب فروت المميزة واصفرار المانجو ذات الأسماء والروائح والطعم المختلف ، تدهش الزائر حين يؤتى إليه بها متشابهة ، والسوق ضاجة الحركة تبدو عربات ( الكارو ) الصغيرة تجرُّها الخيول معطونةٌ بالرائحة واللون وتداخل الطعم ، بعضها ارتكز على جدران دكاكين ( غرب القاش ) الصغيرة يفعل الزمن فعله في طينها القديم ، نادرا ما ترى الطوب الأحمر ، في انتظار ذهابٍ قريب للحقل المتورّد بأكوام الفاكهة وأصوات النساء ، وبعضها انشغل مع خيولها في التلفت صوب نداءات الباعة المنتشرين ، تصدر عجلاتها أزيزاً دائماً ، ريثما يفرغ الحمّالون المقاطف من على ظهرها ، وأصوات الباعة موسيقى أخرى تغمض الأجفان وتفتحها على عوالم جديدة للروح مفسحةً المجال أمام وجد الصوفيين الذين يقف بينهم وعلى مقربة من الجبل الملهم (ضريح السيد الحسن) ، سقفه السماء ، يقولون أن غارةً (طليانية) أخذت سقفه في ما مضى ولكن الأنصار أيضاً خلوّ بينه وبين السماء دونما يقصدون ، وظل يطالع النجوم من صحن داره ويتوق لسحبٍ تغازله دون أن تبلل (بروشه) الناعمة ، يغسل بدموع مريديه ، أحزانهم وكل طوارق حياتهم.
وكسلا التي تحنو على الريف بداخلها حنواً عميقاً وهو يهب سوقها حياة الجنان وروعتها ، تبدو كمدينة وسيمة الشوارع والأبنية ، أنيقة العمران ، رشيقة حركة المواصلات ، تصطف على خطوط مواقفها الكثيرة حافلات الركاب الصغيرة ( كانوا يسمونها البرينسات ) وباصات الضواحي بأبواقها المميزة ، وتطل على نهرها العظيم الحدائق دائمة الشباب ، تكتب مع أرتال المحبين صفحات الغرام الزاهية ، وقاعاتٍ حكومية وشعبية تضفي على المكان المخضر ألوان أخرى ، والنهر يرقد على شاطئيه الخضر يتأمل الجسر المعلّق فوقه تمرّ عبره حكايات المدينة وسنين وروايات تاريخها الطويل ، والأحلام التي تحيط بمستقبلها ، وهو يضع يداً على يد تحت رأسه ويقرأ كتاب ماضيه ، وعلى مقربةٍ من الجسر الجديد يتأرجح الجسر القديم متأوهاً مع كل حركةٍ على أيام مجده الغابرة والنائمة في أذهان رفاق مشواره من أهل المدينة ، ومتألماً من وقع الخطا على ضلوعه الواهنة يستند فقط على عناية الله.


نواصل



أسامة معاوية الطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-09-2009, 10:04 AM   #[18]
أسامة معاوية الطيب
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أسامة معاوية الطيب
 
افتراضي

ومدينة كسلا من المدن السودانية الفريدة التي اختلط أهلها من قبائل الشرق الكثيرة مع قبائل السودان متباينة السحن واللسان والثقافات متفقة السماحة والطيبة وحلو الجوار ، وكذلك تسكنها مجموعات كبيرة من الجاليات ، أصبحت جزءً من تكوينها الإثني والثقافي ، مجموعات كبيرة جاءت من الهند وجعلت لنفسها حياً منفصلاً ( الحي الهندي ) لا يزال يُقفل ليلاً ويُفتح نهاراً ، ينغلق على ذاته بمدارسه وأنديته بأبواب وجدران كبيرة ولكنها ظلت تسرب عبر سمائها المفتوح ثقافتها وتستشف تراث وحضارة المدينة الجميلة ، وتتفاعل معها بذات روح أهلها ، تميزهم شعور نسائهم شديدة السواد والطول ، ولثغة اللسان الآسيوي ، ومحلات بيع القماش والعطور التي تملأ السوق ، والموتوسيكلات التي برعوا في قيادتها ، يذوبون في سودانية الطبع لا يملكون تغيير سحنات آسيا ولكن نهر القاش بدأ يعمل على تغيير لون شعر أبنائهم ويكسوه بحمرة رقيقة ، لسانهم أسلمته الليالي إلى اللهجات المحلية لا يذكر من أمر (الأوردو) وصاحباتها شيئا ، وكذلك تسكنها الجالية الأثيوبية والإرترية تتفق معها في كل شئ عدا اللسان ورويداً رويداً تزول غربته ، وينتمون لكسلا المدينة الدافئة كامل الانتماء.
ومن أشهر أحيائها حي الختمية تسكنه قبائل الشايقية والجعليين والهدندوة ، يبدو كسودانٍ مصغر يقف خلفه الجبل بشموخه ونسمات فضائه العريض متأملاً في ملامح المدينة التي تنام وتصحو بين يديه وتتقافز القرود على أعلى قممه الثلاث ملاعبةً الأطفال والشباب ، متطلعة إلى تجوالٍ قريب بين حدائق الموز المنتشرة على جنبات نهر القاش المتمرد ، تحوّله ليالي الصيف إلى رمالٍ تكسو الرمال وذكرياتٍ تحكي الأمس والماضي وضفافٍ تلعق الصبر في انتظار قطرات ماء تبلل حلقها الجديب ، ولكنه وحين الخريف يأتي مارداً يسوق أمامه عنفوان الشباب وتمرده ويقضي دائماً على مساكن حي غرب القاش الصغيرة ليمنحهم القدرة على خلق بيوت أوسع قد يمحو آثارها حين عودته القادمة ، وما بين نومته وهياج صحوه تخلق كسلا حياةً كاملة الجمال والخضرة تلتقي كلها عند شاطئيه عصراً ، صغاراً وكباراً ، وللمحبين على رماله أسفارٌ من الوله والشوق ...
على الرملِ
كان القاش يبذر أغنيات الحبِّ في الأحداق
فتنبت وردةً حمراءَ
تأخذ شكل هذا القلبْ
وكانت لوعة العشّاقْ
تنام على سرير العشبْ
على الرملِ
زرعنا الوعدَ باللقيا
وبتنا طيَّ هذا العشقِ أغنيتينِ من أشواقْ

ونواصل



أسامة معاوية الطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-09-2009, 09:19 AM   #[19]
أسامة معاوية الطيب
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أسامة معاوية الطيب
 
افتراضي

وحين تبدأ الشمس سفرها اليومي تسكن أصوات العصافير آذان المدينة زقزقةً وانشراح ، والليل فيها موائد النسيم وسحره ، عبر ممرات السواقي الضيقة كثيرة التعريجات إلى أن تلفّك الوحشة بكامل سطوتها ، تلتقيك المساكن ، تبدأ أصوات ساكنيها تكسر عنك رجيع الهواجس فتتناسى الأغنية الباهتة التي كنت تدخرها لرعشات الخوف هذه وصوت أرجل العالم كلها تخطو وراءك وأنت ( تعصر وتخبّ ) وتكاد تطير ، الأطفال يلعبون لعباتهم الشعبية المحببة والرجال يتسامرون قرب دكان الحي متقد الذاكرة والطرفة والحضور وفوانيس الجيران وكهرباء المدينة ( الما مضمونة ) والشباب يستفزون قدراتهم كلها في مجالس أنديتهم المختلفة.
وفي حي ( السكة حديد ) يجتمع السودان في توادد الأهل ونبل الأصدقاء ووداعة الأحباب ، تكاد بيوته دائرية الغرف وفناءات الدور تكون داراً واحدة تطل عبر جدرانها أوراق أشجار الجوافة والليمون وعرائش العنب التي تطول على ظلالها الوريفة جلسات القهوة وأحاديث الظهيرة المخلوطة بالنعاس اللذيذ والإرهاق ، ويسطع فيها نجم الراديو تغسل أغنيات برامجه النهارية أوجاع الحقل وأعباء السوق ومسؤوليات المنازل الكثيرة ، ومن جميل ما يميز كسلا أنها لم تسلب ساكنيها من بقية القبائل ومناطق السودان وحتى خارجه ذواتهم ولم تترك ثوبها هي كذلك ، تجد عبر ليلها المملوء أشجاناً وأفراحا ، نقارة أهل الغرب وطنبور الشماليين وباسنكوب الشرق وشعورهم الطويلة التي تشكو تغوّل الزيت الدائم عليها ، وتجد في قلب المدينة أوركسترا أهل الوسط وكلها محضورةٌ دائماً ، عامرة تفيض إلفاً وقربى ، وفي السوق الكبيرة بوسط المدينة ، تنتظم أكوام الفاكهة المبعثرة في سوق غرب القاش الصغيرة ، على مناضد خشبية مختلفة الألوان والأسماء تأخذ زينتها عند كل صباح بعد غسلها ورصها في أشكال هندسية جميلة ، ولكنها تحافظ على سعرها الزهيد في السوقين ، ولو أنها تبدي بعض الغلاء بوسط المدينة لحرص زوّار المدينة من عرسان السودان الذين يحجون إليها على شراء فاكهتها المشهورة حين عودتهم إلى مدنهم ، وتسيطر على مطاعمها وجبات أهل الشرق الرئيسة يبدو ( السلات ) وهو عبارة عن لحمٍ ينضج على حجارة محماة بالنار في كامل دسمه واحمراره الشهيّ ، ويتألق ( القُرار ) اللحم المحشو في ( مصران ) الخروف ، لكأن كل توابل الحضارات مزجت بخلطته وكل قوائم الطعم اصطفت عند ضفة حجارته المتقدة فلا تكاد تشبع منه ولا تكاد تخطئ نظرة النصر في عيون الطاهي وهو يهبُّ ناره ويغني بابتسامته التي تفوق الضحك بمراحل ، يصاحبها بأغنياتٍ محببة وبعض رقصٍ يهزّ فيه رقبته بمهارة فائقة ، ولكن الفول يظل ملمح كل المدن السودانية ، يزيده السمن البلدي حضوراً في مطاعمها البلدية التي لا تفتر عن تقديم وجباتها طوال اليوم وتضجّ قربها المقاهي تقطع سكون الليل بأنفاس الشيشة وبخار الشاي ورائحة القهوة وونسات السمّار ، تتميز مقاعدها الخشبية باللونين الأخضر و(اللبني ) مع سواد اتساخٍ يطليه بها الزمن والناس ، وهي من أميز ملامح المدينة تجد فيها أخبار العالم ونتائج مباريات إستاد كسلا المفضوح بارتفاع الجبل ، يتحد فيها الصبر والأمل والحب والرغبة وتتطاير الأحلام مع لفافات دخان الشيشة وينجو العقل ببعض خدرها من التفكير في الواقع المر ، والطريق السريعة خارج المدينة لا تنتهي بعد خروجها إلا إلى حدائق وسواقي وضواحي كسلا التي تملأ سوق غرب القاش بالحياة ، وتمتد مدّ البصر أحزمة الخضرة حول المدينة حتى لتكوّن على جيدها وشاحاً من الخضرة والجمال عقده الجبل الذي لا تبرحه سحاباته وذيولها الضبابية وقروده التي تغيب ساعات العصر حين يضجّ الجبل باللقاءات وتبدأ بعد الغروب في ملء أسماع المدينة بأصوات ألعابها وبهجتها الممتدة عبر أزمانٍ وأزمان.
لا تكاد تغادر مدينة الجمال المتجدد تلك إلا وتلتفت صوب ذكرياتك فيها تطالع الجبل وهو يودعك بجبينه المغسول وسحاباته الدامعة ، حتى تغيب عنك ، فيبدأ القلب عندها في التلفت والشِعر يحوّم حولك " كسلا أشرقت بها كأس وجدي " قبل أن يغنيها الكابلي ويبدل الكأسَ بالشمسِ لاعتباراتٍ لا تخصّ المدينة ، ولا حالات الإلهام العميقة ، ويظل الجبل يقاطع المسافاتِ وأنت راحلٌ عنها حتى لتظنه يتبعك وهو غارقٌ في عشقه حتى أخمص حجارته ، وتتقد بينك وبينه لغة الهوى فتنام على أشجانك ويصحو الغناء.

و ... نواصل



أسامة معاوية الطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-09-2009, 12:40 PM   #[20]
أسامة معاوية الطيب
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أسامة معاوية الطيب
 
افتراضي

موانئ تتوق لمراكب الشجن
بورسودان تكتب بالعربي رطانة الوحدة (5)
تبدأ علاقتك بها منذ أن تلوح جبال الشرق كلها ذات النواصي التي ترافق السحاب ، منذ أن تبدأ رائحة القهوة تلامس عينيك وحواسك كلها ، منذ أن يقف العالم كله على رجلٍ واحدة ويبدأ في السخرية اللذيذة ، منذ أن يبدأ الرمل يصادق الشعر ويسكن في زمن الشامبو هذا ، ومنذ أن يغالط الجدب رغبة الشجيرات في النمو فتبهت ألوانها ولكنها تظل تقلق الوجود بحياةٍ يائسة لا ظل لها ولا ثمر ولا يصالحها نسيم خلال دورة حياتها الميتة في خلاء لا يعرف عن الخضرة شيئا ولم يسمع عن كلمة حديقة ، مع أن إحدى قرى ومحطات الشرق الشهيرة اسمها الحديقة ، يجب أن يكون لها معنىً آخر في رطانة الشرق ، ليس بها سوى بيت ناظر المحطة وبعض صبية يبيعون البيض المسلوق جدا حتى تبدو أضلاعه ، على الرصيف العاري ، ولكنك تصادقها وأنت تقرأ العيون في (درديب) التي تبيع كل شئ حتى العناقريب للمبيت ، بلا شئ ، تنتشر في ساحاتها ذات الأرض السوداء حد الخصوبة ، المقاهي وطبليات الصبية ، يتقافز منها اللبان وبسكويت (شلتين) الخفيف والسجائر والبلح الحلو على حد دعايتهم التي يفضحها السوس أحياناً ، وغالباً ما تطبع سنكات زائريها برائحتها الفريدة ، خليطٌ من الحبّ والرطوبة والحفاوة واعتدال الطقس ورمل الضريح وابتساماتٍ تسكن الشفاه التي حفظت القرآن وآثرت العرَّاقي والسديري على كل موضةٍ وجديد ،

مواصلين



أسامة معاوية الطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-09-2009, 05:02 PM   #[21]
فيصل سعد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فيصل سعد
 
افتراضي

سلامات يا اسامة
و كل عام و انت بخير،
نتمنى مواصلة السرد و الابداع ..



التوقيع: اللهم اغفر لعبدك خالد الحاج و
تغمده بواسع رحمتك..

سيبقى رغم سجن الموت
غير محدود الاقامة
فيصل سعد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-12-2009, 12:55 PM   #[22]
فيصل سعد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فيصل سعد
 
افتراضي

لو وشوش صوت
الريح في الباب
يسبقنا الشوق
قبل العينين ..

و منتظرنك و كدا ..



التوقيع: اللهم اغفر لعبدك خالد الحاج و
تغمده بواسع رحمتك..

سيبقى رغم سجن الموت
غير محدود الاقامة
فيصل سعد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-01-2011, 01:04 PM   #[23]
طارق صديق كانديك
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية طارق صديق كانديك
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيصل سعد مشاهدة المشاركة
سلامات يا اسامة
و كل عام و انت بخير،
نتمنى مواصلة السرد و الابداع ..

ياريت والله



التوقيع: الشمس زهرتنا التي انسكبت على جسد الجنوب
وأنت زهرتنا التي انسكبت على أرواحنا
فادفع شراعك صوبنا
كي لا تضيع .. !
وافرد جناحك في قوافلنا
اذا اشتد الصقيع
واحذر بكاء الراكعين الساجدين لديك
إن الله في فرح الجموع



الفيتوري .. !!
طارق صديق كانديك غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25-01-2011, 08:10 AM   #[24]
أسامة معاوية الطيب
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أسامة معاوية الطيب
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق صديق كانديك مشاهدة المشاركة

ياريت والله
الملك فيصل
والرئيس طارق
صباحكم خير

جدا سادتي نواصل

كانت مخازن المعهد الديني تضج حين شهور الدراسة بالخناجر ، والعصي الغليظة ، واحدها سفروق ولكني لا أعرف لها جمعاً ، يتوق أصحابها لانتهاء الفصل الدراسي حتى يعودون لجلودهم التي بدلتها قاعات الدرس ، وكانت الدورات المدرسية تستفز عزوفهم عن ارتداء ملابس الرياضة بعد أن غرقوا في السربادوق الواسع ، تزين رجليه قطعة القماش الملونة تبدو في مثلثها المميز أناقة أخرى لم يكتشفها العالم بعد ، وتأتي العقبة لترسم لوحتها في العيون الخائفة والقلوب الرهيفة والذاكرة المشحونة بصور الحوادث ، ولازالت رغم انعدام خطورتها الآن تخلق توجساً عميقاً لحد الصنَّة التي تصيب البص وهو يقطع جبالها الجميلة ، تتناثر الأشجار في سفوحها الغائرة في كبد الأرض السمراء ، وربما لبعد المدينة الكبير عن بقية أطراف السودان ما خلق لها هذه الخصوصية في علاقات أهلها فقديما كان الداخل إليها مفقود والخارج عنها مولود فقط يعرفون من حياتهم حدود مدينتهم الأنيقة قبل أن تجتاحها مواسم الذباب والرطوبة التي تذهب بنضرة الوجوه ونسائم الليل وبقايا الكهرباء (وشوية الموية) وتبقي على كل الحر وذكريات الشتاء دامع السحاب باسم الأرض تتنسمه الليالي فتفضح الصباحات بعبق الهواء الخفيف حد الملاطفة والجميل لدرجة الغزل فيبدو الجو (أوربي عديل كدة ) تغسل الأمطار برذاذها الناعم غصون الأشجار فيضحك السوق النائم على كفوف ( أجمل فول في العالم ) يمرّ بين مقاعد مطاعمه السمن البلدي يغرقه حتى أطراف خبزه الحار ولطعمه صورٌ من كل موائد الكون عندما يتعادل الهلال وحي العرب وحينما يمسي كل أهل المدينة مدربٌ ومحللٌ رياضي ، يسهبون في تفاصيل كثيرة كأنك لم تحضر مباراة الأمس ، فلا محرز الهدف هو محرزه ، ولا الفنون التي يتحدثون عنها صادفتك بالأمس ، لو سمعت التعليق فقط ندمت على غيابك ، ولو حضرت عجبت من هذه الكرة التي تلعب على طاولات الونسة ، الأمر كله معلَّقٌ على كرةٍ تائهة يصادفها (غصباً عنها) المرمى فتقلب أحوال المسطبة (العجيبة) والمدينة لأيام ، وأحياناً لحين موعد المباراة القادمة ، إنها اللغة التي أضرّت بالكرة السودانية حيث لم تزل الدولة تتعامل بها ، تسيطر ونسة صنَايعية المنطقة على فكر أهل السياسة والاقتصاد والأدب والرياضة وها نحن نطالع ساعة الهزائم التي تُرى بكل عينٍ كسيرة.ومنذ زمانٍ طويل نتحرى ( هلال ) انتصارات جديدة ، وهذه فقط التي يغفل عنها المجمع الكريم ، يكبّرون العمم ويرصّون أمامهم زجاجات العصيرالأنيقة ويقررون أن مجموعةً مقدرة من الدول العربية والإسلامية قد رأت الهلال (ونحن جيبنا واحد) وهذه نظرية المفلسين .. أفطروا إخوان واتحاسبوا أخوان ( صوموا لرؤيتهم وأفطروا لرؤيتهم فإن غم عليكم ترا اخوانكم شافوا) مالكم مغلبين عيونكم التي أنهكها الشاي البنجقلي في زمانٍ مزقنا فيه فواتير القريفة والمزاج وأصبحنا نرمي الجبنة بعد أن كانت لزماناتٍ طويلة ترمينا .........



أسامة معاوية الطيب غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 12:00 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.