نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ > الســــــرد والحكــايـــــة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-05-2012, 09:48 AM   #[1]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي ما أجمل أن يكون لي وطن!...(خواطر من الاجازة).

(1)
بملامسة قوائم الطائرة لأديم مطار الخرطوم تنتاب المرء مشاعر جياشة...
أهو أحساس العودة الى الحضن الدافئ؟
أهو الحنين ال(جيني) الى الجذور كما يقول ألكس هيلي؟
لأن كان هذا أو ذاك ...أنها العودة الى الوطن ...وماأعظم الوطن ياأحباب!!...
كم آسى على أخوة في الدين والعروبة والأنسانية حرمانهم من مثل هذه المشاعر الباذخة!...
.....
..
بصوت هادئ انسابت كلمات المضيفة مرحبة بالمسافرين في مطار الخرطوم الدولي ...وفاجأتنا جميعا بأن درجة الحرارة هي 28 درجة مائوية!...
وبالفعل (داعبت) وجوهنا نسائم مشبعة ب(زيفة) أمطار يبدوا أنها قد توقفت لتوهها من بعد أن (غسلت) أديم المطار وانتزعت البسمات وال(قفشات) منا جميعا...
علق خمسيني ونحن على سلم النزول من الطائرة قائلا ...بالله ياجماعة شوفو النعمة دي؟
في الدوحة درجة الحرارة 40 ورطوبة (تلحم) وهنا الحرارة 28!
في نعمة ياجماعة أكتر من كدة؟
وبادره شاب قائلا ...ماتفرح كتير ياخال كدي بس أمرق من المطار دة وشوف الطين والعفن الفي الشوارع...فتفاجأ الشاب بكم النظرات العاتبة له ف...(زاغ) وسط النازلين
دخلنا الى (بهو) المطار واتجهنا الى (سيرالعفش) من بعد ان (سحب) كل مسافر (عربة عفش)... وفي لحظات كنا أمام ضباط الجمارك (العديدين)!...
أشارت لي (ضابطة الجمارك) بفتح حقيبة واحدة (فقط)! من حقائبي الثلاثة ونظرت داخلها ثم بأبتسامة وادعة أشارت لي بأقفالها وعندما هممت بفتح الحقائب الأخرى أوقفتني وقالت لي (عندك أي حاجة كهربائية؟ فأجبت نعم... لابتوب وكامرة تصوير)...فقالت لا داعي لفتح الشنط الباقية ومع السلامة ياابن العم!...
أكمل العامل الذي تكفل بمساعدتي لنقل العفش وضع الحقائب الثلاثة على عربة العفش وانطلقنا تجاه باب الخروج...
سألته عن أمكانية تحويل ما معي من (ريالات) فأشار لي الى اليمين فرأيت صفا قصيرا أمام بنك داخل الصالة!...
أتممت ب(يسر) تحويل مامعي الى جنيهات سودانية (جديدة)!
الحق يقال ... صالة المطار كانت مرتبة ونظيفة ...ولكني رأيت العديد من الذين يوحي (منظرهم) بأنهم من رجال الأمن يتوزعون في أرجائها !
سألت العامل مرة أخرى ...هل هناك من حوجة لأن أشتري لأهلي (سكرا أو لبنا) من السوق الحرة فقال لي ...يازول الأسعار برة أرخص وكل حاجة متوفرة!!
خرجت لأجد أبن أخي في أنتظاري وقد أكد لي هو أيضا حديث العامل عن عدم الجدوى من شراء شئ من السوق الحر...
عبرت بنا العربة (الأتوس) شارع المطار في جو ربيعي جميل زاده منظر الغروب روعة وألقا... ثم دلفنا الى شارع أفريقيا وبجوار مستشفى الأطباء واصلنا مسيرنا الى شارع (شرق) ميممين شطر الديوم الشرقية...
كم آلمني منظر برك المياه المتجمعة في أطراف الطرق التي سلكناها ...وقد علّق ابن أخي ضاحكا :
(دي الحالة رشة واحدة ياعم)!



عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-05-2012, 09:51 AM   #[2]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

(2)
صحوت حوالي الرابعة والربع صباحا على أذان الفجر وانتظرت حتى تأكدت من قول المؤذن (الصلاة خير من النوم) لأتوضأ وأخرج الى الزاوية المقامة في نادي الربيع المجاور لبيت اخي في الديم...
هالني السكون السائد اذ لا أثر لأحد من المصلين في باحة النادي!
عند ولوجي صحا أحد النائمين يتمدد على (عنقريب) بجوار (دكان) في مدخل النادي ...فرفع رأسه قليلا ونظر اليّ بنصف عين وكأنه قد أيقن بأن شكلي لا يدل على أنني (حرامي) ثم وضع يمناه على وجهه وعاد الى النوم مرة اخرى!
جلست لقرابة الثلث ساعة داخل النادي... وعندما لم يحضر أحد أو أجد (برشا) أصلي عليه يممت خارجا فأذا بذاك النائم عند باب الدكان يناديني
-في حاجة ياخال
-أنت الناس ديل مابيجوا لي صلاة الصبح والاّ شنو؟
-(صلاة صبح) شنو ياخال دة الأذان الأول...
-أذان أول شنو ياخي... أنا سامع (الصلاة خير من النوم بي اضاني دي)؟!
-(بضحكة) ديل ياخال ناس أنصار السنة بيقولوا (الصلاة خير من النوم في الأذان الأول)...
ثم أعاد وضع يمناه مرة أخرى على وجهه ومدّد رجليه فوق (كراب العنقريب) وعاد الى النوم...
قفلت راجعا الى البيت وجلست على فراشي قرابة النصف ساعة لأسمع صوتا آتيا من أحد المساجد ...لاهو بالأذان ولا هو بالمديح!... واظنه يقول (الصلاة والسلام عليك ياحبيب الله) وظل النداء يتردد مرات ومرات ! تلا ذلك الصوت نداء آخر يقول شيئا آخر ...ولا اذان البتّة
كنت مرهقا فرأيت أن اغفو قليلا وأنهض على صوت الاذان الثاني فما كان منّي ألاّ أن صحوت فجأة على أشعة الشمس وهي تلهب وجهي!
قمت على عجل وصليت الفجر (قضاء) وخرجت الى الطريق العام المجاور لبيت أخي يسبقني صوت صاحب(بوكس) الخضار وهو يصيح بمكرفون يدوي (يلا على الخيار والطماطم والبطااااااطسسسس) وكان يمد ألف البطاطس مدا ويموسق سينها بصوت مميز وظريف!
وبمجرد وقوفي على ناصية الشارع رأيت أحدهم (يدفر) طبلية بها (كانون) عليه (عيش ريف)*
نسيت ان أخبركم بأنني (أموت) في العيشريف المشوي فوق الفحم فما كان مني ألاّ أن طلبت من صاحبي أن يجهز لي 12 (قندول) أخذتها في كيس ودخلت الى البيت ولم أترك منها الاّ نصفها لأهل الدار!
نتوقف هنا ونواصل لاحقا بحول الله لأخبركم بقصة (الطشة) من بيتي!!!
(يتبع)
ـــــــــــــــــ
*ال(العيش ريف هو الذرة الشامية ياجماعة)



التعديل الأخير تم بواسطة عادل عسوم ; 05-05-2012 الساعة 10:06 AM.
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-05-2012, 10:32 AM   #[3]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

(3)
أصرّت عليّ زوجة أخي بالأفطار وهي تقول:
-(الليلة عاملة لي قراصة بي دمعة)...
لا أكتمكم ...لي (غرام) مع القراصة والدمعة خاصة عندما يكون الجو خريفي يكتنفه شئ من (همبريب)
تناولت افطاري في عجلة ثم هاتفني أخي (خالد) سائلا هل أحتاج الى (العربية) أو يقوم هو بايصالي الى حيث اريد ...
فقلت له دعك أنت في عملك وسأتدبر أنا أموري بأذن الله ...
وبالفعل أوقفت (أمجاد) وذهبت الى حيث صديقي الدوش صاحب (الموريات لتأجير السيارات) الكائنة بجوار نادي الضباط...
لم أجد عنده سوى (سوناتا 6سلندر) موديل العام الماضي ثم لا ندكروزرات ...حيث أفادني بأن بقية السيارات الصغيرة كلها مستأجرة ...
قلت له لابأس ...فقط تأكد لي من عمل (المكيف) أذ هو الأهم عندي...
(ركبت) الشارع وانا بعيد عهد بالتجول في مناحي الخرطوم التي زادت تعقيداتها بالتغييرات الكثيرة في (طرقها) من بعد أن حُدد أتجاه العديد منها وأستحدثت الكثير من الطرق الجانبية والعرضية!...
والحق يقال ...
ان (جل) الطرق مصانة صيانة جيدة ويندر أن تجد فيه (حُفرا) أو تشققات تؤذي سير المركبات...
جعلت نادي الضباط خلفي واتجهت الى شارع افريقيا ثم أنحرفت يسارا فوق نفق (عفراء) الى شارع عبيد ختم ثم يسارا أيضا الى شارع الستين حيث يقع بيتي هناااك في أقصى يساره...
صدقوني خلال عامين تغيرت الكثير من المعالم على شارع الستين ...عمائر كثيرة ومحطات بنزين جديدة و(super markets) فخمة وكبيرة وكذلك مطاعم عديدة ...
هذا وقد تناثر عارضوا الفواكه على يمين ويسار الطريق حيث يبين التفاح والعنب والخوخ في الواجهات!...
جعلت محطة (بشاير) للمحروقات على يساري وسرت على (الظلط) الداخل الى المعمورة حيث يفضي بي (عادة) الى بيتي (قيد التشطيب)...
فوجئت في البدء بالتغييرات يمينا ويسارا ووجدت نفسي اسير على غير هدى فشككت في أمر محطة المحروقات أهي بشاير أم غيرها؟
عدت أدراجي للتأكد وبالفعل وجدتها هي (لكن بيتي دة وينو)؟...
واصلت المسير الى داخل الحي وأنا أسأل عن المربع الذي يحوي بيتي فيفاجئني كل الناس بأنهم لايعلمون !
فأجوس خلال الطرق الداخلية وأنا (مصنقع) في العمارات والفلل الكثيرة دون جدوى...
ارتأيت بان أغير أتجاهي وأدخل الىى المرب عن طريق شارع مدني حيث سبق لاخي أن أوصلني عن طريق تلك الجهة في أحدى المرات...
وبالفعل عدت الى محطة بشاير وواصلت المسير حتى (لفة) دال ثم أتجهت يسارا وقبيل مبني كلية الخرطوم للعلوم الطبية الجديد وجدت طريقا ترابيا أتجهت منه غربا لأتوه مرة أخرى وسط المباني الكثيرة دون جدوى...
أوقفت سيارتي على جانب الطريق وأتصلت بأخي خالد ليدلني على اي معلم فأذا بهاتفه لايمكن الوصول اليه ...
نظرت الى الساعة فوجدتها تشير الى الثانية ظهرا ...
ولكن اذا بي ب(رقشة) تأتي مسرعة من الخلف فخرجت وأشرت اليها فوجدته صبيا يافعا (لا يزيد عمره عن الأثني عشر عاما)! ونظرت في مقدمة الركشة فلم أجد عليها لوحة !...
بادرني الشاب قائلا
-أيوة ياخال أي خدمة؟
ذكرت له رقم المربع ووصف مايحيط بالبيت فاعاد سؤالي:
-بتعرف بيتك دا ياخال؟
- أيوة بعرفو لو صلتو
وأعلمني الشاب بأنني قد تركت المربع المذكور على يميني ويمكنه أن يوصلني اليه ولكنه مشغول ...
بدا لي بأنه يستحي أن يطلب مني أجرا فقلت له :
-ماعليك حأديك 5 ألف -بالقديم ياجماعة-وتمشي قدامي لغاية ماتوصلني ...
فتهللت اساريره وتحرك أمامي وأنا خلفه...
بعد دقائق اشار لي بيساره بأن هذا هو المربع...
وقفت بأزائه و(أنزلت القزا)...
وبادرني سائق الركشة قائلا:
- أها ياخال كدا تقدر تعرف بيتك ؟
فالتفتُّ يمينا ويسارا ثم قلت له:
-كدي ياولدي أمشي لسة لي قدام لغاية ماأعرف المعالم كويس؟
وتحركنا ...
صدقوني كانت (يميني شمال وشمالي يمين) وفي كل مرة يتوقف الشاب ويسالني
- اها ياخال عرفت بيتك؟
فأجيبه بالنفي ونتحرك ثانية...
وفجأة توقف الشاب ونزل ووقف على يمين سيارتي وبادرني قائلا ...
-ياخال أنت مامتذكر أي حاجة واضحة جمب بيتك دة؟
فقلت:
- أنا متذكر أنو في عمارة بيضا من كم طابق وبيت تاني كان بيبنوا فوقو...
-الكلام دة كان متين ياخال؟
-قبل سنتين كدة...
فقال وأمارات الضيق بادية عليه:
- ياخال سنتين دي زمن طويييييل خلاص...ياخي أنت رقم بيتك دة كم؟
فاخبرته بالرقم ثم اتجهنا سويا الى (فرن آلي) كان بجوارنا وسألناهم فاكتشفنا بأنهم لايعرفون ارقاما للمنازل و(قطع الاراضي) في تلك المنطقة ...
فسالتهم عن بيت أحد أفراد اللجنة الشعبية فلم يدروا أيضا!...
قال لي الشاب غاضبا :
-ياخال أنت متأكد أنك عندك بيت هنا في الحتة دي؟!
وأضاف معليش ياخال ممكن تديني حقي وأتخارج أنا...
فما كان مني ألاّ أن ناولته الخمسة آلاف (خمسة جنيهات) وذهب...
حاولت الأتصال مرة أخرى بأخي خالد دون جدوى فقررت العودة الى الديم...
...
درت حول المخبز من الجهة الأخرى لأتجه الى ال(ظلط) فاذا بي أجد بيتي ملاصقا للمخبز من الجهة التي تطل على الميدان...



عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-01-2013, 05:32 PM   #[4]
آدم صيام
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية آدم صيام
 
افتراضي

اقتباس:

درت حول المخبز من الجهة الأخرى لأتجه الى ال(ظلط) فاذا بي أجد بيتي ملاصقا للمخبز من الجهة التي تطل على الميدان...






حبيب الروي والحرف
مع جمال سردك، ما زلت مدورا من الجهة التي تطل على الميدان.

أها اقول لك، أقسم بالله الذي لا إله إلا هو، ألطش منكم زي الما حصل وأسجل باسم آدم صيام،
وكان عندكم حقوق تجيني في محكمة ود نواي (حكمتنك) ريفي كوستي!!



آدم صيام غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18-08-2014, 02:08 PM   #[5]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آدم صيام مشاهدة المشاركة
اقتباس:

درت حول المخبز من الجهة الأخرى لأتجه الى ال(ظلط) فاذا بي أجد بيتي ملاصقا للمخبز من الجهة التي تطل على الميدان...






حبيب الروي والحرف
مع جمال سردك، ما زلت مدورا من الجهة التي تطل على الميدان.

أها اقول لك، أقسم بالله الذي لا إله إلا هو، ألطش منكم زي الما حصل وأسجل باسم آدم صيام،
وكان عندكم حقوق تجيني في محكمة ود نواي (حكمتنك) ريفي كوستي!!

شكرا لك ياحبيب



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 06:10 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.