قراءة في كتاب "تاريخ حياتي " لمؤلفه الشيخ بابكر بدري

[حسين عبدالجليل]

قراءة في كتاب "تاريخ حياتي " لمؤلفه الشيخ بابكر بدري


نبهتني احدي مقالات دكتور عبدالله علي ابراهيم لاهمية كتاب "تاريخ حياتي" للشيخ بابكر بدري , فسعيت للحصول عليه. وقد سعدت عندما وجدته سفرا ضخما مكونا من ثلاثة أجزاء تزيد مجموع صفحاته عن الف صفحة . يتناول الجزء الاول لمحات من تاريخ المهدية و حياة المؤلف في الفترة من 1861 و حتي سقوط الدولة المهدية في 1899 . يتناول الجزء الثاني حياة المؤلف بعد قيام الحكم الثنائي في 1899 و حتي أحالته للمعاش في 1929- و يغطي الجزء الثالث الفترة من 1929 الي 1954 و شملت تلك الفترة تاسيسه لمدارس الاحفاد.

تختلف رؤية بابكر بدري عن رؤية كثير من المؤرخين الوطنيين لبعض الوقائع التي حدثت في عهدي المهدية و الاستعمار فمعظم أولائك المؤرخين كانت رؤيتهم للاحداُث تغطيها غشاوة أنحيازهم التام لكل ماهو و طني سوداني و استهجانهم لمعظم مايصدر من ألاجنبي المستعمر- الا ان رؤية الشيخ لم تكن كذلك فهو كمعاصر و مشارك في بعض الوقائع التي كتب عنها أؤلائك المؤرخون - يقول مايراه حقا بغض النظر عن تاثير قوله علي "كرامتنا الوطنية" . فالرجل كان صادقا لدرجة الوقاحة احيانا . ولم لايكون كذلك فهو لم يكن محتاجا لصكوك غفران تثبت وطنيته - فقد شارك كجندي مع جيوش المهدي التي فتحت الخرطوم ومشي بقدميه مئات الاميال مع ود النجومي في متاهته لفتح مصر حيث ذاق ذل الاسر بمصر المحروسة –ثم عاد للسودان و شارك في كرري .

حياة حافلة بحوداث صنعت تاريخ بلادنا تجعل المرء يشعر بخجل شديد عندما يقارن بين ماهو متوفر لنا في العصر الحديث و ماانجزناه , و بين الفتات الذي كان متوفرا لذلك الشيخ الجليل و منه صاغ مشروعا وطنيا تنويريا مازال يشع رغم مرور نصف قرن علي وفاة مؤسسه .

من قراءتي للكتاب ( ومما دلني عليه مقال د. عبدالله علي ابراهيم - سالف الذكر ) استنتجت أن هنالك شخصيتين لعبتا دورا محوريا في تشكيل شخصية الفتي بابكر بدري و هما و الدته و شيخه الفقيه أحمد حامد الكراس .

اما والدته فقد كان قريبا منها جدا – لايخفي عنها اي شي فعله فهو مثلا يذكر القصة التالية في صفحة 93 من الجزء الاول وكان عمره آنذاك واحد و عشرون عاما " فمررت ببيت جارتنا زهرة فطلبتني للدخول عليها وهي راقدة وقالت لي (بطني توجعني فاعزم لي يافكي بابكر) و عندما قبضتها باصبعي أنقلبت فوق وركي و غنجت فدفعتها و مضيت لسبيلي . و عند وصولي لمنزلي صليت العشاء أماما . ولكني عند أضجاعي للنوم غالبتني نفسي بالمسير لزهراء . و غلب علي الهوي فوصلتها ووجدتها منفردة. سرت جدا بدخولي عليها و مكنتني من نفسها " .......أخبرت والدتي حينما أصبحت بكل ماحصل مني ومن زهراء......فاخذت والدتي تكرر قولها (افي .. افي) ... وكانت أمي تتفل اي تبصق علي الارض أثناء قولها ذلك" . أخذته والدته بعد ذلك معها وسافرا سويا لمبايعة المهدي و كانت كما يصفها أبنها "صماء العقيدة" في أيمانها بالمهدية و في الغالب تكون هي التي دفعته ليكون جنديا مجاهدا في صفوف المهدية . و قد رافقته والدته مع والده وزوجته و اخواته في حملة ودالنجومي لفتح مصر .

و عند وصولهم برفقة جيش ودالنجومي لمنطقة المحس أحس والده بأن جيشهم سيهزم فطلب منهم ترك نساء و اطفال عائلة البدري معه بمنطقة المحس وان يواصل الرجال مسيرتهم مع الجيش وهنا يذكر المؤلف التالي " وكانت والدتي الصماء العقيدة معنا في المجلس فهجمت علي والدي وقبضت علي خده و قالت له (هوي يا دا الراجل الكافر صد براك – من الله نحن ما صادين شيئ ) .......كان والدي يقول ذلك وهو علي يقين أن جيشنا سيهزم ومن أقواله (أن ولد النجومي بليد يسافر بلا مؤون) فقالت له والدتي (لا تتكلم في ولد النجومي رابع الخلفاء) و استمرت مؤمنة الي أن توفيت بامدرمان وهي تقول (أحي يارقيدة في ضل القبة) "- القبة التي تمنت والدته أن تدفن بقربها هي قبة المهدي .

اما شيخه الفقيه أحمد حامد الكراس الذي تتلمذ المؤلف علي يديه في الفترة من 1871 الي 1878 فقد كان شخصية غير عادية . كان الشيخ الكراس آنذاك فوق السبعين من عمره هو يدرس بمفرده مايقارب الاربعمائة تلميذ في خلوته من الساعة الرابعة صباحا وحتي الحادية عشر مساء . كان يستغل وقته استغلالا فذا . فالمؤلف يذكر أن شيخه كان يستحم يوميا في مخزن الخلوة و خلال فترة استحمامه اليومية كان التلاميذ يقفون خارج المخزن يسمعون له ماحفظوه وهو يصحح لهم( بصوته) قراتهم اثناء استحمامه . يقول المؤلف عن استاذه هذا " رغم أن حيران الخلوة كانوا يفيضون علي الاربعمائة طالب لم يكن له منهم مساعد و لا من غيرهم . كان , رحمه الله لايبالي باهل المال و لا أهل الجاه , و لا يقبل هدية من أحد " و لايسمح لتلاميذه أن يعملوا في مزرعة أحد و لايستغلهم للعمل في منزله. في موقع آخر يقول المؤلف " كان عادة فقهاء الخلوات أن يفزعوا حيرانهم للغابات يومين من كل أسبوع ليكثر الخشب لديهم ليبيعوا منه لحيران الخلوة و يستعملون منه في منازلهم , أما شيخنا فكان يجمع حطبه سنويا من البحر زمن الفيضان " أي أن ذلك الشيخ الجليل كان يمارس مانسميه اليوم حماية البيئة فهو لا يحبذ قطع أشجار الغابات بل ياخذ فقط الاخشاب التي يحملها النهر . و يمضي المؤلف فيقول " كان – رحمه الله – يمنعنا من عادات الخلوات المؤدية للدناءة كالشحتة بالشرافة في السوق أو في المنازل أو السعي لمآتم الاموات لنأكل لحم الصدقات " .


وقد سعي المؤلف بعد أكثر من اربعين عاما – عند فتحه لاول مدرسة لتعليم البنات بالسودان (تعليما مدنيا) بمدينة رفاعة – لان يحذو حذو أستاذه الكراس في تنظيم وقته و أخذ نفسه بالشدة و اتباع منهج أخلاقي صارم يطبقه علي نفسه أولا قبل أن يطلب من الآخرين اتباعه .

نواصل ان شاء الله في هذه السيرة العطرة لشخصية من اهم الشخصبات السودانيه في القرن العشرين ( ان لم تكن أهمهم)

[kabashi]

[align=justify]الأخ العزيز حسين عبد الجليل
تحياتي يا عزيز وشكراً على طرح قراءاتك في مذكرات هذا الشيخ الجليل فهي فوق أنها تغطي مرحلة تاريخية هامة (المهدية) شارك الرجل فيها منذ البدء وحضر نهايتها ، فقد اتسمت بالصدق المتناهي الذي يحكي فيه الوقائع دون حرج حتى من نفسه وبأسلوبه القصصي الذي يجعلك تعيش الواقعة و كأنها لوحة تراه لا كلمات تقرأها فإني رغم بعدي عن المهدية فكرة وقناعة لكني أرى هذا الكتاب من أعظم ما كتب في تاريخ المهدية وأصدق سيرة ذاتية طالعتها فلله دره من شيخ حكى عن نفسه كما حكى عن الأخرين دون ما تجمل ولا تعصب . [/align]

[عبد الغني كرم الله]

أخي حسين عبدالجليل..

السلام والمحبة

ياخي متابعين وشكري جزيلا، وطبعا للكتاب عدة طبعات، ويد (الرقيب)، لم تقصر تب، وشالت اجزاء مهمة جدا من هذه السيرة الذاتية الجرئية، والواسعة، والمهمة والتاريخيه، تستاهل ده كلو، ....

لك الشكر والمحبة والتقدير..
متابع..

[حسين عبدالجليل]

كباشي
و عبدالغني

مشكورين علي متابعتكم و كلامكم الطيب - سأعود مرة اخري إن شاء الكريم - للتعليق علي النقاط الهامة التي أثرتموها.

تحياتي و مودتي

[باسط المكي]

حسن عبد الجليل
وين انت والله انا ما صدقت ونا اجول في عالم
الشيخ باكر بدري
وواصل وواصصل منتظرين

[حسين عبدالجليل]

باسط المكي

انا اسعد بطلتك البهية يااخي و ساعود ان شاء الله لمتابعة تلك السيرة العطرة .

مودتي و تقديري

[حسين عبدالجليل]

الاخ كباشي:

مصداقا لكلامك حول مذكرات الشيخ التي "اتسمت بالصدق المتناهي الذي يحكي فيه الوقائع دون حرج حتى من نفسه" فانا اعتقد بان صدق المربي الجليل قد أدي لواحدة من اكبر المجازر الثقافية في التاريخ السودني وحرمنا من كتاب آخر هام كان قد قطع المؤلف فيه شوطا بعيدا فهو في ص 103 من الجزء الثاني من مذكراته يقول:
" بدأت في كتابة كتاب التاريخ للسودان و انجزت منه في أوائل سنة 1910 ست كراسات من ذات الاربع و ستين ورقة وفي سبتمبر من نفس السنة وصلني خطاب من المرحوم الشيخ محمد البدوي يطلب مني أن أحضر له ماكتبته, فأخذت كراريسي و ذهبت اليه . استلم الشيخ محمد مني الكراريس وقال لي: أتركها و أحضر لي غدا في نفس هذا الزمن . في نحو الساعة الرابعة من اليوم التالي رجعت له ووجدته قد أحضر نارا في موقد, و بمجرد دخولي عليه بدأ يقطع الكراريس كراسة كراسة ويلقيها في النار حتي أتي عليها كلها, ثم التفت الي و قال غاضبا " أنت جاهل بأخلاق السودانيين بكتاباتك الحقائق عنهم, فالناس لم يستعدوا في بلدنا بعد لقرعهم بالحقائق. وحينما يظهر هذا الكتاب سيدسون لك من يقتلك" لاتسل عما لحقني من الغضب, ولكن الرجل مهيب و لايمكن أن أصارحه برأيي او اختلف معه ولكن ظهر لي صدق ماتنبا به " .

و في أعتقادي أن الكتاب المحروق كان يحتوي الجزء الاكبر منه علي تاريخ المهدية وربما بعضا من تاريخ السودان في عهد التركية السابقة فالمؤلف في مذكراته قد كتب عن تقاطع حياته فقط مع بعض أحداث المهدية ولكنه بالتأكيد كان يعرف الكثير عن المهدية و عن التركية السابقة . و بفعلته تلك حرم الشيخ محمد البدوي الاجيال اللاحقة من كتاب تاريخ "صادق" حسب رأيه هو - و تلك لعمري كارثة كبري .

[خالد الحاج]

أتابع بمتعة والله يا حسين
وأعقد هنا مقارنة بين ما فعله الشيخ محمد البدوي وما يفعله بعض الناس في كتابات حفيد الرجل (شوقي بدري)..
كثيرا ما أحاور شوقي وأعلم يقينا أنه "لا يقول كل شيء " ونفس الأسباب تثار من هنا وهناك (الناس لم يستعدوا في بلدنا بعد لقرعهم بالحقائق) ؟؟
أمر علي كتابات سلاطين باشا أحيانا من باب المقارنة رغم قناعتي أن هذا النمساوي لا يعتد به كثيرا إن تعلق الأمر بصدق الرواية ، لأن الرجل لم يخلو من مرض (الناس لم يستعدوا) وقد تشرب عقلية السودانيين لطول مكوثه بينهم.
التأريخ الوحيد الذي يعتد به في السودان هو تأريخ الممالك القديمة وذلك لأنه يعتمد علي "آثار" دلت عليه ولأنه بعد عن الغرض ربما لطول الحقبة الزمنية أما تأريخنا الحديث فحدث ولا حرج

يديك العافية

[بابكر مخير]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين عبدالجليل

الاخ كباشي:

قال غاضبا " أنت جاهل بأخلاق السودانيين بكتاباتك الحقائق عنهم, فالناس لم يستعدوا في بلدنا بعد لقرعهم بالحقائق. وحينما يظهر هذا الكتاب سيدسون لك من يقتلك"


و بفعلته تلك حرم الشيخ محمد البدوي الاجيال اللاحقة من كتاب تاريخ "صادق" حسب رأيه هو - و تلك لعمري كارثة كبري .

الشيخان الجليلان، كانا على حق
الشيخ محمد البدوي؛ سيخ عالم ومن علمه أيضا التبحر في حقيقة شعبه وناسه السودانيين،،،،
نحن الي الأن!!! لا نقبل الحقيقة لول كانت لصالحنا،،، مصابين بداء النكران في أغلب الأمور إن لم تكن كلها،،، الحقيقة عندنا توصف دوما أنها حااااااااااااااااااااااااااارا..
وهذه حكمة الشيخ البدوي العالم
أما الشيخ بابكر بدري، فكان حالم يسودانٍ جديد،،، طفر برأيه طفرة لا تتوافق وبعد الإنسان السوداني وربنا ستر وهداهو في مشيتو للشيخ البدوي الذي لابد أنه ساعد في أن الشيخ بابكر بدري، عمر حتى أنجز جزء يسير من حلمه الكبير وكان كذلك على حق كبير في أن يسعى لرفعة وعي شعبه...
.................
إضافة الحبيب
اليوم الحبيب شوقي بدري يكتب بإسلوب جده،، الحقائق عارية
هل نتقبلها كلها
والله أصدقك القول:::
أنا في كتير من الأحيان لا أوافقه عليها
أها شن رأيك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مش أخير الكتب الإنحرقت

[حسين عبدالجليل]

الاخ عبدالغني

الطبعة التي قرأتها حققها دكتور بابكر علي بدري و نشرها في في عام 1990 و هو يقول في مقدمة طبعة الجزء الاول " فقد رأيت أنا عدم تغيير لغة الكتاب الا في حدود النحو و قواعد اللغة العربية .." اما في مقدمة الجزء الثاني فهو يؤكد بانه قد عدل النص الاصلي بعض الشيئ " قرأت الجزء الثاني فراءة جديدة متأنية أتأمل فبها المعاني لبعض الفقرات لاستخرج منها مايود المؤلف ايصاله للقارئ ...".

وفي الحقيقة انا متلخبط شوية فالمؤلف قد فرغ من تاليف مذكراته في عام 1954 فمتي تم نشر الطبعة الاولي ؟ ومن هو الذي قام بتعديل ( و رقابة) الطبعات اللاحقة ?

[حسين عبدالجليل]

الخال
و ودمخير

سعيد انا بممروركم الجميل و حارجع ليكم بعدين برواقه – حسع ماشي آخذ لي نومة حتي أجهز للعمل ( أو سباق الفيران – كما يقول الاميركان) في الصباح

لكما اطنان من التحايا و المودة .

[عبد الغني كرم الله]

الأخ العزيز حسين

محبتي...
ياخي الشكر ليك للتلخيص والتلعيق الجميل، وبالحيل نحن لا نحكي تاريخنا، ونخاف ونزور، ياخي حتى تاريخ الخلفاء الراشدين ممنوع من الصرف، نحن نحب نأله وبس.. ولمن حاول طه حسين كتابة الفتنة الكبرى، قامت الدنيا، وهي ده الحقيقة... يعني شنو يؤثر في الخلفاء الراشدين لو قالو عنهم الحقيقة، ....

حضرت ندوة للسيرة الذاتية في الوطن العربي، تكلم دراج، الاردني، وقال بأنها اغلبها مزور، ومرعوب، حتى مذكرات ناس الفكر زي لويس عوض، ود.زكي نجيب محفوظ، وهم ذاكرة للشعب، ولكن الخوف طبعا، بخلي الزول يتوارى خلف رجل صارم ومؤدب..

وكشف الحقيقة بيني وبينك صعب..
ومن السير الجرئية طبعا، والادبية الخبز الحافي، وبرضو مذكرات فدوى طوقان (رحلة صعبة رحلة جبلية)، تحس فيها بالصدق والجرأة..

ياخي متابعين ولي قدام..

[شوقي بدري]

الإبن حسين
بعد التحية
من شجع بابكر بدري علي كتابة التأريخ هو أرتين باشا الأرمني مفتش التعليم ، وكتب بابكر بدري بصدق وبصراحة كعادة أهله الرباطاب.
بابكر بدري كتب مذكراته في بداية الخمسينات ، وكون لجنة من عبيد عبد النور صاحب مدارس الأحفاد ومحمد شبيكة لمراجعة وطبع المذكرات ، والإثنين من خريجي رفاعة . محمد شبيكة أحد الثلاثة الذين كان يعجب به ناظرهم بابكر بدري وأطلق عليهم ألقاب ، أولهم شيخ لطفي وعزمي وحلمي . وعزمي هو لقب شبيكة وحلمي لقب أبوسن وشيخ لطفي صاحب مدارس شيخ لطفي في رفاعة وشبيكة صاحب مدارس النهضة في أم درمان جنوب بيت الخليفة.
ولهذا حذفت كثير من الأشياء التي تمس أهل رفاعة ، مثلا حادثة الشوش حذفت في الطبعة الأولي ولكن دكتور بابكر علي بدري أورد القصة ومن الذاكرة أقول أن بابكر بدري عندما ذهب لزيارة ابن عمه محمد مختار العامل وجده جالسا مقلوبة ومعه آل أبوسن منهم الهد وعبد الإله ، فأتت ذكري المتمة وكتلة عبد الله ود سعد ومحمد ود مختار كان عامل المهدية في المنطقة فقال أحد آل أبوسن ربما تزلفا لمحمد مختار الرباطابي لأنه عامل المهدية في المنطقة : (عبد الله ود سعد شنو الإضينة خجل بنات عمه) .
فرد مختار قائلا : (عبد الله ما ثبت وقال ما بتحصل مني حاجة بعدين يشتموني بيها كعب القالو ننشف محل ما نمطر وماتوا والقيد في رجلينهم ) . وكان يقصد أبوسن الذي صرح بمحاربة المهدية ثم استسلم ومات في سجن السائر في أم درمان .
فخرج الشوش ونادي بابكر بدري وقال له : (أنا جيت أوسطك لود عمك مختار لأنو قلع عيشي لكن بعد الكلام القالو ده أنا عافي ليه عيشي دنيا وآخرة ، وأب سن قال الكلام ده عشان يحرجني أنا لأنو عارف أنا في الزمن ده ما بقدر أرد عليه ، وأنا لو كان عندي بت كنت عرستها ليه ، ولو بقي لي خيل كنت أديتو أحسنها ) .
فرجع بابكر بدري للمجلس وكان الطعام قد أحضر فقالوا لمختار : (أكل يا العامل) .
فقال مختار : (أنا آكل عندكم أنا آكل سم وقال لأتباعه شدوا زواملنا ) .
وفي نفس اليوم استدعي أحد مساعديه وقال له تمشي تفتح مطامير الشوش تملاها من مطامير ناس أبوسن ، الفتريتة فتريتة والقصابي قصابي والمايو مايو .
من الأشياء التي لم تذكر في الطبعة الأولي وذكرت في الطبعة الثانية هو أن بابكر بدري ذهب لزيارة ابن عمه العامل مختار الذي كان مريضا في أم درمان ، وكان معه بعض ملازمي الأمير يعقوب "جراب الرأي" أخ الخليفة عبد الله ، ومنهم الحريري ودودية وداؤود -إذا لم تخني الذاكرة - فصفر الوابور الذي أتي بسبايا الجعليين ، فضرب أحد الملازمية فخذه وهو من الجوامعة وقال : ( كب أمش لي خليفة المهدي يديني جعلية أسويها سرية ) .
فغضب مختار حتى ورم أنفه ، ونهض حتى سقط ثوبه وظهر عاريا ، وصفع المتكلم وطرحه أرضا ، ورفس سموار الشاي وقال : (وكمان تشرب شاي في بيتي وتتكلم عن الجعليات ، خليفة المهدي يقدر يعمل الجعليات سراري لو ما أم درمان تقيد نار ) . وصار دمعه يجري من الغضب وهاجمته الحمي فرقد . فقال له بابكر بدري بعد انصراف الآخرين : (في جنس الوكت ده وفي الزمن ده تقول جنس الكلام ده ؟ ) . وكتب بابكر بدري أن مختار رد عليه قائلا : (أنا عارفك جبان ، أكتر من كده يسوا لينا شنو ) .
من الأشياء المسكوت عليها أن الخليفة عبد الله التعايشي تسرَ "أخذ إثنين من بنات الجعليين سراري " أحدهم زينب والثانية نخيل الجنة .
بابكر بدري ذكر أنه عندما عمل مع مختار كمحصل للضرائب في الجزيرة أن مختار ومساعديه كانوا قساة يعذبون الناس ويهتكون عرض النساء ، وأن بابكر بدري بعد أن لام نفسه كثيرا لم يقاوم الإغراء وذهب إلي سيدة ووجدها تطحن وقبضها من يدها وعندما سألته : (داير شنو ؟ ) قال لها : (دايرك إنت) .

الابن حسين
والله عمك بابكر مخير ده بيعرف أكتر مني ، وجده بابكر بدري وجده الأمير مخير أمير البادية وزعيم الزيادية وجده كذلك الأمير يعقوب جراب الرأي . بس هو بيؤمن بسياسة مافي لزوم وما كل الكلام بيتقال . وده المضيع البلد . وهو ذاته ضايع وفي حزب الأمة ما بيلقي حاجة لأنه لا بياكل ولا بيأكل . كدي أسألوه قولوا ليه لما ناس حزب الأمة سفوا وقرشوا في الديمقراطية الأخيرة هو وأخوه أحمد لقوا شنو غير التعب والضني . نحن الحمد لله بنقول الحقيقة كان فينا كان في غيرنا . عمنا محمد بابكر بدري كان يقول : (العندو الهوا يمسكوا ) . وكان بيقول أكتر مني ومات وما خلَ لي أولادو حاجة والناس نسوه . بل لقد حلق شاربه لأنه كان يقول : (الصادق لو فاز أنا بحلق شنبي) وفاز الصادق فحلق شنبه . لأنه كان يعتقد أن فوز الصادق مصيبة . لكنه ذهب وشاربه محلوق لتهنئة الصادق . وقال له الصادق : (شايفك حلقت شنبك) ؟ فرد قائلا ( أي عشان إنت فزت) .

التحية
شوقي

[بابكر مخير]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوقي بدري

بس هو بيؤمن بسياسة مافي لزوم وما كل الكلام بيتقال .
التحية
شوقي

الحبيب شوقي
سياستي دي
جاية من؟؟؟
ممكن تقول غرور ولا عزوة نفس وأنا بسميها
غشة في روحي...
القصد الحبيب
الزول البدس الشي الفيهو
دا نوع من الجبن
وإتا حسي إن جاك زول وقال ليك: يا أخي أنا الحاجة دي فعلن حصلت، لكن بنكرها، عشان خايف...
ما بتسكت تخليهو في ظقو، يتجلوط بيهو؟؟؟؟
أكان جدك، أكنا إتا، أكان ناس كتيير بعرفهم
ليه بتبادرو بي شيتكم
ما
لأنكم ما بتخافو إلا باري روحكم
ودي قمة الشجاعة
وعشانا
ياني منكم وأخاف أقول بالزود بي حق ناس ود مخير وجراب الرأي
بعمل بي سياستي دي،، وهي:
خلي الخلق للخالق
لك حبي وشوقي
(ما إتا شوقي من الشوق،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ن لكن ليكا إتا)

[بابكر مخير]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين عبدالجليل

الخال
و ودمخير

سعيد انا بممروركم الجميل و حارجع ليكم بعدين برواقه – حسع ماشي آخذ لي نومة حتي أجهز للعمل ( أو سباق الفيران – كما يقول الاميركان) في الصباح

لكما اطنان من التحايا و المودة .

الحبيب أبو علي
بالله شفتا الحال البيقينا فيها
النوم خزاز
والمشي؟ بس التقول فوق القزاز
إن تقلتا عليهو بينكسر
والدم من الجرح يندثر
ونبقى في الإسبتالية والتأمين الصحي والقروش، وتمن البيت ومشاكل الإمريكان الما بيرحمو إن ما عندك القرش (دولار يا صاحبي قال ليك) ،،، حالا خليها علي الله
مشكور إتا الحبيب على كشفك المغطى من كتابات
بالغت في الشجاعة،
ولينا في شوقي بدري
الإستمرارية في هذا النهج
ما أنا سلمتا الراية، بعد كنتا بقول بشيش
لك المودة والمحبة