عنترة بن شداد العبسي ( جينات سودانية متقدمة )
هذه قراءة من واقع الغبينة ..
***
عنترة العبسي .. هذا الفارس الأسود .. يقال أن أمه جارية سوداء من جواري بني عبس .. قاسَى كثيراً لينتزع إعتراف أبيه به .. و مما زاد الطين بِِِلة .. هيامه بإبنة عمه عبلة .. ثم إستغلال عمه لهذا الحب و الهيام ليدعم به المجهود الحربي للقبيلة و يحميها بشجاعة عنترة المندلقة تحت أقدام عبلة.
خواطره تتعلق بأهداب وطننا.. و شعره يتنفس خلجاتنا شهيقاً و زفيراً.. و بصفة خاصة المغتربين في الأرض.
قال عنترة في معلقته الشهيرة :
هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَـرَدَّمِ أَمْ هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ
الشعراء بلا شك هنا يعادلون المغتربين في الأرض .. فمن كثرة توهانهم و فقدانهم لتوازنهم صاروا يهيمون في كل بلد كصعاليك الشعراء ...و (المُتَرَدَم) هنا هي شوارعنا التي كلما رَدَم أحد الوُلاة الحُفر و الشقوق التي بها .. جاء الخريف الذي بعد الردْم مباشرة فيفضح مكنونات الردْم فيُعَرِّيها من الطبقة التي في سماكة ( الكِسْرة) .. فتفتح الحفرة ( خشمها ) و تقول : هل من مزيد.؟ فالشاعر يتساءل هل غادر المغتربون أصلاً هذه الشوارع المردومة ؟ لأن أهلهم يعانون و يعانون حتى موعد إجازاتهم لمشاركة أهلهم المعاناة نفسها.( هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَـرَدَّمِ ).
|